المجموع : 11
إِن كانَ قَد بَعُدَ اللِقاءُ فَوُدُّنا
إِن كانَ قَد بَعُدَ اللِقاءُ فَوُدُّنا / دانٍ وَنَحنُ عَلى النَوى أَحبابُ
كَم قاطِعٍ لِلوَصلِ يُؤمَن وُدُّهُ / وَمُواصِلٍ بِوِدادِهِ يُرتابُ
يا مَن إِذا لاحَت مَحاسِنُ وَجهِهِ
يا مَن إِذا لاحَت مَحاسِنُ وَجهِهِ / غَفَرَت بَدائِعُها جَميعَ ذُنوبِهِ
النَجمُ يَعلَمُ أَنَّ عَينِيَ في الدُجى / مَعقودَةٌ بِطُلوعِهِ وَغُروبِهِ
إِن كانَ في تَعذيبِ قَلبِيَ راحَةٌ / لَكَ فَاِجتَهِد بِاللَهِ في تَعذيبِهِ
لَو كانَ سَفكُ دَمي إِلَيكَ مُحَبَّبا / لَرَأَيتَني مُتَضَرِّجا بِصَبيبِهِ
لا تُلفَيَنَّ مُقارِناً
لا تُلفَيَنَّ مُقارِناً / مَن لا يَزينُ مِنَ الصِحابْ
فَالثَوبُ يَنفُذُ صِبغُهُ / فيما يَليهِ مِنَ الثِيابْ
جانَبتُ بَعدَكَ عِفَّتي وَوَقاري
جانَبتُ بَعدَكَ عِفَّتي وَوَقاري / وَخَلَعتُ في طُرُقِ المُجونِ عِذاري
وَرَأَيتُ إيثارَ الصَبابَةِ في الَّذي / تَهوى النُفوسُ مُمَحِّقَ الأَعمارِ
لا تَأمُرَنّي بِالتَسَتُّرِ في الهَوى / فَالعَيشُ أَجمَعُ في رُكوبِ العارِ
إِنَّ التَوَقُّرَ لِلحَياةِ مُكَدِّرٌ / وَالعَيشُ فَهوَ تَهَتُّكُ الأَستارِ
مَن تابَعَت أَمرَ المُروءَةِ نَفسُهُ / فَنِيَت مِنَ الحَسَراتِ وَالأَفكارِ
لا تُكثِرَنَّ عَلَيَّ إِنَّ أَخا الحِجا / بَرِمٌ بِقُربِ الصاحِبِ المِهذارِ
خَوَّفَتني بِالنارِ جُهدَكَ دائِباً / وَلَجَجتَ في الإِرهابِ وَالإِنذارِ
خَوفي كَخَوفِكَ غَيرَ أَنّي واثِقٌ / بِجَميلِ عَفوِ الواحِدِ القَهّارِ
أَقرَرتُ أَنّي مُذنِبٌ وَمُحَرَّمٌ / تَعذيبُ ذي جُرمٍ عَلى الإِقرارِ
اِنظُر إِلى زَهرِ الرَبيعِ وَما جَلَت / فيهِ عَلَيكَ طَرائِفُ الأَنوارِ
أَبدَت لَنا الأَمطارُ فيهِ بَدائِعاً / شَهِدَت بِحِكمَةِ مُنزِلِ الأَمطارِ
ما شِئتَ لِلأَزهارِ في صَحرائِهِ / مِن دِرهَمٍ بَهِجٍ وَمِن دينارِ
وَجَواهِرٍ لَولا تَغَيُّرُ حُسنِها / جَلَّت عَنِ الأَثمانِ وَالأَخطارِ
مِن أَبيَضٍ يُقَقٍ وَأَصفَرَ فاقِعٍ / مِثلِ الشُموسِ قُرِنَّ بِالأَقمارِ
ناحَت لَنا الأَطيارُ فيهِ فَأَرهَجَت / عُرسَ السُرورِ وَمَأتَمَ الأَطيارِ
دارٌ لَو اِتَّصَلَ البَقاءُ لِأَهلِها / لَم يَحفِلوا بِنَعيمِ تِلكَ الدارِ
فَاِنهَض بِنا نَحوَ السُرورِ فَإِنَّهُ / ما زالَ يَسكُنُ حانَةَ الخَمّارِ
فَاِشرَب مُعَتَّقَةً كَأَنَّ نَسيمَها / مِسكٌ تُضَوِّعُهُ يَدُ العَطّارِ
أَخفى دَبيباً في مَفاصِلِ شَربِها / وَأَدَقَّ أَلطافا مِنَ المِقدارِ
أَحكامُها في العَقلِ إِن هِيَ حُكِّمَت / أَحكامُ صَرفِ الدَهرِ في الأَحرارِ
يَرضى عَلى الأَقدارِ شارِبُها الَّذي / ما زالَ ذا سَخَطٍ عَلى الأَقدارِ
وَكَأَنَّها وَالكَأسُ ساطِعَةٌ بِها / ذَوبٌ تَحَلَّلَ في عَقيقٍ جاري
لا سِيِّما مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ / يَسبي العُقولَ بَطرَفِهِ السَحّارِ
فَضَلَ الغُصونَ لِأَنَّها مِن غَرسِنا / عِندَ التَأَمُّلِ وَهوَ غَرسُ الباري
قَد غَيَّبَ الزُنّارَ دِقَّةُ خَصرِهِ / حَتّى ظَنَنّاهُ بِلا زُنّارِ
مُتَنَصِّرٌ قَوِيتَ عَلى إِسلامِنا / بِالحُسنِ مِنهُ حُجَّةُ الكُفّارِ
قالوا أَيَصنَعُ مِثلَ هذا رَبُّكُم / وَيَرى فَسادَ صَنيعِهِ بِالنارِ
مَع مُسمِعٍ حَلَفَت لَهُ أَوتارُهُ / أَن لا تُنافِرَ رَنَّةَ المِزمارِ
فَطِنٍ يُحَرِّكُ كُلَّ عُضوٍ ساكِنٍ / تَحريكَهُ لِسَواكِنِ الأَوتارِ
شَدوٌ إِذا الحُلَماءُ زارَ حُلومَهُم / باعوا بِطيبِ السُخفِ كُلَّ وَقارِ
وَالشَدوُ أَحسَنُهُ الَّذي لَم يُستَمَع / إِلّا أَطارَ العَقلَ كُلَّ مُطارِ
ذا العَيشُ لا نَعتُ المَهامِهِ وَالفَلا / وَسُؤالُ رَسمِ الدارِ وَالأَحجارِ
لا فَرَّجَ الرَحمنُ كُربَةَ جاهِلٍ / يَبكي عَلى الأَطلالِ وَالآثارِ
فُرِشَ الفَضاءُ بِأَحمَرٍ وَبِأَصفَرِ
فُرِشَ الفَضاءُ بِأَحمَرٍ وَبِأَصفَرِ / وَبَدَت لَنا حُلَلُ الرَبيعِ المُزهِرِ
حُلَلٌ تُعَدُّ إِذا اِجتَهَدتَ مُقَصِّرا / في وَصفِها وَتَكونُ غَيرَ مُقَصِّرِ
هذي الرِياضُ كَأَنَّهُنَّ عَرائِسٌ / يَختَلنَ بَينَ تَمايُلٍ وَتَبَختُرُ
في جَوهَرٍ فاقَ الجَواهِرَ قيمَةً / لَو أَنَّهُ يَبقى بَقاءَ الجَوهَرِ
سِرٌّ أَسَرَّ بِهِ السَحائِبُ في الثَرى / فَأَذاعَهُ فَأَذاعَ أَحسَنَ مَنظَرِ
زَمَنٌ أَغَرُّ فَلَو شَرَيتَ بِطيبِهِ / طيبَ الجِنانِ لَكانَ أَربَحَ مَتجَرِ
وَالسَروُ تَثنيهِ الرِياحُ لَواعِباً / مِن فَوقِ جَدوَلِ مائِهِ المُتَفَجِّرِ
كَالجُندِ في خُضرِ المَلابِسِ حاوَلوا / أَمراً فَبَينَ مُقَلِّصٍ وَمُشَمِّرِ
زَمَنٌ مَتى أَبصَرتَهُ وَكَفَفتَ عَن / خَلعِ العِذارِ بِحُسنِهِ لَم تُعذَرُ
وافى عَلى أَثَرِ الشِتاءِ كَأَنَّهُ / إِقبالُ جَدٍّ بَعدَ أَمرٍ مُدبِرِ
فَكَأَنَّ ذلِكَ كانَ وَجهَ مُهَدِّدٍ / وَكَأَنَّ هذا جاءَ وَجهَ مُبَشِّرِ
وَردٌ كَوَجنَةِ كاعِبٍ قَد موزِحَت / فَتَراجَعَت خَجلى بِفَرطِ تَحَيُّرِ
فَكَأَنَّما النارَنجُ في أَغصانِهِ / أُكَرٌ خُرِطنَ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ
وَكَأَنَّ زَهرَ الباقِلاءِ دَراهِمٌ / قَد ضُمِّخَت أَوساطُها بِالعَنبَرِ
وَكَأَنَّهُ مِن فَوقِ خُضرِ غُصونِهِ / يَرنو بِمُقلَةِ أَقبَلٍ أَو أَحوَرِ
وَكَأَنَّما الأَترُنجُ أَكؤُسُ عَسجَدٍ / وَلَها مَقابِضُ مِن حَريرٍ أَخضَرِ
وَالنَرجِسُ الرَيّانُ بَينَ رِياضِهِ / يَرنو بِعَينِ الباهِتِ المُتَحَيِّرِ
وَالجُلَّنارُ يُريكَ في أَثوابِهِ / نَوعَينِ بَينَ مُزَعفَرٍ وَمُعَصفَرِ
يا جامِعاً زَهوَ المُلو
يا جامِعاً زَهوَ المُلو / كِ وَلُؤمَ أَخلاقِ التِجارْ
اِرجِع إِلى الفَقرِ القَدي / مِ فَقَد فَسَدتَ عَلى اليَسارْ
وَخَطَرْتَ في سُكرِ الغِنى / وَأَمِنتَ عاقِبَةَ الخُمارْ
أَبدَيتَ وَجهاً لِلعُفا / ةِ مُقَنَّعاً بِقِناعِ عارْ
لَو أَنَّهُ لُقّي الحِجا / رَ الصُمَّ أَثَّرَ في الحِجارْ
أَو كانَ تُرسَ مُحارِبٍ / لَاِرتَدَّ عَنهُ ذو الفَقارْ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ / وَإِذا دَعاكَ أَخو الغَوايِةَ فَاِسمَعِ
وَدَعِ التَزَهُّدَ وَالتَجَمُّلَ لِلوَرى / فَالعَيشُ لَيسَ يَطيبُ لِلمُتَوَرِّعِ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ / وَإِذا دَعاكَ أَخو الغَوايِةَ فَاِقبَلِ
وَدَعِ التَزَهُّدَ وَالتَجَمُّلَ لِلوَرى / فَالعَيشُ لَيسَ يَطيبُ بِالمُتَجَمِّلِ
وَاِشرَب مُزَعفَرَةَ القَميصِ سُلافَةً / مِن صَنعَةِ البَردانِ أَو قُطْرُبُّلِ
كَأسٌ إِذا رَمَتِ الهُمومَ بِسَهمِها / لَم يُخطِ نافِذُهُ سَواءَ المَقتَلِ
تَحلو وَتَعذُبُ في النُفوسِ كَأَنَّها / كَبْتُ العَدُوِّ ورَغمُ أَنفِ العُذَّلِ
حَمراءُ يَرحُبُ كُلُّ صَدرٍ ضيقٍ / مَعَها وَيُفتَحُ كُلُّ بابٍ مُقفَلِ
تَحكي ضِرامَ النارِ إِلّا أَنَّها / نارٌ لَعَمرُكَ لَيسَ تُؤذى المُصطَلى
لا سِيَّما مِن كَفِّ طاوِيَةِ الحَشا / تَرنو بِناظِرَتَي خَذولٍ مُطفِلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ / ناهيكَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
خَلَعَ الغَمامُ عَلى اِخضِرارِ سَمائِهِ / خِلَعاً فَبَينَ مُمَسَّكٍ وَمُصَندَلِ
وَعَلا عَلى الأَشجارِ قَطرُ سَمائِها / فَبَدَت لِعَينِ الناظِرِ المُتَأَمِّلِ
تَحكي قِبابَ زَبَرجَدٍ قَد كُلِّلَت / بِمُنَظَّمٍ مِن لُؤلُؤٍ وَمُفَصَّلٍ
وَأَتاكَ زَهرُ البَاقِلاءِ كَأَنَّهُ / يَرنو إِلَيكَ بِطَرفِ أَغيَدَ أَكحَلِ
وَالوَردُ يَخجَلُ كُلَّ نَوْرٍ طالِعٍ / فَتَراهُ مُنتَقِباً بِحُمرَةٍ مُخجَلِ
وَحَكى بَياضُ الطَلِّ في كافورِهِ / وَجهَ الخَريدَةِ في الخِمارِ الصَندَلِ
وَتَغَرَّدَت أَطيارُهُ فَحَكَت لَنا / نَغَماتِ مَعبَدَ في الثِقيلِ الأَوَّلِ
مِن كُلِّ صافِيَةِ الصَفيرِ إِذا دَعَت / أَغنَتكَ عَن صَنجٍ هُناكَ وَجُلجُلِ
وَكَأَنَّما الدُنيا عَروسٌ أَقبَلَت / في كُلِّ أَنواعِ المَلابِسِ تَنجَلي
أَسنى الأَماني كُلِّها
أَسنى الأَماني كُلِّها / وَأَجَلُّ مِنها ما يُنالْ
كَأسٌ وَمُسمِعَةٌ وَإِخ / وانٌ تُحادِثَهُم وَمالْ
اِزهَد إِذا الدُنيا أَنالَتكَ المُنى
اِزهَد إِذا الدُنيا أَنالَتكَ المُنى / فَهُناكَ زُهدُكَ مِن شُروطِ الدينِ