المجموع : 179
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا / وتَجافَ عن تَعنِيفهم إن اذنَبوا
وِدَع العِتابَ إذا بدت لك زَلَّةٌ / إنّ الهوى مُتَجرِّمٌ لا يُعتِبُ
واحمِل لهُم جَورَ المَلالِ وحَملُه / صَعبٌ ولكنّ القطيعةَ أصعبُ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ / إِيماضَ بارِقةٍ خَلُوبِ
وإِلامَ ألقَى اللاّئِمي / نَ عَليكَ بالوجهِ القَطوبِ
وأعلِّلُ النفسَ العلي / لَةَ فيكَ بالأملِ الكذوبِ
وأقولُ تُصلِحك الخطو / بُ وأنت من بعضِ الخُطوبِ
قَمرٌ إذا عاتَبتُه
قَمرٌ إذا عاتَبتُه / كانتْ قطيعَتُهُ جَوابي
مُتجرِّمٌ أبداً يُجر / رِعُنِي مَراراتِ العتابِ
كم سهَّلَتْ عيناهُ لي / من وصلِه وعْرَ الطِّلابِ
حتى وقعتُ ولم يَكُن / هذَا التلَّونُ في حِسابي
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ / فألمَّ وهو بوُدِّنا مُرتابُ
نفسي فداؤُكَ من خيالٍ زائرٍ / مُتَعَتِّبٍ عندي له الإعتابُ
مُستَشْرِفٍ كالبدر خلفَ حجابِهِ / أَوَ في الكَرى أيضاً عليكَ حِجابُ
أنكرتُ هجري والزّمانُ بِجَوره / يَقضِي بأن يَتهاجرَ الأحبابُ
حَظَر الوفاءُ علَيَّ هجركَ طائِعاً / وإذا اقْتُسِرتُ فما عليَّ عتابُ
وُدّي كَعهدِكَ والدّيارُ قريبةٌ / من قبلِ أن تَتَقَطّع الأسبابُ
ثَبْتٌ فلا طُولُ الزّيارةِ ناقصٌ / منه وليس يزيدُه الإغبابُ
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه / لك مُسعدٌ فالهجرُ يُظهر حُوبَهُ
وبِحَسْب قلبِك ما بِه من حُبِّهم / فَعلامَ تَقرفُ بالصدود نُدوبَهُ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ / واصْدِف عن الواشِي المُراقِبْ
وتَغَنَّمِ اللّذّات إن / نَ مَمَرّها مَرُّ السَّحائِبْ
وانْظُر إلى الأغصانِ حا / مِلةً شُموساً في غَياهِبْ
من كلِّ حَاوٍ قد تَكَن / نَفَهُ ثَعابِينُ الذّوائِبْ
في وجهِهِ ضِدّانِ كُل / لٌ مِنهُما لِلُّبِّ سَالِبْ
نارٌ بلا لَفْحٍ تَضَر / مُ وسْطَ ماءٍ غيرِ ذَائِبْ
هَذي بقايا سِحْرِ بَا / بِلَ وهيَ من إحدى العجائِبْ
فحذَارِ يا أُسْدَ الشَّرى / من فَتكِ ألحاظِ الرّبَارِبْ
غَضبانُ أفديهِ عَلى / ما كانَ منهُُ مِن مَغَاضبْ
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى / في غَيِّه والفودُ شَائِبْ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ / فمِن العَنَاءِ قِيادُ غَيرِ المُصْحِبِ
بين السّلُوِّ وبينَ قلبِ أَخِي الهَوى / ما بينَ شرقٍ في البِعاد ومغْرِبِ
يُصغِي فتحسَبُه اُرعَوى ولِذكرِ من / يَهوَى أصاخَ ولم يُصِخ لمؤنِّبِ
والغَيُّ ما أبصرتَه من رُشدِه / والغِشُّ نُصحُ الناصِحِ المتَقرِّبِ
يا مُعمِلَ الآمالِ دَعْ خُدَعَ المنى
يا مُعمِلَ الآمالِ دَعْ خُدَعَ المنى / فاليأسُ ينقضُ كلّ ما أبرَمتَهُ
مَرِّضْ فؤادَكَ بالسّلوِّ لعلّه / مُتَيَسّرٌ بَعدَ النّوى إن رُمتَه
فمنِ الجهالةِ أن تُؤَمّل وصلَهم / بَعد البِعاد وفي الدّنُوِّ حُرِمتَه
حَتَّامَ أرغبُ في مودَّةِ زاهدٍ
حَتَّامَ أرغبُ في مودَّةِ زاهدٍ / وأرُومُ قُربَ الدّارِ من مُتَباعِدِ
وإلاَمَ ألتزمُ الوفاءَ لِغادرٍ / وأُقِرُّ بالعُتبي لِجَانٍ جَاحِدِ
وعلاَمَ أُعمِلُ فِكرتي في سادِرٍ / سَاهٍ وأُسهِرُ مُقلتيَّ لراقدِ
وأروضُ نفسي في رِضَا مُتَجرِّمٍ / فَاتَتْ مودّتُه طِلاَبَ الناشدِ
وأقولُ هجِرتُه مخافَة كاشحٍ / يُغري بِنَا وحِذَارَ واشٍ حاسِدِ
وأظُنُّه يُبدي الصدودَ ضرورةً / وإذا قطيعَتُه قطيعةُ عَامِدِ
مَن لي بِنَيْلِ مودّةٍ مَمْذُوقَةٍ / منهُ يُبَهْرجُها اختبارُ النّاقِدِ
أَرضى بباطِلها وأقْنَعُ بالمُنَى / منها وأدْفَعُ غَيبَها بالشّاهِدِ
يا ظالماً أفْنَى اصْطِبَارِي هجرُه / وابتَزَّ ثَوبَ تَماسُكِي وتَجالُدِي
كيف السبيلُ إلى وِصَالِكَ بعدما / عفّيتَ بالهِجرانِ سُبلَ مَقاصدي
ويلومُني في حملِ ظُلمكَ جاهلٌ / يلقَى جَوَى قلبي بقلبٍ باردِ
يُزرِي عل جَزَعي بصبرٍ مُسعدٍ / ويصُدُّ عن دَمعي بطرفٍ جَامدِ
لِمَ لا تَرِقُّ لناظرٍ أرَّقْتَه / وحَشا حشاهُ الوجدُ جَذْوةَ واقِدِ
ومروَّعٍ يلقَى العواذلَ في الهَوى / بفؤادِ مَوتُورٍ وسمعِ مُعانِدِ
قَلقِ الوِساد كأنّ تحتَ مِهادِه / أُسداً ومَضجَعَهُ نيُوبُ أَساوِدِ
أَتُراكَ يَعطِفُك العِتابُ وقلّما / يَثني العِتَابُ عِنانَ قلبٍ شَاردِ
هيهاتَ وصلُكَ عند عَنْقَا مُغْرِبٍ / ورِضَاكَ أبعدُ من سُهاً وفَراقِدِ
ومِنِ العنَاءِ طِلابُ وُدٍّ صادقٍ / من مَاذِقٍ وصلاحُ قلبٍ فاسدِ
إن خانَ عهدَك من تَودُّهْ
إن خانَ عهدَك من تَودُّهْ / ونأَى فلا يَحزُنْك فَقدُهْ
واهجرْهُ هجرَكَ من تُحبِ / بُ إذا قَضى وحواهُ لحدُهْ
وإذا سُئِلتَ عَلامَ تَه / جُرهُ فَقُلْ ما صَحَّ عهدُهْ
وعَلامَ أرغبُ في مَلُو / لٍ خَائنٍ قد بان زُهدُهْ
واحْذَر مقالةَ من يقو / لُ الحبُّ تخضعُ فيهِ أُسدُهْ
وإذَا خضعتَ لمن يخُو / نُكَ فالإبَاءُ لِمَن تُعِدُّهْ
إن راعَ قلبَكَ هَجرُهُ / فغداً يَلينُ لهُ أَشَدُّهْ
والصّبرُ سُمٌّ ناقعٌ / لكنَّ منهُ يُشارُ شُهدُهْ
وإذا صرفتَ القلبَ فَهْ / وَ كأمسِ لا يُسطاعُ رَدُّهْ
غَالَطتَ نفسَكَ فيهِ وال / مَشغُوفُ يَعزُب عنهُ رُشْدُهْ
وظَنَنْتَه قَصَدَ ازديا / دَكَ في الهَوى وسِواكَ قَصْدُهْ
وأنَا الفِداءُ لباخلٍ / بالوعدِ والأحلامُ وَعْدُهْ
أرضَى بباطِله ويُقْ / نِطُنِي تجَهُّمُه ورَدُّهْ
لَدْنُ القَوامِ يُعلِّمُ الأغ / صانَ كيف تَميسُ قَدُّهْ
يَفتَرُّ عن عَذْب المقَّب / بَلِ يُضرمُ الأحشاءَ بردُهْ
لا شكّ لُؤلُؤ ثغرِه / من عقدِه أو منهُ عقدُهْ
للخَمرِ ريقَتُهُ ولل / وردِ الجنيِّ النّضْرِ خَدُّهْ
لا تَحسَبنَّ اللومَ أجدى
لا تَحسَبنَّ اللومَ أجدى / بل زادهُ كَلَفاً وَوَجْدا
أبْدَى صَبابَتَهُ / وللإعلانِ ما أخْفَى وأبْدَى
نَمَّتْ بهِ زَفَراتُ شَو / قٍ ما أطاقَ لهنَّ رَدَّا
لا تُكثِرَنَّ فما يَرَى / ممَّن تُعنِّفُ فيهِ بُدّا
قمرٌ أَعار الظبيَ أَل / حاظاً وغُصنَ البانِ قَدّا
شُغُفَ الجمالُ به فلم / يَجعلْ لما أعطاهُ حَدّا
ويحَ العواذِل لا خَلاقَ لهُم
ويحَ العواذِل لا خَلاقَ لهُم / وَهِمُوا ولم تَصدُقْهُم الفِكَرُ
قَالوا فتىً تسمو به هِمَمٌ / مُستصْغَرٌ في جَنبها الخَطَرُ
لا يَنْثني عمّا يَهِمُّ بِهِ / أو يَنْثَني الصّمصامَةُ الذّكَرُ
غرّته دنياهُ بزَهرتها / فَصَبَا ومن عادَاتِهَا الغَرَرُ
فأرَتهُ مثلَ الشمسِ طالِعةً / غرّاءَ يعشَى دُونَها البَصرُ
وبدَتْ له عُطُلاً كأحسنِ ما / يَبدُو لعينِ المُدلِجِ القَمرُ
حتى إذا ما الحُبُّ أوقَفَهُ / حَيرانَ لا وِردٌ ولا صَدَرُ
ضَمِنَتْ له من وَصلِهَا عِدَةً / إن نَالَها فَلْيَهنِهِ الظَّفَرُ
أو كان ذَاك لِحَتْفِه سبَباً / فَدَمُ الفَتَى في مِثلَها هَدَرُ
يا حاضراً بفؤادِ ناءٍ غائِبٍ
يا حاضراً بفؤادِ ناءٍ غائِبٍ / والنجمُ أقربُ من مَلُولٍ حَاضِرِ
أُبْلُغْ رِضاكَ من الجَفَاءِ فَشيمَتي / وصلُ المَلولِ وحفظُ عَهدِ الغَادِرِ
فَلأَصبِرَنَّ عليكَ لا من سَلْوةٍ / صبرَ الكليمِ على أداةِ السّابِرِ
حتّى تَعودَ إلى الرّضا ويصدَّك ال / خُلُقُ الكريمُ عنِ الطريقِ الجائِرِ
واهاً لِلَيلٍ خِلتُنِي من طِيبهِ
واهاً لِلَيلٍ خِلتُنِي من طِيبهِ / متَفيِّئاً في ظلِّ طَيرٍ طَائرِ
لو أنّنِي أشْرِي بعُمريَ مِثلَه / أو بالشّبِيبة لم أكُنْ بالخَاسِرِ
ناهلْتُ فيهِ البدرَ شمساً تُوِّجَت / عند المِزَاجِ بكل نَجمٍ زاهرِ
ولثمتُ ثَغراً لو تألَّق في دُجىً / أغنى المَحولَ عن الغَمامِ الماطرِ
يا جائراً وهوايَ يَعذُرَه
يا جائراً وهوايَ يَعذُرَه / منك الذّنوبُ ومنِّيَ العُذْرُ
لا تحسَبنِّي عَن مَلالِكَ لي / غِرّا ولكنَّ الهوى غَرُّ
وأرى سبيلَ الهجرِ واضِحةً / مسلوكةً لو كان لي صبْرُ
لا صبرَ لي عن بدرِ تمٍّ مُشرقٍ
لا صبرَ لي عن بدرِ تمٍّ مُشرقٍ / أضحَى لَهُ البينُ المشتُّ سرَارَا
عاتَبتُهُ في صَدِّه قبلَ النَّوى / فكأنَّ عتْبي زادَهُ إصرارَا
وعَرتْهُ من خَجلِ العتابِ كآبةٌ / زادتْ محاسِنَ وجهِه أنوارَا
ورأَيتُ أمواهَ الحيَاءِ بخدِهِ / فَتَرَقرَقَت حتَّى استحالَت نَارَا
حتّامَ قلبي بالكآبةِ مُكمَدٌ
حتّامَ قلبي بالكآبةِ مُكمَدٌ / باكٍ ووجهي للتّجمّلِ مُسفِرُ
كالشّمعِ يُشرِق بالضَياءِ ونارُهُ / مشبوبةٌ ودموعُهُ تَتَحدَّرُ
قَالُوا أتسلُو عن حَبي
قَالُوا أتسلُو عن حَبي / بِكَ قُلتُ لا واللهِ عُمري
قَالوا ففيه تَبَذُّلٌ / يأباهُ مِثلُكَ قلت أَدري
لو كان مستوراً لَمَا / هَتَكَ الغرامُ عليه سِتْرِي
وإذا أبتْ نَفسي هَوا / هُ مَعَ الخيانَةِ خَان صَبرِي
يا مَن مودّتُه سحابٌ زائلٌ
يا مَن مودّتُه سحابٌ زائلٌ / وعهُودُهُ في الحُبِّ ظلٌ قَالِصُ
هَل في القَضّيةِ أنَّ حُبّك زائِدٌ / أبداً وحَظّي كلَّ يومٍ نَاقصُ
وتشوبُ وُدَّكَ بالقَطيعةِ والقِلَى / وهواكَ من كلَّ الشّوائِبِ خَالِصُ
يا غَادِرينَ إِلامَ يَثْني هَجرُكُم
يا غَادِرينَ إِلامَ يَثْني هَجرُكُم / وملالُكُم أمَلِي بجَدٍّ نَاكِصِ
أنا مِن هَواكُم بين حبٍّ زائدٍ / بَلَغَ النهايةَ بي وحظٍّ ناقصِ
أرضَى مشُوبَ الوُدِّ منكُم بالقِلى / وأُبِيحُكُم محضَ الوداد الخَالِصِ