المجموع : 17
لَيسَ العَجيبُ بَأَن أَرى لَكَ حاجِباً
لَيسَ العَجيبُ بَأَن أَرى لَكَ حاجِباً / وَلَأَنتَ عِندي مِن حِجابِكَ أَعجَبُ
فَلَئِن حُجِبتُ لَقَدَ حَجَبتَ مَعاشِراً / ما كانَ مِثلُهُمُ بِبابِكَ يُحجَبُ
لَيسَ المُروءَةُ في الثِيابِ وَبطنَة
لَيسَ المُروءَةُ في الثِيابِ وَبطنَة / إِنَّ المُروءَةُ في نَدىً وَصَلاحِ
وَتَرى الفَتى رَثَّ الثِيابِ وَهَمُّهُ / طَلَبُ المَكارِمِ في تُقىً وَصَلاحِ
ما لي أُقَرِّبُ مِنكَ نَفسي جاهِداً
ما لي أُقَرِّبُ مِنكَ نَفسي جاهِداً / وَأَراكَ مِنّي جاهِداً تَتَباعَدُ
قَدَّمتَ دونَ أَخيكَ مَن هُوَ دونَهُ / وَعَنِدتَ عنهُ وَهوَ مِنكَ يُعانِدُ
أَيأَستَني بَعدَ الرَجاءِ فَمَن ترى / يَرجوكَ بَعدي أَو عَلَيكَ يُحاسِدُ
أَم كَيفَ يَأمُلُ مِنكَ يَوماً صالِحاً / أَحَدٌ وَرَأيُكَ فِيَّ رَأيٌ فاسِدُ
يا سَعدُ لَم أَذخَر عَلَيكَ مَوَدَّةً
يا سَعدُ لَم أَذخَر عَلَيكَ مَوَدَّةً / أَنتَ المُقِرُّ بِها وَأَنتَ الجاحِدُ
أَشكَيتَني فَشَكَوتُ لا مُتَشاكِياً / وَزَعمتَ أَنّي إِذ شَكَوتُكَ حاسِدُ
وَلَئِن حُسِدتُ عَلَيكَ إِنَّكَ للَّذي / حُسِدَت عَلَيهِ أَقارِبٌ وَأَباعِدُ
وَزَعَمتَ أَنّي لائِمٌ لَكَ عاتِبٌ / وَقَصائِدي بِالذَمِّ فيكَ شَواهِدُ
لَؤُمَت إِذَن مِنّي الخَلائِقُ وَاِغتَدى / بِالحَمدِ مَن هُوَ قائِمٌ بي قاعِدُ
إِنّي أَذُمُّكَ يا سَعيدُ وَإِنَّما / بِالمَجدِ مِنكَ إِذا فَخُرتُ أماجِدُ
إِن كانَ قَلبُكَ فِيَّ مُشتَركَ الهَوى / فَالقَلبُ مِنّى فيكَ قَلبٌ واحِدُ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني بِكَ واثِقٌ / وَلَئِن ذَمَمتُكَ إِنَّني لَكَ حامِدُ
يا مَن كَلِفتُ بِحُبِّهِ
يا مَن كَلِفتُ بِحُبِّهِ / كَلَفي بِكاساتِ العُقار
وَحَياة ما في وَجنَتَي / كِ مِنَ الشَقائِقِ وَالبَهار
وَولوع رِدفك بِالتَرَج / رُجِ تَحتَ خَصرِكَ في الإِزار
ما إِن رَأَيتُ لِحُسنِ وَج / هِكَ في البَرِيَّةِ مِن نِجار
لَمّا رَأَيتُ الشَيبَ مِن / وَجهي بِما يَحكي الخِمار
قالَت غُبارٌ قَد عَلا / كَ فَقُلتُ ذا غَيرِ الغُبار
هَذا الَّذي نَقَلَ المُلو / كَ إِلى القُبورِ مِنَ الدِيار
قاَلَت ذَهَبتَ بِحُجَّتي / عَنّي بِحُسنِ الإِعتِذار
يا هَذِهِ أَرَأَيتِ لَي / لاً مُذ خُلِقتِ بِلا نَهار
إِنّي وَتَزييني بِمَدحي مَعشَراً
إِنّي وَتَزييني بِمَدحي مَعشَراً / كَمُعَلِّقٍ دُرّاً عَلى خِنزيرِ
كُنّا نَخافُ مِنَ الزَما
كُنّا نَخافُ مِنَ الزَما / نِ عَلَيكَ إِذ عَمِيَ البَصَر
لَم نَدرِ أَنَّكَ بِالعَمى / تَغنى وَيَفتَقِرُ البَشَر
وَمُلاحِظٍ سَرَقَ السَلامَ بِطَرفِهِ
وَمُلاحِظٍ سَرَقَ السَلامَ بِطَرفِهِ / حَذَرَ العيونِ وَرِقبَةً لِلحارِسِ
راجَعتُهُ بِلِسانِ طرفٍ ناطِقٍ / يُخفي البَيانَ عَلى الرَقيبِ الجالِسِ
فَتَكَلَّمَت مِنّا الضَمائِرُ بِالَّذي / نُخفي وَفازَ مُجالِسٌ بِمَجالِسِ
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ / طَوراً يُفَرِّقُهُم وَطَوراً يَجمَعُ
أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم بِكَ مَرَّةً / كانَ الزَمانُ بِهِم يَضُرُّ وَيَنفَعُ
أَصبَحتَ تُفزِعُ مَن رَآكَ وَطالَما / كُنّا إِلَيكَ مِنَ الحَوادِثِ نَفزَعُ
أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكَ مَربَعاً / إِلّا وَفيهِ لِلمَسَرَّةِ مَربَعُ
لَهفي عَلَيكَ لَو اِنَّ لَهفاً يَنفَعُ / أَو أَنَّ دَهراً راحِمٌ مَن يَجزَعُ
ما كانَ ذاكَ العَيشُ إِلّا خُلسَةً / خَطفاً كَرَجعِ الطَرفِ أَو هُوَ أَسرَعُ
وَرَقيقَةُ الحُجُراتِ با
وَرَقيقَةُ الحُجُراتِ با / دِيَةِ القَذى ذوبَ العَقيقِ
في بَردِ كافورَ الرِيا / حِ وَحَرِّ نائِرَةَ الحَريقِ
سلسالَة شرباتُها / يَفتَحنَ أَفواهَ العُروقِ
زَقّ الطُيور فِراخها / لِصَبوحِها أَو لِلغَبوقِ
قَل لِلخَليفَةِ يا اِبنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ
قَل لِلخَليفَةِ يا اِبنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ / أَشكِل وَزيرَكَ إِنَّهُ مَحلولُ
فَلِسانُهُ لِلشَتمِ في أَعراضِنا / وَالرِجلُ مِنهُ في الصُدورِ تَجولُ
كَم طالِبٍ لِظُلامَةٍ أَو حاجَةٍ / مُتَعَرِّضٌ لِكَلامِهِ مَركولُ
العِرضُ لَيسَ يَصونُهُ مالٌ إِذا
العِرضُ لَيسَ يَصونُهُ مالٌ إِذا / ما المالُ عِندَ حُقوقِهِ لَم يُبذَلِ
تِلكَ الدِيارُ لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ
تِلكَ الدِيارُ لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ / كانَت إِلَيكَ مِنَ البِلى تَتَظَلَّمُ
دَرَسَت مَغانيها وَمَحَّ جَديدُها / بَل عادَ رَسماً رَبعُها وَالمَعلَمُ
لَم يَبقَ مِنها غَيرُ آثارِ الصِبا / وَمَعاهِدٌ يَشجى بِهِنَّ المُغرَمُ
أَيري عَلَيَّ مَعَ الزَما
أَيري عَلَيَّ مَعَ الزَما / نِ فَمَن أَذُمُّ وَمَن أَلومُ
الشَأنُ في أَيري يُقَو / وَمُ لِلقِيامِ فَلا يَقومُ
شِيَةٌ كَأَنَّ الشَمسَ فيها أَشرَقَت
شِيَةٌ كَأَنَّ الشَمسَ فيها أَشرَقَت / وَأَضاءَ فيها البَدرُ عِندَ تَمامِهِ
وَكَأَنَّهُ مِن تَحتِ راكِبِهِ رُكوبه / ما لاحَ بَرقٌ لاحَ تَحتَ غَمامِهِ
ظَهرٌ كَجَريِ الماءِ لينُ رُكوبِهِ / في حالَتي إِتعابِهِ وَجَمامِهِ
سَفِهَت يَداهُ عَلى الثَرى فَتَلاعَبَت / في جَريِهِ بِسُهولِهِ وَإِكامِهِ
عَن حافِرٍ كَالصَخرِ إِلّا أَنَّهُ / أَقوى وَأَصلَبُ مِنهُ في اِستِحكامِهِ
ما الخَيزُرانُ إِذا اِنثَنَت أَعطافُهُ / في لينِ مَعطِفِهِ وَلينِ عِظامِهِ
عُنُقٌ يَطولُ بِها فُضولَ عِنانِهِ / وَمُحَزَّمٌ يَغتالُ فَضلَ حِزامِهِ
وَكَأَنَّهُ بِالريحِ مُنتَعِلٌ وَما / جَريُ الرِياحِ كَجَريِهِ وَدَوامِهِ
أَخَذَ المَحاسِنَ آمِناً مِن عَيبِهِ / وَحَوى الكَمالَ مُبَرّأً مِن ذامِهِ
إِنَّ المُفَضَّل نَقصُهُ في نَفسِهِ
إِنَّ المُفَضَّل نَقصُهُ في نَفسِهِ / وَفِعالِهِ قَد حَطَّ فَضلَ أَبيهِ
وَكَأَنَّ نَكهَتَهُ رَوائِحُ عِرضِهِ / فَجَليسُهُ بِالنَتنِ في مَكروهِ
يا سَيِّداً لَمّا يَزَل
يا سَيِّداً لَمّا يَزَل / غَيثاً لِكُلِّ مُؤَمِّليهِ
إِن كُنتُ أَملِكُ دِرهَماً / فَكَفرتُ بِالمَنقوشِ فيهِ