المجموع : 30
يَشقى الفَتى بِخلافِ كُلِّ مُعانِدٍ
يَشقى الفَتى بِخلافِ كُلِّ مُعانِدٍ / يُؤذيهِ حَتّى بِالقَذى في مائِهِ
يَهوِي إِذا أَصغى الإِناءُ لِشُربِه / وَيَروغُ عَنهُ عِندَ صَبِّ إِنائِهِ
يا مَن يَقُولُ الشِعرَ غَيرَ مُهَذّبٍ
يا مَن يَقُولُ الشِعرَ غَيرَ مُهَذّبٍ / وَيَسومُني التَعذيبَ في تَهذيبِهِ
لَو أَنَ كُلَّ الناسِ فيكَ مُساعِدي / لَعجَزتُ عَن تَهذيبِ ما تَهذي بِهِ
بِأَبي غَزالٌ نامَ عَن وَصبي بِهِ
بِأَبي غَزالٌ نامَ عَن وَصبي بِهِ / وَمُراقُ دَمعي بِالنَوى وَصَبيبِهِ
يا لَيتَهُ يَرثي عَلى وَلَهي بِهِ / لِغَرامِ قَلبي في الهَوى وَلَهيبِهِ
أَهلاً بِفَجرٍ قَد نَضا ثَوبَ الدُجى
أَهلاً بِفَجرٍ قَد نَضا ثَوبَ الدُجى / كَالسَيفِ جُرِّدَ مِن سَوادِ قِرابِ
أَو غادَةٍ شَقَّت صِداراً أَزرَقاً / ما بَينَ ثُغرتها إِلى الأَقرابِ
يا مُبتَلىً بِضَناه يَرجُو رَحمَةً
يا مُبتَلىً بِضَناه يَرجُو رَحمَةً / مِن مالِكٍ يَشفيهِ مِن أَوصابِهِ
أَوصاكَ سِحرُ جُنونِهِ بِتَسهّدٍ / وَتَلَذُّذٍ فَقبِلتَ ما أَوصى بِهِ
اِصبر عَلى مَضَضِ الهَوى فَلَرُبّما / تَحلو مَرارَةَ صَبرِهِ أَو صابِهِ
هبه تغيّرَ حائِلاً عَن عَهدِهِ
هبه تغيّرَ حائِلاً عَن عَهدِهِ / وَرَمى فُؤادي بِالصُدودِ فَأَزعَجا
ما بالُ نَرجِسه تَحوّل وَردَةً / وَالوَردُ في خَدّيه عادَ بَنَفسَجا
سَلَّ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ صَوارِماً
سَلَّ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ صَوارِماً / تَرَكتهُ مَجروحاً بِلا إِغمادِ
وَبَكَت لَهُ عَينُ السَحابِ بِأَدمُعٍ / ضَحِكَت لِساجِمِها رُبى الأَنجادِ
وَبَدَت شَقائِقُها خِلالَ رِياضِها / تُزهى بِثَوبي حُمرَةٍ وَسَوادِ
فَكَأَنَّها بِنتُ الشِتاءِ تَوَجَّعَت / لِمُصابِهِ كَشَقيقَةِ الأَولادِ
فَقُنو حُمرَتِها خِضابُ نَجيعِهِ / وَسَوادُ كِسوَتِها لِباسُ حِدادِ
نَثَرَ السَحابُ عَلى الغُصونِ ذَريرَةً
نَثَرَ السَحابُ عَلى الغُصونِ ذَريرَةً / أَهدَت لَنا نوراً يَروقُ وَنُوراً
شابَت ذَوائِبُها فَعُدنَ كَأَنَّها / أَشفارُ عَينٍ تَحمِلُ الكافُورا
لا تَطغَ في حالِ الثَراءِ
لا تَطغَ في حالِ الثَراءِ / وَكُن لِفَقرِكَ ذاكِرا
إِذ كانَ خُبزُكَ ذا شرى / بَحتاً وَبَيتُكَ ذا كَرى
يا دَهرُ ما أَقساكَ يا دَهرُ
يا دَهرُ ما أَقساكَ يا دَهرُ / لَم يَحظَ فيكَ بِطائِلٍ حُرُّ
أَمّا اللّئامُ فَأَنتَ صاحِبُهُم / وَلَهُم لَدَيكَ العَطفُ وَالنَصرُ
يَبقى اللَئيمُ مَدى الحَياةِ فَلا / يَرتاعُ مِنهُ لِحادِثٍ صَدرُ
تَصفُو لَهُ الدُنيا بِلا كَدَرٍ / وَيُطِيعُهُ في عَيشِهِ اليُسرُ
فَمرامُهُ سَهلٌ وَكَوكَبُهُ / سَعدٌ وَغُصنُ سُرورِهِ نَضرُ
وَعَلى الكَريمِ يَدٌ يُسَلِّطُها / مِنكَ الجَفاءُ المُرُّ وَالقَسرُ
إِن نابَ خَطبٌ فَهوَ عُرضَتُهُ / يَفريهِ مِنهُ النابُ وَالظِفرُ
أَو يَبغِ مَعروفاً لَدَيكَ غَداً / يَنحى عَلَيهِ حادِثٌ نُكرُ
مَرعاهُ جَدبٌ وَالحُظوظُ لَهُ / حَربٌ وَجانِبُ عَيشِهِ وَعرُ
وَجَناهُ شَوكٌ وَالبُحورُ لَهُ / وَشَلٌ وَحَشوُ فُؤادِهِ جَمرُ
يا دَهرُ دَع ظُلمَ الكِرامِ فَهُم / عَقدٌ لِنَحرِكَ لَو دَرى النَحرُ
سالِمهُمُ وَاِستَبقِ وُدَّهُمُ / فَهمُ نُجومُ ظَلامِكَ الزهرُ
إِن كُنتَ تَأنَسُ بِالحَبيبِ وَقُربِهِ
إِن كُنتَ تَأنَسُ بِالحَبيبِ وَقُربِهِ / فَاصبِر عَلى حُكمِ الرَقيبِ وَدارِهِ
إِنَّ الرَقيبَ إِذا صَبَرتَ لِحُكمِهِ / بَواكَ في مَثوى الحَبيبِ وَدارِهِ
وَمُهَفهَفٍ غَرَسَ الجَما
وَمُهَفهَفٍ غَرَسَ الجَما / لُ بِخَدِّهِ رَوضاً مَريعا
فَصَدَ الطَبيبُ ذِراعَهُ / فَجَرى لَهُ دَمعي ذَريعا
وَأَمَسّني وَقعُ الحَدي / دِ بِعِرقِهِ أَلَماً وَجيعا
فَأَريتُهُ مِن عَبرَتي / ما سالَ مِن دَمِهِ نَجيعا
أَوصاكَ رَبُّكَ بِالتُّقى
أَوصاكَ رَبُّكَ بِالتُّقى / وَأُولوا النّهى أَوصوا مَعَه
فَاِجعَل لِنُسكِكَ طولَ عم / رِكَ مَسجِداً أَو صَومَعَه
يا مَن غَدا في الجَمعِ يُتعِبُ نَفسَهُ
يا مَن غَدا في الجَمعِ يُتعِبُ نَفسَهُ / كَيما يَزيدَ عَقارهُ وَضَياعَه
مَن ظَلَّ في التَجميعِ يُنفِقُ عُمرَهُ / فَمَتى يَكونُ بِأَكلِهِ اِستمتاعُه
أَفنَيتَ عُمرَكَ في حُطامٍ حُزتَهُ / باقٍ عَلَيكَ أَثامُهُ وَضَياعُه
يا راكِباً أَضحى يَحُثُّ مَطيِّه
يا راكِباً أَضحى يَحُثُّ مَطيِّه / لِيَؤمَّ مَروَ عَلى الطَريقِ المَهيَعِ
أَبلِغ بِها قَوماً أَثاروا فِتنَةً / ظَلّت بِها الأَكبادُ رَهنَ تَقَطّعِ
إِذ أَقدمُوا ظُلماً عَلى سُلطانِهِم / بِالغَدرِ وَالخَلعِ الذَميمِ المُفظعِ
وَبحلِّ عَقدِ لِوائِهِ وَإِباحَةٍ / لِحَريمِهِ وَجَنابِهِ المتمنِّعِ
أَبلغهُمُ أَنّي اِتَخَذتُ لِفِعلِهم / فَألاً لَهُ في القَومِ أَسوأُ مَوقِعِ
أَمّا اللِواءُ وَحلّهُ فَمخبِّرٌ / عَن حَلِّ عِقدٍ مِنهُمُ مُستَجمِعِ
وَالخَلعُ يُخبِرُ أَن سَتُخلَعُ مِنهُم ال / أَرواحُ بِالقَتلِ الأَشَدِّ الأَشنَعِ
وَالغَدرُ يُنبئ أَن تُغادِر في الوَغى / أَشلاؤُهُم لِنُسورِهِ وَالأَضبُعِ
وَالفِرقَتانِ فَشاهِدٌ مَعناهُما / بِتَفَرّقٍ لِجمُوعِهِم وَتَصَدُّعِ
فَتَسمَّعوا لَمقالَتي وَتَأَهّبوا / بِذَميمِ بَغيِكُمُ لِسوءِ المَصرَعِ
فَاللَهُ لَيسَ بِغافِلٍ عَن أَمرِكُم / حَتّى يُحِلَّ بِكُم عُقوبَةَ مُوجِعِ
أَعدَدتُ مُحتَفِلا لِيَومِ فَراغي
أَعدَدتُ مُحتَفِلا لِيَومِ فَراغي / رَوضاً غَدا إِنسانَ عَينِ الباغي
رَوضاً يَرُوضُ هُمُومَ قَلبي حُسنُهُ / فيهِ لِكَأسِ اللَهوِ أيُّ مَساغِ
وَإِذا بَدَت قُضبانُ رِيحانٍ بِهِ / حَيَّت بِمِثلِ سَلاسِلِ الأَصداغِ
صَدفَ الحَبيبُ بِوَصلِهِ
صَدفَ الحَبيبُ بِوَصلِهِ / فَجَفا رُقادي إِذ صَدَف
وَنَثَرتُ لُؤلُؤَ عَبرَةٍ / أَضحى لَها جَفني صَدَف
وَأَخٍ إِذا ما شَطَّ عَني رَحلُهُ
وَأَخٍ إِذا ما شَطَّ عَني رَحلُهُ / أَدنى إِلَيّ عَلى النَوى مَعروفهُ
كَالكَرمِ لَم يَمنَعهُ بُعدُ عَريشِهِ / مِن أَن يُقرّبَ لِلجُناةِ قُطُوفَهُ
لِلأقحُوانِ عَلى مَلاحَتِهِ وَخزُ
لِلأقحُوانِ عَلى مَلاحَتِهِ وَخزُ / بِقَلبٍ يَشتَكي العِشقا
مَقلُوبُه في اللَفظِ يُخبِرُني / أَن الأَحِبّةَ قَد نَأَوا حَقّا
يا مَن يُضيّعُ عُمرَهُ
يا مَن يُضيّعُ عُمرَهُ / مُتَمادِياً في اللَهوِ أَمسِك
وَاِعلَم بِأَنّكَ لا مَحا / لَةَ ذاهِبٌ كَذَهابِ أَمسِك