المجموع : 46
يا أَيُّها الشَمسُ الَّتي
يا أَيُّها الشَمسُ الَّتي / قَلبي لَها أَحَدُ البُروجِ
لَولاكِ لَم أَكُ مُؤثِراً / فُرُشَ الحَريرِ عَلى السروجِ
وَأَغَنَّ يَلعَبُ بِالهُمومِ كَما غَدَت
وَأَغَنَّ يَلعَبُ بِالهُمومِ كَما غَدَت / أَرماحُ قَومي بِالعُداة لَواعِبا
ذي نَغمَةٍ يَسبي القُلوبَ بِها رَشا / مِن عِندِ رضوانٍ أَتانا هارِبا
عُلِّقتُ جائِلَةَ الوِشاحِ غَريرَةً
عُلِّقتُ جائِلَةَ الوِشاحِ غَريرَةً / تَختالُ بَينَ أَسِنَّةٍ وَبَواتِرِ
خَزَّها أَرقّ مِنَ الهَوى
خَزَّها أَرقّ مِنَ الهَوى / وَأَرقَّ مِنَ جِسم الهَوا
عَذراءُ أَلبَسَها الحَيا / مِن نَسجِهِ ثَوبَ الحَيا
دارىَ الغَرامَ وَرامَ أَن يَتَكَتَّما
دارىَ الغَرامَ وَرامَ أَن يَتَكَتَّما / وَأَبى لِسانُ دُموعِهِ فَتَكَلَّما
رَحَلوا وَأَخفى وَجدَهُ فَأَذاعَهُ / ماءُ الشُجون مُصرّحا وَمجمجما
وَسايَرَتُهُم وَاللَيلُ غُفلٌ ثَوبُهُ / حَتّى تَراءى لِلنَواظِرِ مَعلما
فَوَقفتُ ثَمَّ محيّراً وَتسلّبت / مِني يَدُ الاصباحِ تِلكَ الأُنجُما
بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ
بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ / سفَهاً وَهَل يُثني الحَليمَ الجاهِلُ
يا هَذِهِ كفِّي فَإِنّي عاشِقٌ / مَن لا يَرُدُّ هَوايَ عَنها عاذِلُ
حُبّ اعتِمادٍ في الجَوانِحِ ساكِنٌ / لا القَلبُ ضاقَ بِهِ وَلا هُوَ راحِلُ
يا ظَبيَةً سَلَبَت فُؤادَ مُحَمدٍ / أَوَ لَم يُرَوّعكِ الهَزبرُ الباسِلُ
مَن شَكَّ أَنّي هائِمٌ بِكِ مُغرَمٌ / فَعَلى هَواكِ لَهُ عليّ دَلائِلُ
لَونٌ كَسَتهُ صُفرَةٌ وَمَدامِعٌ / هَطَلَت سَحائِبُها وَجِسمٌ ناحِلُ
دارَى ثَلاثَتَهُ بِلُطف ثَلاثَةٍ
دارَى ثَلاثَتَهُ بِلُطف ثَلاثَةٍ / فَثَنّى بِذاكَ رَقيبَهُ لَم يَشعُرِ
أَسرارَهُ بِتَسَتُّر وَأَوارهُ / بِتَصَبُّرٍ وَخَبالهُ بِتَوَقُّرِ
أَسَر الهَوى نفسي فَعَذبَها
أَسَر الهَوى نفسي فَعَذبَها / يَومَ الوِداع فَلَم أَطِق مَنعا
فَأذابَ حَرُّ صَبابَتي كَبِدي / وَأسالَها في جُنَّتي دَمعا
أَلَكُم إِلى الصبّ الشَجيّ مَعادُ
أَلَكُم إِلى الصبّ الشَجيّ مَعادُ / فَتَفُكَّ عَنهُ لِلأسى أَصفادُ
رَحَلَ اِصطِباري إِذ رَحَلتُم قائِلاً / أوبُ الأَحِبَّة بَينَنا الميعادُ
يا مَن ثَكِلتُ دُنوَّهُم وَوِصالَهُم / فَبَدا عَليَّ مِنَ الشُجوب حِدادُ
كَم بِتُّ مِنكُم بَينَ غُصنَي بانَةٍ / كالسَيف تَضغَطُ مَتنَهُ الأَغمادُ
إِنّي رأيتُكِ في المَنام ضَجيعَتي
إِنّي رأيتُكِ في المَنام ضَجيعَتي / وَكَأَنَّ ساعِدَك الوَثيرَ وِسادي
وَكأَنَّما عانَقتِني وَشكَوتِ ما / أَشكوهُ مِن وَجدي وَطول سُهادي
وَكأَنَّني قَبّلتُ ثَغرَكِ وَالطلى / وَالوَجنَتَينِ وَنِلتُ مِنك مُرادي
وَهَواكِ لَولا أنَّ طَيفَكِ زائِرٌ / في الغَبّ لي ما ذُقتُ طَعمَ رُقادي
أَكثَرتِ هَجري غَيرَ أَنَّك رُبَّما
أَكثَرتِ هَجري غَيرَ أَنَّك رُبَّما / عَطَفَتكِ أَحيانا عَليّ أُمورُ
فَكأَنَّما زَمَنُ التَهاجُرِ بَينَنا / لَيلٌ وَساعاتُ الوِصال بُدورُ
لَجّ الفُؤادُ فَما عَسى أَن يَصنَعا
لَجّ الفُؤادُ فَما عَسى أَن يَصنَعا / وَلَقَد نُصحتُ فَلَم أَرِد أَن أَسمَعا
أَسفي أَوَدُّ وَلا أَوَدُّ وَأغتَدي / وَأَروحُ أحفَظُ عَهدَ مَن قَد ضَيَّعا
ما كانَ ظَنّي أن أَجودَ بِمُهجَتي / حُبّا وَأقنَعَ بِالسَلامِ فأمنَعا
يا هاجرينَ قَد اشتَفَيتُم فارفَقوا / وَهَبوا لِعَثرَةِ عاشِقٍ لَكُم لعا
رُدّوا بِرَدِّكُمُ السَلامَ حُشاشَةً / لَم تَبقَ لَولا أَنَّ فيكُمُ مَطمَعا
أَنا في عَذابٍ مِن فراقِك
أَنا في عَذابٍ مِن فراقِك / سكرانُ مِن خمر اِشتياقِكْ
صَبّ الفُرادِ إِلى لِقا / ئِك وَارتِشافِك وَاِعتِناقِكْ
لا تَحسَبي أَنّي سَلَو / تُ لِما تَوالى مِن فِراقِكْ
هَذي جُفوني أَقسَمَت / لا تَلتَقي مالَم تُلاقِكْ
فَصِلي جَميلَ الظنّ بي / وَثِقي فَقَلبي في وِثاقِكْ
أَبصَرتُ طَرفَكَ عِندَ مُشتَجَرِ القَنا
أَبصَرتُ طَرفَكَ عِندَ مُشتَجَرِ القَنا / فَبَدا لِطَرفي أَنَّهُ فَلَكُ
أَوَلَيسَ وَجهُكَ فَوقَهُ قَمَراً / يُجلى بنيِّرِ نُورهِ الحَلَكُ
دُرّا بَعثتَ مُفصّلاً بِجُمانِ
دُرّا بَعثتَ مُفصّلاً بِجُمانِ / أَو رَوضَةً مِسكيَّةَ الريحانِ
لا بَل عُروسا قَد زَفَفتَ تولّدت / ما بَينَ فكرٍ ناقِدٍ وَبَنانِ
سَمعا لأمرك إِذ دعوتَ إِلى الَّتي / تَدَعُ القُلوبَ قَليلَة الأَحزانِ
أَمّا الكُؤوس فَقَد جَرَت ما بَينَنا / بَيدَي غَزالٍ ساحِرِ الأَجفانِ
خَنِثٍ يَسقيني المُدام بطُرفه / وَبِكَفِّهِ وَمَتى أَشأ غَنّاني
فِعلاً لعمرُك لم أَكُن لأضَيعهُ / لا تَحسَبنّا مِن بَني سَهوانِ
عَلِّل فُؤادَكَ قَد أَبَلّ عَليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ قَد أَبَلّ عَليلُ / وَاِغنَم حَياتَكَ فَالبَقاءُ قَليلُ
لَو أَنَّ عُمرَكَ أَلفُ عامٍ كامٍلٍ / ما كانَ حَقا أَن يُقالَ طَويلُ
أَكَذا يَقودُ بِكَ الأَسى نَحوَ الرَدى / وَالعُودُ عُودٌ وَالشَمولُ شُمولُ
لا يَستَبيكَ الهَمُّ نَفسَكَ عَنوَةً / وَالكأسُ سَيفٌ في يَدَيكَ صَقيلُ
بِالعَقلِ تَزدَحِمُ الهُمومُ عَلى الحَشا / فالعَقلُ عِندي أَن تَزولَ عُقولُ
وَلَقَد شَربتُ الراح يَسطَعُ نُورُها
وَلَقَد شَربتُ الراح يَسطَعُ نُورُها / وَاللَيلُ قَد مَدَّ الظَلامَ رِداءَ
حَتّى تَبدّى البَدرُ في جَوزائِهِ / مَلِكا تَناهى بَهجَةً وَبَهاءَ
لَمّا أَرادَ تَنَزُّها في غَربِهِ / جَعَلَ المظَلَّةَ فَوقَهُ الجَوزاءَ
وَتَناهَضَت زُهرُ النُجوم يَحُفُّهُ / لألاؤها فاِستَكمَلَ اللألاءَ
وَتَرى الكَواكِبَ كالمَواكِب حَولَهُ / رُفِعَت ثُرَيّاها عَلَيهِ لِواءَ
وَحَكَيتُهُ في الأَرضِ بَينَ مَواكِبَ / وَكَواعِبَ جَمَعَت سَنا وَسَناءَ
إِن نَشَرت تِلكَ الدُروع حَنادِساً / مَلأت لَنا هَذي الكُؤوسَ ضِياءَ
وَإِذا تَغَنَّت هَذِهِ في مَزهَرٍ / لَم تَألُ تِلكَ عَلى التَريك غِناءَ
غَلَبَ الكَرى وَدَنَت مَطايا الراحِ
غَلَبَ الكَرى وَدَنَت مَطايا الراحِ / وَاِشتَقنَ شَدوَ حُداتها النُصاحِ
فاِبعَث نَشاطَ سُؤمَها وَحَسيرَها / بغناءِ حاديها أَخي الأفصاحِ
لِيُقيمَ ذاكَ العودُ مِن رَسم السُرى / وَيَعودَ في الأَجسام بالأَرواحِ
فَنَسيرَ في طُرق السُرور نَهتَدي / بحُفيِّهنّ بِأنجُم الأَقداحِ
لَو زُرتَنا لَرَأيتَ ما لَم تَعهَدِ
لَو زُرتَنا لَرَأيتَ ما لَم تَعهَدِ / ذَوبَ اللجَينِ خَليطَ ذَوبِ العَسجَدِ
نُطُفٌ يُجمّلُها فَقاقِعُ مِنهُ ما / جَمَدَت لِتَحفَظ جِسمَ ما لَم يَجمَدِ
أزفَ الصيّامُ وَزارَ نورُ النَرجَسِ
أزفَ الصيّامُ وَزارَ نورُ النَرجَسِ / فَلَقيتُ زَورَتَهُ بِحَثّ الأكؤُسِ
في لَيلَةٍ دارَت عَليّ نُجومُها / حَتّى سَكِرتُ بِكَفّ قوت الأَنفُسِ
خَودٌ تَمَلَّكَتِ الفُؤادَ فَريدَةً / بِنَدى الثَنايا وَالمُحَيّا المُشمِسِ
وَجَعَلتُ نَقلي ذكرَ موصل زفرَتي / فَجَمَعتُ أَشتاتَ المُنى في مَجلِسي
وَلَقَد ذَكرتُ فُرادَ عَيني قُرّةً / هول السبال وَخِزي رَبّ البُرنُسِ