المجموع : 22
وَمُدَامَةٍ صَفْراءَ في قارورَةٍ
وَمُدَامَةٍ صَفْراءَ في قارورَةٍ / زَرْقاءَ تَحْمِلُها يَدٌ بَيْضاءُ
فَالرّاحُ شَمْسٌ والحَبَابُ كَوَاكِبٌ / والكَفُّ قُطْبٌ والإِناءُ سَماءُ
وَلَقَدْ تَلَقَّيْتُ الصَّباحَ بِمِثْلِهِ
وَلَقَدْ تَلَقَّيْتُ الصَّباحَ بِمِثْلِهِ / لا بَلْ بِأَشْرَقَ مِنْهُ في لأْلائِهِ
وَرَضِيتُ مِنْ وَصْلِ الحَبيبِ وبُعْدِهِ / بِدُنُوِّ مَنْزِلِهِ وَطُولِ جَفائِهِ
وَسَمِعْتُ عَذْلَ عَواذِلي لَمّا مَشَى / إِصْباحُ هَذا الشَيْبِ في إِمْسَائِهِ
سَأَعودُ في غَيِّ الشَّبابِ وإِنْ غَدا / رُشْدُ المَشِيبِ مُقَنِّعي بِرِدَائِهِ
ما عُذْرُنا في حَبْسِنا الأَكْوابا
ما عُذْرُنا في حَبْسِنا الأَكْوابا / سَقَطَ النَّدَى وَصَفا الهَواءُ وطابا
ودَعا لحَيَّ على الصَّبُوحِ مُغَرِّداً / دِيكُ الصَّباحِ فَهَيَّج الإِطْرابا
وَكَأَنَّما الصُّبْحُ المُنيرُ وقَدْ بَدا / بَازٌ أَطارَ مِنَ الظَّلامِ غُرابا
فَأَدِمْ لَذاذَةَ عَيْشِنا بِمُدامةٍ / زَادَتْ على هَرَمِ الزَّمانِ شَبابا
سَفَرَتْ فَغارَ حَبابُها من لَحْظِنا / فَعَلا مَحاسِنَها وَصَارَ نِقابا
واسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إِلى مُسْتَشْرَفٍ
واسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إِلى مُسْتَشْرَفٍ / لِلدَيْرِ تَاهَ بُحُسْنِهِ وبِطيبِهِ
متفرّق آذيُّ دَجْلةَ تَحْتَهُ / بِغَديرهِ وخَليجِهِ وقَليبِهِ
فَنَعِمْتُ بَيْنَ رِياضِهِ وغِياضِهِ / وسَكِرْتُ بَيْنَ شُروقِهِ وغُروبِهِ
غنَّى الجَمالُ بِهِ فَزادَ الثَغْرَ منْ / تَفْضيضِهِ والخَدَّ مِنْ تَذهيبِهِ
واهْتَزَّ غُصْنُ البانِ في زُنَّارِهِ / وأَضاءَ جيدُ الرّيمِ تَحْتَ صَليبِهِ
حُورٌ جَعَلْنَ وقَدْ رَحَلْنَ وَدَاعَنا
حُورٌ جَعَلْنَ وقَدْ رَحَلْنَ وَدَاعَنا / بِمَدامِعٍ نَطَقَتْ وَهُنَّ سُكوتُ
فَعُيونُها سَبَجٌ ونَثْرُ دُموعِها / دُرٌّ وحُمْرُ خُدودِها ياقوتُ
رُوحي الفِداءُ لِظاعِنيْن رَحيلُهُمْ
رُوحي الفِداءُ لِظاعِنيْن رَحيلُهُمْ / أَنْكَى وأَفْسَدَ في القُلوبُ وَعاثا
فَلَيَقْضِ عِدَّتَهُ السُّرورُ فَإِنَّني / طَلَّقْتُ بَعْدَهُمُ السُّرورَ ثَلاثا
لَوْ أَشْرَقَتْ لَكَ شَمْسُ ذاكَ الهَوْدَجِ
لَوْ أَشْرَقَتْ لَكَ شَمْسُ ذاكَ الهَوْدَجِ / لأَرَتْكَ سَالِفَتَيْ غَزالٍ أَدْعَجِ
أَرْعَى النُّجومَ كَأَنَّها في أُفْقِها / زهْرُ الأَقاحي في رِياضِ بَنَفْسَجِ
والمُشْتَري وَسَطَ السَّماءِ تَخالُهُ / وسَنَاهُ مِثْلَ الزِّئْبَقِ المُتَرَجْرِجِ
مِسْمار تِبْرٍ أَصْفَرٍ رَكَّبتَه / في فَصِّ خَاتِمِ فِضَّةٍ فَيْروزَجِ
وتَمايُلُ الجَوْزاءِ يَحْكي في الدُّجَى / مَيَلانَ شَارِبِ قَهْوَةٍ لَمْ تُمْزَجِ
وَتَنَقَّبَتْ بِخَفيفِ غَيْمٍ أَبْيَضٍ / هيَ فِيهِ بَيْنَ تَخَفُّرٍ وتَبَرُّجِ
كَتَنَفُّسِ الحَسْناءِ في المِرْآَةِ إِذْ / كَمُلَتْ مَحاسِنُها وَلَمْ تَتَزَوَّجِ
حَيّا الحَيا دِمَنَ العَقيقِ وإِنْ عَفَتْ
حَيّا الحَيا دِمَنَ العَقيقِ وإِنْ عَفَتْ / فيهِ عُهودُ أَحِبَّةٍ ومَعاهِدُ
وبَكَتْ بُكايَ عَلى رُباهُ غَمائِمٌ / يَجْنُبْنَهُنَّ بَوارِقٌ ورَواعِدُ
وعلى الصِّبا أَيّامَ صَبْري ناقِصٌ / عَنْ شَمْسِ كُلَّتِهِ ووَجدي زائِدُ
طَلَعَتْ لَنا فَأَنارَ بَدْرٌ طالِعٌ / فَتأَوَّدَتْ فاهْتَزَّ غُصْنٌ مائِدُ
وبَكَتْ أَسىً فانْهَلَّ نورٌ ذائِبٌ / وتَبَسَّمَتْ فأَضاءَ ظِلٌّ حامِدُ
أَيَّدْتَ مُلْكَ مُعِزِّ دَوْلَةِ هاشِمٍ
أَيَّدْتَ مُلْكَ مُعِزِّ دَوْلَةِ هاشِمٍ / فَزَمانَهُ عُرْسٌ من الأَعْراسِ
وتَيَقْنَ الشُّعراءُ أَنْ رَجاءَهم / في مَأْمَنٍ بِكَ مِنْ وقوعِ الباسِ
ما صَحَّ عِلْمُ الكيمياءِ لِغَيْرِهِمْ / فيمَنْ عَرَفْنا مِنْ جَميعِ النّاسِ
تُعطيهِمُ الأَمْوالَ في بِدَرٍ إِذا / حَمَلوا الكَلامَ إِليْكَ في قِرْطاسِ
وأَخٍ رَخُصْتُ عَليْهِ حتّى مَلَّني
وأَخٍ رَخُصْتُ عَليْهِ حتّى مَلَّني / والشَّيْءُ مَمْلولٌ إِذا ما يَرْخُصُ
يا لَيْتَهُ إِذْ باعَ وِدي باعَهُ / فيمَنْ يَزيدُ عَلَيْهِ لا مَنْ يُنْقِصُ
ما في زَمانِكَ ما يَعِزُّ وُجودُهُ / إِنْ رُمتَهُ إِلاَّ صَدِيقٌ مُخْلِصُ
حورٌ شَغَلْنَ قُلوبَنا بِفَراغِ
حورٌ شَغَلْنَ قُلوبَنا بِفَراغِ / لِرَسائِلَ قَصُرَتْ عَنْ الإِبْلاغِ
ومَنَعْنَ ورْدَ خُدودِهِنَّ فَلَمْ نُطِقْ / قَطْفاً لَهُ لِعَقارِبِ الأَصْداغِ
فلأَشْكُرَنَّ لِدَيْرِ مَتَّى لَيْلَةً
فلأَشْكُرَنَّ لِدَيْرِ مَتَّى لَيْلَةً / مَزَّقَتْ ظُلْمَتَها بِبَدْرٍ مُشْرِقِ
بِتْنا نُوَفّي اللَّهْوَ فيها حَقَّهُ / بِالرّاحِ والوَتَرِ الفَصيحِ المَنْطِقِ
والجَوُّ يَسْحَبُ مِنْ عَليلِ هَوائِهِ / ثَوْباً يَرشُّ بِطَلِّهِ المُتَرَقْرِقِ
حتّى رَأَيْنا اللَّيْلَ قَوَّسَ ظَهْرَهُ / هَرَمٌ وأَثَّرَ فيهِ شَيْبُ المَفْرِقِ
وكَأَنَّ ضَوْءَ الفَجْرِ في باقي الدُّجى / سَيْفٌ حَلاهُ من اللُّجَيْنِ المُحْرَقِ
يا طيبَها من لَيْلَةٍ لو لم تَكُنْ / قَصُرَتْ فَريعَ تَجَمُّعٌ بِتَفَرُّقِ
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشى ومَتى خَلا
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشى ومَتى خَلا / مِنْ قَيْدِهِ ظَلَّ الحَسيرَ المُثْقَلا
يَمْشي بِمَفْرِقِهِ ويَعْلَمُ ما انْطَوى / في قَلْبِ صاحِبِهِ إِذا ما أَعْمَلا
يا مَنْ جَفا في القُرْبِ ثُمَّ نَأى
يا مَنْ جَفا في القُرْبِ ثُمَّ نَأى / فَشَكا الهَوى بِالكُتْبِ والرُّسُلِ
مَهْلاً فَإِنَّكَ في فِعالِكَ ذي / مِثْلُ الذي قَدْ قيلَ في المَثَلِ
تَرَكَ الزِّيارَةَ وَهْيَ مُمْكِنَةٌ / وأَتاكَ مِنْ مِصْرٍ عَلى جَمَلِ
بِأَبي التي كَتَمَتْ مَحاسِنَها
بِأَبي التي كَتَمَتْ مَحاسِنَها / خَوْفَ العُيونِ ولَيْسَ تَنْكَتِمُ
لَبِسَتْ سَواداً كَيْ تُعابَ بِهِ / والبَدْرُ لَيْسَ يَعيبُهُ الظُّلَمُ
وأَخٍ جَفا ظُلْماً ومَلَّ وطالَما
وأَخٍ جَفا ظُلْماً ومَلَّ وطالَما / فُقْنا الأَنامَ مَوَدَّةً ونِداما
فَسَلَوْتُ عَنْهُ وقُلْتُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ / لِلدَّهْرِ أَنْ جَعَلَ الكِرامَ لِئاما
فَالخَمْرُ وهي الرَّاحُ رُبَّتَما غَدَتْ / خَلاًّ وكَانَتْ قَبْلَ ذَاكَ مُداما
مُتَوَقِّدٌ مُتَرَقْرِقٌ عَجَباً لَهُ
مُتَوَقِّدٌ مُتَرَقْرِقٌ عَجَباً لَهُ / نارٌ وماءٌ كَيْفَ يَجْتَمِعانِ
وكَأَنَّما أَبواهُ صَرْفا دَهْرِنا / أَوْ كَانَ يَرْضَعُ دِرَّةَ الحَدَثانِ
تَجْري مَضَارِبَهُ دَماً يَوْمَ الوَغى / فَكَأَنَّما حَدّاهُ مُفْتَصِدانِ
عَطَّلْتُ دَارِسَةَ المَغاني
عَطَّلْتُ دَارِسَةَ المَغاني / وعَمرْتُ عُمْرَ الزَّعْفَرانِ
وأَقَمْتُ في غُرَفٍ لَدَيْ / هِ كَأَنَّها غُرَفُ الجِنانِ
وتَرى قَنانِياً مُفَدْ / دمةً بِآَسٍ خسْرَواني
ومُعانِقي ظَبْيُ وبَدْ / رُ دُجُنَّةٍ وقَضيبُ بانِ
والرَّاحُ أَحْصَنُ جُنَّةٍ / لَكَ في مُقارَعَةِ الزَّمانِ
لا تَأْمَنَنَّ صُروفَهُ / فَالدَّهْرُ لَيْسَ بِذي أَمانِ
فَالكَفُّ عَاجٌ والحَباب لآَلِئُ
فَالكَفُّ عَاجٌ والحَباب لآَلِئُ / والرَّاحُ تِبْرٌ والزُّجاجُ زَبَرْجَدُ
قُلْ لِلشَّريفِ المُسْتَجا
قُلْ لِلشَّريفِ المُسْتَجا / رِ بهِ إِذا عَدم المَطَرْ
وابْنِ الأَئمَّة مِنْ قُرَيْ / شٍ والمَيامين الغُرَرْ
أَقْسَمْتُ بِالرَّيْحانِ والنْ / نغَمِ المُضاعَفِ والوَتَرْ
لَئِن الشَّريف مَضَى ولَمْ / يُنْعِمْ بعَبْدَيْهِ النَّظَرْ
لَنُشارِكَنَّ بَني أُمَيْ / يةَ في الضَّلالِ المُشْتَهِرْ
ونَقولُ لَمْ يَغْصِبْ أَبو / بَكْرٍ ولَمْ يَظْلِمْ عُمَرْ
ونَرى مُعاويةَ إِما / ماً مَنْ يُخالِفُهُ كَفَرْ
ونَقولُ إِنَّ يَزيد ما / قَتَلَ الحُسَيْنَ ولا أَمَرْ
ونَعُدُّ طّلْحَةَ والزُّبَيْ / رَ مِنْ المَيامين الغُرَرْ
ويَكون في عُنُقِ الشَّري / فِ دُخولُ عَبْدَيْهِ سَقَرْ