المجموع : 129
قالوا رضيتَ بدون حقِّكَ والغنى
قالوا رضيتَ بدون حقِّكَ والغنى / يسمو بصاحبه إلى العلياء
فأجبتُهم والقولُ منِّي فَيصلٌ / يحكي غِرارَ السِّيف وقتَ مَضاءِ
حَسْبي التكثُّرُ بالفضائلِ إنَّها / ذُخري ليومَيْ شَدَّتي وَرَخائي
فإذا تمادى مَعشَرٌ في مَفْخَرٍ / كنتُ الأحقَّ بسودَدٍ وَعلاءِ
وغنايَ عن دنيايَ أشرفُ زينةً / من أن يكونَ بنَيلها اسْتِغْنائي
لا اُنْسَ إلاّ في مجالِسَ تلتقي
لا اُنْسَ إلاّ في مجالِسَ تلتقي / بفنائها الأشكالُ والنُّظَراءُ
فلْيَجْتَنِبْني كلُّ نَذلٍ جاهِل / ولْيَصْطنِعْني سادتي العُلماءُ
إنَّ الجَهولَ تَضرُّني أخلاقه / ضررُ السُّعالِ بِمَنْ بهِ اسْتِسقاءُ
قُلْ لِلَّذي غَرَّتْه عِزَّةُ مُلْكِهِ
قُلْ لِلَّذي غَرَّتْه عِزَّةُ مُلْكِهِ / حتى أخلَّ بطاعةِ النُّصَحاءِ
شرفُ المُلوكِ بعلمهم وبرأيِهمْ / وكذاكَ أوجَ الشَّمسِ في الجَوْزاءِ
بأبي غَزالٌ نام عن وَصبَي بهِ
بأبي غَزالٌ نام عن وَصبَي بهِ / ومُراقِ دمعي بالنَّوى وصَبِيبِهِ
يا ليتَهُ يَرْثي على وَلَهي بهِ / لغرامِ قلبي في الهَوى ولَهيبِهِ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ عَمْراً يُذنبُ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ عَمْراً يُذنبُ / فًيُخَصُّ زيدٌ بالعِقابِ ويُضْرَبُ
لاسيَّما والحكمُ في يدِ عالمٍ / بالحكمِ ما لِلعَدلِ عنهُ مَذْهَبُ
لا تحسبنِّي مَشهداً ومَغِيباً
لا تحسبنِّي مَشهداً ومَغِيباً / أُعطِي سِواكَ مِنَ الفُؤادِ نَصِيبا
إنِّي لِجانِبِ مَنْ سِواكَ مُخانِبٌ / حتَّى كأنَّ عليَّ مِنكَ رَقيبا
وإذا نأى عَنِّي الرَّقيبُ تَمثَّلَتْ / ذِممٌ فأوهَمَتِ الرَّقيبَ قَريِبا
جُدْ بالقَليلِ إذا تعذَّرَ غيرُهُ
جُدْ بالقَليلِ إذا تعذَّرَ غيرُهُ / واسعَدْ بِبِكرِ مدائحي والثَّيَّبِ
واعلَمْ بأنَّ الغَيْمَ يمنَحُ طَلَّهُ / إنْ لْم يَجُدْ بِغياثِ وَبْلٍ صَيِّبِ
وإذا عدِمْتَ الماءَ بعدَ طِلابِهِ / جارَ التَّيَمُّمُ بالصَّعيدِ الطَّيِّبِ
إنْ كنتُ أختارُ السُّلُوَّ فلا تُرِحُ
إنْ كنتُ أختارُ السُّلُوَّ فلا تُرِحُ / ياربِّ قلبي الدَّهْرَ من أَوصابِه
بالجُودِ أوصاني أبي فحفِظُتُهُ / أهلاً وسَهلاً بالّذي أوصى بِهِ
بأبي كلامُكَ إنَّهُ ال
بأبي كلامُكَ إنَّهُ ال / حُرُّ النَّقِيُّ مِنَ العُيوبِ
يَجنيكَ من ثَمَرِ الكلا / مِ وتَجتني ثَمَرَ القُلُوبِ
يامُبتلىً بضَناهُ يرجو رحمةً
يامُبتلىً بضَناهُ يرجو رحمةً / من مالِكٍ يشفيهِ من أوصابِهِ
أوصاكَ تسحَرُ عينَهُ بتَسهُّدٍ / وتبلُّدٍ فقبلتَ ما أوصى بِهِ
اِصبِرْ على مضَضِ الهوى فلرُبَّما / تحلُو مرارةُ صَبرِه أوصابِهِ
أنظر إلى ولَهي بخمرةِ خَدِّهِ
أنظر إلى ولَهي بخمرةِ خَدِّهِ / يا حبَّذا ولَهي بهِ ولَهيبِهِ
وكأنَّما دَمعي على وَصَبي بهِ / جارٍ على تَعذيبِهِ وَصَبيبِهِ
إنَّ الَّذي آثرْتُهُ بَموَدَّتي
إنَّ الَّذي آثرْتُهُ بَموَدَّتي / مِن غَيرِ سابِقَةٍ تُعَدُّ وَذِمَّةِ
نَسخُ المَوَدَّةِ لا بأخرى مثلها / نَسْخَ الكِتاب بسُنَّةٍ لم تثبُتِ
وكذَاكَ حُرُّ البذرِ إنْ أودعْتهُ / أرضاً ولم تكُ حُرَّةً لم تَنْبُتِ
الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ
الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ / من رِقِّ شَهوتِهِ ومن غَفلاتِهِ
ومَنِ اقتَنى ما ليسَ يُمكنُ غصبُهُ / مِنهُ وثَمَّرَ جاهداً حَسَناتِه
فأصِخْ لِوَعظي وانتفِعْ بنَصائحي / وابخَلْ بباقي العُمْرِ قَبلَ فَوَاتِهِ
وأمِتْ بجَهدِكَ قُوَّةَ الغَضَبِ الّذي / تحيا البَصيرَةُ والتُّقى بمَماتِهِ
وعليكَ بالعَدلِ الذَّي هُو للفَتى / إنْ عُدَّتِ الأوصافُ خيرُ صِفاتِهِ
واعلَمْ بأنَّ مرارَةَ المَوتِ الَّذي / يأتي الفَتى في الخَوفِ مِن بَغَتاتِهِ
والمَرءُ ليسَ يخافُ من ركَضَاتِهِ / إلاَ لوَهنٍ دَبَّ في عَزماتِهِ
أنَّى يخافُ المَوت حَيُّ عالِمٌ / يَعتَدُّهُ فَضلاً مُقوِّمَ ذاتِهِ
لاسيَّما وَوراءَ ذلِك للفتى / عَيشٌ رُخاءُ العَيشِ في لَذاَّتِهِ
مَنْ ظَنَّ أن فناءَهُ مِن مَوتِهِ / فاعلَمْ بأنَّ فناءهُ بحَياتِهِ
ومُهَفهَفٍ غَنجِ الشَّمائلِ أزعجَتْ
ومُهَفهَفٍ غَنجِ الشَّمائلِ أزعجَتْ / صبري بدائعُ حُسنِهِ إزعاجا
دَرَتِ الطَّبيعَةُ أنَّ فاحِمَ شعرِه / لَيْلٌ فأذكَتْ وجنَتَيْهِ سِراجا
للنَّاس فيما يَطلبونَ وَسائلٌ
للنَّاس فيما يَطلبونَ وَسائلٌ / شتَّى فُمكْدٍ مِنهُمُ أو مُنجِحُ
ووَسائلي أدَبي وأنتَ بنَانُهُ / فبِأَىِّ زَنْدٍ بعدَكُمْ أَستَقِدحُ
عاجلْتَ ثَوبَ علاكَ بالتَّوسيخِ
عاجلْتَ ثَوبَ علاكَ بالتَّوسيخِ / وخدَجْتَ وجهَ رِضاكِ بالتَّوبيخِ
وأصخْتَ للواشي فزَوَّقَ ما اشْتَهى / والحُرُّ للوَاشينَ غَيرُ مُصيخِ
وأنخْتَ في حَزْنٍ ركائبَ صُحبَتي / والصّارخُ الملهوفُ خَيرُ صَريخِ
يا مَنْ تَولَّى المُشتري تدبيرَهُ / حاشاكَ أنْ انقادَ للمرِّيخِ
إنَّ المَودَّةَ حَدُّها
إنَّ المَودَّةَ حَدُّها / مِن غَيرِ نَقْصٍ أو زِيادَهْ
عِقدٌ من الآمالِ والآ / جالِ تنظِمُهُ القِلادَهْ
أخلَفْتَ وعدَكَ يا عليُّ وكلُّ مَنْ
أخلَفْتَ وعدَكَ يا عليُّ وكلُّ مَنْ / خدمَ العُلا لا يُخلِفُ الميعادا
وإذا الكريمُ يقولُ إنِّي عائدٌ / عادى مخالفَةَ الضَّمانِ وعادا
لولا الخِلافُ لما أبادَ إلَهُنا / رَبُّ الورى عَدلاً ثمودَ وعادا
قُلْ للّذي ركِبَ الفَسادَ
قُلْ للّذي ركِبَ الفَسادَ / وعندَهُ أنِّي أَسودُ إذا ركِبْتُ فسادا
أضلَلْتَ رأيَكَ عامِداً أو ساهِياَ / مَن ذا الّذي ركِبَ الفَسادَ فَسادا
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ / وقلوبُهُمْ شَوقاً إليكَ حِرارُ
وشَرابُنا شربُ العُلومِ وبينَنا / نُزَهُ الحديثِ ونُقْلُنا الأشعار
فامنُنْ علَينا بالبدارِ فإنَّما / أعمارُ أوقات السُّرورِ قِصارُ