القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 78
صار التغزُّل في هواه عتابا
صار التغزُّل في هواه عتابا / فهواه يمزج بالنعيم عذابا
ما ضرَّ مَن أخلصتُ في دين الهوى / لرضاه لو جعل الوفاءَ ثوابا
نقض العهودَ وحلَّ عقدَ ضمانِهِ / من بعد ما عذب الوصالُ وطابا
وأمنتُه فأتاح لي من مأمني / غدراً كذا مَن يأمن الأحبابا
فإذا أردتُ عتابَه لجنايةٍ / جعل التقطُّبَ للعتاب جوابا
خدَعُ الوساوسِ لم تزل لي حيلةً / حتى أمنتُ على الغزال كلابا
إن السلوَّ لَرَاحةٌ وصيانة / للحرِّ لو أن السلوَّ أجابا
ومن العجائب أن يُذيبَ مفاصلي / مَن لو جرى نَفسي عليه لذابا
إلفٌ يعاقبني لأني محسن / أرأيتَ إحساناً يجرُّ عقابا
جرَّبتُ أيماناً له فوجدتها / كذباً فصرتُ بصدقها مُرتابا
فَدَع التصابي للشباب فإنه / وَصمٌ على ذي الشيب أن يتصابى
وامدح رئيسَ بلاغةٍ وكتابةٍ / زانَ الولاةَ وشرَّف الكُتّابا
يا أحمد بن عَليّ الباني العلا / والمُستعدُّ لكل خطبٍ نابا
أملي إليك تطلَّعت أسبابُهُ / والجاه منك يولِّدُ الأسبابا
وإليك أبواب الرجاء تفتَّحت / فافتح لهنَّ من العناية بابا
وأثرِ رياحَ وسائلٍ لمؤمِّلٍ / فعسى يُثِرنَ من النجاح سحابا
واقصِد بأذرعك الذريعة إنها / تكسوكَ من حُسن الثناء ثيابا
واعلم يقيناً أنه لم ينتصب / لشفاعةٍ إلا الكريم نصابا
هذا النبيُّ مُكرَّماً بشفاعة / للناس إذ لا يملكُون خطابا
ولقوله صلّى عليه إلهُهُ / وكفى بما قال النبيُّ صوابا
نعم عليكم ذي الحوائج عندكم / واللهُ أوجَبَ شكرَها إيجابا
وإذا أحَبَّ اللّهُ عبداً منكم / أجرى على يدِهِ النجاحَ مثابا
وكفى بآداب المبارك قدوةً / وهُدىً لمَن يتخيَّرُ الآدابا
فافهم هديتَ وأنتَ غيرُ مفهَّمٍ / إن الصَّنائع يمتلكنَ رقابا
وإذا الخلائق في الرقاب تفاضلت / كانت فضائلهم لها أنسابا
واللَهُ عن علم أتاك مواهباً / إذ كنتَ تُحسِن تشكر الوهّابا
فبسطتَ للحاجات نفساً رحبةً / لو قُسِّمت خِطَطاً لَكُنَّ رِحابا
وخلائقاً لك عذبة لو أنها / ماءٌ لَجُرِّدَ للملوك شرابا
وقريحةً نوريَّةً لو جُسِّمت / كانت لأقراط الذكاء شهابا
ومواعداً لك ينبجسن ينابعاً / إذ وعد غيرِك يستحيل سرابا
ومكارماً تابعتَهنَّ كأنما / تقرا بهنَّ على الأنام كتابا
واللَه يعلم حيث يجعل فضلَه / وكفى بذلك للحسود جوابا
هذا مقال من فعالك يحتذى / فاسمعه لا لغواً ولا كِذّابا
يمتاز فعلُك بين أفعال الورى / تبراً ويترك ما سواه ترابا
خُذها إليك أبا الحسين عروسةً / زَفَّت إليك علا النهود شبابا
فإذا بدت من خدرها جُعلت لها / حركات أفهام الرجال نهابا
فيظن سامعُها لحُسن نظامها / أن قد نثرتُ لسامعيه سِخابا
ويظن منشدها لعذب كلامها / أن قد ترشَّف للحبيب رضابا
لا زلتَ مبسوط اليدين بنعمةٍ / وبسطوةٍ كي تُرتجَى وتهابا
لا أستطيع من الضنَّى شكوى الضَّنى
لا أستطيع من الضنَّى شكوى الضَّنى / ويكاد ما بي أن يرقَّ لِما بي
لا صبر لي أنَّى عليك تصبري / والتيهُ دابُكَ والتذلُّل دابي
فخلعتُ في خلع العذول تجملي / ولبستُ ثوبَ السقم تحت ثيابي
لا تمزجوا كأسي فإن مدامعي / تكفي وتفضل عن مزاج شرابي
غصصُ الفراقِ مُزِجنَ بالحسَراتِ
غصصُ الفراقِ مُزِجنَ بالحسَراتِ / وفراق مَن أهوى فراق حياتي
عجبٌ لمَن يبقى لبُعد حبيبه / أن لا يموتَ بكثرة الزفراتِ
موت البريَّة عند وقت وفاتِها / والعاشقون لهم فنونُ مماتِ
مَن لم يَذُق طَعم الصبابة والهوى / ويكون صباً عُدَّ في الأمواتِ
يا ليل دُم لي لا أُريد صباحا
يا ليل دُم لي لا أُريد صباحا / حسبي بوجه مُعانقي مصباحا
حسبي به بدراً وحسبي ريقه / خمراً وحسبي خدُّه تُفّاحا
حسبي بمضحكه إذا غازلتُه / مستغنياً عن كل نجمٍ لاحا
ألبستُه طوقَ الوشاح بساعدي / وجعلت كفي للثام وشاحا
هذا هو الفضل العظيم فخلِّنا / متعانقَينِ فما نريد براحا
لو كان في حرم الإله عناقُنا / ولثامُنا ما كان ذاك جناحا
لو شاء ربّي أن يعفَّ عبادُه / ما كان يخلق في الأنام ملاحا
صبَّحتُه عند المساء فقال لي
صبَّحتُه عند المساء فقال لي / ماذا الكلام وظنَّ ذاك مزاحا
فازددتُ دهشاً فوق دهش أوَّلٍ / وعلمتُ أني قد أتيتُ جناحا
أحسن أبا حسن فحسنُك راعني / حتى توهَّمتُ المساء صباحا
لا تعجبنَّ فإن وجهك لو بدا / في ظلمةٍ لحسبته مصباحا
أنت الذي حيرتني بملاحةٍ / تركت صِباحَ العالمين قِباحا
كم قد فتنتَ وما سعيتَ لفتنةٍ / كم قد قتلتَ وما حملتَ سلاحا
خداك تفاحي وريقُك راحي
خداك تفاحي وريقُك راحي / حسبي ويوم رضاك يوم فلاحي
يا من تعلقت القلوبُ بذكره / كتعلُّق الأجسام بالأرواحِ
يا جارحاً قلبي بخنجر لحظِهِ / صَيِّر وصالك مرهماً لجراحي
يا مازحاً بالهجر هجرُك قاتلي / والقتلُ ليس مزاحهُ بمزاحِ
مولاي تمطلني غداً فغدا
مولاي تمطلني غداً فغدا / وأرى غداً لا ينقضي أبدا
أحييتَني بالوعد يا أملي / ومطلتَني فأمَتَّني كمدا
لا تنسَ عهدك لي فأوفِ به / إن الكريم يفي إذا وعدا
ما لي أرى كلَّ العيون إذا / نظرت إليك تغايرت حسدا
لا تظهرن والشمس طالعة / لا تدَّعيك لنفسها ولدا
خطراتُ قلبي في طرائقها / تذر القلوبَ طرائقاً قِددا
لم تُبقِ لي جَلَداً ولا تركت / عيناك قطُّ لعاشِق جَلَدا
مولاي يا هارون زُر دَنِفاً / إن لم تزره اليوم مات غدا
مات الحسود من الكمدْ
مات الحسود من الكمدْ / ووفى الحبيبُ بما وَعَدْ
حيِّي الوصال وقل له / دم يا وصال إلى الأبد
اليوم أحيا بالمنى / ويموت قومٌ بالحسد
أوَ ليس من طُرَف الهوى / عطفُ الغزال على الأسد
ما لي بصدِّك يا غزالَ المربدِ
ما لي بصدِّك يا غزالَ المربدِ / فلقد أطلتَ تحيُّلي وتلدُّدي
مَن منقذي من جور حكمك في الهوى / من راحمي من شافعي من مُسعدي
يبلى شبابي في الهوى وعذابُه / متجدِّدٌ من هجرك المتجدِّدِ
يا أهل من أهوى رضيتم لابنكم / أن تبصروه قاتلاً لمُوَحِّدِ
أنا بالرجا واليأس حيٌّ ميت / حتى أرى إنجاز ذاك الموعِد
اشرب على وجه الحبي
اشرب على وجه الحبي / ب سلافةً في لون خدِّهْ
يا من حياتك بعد مَو / تك وصلُه من بعد صدِّهْ
لا شيء أحسن موقعاً / من قرب إلفٍ بَعد بُعدِه
فاشرب كُفِيتَ صدودَه / ورُزِقتَ منه وفاء عهده
يا موحش الإخوان عش مستأنساً
يا موحش الإخوان عش مستأنساً / ومصاحب التوفيق والتسديدِ
إن ينصرم حبل العيان تباعداً / فالذكر متَّصلٌ بحبل وريدي
لم أدرِ كيف فراق جسمٍ روحَهُ / حتى وقفتُ أُودِّعُ الجارودي
نفسي الفدا لمقارب كمباعد
نفسي الفدا لمقارب كمباعد / حذر الوشاة وراغبٍ كالزاهدِ
لزم التوقّي بالهوى فلسانُه / متباعد والقلب غير مباعدِ
مولاي لفظك في خطابٍ ناقصٍ / لكن ضميرك في وفاءٍ زائدِ
وأرى انقباضَك للتجمُّل تحته / لحظات طرفٍ بالمحبَّة شاهدِ
هي نعمة لك لا أُؤدي شكرها / أن مِلتَ نحوي بعد نهي الوالدِ
لو كان كلُّ العالمين مخالفي / ما ضرَّني إن كنتَ أنت مساعدي
وإذا تآلفت القلوبُ على الهوى / احتلنَ في إبطال كيد الكائدِ
قد قال قلبي إذ رآك مجانبي / ورآك ترصد غفلةً من راصدي
صدَّ الحبيبُ وقد رأيتُ لصدِّه / عذراً فلست على الحبيب بواجدِ
جزعي إذا أبصرتُ فيك تنكُّراً / جزعَ المريض من انكسار العائدِ
فإذا تواطينا فكلُّ مُغَرِّرٍ / من بعدُ يضرب في حديدٍ باردِ
لأُدارِينَّ وأُحسدنَّ ومن يَفُز / بوصال مثلك يصطبر للحاسدِ
لمكان ألفٍ لا يخلّى واحدٌ / لكنَّ ألفاً يكرَمون لواحدِ
كملت صفاتك فيك حسن المشتري / بين النجوم وفيك شكل عطاردِ
فاذا رأيتُ رأيت شخص محاسنٍ / واذا اختبرت رأيت شخص محامدِ
والله ما أبغي الوصال لريبةٍ / أو لا فلا اتصلت بكفي ساعدي
لكن لطيب تراسلٍ وتغازلٍ / وتآلُفٍ وتحادثٍ وتناشدِ
قد كان ذاك هوى الظراف وإنما / فسد الهوى في ذا الزمان الفاسدِ
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به / فأذاب جسمي في الهوى تذكاره
وكأنني من صفرةٍ غسلينُه / وكأنني من دقَّةٍ زُنارُهُ
فاذا جحدتُ هواه أو أنكرته / شهدت عليَّ من الهوى آثاره
فتنٌ تردَّدُ في الجفو
فتنٌ تردَّدُ في الجفو / نِ وفي الغصون وفي البدورِ
تلك الفنون إذا اجتمع / نَ فهنَّ مجتمع السرورِ
فاشرب على رغم الحسو / دِ وبِت على كيد الغيورِ
فالآن في فرح القلو / ب يطيب تهتيكُ السُّتورِ
والعيشُ في كيد العَدُو / وِ وفي مؤانسة النَّفورِ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ / وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه / بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه / شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى / فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ
ولقد تباهى نهرُه ببهائه / فغدا على أنهار دجلة يفخرُ
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه / فكأنه بين الجنان الكوثرُ
قدم الذي بقدومه قدم المنى / فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ
تتبختر الأرواح في أجسامنا / شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ
ونظن أن الأرض تخطِر تحته / بلباقة الحركات ساعة يخطرُ
يمشي ولا ندري لشكل فنونه / أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا / في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على / لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ / فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره / ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه / خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما / ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ
بل لو ترى الحركات منك عشقتها / عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى / من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى / فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه / وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى / ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ
بيديك مهجته ودونك ماله / فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره / لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي / أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني / أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي / فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ / لن يغدروا إلا بمن لا يَغدرُ
وإذا وفى لهمُ مُحبٌّ لم يَفُوا / وإذا تسلّى عنهم لم يعذِروا
واذا هُمُ مَلُّوا وفاءً أنكروا / ما لم يكن من قبل ذلك يُنكَرُ
أحسن أبا حسنٍ فإني حامدٌ / لك يا محمد في الذي لا يُذكَرُ
مولاي غيَّركَ التوثق في الهوى / عني لأني عنك لا أتغيرُ
عجباً لأنسك بي وأنت منفَّر / والآن عند أوان أُنسك تنفرُ
تعتلُّ أنك قد كبرتَ عن المنى / أتراك تكبر يا مناي وأصغرُ
الآن طِبتَ إذ التَحيتَ وإنما / غصن الفواكه حين يورق يُثمرُ
وكأن وجهك دُرَّة وكأنما / سَكُّ العذار بجانبيه جوهرُ
وكأنه قمرُ النهار بياضه / إذ حفَّه لونُ السماء الأخضرُ
لا تستَحِنَّ من اللُّحَيَّة إنَّها / سترٌ لنا دون الوشاة مُستّرُ
أمسى الهوى ممّا يليهم مظلماً / لكنَّه ممّا يلينا مقمرُ
ما ذا السَّوادُ سوادَ شَعرٍ إنما / هذا كتاب للفنون مُزَوَّرُ
فعلامَ نُحرَمُ في الهوى ما نرتجي / لمّا كُفينا في الهوى ما نحذرُ
الحب أول ما يكون لجاجة
الحب أول ما يكون لجاجة / تأتي به وتسوقه الأقدارُ
حتى إذا اقتحم الفتى لججَ الهوى / جاءت أمورٌ لا تُطاق كبار
اليوم يركض فيه طِر
اليوم يركض فيه طِر / فُ اللهو مخلوعَ العِذارِ
إن كنتَ جاري ما أُحا / ذِرُ ما أُحاذِر منك جاري
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا / أشعلتَ بين حشا الجوانح نارا
أو ما تحنُّ لعاشقٍ متقلقلٍ / ما يستطيع على هواه قرارا
شمس النهار تغيبت من نورِهِ
شمس النهار تغيبت من نورِهِ / وتطيِّب المسك الذكيُّ بسُورِهِ
والبدر ليس ضياؤه كضيائه / عند التَّمام ولا كعشر عشيرهِ
لسنا نشكُّ ولا يشك أخو حجىً / في أنَّ يوسف لم يكن بنظيرِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025