المجموع : 61
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ / سِحْرٌ على ذِهْنِ اللَّبيبْ
لا يَشْمَئِزُّ على اللِّسا / نِ وَلا يَشِذُّ عنِ القُلوبْ
لَم يَغْلُ في شنعِ اللُّغا / تِ وَلا تَوَحَّشَ بالغريبْ
سَيْفٌ تَقَلَّدَ مِثْلَهُ / عَطْفَ القضيبِ على القَضِيبْ
هَذا تُجَذُّ بهِ الرّقَا / بُ و ذا تُجَذُّ به الخُطوبْ
لا واسْتِراقِ اللَّحظِ مِنْ
لا واسْتِراقِ اللَّحظِ مِنْ / عينِ المُحبَّ إلى الحبيبْ
يَشكو إليهِ بطَرْفهِ / شَكوى أرقَّ منَ النَّسيبْ
ما طابَ عيشٌ لم يذُقْ / طعمَ الوِصالِ ولا يَطيبْ
ولربَّ إلفٍ قد طَويْ / تُ على مُراقبةِ الرقيبْ
ريحُ الشَّمالِ تَهيجُهُ / وتَهيجُني ريحُ الجَنوبْ
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا / بانوا ولم يَقْضوا الذي يجِبُ
فالدَّارُ بعدَهمُ كوشمِ يدٍ / يا دارُ فيكِ وفيهمُ العجبُ
أين التي صيغتْ محاسِنُها / من فضَّةٍ شِيبتْ بها ذهبُ
ولَّى الشبابُ فقلتُ أندبُه / لا مثلَ ما قالوا ولا نَدَبوا
دِمَنٌ عفَتْ ومحا مَعالِمَها / هطِلٌ أجشُّ وبارحٌ تَرِبُ
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي / وَأَبحْتُماهُ لَوْعَةَ الحُبِّ
يَا نَظْرَةً أَذْكَتْ على كبِدي / ناراً قَضَيْتُ بِحَرِّهَا نَحْبي
خَلُّوا جَوَى قَلبي أُكابِدُهُ / حَسْبي مُكابَدَةُ الجَوى حَسْبي
عَيني جَنَتْ مِنْ شُؤْمِ نَظْرَتِهَا / ما لا دَوَاءَ لَهُ على قلبي
جَانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ وَقَدْ / تُعْدِي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوسَاً ببَوَّابِ
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوسَاً ببَوَّابِ / يَحْمِيهِ مِنْ طَارِقٍ يَأْتِي وَمُنْتابِ
لا يَحْتَجِبْ وَجْهُكَ المَمْقُوتُ عنْ أَحَدٍ / فَالمَقْتُ يَحْجُبُهُ مِنْ غَيْرِ حُجَّابِ
فَاعْزِلْ عَنِ البَابِ مَنْ قَدْ ظَلَّ يحْجُبُهُ / فَإِنَّ وَجْهكَ طِلَّسْمٌ على البابِ
جادتْ لكَ الدنيا بنعمةِ عيشِها
جادتْ لكَ الدنيا بنعمةِ عيشِها / وكفاكَ منها مثلُ زادِ الراكبِ
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ / فَأصارَهُ وَرْداً على وَجْناتِهِ
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ / خَدّاً لَهُ بِدَمِ القُلُوب مُضَرَّجا
لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّ سَيْفَ جُفُونِهِ / مِنْ نَرْجِسٍ جَعلَ النِّجادَ بَنَفْسجا
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ / والبدرُ يُشرِقُ في الظلامِ الداجي
والسَّيفُ يعدلُ مَيلَ كلِّ مخالفٍ / عَميتْ بصيرتُهُ عنِ المنهاجِ
وإذا المعاقلُ أُرتجتْ أبوابُها / فالسَّيفُ يفتحُ قُفلَ كلِّ رِتاجِ
نشرَ الخليفةُ للخلافِ عزيمةً / طَوتِ البلادَ بجحفَلٍ رَجراجِ
جيشٌ يلفُّ كتائباً بكتائبٍ / ويضمُّ أفواجاً إلى أفواجِ
وتراهُ يأفِرُ بالقنابلِ والقَنا / كالبحرِ عندَ تَلاطُمِ الأمواجِ
متقاذفُ العِبْرَينِ تخفُقُ بالصَّبا / راياتُه مُتدافعُ الأمواجِ
من كلِّ لاحقةِ الأياطلِ شُدَّفٍ / رحبِ الصدورِ أمينةِ الأثباجِ
وترى الحديدَ فتقشَعرُّ جُلودُها / خوفَ الطِّعانِ غداةَ كلِّ نِهاجِ
دُهمٌ كأَسْدفةِ الظَّلامِ وبعضُها / صفرُ المناظرِ كاصفرارِ العاجِ
من كلِّ سامي الأَخْدعَينِ كأنَّما / نِيطتْ شكائمُهُ بجذعِ الساجِ
لمّا جفلْنَ إلى بلاي عشيَّةً / أقْوتْ معاهدُها منَ الأعلاجِ
فكأنَّما جاسَتْ خلالَ ديارِهمْ / أُسدُ العرينِ خَلَت بِسربِ نِعاجِ
ونَجا ابنُ حفصونٍ ومَن يكنِ الرَّدى / والسيفُ طالبُهُ فليسَ بناجِ
في ليلةٍ أسرت بِهِ فكأنَّما / خِيلَتْ لديهِ ليلةَ المعراجِ
ما زال يَلقحُ كلَّ حربٍ حائلٍ / فالآنَ أنتَجها بشَرِّ نِتاجِ
فإذا سألتَهُمُ مَواليَ مَن هُمُ / قالوا مواليَ كلِّ ليلٍ داجِ
ركبَ الفِرارُ بعُصبةٍ قد جرَّبوا / غِبَّ السُّرَى وعواقبَ الإدلاجِ
وبقيّةٌ في الحصنِ أُرتجَ دونَهمْ / بابُ السلامةِ أيَّما إرتاجِ
سُدَّتْ فِجاجُ الخافقَينِ عليهمُ / فكأنَّما خُلقا بغيرِ فِجاجِ
نَكصتْ ضَلالَتُهمْ على أعقابِها / وانصاعَ كفرُهمُ على الأدراجِ
مَن جاء يسألُ عنهمُ من جاهلٍ / لم يرو سَغباً من دمِ الأوداجِ
فأولاكَ هم فوق الرَّصيفِ وقد صَغا / بعضٌ إلى بعضٍ بغيرِ تَناجِ
رَكبوا على بابِ الأميرِ صوافِناً / غَنِيَتْ من الإلجامِ والإسراجِ
أضحى كبيرُهمُ كأنَّ جَبينَهُ / خُضبتْ أسِرَّتُه بماءِ الزاجِ
لما رأى تاجَ الخلافةِ خانَهُ / قامَ الصَّليبُ له مَقامَ التَّاجِ
هذي الفتوحاتُ التي أَذكتْ لنا / في ظُلمةِ الآفاقِ نورَ سِراجِ
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله / في حَدِّهِ للْمُفْسدينَ صَلاحُ
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما / نِ أمّا زمانُكَ مِنْكَ أَجْلَدْ
سَلِّطْ نُهاكَ عَلَى هَوَا / كَ وَعُدَّ يَوْمَك لَيْسَ مِنْ غَد
إِنَّ الحياةَ مَزارِعٌ / فَازْرَعْ بِها ما شِئْتَ تَحْصُد
وَالنَّاسُ لا يَبْقَى سِوَى / آثارِهِمْ وَالعَيْنُ تُفْقَد
أَوَ ما سَمِعْتَ بِمَنْ مَضَى / هَذَا يُذَمُّ وَذاكَ يُحْمَدْ
والمالُ إنْ أَصْلحْتَهُ / يَصْلُحْ وَإِنْ أَفْسَدْتَ يَفْسُدْ
وَالعِلْمُ ما وَعَتِ الصُّدُو / رُ ولَيْسَ مَا في الكُتبِ يَخْلدْ
قَصَدَ المَنونُ لَهُ فَماتَ فَقيدا
قَصَدَ المَنونُ لَهُ فَماتَ فَقيدا / وَمَضى على صَرفِ الخُطوبِ حَمِيدا
بِأبِي وَأُمِّي هَالِكاً أَفْرَدْتُهُ / قَدْ كانَ في كلِّ العُلومِ فَريدا
سُودُ المقابر أَصْبَحَتْ بِيضاً بِهِ / وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا
لم نُرْزَهُ لما رُزِئنَا وَحْدَهُ / وَإنِ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنونُ وَحِيْدا
لكِنْ رُزئنا القاسِمَ بْنَ مُحمدٍ / في فَضْلِهِ والأسْوَدَ بْنَ يَزيدا
وَابْنَ المُبارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً / وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
وَالأخْفَشَينِ فَصاحَةً وَبَلاغَةً / والأَعشَيَيْنِ رِوايَةً وَنَشيدا
كانَ الوَصِيَّ إذا أَرَدْتُ وَصِيَّةً / وَالمُستَفادَ إذا طَلَبْتُ مُفيدا
وَلّى حَفيظاً في الأَذمَّةِ حَافِظاً / وَمضى وَدوداً في الوَرَى مَوْدودا
ما كانَ مِثْلي في الرَّزيَّةِ والِداً / ظَفِرَتْ يَداهُ بِمِثْلِهِ مَوْلودا
حَتَّى إذا بَذَّ السَّوابِقَ في العُلا / وَالعِلْم ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا
يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّها / ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
تَأبَى الْقُلوبُ المُسْتَكِينَةُ لِلأسى / مِنْ أَنْ تَكُونَ حِجارَةً وحَديدا
إِنَّ الَّذي بادَ السُّرورُ بِمَوتِهِ / ما كانَ حُزنِي بَعْدَهُ لِيَبيْدا
الآنَ لمَّا أَنْ حَوَيْتَ مَآثِراً / أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا
ورأَيْتُ فِيكَ مِنَ الصَّلاحِ شمائِلاً / ومِنَ السَّماحِ دَلائِلاً وَشُهُودا
أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَةُ طَرَّبَتْ / وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغريدا
لَولا الحَيَاءُ وَأَنْ أُزَنَّ بِبِدْعَةٍ / مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا
لَجَعَلْتُ يَومَكَ في المَنائحِ مَأتَماً / وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا
بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ
بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ / والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ
يا غَائِباً لا يُرْتَجَى لإِيابِهِ / وَلِقَائِهِ حَتَّى القِيَامَةِ مَوْعِدُ
ما كانَ أَحْسَنَ مَلْحَداً ضُمِّنْتَهُ / لو كان ضَمَّ أباكَ ذَاكَ الملحَدُ
بِاليَأسِ أَسْلو عَنْكَ لا بِتَجلُّدِي / هَيْهاتَ أَيْنَ مِنَ الحَزين تَجَلُّدُ
قَلْبٌ بِلَوْعاتِ الهوَى مَعْمُودُ
قَلْبٌ بِلَوْعاتِ الهوَى مَعْمُودُ / حَيٌّ كَمَيْتٍ حاضِرٌ مَفْقُودٌ
مَا ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ في كَأسِ الأسَى / حَتَّى سَقَتنِيْهِ الظِّباءُ الغِيدُ
مَنْ ذَا يُداوي القلْبَ مِنْ داءِ الهوى / إِذْ لا دَواءٌ لِلهَوى مَوْجُودُ
أمْ كَيفَ أَسْلو غَادَةً ما حُبُّها / إِلّا قَضاءٌ ما لَهُ مَرْدودُ
القَلْبُ مِنْها مُسْتَريْحٌ سَالِمٌ / وَالقَلْبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ
يُنْبيكَ أنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي
يُنْبيكَ أنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي / ما خَدَّتِ الْعَبراتُ مِنْ خَدِّي
نامَ الخَليُّ عَنِ الشَّجِيِّ بِهِ / وجَفا المَلولُ ولَجَّ في الصَّدِّ
كُنْتَ الشِّفاءَ فَصِرتَ لي سَقَماً / أَبَداً تَتُوقُ إِلى هَوىً مُرْدِي
يَا مُقْلةَ الرَّشإِ الغَري
يَا مُقْلةَ الرَّشإِ الغَري / رِ وشُقةَ القَمَرِ المُنيرْ
مَا رَنّقتْ عَيْنَاك لي / بَيْنَ الأَكِلّةِ والستُورْ
إلا وَضَعْتُ يَدي عَلى / قَلبي مَخافةَ أَنْ يَطيرْ
هَبْني كبَعْضِ حَمامِ مَكْ / كةَ واستمعْ قَوْلَ النَّذيرْ
أبُنَيَّ لا تَظْلِمْ بِمك / كَةَ لا الصَّغيرَ ولا الكبِيرْ
هتَكَ الحِجابَ عَنِ الضمائرْ
هتَكَ الحِجابَ عَنِ الضمائرْ / طَرْفٌ به تُبْلى السرائرْ
يَرْنُو فَيَمْتَحنُ القُلو / ب كَأَنَّهُ في القَلبِ نَاظِرْ
يا ساحِراً مَا كُنْتُ أَعْ / رِفُ قَبْلهُ في الناسِ ساحِرْ
أَقْصَيْتَني مِنْ بَعْدِ مَا / أَدْنَيْتني فالقلْبُ طائِرْ
وَغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أنْ / نَكَ لابنٌ في الصَّيْفِ تامِرْ
ما ضَرَّ عِندَكَ حَاجَتي ما ضَرَّها
ما ضَرَّ عِندَكَ حَاجَتي ما ضَرَّها / عُذْراً إذا أعْطَيتَ نَفْسَكَ قدْرَها
اُنْظُر إلى عَرضِ البِلادِ وطُولِها / أوَلسْتَ أكْرَمَ أهْلها وَأبَرَّها
حاشا لِجُودِكَ أنْ يُوَعِّرَ حاجتي / ثِقَتي بِجُودِكَ سهَّلتْ لي وَعْرهَا
لا يَجْتَني حُلْوَ المَحامدِ ماجِدٌ / حتى يَذوقَ منَ المَطالبِ مُرَّها
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ / وَالشَّهْرُ يُحسَبُ أَنَّهُ دَهْرُ
بأَبي وَأُمِّي غادَةٌ في خدَّها / سِحْرٌ وبَيْنَ جُفُونِها سِحْرُ
الشَّمْسُ تَحْسَبُ أنَّها شَمْسُ الضُّحَى / وَالبدْرُ يَحْسَبُ أنَّها البَدْرُ
فَسَلِ الهوى عَنها يُجيبُ وَإنْ نأتْ / فَسلِ الْقِفارَ يُجيبُكَ القَفْرُ
لِمَنِ الدِّيارُ بِرامَتَينِ فَعاقِلٍ / دَرَسَتْ وغَيَّرَ آيَها القَطْرُ
وَلرُبَّ خافِقَةِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ
وَلرُبَّ خافِقَةِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ / مَعْقُودةً بِلِوائِهِ المَنْصورِ
يَرْمي بِها الآفاقَ كُلُّ شَرَنْبَثٍ / كفَّاهُ غَيرُ مُقلَّمِ الأُظْفُورِ
لَيْثٌ تَطيرُ لهُ القُلوبُ مَخافةً / مِن بَيْنِ هَمْهَمَةٍ لهُ وَزَئيرِ
وكأنَّما يُومي إليْكَ بِطَرفِهِ / عَنْ جَمْرَتَيْنِ بِجَلمدٍ مَنْقُورِ