المجموع : 39
فَالمرد أَطول ملكهم في عمرنا
فَالمرد أَطول ملكهم في عمرنا / ما بَينَ مدة غَدوةٍ وَعَشاء
وَمَسجَن يَهوى القِتال مَمنع
وَمَسجَن يَهوى القِتال مَمنع / عَن قرنه ذي صَرخة وَدُعاء
بادي التململ خَلف حائط سجنه / حُب البُراز مُجيب كُل نِداء
في مَجلس ضَنك يَودُّ لَو أَنَّهُ / لاقى مُبارِزه بِجنب فَضاء
فَقَد السِلاح فَجال أَعزَل / جَولَةً وَمَضى إِلى الهَيجاء ذا خَيلاء
في حلة دَكناء قَد رفَعَت لَهُ / مِن جانبَيهِ بيمنة السَيراء
مُتشمراً متبختراً متكبرا / متطوّقاً بِعمامة سَوداء
كَم لَيلة ساهَرَت أَنجُمُها لَدى
كَم لَيلة ساهَرَت أَنجُمُها لَدى / عَرصات أَرضٍ ماؤُها كَسَمائِها
قَد سَيرَت فيها النُجوم كَأَنَّما / فَلك السَماء يَدور في أَرجائِها
أَحسَن بِها لَججا إِذا اِلتَبَس الدُجى / كانَت نُجوم اللَيل مِن حَصبائِها
وَإِذا تَنَفَسَت الصِبا في مَتنِها / حَكَت الدُروع بِحُسن وَشي رِدائِها
وَإِذا اِستَمَن بِها الهُبوب تَطايَرت / زَهر الكَواكب في بَسيط هَوائِها
وَتَرَجحت فيها السَماء وَلَم تَزَل / خَضراؤها تَرتَج في خَضرائِها
تَرنو إِلى الجَوزاء وَهِيَ غَريقة / تَبغي النِجاء وَلات حينَ نَجائِها
تَطفو وَتَرسب في اِصِطفاق مِياهِها / لا مُستَعان لَها سِوى أَسمائها
وَالبَدر يَخفق وَسطها فَكَأَنَّهُ / قَلب لَها قَد ريع في أَحشائِها
وَوَلهت مُذ زَمَت ركابك لِلنَوى
وَوَلهت مُذ زَمَت ركابك لِلنَوى / فَكَأَنني مُذ غبت عَني غائب
لاحَ الهِلال فويق مَغرِبه
لاحَ الهِلال فويق مَغرِبه / وَالزَهرة الزَهراء لَم تَغب
تَهوي دوين مَغيبها فَهَوَت / تَبكي بِدَمع غَير مُنسَكب
فَكَأَنَّها أَسماء باكية / عِندَ اِنفِصام سوارها الذَهبي
لَم يَكفِ ما قَد سَامَني بِغيابه
لَم يَكفِ ما قَد سَامَني بِغيابه / حَتّى تَلقَاني بِسَيف عِتابه
نَفسي الفِداء لِغائب عَن ناظِري / وَمحله في القَلب دونَ حِجابه
لَولا تَمتع مُقلَتي بِلقائِهِ / لَوَهَبتها لمبشري بايابه
فَالحَمدُ لِلّه الَّذي قَمع العِدا / وَأَقر أَعيننا بِعود رِكابه
يا سَيداً دانَت لَهُ السادات
يا سَيداً دانَت لَهُ السادات / وَتَتابَعَت في فعلِهِ الفعلات
وَتَواصَلَت نَعماؤهُ عِندي فلي / مِنهُ هبات خلفهنّ هَبات
نِعَم ثَنَت عَني الزَمان وَخَطبه / مِن بَعد ما هيبت لَهُ غَدوات
فادلت مِن زَمَنٍ منيت بغشمه / أَيامَ لِلأَيام بي سَطوات
فلميت آمالي لَدَيهِ حَياتِهِ / وَلِحاسِدي نعمى يَديهِ مَمات
أَولَيتَني مِنَناً تجلُّ وَتَعتَلي / عَن أَن يَحيط بِوصفهِنّ صِفات
فَإِذا نثثن بِمَنطق مِن مادح / فَالمَدح مني وَالثَناء صُمات
عَجنا عَن المِدَح الَّتي اِستحقَقتها / وَاللَهُ يَعلم ما تَعي النيات
يا ماجِداً فعل المحامد دينه / وَسَماحه صَوم لَهُ وَصَلاة
فَيبيتُ يَشفَع راجِياً بِتَطوع / مِنهُ وَقَد غَشى العُيونَ سُباتُ
فَالجودُ مِثل قِيامه وَسُجوده / إِن قَيس وَالتَسبيح مِنهُ عِداة
ما زالَ يَلفى جائِداً أَو واعِداً / وَعداً تَضايق دونَهُ الأَوقات
لِيَمينه بِالنَجح عِندَ عفاته / في لَيل ظَنَهُم البَهيم ثَبات
ذو همَةٍ عُلوية تُوفي عَلى / الجَوزاء تُسقط دونَها الهمّات
تَنأى عَن الأَوهام إِلّا إِنَّها / تَدنو إِذا نيطَت بِها الحاجات
وَعَزيمة مثل الحسام مَصونة / عَن أَن يُفل بِهِ الزَمان شباةُ
فَإِذا دَهى خَطب مُهم أَيد / خَلى العداة وَجَمعَهُم أَشتات
لِأَبي الحُسين سَماحة لَو أَنَّها / لِلغَيث لَم تَجدب عَلَيهِ فلاة
وَلَهُ مَساع في العُلى عَدَد الحَصى / في طَيءٍ مِن جلها مَسعاة
كَحيا السَحاب عَلى البِقاع سِماته / وَلَهُ عَلى عافي نَداه سِمات
يُحيي بِنائله نُفوساً مثلَما / يَحيا بِجود الهاطِلات نَبات
شادَ العَلاءَ أَبو الحُسين وَحازَهُ / عَن سادَة هُم شائِدون بُناة
سبّاق غايات تَقطَع دونَها / سِباقُها إِن مدت الحَلبات
فَإِذا سَعوا نَحوَ العُلى وَسَعى لَها / مُتَمَهِّلاً خَيَرَت لَهُ القَصَبات
مُستَوفز عِندَ السَماح وَإِن تَقس / أَحَداً بِهِ في الحلم قُلت حَصاة
طَود يَلوذ بِهِ الزَمان وَعِندَهُ / لَجَميع أَحداث الزَمان أَداة
بِيَمينه قَلَم إِذا ما هَزَّه / في أَوجِهِ الأَيام قُلت قَناة
في سَنَّه بَأس السنان وَهيبة / السَيف الحسام وَقَد حَوَتهُ دَواة
سُحبان عَيّا وَهُوَ عِيّاً باقل / عجل إِلى النَجوى وَفيهِ أَناة
وَسِنان إِلّا إِنَّهُ متنبهٌ / يَقظان مِنهُ الزَهو وَالأَخبات
لَم يَخطُ في ظُلمات لَيل مِدادِهِ / إِلا اِنجَلَت عَنّا بِهِ الظُلُمات
وَأَبو عَلي أَحمَد بِن مُحَمَد / قَد نَمَقَت عَني لَدَيهِ هنات
فَتَقاعَسَت دوني عَوائد فَضلِهِ / وَسَعَت سُعاة بَينِنا وَعِداة
فَافتله عَن طول العُقوق وَهَزَه / فَلَهُ لَدى فعل العُلى هِزات
وَاللَهُ ما شَأني المَديحَ وَبَذلِهِ / لِمُؤمِّل لِيَمينِهِ نَفحات
إِلا مُجازاة لِمَن أَضحَت لَهُ / عِندي يَدٌ أُغذى بِها وَأَقات
وَالمَسمعي لَهُ لَديّ صَنائع / أَيامُهنَّ لطيِّها ساعات
فَأَخالها عَهد الشَباب وَحُسنه / إِذ طابَ لي في ظِلِها اللذات
خُذها الغَداة أَبا الحُسين قَصيدة / ضيمت بِها الراءات وَالكافات
غَيَبنَ عَنها خِتلة أَخواتِها / عِندَ النَشيد فَما لَها أَخوات
وَلَو اِنَهُنَّ شَهِدنَ لاز / دَوَجَت لَها الغينات وَالأَلفات
فَاِسعَد أَبا عَبدالاله بِها إِذا / شقيت بِلَثغة مُنشد أَبيات
نَقَصَت فَتَمَت في السَماع وَالغيت / مِنها الَّتي هِيَ بَينَها آفات
صفيتها مَثل المَدام لَهُ فما / فيها لَدى حُسنِ السَماع قذاة
مَعشوقة تَسبي العُقول بِحُسنِها / ياقوتة في اللين وَهِيَ صَفاة
عَلوية حَسَنية مَزهوة / تَزهى بِحُسن نَشيدِها اللَهوات
ميزانها عِندَ الخَليل معدل / متفاعلن متفاعلن فِعلات
لَو واصل بن عَطاء الباني لَها / تُلِيَت توهم انها آيات
لَولا اِجتِنابي أَن يُملَّ سَماعها / لَأطلتُها ما خَطَت التاءات
فَطَرَبت طَربة فاسق متهتك
فَطَرَبت طَربة فاسق متهتك / وَعَفَفتُ عفة ناسك مُتَحرج
وَاللَهُ يَعلم كَيفَ كانَت عفَتي / ما بَينَ خلخال هُناكَ وَدُ ملج
راحَ إِذا علت الأَكُف كُؤوسَها
راحَ إِذا علت الأَكُف كُؤوسَها / فَكَأَنَّها مِن دونِها في الراح
وَكَأَنَّما الكاسات مِما حَولَها / مِن نورِها يَسبَحنَ في ضَحضاح
لَو بُثَّ في غَسَق الظَلام شُعاعَها / طلع المَساءُ بِغُرَةِ الإِصباح
نَفَضت عَلى الأَجسام ناصع لَونَها / وَسرت بلذتها إِلى الأَرواح
وَمُدامة لا يَبتَغي مِن رَبِهِ أَحَد
وَمُدامة لا يَبتَغي مِن رَبِهِ أَحَد / حَباه بِها لَدَيهِ مَزيدا
في كَأسِها صُور يَظن لِحُسنِها / عُرُباً برَزنَ مِن الجِنان وَغيدا
وَإِذا المَزاج أَثارِها فَتَقَسَمَت / ذَهَباً وَدُرّاً تَوأماً وَفَريدا
وَكَأَنَهُنَّ لَبسنَ ذاكَ مجاسداً / وَجَعَلنَ ذا لِنحورَهن عُقودا
وَلَهُ حُسام باتر في كَفِهِ
وَلَهُ حُسام باتر في كَفِهِ / يَمضي لِنَقض الأَمر أَو تَوكيده
وَمُتَرجم عَما يَجن ضَميره / يَجري بِحكمته لَدى تَسويدهِ
قلم يَدور بِكَفه فَكَأَنَّهُ / فلك يَدور بِنحسِهِ وَسُعوده
لِلّه أِخوان أَفادوا مَفخَراً
لِلّه أِخوان أَفادوا مَفخَراً / فَبِوَصلِهم وَوَفائِهم أَتكثر
هُم ناطِقون بِغَير أَلسِنة تُرى / هُم فاحِصون عَن السَرائر تُضمر
أَن أَبغِ مِن عرب وَمِن عَجَم مَعاً / علماً مَضى فيهِ الدَفاتر تخبر
حَتّى كَأَنّي شاهد لِزَمانِها / وَلَقَد مَضَت مِن دون ذَلِكَ أَعصر
خَطباء أَن أَبغ الخَطابة يَرتَقوا / كَفي ف كَفي لِلدَفاتر منبر
كَم قَد بَلَوت بِهِ الرِجالَ وَإِنَّما / عَقل الفَتى بِكِتاب علم يُسبَر
كَم قَد هَزمت بِهِ جَليساً مُبرَما / لا يَستَطيع لَهُ الهَزيمة عَسكَر
اِجعَل جَليسَك دَفتَراً في نَشرِهِ
اِجعَل جَليسَك دَفتَراً في نَشرِهِ / لِلمَيت مِن حكم العُلوم نشور
وَمُفيد آداب وَمُؤنسَ وَحشة / وَإِذا اِنفَرَدَت فَصاحب وَسَمير
فَكِتاب علم لِلأَديب مُؤانس / وَمُؤدب وَمُبَشر وَنَذير
يا مَن يُسرّ لِيَ العَداوة أَبدها
يا مَن يُسرّ لِيَ العَداوة أَبدها / وَاعمد بِجهدك يا مُنافق أَو ذر
لِلّه عِندي عادة مَشكورة / في مَن يُعاديني فَلا تَتَحير
أَنا واثق بِدُعاء جَدي المُصطَفى / لِأَبي غداة غَدير خُمٍّ فَاِحذر
وَاللَه أَسعدنا بارث دُعائه / في مَن يُعادي أَو يَوالي فَاِصبر
دَع حُب أَول مِن كَلَفت بِحُبه
دَع حُب أَول مِن كَلَفت بِحُبه / ما الحُب إِلّا لِلحَبيب الآخر
ما قَد تَوَلى لا اِرتِجاع لِطيبه / هَل غائب اللذات مثل الحاضر
إِن المَشيب وَقَد وَفى بِمَقامِهِ / أَوفى لَدَيَّ مِن الشَباب الغادر
دُنياكَ يَومك دونَ امسك فَاعتبر / ما السالف المَفقود مِثل الغابر
أَهلاً بِفطرٍ قَد أَنارَ هِلالُهُ
أَهلاً بِفطرٍ قَد أَنارَ هِلالُهُ / فَالآن فَأغدُ عَلى المدام وَبَكرِّ
وَاِنظُر إَلَيهِ كَزَورَق مِن فُضة / قَد أَثقَلتَهُ حُمولَةٌ مِن عَنبَر
بِأَبي الَّذي في لذاذة عُمرِهِ
بِأَبي الَّذي في لذاذة عُمرِهِ / مُستَقرض أَعمار سَبعة أَنسُرِ
مدَّ الهَوى بَيني وَبَينَك غاية / أَدنى مَداها خَلق يَوم المَحشَرِ
يا دُرُّ رُدَّ فَرائد الدُرِ
يا دُرُّ رُدَّ فَرائد الدُرِ / وَاِرفق بَعَبد في الهَوى حُرِّ
وَمَنارة في زيِّ صاحِبها
وَمَنارة في زيِّ صاحِبها / وَسَخاً تَراها رثة قذره
سَوداء منتنة فتحسبها / مَلطوخة بالكسب وَالعذره
بِأَبي الَّذي نَفسي عَلَيهِ حَبيسُ
بِأَبي الَّذي نَفسي عَلَيهِ حَبيسُ / مالي سِواه مِن الأَنام أَنيسُ
لا تُنكِروا أَبَداً مقاربتي لَهُ / قَلبي حَديد وَهُوَ مغناطيس