القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السُّهْرَوَرْدي المَقتول الكل
المجموع : 10
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ / وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم / وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا / سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم / وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم / عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ / بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم / لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ
وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ / فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ
فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ / وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى / فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم / في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم / راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ / إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى / كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها / لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة / فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم / بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ / حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم / أَبَداً فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم / فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم / حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم / إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها / في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ / لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى / غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت / وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ / وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم / في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ / دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ
خلقَت هَياكِلُها بِجَرعاءِ الحِمى
خلقَت هَياكِلُها بِجَرعاءِ الحِمى / وَصَبت لِمَغناها القَديم تَشَوّقا
مَحجوبَة سَفرت وَأَسفَر صُبحها / وَتَجَرَّدت عَمّا أَجدّ وَأَخلقا
وَتَلَفّتت نَحوَ الدِّيارِ فَشاقَها / رَبع عَفَت أَطلالُهُ فتَمَزَّقا
وَغَدَت تردّدُ في الفَضاءِ حَبيبها / فَيَروم مُرتَبِعاً يَروق المُرتقى
وَقَفَت تُسائِلُه فَرَدَّ جَوابَها / رَجعَ الصَّدى أن لا سَبيلَ إِلى اللّقا
فَشَكَت بِعَينِ الحالِ مَعهَد عَهدِها / أَسَفاً عَلى شَملٍ مَضى وَتَفَرَّقا
فَكَأَنَّما بَرقٌ تَأَلّق بِالحِمى / ثُمَّ اِنطَوى فَكَأَنَّهُ ما أَبرَقا
شَوقي يَجلُّ عَنِ الوَسائل
شَوقي يَجلُّ عَنِ الوَسائل / وَهوَى ينزّه عَن مُماثِل
شَوقي يُجدّدهُ الزَّمان / إِلَيكَ لا نَحوَ المَنازل
بُشّرتُ أَنّك قاتِلي / يا حَبَّذا إِن كُنتَ قاتل
زَوّد فُؤادي نَظرَة / مِن حُسنِ وَجهِكَ فَهوَ راحِل
روحي فِداء مُبَشِّري / إِن صَحَّ أَنَّكَ لي مُواصِل
مُستَشفِعٌ بِوَسائلٍ / وَأَلَذّ مِن إِحدى الوَسائل
سَهَري لِغَيركَ ضائِعٌ / وَتَيمّمي بِسِواكَ باطِل
بَيني وَبَينَكَ في المَوَدّةِ نِسبَةٌ
بَيني وَبَينَكَ في المَوَدّةِ نِسبَةٌ / مَكتومَة عَن سرّ هَذا العالَمِ
نَحنُ اللّذان تعارَفَت أَرواحُنا / مِن قَبلِ خَلق اللَّه طينَةَ آدمِ
لا تَأمَنِ المَوتَ الخَؤو
لا تَأمَنِ المَوتَ الخَؤو / نَ وَخَف بَوادِرَ آفته
المَوت سَهمٌ مُرسَلٌ / وَالعُمرُ قَدر مَسافَته
لا يَمنَعنّكَ مِن بِغا
لا يَمنَعنّكَ مِن بِغا / ءِ الخَيرِ تِعقاد التَّمائم
لا وَالتَّشاؤم بِالعطا / سِ وَلا التَّيامن بِالمَقاسم
فَلَقَد غَدَوت وَكُنتُ لا / أَغدو عَلى واقٍ وَحاتم
فَإِذا الأَشائِمُ كَالأَيا / مِن وَالأَيامن كَالمَشائِم
وَكَذاكَ لا خَيرَ وَلا / شرّ عَلى أَحدٍ بِدائم
قَد خَطَّ ذَلِكَ في الزّبو / رِ الأَوليّاتِ القَدائِم
فُز بِالنَّعيمِ فَإِنَّ عُمرَكَ يَنفذ
فُز بِالنَّعيمِ فَإِنَّ عُمرَكَ يَنفذ / وَتَغنَّم الدُّنيا فَلَيسَ مُخَلّدُ
وَإِذا ظَفرت بِلذّة فَاِنهَض بِها / لا يَمنَعنّك عَن هَواكَ مَفنّدُ
وَصَل الصّبوح مَع الغَبوق فَإِنَّما / دُنياكَ يَوم واحد يَتَرَدّدُ
وَعَدُوكَ تَشرب في الجِنانِ مَدامةً / وَلتندَمَنَّ إِذا أَتاكَ المَوعدُ
كَم أُمّة هَلَكَت وَدارٌ عطّلت / وَمَساجد خربَت وَعمّرَ مَعهدُ
وَلَكم نَبيّ قَد أَتى بِشريعةٍ / قدماً وَكَم صَلّوا لَها وَتَعَبّدوا
فَخَفيتُ حتّى قُلتُ لَست بِظاهرٍ
فَخَفيتُ حتّى قُلتُ لَست بِظاهرٍ / وظَهرتُ مِن سَعيي على الأَوطانِ
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ / فَتشابَها فَتَشاكل الأَمرُ
فَكَأَنَّها خَمرٌ وَلا قَدح / وَكَأَنَّها قَدحٌ وَلا خَمرُ
هَبَّت عَلي صَبا تَكاد تَقول
هَبَّت عَلي صَبا تَكاد تَقول / إنّي إِلَيكَ مِن الحَبيبِ رَسولُ
صَرَّفت أَخباري فَقُلت أحبّها / في قِصَّتي طول وَأَنتَ مُلوكُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025