المجموع : 83
أدركت أوتاراً من الأعداء
أدركت أوتاراً من الأعداء / وملكت من عدن إلى صنعاء
وبلغت بالجرد العتاق وبالقنا / ما شئت من شرف ومن علياء
جاوز بمجدك أنجم الجوزاء
جاوز بمجدك أنجم الجوزاء / وازدد علواً فوق كل علاء
وافخر بنفس لم تزل أفعالها / جنات أرض بل نجوم سماء
وانظر بطرفك حيث شئت فما ترى / في ذا الورى أحداً من النظراء
واستثن والدك الكريم فإنما / أمددت من أنواره بضياء
وأبوك ليث الغاب رشح شبله / فرعدن منه فرائص الأعداء
والوابل الهتان أسبل هطله / فطمت جداوله على البيداء
والشمس قدمت الصباح طليعة / فطوى رداء الظلمة السوداء
يا حاسدي عضد الإمام جهالة / غضوا جفونكم على الأقداء
فو حقه ما نال إلا حقه / والدر أحسنه على الحسناء
ولسوف تقضيه السعادة دينه / من ذمة الإصباح والإمساء
ويحوز قاصية المدى ويجوزها / والصالح الهادي حليف بقاء
وكأنكم بظهور راية ملكه / وظنونكم يخبطن في عشواء
فالنار يقدمها الدخان محذراً / ويهب برد الغيث قبل الماء
فليحمد الأمراء سيرتك التي / أحمدت فيها طاعة الأمراء
وليشكروك على الجميل فشكرهم / سبب يديم سوابغ النعماء
فلكم يد لك فيهم مشكورة / أتبعتها بندى يد بيضاء
حتى غدا لك في الرقاب مضاعفاً / طوقان طوق ولاية وولاء
إذا قلت إذ صرفت إلى تدبيرك ال / كافي أمور الدولة الغراء
الآن فوضت الأمور إلى الذي / يشفي دخيلة دائها بدواء
عقدت بأيمن طائر راياتها / فأصاب عاقدها صواب الراء
نيطت حمائلها الطوال بعاتق / متعود لتحمل الأعباء
ملك بدايته نهاية معشر / يرقون تدريجاً إلى العلياء
خطبته ألسنه العلى وترفعت / عن كل معدود من الأكفاء
كانت تراسل مجده وعيونها / يطرقن من خفر وفرط حياء
حتى إذا زفت إليه تبرجت / وأتته لا تمشي على استحياء
فضل خصصت به وليس بمنكر / حوز البنين مراتب الآباء
إن سدت أبناء الوزارة كلهم / فأبوك قبلك ناصر الخلفاء
أو كشفت بك للمظالم غمة / فأبوك عنا كاشف الغماء
هذا ثناء أنظقته صنائع / ملك الجميل بها جميل ثنائي
لم أرض عنه مفرداً في حقكم / فشفعت مفرد وتره بدعائي
لولا احتقاري جملة الدنيا لكم / لوصلت ذيل مدائحي بهناء
والشمس ليس بزائد في قدرها / ومحلها شيء من الأشياء
لو كان ينفع أن تجود بمائها
لو كان ينفع أن تجود بمائها / عين لجادت أعين بدمائها
لكن خطب الموت أصبح علة / قصرت خطى الآمال دون شفائها
نرجو مسالمة الزمان ولم يزل / كدر الليالي مولعاً بصفائها
مزجت لنا كأس الحياة بغدرها / وتعلقت آمالنا بوفائها
مثل الأفاعي سمها ترياق / لا يستبين دواؤها من دائها
أو ما ترى الدنيا استمر خلافها / في عهدهما حتى على خلفائها
طرقت جنات العاضد بن محمد / بفناء من يرجى الغنى بفنائها
بمؤيد تلقى النوائب نفسه / في كل نائبة بحسن عزائها
ورث النبي سريرة ما في الورى / لولاه من ينيبك عن أنبائها
فإذا المهني والمعزي أحسنا / فيكم فقد هديا بنور ضيائها
ولقد يعز علي ذكر فقيدة / عوضتها عن مدحها برثائها
لم أرثها بالشعر إلا بعدما / أضحى لسان الدهر من شعرائها
غدرت بها الأيام وهي عبيدها / وكذا الليالي وهي بعض إمائها
يا دهر مالك لم تمن بعتقها / أولم تكن يا دهر من عتقائها
فلتندمن إذا افتقرت ولم تجد / في الرأي من يغني كفضل غنائها
هلا حفظت لها أجل فضيلة / أن الإمام يعد من أبنائها
ما ظن من عقد اللواء بأمرها / أن لا يقود الجيش تحت لوائها
إن لم تعد من الرجال فإنهم / هزوا قنا الرايات عن آرائها
قالوا مضت سنة وفيها سلوة / تنهي هموم النفس عن برحائها
فأجبتهم إن السلو يعوقه / ما في رقاب الناس من نعمائها
ما هذه ممن إذا بعد المدى / نسيت معاني الفضل من أسمائها
وكفى بها طول الزمان مذكراً / ما عندنا من فضلها وعطائها
وفروع دوحتها التي أبقت لها / نوري سنى إحسانها وسنائها
في كل عضو حسرة لفقيدة / أضحى بنو الزهراء من أعضائها
شمس بنوك الغر بورك فيهم / يا بدرها الهادي نجوم سمائها
أما إذا كان الحمام فريضة / لابد حتماً من وجوب قضائها
فليهنها أن المنية إنما / نزلت بها في عزها وعلائها
لم تنتقل حتى رأت في نفسها / ما أملت من سؤلها ورجائها
وإذا الليالي أمتعتك بشاور / فاغضض جفونك عن قبيح جفائها
كافي خلافتك التي نصرت بها / في كل معترك على أعدائها
بالكامل افتخرت على أمرائها / وبشاور تاهت على وزرائها
سيفا إمامتك التي ما إن سطت / إلا وكان النصر من قرنائها
ما ضيقت عطن الملوك ملمة / إلا وردا ضيقها برخائها
وأظن أياماً سمحن بشاور / لا تقدر الدنيا على نظرائها
أنا من عداد الأغنياء بفضلها / وإلى دوام علاه من فقرائها
مدحته من قبلي مضارب سيفه / فغدا ثنائي من جميل ثنائي
وسرت مكارمه تضيء لخاطري / فسرى المديح إليه في أضوائها
حسنت وجه الدهر عندي بعدما / قد كان في عيني وجهاً شائها
وإذا توالى الجود صار عقيدة / لا تحلل الأيام عقد ولائها
لم تبق لي أيام فضلت حاجة / إلا سؤال الله طول بقائها
هي سلوة حلت عقود وفائها
هي سلوة حلت عقود وفائها / مذ شف ثوب الصبر عن برحائها
وبقلبه الريم الذي لو رامها / طيف الكرى لم يخف عن رقبائها
محمية بشبا الأسنة لم تزل / سمر القنا يحمين سرب ظبائها
فازت ظهور جمالها بجمالها / يوم الرحيل وخاب ظن خبائها
وتأرجحت أطلالها إذ عرجت / أشجاننا يسألن عن أنبائها
دمن يضل عن الهدى من لم يسر / نحو الهوى العذري في أهوائها
لم أسأل الركبان عن أسمائها / كلفاً بها لولا هوى أسمائها
وسألت أيامي صديقاً صادقاً / فوجدت ما أرجوه جل رجائها
ولرب معسول اللقاء ترى له / قولاً تسر به وفعلاً شائها
يلقاك بالحسنى وإن تك غائباً / عن طرفه أمسى بذمك فائها
ولقد خرجت إلى الجليس مهاجراً / عصباً يضيم الدهر جار فنائها
مستنجداً لأبي المعالي همة / تغدو المعالي وهي بعض عطائها
لما مدحت علاه أيقنت العدى / أن الزمان أجار من عدوائها
وأغر سعدي الأواصر أبلج / يلقى سقيمات المنى بشفائها
شتان ما بين الرجال وبينه / إن قست فضل غنائه بغنائها
وردوا ثماداً للمكارم شابها / كدر وفاز بغمرها وصفائها
نذرت مصافحة الغمام أناملي / فوفت غمائم كفه بوفائها
لو سمته نيل الكواكب أصبحت / وسماؤها كفاك دون سمائها
وإذا غدت لك شافعاً في حاجة / أغنتك نخوته عن استقضائها
وعقتها منه بأكرم شافع / لا ينتهي منها إلى إنهائها
ما ضيقت حيل الملوك ملمة / إلا وقابل ضيقها برخائها
لما تعين حق خدمته ولم / أنهض بفرض حقوقها وأدائها
ووجدت أنفس ما يليق بمجده / فقراً نفيس الدر من حصبائها
أهديت منها كل بكر حرة / أجرى عليها الرق صدق ولائها
لا تبتغي غير القبول مثوبة / وتعد ذلك من أجل جزائها
سرتم فلم تطب الإقامة بعدكم
سرتم فلم تطب الإقامة بعدكم / لمروع بفراقكم بعد النوى
ولعل قاهرة المعز تضمنا / يوماً كما كنا على عهد الهوى
داويت ما نفع العليل دوائي
داويت ما نفع العليل دوائي / بل زاد سقماً في خلال ضناء
وأيست من برء الطبيب لدائه / فاعتل قلبي للأياس بداء
أملت فيه صحة من سقمه / فحصلت في أملي بعكس رجائي
ورجوت أني قد أكون فداءه / عورضت في أملي فكان فدائي
ووددت لو كنت الدفين بقبره / عوضاً له ويكون في دنائي
حرمت طيب النوم بعد فراقه / عن ناظري فسلا عن الإغفاء
ولقد أبيت وفي فؤادي جمرة / ولهيبها متوقد بجوائي
وذبالة أضحى بقلبي لذعها / زفراته بتنفس الصعداء
من فقد شبل عاجلته منية / ما كان فيها مهلة لبقاء
ما كان أسرع ما أتاه حمامه / ورحيله عني إلى الصحراء
ما عاش إلا سبعة من عمره / ونأى إلى دار البلى لبلاء
ثم امتطى ثبج المنايا طالباً / جدثاً يناط بصخرة صماء
يأوي إلى لحد ووحشة منزل / وجنادل صم وصلد وصفاء
واختار سكناه القرافة ذاهلاً / عن عيشة ليست بداء بقاء
إني على إسماعيل لا أعطى عزى / بل قد عدمت تجلدي وعزائي
وأوحشني لفراقه وبعاده / وأفجعني بمصيبة غبراء
قد كنت أذخره لكل ملمة / وأقيه في البأساء والضراء
فاغتالني فيه الحمام ففوقت / قوس المنايا سهمها بحشائي
تركت فؤادي مثخناً بجراحه / متضرجاً بمدامعي ودمائي
أجري المياه على فؤادي طمعة / في أن يبرد غلتي وظمائي
فتهيج لي نار إذا بردتها / فعجبت من نار تهيج بماء
قلقاً أبيت على فراشي ساهراً / فكأنني ملقى على الرمضاء
متلهفاً أبكي إلى من مر بي / وإذا أرى ولداً يثور بلائي
إني لأعجب من حياتي بعده / وتلذذي عنه بشرب الماء
أو أن أرى مبتسماً متنسماً / من بعد رحلته نسيم هواء
أو أن تغيب همومه عن خاطري / وخياله متمثل بإزائي
لو عاش كان منطقاً وموفقاً / ومنزهاً عن صبوة الأبناء
كانت فراسته تدل عقولنا / أن سوف يخرج أنجب النجباء
لكنه ما كل ما قد رامه / ذو فطنة فيناله بذكاء
والبرق يشهد والرواعد أنها / عنوان كل سحابة وطفاء
والفجر يشهد أن ساطع نوره / أبداً يدل على ضياء ذُكاء
ومضارب السيف المهند لم تزل / تنبيك عن حد له ومضاء
أملت ساعة سعيهم بسريره / أن لا أقيم بزمرة الأحياء
وبقيت مكتئباً أكابد لوعة / في حالة أسوأ من الأسواء
جار الزمان علي في أحكامه / فبليت منه بعيشة غلماء
قد كان قوة ناظري بل خاطري / فبقيت صاحب مقلة عمياء
فالميت ليس له صديق أو أب / صافاه بعد وفاته بوفاء
لا يغررن الحي طول بقائه / فمصيره من بعده لفناء
ويطول مكث المرء ثاو في الثرى / حتى يرى أثراً من الزيزاء
قل للمنية ما شوى
قل للمنية ما شوى / لم يخط سهمك إذ رمى
أفقدتني في ابني الذي / قد كان ذخري للغنى
داويته حتى إذا / لم يبق في الدنيا دوا
ساهرته حتى جفت / أجفانه طيب الكرى
وطبيبه لم يدر ما / يشكوه من ألم الأذى
خابت مداواتي له / بل خاب نذري والرقى
وأيست منه إذ رأت / عيناي نازلة البلا
حار الطبيب وحرت في / ما قد دهاه من الضنى
ما كان أقصر عمره / وبقاءه بين الورى
ما كان إلا سبعة / وثلاثة ثم انقضى
واستل من أترابه / كالنجم من وسط السما
عجل الحمام عليه قب / ل بلوغ أعلا المرتقى
يا علة ما كان أر / دى خطبها لما دهى
ومنية حثت به / نحو المقابر والبلى
وشماتة بي من مصا / بك يا حسين من العدى
بل قد ذخرتك جنة / عند النوازل بالتوى
غدر الزمان بنا وما / أبقى علينا واعتدى
أحسين عندك علم ما / في القلب من ألم الجوى
أعلمت أن مدامعي / منهلة تجري دما
أحسين لو أبصرت ما / قد حل من صرف القضا
لرأيت أمراً هائلاً / ومصيبة لا تفتدى
يا ويلتي لما أتى / بالنعش في وقت الضحى
وأتى الحداة مهرول / ين ليحملوه إلى الثرى
ناديت يا حادي السري / ر عساك تمهل بالسرى
ارحم كئيباً هائماً / ثكلان منهد القوى
قد ذاب لولا نطقه / ما كان مخلوقاً يرى
وارفق بجسم ناحل / منه السقام قد اشتفى
قد كان يأوي في سوي / دا القلب مني والحشا
لو كان حاديه به / بعض الذي بي ما حدا
أو كان يعلم بالذي / في القلب من جمر الغضا
لرثى لما بي من رحمة / من نكبتين على ولا
وارحمتا بل حسرتا / لرزية لا ترتجى
هيهات أرجوها وقد / علقته أشراك الردى
لو كان يفدى شخصه / والموت يرضى بالرشى
لفديت منه قلامة / بسواد عيني إذ أتى
لكنه ما كل ما / يرجو امرئ يعطى الرجا
يا قبر حياك الإل / ة تحية فيها المنى
وسقاك غيث الهاطلا / ت على الزمان من الحيا
أعزز علي أبا شجاع أن أرى
أعزز علي أبا شجاع أن أرى / ذاك الجبين مضرجاً بدمائه
ما قلبته سوى رجال قلبوا / أيديهم من قبل في نعمائه
يا غائباً عنا قد اش
يا غائباً عنا قد اش / تاقت لطلعتك القلوب
إن كنت أصبحت البعي / د فأنت في قلبي قريب
البدر في نصف الشهو / ر وقد تكامل لا يغيب
ومغيب شخصك عن زيا / رة من تحب هو العجيب
أترى يكون لي الخلاص قريب
أترى يكون لي الخلاص قريب / فالموت بعدك يا بني يطيب
عللت فيك الحزن كل تعلة / لم تنفعني شربة وطبيب
ما كنت آلف منزلي إلا به
ما كنت آلف منزلي إلا به / ولقد كرهت الدار بعد مصابه
وكرهت عيشي بعدما فارقته / ورغبت في الترحال نحو جنابه
أنف الإقامة عندنا وصبا إلى / ما يرتجيه من بلوغ ثوابه
ماذا أقل بقاءه ما بيننا / مترحلاً للترب عن أترابه
حار الطبيب بما يداوي داءه / لما غدا والموت أكبر دابه
ما كان في خلدي ولا بتصوري / أن الحمام يحثه بحرابه
قد كنت آمل أن أكون فداءه / أخطأت في أملي وظن حسابه
فارقته والعيش فارق خاطري / وتفكري لم يخل من أسبابه
أتراك إسماعيل تعلم ما الذي / في القلب من لوعاته وعذابه
وظننت أن النوم باشر مقلة / لم تكتحل غمضاً ولا تحظى به
أتبيت إسماعيل ثاو في الثرى / من بعد قلب كنت من حجابه
ورحلت عن صدري وحجري للبلى / رغماً علي وصرت رهن ترابه
ولقد أمنت عليك نائبة الردى / لم أدر حتى صرت في أنيابه
مازال يخدعني عليك وإنما / أرداك مخلبه بطول خلابه
ضر الحوادث ليس يؤمن خطبه / لكنني من بعض من أغرى به
وحسبت خيراً بالزمان وريبه / فغدوت أخسر واثق بحسابه
الموت فرق شملنا وأضامنا / والدهر ساعده على أوصابه
لم تسو فرحة مهجتي بولادة / عادت بموتك ترحة بمنابه
وكذاك ماسويت عمارة منزل / وكماله بفنائه وخرابه
فلأبكين عليه ما لاح الضيا / أو ما اقتضاني القول حسن جوابه
قصدتك من أرض الحطيم قصائد
قصدتك من أرض الحطيم قصائد / حادي سراها سنة وكتاب
إن تسألا عما لقيت فإنني / لا مخفق أملي ولا كذاب
لم أنتجع ثمد النطاف ولم أقف / بمذانب وقفت بها الأرتاب
لكن وردت قراراة الغمر الذي / تغدو عبيداً عنده الأرباب
عثرت به قد الشتاء فلا لعاً / إن لم يقلها رفعة وثواب
حاشاك من هذا الخطاب خطاباً
حاشاك من هذا الخطاب خطاباً / يا خير أملاك الزمان نصاباً
لكن إذا ما أفسدت علماؤكم / معمور معتقدي وصار خرابا
ودعوتمو فكري إلى أقوالكم / من بعد ذاك أطاعكم وأجابا
فاشدد يديك على صفاء محبتي / وامنن علي وسد هذا الباب
تغدو مهابته حجاباً دونه
تغدو مهابته حجاباً دونه / ونداه عنا ليس بالمحجوب
سكنت محبته وهيبة بأسه / منا سوادي ناظر وقلوب
ومحوت عن وجهي مياسم صنعة / ومعيشة كان اسمها يزري بي
وجعلتني في أحدوثة تتلى بها أبداً صحائف / أجرك المكتوب
فليفتخر بالشعر غير إنه / حسب لمثلي ليس بالمحسوب
أصبحت شاكر نعمة لا خدمة / أقضي أداء الفرض بالمندوب
عبد الرحيم قد احتجب
عبد الرحيم قد احتجب / إن الخلاص هو العجب
يا سيداً قامت علاه بذاتها
يا سيداً قامت علاه بذاتها / مستغنياً عن نعتها وصفاتها
إن لم تكن لك في القوافي رغبة / فالطم بها وجه الرجاء وهاتها
فالأم لا تأبى إذا لم يولها / أصهارها خيراً طلاق بناتها
اليوم عاد إلى المحلة روحها
اليوم عاد إلى المحلة روحها / ومزيل علة أهلها ومريحها
واستبشرت بعد العبوس وإنما / ولي الأمور أمينها ونصيحها
عادت إلى الحال القديم فأصبحت / لا يشتكي ألم السقام صحيحها
لاشك إلا أن مدة نحسها / زالت فهبت بالسعادة ريحها
فرحت بسيف الدين فرحة مهجة / وافى إليها بالحياة مسيحها
يا صاح لست من الغرام بصاح
يا صاح لست من الغرام بصاح / مادامت الأرواح في الأشباح
أتلوم بالحدق المراض وطالما / تركت صحاح الناس غير صحاح
روحي الفداء لمن أبيت وشعره / ليلي وضوء جبينه مصباحي
في خده وردي وفي أصداغه / آسي وفي وجناته تفاحي
وبريقه المعسول لا أبريقه / راح المحب ونشوة المرتاح
فوحقّ ما في ثغره من لؤلؤ / رطب ومن مشمولة وأقاح
ووحقّ ما في قده ولحاظه / من ذابل لدن وبيض صفاح
بصعود منزلة وجد صاعد
بصعود منزلة وجد صاعد / ودوام مملكة وعيد خالد
يوم أمد من السماء بطالع / سعد وجد في العلاء مساعد
يوم تعثرت الخواطر هيبة / منه بذيل مدائح ومحامد
عقلت مهابته اللسان وأطلقت / في كل قلب رعدة كالراعد
واعتاقها ضعف في الجنان لعرضها / زيف الكلام على البصير الناقد
يوم حسبت الجو يهمي عبرة / من ذكره بصواعق وجلامد
لكن أمركم المطاع وفضلكم / أذنا عليكم للثناء الوافد
زفت إلى حرم الإمام عقيلة / علقت لها أيادي الثناء الشارد
هي درة لم يرض عالي قدرها / بحراً سوى كنف الإمام العاضد
وقنيصة لولا الخلافة لم تكن / أبداً لتعلق في حبال الصائد
عربية الأنساب لكن لم تقد / نيرانها بالأجرع المتفرد
زارت قصورك بنت قصر لم يزل / رحب الفناء لصادر ولوارد
لا يسند المران في جنباته / إلا بجنب مراتب ومساند
جاءتك من خيس الضراغم لبوة / تحمى بأشبال الهزبر اللابد
ضربت بنو روزيك حول خبائها / سداً أقيم من القنا بقواعد
وحموا جوانب خدرها بخوادر / يتمايدون على الوشيج المائد
يصلون سمرهم بلين معاصم / وقصار بيضهم بطول سواعد
سحبوا على البيداء ذيل سحابة / سوداء ذات بوارق ورواعد
ولرب شهب من ظبي وأسنة / رجموا بها قلب الرجيم المارد
قوم تحن إلى الرقاب سيوفهم / في كل معترك حنين الفاقد
الحاقدون على كرائم مالهم / والناقمون على العدو الحاقد
الرافدون المدح من أفعالهم / ونوالهم بالسؤدد المترافد
العامدون إلى عوائد صفحهم / في النائبات عن المسيء العامد
يهني بني رزيك أن حبالهم / وصلت بخير أواصر زمحامد
سبب يمت إلى البتول وعروة / عقدة بأوثق عروة ومعاقد
أحرزتم الشرف الذي أخباره / في كل ناد غصة للحاسد
وكسوتم الأيام رونق بهجة / خضراء تخلف رغبة للزاهد
الدهر دهركم وأنتم أهله / والكل يضرب في حديد بارد
صاهرتم من لا يزال رواقه ال / محروس قبلة راكع أو ساجد
فزتم بهاد لم تزل تهدى به / أبداً بصيرة حائر أو حائد
فزتم بمن يضحي وسدة بابه / مفتوحة لمقاصد وقصائد
فزتم بمن ضمنت محبتكم له / عز الولي وذل كل معاد
فزتم بأبلج من سلالة حيدر / ورث الإمامة راشداً عن راشد
قوم إذا جحد الفخار فما ترى / في الخافقين لفخرهم من جاحد
تغدو قريش في الإضافة نحوهم / مثل الجداول في الخضم الراكد
عن واحد هو النبي تفرعوا / وكذا الألوف تفرعت عن واحد
لم يبق في رتب الخلافة بعد ذا ال / عقد الكريم زيادة للزئد
عقد تألف بني أشرف خاطب / في هذه الدنيا وأكرم عاقد
عقد تأكد بين كاف كافل / للمسلمين وبين هاد عاضد
عقد غدا صلة لغير قطيعة / لكن كما اتصل الذراع بساعد
عقد إذا استخبرت عنه فإنه / تقريب شمل ليس بالمتباعد
عقد تنزه أن يكون تمامه / بحضور قاض أو شهادة شاهد
عقد أقيم بشارعين تفرعت / بهما أصول قواعد وعقائد
لو كانت القصص الخوالي قبلنا / مما يعود مع الزمان العائد
خلنا شعيباً والكليم تجسدت / فهما حقيقة غائب في شاهد
فاسلم أمير المؤمنين ممتعاً / بالعز في ظل البقاء الخالد
متملياً بدوام كافلك الذي / جبل الزمان على صلاح الفاسد
حان عليك وإن كرمت أبوة / في كل نائبة حنو الوالد
أسماء ملك تحتها لك مقعد
أسماء ملك تحتها لك مقعد / أم دست نسكك فوقه لك مصعد
ورواق مجد أشرقت حجراته / أم صرح عز بالنجوم ممرد
وضياء وجه العاضد بن محمد / في التاج أم نور الهدى يتوقد
القائم المخصوص بالشرف الذي / أبقى على إرثه ومحمد
أبوان أحسنت النيابة عنهما / فيما تقوم به وما تتقلد
عمت رعايتك الرعايا فاستوى / في قسط عدلك مشرك وموحد
وجمعت شمل المسلمين ببيعة / حفظت نظام الدين وهو مبدد
وسمت أمير المؤمنين خلافة / أضحت تحل براحتيك وتعقد
وورثت عن عيسى ابن عمك منصباً / جاءت ليالي المهد وهو ممهد
إنا نراك وما نراك فإنما / أفكارنا للنص فيك تقلد
حسدت جوارحنا عليك عيوننا / إن العيون على جلالك تحسد
نبأ من النبأ العظيم تجسدت / أنواره والنور لا يتجسد
شرف تساوى فيه منكم أشيب / كهل ومقتبل الشبيبة أمرد
وسريرة درج الزمان وحكمها / متنقل ما بينكم متردد
يهني المواسم أن مطلق ذكرها / أضحى يؤرخ باسمكم ويقيد
رجب من الحرم التي حرمتمو / فثلاثة سرد وهذا مفرد
لو كان ذا شخص إذاً لثم الثرى / حمداً لما أولاده جدك أحمد
أثنى على آلاته بمناقب / منها القصائد والقنا المتقصد
لولا العيان وما ترى من فضلكم / كان الكمال حكاية تستبعد
لم أختصر شرح المديح وإنما / نفد الكلام وفضلكم لا ينفد
والحمد أدنى خدمة مفروضة / لأجل من يثنى عليه ويحمد
وبقاؤكم لله أكبر نعمة / إياه فيها نستعين ونعبد