المجموع : 19
أَحْلَلْتَنِي بمَحَلَّةِ الجَوْزاءِ
أَحْلَلْتَنِي بمَحَلَّةِ الجَوْزاءِ / ورَوِيتُ عِنْدَكَ مِن دَمِ الأَعْدَاءِ
وطَعِمْتُ لَحْمَ المارقينَ فَأَخْصَبَتْ / حالي وبَلَّغَنِي الزَّمَانُ شِفائِى
وحَمَلْتَنِي كالصَّقْر فَوْقَ مَعَاشِر / تحتِى كَأَنَّهُمْ بَنَاتُ الماءِ
ولَمَحْتُ إِخْوَانِي لَدَيْكَ كأَنَّهُمْ / مِمّا رَفَعْتَهُمُ نُجُومُ سَماءِ
لا يَرْحَمِ الرَّحْمنُ مَصْرَعَ مارِقٍ / عَبِثَتْ بطاعتِهِ يَدُ الأَهْواءِ
أَلْحِقْ به إخْوانَهُ فحَيَاتُهُمْ / نَكَدٌ وقد أَوْدَى أَخُو السُّفَهاءِ
ساعِدْ بذاكَ ودَعْ مَقالَ مَعاشِرٍ / بَخِلُوا فنالُوا خُطَّةَ البُخَلاءِ
مَن لم يُفِدْكَ سِوَى الزَّمَان فَخَلِّهِ / للشَّمْسِ يَرْقُبُهَا مع الحِرباءِ
ودعِ القَلانِسَ في السَّحَابِ يَشُقُّهَا / ومَفاخِرَ الآباءِ للأَبْنَاءِ
إِنَّ الرِّجَالَ إِذا تَأَخَّرَ نَفْعُهُمْ / في كُلِّ مَعْنًى شُبِّهُوا بنِساءِ
أَناصِلُّهُمْ عنْدَ الخِصَامِ فخَلِّهِمْ / للِسانِ هذى الحَيَّةِ الرَّقْشاءِ
ومُنَفِّرٍ للنَّوْمِ مَسْكَنُهُ إِذا
ومُنَفِّرٍ للنَّوْمِ مَسْكَنُهُ إِذا / نامَ المُمَلَّكُ بَيْنَ أَثْنَاءِ الثِّيَاب
يَسْرِي إِلى الأَجْسَامِ يَهْتِكُ عَدْوُهُ / عنِ كُلِّ جِسْمٍ صِيغَ بالنُّعْمَى حِجَاب
وَيَعَضُّ أَرْدَافَ الحِسَانِ وماله / كَفٌّ وَلَكِنْ فُوهُ مِن أَعْدَى الحراب
مُتَحَكِّمٌ في كُلِّ جِسْمٍ ناعِم / مُتَدَلِّلٌ مَا بَيْنَ أَلْحَاظِ الكِعَاب
فإِذا هَمَمْتَ بِزَجْرِهِ وَلَّى وَلا / يَثْنِيهِ عَمَّا قد تَعَوَّدَهُ طِلاب
وتَرَى مَوَاضِعَ عَضِّهِ مَخْضُوبةً / بِدَمِ القُلُوبِ وما تَعَاوَرَهُ خِضَاب
قَرْمٌ مِن اللَّيْلِ البَهيمِ مُكَوَّرٌ / يَمْشي البَرَازَ ومَا تُوارِيهِ ثِياب
عَظُمَتْ رَزِيَّتُهُ وَلَكِنْ قَدْرُهُ / أَخْزَى وأَهْوَنُ مِن ذُبَاب في تُراب
ما أَطْرَبَتْ فَوْقَ الغُصُونِ حَمامةٌ
ما أَطْرَبَتْ فَوْقَ الغُصُونِ حَمامةٌ / إِلا رَأَيْتَ دُمُوعَ عَيْني تُسْكَبُ
وإِذا الرِّياحُ تَناوَحَتْ أَلْفَيْتَنِي / بَيْنَ الصَّبَابَةِ والأَسَى أَتَقَلَّبُ
يا عاذِلى في الحُبِّ مَهْلاً بالأَذى / لَوْ كُنْتَ تَعْشَقُ ما ظَلَلْتَ تُؤَنِّبُ
كم حاوَلَتْ نَفْسي السُّلُوَّ فطالَبَتْ / أَسْبَابَهُ جُهْداً فعَزَّ المَطْلَبُ
لا تَبْكِيَنَّ مِن اللَّيالي أَنَّها
لا تَبْكِيَنَّ مِن اللَّيالي أَنَّها / حَرَمَتْكَ نَغْبَةَ شارِب مِن مَشْرَبِ
فأَقَلُّ مالكَ عِنْدَها سَيْفُ الردَى / يُسْتَلُّ مِن شَعْرِ القَذالِ الأَشْيبِ
ورَحِيلُ عَيْشِكَ كُلَّ رِحْلةِ ساعة / وفَناءُ طِيبِكَ في الزَّمَانِ الأَطْيَبِ
فإِذا بَكَيْتَ فَبَكِّ عُمْرَكَ إِنَّهُ / زَجلُ الجَناحِ يَمُرُّ مَرَّ الكَوْكَبِ
جُمِعَتْ بطاعةِ حُبِّكَ الأَضْدادُ
جُمِعَتْ بطاعةِ حُبِّكَ الأَضْدادُ / وتَأَلَّفَ الأَفْصَاحُ والأَعْيادُ
كَتَبَ القَضاءُ بأَنَّ جَدَّكَ صاعِدٌ / والصُّبْحُ رَقٌّ والظَّلامُ مِدادُ
ما في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ
ما في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ / فَمَن الَّذِي عن حالِها نَسْتَخْبِرُ
لا تَسأَلنَّ سِوى الفراقِ فإِنَّهُ / يُنْبِيكَ عنهم أَنْجدُوا أَم أَغْوَرُوا
جارَ الزَّمانُ علَيْهِمُ فَتَفَرَّقُوا / في كُلِّ ناحِيّةٍ وبادَ الأَكْثرُ
جَرَتِ الخُطُوبُ على محلِّ دِيارِهِم / وعلَيْهِمُ فَتَغَيَّرَتْ وتَغَيّرُوا
فدَعِ الزَّمانَ يصوغُ في عرصاتِهِم / نُوراً تكادُ له القُلُوبُ تُنَوِّرُ
فلِمثْلِ قُرْطُبةٍ يقلُّ بُكاءُ مَن / يَبْكِي بعَيْنٍ دَمْعُها متَفَجِّرُ
دَارٌ أَقالَ اللَّهُ عَثْرةَ أَهْلِهَا / فَتَبَرْبَرُوا وتَغَرَّبُوا وتَمَصّرُوا
في كُلِّ ناحِيَةٍ فَرِيقٌ منهمُ / مُتَفَطِّرٌ لفراقِها مُتَحَيِّرُ
عَهْدي بها والشملُ فيها جامِعٌ / مِن أَهْلِها والعَيْشُ فيها أَخْضَرُ
ورِياحُ زَهْرَتِها تلوحُ علَيْهمُ / برَوائِحٍ يَفتَرُّ منها العَنْبرُ
والدارُ قد ضَربَ الكَمالُ رِواقَهُ / فيها وباعُ النقص فيها يَقْصُرُ
والقَوْمُ قد أَمنُوا تغيُّرَ حُسْنِها / فَتَعَمَّمُوا بجَمالِها وتأَزَّرُوا
يا طِيبَهُمْ بقُصُورِها وخُدُورِها / وبُدُورها بقُصُورِها تَتَخَدَّرُ
والقَصْرُ قَصْرُ بَني أُمَيّةَ وافِرٌ / من كُلِّ أَمْر والخِلافةُ أَوْفَرُ
والزاهِرِيَّةُ بالمَراكِبِ تُزْهِرُ / والعامِرِيّةُ بالكَواكِبِ تُعْمَرُ
والجامِعُ الأَعْلَى يغصُّ بكُلِّ مَن / يتلو ويَسْمَعُ ما يَشاءُ ويَنْظُرُ
ومسالِكُ الأَسْواقِ تشهد أَنَّها / لا يَستَقِلُّ بسالِكِيها المَحْشَرُ
يا جَنَّةً عَصفَتْ بها وبأَهْلِها / رِيحُ النَّوى فتَدَمَّرتْ وتَدَمَّرُوا
آسَى علَيْكِ مِن المَماتِ وَحقَّ لِي / إِذ لم نَزَلْ بكِ في حَياتِكِ نَفخَرُ
كانَتْ عراصُك للمُيَمِّمِ مَكَّةً / يأوِي إِلَيْها الخائِفُونَ فيُنْصَرُوا
يا مَنْزِلاً نَزَلَت به وبأَهْلِهِ / طَيْرُ النَّوى فَتَغَيَّرُوا وتَنَكَّرُوا
جادَ الفُراتُ بساحَتَيْك ودِجْلةٌ / والنّيلُ جادَ بها وجادَ الكَوْثَرُ
وسُقِيتَ مِن ماءِ الحَياةِ غمامةً / تحيا بها منكَ الرِّياضُ وتُزْهِرُ
أَسَفِي على دارٍ عَهدْتُ ربوعَها / وظباؤُها بفنائِها تَتَبَخْترُ
أَيّامَ كانَتْ عَيْنُ كُلِّ كَرامةٍ / مِن كُل ناحِيَةٍ إِليَهْا تَنظُرُ
أَيْامَ كانَ الأَمْرُ فيها واحِداً / لأَمِيرها وأَمِيرِ مَن يتَأَمَّرُ
أَيَّامَ كانَتْ كَفُّ كُلِّ سلامةٍ / تسمو إِلَيْها بالسّلامِ وتَبْدُرُ
حَزَني على سَرَواتِها ورُواتِها / وثِقاتِها وحُماتِها يَتَكَرَّرُ
نَفْسِي على آلائِها وصفائِها / وبَهائِها وسَنائِها تَتَحَسَّرُ
كَبِدِي على عُلَمائِها حُلَمائِها / أُدَبائِها ظُرَفائِها تَتَفَطَّرُ
ولَرُبَّ حانٍ قد أدَرْتُ بدَيْرِهِ
ولَرُبَّ حانٍ قد أدَرْتُ بدَيْرِهِ / خَمْرَ الصِّبا مُزِجَتْ بِصَفْوِ خُمُورِه
في فِتْيةٍ جَعَلُوا الزِّقاقَ تِكاءَهُمْ / مُتَصَاغِرِينَ تخشُّعاً لكَبِيرِه
يُهْدِي إِليْنا الرّاحَ كُلُّ مُعَصْفَرٍ / كالخِشْفِ خَفَّرَهُ التِماحُ خَفِيرِه
وَالى علَىَّ بطَرْفِهِ وبكَفِّهِ / فأَمالَ مِن رَأسِي لِعَبِّ كَبيرِه
والقسُّ ممَّا شاءَ طُولَ مُقامنا / يدعو يُعَوِّذ حَوْلَنا بِزَبُورِه
وَتَرنَّمَ النَّاقُوسُ عِنْدَ صَلاتِهِمْ / ففَتَحْتُ من عَيْني لرَجْعِ هَدِيرِه
يَتَناوَلُ الظُّرَفاءُ فيه وشُرْبُهمْ / لسلافِهِ والأَكْلُ مِن خِنْزِيرِه
سَقْياً لطِيبِ زَمانِنا وسُرُورهِ
سَقْياً لطِيبِ زَمانِنا وسُرُورهِ / وعَزِيزِ عَيشٍ مُسْعِفٍ بِغَزيرِه
وتكَفُّري برداءِ وَصْلِ مُقَرْطَقٍ / كَتَبُوا بِنقْسِ المِسْكِ في كافُورِه
مُتَلَفِّعٌ بحَريرهِ مُتَضَمِّخٌ / بعَبيرهِ مُتَرَنِّحٌ بفُتُورِه
وَسْنانُ ناوَلَني مُدَامَةَ طَرْفِهِ / فشَرِبْتُها وسَمِعْتُ مِن طُنْبُورِه
يَدْعُو بلُكْنةِ بَرْبَريٍّ لم يَزَلْ / يَسْتَفُّ بالصَّحْراءِ حَبَّ بَريرِه
مُتَقَدِّمٌ بمَضائِهِ مُتَلَفِّعٌ / برِدائِهِ مُتَكَلِّمٌ في عيرِه
مُسْتَفتِحٌ لبَيانِهِ بَبنانِهِ / يُهْدِي السّلامَ إِلى رجالِ عَشِيرِه
مُتَنَصِّبٌ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ / يَهْتَزُّ مِن أَعْجازِه وصُدُورِه
طارَحْتُهُ كَلِماً وكُنْتُ زَعِيمَهُ / غَرداً أُحَرِّكُ مَنْكَبي لزَميرِه
فَمَشَى إِليَّ فثُرْتُ غَيْرَ مُعَفِّرٍ / كالليثِ مطَّرداً إِلى يَعفورِه
وَمَلكتُه بالكفِّ ملكةَ قادرٍ / فانصاعَ مؤتَمراً لحُكمِ أميرِه
فَقَضَيتُ ما لم أَقْضِ فيه بِرِيبَةٍ / يَأْبَى العَفافُ وعِصْمتي بحُضُورِه
زَمَنٌ قَضَى ثُمَّ انْقَضَى فكأَنه / حُلُمٌ قَرأْتُ المَوْتَ في تَفْسِيرِه
ولَرُبَّ لَيْلٍ للهُمُومِ تَهَلَّلَتْ / أَستارُه فَمحا الصُّوى بِسُتُورِه
كالبَحْر يَضْربُ وَجْهَهُ في وَجْههِ / صَعْبٌ على العُبّار وَجْهُ عُبُورِه
طاوَلْتُهُ مِن عَزْمتي بمُضَمَّرٍ / أثْبَتُّ هَمِّي في قَرارَةِ كورِه
وعليَّ للصَّبْر الجَمِيلِ مُفاضةً / تَلْقَى الرَّدَى فتَكِلُّ دُونَ صَبُورِه
وبراحتي مِن فِكْرتي ذُو ذُكرَةٍ / عَهِدَتْ تُذاكِرُني بطَبْعِ ذَكِيرِه
فَرْدٌ إِذا بَعَثَتْ دَياجي صَرْفِهِ / هَوْلاً عليَّ خَبَطْتُ في دَيْجُورِه
حتَّى بَدا عبْد العَزيز لناظِرَيْ / أَمَلِي فمَزَّقْتُ الدُّجَى عن نُورِه
مَلِكٌ تَبَقَّى المَجْدَ ناصِرُهُ لَهُ / وتَقَيَّلَ العَلْيَاءَ عن مَنْصُورِه
طَلَبَ الحَوادِثَ مُعرِباً عن ثأْرِهِ / فجَرَتْ دِماءُ الخَطْبِ في مأْثُورِه
ورَأَى الزَّمانَ يَحِيدُ عن تَأْمِيرِهِ / فسَقَى سهامَ المَجْدِ مِن تامُورِه
وأَتاكَ بالنَّيْرُوزِ شَوْقٌ حافِزٌ
وأَتاكَ بالنَّيْرُوزِ شَوْقٌ حافِزٌ / وتَطَلُّعٌ للزَّوْر غِبَّ تَطلعِ
وافاكَ في زَمَن عَجِيبٍ مُونِقٍ / وأَتاكَ في زَهْرٍ كَرِيمٍ مُمْتِعِ
فانظُر إِلى حُسْن الرَّبِيعِ وقَدْ جَلَتْ / عن ثَوْبِ نَوْرٍ للربِيعِ مُجَزَّعِ
فكأَنَّ نَرْجِسَهَا وقَد حَشَدَتْ به / زهْرُ النُّجُومِ تقارَبَتْ في مَطْلَعِ
أَوْ أَعْيُنُ الأَحْبَابِ حين تَرَاسَلَتْ / باللَّحْظِ تَحْتَ تَخَوُّفٍ وتوقُّعِ
وَبِها البَنَفْسَجُ قد حكى بخُضُوعِهِ / وقُنُوِّ لَوْنٍ في سَوَادٍ مُشْبَعِ
خَدَّ الحَبِيبِ وقَد عَضَضْتَ بِجَنَّةٍ / فشَكا إلَيْكَ بأَنَّةٍ وتوجُّعِ
وكأَنَّمَا خيريُّهَا تَحْتَ الدُّجَى / بَيْنَ الأَزَاهِرِ قَامَ كالمُتَطَلِّعِ
يَرْجُو زِيَارَةَ مَن يُحِبُّ لِوَعْدِهِ / كَلَفاً فباتَ مُرَاقِباً لم يَهْجَعِ
مَرَضُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في المَنْطِقِ
مَرَضُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في المَنْطِقِ / سَبَبَانِ جَرّا عِشْقَ مَن لم يَعْشَقِ
مَن لِي بأَلْثَغَ لا يَزال حَدِيثُهُ / يُذْكى على الأَكْبَادِ جَمْرَةَ مُحْرِقِ
يُنْبِي فَيَنْبُو في الكَلامِ لِسَانُهُ / فكأَنَّهُ مِن خَمْرِ عَيْنَيْهِ سُقِي
لا يُنْعِشُ الأَلْفَاظَ مِن عَثَراتِها / ولَو انَّهَا كُتِبَتْ له في مُهْرَقِ
وكأَنَّني لمّا انْحَطَطْتُ به
وكأَنَّني لمّا انْحَطَطْتُ به / أَرْمي الفَلاة بكَوْكَب طَلْقِ
وكأَنَّني لمّا طَلَبْتُ به / وَحْش الفَلاةِ على مَطا بَرْقِ
أَبكيتَ إذ ظَعَنَ الفَريقُ فراقضها
أَبكيتَ إذ ظَعَنَ الفَريقُ فراقضها /
إِنِّي امْرُؤ لَعِب الزَّمانُ بهِمّتي / وسُقِيتُ مِن كأس الخُطوبِ دهاقَهَا
وكَبَوْتُ طِرْفاً في العُلا فاستَضْحَكَتْ / حُمُرُ الأَنامِ فما تَرِيمُ نِهاقَهَا
وإِذا ارْتَمَتْ نَحْوِي المُنى لأَنالَها / وَقفَ الزَّمانُ لها هُناكَ فَعاقَهَا
وإِذا أَبُو يَحْيَى تَأَخَّرَ سَعْيُهُ / فمَتى أُؤَمِّلُ في الزَّمانِ لَحاقَهَا
المُلْبِسِي ذَهَبِيّةً مِن فَضْلِهِ / شَنَتِ العُيُونَ فلم تُطِق رقْراقَها
والمانِعي مِن صَرْفِ دهْرِي بعدما / قَلَبتْ إِليّ الحادِثاتُ حِداقَهَا
حَتَّامَ لا تزوي جِيادُكَ للوَغى / وتَشِيم مِن بِيضِ السُّيُوفِ رقاقَهَا
وتَسُدُّ طُرْقَ الأَرْضِ منكَ بجَحْفَلٍ / يذَرُ المُلُوكَ مُديمةً إِطرْاقَهَا
بَحْر إِذا خَفَقَتْ عُقابُ لِوائِهِ / بتُخُومِ أَرْضٍ لم تَخَفْ إِخْفاقَهَا
اللَّه في أَرْضٍ غُذِيتُ هَواءَها / وعِصابةٍ لم تَتَّهِمْ إِشْفاقَهَا
نَكَزَتْهُمُ أَفْعَى الخُطُوبِ وعُوجلُوا / بمُثَمَّلٍ منها فكُنْ دِرْياقَهَا
وافْتَحْ مَغالِقَها بعَزْمةِ فَيْصَلٍ / لَوْ حاوَلَتْ سَوْقَ الثُّرَيَّا ساقَهَا
بَطَلٌ إِذا خَطَبَ النُّفُوسَ إِلى الوَغى / جَعَلَ الظُّبا تَحْتَ العَجاجِ صِداقَهَا
لَوْ عارَضَتْ هُوجَ الرِّياحِ بَنانُهُ / يَوْماً لسدَّ ببَعْضِها آفاقَهَا
ولَو انَّها منه إِذا ما اسْتَلَّها / تَتَعَرَّضُ الجَوْزاء حَلَّ نِطاقَهَا
وإِذا المُلُوكُ جَرَتْ جياداً في الوَغى / والجُود قَطَّعَ جَفْوةً أَعْناقَهَا
ولَو انَّ أَفْواهَ الضَّراغِمِ مَنْهَلٌ / لِلْوِرْدِ أَوْردَ خَيْلَهُ أَشداقَهَا
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ / واللَّيْلُ أَدْهَمُ بالثُّرَيّا مُلْجَمُ
والشَّامُ خِطَّتُكُمْ ولَيْسَتْ نِسْبةً / إِلا كَمَا نُسِبَتْ إِلَيْهَا الأَنْجُمُ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ / فحلَبْنَ أَخْلافَ الغَمائِمْ
سَهِرَ الحيا برِياضِها / فأَسالَها والنَّوْرُ نائِمْ
حتَّى اغْتَدتْ زهَراتُها / كالغِيدِ باللُّججِ العوائِمْ
مِن ثَيِّباتٍ لم تُبلْ / كشْفَ الخُدُودِ ولا المَعاصِمْ
وَصِغارِ أبكارٍ شَكَت / خَجلاً فعاذَتْ بالكَمائِمْ
وَرْدٌ كَما خجِلَتْ خُدُو / دُ العِينِ مِن لَحظاتِ هائِمْ
وشَقِيقُ نُعْمانٍ شَكَتْ / صَفَحاتُه مِن لَطْمِ لاطِمْ
وغُصُونُ أَشْجارٍ حَكَتْ / رقْص المآثِمِ للمآثِمْ
حَييتْ بطُوفانِ الحيا / فتَضاحكَتْ والجوُّ واجِمْ
أَصْنافُ زَهْرٍ طُوِّقَتْ / دُرراً تذوب بكَفِّ ناظِمْ
مِن باسِمٍ باك إلَيْ / كَ نَد وباكٍ وهو باسِمْ
بَكَر الحِسانُ يرِدْنَها / مِن كُلِّ واضِحةِ الملاغِمْ
وضَحِكْنَ عُجْباً فالتَقَتْ / فيها المباسِمُ بالمباسِمْ
ضَحِكَتْ وأَوْمضَ بارِقٌ / فظَلِلْتُ للبرْقَيْنِ شائِمْ
وتَشَوَّفَتْ فتَطامنَتْ / أَجْيادُ أَظْبِيها الحوائِمْ
ورنَتْ فبادر نَرْجِسٌ / يشْكُو عَماهُ إِلى حَمائِمْ
طارَدْتهُنَّ بفِتْيةٍ / حُرْدٍ على حرْبِ المُسالِمْ
وكأَنَّني فِيهِمْ لَقِي / طٌ قاد مِن أَحْياءِ دارِمْ
وتَكاوستْ فيها الأَبا / رِقُ وهْي فاهِقةُ الحلاقِمْ
وكأَنَّها أَظْبٍ رَعَفْ / نَ فثُرْنَ دامِيَةَ الخَياشِمْ
وجَرى بها فلَكَ الصِّبا / باللَّهْوِ والقُضُب اللَّواثِمْ
وكأَنَّنا فيها العفا / رِتُ والكُؤوسُ مِن الرّواجِمْ
وَعلا بنا سُكْرٌ أَبى / إِلا الإِنابةَ لِلْمَحارِمْ
نَرْمِي قَلانِسنَا له / ونَجُرُّ مِن عَذَبِ العمائِمْ
وتَرنَّمتْ فيها القِيا / نُ لنا ورجَّعتِ البواغِمْ
قُمْنا نُصفِّقُ بالأَكُف / فِ لها ونَرْقُصُ بالجماجِمْ
وأَغَنَّ مِن سَدن المُلُو / كِ سَليلِ أَقْيالٍ خضارِمْ
يَشْكُو الرِّعاث تَنَعُّماً / ويضِجُّ مِن حمْلِ التَّمائِمْ
لا تَسْتَحِيهِ الرّاشِفا / تُ ولا تُبالِيهِ اللَّواثِمْ
يُجْنِينَهُ ثَمر النُّحُو / رِ ويعْتَلِينَ به المحازِمْ
مُتَجاهِلاتٍ أَنَّهُ / يَهْوى وهُنَّ به عَوالِمْ
لازَمْتُ باب مَحلِّهِ / والنُّجْحُ مِن قَنَصِ المُلازِمْ
حتى إِذا وثِقَتْ بنا / عُجُزُ الحواضِن والخَوادِمْ
أَيْقَنْتُ من أَخْذِي له / وتَلَوْتُ مِن سُورِ العزائِمْ
واقْتَدْتُهُ بشَكائِمِي / فانْقاد في تِلْكَ الشَّكائِمْ
فوردْتُ جَمَّاتِ المُنَى / وكَرُمْتُ عن لُؤمِ المآثِمْ
وأَغَرَّ قد لَبِس الدُّجى / بُرْداً فَرَاقَكَ وهْو فاحِمْ
يَحْكي بغُرَّتِهِ هِلا / لَ الفِطْرِ لاحَ لِعَيْنِ صائِمْ
فكأَنَّما خاضَ الصبا / حَ فجاءَ مُبْيضَّ القَوائِمْ
ويَسِيرُ في يَبَسِ الثَّرى / وكأَنَّهُ في البحْرِ عائِمْ
أَرمِي به بَقَر الحِمى / وَأَصُدُّ عن عُصُم العواصِمْ
وتجانبي فَتْقَ النُّفُو / سِ مِن المهارِيتِ الدَّلاقِمْ
حتى إِذا عَلَمُ الصَّبا / حِ أَشار مِن تِلْكَ المعالِمْ
وتَمايلَتْ أَيْدِي الثُّرَيْ / يَا وهي مُذْهَبةُ الخَواتِمْ
ورنَتْ ذُكاءُ بناظِرٍ / رمِدٍ مِن الأَقْذاءِ سالِمْ
طَلَعَ الصِّوارُ لحِينِهِ / وكأَنَّه الموْجُ المُراكِمْ
أَوْ عسْكَرٌ ركِبُوا الخُيُو / لَ الشُّهْبَ واحْتَقَرُوا الأَداهِمْ
فاشْتَدَّ سُبَّقنا له / يَكْشِرْنَ عن مِثْلِ اللَّهاذِمْ
وكأَنَّنا في رَمْيها / نَسْتَلُّ مِن بِيضِ الصّوارِمْ
فحمى أَواخِرَهُ أَغَرْ / رُ مُعاوِدٌ تِلْكَ الملاحِمْ
يَهْوِي برَوْقَى مِحْرَبٍ / طَبِنٍ بحَرْبِ الغُضْفِ حازِمْ
وكأَنَّما أَرْواقُها / مُسْوَدّةً أَقْلامُ عالِمْ
فَتَبَادَرَ الفِتْيَانُ مِن / جَنَبَاتِهِ أَشْهَى المَطَاعِمْ
شَيّاً ومُطَّبَخاً على / جَمْرٍ زَهَتْهُ الرِّيحُ جاحِمْ
وبَعِيدةِ الأَرْجَاءِ نا / زِحَةٍ على أَيْدي الرَّواسِم
لا تَدَّعِي جَوْباً لها / ذاتُ الخَوافِي والقَوادِمْ
مِنْ فِتْنَةٍ قد أُسْبِلَتْ / ظُلُماتُها بيَدِ المَظَالِمْ
عَمَهَتْ لها أَحْلامُنَا / وكأَنَّهَا أَضْغَاثُ حالِمْ
وتَضَاءَلَتْ أَجْرامُنا / فيها بمُوبِقةِ الجَرائِمْ
وتَحَوَّلَتْ فينا الذُّنا / بَى الرأْسَ وابْنُ المَجْدِ راغِمْ
وأَدارَ كُلُّ صَغِيرِ قَدْ / رِ المُنْتَهَى أَرْحى العَظَائِمْ
فكأَنَّنَا عُمْيٌ نُسا / قُ على العَمَى في ظِلِّ عاتِمْ
حتَّى انْتَضَى عَبْدُ العَزِي / زِ عَزِيمَةً مِن صَدْرِ عازِمْ
فَبَدَتْ لنا سُبُلُ الهُدَى / بنَوَاجِمٍ غَيْرِ الهَواجِمْ
ضَرَبَ الأَعاجِمَ سُودَها / بالسَّدِّ مِن بيضِ الأَعاجِمْ
فاسْتَجْفَلوا فكأَنَّمَا / ضَرَبَ الثَّعَالِبَ بِالضَّرَاغِمْ
أَبْنَاءُ مَلْكٍ حِمْيَرِي / يٍ قامَ بالغُرِّ القَمَاقِمْ
مِن عامِرٍ أَهْلِ المصَا / نِعِ وَالصَّنَائِعِ والكَرَائِمْ
الكُفْرُ عنهُم قاعِدٌ / قِدْماً ودِينُ اللَّه قائِمْ
حَكَمَ الزَّمَانُ بظُلْمِهِمْ / دَهْراً وصَرْفُ الدَّهْرِ ظالِمْ
فارْتَدَّ بَهْجةَ مُلْكِهِمْ / كَرُّ الخُبَعْثِنةِ الضُّبَارِمُ
واشْتَدَّ يَنْظِمُ حَزْمَهُمْ / شَيْحَانُ طَلاع المخارِمْ
ذكَرٌ على ذَكَرٍ يَصُو / لُ وصارِمٌ يَسْطُو بصارِمْ
إِيه هَيا عَبْدَ العَزِي / زِ وأَنْتَ رَجّامُ المَرَاجِمْ
قَمَرٌ تُضِيءُ له الخُطُو / بُ على دَآدِيها الفَواحِمْ
تَسْرِي الرِّياحُ بمَجْدِهِ / فنَسِيمُها بالغَوْرِ فاغِمْ
لم يَرْوَ مِن ماءِ الشَّبا / بِ وكُلُّ أَشْيَبَ عنه خائِمْ
رَعْياً لمُؤْتَمَنٍ رَعَى / فينَا الحَدايِثَ والقَدايِمْ
بَدَأَتْ أَوائِلُه وعا / دَ لكَشْفِ غاشِيَةِ الغَيَاهِمْ
لا تَتْرُكَنْ صرم الزمَا / نِ على ظُبَى تِلْكَ الصَّوارِمْ
وارْمِ الخُطُوبَ بمِثْلِهَا / عَزْماً فأَنْتَ لها مُسَاهِم
وإِلَيْكَها من نَاطِقٍ / يَدْعُوكَ إِذْ صَمَتَ البَهَائِمْ
هاتِيكَ دارُهُمُ فقِفْ بمَغَانِها
هاتِيكَ دارُهُمُ فقِفْ بمَغَانِها / تَجِدِ الدُّمُوعَ تَجِدُّ في هَمَلانِها
عُجْنَا الرِّكابَ بها فَهَيَّجَ وَجْدَنَا / دِمَنٌ ذَعَرْنَ السِّرْبَ مِن إِدْمَانِهَا
دارٌ عَهِدْتُ بها الصّبا لِيَ دَوْحةً / أَتفيَّأُ الفَرَحاتِ مِن أَفْنَانِهَا
أَرْعى على بَقَرِ الأَنِيسِ بجَوِّها / وأُحكِّمُ الصَّبَواتِ في غِزْلانِهَا
وإِذا تَهَادَتْ بالشُّمُوسِ نَوَاعِماً / فيها الغُصُونُ جَنَيْتُ مِن رُمّانِهَا
قَضَتِ النَّوَى بذِيادِ رُجَّحِ عينِهِمْ / ظُلْماً وكانَ الدَّهْرُ مِن أَعْوَانِهَا
زَجَرُوا اغْتِراباً مِن نَعِيبِ غُرابِهِمْ / وقَضَوا ببَيْنٍ مِن مُغرِّدِ بانِهَا
فبَدا لهم وَجْهُ الفِرَاقِ مُوَقَّحاً / آتٍ على خَبَرِ النَّوَى بعِيانِهَا
يَقْذِفْنَ دُرَّ الدَّمْعِ في يَوْمِ النَّوَى / عن جُمّةٍ لَعِبَ الأَسَى بجُمانِهَا
وَدَّعْتُهُمْ وزِنَادُ قَدْحٍ في الحَشَا / دُونَ الضُّلوعِ يَشُبُّ مِن نِيرانِهَا
وأَسَلْتُهَا ذَوْبَ الجُفُونِ كَأَنَّهَا / أَيْدِي بَنِي المَنصْور في سَيَلانِهَا
يا صاحِبَيَّ إِذا وَنَى حادِيكُمَا / فَتَنَشَّقَا النَّفَحَاتِ مِن ظَيَّانِهَا
وخُذَا لِمُرْتَبَع الحِسانِ فرُبَّمَا / شَفَعَ الشَّبَابُ فصْرتُ مِن أَخدانِهَا
عَاوَدتُ ذِكْرَ العَيْشِ فيه وما انْقَضَى / مِن صَبْوتِي وطَوَيْتُ مِن أَزْمانِهَا
فَبَكَيْتُ مِن زَمَنٍ قَطَعْتُ مَراحِلاً / وشَبيبَةٍ أَخْلَقْتُ مِن رَيْعَانِهَا
ورَعَيْتُ مِن وَجْهِ السَّمَاءِ خَمِيلةً / خَضْرَاءَ لاحَ البَدْرُ مِن غُدْرانِهَا
وكأَنَّ نَثْرَ النَّجْمِ ضَأْنٌ وسْطَهَا / وكأَنَّمَا الجَوْزاءُ راعِي ضانِهَا
وكأَنَّما فيه الثُّريّا جوْهرٌ / نَثَرتْ فَرَائِدهُ يدا دبرانِهَا
وكأَنَّما الشِّعْرى عقِيلةُ معْشَرٍ / نَزَلَتْ بأَعْلى النَّسْرِ مِن وِلدانِهَا
وكأَنَّما طُرُقُ الْمَجَرَّةِ منْهَجٌ / للعامِريَّة ضاءَ من فينانِهَا
المُعْجِلِين عِداتَهُمْ بِرماحِهِمْ / والجاعِلِين الْهَام مِن تِيجانِهَا
أَسْرى لهم بالخَيْلِ حتَّى خَيَّلُوا / أَنَّ الجِبال رمتْهُمُ برِعانِهَا
ورَمى العِدى بكَتَائِبٍ مِلءَ الفَضا / أَغْمدْنَ نَصْل الصُّبْحِ في رهَجانِهَا
مِن كُلِّ سلْهَبةٍ تَطِيرُ بأَرْبعٍ / يُنْسِيك مُؤْخَرُهَا الْتِماح لَبانِهَا
نَشَأُوا بزاهِرَِة المُلُوكِ ومائِهَا / وكأَنَّهُمْ نَشَأُوا على غَسَّانِهَا
وأَرتْهُمُ العُرْبُ الكِرامُ مِصاعَها / فَتَعلَّمُوا مِن ضَرْبِهَا وطِعانِهَا
أَنا طَوْدُهَا الرّاسِي إِذا ما زَلْزَلَتْ / أَيْدِي الحوادِثِ مِن فُؤادِ جبانِهَا
وعليَّ للصَّبْرِ الجمِيلِ مُفاضةٌ / زَغْفٌ أَفُلُّ بها شَباةَ سِنانِهَا
وكأَنَّنِي لمّا كَرُمْتُ وقد شَكَتْ / أَرْضِي الحوادِث غِبْتُ مِن حدثانِهَا
والنَّفْسُ نَفْسٌ مِن شُهَيْدٍ سِنْخُها / سِنْخٌ غَذَتْ منه العُلا بلِبانِهَا
ما احْولَّ نَحْوِي لَحْظُ مُقْلَةِ ساخِطٍ / إِلا وضَعْتُ السَّهْم في إِنْسانِهَا
ولَوْ انَّهُ نَطَح النُّجُوم بقَرْنِهِ / كُنْتُ الزَّعِيمَ له بنَحْسِ قِرانِهَا
وقَضَتْ بعِزِّ النَّفْسِ مِنِّي دوْحةٌ / مِن عامِرٍ أَصْبحْتُ مِن أَغْصانِهَا
يا ابْن الأَبالِجِ مِن معافِرَ والَّذِي / أَرْبى يزِيدُ على عُلا بُنْيانِهَا
أَعْلَى كِتَابُك في مُهِمِّي حُرْمتِي / وجلا جوابُك مِن دُجى حِرْمانِهَا
فَلَيطْلُعنَّ إِلَيْك مِن زَهرِ الحِجا / أَبْكَارُ شُكْرٍ لُحْن في إِبّانِهَا
حُرُّ القَوافِي ماجِدٌ في أَهْلِهَا / الشِّعْرُ عبْدٌ في بنِي عُبْدانِهَا
مدح المُلُوكَ وكان أَيْضا منهُمُ / ولقد يُرى والشِّعْرُ مِن ذُؤبانِهَا
أَمْسى الفَرزْدقُ كُفْؤَها في حوْكه / وَجرى القَضَاءُ لها على صَلَتَانِهَا
وَجلا زمانُك وجههُ مُتَطَلِّعاً
وَجلا زمانُك وجههُ مُتَطَلِّعاً / فكأنَّهُ بعد المماتِ معادُ
أقبل فديت أبا العلاءِ نَصيحَتي
أقبل فديت أبا العلاءِ نَصيحَتي / بقبولِها وبواجِبِ الشكرِ
لا تَهجُونَّ انس منك فَرُبَّما / تَهجُو أباكَ وأنتَ لا تَدري
لَو شِئت مِما نِلت كُل عُلا
لَو شِئت مِما نِلت كُل عُلا / وَهتَكت كُل كَثيفَة السجفِ
لرمَحت فينا بِالسماكِ ضُحىً / وأبَحتَ لبدكَ صَهوة الرّدفِ
يا أيُّها القَمرُ الذي بِمَغيبه
يا أيُّها القَمرُ الذي بِمَغيبه / صبغت ثيابُ الليلِ فَهي حدادُ