المجموع : 18
كانت بُلهنيةُ الشبيبةِ سكرةً
كانت بُلهنيةُ الشبيبةِ سكرةً / فصحوتُ واستأنفتُ سيرة مُجملِ
وقعدتُ ارتقبُ الفناءَ كراكبٍ / عرف المحلَّ فبات دون المنزلِ
العلمُ للرجل اللبيب زيادةٌ
العلمُ للرجل اللبيب زيادةٌ / ونقيصةٌ للاحمق الطيَّاش
مثل النهار يزيد أبصار الورى / نوراً ويُعشي أعين الخفَّاشِ
وأرى عيوبَ العالمين ولا أرى
وأرى عيوبَ العالمين ولا أرى / عيباً لنفسي وهو مني اقربُ
كالطرف يستجلي الوجوهُ ووجههُ / منهُ قريبٌ وهو عنهُ مغيَّبُ
قد قلتُ للشيخ الجليلِ
قد قلتُ للشيخ الجليلِ / الاريحيّ ابي المظفَّر
ذكر فلان الدينَ بي / قال المؤَنثُ لا يُذكّر
قالوا فلانٌ قد وزر
قالوا فلانٌ قد وزر / فقلتُ كلاَّ لا وزر
واللهِ لو حُكّمتُ فيهِ / جعلتُهُ يرعى البقر
قال الانام وقد رأواهُ
قال الانام وقد رأواهُ / مع الحداثة قد تصدَّر
من ذا المجاوزُ قدرهُ / قلتُ المقدّم بالمؤَّخر
مذ صار حيدر بَيدَقَ الصَّدرِ
مذ صار حيدر بَيدَقَ الصَّدرِ / ومشيرُهُ في النهي والأَمرِ
والمستناب على نيابتهِ / ايقنتُ أنَّ العجزَ في الصدرِ
بزجاجَتين قطعتُ عمري
بزجاجَتين قطعتُ عمري / وعليها عولتُ دهري
بزجاجة مُلِئت بحبرِ / وزجاجةٍ مُلئت بخمرِ
فبذا أُثبِّت حكمتي / وبذا أُزيل هموم صدري
من كان يُلبسُ كلبهُ
من كان يُلبسُ كلبهُ / وشياً ويقنع لي بجلدي
فالكلب مني عندهُ / خيرٌ وخيرٌ منه عندي
يا بانياً دار العُلى ملَّيتها
يا بانياً دار العُلى ملَّيتها / لتزيدها شرفاً على كيوانِ
علمت بأَنك أنَّما شيَّدتها / للمجد والافضالِ والاحسانِ
فقفت عوائدك الكرامَ وسابقت / تستقبل الاضيافَ بالنيرانِ
تعس القياسُ فللغرام قضيَّةٌ
تعس القياسُ فللغرام قضيَّةٌ / ليست على نهج الحجا تنقادُ
منها بقاء الشوق وهو بعُرفنا / عَرَضٌ وتفنى دونهُ الاجسادُ
يا من لبستُ عليهِ اثواب الضنا
يا من لبستُ عليهِ اثواب الضنا / صُفراً مشهَّرةً بحُمر الأدمعِ
أدرك بقيَّة مهجةٍ لو لم تَذُب / شوقاً اليك نفيتها عن اضلعي
عَلق الفؤَاد على خلوّ حبّهم
عَلق الفؤَاد على خلوّ حبّهم / عَلَقَ الذبالة في حشا المصباحِ
لا يستطاعُ الدهرَ فرقةُ بينهم / الاَّ لحين تفرُّق الاشباحِ
ما نشرُ انفاس الرياض مريضةً
ما نشرُ انفاس الرياض مريضةً / عوَّادُها طلّ الندى وقطارُ
كفلت بثروتها مؤبدة بها / وكفى صداها جدولٌ مدرارُ
بكت السماء فاضحكتها مثل ما / ابكى فتضحك بي الغداة نُوارُ
واذا تُعارضها ذكاءُ تشعشعت / فتمازج النوَّارُ والنوَّارُ
مشت الصبا بفروعها مختالةً / فمشى المشوق وغيرهُ استعبارُ
واذا تغنّى الطيرُ في ارجائها / ابدى بلابل صدرهِ التذكارُ
يوماً باطيب من جوارك شاهداً / أو غائباً تدنو بك الاخبارُ
لمَّا تعذّر ان أكونَ ملازماً
لمَّا تعذّر ان أكونَ ملازماً / لجناب مولانا الوزير الصاحبِ
ورغبتُ في ذكرى بحضرة مجدهِ / اذكرتهُ بمحاضرات الراغبِ
كم ذا الوقوف على غرور اماني
كم ذا الوقوف على غرور اماني / أَأخذتَ من دنياك عقد أماني
هل عيشةٌ بعد الرضا مرضيَّةٌ / كلاَّ ولو كانت خلودَ جنانِ
إن السماء بفقدهِ لحزينةٌ / فرياحُها نفسُ الكئيبِ العاني
والغيثُ ادمعها وما برقت بهِ / نار الجوى والرعد للارنان
لو ذاق فقدَك من يلوم على البكا / لزرى على التنسيم والسلوانِ
تبعوك اذ صلَّوا عليك ولم تزل / كالنجم تهديهم بكل مكانِ
لا يبعدنك وما البعيدُ بمن نأى / حياً ولكنَّ البعيدَ الداني
افرشتُ خدّي للضيوف ولم يزل
افرشتُ خدّي للضيوف ولم يزل / خلقي التواضعُ للَّبيب الأكيسِ
فتواضعي اعلى مكاني بينهم / طوراً قصرت أحلُ صدر المجلسِ
أنا في الشعر ضعيفُ الطبع
أنا في الشعر ضعيفُ الطبع / منزورُ البضاعه
ولك الخاطر قد أُوتي / طبعاً وصناعه
ومتى لم تُكفَ شرَّ الجوعِ / لم تُكفَ صداعَه
فعلى اسم الله قدِّم / اخذهُ من بعد ساعه