المجموع : 73
وَدُجُنّةٍ كالنِّقْس صُبّ على الثرى
وَدُجُنّةٍ كالنِّقْس صُبّ على الثرى / مَزّقْتُ منها بالسّرَى جلبابا
زرتُ الحبائبَ والأعادي دونها / كضراغمٍ تُذكي العيونَ غضابا
ووطئتُ دونَ الحيّ نارَ عداوةٍ / لو كان واطئَها الحديدُ لذابا
بهوىً أشابَ مفارقي ولوَ انّه / يُلْقى على شرخ الشبابِ لَشابا
في مَتْنِ ناهبَةِ المدى يجري بها / عِرْقٌ تمكّنَ في النّجار وطابا
بزَبرجديّاتٍ إذا عَلَتِ الصّفا / وَقَعَتْ بواطنُها عليه صلابا
ونكادُ نَشْرَبُ من تَسامي جيدها / ماءً تسوقُ بهِ الرّياحُ سَحَابا
ذعرتْ غرابَ الليلِ بي فكأنّني / لأصِيدَهُ منها ركبتُ عُقابا
ومُصاحبي عضبٌ كأنّ فِرْنَده / نَمْلٌ مصاحبةٌ عليه ذبابا
فكأنّ شمساً في تألّقِ مائِهِ / مَجّتْ عليه مَعَ الشّعاعِ رُضَابا
والصّبح قَد دفَعَ النّجوم عُبَابه / كأنّهُ سيلٌ يَسُوقُ حبابا
فارقتُكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
فارقتُكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ / لا الجسمُ يحمله ولا القلبُ
قُتِلَ البعادُ فما أشيرَ به / حَتّى تَمَزّقَ بَينَنا القربُ
أمقيمةٌ والرّكبُ مُرْتَحِلٌ / بالصّبرِ عنك تَرَحّلَ الركبُ
كم ذا يزورُ البحرَ بحرُ أسى / في العين منك جُمانُهُ رطبُ
ما كان نأيي عن ذراك قلىً / فيموتَ بعْد حياتِه الحبُّ
إني لأرجو السلمَ من زمنٍ / قامَتْ على ساقٍ له حرْبُ
والدهر إن يُسْعِدْ فربَّتَما / صَلُحَ الجموحُ وذلّل الصعبُ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذِيبِهِ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذِيبِهِ / يَسْتعذِبُ الآلامَ مِنْ تَعْذِيبهِ
عمّى هواهُ عن الوشاةِ مُكتماً / فجرَتْ مدامعُهُ بِشَرْحِ غريبهِ
كم لائمٍ والسمعُ يدفعُ لَوْمَهُ / والقلبُ يَدْفعُ قَلْيَهُ بوجيبهِ
ملكَ القلوبَ هوى الحسان فقل لنا / كيفَ انْتفاعُ جسومنا بقلوبهِ
وبم السلوّ إذا بدا ليَ مُثْمِراً / خُوطٌ يميسُ على ارتجاجِ كثيبهِ
والشوقُ يَزْخَرُ بحرُهُ بِقَبولِهِ / ودبورِهِ وشمالِهِ وجنوبِهِ
وبنفسيَ القمرُ الذي أحيا الهوى / وأماتَهُ بطلوعِهِ وغروبهِ
قرَنوا بوَرْدِ الخدّ عقربَ صُدْغه / وذَرَوْا ترابَ المسك فوق تريبهِ
والعين حَيْرَى من تألّقِ نُورِهِ / والنفسُ سكرَى من تضَوّعِ طيبهِ
في طَرْفِهِ مَرَضٌ ملاحتَهُ التي / ألْقَتْ عليّ أنينَهُ بكروبهِ
أعيا الطبيبَ علاجُهُ يا سحرَهُ / ألَدَيْكَ صَرْفٌ عن علاجِ طبيبهِ
إني لأذكرُهُ إذا أنْسى الوغى / قلبَ المحبِّ المحضِ ذكرَ حبيبهِ
والسيفُ في ضرب السيوف بسلّةٍ / في ضحكِهِ والموت في تقطيبهِ
وأقبَّ كاليعسوبِ تركبُ مَتْنَهُ / فركوبُ مَتْنِ البحرِ دون ركوبهِ
مُتَقَمّصٌ لوناً كأنّ سَوادَهُ / غُمِسَ الغرابُ الجَوْن في غِرْبيبهِ
يرْميكَ أوّلَ وَهْلَةٍ بِنشاطِهِ / كالماءِ فُضَّ الخَتْم عن أنبوبهِ
بقديم سَبْقٍ يستقلّ ببعضه / وكريم عرْقٍ في المدى يجري بهِ
وبأرْبعٍ جاءتكَ في ترْكيبها / بالطّبْعِ مُفْرَغَةً على تركيبهِ
فكأنّ حِدّةَ طَرْفِهِ وفؤادِهِ / من أُذْنِهِ نُقلتْ إلى عرقوبهِ
ألْقى على الأرض العريضة أرضَه / ثم اشتكى ضِيقاً لها بوثوبهِ
وجرَى ففاتَ البرْق سبقاً وانتهى / من قبلِ خطفته إلى مطلوبهِ
فَلِشِبْهِ دُهمتِهِ بدُهمةِ ليله / أمْسى يُفتّشهُ بفرْطِ لهيبهِ
ويرشّ سيفي بالنجيعِ مصارِعاً / للأسْدِ يُسْكنها بذيل عسيبهِ
ومهنّدٍ مثلِ الخليجِ تَصَفّقَتْ / طُرُقُ النسيمِ عليه من تَشْطِيبهِ
ربّتْهُ في النيرانِ كَفّا قَيْنِهِ / فهو الزّنادُ لهنّ يوم حروبهِ
وكأنّما في مائِهِ وسعيرِهِ / نَمْلٌ يسير بسبحه ودبيبهِ
وإذا أصابَ قذالَ ذِمْرٍ قَدّهُ / ومشَتْ يدي معه إلى مَرْغوبهِ
وكأنّما اقتسم الكميَّ مع الردى / ليكونَ منه نصيبُه كنصيبهِ
يا حُسنَ ساقِيَةٍ تمُدّ أناملاً
يا حُسنَ ساقِيَةٍ تمُدّ أناملاً / بِعَروسِ راحٍ في عقودِ حبابِ
تسقيكَ شمسَ سلافةٍ عِنبِيّةٍ / طَلَعَتْ على فَلَكٍ من العُنّابِ
ومُنبَّهٍ في حِجْرِ مَن شَدَواتُها / تَثْني الهمومَ بها على الأعْقابِ
وكأنّما الأجسامُ من إحسانها / مُلِئَتْ بأرواحٍ من الإطرابِ
وكأنّما يدُها فمٌ متكلِّمٌ / بالسحرِ فيهِ مِقْوَلُ المضرابِ
لم يدْرِ ما أَلقى من الحبّ
لم يدْرِ ما أَلقى من الحبّ / لاحٍ خليّ العينِ والقلبِ
شوقي وكربي ما درى بهما / فإليه يا شوقي ولا كربي
حتى تُقَلّبَ قَلْبَهَ حُرَقٌ / ويفرّ من جنبٍ إلى جنبِ
مَن كانَ يعذُبُ عندها تعذيبي
مَن كانَ يعذُبُ عندها تعذيبي / أَنّى تَرقّ لِعبرتي ونَحيبي
مِن أَين يَعلَمُ من ينام مسلَّماً / حُمَةً تؤرِّق مُقلةَ الملسوبِ
أَتَدبُّ في جَفنَيه طائِفة الكرى / وعقاربُ الأصداغ ذاتُ دبيبِ
وتَنامُ في وَردِ الخُدودِ ولَدغها / متسرّب من أعينٍ لِقُلوبِ
وكأنّما سَمٌّ مُذيبٌ مسكُها / أَيُذيبُني والمِسكُ غَير مُذيبِ
كيفَ السّبيلُ إِلى لِقاءِ غَريرة / تَلقى ابتِسامَ الشّيبِ بالتَقطيبِ
مِن أَينَ أرجو أَن أَفوزَ بِسَلمِها / والحَربُ بين شَبابِها وَمَشيبي
ما حبّ شَمس عَنكَ تَغرِبُ في الفَلا / مِن أَنجُمٍ طلعَت بِغَيرِ غروبِ
قالَت لمنشدها نسيبي ما لهُ / ليس النّسيب لمثله بنسيبِ
فإلام ينشدني تغزّلَ شاعرٍ / ما كان أولاه بوعظِ خطيبِ
يا هذه أصَدىً دعَوت مُرَدّداً / ليجيب منكَ فكان غير مجيبِ
ليتَ التفاتي في القَريض أعرتهِ / حُسْنَ التفاتك رحمةً لكئيبِ
وذكرت من ضربِ المرفّل صيغةً / بمرفّل من ذلكَ المسحوبِ
وعسى وعيدُك لا يضير فلم أجِدْ / في البحر ضرباً مؤلمَ المضروبِ
إنّ الزمانَ أصابني بزمانةٍ / أبلت بتجديدِ الحَياة قَشيبي
ففنيتُ إلّا ما تطالع فكرتي / بالحذق من حِكَمي ومن تجريبي
ووجدتُ علم الشعر أخفى من هوىً / لم تفشِهِ عينٌ لعين رقيبِ
ومدائحُ الحسنِ المبخّرَة التي / فغمتْ بِطيبِ الفخر أَنفَ الطيبِ
ذو همَّةٍ بَذَلَ الندى وحمى الهدى / بمهنّدٍ ذَرِبٍ بكفِّ ضروبِ
حامي الحقيقة عادلٌ لا تتّقي / في أرضه شاةٌ عداوةَ ذيبِ
ملكٌ غدا للعيد عيداً مُبْهجاً / هُمُعُ العلى حوليه ذات ضروبِ
وَرَدَ المصلّى في جلال مُعَظّمٍ / ووَقارِ مُختَشِع وسمتِ منيبِ
بعرَمرَم رَكبت لإِرجالِ العِدى / عقبانُ جوٍّ فيه أُسْدَ حروبِ
عُقِدَ اللواءُ به على ذي هيبةٍ / حالي المناسبِ بالكرامِ حسيبِ
والبُزلُ تجنحُ بالقبابِ تهادياً / عَوْمَ السفينِ بشمألٍ وجنوبِ
من كلّ رهوٍ في المقادة مشيُهُ / نَقلَ الخطى منه على ترتيبِ
وكأنّما تعلو غواربها رُبى / روضٍ بثجّاج الحيا مَهْضوبِ
ونَجائبٍ مثل القِسيِّ ضوامرٍ / وَصَلَت بقطعِ سَباسِبٍ وسهوبِ
من كلّ مختصرِ الفلاةِ بمُعجلٍ / فكأنها إيجازُ لفظِ أديبِ
يرعى الفلا بفمٍ وترعى نحضَهُ / من منْسَمٍ للمَروِ ذي تشذيبِ
ومطلةٍ في الخافقين خوافقٍ / كقلوب أعداءٍ ذَواتِ وجيبِ
من كلّ منشورٍ على أفق الوَغى / مسطورُهُ كالمُهْرَقِ المكتوبِ
جاءَتْ تتَرّبُهُ العتاقُ بنقعها / والريح تنفضه منَ التَتريبِ
أو كلّ ثعبانٍ يُناطُ بقَسْوَرٍ / بين البنود كمُحْنَقٍ وغَضُوبِ
صُوَر خُلِعْنَ على المَواتِ فخيلت / فيها الحياة بسورةٍ ووثوبِ
وفغرنَ أفواهاً رحاباً عُطّلَتْ / أشداقها من ألْسُنٍ ونيوبِ
من كلّ شخصٍ يحتسي من ريحِهِ / روحاً يحرّك جسمَه بهبوبِ
وترى بها العنقاءَ تنفضُ سِقْطَها / في نَفْنَفٍ للحائماتِ رحيبِ
وَصلتْ ذُرى المَهدِيّتين وهاجرَتْ / وكراً لها بالهِند غيرَ قريبِ
وصواهلٍ مثل العواسل عَدْوُهَا / أبداً لحربِ عدوّك المحروبِ
من كلّ وردٍ ما يشاكلُ لونَهُ / إلا تورّدُ وجنةِ المحبوبِ
وكأنّما كَنَزَتْ ذخيرةُ عِتْقِهِ / مِنهُ عبابَ البحر في يَعبوبِ
أَو أَدهمٍ داجي الإِهابِ كَأنّما / صَبَغَ الغرابَ بِلَونِهِ الغربيبِ
أرساغُهُ دُرَرٌ على فيروزجٍ / لان الصفا من وقعهِ لصليبِ
يعدو ولا ظلٌّ له فكأنّهُ / بَرق فَيا لِلبرقِ مِن مركوبِ
أَو أَشهبٍ مثل الشهابِ ورَجمهِ / شخصَ المريدِ بِمُحرقٍ مشبوبِ
لا فرقَ ما بين الصباحَ وبينه / إلّا بِعَدْوٍ منه أو تقريبِ
أو أصفرٍ مثل البهار مغيّر / بسواد عَرْفٍ عَن سَوادِ عسيبِ
أو أشعلٍ للون فيه شُعْلَةٌ / تُذْكى بريحٍ منه ذاتُ هبوبِ
وكأنّه مرداة صخرٍ حَطّهُ / من عَلْوَ سيلٌ ماجَ في تَصويبِ
وكأنّما سَكِرَ الكميتُ بلونه / فلَهُ بمشيتِهِ اختيالُ طروبِ
وكأنّ حدّة طرفه وفؤادِه / من خَلْقِهِ في الأذنِ والعرقوبِ
وجَلَتْ سروجُ الحَلْيِ فوق متونها / سُرُجاً تألّقُ وهي ذاتُ لهيبِ
صَدَرَتْ منَ الذَهَب الثَقيلِ خِفافُها / ونشاطها متخثّرٌ بلغوبِ
وكأنّما من كلّ شمسٍ حلية / صيغتْ لكلّ مُسَوّمٍ مَجْنوبِ
صلّيتَ ثم قفوتَ مِلّةَ أحْمَدٍ / في نَحْرِ كلّ نجيبةٍ ونَجيبِ
مِن كُلّ مُرتَفِعِ السنام تَحمّلتْ / فيه المُدَى بالفرْيِ والتّرغيبِ
حيثُ الندى بعفاتِه مُتبرحٌ / تُسْديه كفّ متوَّج محجوبِ
يا من قوافينا مخافةَ نَقْدِهِ / خَلُصَتْ منَ التَنقيحِ وَالتَهذيبِ
لَم يَبقَ في الدنيا مَكان غَير ذا / يُجْري المديحَ به ذوو التأويبِ
خُذها عَروسَ مَحافل لا تجتلى / إلا بحلي علاك فَوقَ تَريبِ
لَم يَخرج الدرُّ الَّذي زينت به / إلّا بغوصٍ في البُحورِ قَريبِ
أَما بَناتي المفرداتِ فإنَّها / في الحُسنِ أَشهر من بناتِ حبيبِ
لا ينكحُ العذراءَ إلا ماجدٌ / تَبقَى بِعصمَتِه بقاءَ عسيبِ
وأنا أبو الحسناءِ والغرّاءِ إنْ / أُغْرِبْ فما الإغرابُ لي بغريبِ
يَدعو لكَ الحجّاجُ عند عجيجهم / وصِياحِهِمْ بالبيتِ في ترجيبِ
من كلّ أشعثَ مُحْرِمٍ بلغ المُنَى / بِمِنىً وأدركَ غايةَ المطلوبِ
يبكي بمكّة والحجونِ مُرَدّداً / وبيثربٍ يدعو بلا تَثريبِ
فَبَقيتَ في العليا لتدميرِ العِدَى / وغِنى الفَقير وفرجةِ المَكروبِ
بَاكِر صَبوحَك مِن سُلافِ القَهوةِ
بَاكِر صَبوحَك مِن سُلافِ القَهوةِ / وامزج بسمعك صِرْفَها بالنغمةِ
وانظر إلى النارنج في الطبق الذي / أبدى تدانيَ وجنةٍ من وجنةِ
ومن العجائب أن تضرّم بيننا / جمراتُ نار تُجْتَنَى من جنةِ
ولقد سريتُ بفتيةٍ قطعوا الفلا
ولقد سريتُ بفتيةٍ قطعوا الفلا / بعزائمٍ مثلِ الصوارم سُلّتِ
وكأنّ ليلة عزمهم زَنْجِيّةٌ / زِينَتْ بِحلْيِ نجومها فتحلّتِ
غَمَسَتهُمُ في غَمرَةٍ من هَولها / صَبَروا لها بِسُرَاهمُ فتَجلّتِ
وكَأَنَّما عُقَدُ الحَنادس بُوكِرَتْ / بيدٍ من الصبح المنير فحلّت
وكَأَنّ أَنجُمها على أَعجَازها / دَرَقٌ على أكفال دُهْمٍ وَلّتِ
الدّمعُ يَنطقُ واللّسانُ صَموتُ
الدّمعُ يَنطقُ واللّسانُ صَموتُ / فانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يظهرُ كلّ يومٍ بي ضَنَىً / فلذاك عن عَيْنِ الحِمامِ خَفِيتُ
صبٌّ يطالِبُ في صبابَةِ نَفسِهِ / جسداً بمديةِ سقمه منحوتُ
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوةً / فاللّحظُ منكَ لنارِها كِبريتُ
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ / لكن ذكرتُ هوى الدّمَى فنسيتُ
كيف التخلّصُ من فواترِ أعينٍ / يُلْقي حبائلَ سحرها هاروتُ
ومُعذِّبي مَنْ يَستلذُّ تَعذّبي / لا باتَ من بلوَايَ كيفَ أبِيتُ
رشأٌ أحنّ إلى هواه كأنّه / وطنٌ وُلدتُ بأرضه ونشيتُ
في ليلِ لمته ضللتُ عن الهوى / وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديتُ
ومنعَّمٌ جَرَحَ الشّبابُ بخَدّهِ / لحظي فسالَ على المها الياقوتُ
وأنا الذي ذاقت حلاوةَ حُسْنِهِ / عيني فساغَ لطرفها وشجيتُ
قال الكواعبُ قد سعدتَ بوصلنا / فَأَجبتها وبِهَجركنّ شقيتُ
كنْتُ المُحبّ كرامَةً لشَبيبَتي / حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيتُ
مَن أَستَعينُ بِهِ على فرط الأسَى / فأنا الذي بجنايَتي عوديتُ
كنتُ امرَأً لم أَلقَ فيه رزيّةً / حتى سُلِبْتُ شبيبَتي فرُزِيتُ
تهدي ليَ المرآةُ سُخْطَ جنايَتي / فَاللَّه يعلمُ كيف عنه رضيتُ
همّي كسِقطِ القَبسِ لكنْ طُعمُهُ / عُمْرٌ إذا أفْناهُ فيَّ فنيتُ
وإذا المشيبُ بَدا به كافُورُهُ / كَفَرَتْ به فكأنّه الطّاغوتُ
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به / عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيتُ
لَيلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرّةٍ / وحجولَ أربعَةٍ بهنّ القوتُ
متفنّنٌ في الجري يتّبعُ اسمَهُ / منه نعوتٌ بعدهنّ نعوتُ
أطلَقتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة / تبغي بلحظِكَ صيدَها فتفوتُ
لقطتْ قوائمه الأوابدَ شُرّداً / قد كانَ منهُ لِجَمعها تَشتيتُ
فكأنّمَا جَمَدَ الصُّوارُ لِدَوْمِهِ / تَحتي فَلي من صَيدها ما شيتُ
يا ربّ مجلس لذّةٍ شاهَدتُها
يا ربّ مجلس لذّةٍ شاهَدتُها / كَرْهاً وجُنْحُ الليلِ مدّ جناحَا
جَمَعَ الشبابُ به بنيهِ وبينهم / شيخٌ غَدا شيبٌ عليه وراحا
وكأنّه في كلّ داجي شعرةٍ / في الرأسِ منهُ مُوقِدٌ مِصباحا
أمسَيتُ مَفطوماً عَنِ الكَأسِ الَّتي / يتراضعُ الندمَاءُ منها راحا
إلّا شميماً كان هَمّاً سُكْرُهُ / وغناؤهُ في مسمعي نياحا
جُرْنا على زمنِ الصبا الزَاهي الَّذي / عزَلَ الهمومَ ومَلّكَ الأفراحا
أبناءُ عصرٍ فَتّقُوا من بَينهم / مِسْكَ الشّبيبَةِ بالمُدامِ ففاحا
جَعَلوا حُداءَهُمُ السَماعَ وأَوجَفوا / بدلَ القَلائِصِ بينَهم أَقداحا
وَكَأنّما نَبَضَتْ لهم أَفواهُهُم / بِالشُربِ مِن أَجسامِها أَرواحا
حَتّى إذا اصطَبَحوا فررتُ فلم يجِد / للشيبِ بَينَهمُ الصباحُ صَباحا
ما لي أُكافحُ قِرْنَ كأسٍ جالَ في / مَيدانِ نشوَته وجال كِفاحا
ومجدَّلٌ شاكي السّلاحِ من الصِّبا / من لم يُبَقّ له المشيبُ سِلاحا
ومُهنّدٍ عَجَنَ الحَديد لقينه
ومُهنّدٍ عَجَنَ الحَديد لقينه / في الطّبع نيرانٌ مُلِئْنَ رياحَا
رُوحٌ إذا أخرَجْتَهُ من جسمه / دخَلَ الجسُومَ فأخرَجَ الأرواحا
وكأنّهُ قَفْرٌ لعينكَ موحشٌ / أبَداً تَمُرّ ببابه ضحضاحا
وكأنّما جنٌّ تُرِيكَ تخيُّلاً / فيه الحسانَ من الوجوه قباحا
وكأنّ كلّ ذُبابَةٍ غرقَتْ به / رَفَعَتْ مكانَ الأثْرِ منهُ جَنَاحا
ما للوشاةِ غَدَوا عليّ وراحوا
ما للوشاةِ غَدَوا عليّ وراحوا / أعليّ في حُبِّ الحسانِ جُنَاحُ
وبمهجتي عُرُبٌ كأنّ قدودها / قُضُبٌ تقومُ بميلهنّ رياحُ
مهتزَّةٌ بقواتلِ الثَّمَرِ التي / أسماؤها الرُّمَّانُ والتُّفَّاحُ
غيدٌ زَرَيْنَ على القطا في مشيها / فلهنّ ساحاتُ القلوب بطاح
من كلّ مُصْبِيَةٍ بِضِدّيْ حسنها / فالفَرْعُ ليلٌ والجبينُ صباحُ
تفتَرّ عن بَرَدٍ فراشفُ دُرِّهِ / يَحلو له شَهْدٌ وتُسْكِرُ راحُ
لا تقتبسْ من نور وجنتها سناً / إنّ الفراشةَ حَتفُها المصباحُ
نُجْلُ العيونِ جراحها نُجْلٌ أما / تصفُ الأسنّةَ في الطعين جراحُ
يا وَيْحَ قتلى العاشقين وإنْ هُمُ / شهدوا حروباً ما لهنّ جراحُ
أوَ ما علمتَ بأنّ فُتّاكَ الهوى / حُورٌ تكافحُ بالعيون مِلاحُ
من كلّ خودٍ كالغزالةِ قِرْنُها / أسَدٌ أُذِلّ وإنّها لَرَداحُ
فالرّمحُ قدٌّ والخداعُ تَدَلّلٌ / والسيفُ لحظ والنجادُ وشاحُ
ودماءُ أهل العشق في وجَنَاتها / فكأنّ قتلاهم عليها طاحوا
وسبيَّةٍ بصوارمٍ من عسجدٍ / قد صافَحَتْ منها العلوجَ صفاحُ
حمراءَ يُسْلي شربُها وبشربها / تُنْسَى الهموم وتُذْكَرُ الأفراحُ
رَجَحَتْ يدي منها بحَمْلِ زجاجةٍ / خَفّتْ بها خَودٌ إِليّ رَجَاحُ
وكأنّ للياقوتِ ماءً مزبداً / فالدرُّ فيه بكأسها سَبّاحُ
ومجوَّفٌ لم تُحْنَ أضلُعُهُ على / قلبٍ وقلبُك نحوه مُرْتاحُ
نَبَضَتْ دقاقُ عروقهِ فكأَنَّها / في النّقْرِ ألْسِنَةٌ عليه فصاحُ
مَسّتْهُ للإصلاحِ أنمُلُ قَيْنَةٍ / فقضى بإفسادٍ له إصلاحُ
وَفَدَ السرورُ على النفوس بشَدْوها / وتمايلتْ طَرَباً بنا الأقداحُ
وكأنّما ذِكْرُ ابن يحيى بيننا / مِسْكٌ تَضَوّعَ عَرْفُهُ النفّاحُ
مَلِكٌ رَعَى الدنْيا رعايةَ حازمٍ / وأظلّ دينَ اللَّه منه جَناحُ
متأصّلٌ في الملك ذو فخر له / حسَبٌ زكا في الأكرمين صراحُ
وَسِعَ البسيطةَ عَدْلُهُ وتضاعفَتْ / عَن طولهِ الآمالُ وهي فساحُ
ذو همّةٍ عُلْوِيّةٍ عَلَوِيّةٍ / فَلها على هممِ الملوكِ طماحُ
وإشارة باللحظ يخدم أمْرَهَا / زمنٌ له سلم به وكفاحُ
يَقِظٌ إذا التبستْ أمورُ زمانه / فلرأيه في لَبْسها إيضاحُ
فكأنّما يبدو له متبرّجاً / ما يحجب الإمساءُ والإصباحُ
راضَ الزمانَ فلم يزلْ منه أخا / ذُلٍّ وقدماً كان فيه جماحُ
ورَمَى العدى بضراغمٍ أظفارُهَا / ونيوبُها الأسيافُ والأرماحُ
نَصَحتْ له الدنْيا فلا غشٌّ لها / وسَخَتْ به الأيّامُ وهيَ شحاحُ
من ذا يجاودُ منه كفّاً كفُّهُ / والبحر في معروفِهِ ضَحضاحُ
زهد الغناةُ من الغنى في جودِهِ / ولراحتَيه بِبَذله إِلحاحُ
كم قيل بَرّحَ في العطاءِ بمالِهِ / فأجَبْتُ هل للطبعِ عَنهُ بَرَاحُ
ذِمْرٌ تروحُ شموسُه وبدورُهُ / وبروجُها من معتَفيهِ الراحُ
وإِذا بَنو الآمالِ أَخْسرَ وُسْعُهُمْ / أَضحى لهُمْ في القَصدِ مِنهُ جناحُ
ولَئِن مَحا الإعدامَ صَوْبُ يمينهِ / فالجدبُ يمحوه الحيا السيّاحُ
شَهْمٌ إذا ما الحربُ أضحَت حائلاً / أَمسى لها بذُكورهِ إِلقاحُ
تطوى على سُودِ الحتوفِ بِعَزْمِهِ / ملمومةٌ ملءُ الفضاءِ رِداحُ
أَفلا تُبيدُ مِنَ العِدى أَرواحَهُمْ / ولها غُدُوٌّ نَحْوَهُمْ ورواحُ
متناوِلٌ قُمُحَ الكماة بأسمرٍ / لِدَمِ الأُسود سنانُه سَفّاحُ
وكأنّ طعنته وِجَارٌ واسِعٌ / فلثعلبِ الخطِّيِّ فيه ضُبَاحُ
وكأنّما حَبّ القلوب لرُمحِهِ / جِزْعٌ يُنَظَّمُ فيه وهو نِصَاحُ
في مأزقٍ ضنكٍ سماءُ عَجاجِهِ / تعلو وأرضُ حِمامِهِ تَنْداحُ
أنتم منَ الأَملاكِ أرواحُ العُلى / شَرَفاً وغيركُمُ لها أشباحُ
هذا عليٌّ وهو بَدْرُ مهابةٍ / كَلِفٌ به بصرُ العُلى اللمَّاحُ
هذا الّذي نَصَرَ الهدى بِسيوفِهِ / ورماحِهِ فَحِماهُ ليسَ يُباحُ
هذا الَّذي فازتْ بما فوْقَ المنى / من جوده للمعتَفينَ قِداحُ
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى / فصلاحُ مبغِضِهِ الشقِيِّ صلاحُ
من صَوْنُهُ قُفْلٌ لكلّ مدينةٍ / فإذا عَصَتْهُ فسَيفهُ المِفتاحُ
يا صارمَ الدِّين الّذي في حَدّهِ / مَوْتٌ يُبيد به عِداه ذُباحُ
طَوَّقْتَني مِنَناً فَرُحْتُ كأنَّني / بالمَدْح قُمْريٌّ له إفصاحُ
وسَقَيتَني من صَوْبِ مزنك فوْق ما / يَرْوَى به قلبُ الثرى الملتاحُ
ففداك مَنْ للمالِ أسْرٌ عنده / إذْ لم يزَلْ للمال منك سراحُ
وبقيتَ للأعياد عيداً مبهجاً / ما لاجَ في الليل البهيم صَبَاحُ
يا جَنّةَ الوصْلِ التي
يا جَنّةَ الوصْلِ التي / حَفّتْ بها نارُ الصّدودِ
مَن لي بريَّاكِ التي / فُتِقَتْ بريحانِ الخلودِ
ومُجاجَةٍ شَهْدِيّةٍ / تُجْنى من البَرَدِ البَرُودِ
وارحمتا وأنا العُبَيْ / دُ من الهوى لِشَجٍ عميدِ
يَرْمي ولكن لا يَفي / برمايةِ الغَرَضِ البعيدِ
من للمقيمِ على الصّعي / د إلى الغزالَةِ بالصعودِ
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ / منه على وقتٍ وحَدْ
فالنّفسُ تهزل بالمَآ / كلِ كلّما سَمِنَ الجَسَدْ
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ / صَدَعَ الزّمانُ به حصاةَ فؤادي
ومصيبةٌ حَرُّ المصائب عندها / بَرْدٌ بِحُرْقَتِها على الأكبادِ
وكأنّما الأحشاءُ من حَسَراتِها / يُجْذَبْنَ بينَ براثِنِ الآسادِ
كُبَرُ الدّواهي رَحّلَتْ بحلولها / قَرْماً لقد قَرَعَتْ قريعَ أعادي
سكنتْ شقاشِقُهُ وكان هديرُهُ / يستكّ منه مسامعُ الحسّادِ
وكأنّما في الترب غَيّضَ غيضها / لَحْداهُ وَرْداً عن وُرودِ صَوَادِ
نُحِرَتْ شؤوني بالبكاءِ عليه أمْ / عُصِرَتْ مدامعها من الفِرْصادِ
لم أنْتَفِع بالنفسِ عندَ عزائها / فكَأَنّها عينٌ بِغيرِ سوادِ
هَذا الزَمانُ على خَلائِقِه الَّتي / طَوَتِ الخلائقَ من ثمودَ وعادِ
لم يبق منهم من يَشُبّ لِقَرّهِ / بيَدَيهِ سِقْطاً من قداحِ زنادِ
يَفْنى ويُفْني دهرُنا وصروفه / من طارقٍ أو رائحٍ أو غادِ
فكأنّ عينك منه واقعةٌ على / بطَلٍ مُبِيدٍ في الحروب مُبَادِ
والناسُ كَالأحلامِ عندَ نواظرٍ / تَرنو إِلَيهمْ وهي دارُ سهادِ
سَهَرٌ كرى مُقَلٍ تخافُ من الرّدى / للخوْفِ هَجْرُ الطيرِ ماءَ ثمادِ
والعُمرُ يُحْفَزُ بينَ يوْمٍ سابقٍ / لا يستقِرّ وبين يومٍ حادِ
دنيا إلى أُخرى تُنَقِّلُ أهْلَها / هل تُتْرَكُ الأرواحُ في الأَجسادِ
وكأنّهنّ صوارمٌ ما فعلها / إلّا مِنَ الأَجسامِ في أغمادِ
حتى إذا فُجِعَتْ بها أشْباحُها / بَقِيَتْ لِفَقدِ حَياتِها كَجمادِ
والموتُ يُدْرِكُ والفرار مُعقِّلٌ / من فرّ عنه على سَرَاة جوادِ
ويَنَالُ ما صَدَعَ الهواءَ بخافقٍ / موتٌ ومن قَطَع الفَلا بِسُهادِ
ويسومُ ضيماً كلَّ أعصمَ شاهقٍ / ريبُ المنون وكلَّ حيَّةِ وادِ
وهِزبرَ غابٍ يحتمي بمخالبٍ / يُرْهَفْنَ من غيرِ الحديدِ حِدادِ
يَسري إِلى وَجهِ الصباحِ وإنّما / مصباحُهُ من طَرْفِهِ الوقّادِ
أوَ لا ولم يُبَلِ الحِمامُ بشبلهِ / وعنادُهُ بالدلّ غيرُ عِنادِ
وأخو الهدايةِ راحلٌ جَعَلَ التّقى / زاداً له فَتُقَاهُ أفضلُ زادِ
أنا يا ابن أختي لا أزالُ أخا أسىً / حتى أُوَسَّدَ في الضّريح وِسادي
إنّي امرؤٌ ممّا طُرقت مُهَيّدٌ / بفراقِ أهْلي وانْتزاحِ بلادي
أَودى الغريبُ بعلِّةٍ تعتادُهُ / بالكَربَ وهيَ غَريبَة العوّادِ
أمَلٌ وعِدت بهِ وأَوعدَني الرّدى / فَبِهِ يُجَذّ الوعدُ بالإِيعادِ
حيٌّ ومَيْتٌ بالخطوب تباعَدا / شَتّانَ بينَ بِعادِهِ وبِعَادي
نعيٌ دُهيتُ به فمتّ وإنْ أعِشْ / خَلْفَ المَنون فلَم أَعِش بِمُرادي
ما ثُلّمَ السيفُ الذي جَسَدُ الثرى / أمْسَى له جفناً بِغَيرِ نِجادِ
عَضْبٌ يكون عتادَ فارسِهِ إذا / ما سلّهُ والعضبُ غيرُ عَتادِ
قد كان في يُمْنَى أبيه مصمّماً / يعتدّهُ يومَ الوغى لِجِلادِ
أَعزِزْ علَيَّ بِرَونقٍ يبكي دماً / بِتَواتُرِ الأَزمانِ والآبادِ
وأقول بَدْرٌ دبّ فيه مُحاقُهُ / إنّ الكمال إِلَيه غَيرُ مُعَادِ
إن غابَ في جَدَثٍ أنارَ بنورِهِ / فَبِفَقْدِ ذاك النورِ أظْلَمَ نادي
واستَعذَبته المُعضلاتُ لأنّها / مستهدفاتُ مقاتِلِ الأمجادِ
لو أخّرَتْهُ منيَّةٌ لتقدّمَتْ / في الجود همّتُهُ عَلى الأَجوادِ
ولَكانَ في دَرْسِ العلومِ وحِفظِها / بَينَ الأَفاضلِ مبدأَ الأعدادِ
إنّ المَفاخِرَ والمحامدَ سِرّها / لِذَوي البَصائر في المَخايِلِ بادِ
زَيْنُ الحُضورِ ذَوي الفضائِلِ غائِبٌ / يا طولَ غيبةِ مُعْرِضٍ مُتَمَادِ
هلَّا حَمَتْهُ عناصِرُ المَجدِ الَّتي / طابَتْ مِنَ الآباءِ والأَجدادِ
ومكارمٌ بُذِلَتْ لِصَونِ نُفوسهِم / معدودةٌ بالفضلِ في الأَعدادِ
ونجابةٌ وَقْفٌ عَلَيهم فضلُها / مَنقولةٌ منهم إلى الأولادِ
مِنْ مُعْرِقِ الطرَفَينِ مرْكزُ فَخرِهِ / بيتٌ سماءُ عُلاهُ ذاتُ عِمادِ
المُنفِقونَ بِأَرضِهمْ أعمارَهُمْ / ما بين غزوٍ في العِدى وجِهادِ
أذْمارُ حربٍ في سماءِ قتامِهِمْ / شُهُبٌ طوالع في القَنَا المَيّادِ
وبَوارِقٌ تَنسَلُّ مِنْ أجْفَانها / ورقٌ لزرعِ الهامِ ذاتُ حصادِ
فزعَ الصريخُ إليهمُ مُستَنجِداً / فبهم ومنهم شوكة الأنْجَاد
أُسْدٌ لَبُوسُهُمُ جلودُ أراقمٍ / بُهِتَتْ لرؤيتها عيونُ جَرَاد
يا عابِدَ الرَحمَنِ حسبُكَ رحمةً / وفّى لها بالعَهدِ صَوب عِهادِ
بِحَلاوَةِ اسمِك للمَنونِ مَرارةً / طُرِحَتْ بِعَذْبِ الوِرْدِ للورّادِ
إنّي أُنادي منكَ غيرَ مُجَاوِبٍ / ميتاً وعن شوقٍ إِلَيك أُنادي
في جَوفِ قَبرٍ مُفردٍ مِن زائرٍ / قبرُ الغريب يُخَصّ بالإِفرادِ
ما بينَ مَوْتى في صباحٍ عَرّسُوا / لإِعادةٍ بالبَعثِ يومَ مَعَادِ
بَينَ الألوفِ عَفِيّةً أَرسامُهم / ولِرَسمِهِ قبرٌ مِنَ الآحادِ
أوَ لم يَكُن بقراطُ دونَ أبيكَ في / داءٍ يُعادُ لَهُ المريضُ عِدادِ
وأدقّ منهُ فِكرَةً حسبيّةً / حكميَّةَ الإصدارِ والإيرادِ
هلَّا شَفَى سَقَماً فوقّفَ برؤهُ / موتاً تمشّى مِنكَ في الأبْرادِ
هيهاتِ كان مماتُ نفسكَ مثبتاً / بِيَدِ القَضاءِ عَلَيك في الميلادِ
قصَرَتكَ كالممدود قَصْرَ ضرورةٍ / وَعَدَتْكَ عن مَدّ الحياةِ عَوَادِ
وشَرِبتَ كأساً نَحنُ في إيراقها / إِذ أَنْتَ مِنها في طِويلِ رقادِ
وتَركتَ عِرْسَك وهيَ مِنكَ جنازةٌ / ولباسَ عرسك وهوَ ثَوبُ حِدادِ
أهْدَى إلَيك مكانَها حوريّةً / مُهْدٍ وذاك الفضل فَضْلُ الهادي
عِندي عَلَيك منَ البُكاءِ بِحَسْرَةٍ / ماءٌ لِنارِ الحزنِ ذو إِيقادِ
ونياحُ ذي كَمَدٍ يذوب بِهِ إِذا / رفع الرثاءُ عقيرةَ الإنشادِ
وتَخَيّلٌ يُحييكَ في فِكري فذا / مَسْعاكَ في بِرّي ومَحض وِدادي
قَد كَانَ عيدكَ والحَياة على شَفا / مِن قَطعِ عُمرِك آخرَ الأعيادِ
أَرثيكَ عَن طَبعٍ تَجَدْوَلَ بَحْرُهُ / بَعْدَ الغيَابِ وكَثرَةِ الأَولادِ
أَنا في الثَمانين الَّتي فَتَلَتْ بِها / قَيْدي الزمانةُ عِندَ ذلّ قِيادي
أَمشي دَبيباً كَالكَسيرِ وَأَتّقي / وثباً عليّ من الحِمام العادي
ذَبُلت منَ الآدابِ روضتيَ الَّتي / جُلِيَت نَضَارتها على الرُوَّادِ
لو كنتَ بعدي لافتدِيت بأنْفُسٍ / وبما حَوَت مِن طارِفٍ وتِلادِ
فَاصبِر أَبا الحَسَنِ احتِسابَ مُسَلِّمٍ / للَّه أمرَ خواتِمٍ ومَبَادي
فَلَقد عَهِدتُك والحوادثُ جَمّةٌ / وشدادُهُنّ عليك غيرُ شِدادِ
أوَ ليسَ إِبراهيمُ نجلُ مُحمَّدٍ / بالدَفنِ صار إِلى بِلى ونَفادِ
رَدّ النَبيُّ عَلَيهِ تُربةَ لَحدِهِ / بِيَدِ النُبوَّةِ وهيَ ذاتُ أَيادي
فَتَأسّ في ابنكَ بابنِهِ وَخِلالِهِ / تَسْلُكْ بأُسْوَتِهِ سبيلَ رَشادِ
ومُضمَّنٍ راحاً يشفّ زُجاجُهُ
ومُضمَّنٍ راحاً يشفّ زُجاجُهُ / عن ماءِ ياقوتٍ بدُرٍّ يُزْبِدُ
جامٌ يجمِّعُ شربُهُ لذّاتِنا / وعقولُنا بالسكر منه تُبَدّدُ
ويَخِفُّ مَلآناً ويثقُلُ فارغاً / كالجسم تُعدَمُ روحُهُ أو تُوجَدُ
هلْ أنتِ فاديَةٌ فؤادَ عميدِ
هلْ أنتِ فاديَةٌ فؤادَ عميدِ / من لوعةٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ
أم أنتِ في الفَتَكاتِ لا تخشَينَ في / قَتلِ العبادِ عُقوبةَ المَعبودِ
إِن كَانَ لا تَنبُو سُيوفُكِ عن حَشا / صَبٍّ فَلَيسَ حِدادُها بِحَديدِ
قُلْ كَيفَ تَعطِفُ بِالوِصالِ لِعاشِقٍ / من لا تجودُ له بِعَطْفَةِ جيدِ
لَو بِتّ مُغتَبِقاً مُدامةَ ريقِها / لَخَشيتُ صارمَ جَفنِها العِربِيدِ
إِن شِئتَ أن تَطْوي على ظَمَأٍ فَرِدْ / ماءَ المَحاسِنِ فَوْقَ وَجْنَةِ رُودِ
غيداءُ يُسقِمُ بالملاحةِ دَلُّهَا / جِسمَ العَميدِ كَذاكَ دلّ الغيدِ
كَتَبَتْ لها وَصلاً إِشارةُ ناظِري / فَمَحاهُ ناظِرُ طَرفِها بِصُدودِ
وَلَقَد يَهيجُ لِيَ البُكاءَ صَبابَةً / شادٍ مُطوَّقُ آلةِ التّغريدِ
باتَت سَواري الطَلِّ تَضرِبُ ريشَهُ / بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريدِ
غَنّى عَلى عُودٍ يَميسُ بِهِ كَما / غَنّى التَقابُلَ مَعْبَدٌ في العُودِ
واللَّيل قَوّضَ رافِعاً من شَبهِهِ / بيضَ القبابِ على نَجائبَ سُودِ
والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ / ما كانَ في الآفاقِ ذا تَبديدِ
زُهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فَكَأَنَّها / سُرُجُ المَشاكي عُولِجَت بِخُمودِ
كَأَزاهِرِ النُوّارِ تَقطِفُها مَهاً / مِن كُلّ مُخضرِّ البقاع مَجُودِ
كَأَسِنَّةٍ طَعَنَتْ بها فُرسانُها / ثُمَّ امتَسكنَ عَنِ القَنا بِكبودِ
كَعُيونِ عُشّاقٍ أبَاحَ لها الكَرى / مَنْ كان عَذّبَهُنّ بالتَّسهِيدِ
والصبحُ يبرقُ كرّةً في كرّةٍ / مِثلَ استلالِ الصارِمِ المَغمودِ
وَتَفرَّقَت تِلكَ الغَياهِبُ عَن سَنا / فلقٍ يُفَلّقُ هامَها بِعَمُودِ
إِنِّي خَبرتُ الدَّهر خُبْرَ مُجَرّبٍ / وكلمْتُ غاربَهُ بِحَمْلِ قتودِ
فالحَظّ فيهِ طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ / بِالجَهلِ مِن نورِ العُلومِ بَلِيدِ
والحَمدُ في الأَقوامِ غَيرُ مُسَلّمٍ / إلّا لأحمدَ ذي العُلى والجُودِ
مَن لا يَجودُ على العُفاةِ بطارِفٍ / حَتّى يَجودَ عليهمُ بِتَليدِ
خَرَقَ العوائدَ منه خِرْقٌ سَيْبُهُ / ثَرُّ الغَمائِمِ مورقُ الجُلمودِ
يأوي إلى شَرَفٍ تَقَادَمَ بيتُهُ / أَزمانَ عادٍ في العلى وثَمودِ
مُتَردِّدٌ في سامِياتِ مَراتِبٍ / والبَدرُ في الأَبراجِ ذو تَغريدِ
كَالشَّمسِ يَبْعُدُ في السماءِ مَحَلُّها / وشُعاعُها في الأَرضِ غَيرُ بَعيدِ
يَلقى وُجوهَ المُعتَفينَ بِغُرّةٍ / بَسّامَةٍ ويدٍ تَسُحّ بِجُودِ
ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذمّةٍ / وعَطاؤُهُ بالمَطلِ غَيرُ شَريدِ
في رَبعِهِ رَوضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ / أبداً مُصَاقِبُ مَنْهَلٍ مَورودِ
وكَأَنَّما لِلّيْلِ فيه مدارِجٌ / عِندَ التِقاءِ وفودِهِ بِوفودِ
سَبقَ الكِرامَ وأَقبَلوا في إِثرِهِ / كَسِنانِ مُطّرِدِ الكُعُوبِ مَديدِ
مُتَصرّفُ الكَفّيْنِ في شُغُلِ العُلى / لَم يَخلُ من بَذلٍ وَمِن تَشييدِ
والمجدُ لا تُعْلي يَداك بناءَهُ / إلّا بِمالٍ بِالنَدى مَهدودِ
يا ابن السيادةِ والرّياسةِ والعُلَى / وعظيمِ آباءٍ عظيمِ جُدودِ
خُذْهَا كَمُنتَظَمِ الجُمانِ غَرائِباً / تُرْوَى قَصيدَتُها بِكُلِّ قَصيدِ
نِيطَتْ عَلَيكَ عُقودُهَا وَلَطالَما / نُظِمَتْ لأَجيادِ المُلوكِ عُقودي
صَدّتْ وبدرُ التِّمّ مَكسوفٌ بِهِ
صَدّتْ وبدرُ التِّمّ مَكسوفٌ بِهِ / فَحَسِبتُ أَنَّ كُسوفَهُ مَنْ صَدِّها
والبدرُ قد ذهبَ الخسوفُ بنورِهِ / في ليلةٍ حَسَرَتْ أواخِرَ مَدِّها
فَكَأنَّهُ مرآةُ قَيْنٍ أُحْمِيَتْ / فَمَشى احمِرارُ النّارِ في مُسْوَدّها
قَدَحَ المَشيبُ بِمَفرِقَيهِ زِنادَا
قَدَحَ المَشيبُ بِمَفرِقَيهِ زِنادَا / لا يَستَطيعُ لِنارِهِ إِخمادَا
وَثَنَت مَليحَاتُ التَلَفُّتِ سَلْوَةً / عَن شَخصِه الألحاظَ والأَجيادَا
ولَرُبَّما فَرَشَتْ لزائر لحظِهِ / وردَ الخدودِ مَحَبّةً وَوِدادا
إن صادقَتْهُ زمانَ صادَقَهُ الصّبا / فهيَ الَّتي عادَتْهُ لمّا عَادى
أَتَرى بَياضَ الشَيبِ ماءً غاسلاً / في العارِضَينِ وَلِلشبابِ سَوادا
خانَتْ سعادُ وقد وَفَى لك لونُها / لو خانَ ما وَفّى مَلَكتَ سُعادا
أَكثَرتَ مِن ذِكرِ الفَتاءِ وقَلَّما / تُعْطي لذي الذّكَرِ الفتاةُ قيادا
تُفْشي يَداكَ سَرائرَ الأَغْمادِ
تُفْشي يَداكَ سَرائرَ الأَغْمادِ / لِقِطافِ هامٍ واختِلاءِ هَوادِ
إلّا على غزوٍ يُبيدُ بِهِ العِدى / للِّه من غزوٍ لَهُ وجهادِ
وعَزائِمٍ تَرمِيهُمُ بِضَراغِمٍ / تستأصلُ الآلافَ بالآحادِ
مِن كلّ ذِمْرٍ في الكَريهَةِ مُقْدِمٍ / صَالٍ لِحَرّ سَعيرها الوقّادِ
كسنادِ مَسمُرَةٍ وقَسوَرِ غَيضَةٍ / وعُقابِ مَرْقَبَةٍ وَحَيّةِ وادِ
وكَأَنَّهُم في السّابِغاتِ صَوارِمٌ / والسّابِغاتِ لَهُم مِنَ الأَغمادِ
أُسْدٌ عَلَيهِم من جُلودِ أَراقمٍ / قُمُصٌ أزِرّتُها عيونُ جرادِ
ما صَوْنُ دينِ مُحَمَّدٍ من ضَيمِهِ / إلّا بسيفكَ يومَ كلّ جِلادِ
وطُلوعِ راياتٍ وقَودِ جَحافلٍ / وقِراعِ أَبطالٍ وكَرِّ جِيادِ
وَلَدَيكَ هذا كُلَّه عن رائِحٍ / من نَصْرِ ربّكَ في الحروبِ وغادِ
إِنَّ اهتمامَكَ بالهدى عن همّةٍ / علويَّةِ الإِصدارِ والإِيرادِ
وإقامَةُ الأسطولِ تؤذنُ بَغْتَةً / بِقِيامةِ الأعداءِ والحُسّادِ
والحَربُ في حَربِيّةٍ نيرانُها / تَطأُ المياهَ بشدَّةِ الإِيعادِ
تَرْمي بنفطٍ كيفَ يُبْقي لَفْحُهُ / والشَمّ منهُ مُحَرّقُ الأَكبادِ
وكَأَنَّما فيها دخانُ صواعِقٍ / مُلِئَتْ مِنَ الإِبراقِ والإِرعادِ
لا تَسكُنُ الحَرَكاتُ عِندَكَ إنَّها / لخواتِمُ الأَعمالِ خيرُ مَبَادي
وأشدّ مَنْ قَهَرَ الأعادي مِحْرَبٌ / في سِلمِهِ للحَربِ ذو استِعدادِ
سَيُثيرُ مِنكَ العَزمُ بأساً مُهلكاً / والنارُ تَنبعُ عن قِداحِ زنادِ
وغِرارُ سيفكَ ساهرٌ لم تَكتَحِلْ / عَينُ الردى في جَفْنِهِ بِرُقادِ
وزمانُكَ العاصي لغيركَ طائعٌ / لَكَ طاعَةَ المُنقادِ لِلمُقتادِ
ونَرى يَمينَكَ والمُنى في لَثمِها / في كلّ أُفْقٍ بالجنودِ تُنادي
مَن كانَ عَن سَنن الشجاعَةِ والنّدى / بِئسَ المُضلُّ فَأَنتَ نعمَ الهَادي
هَل تَذكُرُ الأَعياجُ سَبْيَ بَناتِها / بظُبىً جُعِلْنَ قلائدَ الأجيادِ
مِن كُلّ بيضاءِ الترائبِ غادةٍ / تمشي كَغُصْنِ البانَةِ الميّادِ
مجذوبةٍ بذوائبٍ كأساودٍ / عَبَثَتْ بهنّ براثنُ الآسادِ
مِن كُلِّ ذي زَبَدٍ عَلَتهُ سُفْنُهُ / يَخْرُجْنَ من جَسَدٍ بِغَيرِ فُؤادِ
ثُعبانُ بَحْرٍ عَضُّهُ بِنَواجذٍ / خُلِعَتْ عَلَيهِ مِنَ الحديدِ حِدادِ
يُبدي غرابٌ منه سقطَ حمامةٍ / بِبَياضِهِ في البحرِ جَرْيُ سوادِ
وكَأَنَّما الريحُ الَّتي تَجْري بِهِ / روحٌ يُحرّكُ منه جِسمَ جَمادِ
يا أَيُّها المُمضي قُواهُ وحَزمَهُ / ومُحالفَ التَأويبِ والإِسآدِ
هذا ابنُ يحيَى ذو السماح جنابُهُ / مُسْتَهْدَفٌ بِعَزائِمِ القُصّادِ
فَرِّغْ مِنَ السّيْرِ الرَذِيّةَ عِندَهُ / تملأ يديكَ بطارفٍ وَتلادِ
مَلِكٌ مَفَاخِرُهُ تُعَدّ مفاخراً / لمآثرِ الآباءِ والأجدادِ
ومراتعُ الروّادِ بينَ رُبُوعِهِ / محفوفةٌ بمناهِلِ الوُرّادِ
ثبتتْ قواعدُ مُلْكِهِ فكأنّما / أرساهُ ربّ العرشِ بالأطوادِ
وطريدُهُ من حيثُ راحَ أوِ اغتَدى / في قبضةٍ منهُ بِغَيرِ طرادِ
والأرضُ في يُمناهُ حَلْقَةً خاتمٍ / والبحرُ في جدواهُ رَشْحُ ثِمادِ
لا تسألَنْ عمّا يصيبُ برأيِهِ / وطعانِهِ بمقوَّمٍ مَيّادِ
يضعُ الهِناءَ مواضعَ النُّقَبِ الَّذي / يضعُ السِّنانَ مواضعَ الأحقادِ
كالبدرِ يومَ الطّعْنِ يُطفئُ رُمحهُ / روحَ الكميِّ بِكَوكبٍ وقّادِ
تبني سلاهبُهُ سماءَ عجاجةٍ / من ذُبّلِ الأرماح ذاتَ عمادِ
وَيَرُدُّ سُمرَ الطعنِ عن أَرضِ العِدى / وكَأَنّها في صِبْغَةِ الفرصادِ
وسُقوطِ هاماتٍ بِضَربِ مَناصِلٍ / وصعودُ أرواحٍ بِطَعنِ صِعادِ
أمّا شِدَادُ المجرمين فعزُّهُ / أبقاهُمُ بالذلّ غيرَ شدادِ
والنّارُ تأخذُ في تَضَرُّمِها الغَضَا / جَزْلاً وتتركُهُ مَهيلَ رمادِ
يا من إليه بانتجاعِ مؤمِّلٍ / مُستَمطِرٌ مِنهُ سَماءَ أَيادي
أُلْقِيتُ من نَيْلِ المنى عن عاتقٍ / فكأنّني سيفٌ بِغَيرِ نِجادِ
ما لي بأرضكَ يومَ جودكَ مُعْرِبٌ / بِلِسانِهِ عن خِدمتِي وَوِدادي
إلّا قصائدُ بالمحامدِ صُغْتُها / غُرّاً تهزّ مَحافلَ الإِنشادِ
خَلَعَتْ معانيها على أَلفاظِها / ألحانَ أشعارٍ ونَقْرَ شَوَادِ
رَجَحَتْ بِقِسطاسِ البَديعِ وإنّها / لَخفيفَةُ الأرْواحِ والأجسادِ
تَبقى كَنَقشِ الصخرِ وهيَ شَواردٌ / مَثَلُ المقيمِ بها وحَدْوُ الحادي