المجموع : 6
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا / وَالشَيبُ مُؤتَنِفَ المَحَلِّ جَديدا
وَتُغَيِّرُ البيضُ الأَوانِسُ بَعدَما / حَمَّلتُهُنَّ مَواثِقاً وَعُهودا
يَرعَينَ عَهدَكَ في الرِضا وَيَصِنَّهُ / فَإِذا غَضِبنَ حَسَبتَهُنَّ حَديدا
يا ذا المَعارِجِ إِن قَضَيتَ فِراقُها / فَاِجعَل يَزيدَ عَلى الفِراقِ جَليدا
عَهدي بِها زَمَنُ الجَميعِ بِرامَةٍ / شَنباءَ طَيِّبَةِ اللِثامِ بَرودا
يُشفي الضَجيعَ مِنَ الصُداعِ نَسيمُها / وَهُنا إِذا لَحَفَ الوِسادَ خُدودا
وَمُدِلَّةٍ عِندَ التَبَذُّلِ يَفتَري / مِنها الوِشاحُ مُخَصَّرا أُملودا
نازَعتُها عَنَمَ الصَبا إِنَّ الصَبا / قَد كانَ مِنّي لِلكَواعِبِ عيدا
يا لِلرِجالِ وَإِنَّما يَشكو الفَتى / مَرَّ الحَوادِثِ أَو يَكونَ جَليدا
بَكَرَت نُوارُ تَجِدُّ باقِيَةَ القِوى / يَومَ الفِراقِ وَتَخلِفُ المَوعودا
قَد كُنتُ أَحسَبُني مُطيقاً صَرمَها / جَلداً فَكَلَّفَني البُعادُ صُعودا
وَرَجَعتُ بَعدَ بُعادَةٍ باعَدتُها / لا آخِذاً نِصفاً وَلا مَحمودا
وَلَرُبَّ أَمرِ هَوى يَكونَ نَدامَةً / وَسَبيلِ مُكرَهَةٍ يَكونَ رَشيدا
وَإِذا الظَلامُ تَعَرَّضَت أَهوالُهُ / وَكَسا العَجاجُ يُلامِقاً وَبُرودا
كَلَّفتُهُ قَلصاً تَرى بِدُفوفِها / ماءَ الهَواجِرِ ذائِباً وَعَقيدا
يَرقُلنَ فيهِ كَأَنَّما أَعناقُها / بيضٌ سُلِبنَ حَمائِلاً وَغُمودا
لا أَتَّقي حَسَكَ الضَغائِنِ بِالرُقى / فِعلَ الذَليلِ وَإِن بَقيتُ وَحيدا
لَكِنَّ أَجرَدَ لِلضَغائِنِ مِثلَها / حينَ تَموتُ وَلِلحُقودِ حُقودا
يا عُقبَ قَد شَذَبَ اللِحاءَ عَنِ العَصا / عَنّي وَكُنتُ مُؤَزَّراً مَحمودا
صِل لي جَناحي وَاِتَّخِذني عِدَّةً / تَرمي بِيَ المُتَعاشِيَ الصِنديدا
يا أُمَّ عَمروٍ أَنجِزي المَوعودا
يا أُمَّ عَمروٍ أَنجِزي المَوعودا / وَاِرعَي بِذاكَ أَمانَةً وَعُهودا
وَلَقَد طَرَقتُ كِلابَ أَهلِكِ بِالضُحى / حَتّى تَرَكنَ عُقورَهُنَّ رُقودا
يَضرِبنَ بِالأَذنابِ مِن فَرَحٍ بِنا / مُتَوَسِّداتٍ أَذرُعاً وَخُدودا
خُوَدٌ يَكونُ بِها القَليلُ يَمَسُّهُ
خُوَدٌ يَكونُ بِها القَليلُ يَمَسُّهُ / مِن طَبعِها عَبَقاً يَطيبُ وَيَكثُرُ
شَكَرَ الكَرامَةَ جِلدُها فَصَفا لَهُ / إِنَّ القَبيحَةَ جِلدُها لا يَشكُرُ
حَمراءُ تامِكَةُ السَنامِ كَأَنَّها
حَمراءُ تامِكَةُ السَنامِ كَأَنَّها / جَمَلٌ بِهَودَجِ أَهلِهِ مَظعونُ
جادَت بِها عِندَ الوَداعِ يَمينُهُ / كِلتا يَدَي عُمرِ الغَداةِ يَمينُ
تَاللَهِ أَعطى مِثلَها في مِثلِهِ / إِلّا كَريمِ الخيمِ أَو مَجنونُ
كَيفَ العَزاءُ وَأَنتِ أَومَقُ مَن مَشى
كَيفَ العَزاءُ وَأَنتِ أَومَقُ مَن مَشى / وَالنَفسُ مولَعَةٌ وَدارُكِ نائِيَه
بِيَدَيكِ قَتلي إِن أَرَدتِ مَنيَّتي / وَشِفاءُ نَفسي إِن أَرَدتِ شِفائِيَه
وَلَقَد عَرَفتُ فَما أَوَيتُ لِمُدنِفٍ / ما النَفسُ عَنكِ وَإِن نَأَيتُ بِسالِيَه
يا أُمَّ عَمرو أَنجِزي المَوعُودا
يا أُمَّ عَمرو أَنجِزي المَوعُودا / وارعَي بِذَاكَ أَمَانَةً وعُهُودا
وَلَقَد طَرَقتُ كِلابَ أهلِكِ بالضُّحَى / حَتَّى تَرَكتُ عَقورهُنَّ رُكُودا
يَضرِبنَ بِالأَذنَابِ مِن فَرَحٍ بِنا / مُتَوَسِّدَاتٍ أَذرُعاً وَخُدُودَا