المجموع : 17
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبه
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبه / وقد استجرتُ وعذتُ من غضبه
خلِّ اللعينَ وما اكتسب
خلِّ اللعينَ وما اكتسب / لا زال منقطعَ السبب
يا عُرَّةَ الثقلينِ لا / دِيناً رعيتَ ولا حسب
حسدُ الإمام مكانه / جهلاً حذاك على العطب
وأبوك قدَّمه لها / لما تخير وانتخب
ما تستطيعُ سوى / التنفسِ والتجرعِ للكرب
ما زلت عند أبيك منتقصَ / المروءةِ والأدب
سابورُ ويحك ما أخسَّك
سابورُ ويحك ما أخسَّك / بل أخصَّك بالعيوبِ
وجهٌ قبيح في التبسُّم / كيف يحسن في القطوبِ
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبه
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبه / وقد استجرتُ وعذتُ من غضبه
أصبحتُ معتصماً بمعتصمٍ / أثنى الإله عليه في كُتبه
لا والذي لم يُبقِ لي سبباً / أرجو النجاةَ به سوى سَببه
ما لي شفيعٌ غير حُرمته / ولكلِّ من أشفى على عَطَبه
وعواتقٍ باشرتُ بين حدائقٍ
وعواتقٍ باشرتُ بين حدائقٍ / ففضضتهن وقد غنين صحاحا
أتبعت وخزة تلك وخزة هذه / حتى شربت دماءهن جراحا
أبرزتهن من الخدور حواسراً / وتركت صون حريمهن مباحا
في دير سابر والصباح يلوح لي / فجمعت بدراً والصباح وراحا
ومنعمٍ نازعت فضل وشاحه / وكسوته من ساعدي وشاحا
ترك الغيور يعض جلدةَ زندهِ / وأمال أعطافاً عليَّ ملاحا
ففعلتُ ما فعل المشوقُ بليلةٍ / عادت لذاذتها عليَّ صباحا
فاذهب بظنك كيف شئت وكله / مما اقترفت لذاذة وجماحا
أخوَّي حي على الصبوح صباحا
أخوَّي حي على الصبوح صباحا / هُبَّا ولا تعدا الصباح رواحا
هذا الشميط كأنه متحيرٌ / في الأفقِ سد طريقه فألاحا
ما تأمران بقهوةٍ قرويةٍ / قرنت إلى دركِ النجاح نجاحا
مهما أقام على الصبوحِ مُساعدٌ / وعلى الغبوقِ فلن أريدَ براحا
هل تعذران بديرِ سرجس صاحباً / بالصحو أو تريان ذاك جُناحا
إني أعيذكما بألفةِ بيننا / أن تشربا بقرى الفراتِ قراحا
عجت قواقزنا وقدس قسنا / هزجاً وأصخبنا الدجاج صياحا
للجاشرية فضلها فتعجلا / إن كنتما تريان ذاك صلاحا
يا ربَّ مُلتبسِ الجفونِ بنومةٍ / نبهته بالراحِ حين أراحا
فكأن ريا الكأس حين ندبته / للكأس أنهض في حشاه جناحا
فأجابَ يعثرُ في فضولِ ردائه / عجلان يخلطُ بالعثارِ مراحا
ما زال يضحك بي ويضحكني به / ما يستفيق دعابةً ومزاحا
فهتكت ستر مجونه بتهتكي / في كل ملهيةٍ وبحت وباحا
أسفاً عليك سلاك أقرَبُ قُربَةً
أسفاً عليك سلاك أقرَبُ قُربَةً / مني وأحزاني عليك تزيدُ
يا مَن شَغلتُ بهجره ووصاله
يا مَن شَغلتُ بهجره ووصاله / هِمَمَ المُنَى ونسيت يوم مَعادي
واللَه ما التقت الجفونُ بِطرفةٍ / إلا وذكرك خاطِرٌ بفؤادي
نشبي وما جمعت من صفدِ
نشبي وما جمعت من صفدِ / وحويت من سبدٍ ومن لبدِ
هِمَمٌ تقاذفت الهمومُ بها / فنزعتُ من بلدٍ إلى بلدِ
يا روح من حسمت قناعته / سبب المطامع من غدٍ وغدِ
من لم يكن للّهِ متهماً / لم يُمسِ محتاجاً الى أحد
لا تعجبن لملةٍ صرفت
لا تعجبن لملةٍ صرفت / وجه الأمير فإنه بشرُ
وإذا نبا بك في سريرته / عقد الضمير نبا بك البصرُ
إني أتيتك شافعاً
إني أتيتك شافعاً / بوليِّ عهدِ المُسلمينا
ثكلتك أمك يا بن يوسف
ثكلتك أمك يا بن يوسف / حتامَ ويحك أنت تنتف
لو قد أتى الصيفُ الذي / فيه رؤوسُ الناس تُكشَف
فكشفت عن خدَّيك لي / لكشفت عن مثل المفوف
أو مثل زرعٍ ناله اليرقانُ / أو نكباء حرجف
فغدا عليه الزارعو / ن ليحصدوه وقد تقصف
وظللت تأسف كالأُلى / أسفوا ولم يغنِ التأسف
يا خير أُسرته وإن رغموا
يا خير أُسرته وإن رغموا / إني عليك لمثبت أسف
الله يعلم أن لي كبدا / حرى عليك ومقلةً تكف
ولئن شجيت لما رزئت به / إني لأضمر فوق ما أصف
هلا بقيت لسد فاقتنا / أبداً وكان لغيرك التلف
قد كان فيك لمن مضى خلفٌ / ولسوف يعوزُ بعدك الخلف
لا بات رهطك بعد هفوتهم / إني لرهطك بعدها شنف
هتكوا لحرمتك التي هتكت / حرم الرسول ودونها السجفُ
ونبت أقاربك التي خذلت / وجميعها بالذل معترف
لم يفعلوا بالشط إذ حضروا / ما تفعل الغيرانةُ الأنفُ
تركوا حريمَ أبيهمُ نفلاً / والمحصناتُ صوارخٌ هتف
أبدت مخلخلها على دهشٍ / أبكارهن ورنت النصفًُ
سلبت معاجرهن واجتليت / ذات النقابِ ونوزع الشنف
فكأنهن خلالَ منتهبٍ / دُرٌّ تكشفَ دونه الصدفُ
ملكٌ تخونَ ملكه قدرٌ / فوهى وصرفُ الدهر مختلفُ
هيهات بعدك أن يدوم لنا / عزٌّ وأن يبقى لنا شرفُ
لا هيبوا صحفاً مشرفةً / للغادرين تحثها الجدفُ
أفبعد عهد اللَه نقلته / والقتلُ بعد أمانهِ سرفُ
فستعرفون غداً بعاقبةٍ / عز الإله فأوردوا وقفوا
يا من تخون نومه أرقٌ / هدت الشجون وقلبه لهفُ
قد كنت لي أملاً غنيتُ به / فمضى وحلَّ محلَّه الأسفُ
مرج النظام وعاد منكرنا / عرفاً وأنكر بعده العرفُ
والشملُ منتشرٌ لفقدك والدنيا / سُدى والبابُ منكسِفُ
يا مستعير سوالف الخشفِ
يا مستعير سوالف الخشفِ / اسمع لحلفةِ صادق الحلفِ
إن لم أصح ليلي ويا حربي / من وجنتيك وفترة الطرفِ
فجحدت ربي فضل نعمته / وعبدته أبداً على حرفِ
هلا رحمتَ تلددَ المشتاقِ
هلا رحمتَ تلددَ المشتاقِ / ومننتَ قبل فراقه بتلاقِ
إن الرقيب ليستريب تنفُّسي الصُّعدا / اليك وظاهر الإقلاقِ
ولئن أربتُ لقد نظرتُ بمقلةٍ / عبرى عليك سخينةِ الآماقِ
نفسي الفداءُ لخائفٍ مترقِّب / جعلَ الوداعَ إشارةً بعناقِ
إذ لا جوابَ لمعجَمٍ متحيِّرٍ / الا الدموع تُصان بالإطراق
خير الوفود مبشِّر بخلافةٍ / خصَّت ببهجتها أبا إسحقِ
وافته في الشهر الحرام سليمةً / من كلِّ مشكلة وكلِّ شقاش
أعطته صفقتها الضمائر طاعةً / قبل الأكفِّ بأوكدِ الميثاق
سكن الأنامُ إلى إمامِ سلامةٍ / عفِّ الضميرِ مُهذَّب الأخلاقِ
فحمى رعيته ودافع دونها / وأجار مملقها من الإملاقِ
قل للألى صرفوا الوجوه عن الهدى / متعسفين تعسُّف المُراق
اني أحذركم بوادِرَ ضَيغمٍ / دَرِبٍ بحطمِ موائل الأعناقِ
متأهِّب لا يستفزُّ جنانه / زَجِلُ الرُّعودِ ولامعُ الإبراقِ
لم يُبقِ من متعرمين توثبوا / بالشام غيرَ جماجمٍ أفلاقٍ
من بين مُنجدِلٍ تمجُّ عروقُه / عَلَقَ الأخادع أو أسير وَثاق
وثنى الخيولَ إلى معاقلِ قَيصَرٍ / تختال بين أحزَّةٍ ورقاق
يحملن كلَّ مشمِّرِ متغشمٍ / ليثٍ هزبرٍ أهرتِ الأشداقِ
حتى اذا أم الحصونَ مُنازِلاً / والموتُ بين ترائبٍ وتراقي
هرَّت بطارقُها هريرَ ثعالبٍ / بُدِهَت بزأرِ قساورٍ طُراقِ
ثم استكانت للحصار ملوكُهم / ذُلاً وناطَ حُلوقَهم بخناقِ
هَرَبت وأسلمت الصليب عشيَّةً / لم يبق غير حشاشة الأرماق
يا بنَ الإمام تركتني هملا
يا بنَ الإمام تركتني هملا / أبكي الحياةَ وأندُبُ الأملا
ما بالُ عينك حين تلحظني / ما إن تُقِلُّ جفونها ثِقلا
لو كان لي ذنبٌ لبحتُ به / كي لا يقال هجرتني مللا
إن كنت أعرف زلةً سلفَت / فرأيت ميتة واحدي عجلا
إني اتيتك شافعاً
إني اتيتك شافعاً / بولي عهد المسلمينا
وشبيهك المعتز أوجه / شافعٍ في العالمينا
يا بن الخلائف الأولين / ويا أبا المتأخرينا
ان ابن عبدك مات والأيام / تخترم القرينا
ومضى وخلف صبيةً / بعراصهِ متلددينا
ومهيرة عبرى خلا / ف أقاربٍ مستعبرينا
أصبحن في ريب الحوا / دث يحسنون بك الظنونا
قطع الولاةُ جرايةً / كانوا بها مستمسكينا
فامنن برد جميع ما / قطعوه غير مراقبينا
أعطاك أفضل ما تؤملُ / أفضل المتفضلينا