القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 71
لُذ واِستَجِر بالعترة النجباءِ
لُذ واِستَجِر بالعترة النجباءِ / حتّى تنالَ بهم عظيم رجاءِ
واِقصد زِيارتهم وطُف بقبورهم / لتكونَ في أمنٍ بيوم لقاءِ
بالعسكريّين الإمامين اِعتَصِم / وَاِخصُصهُما بمودّة وولاءِ
قد فاز مَن والاهما بسعادةٍ / وأُصيبَ مَن عاداهما بشقاءِ
آلُ النبيّ همُ الذخيرة في غدٍ / وهُمُ الوسيلة لي وهم شُفَعائي
قرّت نواظرُنا بسامرّا‍ء / لمّا شَهِدنا سيّد العلماءِ
زُرناهُ كي نَحظى برؤيةِ وجههِ / ونسرّ منه بطلعةٍ غرّاءِ
وَنراهُ في دستِ الإمامة جالساً / مُتَجلبِباً من عزّهِ برداءِ
وتحفّهُ أهل العلومِ ونوره / كالبدرِ يُشرق في سما العلياءِ
هُم كالكواكبِ حوله وجبينهُ / يَجلو بمعطلهِ دجى الظلماءِ
هو آيةُ اللّه المعظّم من سَما / شرفاً وفضلاً هامة الجوزاءِ
مولىً له نسبٌ زكي من هاشم / ومفاخر مِن آلهِ النجباءِ
مِن أحمد المختار طه أصله / مُتفرّع من فاطم الزهراءِ
وتراهُ إن حفّت به طلّابها / كالشهب قد حفّت ببدر سماءِ
أعطاه ربُّ العرشِ منه مهابةً / وجلالة في أعين العظماءِ
أضحى زعيم الدين غير مُنازع / وله اليد الطولى على الزعماءِ
فيه الشريعة شيّدَت أحكامَها / ولقد بنى للدين خير بناءِ
آثارُهُ دلّت على أعماله / كالشمس ساطعة لعين الرائي
وبنو العلومِ بلطفه وبمنّهِ / قد أصبَحوا في نعمةٍ ورخاءِ
أهل الحواضرِ يَشكرون جميلهُ / يدعو له كلٌّ بطول بقاءِ
وَأَنا الّذي لا زلت أهتف بالدعا / لمُقلّدي ولمرجعي ورجائي
يا أرض سامرّاء طِبتِ ففاخري / كلّ البقاع برفعةٍ وعلاءِ
إذ أنّ فيك لآل بيت محمّد / أسنى مقام طيّب وثواءِ
فيك أبو الحسن النقيّ وشبله / والمختفي عن أعين الرُقَباءِ
أعني إمام العصر مهديّ الورى / مَن غاب عنّا خيفة الأعداءِ
نَرجو منَ الرحمن قُربَ ظهورهِ / لِيُغيثنا من كربةٍ وبلاءِ
أأبا عليّ والحسين المُجتبى / جمّ الفضائل باليد البيضاءِ
شهم أبو حسن أبوه فيا لهُ / فخراً منَ الآباء للأبناءِ
عِش حاملاً بيدَيك يا اِبن محمّدٍ / للشرعة الغرّاء خير لواءِ
وَسَلِمتَ للدين الحنيف وأهله / يجزيك عنه اللّه خير جزاءِ
يا مرجع الإسلام يا كهفَ الورى / يا مَن له أُهدي جزيل ثنائي
لا زلت في حفظ الإله مؤيّداً / بالنصر مَحفوفاً وبالنعماءِ
خُذها إليك قصيدةً مِن محسن / مقرونة بِمسرّة وهناءِ
حقّاً تُقيم لك البلادُ عزاءها
حقّاً تُقيم لك البلادُ عزاءها / وَعليكَ تُكثِرُ نوحها وبكاءها
فقدتكَ ندباً من ذؤابة هاشم / للناس كنتَ عمادَها ورجاءها
ولأجلك اِكتستِ الحداد تأسّفاً / إذ كنت أنتَ جمالها وبناءها
يا كوكب الفيحاء مَن بِجبينهِ ال / وضّاح زيّن أرضها وسماءها
كانت تُضيءُ به البلاد وطالما / بدراً تهلّل وجهه فأضاءها
كيف المنيّة فاجأَتك وأصبحت / تلك المحاسن في اللحود ثواءها
لو أنّ نفسك تُفتدى كانت لها / كلُّ النفوس أبا الحسين فداءها
يا عين أهل الفخرِ بعدك مجلس ال / أَعيان قد شمِلَ الأسى أعضاءها
هذي العروبة بعد فَقدكَ دَمعُها / يجري دماً فرجت به أحشاءها
تنعي الزعيم وأين مثل زعيمها / مَن كان عنهم كاشفاً ضرّاءها
للّه أنت فكم شَرَعت مناهجاً / للشرعة الغرّا وشدتَ بناءها
وَسَموت مُرتقياً بعزمك ذروة ال / مَجد المؤثّل واطِئاً جَوزاءَها
تنميكَ أكرم أسرةٍ قد أرضَعت / بِالعلم من درّ الهدى أبناءها
هُم معشرٌ نطقَ الكتاب بفضلهم / فسَلِ الكتاب ومنه خُذ أَبناءها
ذي آية التطهير جاءت فيهمُ / تطري عليهم مدحَها وثناءها
هُم آلُ طه الأكرمون ومَن على / أهل العُلا رفَعَ الإله علاءها
هُم صفوةُ الباري وأكرم سادةٍ / فَرَضَ الإله على الأنام وَلاءها
سادَت جميع العالمين بِفَضلها / واللّه دون الناس زاد حباءها
مَن ذا نراهُ بعد والد جعفر / بالعزِّ يرفعُ للفخار لواءها
وَمَنِ الّذي نرجو الورى من بعدهِ / ندباً ويحملُ ناهضاً أعباءها
ذا شبلهُ المحبوب جعفرٌ الّذي / ضَرَبَت عليه المكرُمات خباءها
كفّاه في يوم الندى للمُرتجي / تنهلُّ غيثاً حيث صار رواءها
وله مناقب كالكواكب قد بدَت / لا يَستطيع مُحاسب إحصاءها
ما عوّدت قبضاً ولكنّ الورى / كلٌّ يؤمّل نيلها وعطاءها
يا صاح قُم عزّ المعزّ فتى له / نفسٌ تُلازم عزّها وإباءها
هو ذا سليل محمّد الحبر الّذي / أروى ببحرِ علومه أظماءها
والسادة الأمجاد أسرته لهم / نفسي تُقدِّم ودّها وصفاءها
يا أهل بيت العلمِ يا من فضلهم / بادٍ وطبّق نيلهم أرجاءها
فيكم لنا السلوان بعد فقيدِكُم / فَخُذوا عن الصبرِ الجميلِ عزاءها
يا مَن لهم أنوار قدسٍ أشرقت / لا تَستطيع أولو الشقا إطفاءها
دُمتم مدى الأيّام ذُخراً للورى / وأطال ربّي في الوجود بقاءها
إن تعقد الفيحا لأجلك مأتماً / فالطفُّ قد نَصَبت عليك عزاءها
هذا أبو بدريّ أصبح قائماً / يُبدي التأسّف صبحها ومساءها
فَقَد الأب البرّ الحنون بفقدهِ / مثل البنين بِفَقدها أبناءها
هو سادن العبّاس شبل المُرتضى / مَن لم يزل يَسقي العطاشى ماءها
ندب له ثوبُ الرياسة لائق / عنهُ فسَل زُعَماءها رؤساءها
هُم بضعةُ الندب الحسين ومَن زَكى
هُم بضعةُ الندب الحسين ومَن زَكى / أصلاً وآباء همُ النُجباءُ
الحجّة العظمى ومن بيمينهِ / أضحت تُدار الشرعة الغرّاءُ
نَسَجَت له كفّ الإمامة مِئزراً / وَعليه مِن بحر العلوم رداءِ
يا أيّها المولى إليك قصيدتي / زُفّت ومنكَ لها القبول رجاءُ
قُل للغنيّ المستعزّ بمالهِ
قُل للغنيّ المستعزّ بمالهِ / هلّا عطفتَ على ذوي الضرّاءِ
تَختالُ فيها ما تشاء تبختراً / مهلاً لقد أسرفت في الخيلاءِ
اُنصر أخاك فإن فعلتَ كفَيتهُ / ما ناله من محنةٍ وشقاءِ
وإذا مَدَدت يداً إليه منعتهُ / ذلَّ السُؤال ومنّة البخلاءِ
فَمِن القساوةِ أن تكونَ مُنعّماً / وَتعيشَ في صفوٍ من النعماءِ
والبائس المسكين يبقى مُتعباً / وَيكون رهن مصائبٍ وبلاءِ
وتظلّ ترفلُ في الحرير أمامه / تبدو بأنواعٍ من الأزياءِ
تُكسى بألبسة غلَت أثمانُها / في حين قد أمسى بغير كساءِ
أتضنّ بالدنيا رقى إسعافه / وتصدّ عنه بغلظة وجفاءِ
وأراك تحرمُ من أتاك معيّداً / وتجودُ بالآلاف في الفحشاءِ
أذَوي اليسار وما اليسار بنافعٍ / لمعاشرٍ قد أوذنوا بفناءِ
والمال مهما زادَ ليس بمثمرٍ / إن لَم يكن أهلوه أهل سخاءِ
إن كانَتِ الفقراء لا تجزيكمُ / فَلَكم منَ الباري كثير جزاءِ
واسيتمُ الفقراء عن بأسائهم / فاللّه يَجزيكم عن الفقراءِ
بِجوارِ موسى والجوا
بِجوارِ موسى والجوا / د أَمِنتُ مِن كلّ الخطوبِ
بِهما نَجاتي في المعادِ / وفيهما تُمحى ذنوبي
لعليّ المَولى الجوا / د اِبنِ الرضا النائي الغريبِ
يا مَن إلى المجدِ المؤثّل يُنسب
يا مَن إلى المجدِ المؤثّل يُنسب / وإلى الفضائلِ والمناقب ينسبُ
الطفُّ فيك تباشَرت ورِحابها / أضحَت بمقدمك الكريم ترحّبُ
وَعلى صنيعك علّقت آمالها / وَإلى مساعيك الجليلة ترغبُ
بلد الحسين يروم منك تقدّماً / إذ إنّك الشهم الهمام الطيّبُ
مِن أُسرة نَشروا العلوم وفضلُهم / كالشمس مشرقة فليست تحجبُ
عِش يا رَعاك اللّه دُمت مؤيّداً / وبقيتَ ما في الأفق أشرق كوكبُ
رجّ الغرامُ جوانحي رج
رجّ الغرامُ جوانحي رج / وبِسيفه للقلبِ قد شَج
أخطيب أرض الرافدين / ومَن له الإرشادُ مَنهَج
والواعظ الفذّ الّذي / مِن بيت فضلٍ قد تخرّج
يَهدي الأنام بمقولٍ / كالسيفِ فيه الخصمُ يُفلَج
هو في الخَطابةِ أوحد / ولهُ جوادُ السبق يُسرَج
يا أيّها الأستاذُ يا / مَن فضلهُ كالصبحِ أبلَج
لا تلح شيخاً فاضلاً / عند الضرورةِ إن تزوّج
يأبى يحوّل رحله / حيناً إذا ما الأمر أحوج
يخشى عواقب أمرِه / مِن أن يضيق عليه مخرَج
ما اِختار إلّا غادة / منها عبير المسكِ يأرج
قد ضاعَ نشرُ عبيرها / مُذ جسمها فيه تضرّج
إن قيلَ شمسٌ قلتُ لا / هي في السنا أسنى وأبهَج
ما في العروبةِ مثلها / في الحُسنِ مِن أوسٍ وخزرَج
وبِها لقَد تمّ الهنا / وَبنورها الغمّاء تُفرَج
دارت لتسقي صبّها / نَهلاً منَ الماء المُثلّج
وتبلّ حرّ غليله / مِن ثغرها الشنب المفلّج
وافَت عليها بُردة / حُليت بلونٍ من بنفسج
برد المحاسِنِ والبهاء / لها بأيدي الحورِ يُنسَج
قَسَماً بمَن بالبيت طاف / ومَن سعى فيه ومَن حَج
لا شيءَ أحلى غير شرب / سلافةٍ ورضابِ أدعَج
وعِناقُ غانية لها / ردفٌ فحين تقوم يرتَج
وكأنّما الخصر الرقيق / يسيرُ وهو يقلُّ هودَج
تَخِذت فؤادي ملعباً / فكأنّما هو لوح شطرنج
القلبُ عنها ما سلا / أبداً ولا لوصالها مَج
حَكَمَت بأرباب الهوى / وَاِقتادَتِ البطلَ المدجّج
فأنا الأسيرُ بحبّ ذي / تيه ومحبوب تَغنّج
ألحاظهُ فَتَكت بأح / حشائي وفيها سهمه زَج
أهدابهُ ترمي النبال / كأنّما هيَ ريش دعلج
بالحكمِ جار على المُحب / وبالجفا والهجر قد لَج
وجنى على عشّاقهِ / وعليهم كَم سدّ مِن فَج
إن راج سوق جمالهِ / فأنا له في الحبِّ أروَج
عُذراً لمولانا الخطيب / به الثنا والمدح يُمزَج
شكراً جزيلاً وافراً / فيه لسان الصدق يلهَج
خُذها إليك خريدةً / فيها بريد الشوق أدبَج
الحبّ نحوَك زفّها / ولها خطيب الطفّ أنتَج
يا أيّها الشيخ الذي
يا أيّها الشيخ الذي / بعُلى الإمامة قد تَتوّج
واِبن المعدّل بالشري / عة كلّما منها قدِ اِعوَج
يهنيك عرشك في الّتي / منها مُحيّاها تبلّج
رِفقاً بمَن يخشى علي / هِ منَ الكتيّب إذا تَرَجرج
حيّ المغذَّ إلى الصلاح
حيّ المغذَّ إلى الصلاح / ذا المجد والشرف الصراحِ
بطل الشهامة والإبا / ربّ المروءة والسماحِ
مَن لا يزالُ بجهدهِ / يدعو الشعوب إلى الصلاحِ
يلقى الخُطوبَ وعزمُه / أمضى من البيض الصفاحِ
وتراهُ كالليثِ الهزب / رِ إذا سَطا نوم الكفاحِ
يرعى البلاد بجدّهِ / فيُعيدها نحو الصلاحِ
للعربِ يطلبُ وحدة / لتفوزَ فيها بالنجاحِ
فَبِلاد مصر قابَلت / ما جاء فيه باِرتياحِ
وإليه ضمّت صوتَها / فصَغت إلى خيرِ اِقتراحِ
يَسعى الفخارُ لقومهِ / والعزّ مِن كلّ النواحي
موسى بن جعفر والجوا
موسى بن جعفر والجوا / دِ الطيّب الزاكي الجدودِ
باب الحوائجِ والتُقى / ومَن هُما سرّ الوُجودِ
هذا ملاذُ الحائفي / ن وبحر معروفٍ وجودِ
وحِمىً لكلّ اللائذي / ن وذاك مأوى للوفودِ
مَلَكا الوجودَ فطوّقا / بالجودِ عاطل كلّ جيدِ
لهفي على باب الحوا / ئجِ ماتَ في سِجنِ الرشيدِ
بالسمّ يَقضي نحبهُ / تفديه نفسي مِن شَهيدِ
قد ماتَ وهوَ مغلّل / رهن السلاسل والقيودِ
لم يُحضِروه أهله / ما من قريبٍ أو بعيدِ
فَرداً يعالجُ نفسه / ويئنّ من ألمِ الحديدِ
حتّى قَضى فرداً وحي / داً أفتديهِ من وحيدِ
يا عين لاِبن المُصطفى / بالدمعِ والزفَرات جودي
أضحى وحمّالون تَح / مل نَعشهُ بيدَ العبيدِ
وعليهِ أعلن بالندا / ءِ بأمرِ جبّارِ عنيدِ
هذا إمام الرفض ما / تَ بِحتفهِ في الناس نودي
يوم بهِ موسى قَضى / لعِداهُ أصبح يوم عيدِ
وَضَعوه فوق الجسرِ لَ / كِن ما عليه من برودِ
حتّى سليمان أَتى / وَرآه مِن قصرٍ مشيدِ
قالوا له هذا اِبن عم / مكَ وهو ذو الحَسَبِ التليدِ
فَدعى أَلا اِئتوني بهِ / حتّى يُوارى في الصعيدِ
فهناكَ جهّز نعشهُ / وبكاهُ في أسفٍ شديدِ
هذا سليمانٌ أتى / للنعشِ يسعى في عديدِ
في اللحدِ وارى جسمهُ / ما بعد ذلك من مزيدِ
لكنّ سبطَ محمّد / قد باتَ محزوزَ الوريدِ
والخيلُ تعدو فوقهُ / والرأس سار إلى يزيدِ
وَبناتهُ أسرى حوا / سر لاطماتٍ للخدودِ
تبكي العلومُ أسىً لفقدِ محمّد
تبكي العلومُ أسىً لفقدِ محمّد / مَن كان في أفق العلى كالفرقدِ
وَبَكت له أهل العلوم تأسّفاً / بتفجّع وتزفّز وتوجّدِ
لَهفي على حلفِ الفضائل قد قضى / واِغتاله بصروفهِ الزمنُ الردي
هو فارسيّ فارس في فضلهِ / فالعلمُ ينميهِ لأكرم محتدِ
وأبوه قِدماً كان شيخاً عالماً / وشقيقه ورع حليف المسجدِ
وَرِثَ العلوم فنال فيها رتبةً / وَرقى بها شرفاً لأعلى مسندِ
قد كان فذّاً في العلوم وفاضلاً / بينَ الأفاضل فضله لم يجحدِ
لمّا نعى ناعيه أورَثنا الأسى / وغدا عليه العلم يصفق باليدِ
فيحقّ للطلّاب أن ترثي له / فَلَكم له كانت عليهم من ندِ
فيه أعزّي العلمَ فهو خسارة / كبرى ومثل مصابه لم يشهدِ
وبيوم سابعه أعزّي أهلهُ / مِن كلِّ ذي فضل وشهم أمجدِ
ولروحهِ أُهدي التحيّة والثنا / أرجو له الغفران يوم الموعدِ
بوركتَ مِن قصرٍ مشيد
بوركتَ مِن قصرٍ مشيد / زُرناهُ في يوم سعيدِ
نحنُ الضيوف وداركم / ما زال مأوى للوفودِ
طلق المُحيّا ماجد / أكرِم بهِ بعظيم جودِ
حيّ محمّد الرضا حلف الندى
حيّ محمّد الرضا حلف الندى / مَن شعّ في أفق الهداية فرقدا
وافى الطفوف فَأزهَرَت أكتافه / وتباشَرَت فيه جميع بني الهدى
قد جاءَ والإقبال يصحبهُ وفي / ربعِ العلوم سروره قد جدّدا
أهلاً بهِ مِن قادمٍ وجبينه / كالبدرِ ما بني الأنام توقّدا
فكأنَّ غرّته المنيرة بيننا / شمس وفيها لا يضلّ من اِهتدى
إذ أنّه ينمى لأكرمِ والدٍ / برّ تقيٍّ طاب منه مولدا
العالم العلمُ التقيّ محمّد / مَن ذِكرهُ بين البريّة خلّدا
قد كان عن شرعِ الإلهِ مُجاهداً / وَلدينِ خير المرسلين مُشيّدا
وَعنِ الثغورِ مُدافعاً ومكافحاً / جيشَ الضلال وللحقوقِ مُجدّدا
وَبِسعيهِ علم العراق لَقد علا / وإليهِ فيصل مدّ من كرمٍ يدا
حتّى إلى الغازي اِنتهى العلم الذي / فيه أبوه له الرعاية مَهّدا
إنّي أُهنّي خير شهم فاضل / بأخيه إذ يلقاهُ أصبَح مسعدا
عبد الحسين فإنّه الحبر الّذي / حازَ المكارمَ والعُلى والسُؤددا
أُهدي لأهل العلم خيرَ تحيّةٍ / وإليهمُ أُهدي السلام مجدّدا
تبكي الهدى حزناً لِفقدِ محمّدٍ
تبكي الهدى حزناً لِفقدِ محمّدٍ / مَن كانَ في العلماءِ أكرَم سيّدِ
وَبَكتهُ أرباب العلوم بأدمعٍ / تَجري ولكن مِن حشىً متوقّدِ
وَالشرعة الغرّاء فد فُجِعَت بمن / قد ذبّ عنها باللسان وباليدِ
العالم الحبر الّذي عن علمهِ / تروي العلوم حديث فضل مُسندِ
وَله محيّا زاهر بسما الهدى / كانت به كلُّ البَرايا تهتدي
وَلَكم له إن جنّ ليل حاله / يدعو دعاء الخاشعِ المتعبّدِ
بالنسكِ والتقوى قضى أيّامهُ / وبغيرِ ذكرِ اللّه لم يتزوّدِ
طوبى لِقبرٍ حلّ فيه فإنّه / بجوارِ عبّاس الهمام الأصيدِ
هو شبلُ حيدرة الوصيّ لبابه / أملاكها طرّاً تروح وتغتدي
في جنّة الفردوس مثواهُ غدا / وحظي بنيلِ مرامه والمقصدِ
طوبى له بالبرّ قضّى عمرهُ / إذ للبَرايا كان أكرم مرشدِ
فَلتبكِ إيران وأهلوها فَقد / فَقَدت عِماداً مثله لم يوجدِ
بل كان في زنجانَ بدراً طالعاً / فاِغتالهُ بصروفه الزمنُ الردي
فيحقّ أن تبكي عليه ولتَنُح / شَجواً وتنعاهُ وتصفق باليدِ
عزّي أبا الفضل المهذّب شبله / مَن فيه أهل العلم طرّاً تقتدي
يحكي أباه بعلمهِ وبفضلهِ / وله مقامٌ في العلى لم يجحدِ
وَالمُرتضى من فاق أرباب العلى / هو بالمكارمِ والمهابة مُرتدي
هو ذو المناقب والفضائل والندى / وأخو المكارمِ والعلى والسؤددِ
هو ذا أبو الحسن الفتى الزاكي الّذي / بِسَما المَعالي قد بدا كالفرقدِ
وَالمجد قد ألقى إليه زمامهُ / أكرم بهِ مِن ماجد متفرّدِ
وَلَه علَت فوق الثريّا همّة / إن قال للعلياء قومي واِقعدي
أمحمّد الحسن الذي بفخارهِ / فاق الأنام بمسمعٍ وبمشهدِ
لا زلت يا حلفَ المكارم والندى / بحِمى الإله بظلّ عيش أرغدِ
للروحِ والريحانِ راح محمّد / بجوارِ خير الرسل طه أحمدِ
أبا جعفر يا اِبن الّذين بحبّهم
أبا جعفر يا اِبن الّذين بحبّهم / تنادي الورى آمالها والمقاصدا
أتيتُكَ أرجو منك تقضي حوائجي / لأنّك ممّن لا يخيّبُ وافدا
بزفافِ إبراهيم قرّت أعينٌ
بزفافِ إبراهيم قرّت أعينٌ / لبني المَكارمِ والعلا والسؤددِ
تمَّ الهَنا لهم وخير مسرّةٍ / لأخِ المفاخرِ والعلاء محمّدِ
عيدٌ يمرّ على مصاب حميد
عيدٌ يمرّ على مصاب حميد / إن جاء عيدٌ فهو ليس بعيدِ
كيف المَسرّةُ والهناء نريدُها / وفَقيدُنا في الناس خير فقيدِ
العيدُ فيه فرحةٌ ومسرّةٌ / ما فيهِ مِن نوحٍ ومن تعديدِ
فأرى بهذا العيدِ صرخة نادبٍ / مشفوعة بنياحة ونشيدِ
ينعى أبا بلقيس أكرم مَن له / شَهِدَ الفخار بفعله المحمودِ
أَسقى له من غاب عن أوطانهِ / وَغَدا رهينَ مقابر ولحودِ
تبّت يدُ الجاني عليه وإثمه / قد ألبس العليا ملابس سودِ
فَجَعَ المفاخرَ والمكارم والندا / وَنعى له في المجدِ أطيب عودِ
آباؤهُ عُرِفوا بحُسنِ فعالهم / مِن سيّد سامي الذرى ومسودِ
ينمى إلى الصيدِ الأكارمِ من بني / كمّونة وضراغم وأسودِ
وأبوهُ معروفٌ بسيرتهِ الّتي / جاءَته مِن غرّ كرام صيدِ
أعني محمّد العليّ زعيمنا / سادَ الأنام علاً برأي سديدِ
نَرجو منَ اللّه العظيم بقاءه / بالعزّ والتوفيق والتأييدِ
قومٌ بنَوا للمجد صرحاً شامخاً / وَلَكم لهم في المجد من تشييدِ
إن يفجع العلياء باِبن زعيمها / فلهُ بذكرِ اللّه يوم وعيدِ
بِحِمى الحُسين السبط سبط المصطفى / نَم يا حميد وفُز بعيش رغيدِ
ما للحمامِ نَبَت بها الأوكارُ
ما للحمامِ نَبَت بها الأوكارُ / أفَشَاقها الإنجادُ والإغوارُ
هَدَلت على هيفِ الغصون بِلَحنها / أم هاجَها من راقد تِذكارُ
تَبكي بلحنٍ مُطربٍ من غير ما / دمعٍ وأبكي والدموع غزارُ
هيهات ما بنت الأراك ونوحها / مثلي إذا ما جنّت الأشجارُ
أنّى تماثِلُني شجىً وصبابة / وَتَخالَفت ما بيننا الأطوارُ
وَلَقد نَأى عنّي الخليط وفي الحشى / جَذَوات وجدٍ دونهنّ النارُ
لم أَنسَ إذ سمع الزمانُ بوصلهم / وَحَلا لي الإيراد والإصدارُ
بانوا وبانَ الصبر يوم رَحيلهم / وَيسيرُ منّي القلب أنّى ساروا
نَزَلوا بوادي المنحنى من أضلُعي / وَغَدَت سُويداء الفؤاد الدارُ
وَبِهم لَقَد غدرَ الزمان بفعلهِ / وَكذاك يفعلُ دهرُنا الغدّارُ
الغدرُ شيمته كما في مسلم / غَدروا به وعليه بَغياً داروا
وافاهمُ بنيابة اِبن نبيّهم / فغدا لَهم بقدومهِ اِستهتارُ
كثُرَ اِختلافهم إليه وبايعوا / طَوعاً فلا كره ولا إجبارُ
وبيومهم نكتوا ولم ير مَن له / يهدي الطريق وما له أنصارُ
فَدعوه أن يُعطي القياد مذلّة / وَمحال وهو الضيغم الكرّارُ
لم أنس إذ حاطت بهِ أعداؤه / وهو الهزبرُ الأشوس المِغوارُ
فنَضا عليهم مُرهفاً من عزمهِ / ولهَ رُؤوس الدارعين نثارُ
ظنّوا به يغترّ عنه أمانهم / والكلّ منهم خائنٌ غدّارُ
وتقمّصوا بالزورِ عند ضلالهم / بِثياب خزيٍ حشوهنّ العارُ
سدّت بكثرتها الثغور وأقبلت / وَلها يقادُ العسكر الجرّارُ
حتّى إذا دَنتِ المنيّة والقضا / تجري له في مسلم الأقدارُ
أردَوه بالبيضِ البواتر فوقها الس / سمر الشواجر فوقها الأحجارُ
وهَوى على شفَتيهِ سيفُ شقيّهم / وَمنَ الظما بحَشاه شبّ أوارُ
أخَذوا مهنّده وشدّ كتافه / كَيلا يفوتَ لثائريهم ثارُ
دَخلوا على اِبن سمية فيهِ وقد / غصّت بقصر أخي الشقا الكفّارُ
فأبى إباه بأن يسلّم صاغراً / ذُلّا وأنّى يعتريه صغارُ
وأبوه والشرف الأصيل عقيلها / والعمّ منه حيدر الكرّارُ
لكنّهم صعدوا الطمار عداوةً / فيهِ وسلّ الصارم البتّارُ
قَتلوه ثمّ رَموه مِن فوق البنا / فَهوى وكاد له السما تنهارُ
وَأمضّ من هذا بأن وَضَعوا به / حَبلاً وفي الأسواق فيه يدارُ
وَبِرأسهِ مِن فوق عاليه القنا / فيه يطاف البيد والأمصارُ
يا راكِباً كوماء تطوي بيدها / فالبرقُ فيها في الوخيد يعارُ
عرّج على بطحاء أعلى مكّة / وليغدُ منك الحزن وهو شعارُ
وَإلى الحسين السبط عرّج قائلاً / هذا اِبن عمّك وزّعته شفارُ
أَحُسين لو ترعى بعينك مسلماً / في السوقِ يسحب حوله النظّارُ
والرأس منه على القناة مشهّر / قَسراً وفي البلدان فيه يُدارُ
وَإلى يزيد قد سروا في رأسهِ / وَالشامِتونَ علاهمُ اِستبشارُ
يوم الغديرِ بهِ الوصيّ يزارُ
يوم الغديرِ بهِ الوصيّ يزارُ / وإليهِ شوقاً تقصد الزوّارُ
يَتقرّبون إِلى الإِله بحبّهِ / لتحطّ فيه عنهم الأوزارُ
يوم الغديرِ وأيّ يوم إنّه / عيدٌ وفيه لنا به اِستبشارُ
يوم به نصب الوصيّ على الورى / علماً ومنه تسطعُ الأنوارُ
بَزَغَت لنا أنوار جعفر
بَزَغَت لنا أنوار جعفر / فَبَدَت ومنها الربع أزهر
أهلاً بهِ من قادمٍ / للحزمِ والإقدام مُظهِر
ندبٌ سَما لسما العلا / وبهِ بنو العلياء تفخَر
شهمٌ تردّى بالمكا / رمِ والمعالي قد تأزّر
لمنصّة الحكمِ اِرتقى / وَبِها أميراً قد تأمّر
فهوَ الإداريّ الذي / لأُلي الإدارة صار مَفخَر
وهو الهمامُ الشهم تل / قاه لصنعِ الخيرِ مَصدَر
مُتصرّف أعماله ال / حسنى مَدى الأيّام نَشكُر
وله فضائل جمّة / بينَ البريّة ليس تُنكَر
هو ذو نجار طيّب / مِن عنصرٍ زاكٍ مُطهّر
مِن أسرةٍ عن فضلهم / ربّ السما في الذكر أخبَر
دونَ البريّة خصّهم / واِختارهم من عالمِ الذرّ
مِن هاشمٍ أعراقه / طَهُرت ومِن طه وحيدَر
مِن أمّة عربيّة / مَلَكت حِمى كِسرى وقَيصَر
وَتحكّمت في الشرقِ حت / تى الغرب في سُلطانِها قَر
فالعربُ أسيادُ الورى / وهمُ بنيلِ العزِّ أجدَر
أكرِم بقادِمنا الّذي / لِقلوب أهل الفضل قد سَر
فيهِ الطفوفُ تباشَرت / وبِها شذاه فاح عنبَر
وَعلى لِساني ذكرهُ / كالمسكِ طيباً إن تكرّر
في ظلّ مَوطننا الأبي / ي لهُ لواء النصر يُنشَر
عِش سالماً طولَ الزما / نِ مؤيّداً أبداً مُظفّر
مَلَأ القلوبَ مَسرّةً / مُذ فيه سلك البرق بشّر
فيه الإدارة صدّرت / وَلها مليكُ العربِ صدّر
ثقة بِجعفر ذي المَعا / لي إذ هو الرجل المُقدَّر
ذي حفلةٌ ميمونةٌ / فيها لأهلِ الفضل محضَر
هُم زينة النادي وهُم / شهبٌ بأفقِ المجد تُزهِر
جاءَت تُرحّ‍ب بالهما / مِ سليل بيت المجدِ جَعفَر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025