القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 25
خَدعُ الخدودِ يَلوحُ تَحتَ صَفائِها
خَدعُ الخدودِ يَلوحُ تَحتَ صَفائِها / فَحَذَارِهَا إنْ مُوِّهَتْ بِحَيائِها
تِلكَ الحَبائِلُ لِلنُفوسِ وَإنّما / قطْعُ الصَّوارِم تحتَ رَوْنَقِ مائِها
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ / عتْباً تفضَّض خدُّهُ وتَذَهَّبا
وتوقَّدَتْ في الرَّوْضِ من وَجنَاتِهِ / نارُ الحياءِ يشبُّها ماءُ الصِّبَا
خَطَّتْ سَوالِفُهُ عَلَيها رُقيةً / لَمّا تَثَعْبَنَ صُدْغُهُ وتَعَقْرَبَا
عَذْبُ المُقَبَّل إنْ تَحَدَّثَ أسكَرَتْ / أَلفاظُهُ وَإِذا تَنَفَّسَ أَطْرَبا
مُتَغَضِّبٌ دَلّاً فَلَستُ بمُدْرِكٍ / مِنهُ الرِّضا إِلّا بأَنْ أَتَغضَّبا
أَلِفَ الصُّدُودَ وَحينَ أَسرَفَ أَسعَفا
أَلِفَ الصُّدُودَ وَحينَ أَسرَفَ أَسعَفا / فَاِزْوَرَّ عَتْباً ثمَّ زارَ تَعَطُّفا
لَبِسَ الدُّجَى في لَيلَةٍ هوَ بَدرُها / وَالبَدْرُ أَشهَرُ ما يَكونُ إِذا اِختَفى
طَلَع الهِلالُ وَقَد بَدا مُتَلَثّماً / حَتّى إِذا حَسَرَ اللِّثامَ تَنصَّفا
يا طَرْفَهُ ما لي أَراكَ خلَقت لي / داءً فَهَلّا كنت لي مِنه شفا
واهي مَناط الخَصْرِ سُنَّةُ عَيْنِهِ / تقْتَصُّ في قتل النُّفُوس وتُقْتَفَى
يَبدو فَتَقرأُ في صَحيفَةِ خَدِّهِ / من مَشْقِ أقلامِ المَلاحةِ أحرُفا
ذو وَجْنَةٍ نُقِشَتْ بنُقْطَة خالِهِ / ونباتِ عارِضِه فَخيلَتْ مُصْحَفَا
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ / عكَفَتْ ذخائِرُهُ عليه تبدّدُ
ليلٌ من الألفاظ يُشْرِق تحتَهُ / فَلَقُ المعاني فهو أبيضُ أسودُ
يفْتَرُّ عن دُرَرٍ تكاد عُقُودُها / من لِينِ أعطافٍ تحلُّ وتعقِدُ
أخلَى فَصَدَّ عَنِ الحميمِ وما اِخْتَلَى
أخلَى فَصَدَّ عَنِ الحميمِ وما اِخْتَلَى / ورأى الحِمَامَ يغُصُّهُ فَتَوسَّلا
ما كانَ واديهِ بِأوَّلِ مَرتعٍ / ذَعَرَتْ طُلاوتُهُ طَلاهُ فَأجْفلا
وإذا الكريمُ رأى الخُمُولَ نَزِيلَهُ / في بَلدةٍ فالحَزْمُ أن يترحَّلا
كَالبدرِ لَمّا أَنْ تَضاءَلَ جَدَّ في / طَلَبِ الكَمالِ فَحازَهُ متَنقّلا
سفَهَاً لحلْمِكَ إِنْ رَضِيتَ بمشْرَبٍ / رَنِقٍ ورزقُ اللَّه قَد مَلأَ المَلا
ساهمتَ عِيسَك مُرَّ عيشكَ قاعداً / أَفَلا فَلَيْتَ بِهِنَّ ناصِيةَ الفَلا
فارِقْ تَرُقْ كالسَّيف سُلَّ فبان في / مَتْنَيْهِ ما أَخفى القرابُ وأَخملا
لا تَحْسَبَنَّ ذهابَ نفسكَ مِيتَةً / ما الموتُ إلّا أن تعيش مُذَلّلا
للقَفْر لا للفَقْر هبها إنَّما / مَغناك ما أَغناك أَن تَتَوسَّلا
لا تَرْضَ مِن دُنْياكَ ما أَدناكَ مِن / دَنَسٍ وَكُن طَيْفاً جَلا ثُمَّ اِنجَلا
وصِلِ الهجيرَ بهجرِ قومٍ كُلَّما / أَمطَرتَهم عَسلاً جَنَوْا لك حَنْظَلا
من غادِرٍ خبُثَتْ مَغَارِسُ وُدِّهِ / فإذا مَحَضْتَ له الودادَ تأَوَّلا
أو حِلْفِ دهرٍ كيف مالَ بِوجهِهِ / أَمْسَى كذلك مُدْبِراً أو مُقْبِلا
للّهِ عِلْمِي بالزَّمان وأهْلِهِ / ذَنْبُ الفضيلةِ عندَهُم أَنْ تكملا
طُبِعُوا على لُؤْم الطِّباع فخَيْرُهُم / إنْ قلتُ قال وإنْ سكَتُّ تَقَوَّلا
أنا مَن إذا ما الدَّهْرُ هَمَّ بخَفْضِهِ / سامَتهُ هِمَّتُهُ السِّماكَ الأَعْزَلا
واعٍ خطابَ الخَطْبِ وهو مجمجمٌ / راعٍ أَكلَّ العيسَ من عَدَم الكلا
لا أَسْتَكينُ لحادثٍ فإذا طَغَى / غامرتُ فيه مُشَمِّراً إنْ ذَبَّلا
زَعمٌ كمُنْبَلج الصَّباح وراءَهُ / عَزْمٌ كَحَدِّ السَّيْف صادف مَقْتَلا
مُتَنَطّسٌ ركضَ الأُمُور أوابِيا / شُمساً فَرَاضَ صعابَهُنَّ وذلَّلا
سل بي فكم بؤسٍ أغرّ مُحَلَّجٍ / أقبلتُه يأساً أَغَرَّ مُحَجَّلا
وَإِذا أَطالَ لدى ابن محمودٍ يدي / صاحبتُ أَيْمانَ النَّدَى مُتَطَوِّلا
مَلِكٌ كَفَتني كَفُّهُ أَنْ أَجْتَدِي / وأَجَلَّني فأبيتُ أن أَتَبَدَّلا
يَمَّمْتُ جانبَهُ جَنيبَ خَصاصةٍ / فرحلتُ مَرْعِيَّ الجناب مُخَوَّلا
فَقْرٌ تَبَسَّمَ عن غِنىً ومُؤَمّلٍ / صَدَقَتْ فَرَاسَتُهُ فَآبَ مُمَوَّلا
يا بَرقُ هَل لَكَ في اِحتِمالِ تَحِيَّةٍ / عَذُبَتْ فكانتْ مثلَ مائكَ سَلْسَلا
باكِرْ دمشقَ بمشقِ أقلامِ الحَيا / زُبُرَ الرِّياض مُرْصَّعاً ومكلَّلا
وَاجْرُرْ بجَيْرُونَ ذُيولكَ وَاِختَصِصْ / مغَنىً تأزَّرَ بالعُلَى وتَسَرْبَلا
قِفْ مِن بَني شَيْبَانَ حينَ تَقبَّلَتْ / نجوَى المُنَى وتقابلتْ شُهُبُ العُلَى
حيث النَّدَى الربعيُّ محلولُ الحُبَى / والوابِلُ الرَّبعيُّ مَفْرِيُّ الكُلَى
عَرِّضْ لِذِي المَجْدَيِن بي وأَبِنْ لَهُ / جُمَلاً أَبَت لي أَنْ أُرَى مُتَجَمّلا
فَهُناكَ تلقى العَيشَ أخضَرَ ناضراً / والعزّ أقعسَ والحباءَ مُكَمَّلا
في ظلِّ أَرْوَعَ ما تبسَّمَ ضاحكاً / لعُفَاتِهِ إلّا غَدَوْتَ مُبَجَّلا
كَالغَيثِ غَوثاً والحِمامِ حَميّةً / وَالبَحرِ بَحراً والهلالِ تَهَلّلا
مَولايَ عبدُكَ ما أقام لأن رَجا / مَولىً سِواكَ ولا تَجلَّدَ أنْ سَلا
أدعوكَ دعوةَ واحدٍ لا واجِدٍ / بدلاً إذا الكَلِفُ المَشُوقُ تبدَّلا
قد كان جَدّي مُقْبلاً لو أَنَّني / مُذْ غبتُ عنك وجدتُ وجهاً مُقْبِلا
خَوَّلتني وعمَّمتني وعشيرتي / قُلٌّ فَصرتُ بك المعمَّ المُخْوِلا
وغَدَوْتَ أحفَى بي وأرأفَ مِن أبي / وأَبَرَّ من أَخي الشقيق وأَوْصَلا
أَشكو نَواكَ إِلى سِواكَ وَأَنثني / مِن حَملِ صَدّك بَعدَ فقْدِكَ مُثْقلا
أَنا غَرسُ أَنْعُمِكَ الّذي غذَّيْتَهُ / خَطَراتِ عَطفِكَ فَارتَوى وتَهَلَّلا
أصبحتُ تلفِظُني البلادُ كأنَّني / لفظُ البليدِ أَكنَّ لفظاً مُشْكِلا
وأشدُّ ما أشكوه أنّك مُعْرِضٌ / وا ضَيْعَتي إنْ كان ذلك عن قِلَى
نبئي تبلَّج فجرُهُ عن أَبلجٍ / خُتلتْ به ثوبُ الزّمان ليختِلا
قالوا الخِضَمُّ أتى بأَنْفَسِ دُرَّةٍ / قدراً فقلتُ بل الغَضَنْفَرُ أَشبَلا
صَدقَ القَريضُ وما جرى فَألٌ بِهِ / هَذا نَصيرُ المُلْكِ فَلتَطُلِ الطُّلَى
هَذا الَّذي يَغشى السَّوابقَ في غدٍ / كَأَبيهِ وَهو اليومَ أَكرمُ مَنْ تَلا
عُرِفَتْ سِماتُ سَمِيِّهِ في وجههِ / رأياً شِهابيّاً وَعَزْماً قَلْقَلا
يا كافلي بنَدَى أبيه أَبْقِهِ / حتّى تَكونَ بِوارثي مُتَكفِّلا
ومُنيلَ محمودٍ به أقضي المنى / بلِّغْهُ في مَحمودِهِ ما أَمَّلا
وأَدِمْ على الأيّام مجدَ مُؤمّلي / حتّى تَراهُ مُفَرِّعَاً ما أَصَّلا
لا زلتَ تُزْجي كلَّ يومٍ عارضاً / وتسُلّ أَبيض في النوائبِ مِفْصَلا
يدعو إليّ وما يهشُّ إلى أبٍ / ويزلُّ عن أيدي القوابلِ مُقْبلا
مهديُّ دولته نتيجةُ مهدِهِ / وفِصَالُهُ في أنْ يُشيرَ فَيفصِلا
يسمو إلى جدبِ العيانِ وما جنى / ويقولُ أوَّلَ ما يقول فيفعلا
ضَمِنَتْ لَهُ أَجدادُهُ وَجدودُهُ / عَدَمَ النظيرِ فَجاءَ أَوحَدَ أَكمَلا
كَالسَّيْفِ جَوهَرُهُ وَعُنصُر ذاتِهِ / صفواً فأغْنَتْهُ الصِّفاتُ عن الكُلَى
إن كول شَأوك فَهوَ كملُ سَوابِقٍ / ما زال آخِرُهُم يقوّي الأوَّلا
نَسَبٌ كَما اِتّسقَتْ أنابيبُ القَنَا / كسبَ العلاءَ صغيرُهَا لمّا عَلا
وا رَحتمي لِلحاسِدينَ فَإِنَّهم / قَرَعُوا إلى الآمال باباً مُقْفَلا
اللَّهُ أَحْوَطُ للعُلَى من أنْ يرى / ساحاً معطَّلَةً وسَرْجاً مُهْمَلا
يا مُوطِئي عُنُقَ الزَّمانِ وقد لقي / عنّي فصرتُ من المتونِ كلاكلا
ومُسَرْبلي من وفرِهِ وولائِهِ / بُرداً بتيجانِ النُّجومِ مُذَيَّلا
أَصْفَيْتَني فَحَبَاكَ صفْوُ خواطري / مدحاً تخالُ من الجلال تَغَزُّلا
وكَذاكَ أصبح فيك شِعري كلُّه / قَوْلاً وأصبح في سواك تَقَوُّلا
أفدي عُلاك منادياً ومناجياً / وأَقي حِماكَ مُخاطِباً وَمُراسِلا
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ / متجرِّمٌ جانٍ على أحبابهِ
ما زالَ يُضمِرُ غَدرَهُ مُتعَلّلاً / بوُشاته مُتَسَتِّراً بكُذّابهِ
حتّى تَحدَّثَ ناظِراهُ فَحَلَّلا / ما كانَ أَوثقَ مِن عُرَى أَعتابهِ
وَاللَّهِ لَوْلا ما يَقومُ بِنَصرِهِ / مِن نارِ وَجنَتهِ وَماءِ شَبابِهِ
لأَبَحْتُ ما حَظَرَ الهَوى مِن هَجرِهِ / لِيَصحّ أو حرَّمْتُ حِلَّ رِضابهِ
وَلَكانَ مِن دينِ المُروءَةِ تَركهُ / فالصَّبْر أعْذَبُ مِن أَليمِ عَذابِهِ
حَتَّامَ أُقْبِلُ وهو ثانٍ عِطْفَهُ / وَالحُبُّ يَحمِلُني عَلى اِسْتِجذابِهِ
وَأَقولُ غَرطنّ غَيَّ وُشاتِهِ / رشداً فأرجو أن يفيق لِما بهِ
وَإِذا تَغيّرهُ لِمَعنىً باطِنٍ / لا خَوفَ عاتِبِهِ ولا مغتابِهِ
يا ظالِماً أَعطى مَواثِقَ عَهدِهِ / بِوفائِهِ وَالعُذرُ مِلءُ ثِيابِهِ
زيَّنْتَ لي وجْهَ الغرور بموعدٍ / كذِبٍ فوا ظَمَأي لِلَمْعِ سرابِهِ
ونبذْتَني نَبْذَ الحَصَاة مُضَيِّعاً / ودّاً بَخِلت بِهِ على خُطّابِهِ
ما كان وصْلُك غيرَ هَجْعَةِ ساهرٍ / غَضِّ الجفونِ فريّع في أَهيابِهِ
آهاً لِهَذا القَلبِ كَيفَ خدعْتَهُ / مُتَصنِّعاً فَسَكَنْتَ سِرَّ جَوابِهِ
وَلِناظِرٍ كَتَبَتْ إِلَيك جُفونُهُ / خَبَراً فَما أَحسنْتَ ردّ حجابِهِ
هَذا هَواكَ محكَّماً ما ضرَّهُ / ما قَطع الحُسَّادُ مِن أَسبابِهِ
وَمَكانُكَ المَأهولُ مُحكٌم لم يَحْلُلْ به / أَحدٌ سِواكَ ولا أَقامَ بِبابِهِ
وأنا الّذي جَرَّبْتُهُ فوجدتُهُ / ماءً تَقَرُّ النَّفْسُ باِستِعذابِهِ
فَإِنِ اِستَقمتَ فأنتَ أَنت وَإِنْ تَزُغْ / فالْبَغْيُ مَصْرَعُهُ على أربابِهِ
أَيا صِنْوَ مائدةٍ لأَكْرَمِ مَطعَمٍ
أَيا صِنْوَ مائدةٍ لأَكْرَمِ مَطعَمٍ / مَأهولة الأَرجاءِ بالأَضْيَافِ
جَمَعت أَياديهِ إِليّ أيادي ال / أُلّافِ بَعدَ البَذْلِ للآلافِ
وَمِنَ العَجائِبِ راحَتي مِن راحَة / مَعروفَة المَعروفِ بِالإِتلافِ
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي / هل كنتَ من بَيْنٍ على ميعادِ
أَمْ قدْ شَجَاكَ على قضيبكَ أنّني / لِنَوَى قضيبِ البانةِ المَيَّادِ
وأراك يا غُصْنَ الأراكِ مُرَنَّحاً / أَلِزَمّ عِيرٍ أَمْ تَرَنُّحِ حَادِ
ما كُنتٌ أَحسبَ أَنّ طارقةَ النَّوى / شَحَذَتْ أَسِنَّتَها لغير فؤادي
يا صاحِ يا صاحي الفُؤادِ أَنِخ ولو / رجع الصَّدَى لِتَبُلَّ غلَّةَ صادِ
وَاِحْبِسْ فإنَّ وراءَ هاتيكَ الرُّبَى / أَربي وفي ذاك المُرادِ مُرادي
فَلَعَلَّ أنفاسَ الحِمَى يَبْرُدْنَ من / نَفَسٍ تَضَوَّع مربَعَ الأذوادِ
شِمْ بَرْقَ عانَةَ عن جُفُوني إنَّها / حُجِبَتْ بسُحبٍ لِلدموعِ ورادِ
دارٌ يُعطِّر ذيْلَ خاطِرِها بها / مِن طيبِ أَجسادٍ بِها وجسادِ
يَسْفِرْنَ عن سُحُبٍ سوافرَ عن سناً / مثلَ الأَهِلَّةِ في فروعِ صِعادِ
أَمَعاهدَ الأحبابِ هل عهْدُ الهوى / عادٍ بقصر يدي الزمانِ العادي
كعُقُودِ مجد أبي الرَّجاءِ تَبَسَّمَتْ / عنها رياضُ قصائدِ القُصَّادِ
عَضْبٌ يَرُوقُكَ أو يَرُوعكَ مرهف ال / حَدَّيْنِ بين الوعْدِ والإيعادِ
وحباً تظلُّ حياضُهُ ورِياضُهُ / شَرْقَى من الوُرَّادِ والرُّوّادِ
سَمْحٌ إذا ضَنَّ الصَّبِيرُ بقطرِه / هادٍ إذا سدرُ البصيرِ الهادي
يقظان يُسْهِرُ عينَهُ حبُّ العُلَى / وَمِنَ المُحَال هَوىً بغير سُهَادِ
تُرَى أَراكَ وَأَنتَ في دَسْتِ العُلَى
تُرَى أَراكَ وَأَنتَ في دَسْتِ العُلَى / كَالبَدرِ في هالاتِهِ المُتَهلِّلهْ
فَهُناكَ أَنشرُ مِن مَدائِحِك الّتي / شَهِدَت بِها سُوَرُ القُرآنِ مُرَتَّلَهْ
وَأُجيل عَيني في علائك ناظِراً / فأَخِيطُ منه على الثَّنا ما فَصَّلَهْ
يا اِبْنَ النّبيِّ وتلك أشْرَفُ رُتْبَةٍ / كانَت مِنَ اللَّه المُهَيْمِنِ مُنَزَّلَهْ
إنّ المدايح في ثناك وإنْ أَتَتْ / غاياتها وفْقاً أراها مُجَمَّلَهْ
عَذَّبْتَ طَرْفيَ بالسَّهَرْ
عَذَّبْتَ طَرْفيَ بالسَّهَرْ / وأَذَبْتَ قلبيَ بالفِكَرْ
ومزجْتَ صفْوَ مودَّتي / من بَعد بُعْدِكَ بالكَدَرْ
وَمَنَحت جُثماني الضَّنَى / وَكَحلْتَ جفَنْيَ بالسَّهَرْ
وجَفَوْتَ صَبّاً ما لَهُ / عن حُسْن وجهك مُصْطَبَرْ
يا قلبُ ويْحَكَ كم تُخا / دَع بالغُرُور وكم تُغَرْ
وإِلامَ تكْلَفُ بالأَغَن / نِ من الظباء وبالأَغَرّ
ريمٌ يُفَوّقُ إنْ رما / ك بِسَهمِ ناظره النَظَرْ
تَرَكَتْكَ أَعْيُن تَرْكُهَا / من بأسهنَّ على خَطَرْ
وَرَمَتْ فَأَصمَت عَن قِسي / يٍ لا يُناطُ بها وتَرْ
جَرَحَتْكَ جَرْحاً لا يُخَي / يَطُ بالخيوطِ ولا الإِبَرْ
تَلْهُو وَتَلعَب بالعُقُو / ل عيونُ أبناء الخَفَرْ
فكأنَّهُنَّ صَوالِجٌ / وكأنَّهُنَّ لها أُكَرْ
تُخفي الهَوَى وتُسِرُّهُ / وخَفيُّ سِرِّكَ قَد ظَهَرْ
أَفَهَلْ لِوَجْدكَ من مَدَى / يُفْضي إِلَيهِ فَينتظرْ
نفسي الفِدَاءُ لشادِنٍ / أَنا مِن هَواهُ على خطرْ
رَشَأٌ تحار له الخَواطر / إنْ تثنَّى أو خَطَرْ
عذل العذول وما رآ / هُ فَحين عايَنَه عَذَرْ
قمرٌ يَزين ضوءَ صب / ح جبينه ليلُ السَّعَرْ
تُدْمي اللّواحظُ خَدَّه / فترى لها فيه أَثَرْ
هو كالهلال مُلَثَّماً / والبدْرِ حُسْناً إنْ سَفَرْ
وَيْلاَهُ ما أحلاهُ في / قلبي الشَجِيّ وما أَمَرْ
نومي المحرَّم بَعْدَهُ / وربيع لذّاتي صَفَرْ
بالمشْعَرَيْن وبالصَّفا / والبيتِ أُقْسم والحَجَرْ
وبمن سَعَى فيه وطا / ف ولَبَّى واِعْتَمَرْ
لَئِنِ الشريف المُوسَوي / يُ ابن الشريف أبي مُضَرْ
أبْدَى الجُحُودَ ولم يَرُد / دَ إليَّ مملوكي تَتَرْ
والَيْتُ آل أُمَيَّةَ الط / طُهُر الميامينِ الغُرَرْ
وجَحَدْتُ بَيْعَةَ حَيْدَر / وَعَدَلْتُ عنه إلى عُمَرْ
وأُكَذِّبُ الراوي وأَطْ / عَنُ في ظُهور المُنْتَظَرْ
وَإِذا رَوَوا خَبرَ الغَدي / رِ أَقول ما صَحَّ الخَبَرْ
وَلَبِست فيهِ مِنَ المَلا / بِسِ ما اِضْمَحَلَّ وَما دَثَرْ
وَإِذا جَرى ذِكْرُ الصَّحا / بة بين قومٍ واشْتَهَرْ
قلتُ المُقَدَّمُ شيخُ تي / مٍ ثمَّ صاحبُهُ عُمَرْ
ما سَلَّ قَطُّ ظُباً على / آلِ النّبيّ ولا شَهَرْ
كلّا ولا صَدَّ البَتُو / لَ عَنِ التُّراث ولا زَجَرْ
وأثابَهَا الحُسْنَى وما / شَقَّ الكتابَ ولا بَقَرْ
وبَكَيْتُ عثمانَ الشَّهي / د بُكاءَ نسوان الحَضَرْ
وشرحْتُ حُسْنَ صلاته / جُنْحَ الظَّلام المُعْتَكِرْ
وَقَرأتُ مِن أَوراقِ مُصْ / حَفِهِ البراءَةَ والزُّمَرْ
وَرَثَيت طَلْحَةَ والزُّبَيْ / رَ بكلّ شِعْرٍ مُبْتَكَرْ
وَأَزورُ قَبرهما وأزْ / جُرُ مَن لحاني أو زَجَرْ
وأقولُ أُمُّ المؤمني / نَ عُقُوقُهَا إحدى الكِبَرْ
ركبَتْ على جَمَلٍ وسا / رت من بنيها في زُمَرْ
وَأَتَت لِتُصْلح بينَ جَي / شِ المُسلمينَ على غَرَرْ
فَأَتى أَبو حَسنٍ وسَل / لَ حُسَامَهُ وَسَطا وَكَرْ
وأذاق إخْوَتَه الرَّدَى / وبَعيرَ أُمِّهم عَقَرْ
ما ضَرَّهُ لو كان كَف / فَ وعَفَّ عنهم إذ قدرْ
وَأَقولُ إِنّ إمامَكُم / ولَّى بصِفِّين وفَرّ
وَأَقولُ إِنْ أَخطا مُعا / وِيةٌ فما أخْطَا القَدَرْ
هَذا وَلَم يَغدُر مُعا / وِيَة ولا عَمرو مَكَرْ
بَطلٌ بسَوْأتِه يُقا / تِلُ لا بصارمِهِ الذَّكَرْ
وَجَنيتُ مِن رُطَبِ النَّوا / صِبِ ما تتمَّر واِخْتَمَرْ
وأقول ذَنْبُ الخارجي / ن على عليٍّ مُغْتَفَرْ
لا ثائِرٌ لقتالهم / في النَّهْرَوان ولا أثرْ
والأَشْعَرِيُّ بما يؤو / لُ إِلَيهِ أمرُهُما شَعَرْ
قالَ اِنصبوا لي مِنْبَراً / فأنا البريءُ من الخَطَرْ
فَعَلا وقالَ خَلَعت صا / حبَكُم وأوجَزَ واخْتَصَرْ
وَأَقول إِنّ يزيدَ ما / شَرِبَ الخمورَ ولا فَجَرْ
وَلِجَيشِه بالكَفِّ عن / أَبناءِ فاطمة أَمَرْ
وَلَهُ مَعَ البيت الحرا / م يدٌ تُكَفِّرُ ما غَبَرْ
والشَّمِرُ ما قتل الحُسَيْ / نَ ولا ابنُ سَعْدٍ ما غَدَرْ
وَحَلَقْتُ في عَشرِ المُحَر / رَمِ ما اسْتَطَال من الشَّعَرْ
ونَوَيْتُ صَومَ نَهارِهِ / وصيامَ أيّامٍ أُخَرْ
وَلَبِست فيهِ أَجَلَّ ثَو / بٍ لِلمَواسم يُدَّخَرْ
وَسَهِرتُ في طَبخِ الحبو / ب من العِشاء إلى السَّحَرْ
وغَدَوْتُ مُكَحَّلاً أصا / فح مَن لقيتُ من البَشَرْ
ووقفتُ في وسط الطَّري / قِ أَقُصُّ شاربَ من عَبَرْ
وأكلتُ جرجيرَ البُقُو / لِ بِلَحمِ جرّي البَحرْ
وَجَعلتُها خَيرَ المآ / كِلِ وَالفواكِهِ والخُضَرْ
وَغَسلتُ رِجلي حاضِراً / وَمَسحتُ خُفِّيَ في السَّفَرْ
آمين أجْهَرُ في الصَّلا / ةِ كَمَن بِها قبلي جَهَرْ
وأسنُّ تسْنيمَ القُبو / رِ لِكلُّ قبرٍ يُحْتَفَرْ
وإِذا اِمرُؤٌ طَلَبَ الدّلِي / لَ وَردَّ قَولي واِستَمرّ
أَو قالَ لي أَنا لا أُسْ / لِمُ قُلتُ هذا قَد كَفَرْ
وكَفَفْتُهُ وزجَرْتُهُ / وكفى بقولي مُزْدَجَرْ
وأَعَنْتُ ضُلّالَ الشّآ / مِ عَلى الضَّلالِ المُشتهرْ
وأَطَعْتُهُم وطعنتُ في ال / خبر المُعَنْعَنِ والأَثَرْ
وَسَكَنْتُ جِلَّقَ واقْتَدَيْ / تُ بِهِم وَإِن كانوا بَقَرْ
بَقرٌ ترى بِحَليمِهم / طَيش الظَّليم إذا نَفَرْ
وَهَواؤُهم كَهَوائِهم / وَخليطِ مائِهم القَذرْ
وَعَليمُهم مُسْتَجْهل / وأخو الدّيانة مُحْتَقَرْ
وَخَفيفُهُم مُستَثقل / وثقيلهم فيه العِبَرْ
وَأَقولُ مِثلَ مقالهم / بالفاشريّة قد فَشَرْ
مَصطيحَتي مَكسورَةٌ / وَفَطيرَتي فيها قِصَرْ
وطِباعُهُم كجبالهم / جُبِلت وقُدَّتْ من حَجَرْ
ما يُدرِك التَشبيبُ تغ / ريدَ البلابل في السَّحَرْ
وَأَقول في يومٍ تَحا / رُ لَهُ البَصيرةُ وَالبَصَرْ
والصُّحُفُ يُنْشَرُ طَيُّهَا / والنّارُ ترمي بالشَّرَرْ
هذا الشّريفُ أَضَلَّنِي / بَعدَ الهداية والنَّظَرْ
ما لي مُضِلٌّ في الوَرى / إِلّا الشريف أَبو مُضَرْ
فَيُقالُ خُذ بِيَد الشري / ف فَمُسْتَقَرٌّ كما سَقَرْ
لَوَّاحةٌ تَسْطُو فما / تُبْقي عليه ولا تَذَرْ
فَاِخْشَ الإِلهَ بِسوءِ فِع / لك واحْذَرَنْ كلَّ الحَذَرْ
وَاللَّه يَغفِرُ لِلمُسي / ءِ إِذا تنصَّل واِعتَذَرْ
إلّا لِمَن جَحد الوصي / ي ولاءه وَلِمَن كَفَرْ
وإليكَهَا بدويّة / رقَّتْ لرقّتها الحَضَرْ
شاميَّةٌ لوشامها / قَسُّ الفصاحة لافتَخَرْ
ودَرَى وأيقن أنَّني / بحر وألفاظي دُرَرْ
وقصيدةٌ كَخَرِيدةٍ / غَيْدَاءَ تَرْفُلُ في الحبَرْ
حبَّرْتُهَا فَغَدَتْ كزه / ر الرَّوْض باكَرَهُ المطرْ
وإلى الشريف بعثتُهَا / لمّا قراها فانْبَهَرْ
رَدّ الغلامَ وما اِستَمر / رَ على الجُحُودِ ولا أَصَرْ
وأثابني وجزيته / شُكْراً وقال لقد صَبَرْ
وظفِرْتُ منه بالمُنَى / والصَّبْرُ عُقْبَاهُ الظَّفَرْ
أَبداً تُنَكِّبُ عَن ضَلالٍ سادراً
أَبداً تُنَكِّبُ عَن ضَلالٍ سادراً / بِثُقوبِ زِنْدِكَ أَو تَدُلّ على هُدَى
سُدْتَ الكُهُولَ مِنَ الملوكِ مُراهِقاً / وشَأَوْتَ شِيبَهُم البوازِلَ أَمردا
إِنْ شيَّدوا صَرْحاً أَنافَ مَناره / أَو أسجدوا لِلكَأسِ جَدَّد مَسْجِدا
وَإِذا اسْتَهَزَّتهم قلائدُ مَعْبَدٍ / هَزَّتْهُ مَوعِظَةٌ فعرفَ مَعبدا
قَسَماً لِشامِ الشامِ مِنك مهنَّدٌ / أَرضاهُ مَشهوراً وَراعَ مُقلّدا
وَتَمَسَّك الإِسلام مِنكِ بعُرْوَةٍ / اللَّهُ أبْرَمَ حَبْلَها فَاِستَصَحدا
أَشفى فَكنت شِفاءَه مِن حادِثٍ / غاداهُ عارِضُهُ مُرَدَّى بِالرَّدا
كُنتَ الصَّباحَ لِلَيلِهِ لَمّا دَجا / والغَوْث كَفَّ لظاهُ حينَ توقَّدا
اللَّه يَومَ أَطلعتك بهِ النَّوَى / يَجتابُ مِن مُهَجِ الأَصافِر مجسّدا
نَشوانَ غنَّتْكَ الظُّبَى مَفلولَة / وَأَمالَ عِطْفَيْك الوشيح مقصّدا
في مَعرَكٍ ما قامَ بَأْسُكَ دونَهُ / إِلّا أَقامَ المُشركينَ وَأَقْعَدا
ولَكَمْ مكرّ قمتَ فيهِ معلّماً / أَرضى إِلهَكَ وَالمَسيحَ وَأَحمَدا
يَومَ العُرَيمَةِ وَالحَطيمِ وَحارِم / وَشِعابِ باسوطا وَهاب وَصَرْخدا
لا يَعدم الإِشراك حَدَّك إِنَّهُ / ما سَلّ فيهم حاكِماً إِلّا اِعتَدى
أَهمَدتهم مِن بَعدِ ما مَلأوا الملا / رجلاً فَهل كانَت سُيوفُكَ مرقدا
طَلَعتْ نُجومُ الحَقِّ مِن آفاقِها / وَأَعادها كَرُّ العصورِ كَما بَدا
وَهَوى الصَّليبُ وحِزْبُهُ وَتَبخترَ الْ / إسْلامُ مِن بَعدِ التساقف أَغيَدا
سَبَقَ المُجَلّي للخُطَى فرفعه / نَسَق بِثمّ وَقد رُفعتْ بِالاِبتِدا
مَحمودٌ المُرْبي عَلى أَسلافِهِ
مَحمودٌ المُرْبي عَلى أَسلافِهِ / إِن زادَ في حَسبِ الحَسيبِ نجارُ
مَلكٌ إِذا تُليَتْ مَآثِرُ قَومِهِ / كَسَد اللّطيم وَهَجّن النّوّارُ
مَلَأ الفِرنجَةَ جورُ سَيفِكَ فيهم / فَلَهم على سَيفِ المُحيطِ جُؤآرُ
يوماً يُزيركَ جوفَ عِرْقَةَ معلماً / جونٌ له خلْف الدّرُوب أوارُ
وَيَجرَّ في الأُردنِّ فَضلةَ ذَيلِهِ / نَقعٌ بِأَكنافِ الأُرُنطِ مثارُ
إِمّا تُبيح حَريمَ أَنطاكِيّة / أَو يَفجأُ الدارومَ مِنكَ دَمارُ
عفَّى جهادك رسْمَ كلّ مَخُوفةٍ / وعَفَتْ بِصفوةِ عَدلِكَ الأكدارُ
وَمَحا المَظالمَ مِنكَ نَظرةُ راحمٍ / للَّه في خَطَراتِهِ أَسرارُ
غَضبان للإِسلامِ مالَ عَمودُه / فَلِنورِهِ مِمّا عَرَاهُ نوارُ
وجَذَمْتَ كُلَّ يدٍ تَسور على يدٍ / فَأَحلتَ ذاكَ السُّورَ وهوَ سوارُ
لَم يَبقَ ماكِسُ مُسلِمٍ سِلَعاً ولا / ساعٍ لِمَظْلِمَةٍ ولا عَشَّارُ
هَمَدوا كَما هَمَدَت ثَمود وَقادَهم / لِخسارِهم مِمّا أَتوه قدارُ
العَارُ في الدُّنْيا شَقُوا بلباسِهِ / ولباسُهُم يوم الحساب النّارُ
كم سِيرةٍ أَحْيَيْتَها عُمَرِيَّةً / رُفِعَتْ لها في الخافقَيْن مَنارُ
ونوافِلٌ صيَّرْتَهُنَّ لوازِماً / بأقلّها تُسْتَعْبَدُ الأحرارُ
لا زِلتَ تَقفوا الصالِحينَ مُسابقاً / لهمُ وتَطْلُعُ خلفكَ الأبرارُ
نَفسُ السِيادَة زهد مِثلِكَ في الّذي / فيه تفانت يَعْرُبٌ ونِزارُ
ومتى أدَّعي ما تَدَّعيهِ مُحكّمٌ / أَوْهَى معاقِد دِينه دينارُ
للَّه ما ظَفرت بِهِ مِنك المُنَى / وتكنَّفت من رُكْنك الأستارُ
وسقى الغمامُ ثَرَى أبيك فإِنَّهُ / أزْكى ثرى قَطَرَتْ عليه قطارُ
شهدتْ نضارةُ عُودِك الغضِّ الجَنا / أَنَّ الَّذي اِستُخْلِصتَ منه نُضارُ
أَمّا نَهارُك فَهوَ لَيلُ مجاهد / وَاللَيلُ مِن طولِ القيامِ نهارُ
فَلِذلِكَ النَّصرِ العزيزِ أَدِلَّةٌ / كيف اتَّجَهْتَ وللفتوح أَمارُ
أَقْوَى الضَّلالُ وأقْفَرَتْ عَرَصَاتُهُ
أَقْوَى الضَّلالُ وأقْفَرَتْ عَرَصَاتُهُ / وعَلا الهدى وتبلَّجَتْ قسماتُهُ
واِنْتَاشَ دينَ محمَّدٍ محمودُهُ / من بعد ما عُلَّتْ دماً عَبَراتُهُ
رَدَّتْ على الإسلام عصرَ شبابِهِ / وَثباته مِن دونِهِ وثباتُهُ
أَرسَى قَواعِدَهُ وَمَدَّ عِمادَه / صُعُداً وشيَّد سورَه سوراتُهُ
وَأَعادَ وَجهَ الحَقِّ أَبيضَ ناصِعاً / إصْلاتُهُ وصِلاتُه وَصَلاتُهُ
لَمّا تَواكَلَ حِزبُهُ وَتَخاذَلت / أَنصارُهُ وَتَقاصَرَت خطواتُهُ
رَفَعت لِنورِ الدّينِ نارَ عزيمَةٍ / رَجَعَت لَها عَن طَبعِها ظُلُماتُهُ
مَلكٌ مَجالسُ لهوه شدَّاتُه / ومشُوقُهُ بين الصُّفوف شذاتُهُ
يُغْرَى بِحَثحثةِ اليَراعِ بَنانُهُ / إِنْ لذّ حَثحَثةَ الكُؤوسِ لِداتُهُ
ويروقُهُ ثَغْرُ العداء قانٍ دَما / لا الثّغْر يَعبِق في لَماهُ لثاتُهُ
فصَبُوحُهُ خمْرُ الطَّلَى وغُبُوقُه / تطف النّفوس تديرها نشواتُهُ
فتحٌ تعمَّمتِ السَّماءُ بفخرهِ / وهَفَتْ على أغصانها عَذَباتُهُ
سَبَغَتْ على الإسلام بيض حُجُوله / وَاِختالَ في أَوضاحِها جبهاتُهُ
واِنْهَلَّ فَوقَ الأَبطَحينِ غَمامُهُ / وسَرَتْ إلى سَكِينها نَفَحَاتُهُ
للَّه بَلجَةُ لَيلَةٍ مَحَصت بِهِ / واليوم دَبَّجَ وشْيَهُ ساعاتُهُ
حَطَّ القَوامِص فيهِ قِماصها / ضَربٌ يُصلصلُ في الطّلى صعقاتُهُ
نَبذوا السّلاحَ لِضَيْغَمٍ عاداتُه / فَرْسُ الفوارسِ والقَنا غاباتُهُ
لِمُجرّب عُمَرِيَّة غضباتُه / للَّه مُعْتَصِمِيَّةٌ غَزَواتُهُ
تَحيا لِضِيق صفاده أُسَراؤه / وَتغيض ماءً شؤونها نقماتُهُ
بَينَ الجَبالِ خَواضِعاً أَعناقُها / كَالذَّوْد نابَت عن براه حداتُهُ
نَشَرت عَلى حَلبٍ عقودُ بُنُودهم / حُلَل الربيعِ تَناسَقَت زهراتُهُ
رَوضٌ جَناهُ لها مكرُّ جيادِه / وَاِستَوأَرَتْ حمّاله حملاتُهُ
مُتَسانِدين على الرّحالِ كَما اِنتَشى / شرْب أمالت هامَه قهواتُهُ
لم تُنْبِتِ الآجام قبل رماحِهِ / شجراً أصولُ فروعِه ثمراتُهُ
فلْيَحْمَدِ الإسلامُ ما جَحَدت له / شربات غَرس هَذِهِ مَجناتُهُ
وَسَقى صَدى ذاكَ الحَيا صَوبَ الحَيا / خَيرُ الثَرى ما كنتَ أَنتَ نباتُهُ
نَصَبَ السّريرَ ومالَ عَنهُ وَمَهّدَت / لِمَقَرِّ مَنصِبك السّريّ سراتُهُ
ما ضَرّ هَذا البدرَ وهو محلّقٌ / أَنَّ الكواكبَ في الذُّرا ضرّاتُهُ
في كُلِّ يَومٍ تَستطيلُ قَناتُهُ / فَوقَ السّماءِ وتعْتَلي دَرَجاتُهُ
وَتَظلّ ترقم في الضُّحَى آثارُهُ / مَجداً وَأَلسِنَةُ الزَّمانِ رُواتُهُ
أَين الأُلَى ملأوا الطُّرُوسَ زَخارِفاً / عَن نَزفِ بَحرٍ هَذِهِ قَطَراتُهُ
غَدَقوا بِأَعناقِ العَواطِلِ ما لهُ / مِن جوهرٍ فَأَتتهم فذاتُهُ
لَو فَصّلوا سِمطاً بِبَعضِ فتوحِهِ / سَخِرت بما اِفتَعلوا لهم فِعلاتُهُ
يُمْسِي قَنانيه بَناتُ قيونه / فَوقَ القَوانِسِ والقينا قيناتُهُ
صِلَتان من دونِ المُلوكِ تُقرّها / حرَكاتهُ وتُنيمُها يقظاتُهُ
قَعَدَت بهم عَن خَطوِهِ هِمّاتُهم / وَسَمَت بِه عن قَطوِهم همّاتُهُ
سَكَنوا مُسجَّفة الحجالِ وأسكنَت / زُحَل الرّحال مع السُّها عزماتُهُ
لو لاحَ لِلطّائِيّ غُرَّةُ فتْحِهِ / باءَت بِحَملِ تَأوّه باءاتُهُ
أو هَبَّ للطَّبَرِيّ طِيبُ نسيمِه / لَاِحْتَشَّ من تاريخهِ حَشواتُهُ
صَدَمَ الصَّليب على صلابَةِ عُودِهِ / فتفرَّقَتْ أيدي سَبا خَشَباتُهُ
وَسَقى البِرِنْس وقد تَبَرْنَسَ ذِلَّةً / بالرُّوج ممقر ما جَنَتْ غَدَراتُهُ
فَاِنقادَ في خِطَمِ المَنِيَّة أنفُهُ / يَومَ الخَطيمِ وأقطرت نزواتُهُ
وَمَضى يُؤنِّب تَحتَ إِنِّبّ همَّةً / أمْسَتْ زوافر غيّها زفراتُهُ
أسدٌ تَبوأ كالغرنفِ فجأتهُ / فتبوّأتْ طرفَ السِّنان شواتُهُ
دونَ النُّجُومِ مغمضاً ولَطالَما / أَغضَت وَقَد كَرَّت لها لحظاتُهُ
فَجَلَوته تَبكي الأَصادِق تَحتَهُ / بِدَمٍ إِذا ضَحِكَت لَه شُمَّاتُهُ
تَمشي القَناةُ بِرَأسِهِ وَهوَ الّذي / نَظَمتْ مدار النَّيِّرَيْن قناتُهُ
لَو عانَقَ العَيُّوقَ يوم رفعتَهُ / لأَراكَ شاهِدَ خفضه إخْبَاتُهُ
ما اِنْقادَ قَبلَكَ أَنفُهُ بِخُزَامِهِ / كلّا وَلا هَمَّت لها هدراتُهُ
طيّان خفّ السَّرْح طالَ زَئيرهُ / نَطَقَت سُطاكَ لَهُ فَطالَ صُماتُهُ
لَمّا بدا مُسْوَدُّ رايكَ فَوقهُ / مُبْيَضُّ نصْرك نُكسَتْ راياتُهُ
وَرَأَى سُيوفَك كَالصَّوالِجِ طاوَحت / مِثل الكرين تَقَلَّصت كرّاتُهُ
ولّى وقَد شَرِبَت ظُباك كُمَاتَه / تحت العَجاج وأَسْلَمَتْه حُمَاتُهُ
تَرَكَ الكَنائِسَ وَالكناس لِناهِبٍ / بِالبيضِ يَنهبُ ما حَواهُ عُفاتُهُ
غَلّاب أَروع لا يُميتُ عِداته / داءُ المطال ولا تعيشُ عُداتُهُ
لِلوَحشِ مُلْقىً بالعرا يقتاتُهُ / ما كان قبلُ بصيدِهِ يقتاتُهُ
اليَّومَ مَلّككَ القراعُ قِلاعَهُ / مُتسنِّماً ما اِستَشرَقَت شرفاتُهُ
وَغَداً تحلّ لَكَ الحلائل أَسهُم / مُتَوزّعات بَينَهنّ بناتُهُ
أَوطَأتَ أَطرافَ السَّنابكِ هامَهُ / فَتَقاذَفَت بعتيقها قذفاتُهُ
لا زالَ هَذا الملك يَشمَخُ شأنه / أبداً ويكفت في الحضيض شتاتُهُ
ما أَخطأتكَ يَدُ الزّمانِ فَدونهُ / مَن شاءَ فلتُسْرع إليه هناتُهُ
أَنتَ الَّذي تُحلي الحياةَ حياتُهُ / وَتَهبُ أَرواح القصيدِ هِباتُهُ
أسْنَى الممالك ما أطَلْت منارَها
أسْنَى الممالك ما أطَلْت منارَها / وجعلتَ مُرْهَفَةَ الشِّفارِ دِسارَها
وأحقُّ من مَلَكَ البلاد وأهلَها / رؤٌف تكنَّف عدلُه أقطارَها
من عام سام الخافِقَينِ وَحامها / مِنناً وَزاد هَوىً فَخصّ نِزارَها
مُضَرِيَّةٌ طبعَت مَضارِبَهُ وَإِن / عَدَتهُ ذَروة فارسٍ أَسوارَها
آل الرّعيّة وهيَ تَجهَلُ آلها / وتعاف نُطْفَتَها وتكره دارَها
فَأَقرَّ ضَجعَتَها وَأَنبتَ نيّها / وأساغ جُرْعتها وأثبت زارَها
ملكٌ أبوه سما لها فَسَمَا بها / وأجارها فعلت سُهيلاً جارَها
نَهَجَ السَّبيلَ له فَأَوضَحَ خلفه / وَشَدا لهُ يمن العلا فَأَنارَها
أنشرْتَ يا محمودُ ملّةَ أحمدٍ / من بعد ما شمل البِلَى أبشارَها
إن جانأت عَدَلَ السِّنانُ قَوامَها / أو نَأنأتْ كان الحسام جبارَها
عقلت مَعَ العصمِ العَواصِم مُذ غَدَت / هذي العَزائِمُ أسرها وإسارَها
وَتَكفَّلت لَكَ ضُمَّر أَنضَيتها / في صَونِها أَن تَستردّ ضِمارَها
كَلأت هَوامِلَها ورد مطارها / ما أريشته وَثقفت آطارَها
كَم حاوَلَت مِن كفتيها غرّةً / غلبَ الأسود فقلَّمت أَظفارَها
أنَّى وحامي سَرحِها مَن لَو سَمَت / لِلفلكِ بَسْطَته أَحال مدارَها
في كُلِّ يَومٍ مِن فُتوحِك سورةٌ / للدّين يحمل سِفْرُه أسفارَها
وَمُطيلةٌ قِصَر المنابِرِ إِنْ غَدا ال / خُطَباءُ تَنثُرُ فَوقَها تقصارَها
هِمَمٌ تَحجَّلت المُلوك وَراءَها / بِدَمِ العِثارِ وما اِقتفَت آثارَها
وَعزائمٌ تَستَوئزُ الآسادَ عن / نَهشِ الفَرائسِ إِن أَحسَّ أُوارها
أَبداً تقصر طولَ مشرفَةِ الذُرا / بِالمَشرفيَّةِ أَو تُطيلُ قصارها
فَغَرَتْ أَفامِيةٌ فماً فَهَتَمْتَهُ / كَبَوَار أَجناها الأَران بَوارَها
أَرهَقتَ رائَكَ فَوقَ رائك تَحتَها / فَحَططتَ مِن شعفاتها أَعفارها
أَدركت ثَأرَك في البُغَاةِ وَكُنتَ يا / مُختارَ أُمّةِ أَحمدٍ مُختارَها
عارِيّة الزّمنِ المُغير سَما لها / مِنك المعيّر فَاِستَردَّ معارَها
زَأَرَ الهِزَبْرُ فَقيّدت عاناتها / عَصرَ الضلالِ وَأَسلَمت أَعيارها
ضاءَت نُجومكَ فَوقَها وَلَربُّما / باتَتَ تنافِثها النجوم سرارَها
أمْسَتْ مع الشِّعْرَى العبور وأصبحت / شُعراء تَستقلي الفُحول شوارَها
وَلَكَم قَرعت بِمقرباتِكَ مِثلَها / تلعاً وقلّدت الكُماة عذارَها
حتَّى إِذا اِشتَملَتك أَشرَقَ سورها / عِزّاً وَحلاها سَناكَ سِوارَها
خَرَّ الصّليبُ وَقَد عَلَت نَغَماتُها / وَاِستَوبَلَت صَلواتُه تِكْرارَها
لَمّا وَعاها سَمْعُ أَنطاكية / سَرَتِ الوقار وَكَشفَت أَستارَها
فَاليَومَ أَضْحَت تَستَذمّ مُجيرَها / مِن جَورِهِ وَغَدت تذمّ جوارَها
عَلِمَت بأَن سَتَذوقُ جرعَةَ أُختِها / إِن زَرَّ أَطواقَ القباءِ وزارَها
ماضٍ إذا قرع الرّكابَ لبلدةٍ / ألْقَتْ له قبل القراع إزارَها
وإذا مَجَانِقُه رَكَعنَ لِصعبة ال / ملقاةِ أَسْجَدَ كالجديرِ جدارَها
ملَأ البِلادَ مَواهباً ومَهابةً / حتّى اِستَرقّت آيُهُ أحرارَها
يُذكي العيونَ إِذا أَقامَ لعونها / أَبَداً وَيُفضي بِالظّبا أَبكارها
أَوما إِلى رمم النَدى فَأَعاشَها / وَهَمى لِسابِقَةِ المنى فَأَزارَها
نَبَويُّ تَشبيهِ الفُتوحِ كَأَنَّما / أنصارُه رجعت له أنصارَها
أَحيا لِصَرحِ سَلامها سَلمانها / وَأَماتَ تحتَ عَمَارَها عُمَّارَها
إِنْ سارَ سارَ وقَد تَقَدّمَ جَيشَه / رجفٌ يقصّع في اللّها دعارَها
أَو حلَّ حَلَّ حبا القرومِ بِهيبةٍ / سَلَب البدور بدارها أبدارَها
وَإِذا المُلوكُ تَنافَسوا دَرج العُلا / أَربى بِنَفس أَفرعته خيارها
ونُهىً إِذا هيضَت تدلّ بِخيرها / وسُطىً تُذلّ إذا عنت جبارها
تُهْدَى لمحمود السَّجايا كاِسمِهِ / لو لزّ فاعلةً بها لأَبَارَها
الفاعِلُ الفعلاتِ يَنظِمُ في الدجى / بَينَ النجومِ حسودها أَسمارها
ساعٍ سَعى وَالسابقات وَراءَهُ / عَنَقاً فَعَصفَرَ منتماه عثارَها
كَالمضرَجِيِّ إِذا يُصَرْصِرُ آيِباً / خرس البغاث وَهاجَرت أَوكارَها
عَرَفَت لِنورِ الدينِ نور وقائعٍ / يُغشَى إِذا اِكتَحَلَت بِهِ أَبصارها
مَشهورة سَعَطت وَقَد حاولتها ال / أقدار عجزاً أنْ تشقّ غُبَارَها
للّهِ وَجهُكَ وَالوجوهُ كأنّما / حطّت بها أوقار هِيت وقارَها
وَالبيضُ تَخنسُ في الصُّدور صدروها / هبراً وتكتحل الشُّفور شفارها
وَالخَيلُ تدلج تَحتَ أَرْشية القَنا / جَذب المَواتِحِ غاوَرت آبارَها
فَبَقيتَ تَستَجلي الفتوحَ عَرائِساً / متملّياً صَدرَ العلا وصدارها
في دَولَةٍ لِلنصرِ فَوقَ لِوائها / زبر تنمِّقُ في الطّلَى أسطارَها
فالدّينُ مَوْماةٌ رفعت بها الصُّوَى / وحديقةٌ ضَمِنَتْ يداكَ إيارَها
خَنَسَ الثّعالبُ حين زَمْجَرَ مصحر
خَنَسَ الثّعالبُ حين زَمْجَرَ مصحر / مَلأَ البلادَ هماهِماً وَزئيرا
تَرَكوا مُشاجَرَةَ الرِّماح لِحاذِقٍ / جَعَلت مَخافتُهُ القُصورَ قُبورا
لِرَبيبِ حَربٍ لَم تزلْ فعلاتُهُ / كالرّاء يلزم لفظُهَا التكريرا
أسدٌ إِذا ما عاد من ظفرٍ بمفْ / ترسٍ أحدَّ لمثلِهِ أظفورا
يَتَناذَرُ الأَعداء مِنه سَطوة / ملء الزّمان تغيُّظاً وَزَفيرا
عَرَفوا لِنورِ الدّين وقْعَ وَقائعٍ / وَفّى بِها الإِسلام أَمس نذورا
أبداً يظافركَ القضاءُ على الّذي / تَبغي فَتَرجِعُ ظافِراً مَنصورا
قوَّضت فَاِنتَقع الظّهائر ظُلمةً / وَقَفَلت فَاِشتَعل الديّاجر نورا
وَعَلى العَواصِمِ من دفاعكَ عاصِم / ينشي الرّشيدَ وينشرُ المنصورا
هَيهاتَ يِعصِمُ مَن أَرَدتَ حِذارُ
هَيهاتَ يِعصِمُ مَن أَرَدتَ حِذارُ / أَنّى وَمن أَوهاقِكَ الأقدارُ
طَلَعَت عَلَيكَ بِجُوسِلين ذَريعَةٌ / لا سَحلَ أَنشاها وَلا إِمرارُ
وَسَعادةً ما زِلتَ تُمْرَى خَلفَها / فَيَشِفُ وهوَ النّاتِقُ المِدْرارُ
فَأَرَتْكَ ما يَجني الوفيَّ وفاؤُه / وَأَرته كَيفَ يُحيَّن الغدّارُ
عُودٌ أَمَرّ على أَبارك طَلْعُهُ / فَأُحيلَ ذاكَ البرّ وهوَ بَوارُ
ما زِلتَ تَنعَمُ وَهوَ يكفُر عاتِياً / وَاللَّه يَهدِمُ ما بنى الكفَّارُ
حَتّى أَتاحَ لِقَومِهِ ما جَرّهُ / لِثَمُود مِن عقرِ الفَصيل قدارُ
أَسرى فَأَصبَحَ في بَراثِنِ آسِرٍ / ما زالَ يُدْمي ظُفْرهُ الأَظفارُ
سامٍ كَقَرنِ الشمسِ يَقبِسُ نورُهُ / وتُغضّ دونَ مَحلِّه الأَبصارُ
يَهَبُ التِلادَ مِنَ البِلادِ وَما حَوَت / إِنَّ السّماحَة لِلبِحارِ بِحارُ
يَقظانُ يَخشى اللَّه في خَلَواتِهِ / لا مُترفٌ لاهٍ ولا جبّارُ
نَصَبَ المُراقِب لِلعَواقِبِ ناظراً / فيها كَذلِك تُربَأ الأَبرارُ
لا كَالّذينَ تَعَجَّلوا حَسواتُها / وَتَفلسوها بَعدُ وَهيَ خَسارُ
دَرَجوا وَأدرجَ في مَلفِّ رُفاتِهِم / سَوأَى تُساءُ لِذِكرِها الآثارُ
وَالمَرءُ مَن يُطْوَى فيَنشرُ طَيّهُ / ما أَودَعَتهُ صُدورها الأَخيارُ
قُل لِلأُلَى ناموا على نَأماتِهِ / ما كُلُّ هبّةِ بارحٍ إِعصارُ
لا تَأمَنوا في اللَّه بَطشَةَ ثائِرٍ / للَّهِ مِلء سَريرِهِ أَسرارُ
صافٍ إِذا كَدَرَ المَعادنُ عادِلٌ / إِنْ حافَ حُكّامُ المُلوكِ وَجاروا
أَعْلَى أَبوهُ لَهُ النِّجاد وَشيدَ في / صَهَواتِها مِمّا اِبتَناهُ مَنارُ
مَحمودٌ المَحمودُ آثاراً إِذا / نَظمَت على جيدِ الدُّجَى الأَسمارُ
دانَت لَهُ الأيّامُ صاغِرَةً كَما / دانَت لَهُ في ظِلّهِ الأَمصارُ
هِمَمٌ تُحِلَّكَ كلَّ يومٍ رتبةً / تَسري فَيُصبح دونَما الأَقمارُ
وَمَطامِح في العِزِّ إِذ هِيَ صوّبت / فَلَهُنَّ في الفَلَك الأثيرِ قرارُ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ /
وَتدينُ حُسَّدُهُ لِمُحْكَمِ آيِهِ / وَالفَضلُ ما شَهِدت بِهِ حُسّادُهُ
شَمسٌ إِذا ما الحَربُ زَرَّ جُيوبَها / حَلَّ المَعاقِدَ كَرُّهُ وطِرادُهُ
ألْوَى أَلَدّ حَمى الشَريعَة جهدُهُ / وَأَذلَّ ناصِيَة الضّلالِ جهادُهُ
صعقَ البِرِنْسُ وَقَد تَلَألأ برقُه / وَأَطارَ ساكِنَ جَأشِهِ إِرعادُهُ
وَلَّى وَقَد سُلَّت فَسَلَّت ضَغنُهُ / زُبر تَلقّى فَودَهُنَّ فُؤادُهُ
مُستَلئِماً مُستسلِماً لا عدَّةٌ / ردّ المُنَى عَنهُ وَلا اِستِعدادُهُ
وَلِجوسِلين اِحتَثَّهُنّ فَأَصبَحَت / نُهْبَى لَهُنَّ بلادُه وتلادُهُ
جاءَت بِهِ بَعدَ الشّماسِ عَوابسٌ / قودٌ يَلين لِعُنفِهِنَّ قيادُهُ
وَتَصيَّدَتْهُ لَكَ السُّعود وقلّما / يَنجو بِخَيرٍ مَن أَرَدت مصادهُ
دانى لَهُ قيناهُ أَدهَم كُلَّما / غَنّاه طارَ شماتةً عوّادُهُ
سَلَبَت عزازَ عَزاءِهِ وبِقُورُسٍ / مَحجوبة فَرَشَت لَه أَقتادُهُ
وَبِتلِّ خالدٍ يَوم تَلَّ جَبينَها / خَلَطَ الثَّرَى بِجَبينِهِ إِخلادُهُ
وَغداً يُباشِرُ تَلَّ باشِرَ قَلبُهُ / بِأَحرّ ما حَمَل القلوبَ عِدادُهُ
مَنَّتْ أَمانيهِ بَشائِرك الّتي / عادَت لَهُنَّ مآتِماً أعيادُهُ
وحَبَوْتَ مُلْكَكَ من نظيم ثُغُورهِ / حَلْياً تَتَايَه تَحتَهُ أَجيادُهُ
لا يَخْدَعَنْكَ فإنّما إِصلاحُ مَن / يُخشَى انتشاط خناقه إفسادُهُ
أَنزِلهُ حيثُ قَضت لَهُ غَدراتُهُ / وأَحَلّه طُغيانه وعنادُهُ
في حِيثُ لا يَأوي لَهُ سَجّانُهُ / حَنَقاً وَيكشطُ جِلدُهُ جَلّادُهُ
وَثَنٌ هَدَمتَ بَني الضّلالِ بِهَدمِهِ / وَعَدت عبادك عَنوةٌ عبادُهُ
فَتَكَت بِهِ آياتُ مَنْ لِمُحَمَّدٍ / وَلِدِينِهِ إِبداؤُهُ وَعوادُهُ
أَو أَنشط البَلَدَ الحَرامَ تَواءَمَت / تُثْني عَلَيهِ تِلاعُهُ وَوِهادُهُ
وَلَوَ اَنَّ مِنبَرَهُ أَطاقَ تَكلُّماً / نَطَقَت بِباهرِ فَضلِهِ أَعوادُهُ
نامَ الخَليفَةُ وَاِستَطالَ لذَبّهِ / عَن سدّتَيهِ وَاِستطيرَ رُقادُهُ
رَجَعَت لَكَ العِزَّ القَديمَ سُيوفُهُ / ما زانَ رَونَقُ مائِها أَغمادُهُ
مِن بَعدِ ما نَعقَ الصّليبُ لِحِزبِهِ / وَرَأَيتَ زَرعَ المُلْكِ حانَ حَصادُهُ
أنَّى تُمِيلُ الحادثاتُ رِواقَهُ / بِهبوبِها وَاِبنُ العِمادِ عِمادُهُ
أَخليفَةَ اللَّه الَّذي ضَمِنَت لهُ
أَخليفَةَ اللَّه الَّذي ضَمِنَت لهُ / تَصديقَ واصِفِه سراةُ المِنبَرِ
لا المُستَطيلُ بِمصرَ ظلُّ قُصورِهِ / وَالمُستطالُ إِليهِ شقَّة صرصرِ
يا نورَ دينِ اللَّهِ وَابنَ عِمادِهِ / والكوثَرَ ابنِ الكَوثَرِ اِبنِ الكَوثرِ
صَفِّر بِحَدِّ السيفِ دارَ أَشائِبٍ / عَقلوا جيادَكَ عَن بناتِ الأصفَرِ
هُم شَيّدوا صَرْحَ النّفاقِ وَأَوقَدوا / ناراً تَحُشّ بِهم غَداً في المَحشَرِ
أَذكَوا بِجِلَّقَ حرّها وَاِستَشعَرَت / لَفَحاتُها بَينَ الصَّفا وَالمِشعَرِ
شَرَّدْتَهُم مِن خَلفِهِم مُستَنجِداً / ما ظاهَرَ الكُفَّار مَن لَم يَكفُرِ
لا تَعْفُ بَل شقّ الهُدى نَفسَ الَّذي اِد / درَع الضَّلالَ على أَغرَّ مشهّرِ
قَلّدهُ ما أَهدى عليّ لِمَرحب / فَلَقَد تَهَكَّم في الخِداعِ الخَيْبَري
ما الغُشُّ مِمّن أُمُّهُ نَصرانةٌ / لم تَخْتَتِنْ كالغشّ من متنصّرِ
أَذْكَتْ لَنا هَذي العَزائِمُ لا خَبَتْ / ما غارَ مِن سُنَن المُلوكِ الغُبَّرِ
إِثقابَ آراءِ المُعِزّ وَخَفقِ رايا / تِ العَزيزِ وَيَقظةِ المُسْتَنْصِرِ
شَمِّر فَقَد مَدّت إِلَيكَ رِقابَها / لا يُدرِكُ الغايات غَير مشمِّرِ
أَوَلَسْتَ مَن مَلَأ البَسيطةَ عدلُهُ / واجْتَبَّ بالمعروفِ أَنفَ المُنكرِ
حَدَبُ الأبِ البَرِّ الكبيرِ ورأفَةُ ال / أُمّ الحَفِيّةِ باليتيمِ الأَصغرِ
يا هَضْبَةَ الإسلامِ مَن يُعْصَم بها / يؤمن وَمَن يتولَّ عَنها يكفرِ
كانوا عَلى صَلبِ الصّليبِ سرادِقاً / أَنْبَتْ بُنَيَّته بِكُلِّ مذكّرِ
آثارُهُم نَجَسٌ أَذالَ المَسجِدَ ال / أقْصَى فصُنْ ما دنّسوهُ وطهّرِ
جارَ الخليلُ وَمَن بِغَزَّةِ هاشمٍ / بِلُهامِك المُتَدَمْشِق المُتمصِّرِ
بعَرَمْرَمٍ صَلَمَتْ وعاوِعُه عُرَى / أسماعَ جَيْحُون وسيف البربَرِ
يَفترُّ عَن ملكِ المُلوكِ مُنحّل الْ / أَنْواءِ بَل سَعدُ السُّعُودِ الأَكبرِ
عَن طاعِنِ الفُرسانِ غَير مكذّب / وَمُتمِّم الإِحسانِ غَير مكدّرِ
بَدرُ الجَحافِلِ وَالمَحافِلِ فارِسِ ال / آسادِ في غابِ الوَشيجِ الأَسمَرِ
مَلكٌ تَساوى النّاسُ في أَوصافِهِ / عُذِرَ المُقِلُّ وبان عجز المُكْثِرِ
يا أيُّها الملكُ المُنَادِي جُودُهُ / في سائِرِ الآفاقِ هل من مُعْسِرِ
إِنَّ القصائِدَ أَصبَحَتْ أَبكارُهَا / في ظلّ مُلْكِكَ غالياتِ الأمهرُ
إنْ كنتَ أحيَيْتَ ابنَ حمدانٍ لها / فَأَنا الَّذي غبرت في وَجهِ السّري
ولأَنْتَ أكرم من أُناسٍ نوّهوا / بِاِسمِ اِبنِ أَوسٍ واِستخصُّوا البُحْتُري
ذَلَّت لِدَولَتِك الرّقابُ ولا تزل / إِنْ تَغْزُ تغْنَم أو تقاتلْ تَظفرِ
لِعَلائك التّأييدُ والتأميلُ
لِعَلائك التّأييدُ والتأميلُ / ولمُلْكِكَ التَّأْبيدُ والتّكميلُ
أبداً تُهِمّ وتقتفي فَتنالُ ما / عَزَّ الوَرى إدراكُهُ وتُنيلُ
إِمّا كِتابٌ يَستَقيلُ بِهِ الكتا / ئب أَو رَسولٌ لِلنّجاحِ رسيلُ
لَكَ مِن أَبي سعدٍ زَعيمِ سعادة / قمن تَفاءَلَ فيكَ لَيسَ يفيلُ
نِعْمَ الحُسَامُ جَلَوْتَهُ وبَلَوْتَهُ / يُرضيكَ حينَ يصلُّ ثمَّ يَصولُ
سَهمٌ تُعوّدَ في الكنانة عودُهُ / وَيُقصّرُ المطلوبَ وهوَ طَويلُ
سَدَّدتَهُ فَمَضى وَقَرطسَ صادراً / كَالنّجمِ لا وَهْلٌ ولا تَهليلُ
فَثَنا القُلوبَ إِلى وَلائِكَ حُوَّلٌ / مِنهُ بِما يَجني رضاكَ كَفيلُ
وَأَقامَ يَنشُرُ في العراق ودِجلةٍ / آياً تَأَوّلها لمصرَ النّيلُ
وَكَساكَ مِن رأيِ الخليفةَ جُبَّةً / لا النّقصُ يُوهيها ولا التّقْليلُ
كُنتَ الشّريفَ أَفَضت في تَشريفِهِ / ماءٌ عَلَيهِ مِن سَناكَ دليلُ
أَلِيُوسفٍ لَمّا طَلَعتَ مُقَرطقاً / طَمَثت حِصانٌ وَاِستَخفّ أبيلُ
أَم عن سُليمانَ يفرج ضاحِكاً / سجفَ الرواقِ وَضَعضع الكيّولُ
ومُمَلَّكٌ في السّرج أمْ ملكٌ سَطَت / لِبَهائِهِ عَقلٌ وَتاهَ عقولُ
وَبَرَزت في لبسِ الخِلافَةِ كَالهِلا / لِ جَلاهُ في حُلَل الدُّجا التهليلُ
خِلَعٌ خَلَعْن على القلوب مَسَرَّةً / سَدكاتُها التَعظيمُ وَالتَبجيلُ
نَثرت نُضاراً جامداً أَعلامها / وَتَكادُ تَجري رِقَّةً وتَسيلُ
لَقَضى لَها أَنْ لا عَديلَ لِفَخْرِها / رَبٌّ بَراكَ فَما تلاكَ عَديلُ
أَنتَ المُهَنَّد مُنذُ سَلَّتْهُ العُلا / لم يَخْلُ من مُهَجٍ عَلَيه تَسيلُ
مُذْ هَزَّ قائمَهُ الإِمامُ تَأَلَّقَتْ / غُرَرٌ شُدِخنَ لِمُلكِهِ وَحجولُ
والَيْتَ دولَته فتِهْتَ بدولةٍ / مُتَكلِّلٌ بِصَعيدِها الإكليلُ
وَنَصرتَهُ فَحلاكَ أَبيضَ دونَهُ / صَرْفُ الزَّمانِ إِذا اِستَكلَّ كليلُ
قُلِّدْتَهُ وكِلاكما مُتَلَهْذِمٌ / عَضْبٌ فزانَ المغمد المسلولُ
وَحَبا رِكابَكَ حينَ قَرَّ بِزَحفِهِ ال / قرآنُ وَاِستَخْذَى له الإنجيلُ
بأَقَبَّ أَصفر مشرف الهادي له الت / تَحْجيل لونٌ واللّما تَحجيلُ
قَسَم الدُّجا بَينَ الغَدائِرِ والشّوى / وَاِعْتامَ رَونَقَهُ الأَصيلَ أصيلُ
وَتَقاسَمَ الرّاؤُوهُ تَحتَكَ أَنَّه / حَيزومُ يصرفُ عطفَهُ جبريلُ
تَختالُ في حُبِّك الحُليّ مُخَيِّلاً / أَنَّ الشّوامِخَ لِلبدورِ خيولُ
مُرْخَى الذَّوائِبِ كَالعَروسِ يزينُهُ / طرْفٌ بِأَطرافِ الرّماحِ كَحيلُ
تَتَصاعَقُ النّعرات تَحتَ لبانه / إنْ شبَّ زفْرٌ واسْتَجَشَّ صهيلُ
لَم يَحْبُ مثلَك مثلَهُ مُهدٍ وَلَم / يَشلُل عَلى سرقٍ سِواهُ شليلُ
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن / في العَدّ بعدُ مؤمِّل وحَسُودُ
وأزمَّةُ الأقدار طَوْعُ يديك وال / أَيَّامُ جُنْدُك والأنامُ عبيدُ
فُتَّ الوَرى وَعَقَدت ناصِيَةَ المَدى / بِمذمّر الشِّعرى فَأَينَ تريدُ
تالٍ أَباكَ فَهل سليمانٌ يُرَى / في الدَّسْت مَهَّد مُلْكَه داودُ
جَلَّى وسُدْتَ مُصَلِّياً ولا يُرْفَعُ ال / مَعْدُومُ ما لَم يَشفَعِ المَوجودُ
لم يُختَرَم جَدٌّ نَماكَ وَلا أبٌ / إِنّ النّباهَةَ في الخليفِ خلودُ
شَمَخت مَنارُكَ في اليَفاع وأمَّها / من لم يسُدْ فأَرَتْهُ كيف يسودُ
وَهَبَبْتَ لِلإِسلامِ وَهوَ مُصوّح / فَاِهْتَزَّ أَهضابٌ وَرَقَّ نجودُ
وَفَثأتَ جَمرَةَ صالميه بِصَيْلَمٍ / نَصَعَ الأجنَّةَ يومُهَا المشهودُ
خَطَمَتهُمُ فَوقَ الخَطيمِ لَوافِحٌ / نَفسُ الأَرينِ لِوأرهِنَّ برودُ
وَرُمُوا عَلى الجَوْلانِ مِنكَ بِجَولَةٍ / تَوئيدُها نَسرُ الضَلالِ وَئيدُ
وَلَحَا عِظامَهمُ بعَرْقَة عارِقٌ / مازِلتَ تَمحضُ جَوّهُ فَتَجودُ
وَشَلَلت بِالرّوح السّروج وَفَوقها / زرعٌ تحصِّدُه الرِّماح حصيدُ
وَعَلى عَزاز عَنَوْا وَثَلّ عُروشَهُم / مَلكٌ مُقيّدُ مَن عَصاهُ مَقيدُ
وبِتَلِّ باشِرَ باشَروكَ فَعافَسوا / أُهبَ الأَساوِدِ حَشوُهُنَّ أسودُ
أَوْدَوا كَما أَوْدَى بعادٍ غَيُّها / وَعَقوا كَما اِستَغوى الفَصيلَ ثَمودُ
إِنْ آلَموا عَقراً فَإِنَّكَ صالحٌ / أَو آلَموا غَدراً فَإِنَّكَ هودُ
وَزَّعتَهم فَبِكُلِّ مهبطِ تَلْعَةٍ / خَدٌّ بِهِ مِن وازعٍ أُخْدُودُ
وَعَصَبتَهم بِعَصائِبٍ مِلء المَلا / شَتَّى وَإِنْ خلَّ البَسالَة عودُ
آثارُها مَحمودَةٌ وَآثارها / مشهودةٌ وشعارها محمودُ
لَبِسَتْ مِنَ اِسْمِكَ في الكَريهَةِ مَلبِساً / يَبْلَى جديدُ الدَّهْرِ وهو جديدُ
وَقَصيرَةُ الآجالِ طَوَّلَ باعها / بَوْحٌ يُسامي هامَها وقدودُ
مطرورةُ الأسلاب مُذْ هَزَّعتها / تَاهَ الهُدى وَتَبخْتَرَ التّوحيدُ
أَشْرَعْتَها فَعَلى شَريعَةِ أَحمَدٍ / مِمّا جَنَتهُ بَوارِقٌ وَعُقودُ
وَلَكَم نَثَرتَ نَظيمَها في مَوقِفٍ / تَغريدُ صالي حَرّهِ التَغريدُ
يَجلو سَناكَ ظَلامَهُ وَيحُلّ ما / عَقَدت قَناهُ لِواؤك المَعقودُ
في هَبوَةٍ زَحَمَ السَماءَ رواقُها / وَالأَرضُ تَرجُف تَحتَه وتَميدُ
ضَرَبتْ مُخَيَّمَها فَكانَ كُمَاتُها / أَوتادَهُ القُصوى وَأَنت عَمودُ
في كُلِّ يَومٍ مِن فُتوحِكَ صادِحٌ / هزجُ الغناءِ وَطائرٌ غِرِّيدُ
تُهدي لِعانَةَ كَأسَه فِرغانة / وَتسيغُ زبدة ما شَداهُ زبيدُ
فَغِرارُ سَيفِكَ لِلأَحابِش محبسٌ / ومُثارُ نَقعِكَ لِلصّعيدِ صَعيدُ
لا تَعْدَمَنْ هَذا المقلّدُ أُمَّةً / مُلقى إِليهِ لِرَعْيِها الإِقليدُ
الوِرْدُ قرٌّ والمسارحُ رَحْبَةٌ / والرّفْدُ مَدٌّ والظّلالُ مَديدُ
وَالعَيشُ أَبلَجُ مُشرِقُ القَسَمَات وال / أَشجارُ غُرٌّ وَالأَصائلُ غيدُ
وَالمُلْكُ مَمدودُ الرّواقِ مُنوّرَ ال / آفاقِ وَضّاءُ المُنى مَحسودُ
في دَولَةٍ مُذْ هَبَّ نَشرُ رَبيعِها / نُشِر الرّفاتُ وَأَثمَرَ الجُلْمُودُ
مَحمودَةُ الآثارِ مَحمودِيَّةٌ / كلُّ المَواسِمِ عِندَها تَعْييدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025