القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 83
أدركت أوتاراً من الأعداء
أدركت أوتاراً من الأعداء / وملكت من عدن إلى صنعاء
وبلغت بالجرد العتاق وبالقنا / ما شئت من شرف ومن علياء
جاوز بمجدك أنجم الجوزاء
جاوز بمجدك أنجم الجوزاء / وازدد علواً فوق كل علاء
وافخر بنفس لم تزل أفعالها / جنات أرض بل نجوم سماء
وانظر بطرفك حيث شئت فما ترى / في ذا الورى أحداً من النظراء
واستثن والدك الكريم فإنما / أمددت من أنواره بضياء
وأبوك ليث الغاب رشح شبله / فرعدن منه فرائص الأعداء
والوابل الهتان أسبل هطله / فطمت جداوله على البيداء
والشمس قدمت الصباح طليعة / فطوى رداء الظلمة السوداء
يا حاسدي عضد الإمام جهالة / غضوا جفونكم على الأقداء
فو حقه ما نال إلا حقه / والدر أحسنه على الحسناء
ولسوف تقضيه السعادة دينه / من ذمة الإصباح والإمساء
ويحوز قاصية المدى ويجوزها / والصالح الهادي حليف بقاء
وكأنكم بظهور راية ملكه / وظنونكم يخبطن في عشواء
فالنار يقدمها الدخان محذراً / ويهب برد الغيث قبل الماء
فليحمد الأمراء سيرتك التي / أحمدت فيها طاعة الأمراء
وليشكروك على الجميل فشكرهم / سبب يديم سوابغ النعماء
فلكم يد لك فيهم مشكورة / أتبعتها بندى يد بيضاء
حتى غدا لك في الرقاب مضاعفاً / طوقان طوق ولاية وولاء
إذا قلت إذ صرفت إلى تدبيرك ال / كافي أمور الدولة الغراء
الآن فوضت الأمور إلى الذي / يشفي دخيلة دائها بدواء
عقدت بأيمن طائر راياتها / فأصاب عاقدها صواب الراء
نيطت حمائلها الطوال بعاتق / متعود لتحمل الأعباء
ملك بدايته نهاية معشر / يرقون تدريجاً إلى العلياء
خطبته ألسنه العلى وترفعت / عن كل معدود من الأكفاء
كانت تراسل مجده وعيونها / يطرقن من خفر وفرط حياء
حتى إذا زفت إليه تبرجت / وأتته لا تمشي على استحياء
فضل خصصت به وليس بمنكر / حوز البنين مراتب الآباء
إن سدت أبناء الوزارة كلهم / فأبوك قبلك ناصر الخلفاء
أو كشفت بك للمظالم غمة / فأبوك عنا كاشف الغماء
هذا ثناء أنظقته صنائع / ملك الجميل بها جميل ثنائي
لم أرض عنه مفرداً في حقكم / فشفعت مفرد وتره بدعائي
لولا احتقاري جملة الدنيا لكم / لوصلت ذيل مدائحي بهناء
والشمس ليس بزائد في قدرها / ومحلها شيء من الأشياء
لو كان ينفع أن تجود بمائها
لو كان ينفع أن تجود بمائها / عين لجادت أعين بدمائها
لكن خطب الموت أصبح علة / قصرت خطى الآمال دون شفائها
نرجو مسالمة الزمان ولم يزل / كدر الليالي مولعاً بصفائها
مزجت لنا كأس الحياة بغدرها / وتعلقت آمالنا بوفائها
مثل الأفاعي سمها ترياق / لا يستبين دواؤها من دائها
أو ما ترى الدنيا استمر خلافها / في عهدهما حتى على خلفائها
طرقت جنات العاضد بن محمد / بفناء من يرجى الغنى بفنائها
بمؤيد تلقى النوائب نفسه / في كل نائبة بحسن عزائها
ورث النبي سريرة ما في الورى / لولاه من ينيبك عن أنبائها
فإذا المهني والمعزي أحسنا / فيكم فقد هديا بنور ضيائها
ولقد يعز علي ذكر فقيدة / عوضتها عن مدحها برثائها
لم أرثها بالشعر إلا بعدما / أضحى لسان الدهر من شعرائها
غدرت بها الأيام وهي عبيدها / وكذا الليالي وهي بعض إمائها
يا دهر مالك لم تمن بعتقها / أولم تكن يا دهر من عتقائها
فلتندمن إذا افتقرت ولم تجد / في الرأي من يغني كفضل غنائها
هلا حفظت لها أجل فضيلة / أن الإمام يعد من أبنائها
ما ظن من عقد اللواء بأمرها / أن لا يقود الجيش تحت لوائها
إن لم تعد من الرجال فإنهم / هزوا قنا الرايات عن آرائها
قالوا مضت سنة وفيها سلوة / تنهي هموم النفس عن برحائها
فأجبتهم إن السلو يعوقه / ما في رقاب الناس من نعمائها
ما هذه ممن إذا بعد المدى / نسيت معاني الفضل من أسمائها
وكفى بها طول الزمان مذكراً / ما عندنا من فضلها وعطائها
وفروع دوحتها التي أبقت لها / نوري سنى إحسانها وسنائها
في كل عضو حسرة لفقيدة / أضحى بنو الزهراء من أعضائها
شمس بنوك الغر بورك فيهم / يا بدرها الهادي نجوم سمائها
أما إذا كان الحمام فريضة / لابد حتماً من وجوب قضائها
فليهنها أن المنية إنما / نزلت بها في عزها وعلائها
لم تنتقل حتى رأت في نفسها / ما أملت من سؤلها ورجائها
وإذا الليالي أمتعتك بشاور / فاغضض جفونك عن قبيح جفائها
كافي خلافتك التي نصرت بها / في كل معترك على أعدائها
بالكامل افتخرت على أمرائها / وبشاور تاهت على وزرائها
سيفا إمامتك التي ما إن سطت / إلا وكان النصر من قرنائها
ما ضيقت عطن الملوك ملمة / إلا وردا ضيقها برخائها
وأظن أياماً سمحن بشاور / لا تقدر الدنيا على نظرائها
أنا من عداد الأغنياء بفضلها / وإلى دوام علاه من فقرائها
مدحته من قبلي مضارب سيفه / فغدا ثنائي من جميل ثنائي
وسرت مكارمه تضيء لخاطري / فسرى المديح إليه في أضوائها
حسنت وجه الدهر عندي بعدما / قد كان في عيني وجهاً شائها
وإذا توالى الجود صار عقيدة / لا تحلل الأيام عقد ولائها
لم تبق لي أيام فضلت حاجة / إلا سؤال الله طول بقائها
هي سلوة حلت عقود وفائها
هي سلوة حلت عقود وفائها / مذ شف ثوب الصبر عن برحائها
وبقلبه الريم الذي لو رامها / طيف الكرى لم يخف عن رقبائها
محمية بشبا الأسنة لم تزل / سمر القنا يحمين سرب ظبائها
فازت ظهور جمالها بجمالها / يوم الرحيل وخاب ظن خبائها
وتأرجحت أطلالها إذ عرجت / أشجاننا يسألن عن أنبائها
دمن يضل عن الهدى من لم يسر / نحو الهوى العذري في أهوائها
لم أسأل الركبان عن أسمائها / كلفاً بها لولا هوى أسمائها
وسألت أيامي صديقاً صادقاً / فوجدت ما أرجوه جل رجائها
ولرب معسول اللقاء ترى له / قولاً تسر به وفعلاً شائها
يلقاك بالحسنى وإن تك غائباً / عن طرفه أمسى بذمك فائها
ولقد خرجت إلى الجليس مهاجراً / عصباً يضيم الدهر جار فنائها
مستنجداً لأبي المعالي همة / تغدو المعالي وهي بعض عطائها
لما مدحت علاه أيقنت العدى / أن الزمان أجار من عدوائها
وأغر سعدي الأواصر أبلج / يلقى سقيمات المنى بشفائها
شتان ما بين الرجال وبينه / إن قست فضل غنائه بغنائها
وردوا ثماداً للمكارم شابها / كدر وفاز بغمرها وصفائها
نذرت مصافحة الغمام أناملي / فوفت غمائم كفه بوفائها
لو سمته نيل الكواكب أصبحت / وسماؤها كفاك دون سمائها
وإذا غدت لك شافعاً في حاجة / أغنتك نخوته عن استقضائها
وعقتها منه بأكرم شافع / لا ينتهي منها إلى إنهائها
ما ضيقت حيل الملوك ملمة / إلا وقابل ضيقها برخائها
لما تعين حق خدمته ولم / أنهض بفرض حقوقها وأدائها
ووجدت أنفس ما يليق بمجده / فقراً نفيس الدر من حصبائها
أهديت منها كل بكر حرة / أجرى عليها الرق صدق ولائها
لا تبتغي غير القبول مثوبة / وتعد ذلك من أجل جزائها
سرتم فلم تطب الإقامة بعدكم
سرتم فلم تطب الإقامة بعدكم / لمروع بفراقكم بعد النوى
ولعل قاهرة المعز تضمنا / يوماً كما كنا على عهد الهوى
داويت ما نفع العليل دوائي
داويت ما نفع العليل دوائي / بل زاد سقماً في خلال ضناء
وأيست من برء الطبيب لدائه / فاعتل قلبي للأياس بداء
أملت فيه صحة من سقمه / فحصلت في أملي بعكس رجائي
ورجوت أني قد أكون فداءه / عورضت في أملي فكان فدائي
ووددت لو كنت الدفين بقبره / عوضاً له ويكون في دنائي
حرمت طيب النوم بعد فراقه / عن ناظري فسلا عن الإغفاء
ولقد أبيت وفي فؤادي جمرة / ولهيبها متوقد بجوائي
وذبالة أضحى بقلبي لذعها / زفراته بتنفس الصعداء
من فقد شبل عاجلته منية / ما كان فيها مهلة لبقاء
ما كان أسرع ما أتاه حمامه / ورحيله عني إلى الصحراء
ما عاش إلا سبعة من عمره / ونأى إلى دار البلى لبلاء
ثم امتطى ثبج المنايا طالباً / جدثاً يناط بصخرة صماء
يأوي إلى لحد ووحشة منزل / وجنادل صم وصلد وصفاء
واختار سكناه القرافة ذاهلاً / عن عيشة ليست بداء بقاء
إني على إسماعيل لا أعطى عزى / بل قد عدمت تجلدي وعزائي
وأوحشني لفراقه وبعاده / وأفجعني بمصيبة غبراء
قد كنت أذخره لكل ملمة / وأقيه في البأساء والضراء
فاغتالني فيه الحمام ففوقت / قوس المنايا سهمها بحشائي
تركت فؤادي مثخناً بجراحه / متضرجاً بمدامعي ودمائي
أجري المياه على فؤادي طمعة / في أن يبرد غلتي وظمائي
فتهيج لي نار إذا بردتها / فعجبت من نار تهيج بماء
قلقاً أبيت على فراشي ساهراً / فكأنني ملقى على الرمضاء
متلهفاً أبكي إلى من مر بي / وإذا أرى ولداً يثور بلائي
إني لأعجب من حياتي بعده / وتلذذي عنه بشرب الماء
أو أن أرى مبتسماً متنسماً / من بعد رحلته نسيم هواء
أو أن تغيب همومه عن خاطري / وخياله متمثل بإزائي
لو عاش كان منطقاً وموفقاً / ومنزهاً عن صبوة الأبناء
كانت فراسته تدل عقولنا / أن سوف يخرج أنجب النجباء
لكنه ما كل ما قد رامه / ذو فطنة فيناله بذكاء
والبرق يشهد والرواعد أنها / عنوان كل سحابة وطفاء
والفجر يشهد أن ساطع نوره / أبداً يدل على ضياء ذُكاء
ومضارب السيف المهند لم تزل / تنبيك عن حد له ومضاء
أملت ساعة سعيهم بسريره / أن لا أقيم بزمرة الأحياء
وبقيت مكتئباً أكابد لوعة / في حالة أسوأ من الأسواء
جار الزمان علي في أحكامه / فبليت منه بعيشة غلماء
قد كان قوة ناظري بل خاطري / فبقيت صاحب مقلة عمياء
فالميت ليس له صديق أو أب / صافاه بعد وفاته بوفاء
لا يغررن الحي طول بقائه / فمصيره من بعده لفناء
ويطول مكث المرء ثاو في الثرى / حتى يرى أثراً من الزيزاء
قل للمنية ما شوى
قل للمنية ما شوى / لم يخط سهمك إذ رمى
أفقدتني في ابني الذي / قد كان ذخري للغنى
داويته حتى إذا / لم يبق في الدنيا دوا
ساهرته حتى جفت / أجفانه طيب الكرى
وطبيبه لم يدر ما / يشكوه من ألم الأذى
خابت مداواتي له / بل خاب نذري والرقى
وأيست منه إذ رأت / عيناي نازلة البلا
حار الطبيب وحرت في / ما قد دهاه من الضنى
ما كان أقصر عمره / وبقاءه بين الورى
ما كان إلا سبعة / وثلاثة ثم انقضى
واستل من أترابه / كالنجم من وسط السما
عجل الحمام عليه قب / ل بلوغ أعلا المرتقى
يا علة ما كان أر / دى خطبها لما دهى
ومنية حثت به / نحو المقابر والبلى
وشماتة بي من مصا / بك يا حسين من العدى
بل قد ذخرتك جنة / عند النوازل بالتوى
غدر الزمان بنا وما / أبقى علينا واعتدى
أحسين عندك علم ما / في القلب من ألم الجوى
أعلمت أن مدامعي / منهلة تجري دما
أحسين لو أبصرت ما / قد حل من صرف القضا
لرأيت أمراً هائلاً / ومصيبة لا تفتدى
يا ويلتي لما أتى / بالنعش في وقت الضحى
وأتى الحداة مهرول / ين ليحملوه إلى الثرى
ناديت يا حادي السري / ر عساك تمهل بالسرى
ارحم كئيباً هائماً / ثكلان منهد القوى
قد ذاب لولا نطقه / ما كان مخلوقاً يرى
وارفق بجسم ناحل / منه السقام قد اشتفى
قد كان يأوي في سوي / دا القلب مني والحشا
لو كان حاديه به / بعض الذي بي ما حدا
أو كان يعلم بالذي / في القلب من جمر الغضا
لرثى لما بي من رحمة / من نكبتين على ولا
وارحمتا بل حسرتا / لرزية لا ترتجى
هيهات أرجوها وقد / علقته أشراك الردى
لو كان يفدى شخصه / والموت يرضى بالرشى
لفديت منه قلامة / بسواد عيني إذ أتى
لكنه ما كل ما / يرجو امرئ يعطى الرجا
يا قبر حياك الإل / ة تحية فيها المنى
وسقاك غيث الهاطلا / ت على الزمان من الحيا
أعزز علي أبا شجاع أن أرى
أعزز علي أبا شجاع أن أرى / ذاك الجبين مضرجاً بدمائه
ما قلبته سوى رجال قلبوا / أيديهم من قبل في نعمائه
يا غائباً عنا قد اش
يا غائباً عنا قد اش / تاقت لطلعتك القلوب
إن كنت أصبحت البعي / د فأنت في قلبي قريب
البدر في نصف الشهو / ر وقد تكامل لا يغيب
ومغيب شخصك عن زيا / رة من تحب هو العجيب
أترى يكون لي الخلاص قريب
أترى يكون لي الخلاص قريب / فالموت بعدك يا بني يطيب
عللت فيك الحزن كل تعلة / لم تنفعني شربة وطبيب
ما كنت آلف منزلي إلا به
ما كنت آلف منزلي إلا به / ولقد كرهت الدار بعد مصابه
وكرهت عيشي بعدما فارقته / ورغبت في الترحال نحو جنابه
أنف الإقامة عندنا وصبا إلى / ما يرتجيه من بلوغ ثوابه
ماذا أقل بقاءه ما بيننا / مترحلاً للترب عن أترابه
حار الطبيب بما يداوي داءه / لما غدا والموت أكبر دابه
ما كان في خلدي ولا بتصوري / أن الحمام يحثه بحرابه
قد كنت آمل أن أكون فداءه / أخطأت في أملي وظن حسابه
فارقته والعيش فارق خاطري / وتفكري لم يخل من أسبابه
أتراك إسماعيل تعلم ما الذي / في القلب من لوعاته وعذابه
وظننت أن النوم باشر مقلة / لم تكتحل غمضاً ولا تحظى به
أتبيت إسماعيل ثاو في الثرى / من بعد قلب كنت من حجابه
ورحلت عن صدري وحجري للبلى / رغماً علي وصرت رهن ترابه
ولقد أمنت عليك نائبة الردى / لم أدر حتى صرت في أنيابه
مازال يخدعني عليك وإنما / أرداك مخلبه بطول خلابه
ضر الحوادث ليس يؤمن خطبه / لكنني من بعض من أغرى به
وحسبت خيراً بالزمان وريبه / فغدوت أخسر واثق بحسابه
الموت فرق شملنا وأضامنا / والدهر ساعده على أوصابه
لم تسو فرحة مهجتي بولادة / عادت بموتك ترحة بمنابه
وكذاك ماسويت عمارة منزل / وكماله بفنائه وخرابه
فلأبكين عليه ما لاح الضيا / أو ما اقتضاني القول حسن جوابه
قصدتك من أرض الحطيم قصائد
قصدتك من أرض الحطيم قصائد / حادي سراها سنة وكتاب
إن تسألا عما لقيت فإنني / لا مخفق أملي ولا كذاب
لم أنتجع ثمد النطاف ولم أقف / بمذانب وقفت بها الأرتاب
لكن وردت قراراة الغمر الذي / تغدو عبيداً عنده الأرباب
عثرت به قد الشتاء فلا لعاً / إن لم يقلها رفعة وثواب
حاشاك من هذا الخطاب خطاباً
حاشاك من هذا الخطاب خطاباً / يا خير أملاك الزمان نصاباً
لكن إذا ما أفسدت علماؤكم / معمور معتقدي وصار خرابا
ودعوتمو فكري إلى أقوالكم / من بعد ذاك أطاعكم وأجابا
فاشدد يديك على صفاء محبتي / وامنن علي وسد هذا الباب
تغدو مهابته حجاباً دونه
تغدو مهابته حجاباً دونه / ونداه عنا ليس بالمحجوب
سكنت محبته وهيبة بأسه / منا سوادي ناظر وقلوب
ومحوت عن وجهي مياسم صنعة / ومعيشة كان اسمها يزري بي
وجعلتني في أحدوثة تتلى بها أبداً صحائف / أجرك المكتوب
فليفتخر بالشعر غير إنه / حسب لمثلي ليس بالمحسوب
أصبحت شاكر نعمة لا خدمة / أقضي أداء الفرض بالمندوب
عبد الرحيم قد احتجب
عبد الرحيم قد احتجب / إن الخلاص هو العجب
يا سيداً قامت علاه بذاتها
يا سيداً قامت علاه بذاتها / مستغنياً عن نعتها وصفاتها
إن لم تكن لك في القوافي رغبة / فالطم بها وجه الرجاء وهاتها
فالأم لا تأبى إذا لم يولها / أصهارها خيراً طلاق بناتها
اليوم عاد إلى المحلة روحها
اليوم عاد إلى المحلة روحها / ومزيل علة أهلها ومريحها
واستبشرت بعد العبوس وإنما / ولي الأمور أمينها ونصيحها
عادت إلى الحال القديم فأصبحت / لا يشتكي ألم السقام صحيحها
لاشك إلا أن مدة نحسها / زالت فهبت بالسعادة ريحها
فرحت بسيف الدين فرحة مهجة / وافى إليها بالحياة مسيحها
يا صاح لست من الغرام بصاح
يا صاح لست من الغرام بصاح / مادامت الأرواح في الأشباح
أتلوم بالحدق المراض وطالما / تركت صحاح الناس غير صحاح
روحي الفداء لمن أبيت وشعره / ليلي وضوء جبينه مصباحي
في خده وردي وفي أصداغه / آسي وفي وجناته تفاحي
وبريقه المعسول لا أبريقه / راح المحب ونشوة المرتاح
فوحقّ ما في ثغره من لؤلؤ / رطب ومن مشمولة وأقاح
ووحقّ ما في قده ولحاظه / من ذابل لدن وبيض صفاح
بصعود منزلة وجد صاعد
بصعود منزلة وجد صاعد / ودوام مملكة وعيد خالد
يوم أمد من السماء بطالع / سعد وجد في العلاء مساعد
يوم تعثرت الخواطر هيبة / منه بذيل مدائح ومحامد
عقلت مهابته اللسان وأطلقت / في كل قلب رعدة كالراعد
واعتاقها ضعف في الجنان لعرضها / زيف الكلام على البصير الناقد
يوم حسبت الجو يهمي عبرة / من ذكره بصواعق وجلامد
لكن أمركم المطاع وفضلكم / أذنا عليكم للثناء الوافد
زفت إلى حرم الإمام عقيلة / علقت لها أيادي الثناء الشارد
هي درة لم يرض عالي قدرها / بحراً سوى كنف الإمام العاضد
وقنيصة لولا الخلافة لم تكن / أبداً لتعلق في حبال الصائد
عربية الأنساب لكن لم تقد / نيرانها بالأجرع المتفرد
زارت قصورك بنت قصر لم يزل / رحب الفناء لصادر ولوارد
لا يسند المران في جنباته / إلا بجنب مراتب ومساند
جاءتك من خيس الضراغم لبوة / تحمى بأشبال الهزبر اللابد
ضربت بنو روزيك حول خبائها / سداً أقيم من القنا بقواعد
وحموا جوانب خدرها بخوادر / يتمايدون على الوشيج المائد
يصلون سمرهم بلين معاصم / وقصار بيضهم بطول سواعد
سحبوا على البيداء ذيل سحابة / سوداء ذات بوارق ورواعد
ولرب شهب من ظبي وأسنة / رجموا بها قلب الرجيم المارد
قوم تحن إلى الرقاب سيوفهم / في كل معترك حنين الفاقد
الحاقدون على كرائم مالهم / والناقمون على العدو الحاقد
الرافدون المدح من أفعالهم / ونوالهم بالسؤدد المترافد
العامدون إلى عوائد صفحهم / في النائبات عن المسيء العامد
يهني بني رزيك أن حبالهم / وصلت بخير أواصر زمحامد
سبب يمت إلى البتول وعروة / عقدة بأوثق عروة ومعاقد
أحرزتم الشرف الذي أخباره / في كل ناد غصة للحاسد
وكسوتم الأيام رونق بهجة / خضراء تخلف رغبة للزاهد
الدهر دهركم وأنتم أهله / والكل يضرب في حديد بارد
صاهرتم من لا يزال رواقه ال / محروس قبلة راكع أو ساجد
فزتم بهاد لم تزل تهدى به / أبداً بصيرة حائر أو حائد
فزتم بمن يضحي وسدة بابه / مفتوحة لمقاصد وقصائد
فزتم بمن ضمنت محبتكم له / عز الولي وذل كل معاد
فزتم بأبلج من سلالة حيدر / ورث الإمامة راشداً عن راشد
قوم إذا جحد الفخار فما ترى / في الخافقين لفخرهم من جاحد
تغدو قريش في الإضافة نحوهم / مثل الجداول في الخضم الراكد
عن واحد هو النبي تفرعوا / وكذا الألوف تفرعت عن واحد
لم يبق في رتب الخلافة بعد ذا ال / عقد الكريم زيادة للزئد
عقد تألف بني أشرف خاطب / في هذه الدنيا وأكرم عاقد
عقد تأكد بين كاف كافل / للمسلمين وبين هاد عاضد
عقد غدا صلة لغير قطيعة / لكن كما اتصل الذراع بساعد
عقد إذا استخبرت عنه فإنه / تقريب شمل ليس بالمتباعد
عقد تنزه أن يكون تمامه / بحضور قاض أو شهادة شاهد
عقد أقيم بشارعين تفرعت / بهما أصول قواعد وعقائد
لو كانت القصص الخوالي قبلنا / مما يعود مع الزمان العائد
خلنا شعيباً والكليم تجسدت / فهما حقيقة غائب في شاهد
فاسلم أمير المؤمنين ممتعاً / بالعز في ظل البقاء الخالد
متملياً بدوام كافلك الذي / جبل الزمان على صلاح الفاسد
حان عليك وإن كرمت أبوة / في كل نائبة حنو الوالد
أسماء ملك تحتها لك مقعد
أسماء ملك تحتها لك مقعد / أم دست نسكك فوقه لك مصعد
ورواق مجد أشرقت حجراته / أم صرح عز بالنجوم ممرد
وضياء وجه العاضد بن محمد / في التاج أم نور الهدى يتوقد
القائم المخصوص بالشرف الذي / أبقى على إرثه ومحمد
أبوان أحسنت النيابة عنهما / فيما تقوم به وما تتقلد
عمت رعايتك الرعايا فاستوى / في قسط عدلك مشرك وموحد
وجمعت شمل المسلمين ببيعة / حفظت نظام الدين وهو مبدد
وسمت أمير المؤمنين خلافة / أضحت تحل براحتيك وتعقد
وورثت عن عيسى ابن عمك منصباً / جاءت ليالي المهد وهو ممهد
إنا نراك وما نراك فإنما / أفكارنا للنص فيك تقلد
حسدت جوارحنا عليك عيوننا / إن العيون على جلالك تحسد
نبأ من النبأ العظيم تجسدت / أنواره والنور لا يتجسد
شرف تساوى فيه منكم أشيب / كهل ومقتبل الشبيبة أمرد
وسريرة درج الزمان وحكمها / متنقل ما بينكم متردد
يهني المواسم أن مطلق ذكرها / أضحى يؤرخ باسمكم ويقيد
رجب من الحرم التي حرمتمو / فثلاثة سرد وهذا مفرد
لو كان ذا شخص إذاً لثم الثرى / حمداً لما أولاده جدك أحمد
أثنى على آلاته بمناقب / منها القصائد والقنا المتقصد
لولا العيان وما ترى من فضلكم / كان الكمال حكاية تستبعد
لم أختصر شرح المديح وإنما / نفد الكلام وفضلكم لا ينفد
والحمد أدنى خدمة مفروضة / لأجل من يثنى عليه ويحمد
وبقاؤكم لله أكبر نعمة / إياه فيها نستعين ونعبد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025