القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 125
وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ
وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ / فَكَلامُهُ بِالوَحيِ وَالإيماءِ
لَمّا نَظَرتُ إِلى الكَرى في عَينِهِ / قَد عَقَّدَ الجَفنَينِ بِالإِغفاءِ
حَرَّكتُهُ بِيَدي وَقُلتُ لَهُ اِنتَبِه / يا سَيِّدَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ
حَتّى أُزيحَ الهَمَّ عَنكَ بِشُربَةٍ / تَسمو بِصاحِبِها إِلى العَلياءِ
فَأَجابَني وَالسُكرُ يَخفِضُ صَوتَهُ / وَالصُبحُ يَدفَعُ في قَفا الظُلَماءِ
إِنّي لَأَفهَمُ ما تَقولُ وَإِنَّما / رَدَّ التَعافي سَورَةُ الصَهباءِ
اِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
اِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ / فَإِذا رَأَيتَ خُضوعَها لِلماءِ
فَاِحبِس يَدَيكَ عَنِ الَّتي بَقِيَت بِها / نَفسٌ تُشاكِلُ أَنفُسَ الأَحياءِ
صَفراءُ تَسلُبُكَ الهُمومَ إِذا بَدَت / وَتُعيرُ قَلبَكَ حُلَّةَ السَرّاءِ
كَتَبَ المِزاجُ عَلى مُقَدَّمِ تاجِها / سَطرَينِ مِثلَ كِتابَةِ العُسَراءِ
نَمَّت عَلى نُدَمائِها بِنَسيمِها / وَضِيائِها في اللَيلَةِ الظَلماءِ
قَد قُلتُ حينَ تَشَوَّفَت في كَأسِها / وَتَضايَقَت كَتَضايُقِ العَذراءِ
لا بُدَّ مِن عَضِّ المَراشِفِ فَاِسكُني / وَتَشَبُّكِ الأَحشاءِ بِالرَحشاءِ
وَمُهَفهَفٍ نَبَّهتُهُ لَمّا هَدا / وَتَغَلَّقَت عَيناهُ بِالإِغفاءِ
وَشَكا إِلَيَّ لِسانُهُ مِن سُكرِهِ / بِتَلَجلُجٍ كَتَلَجلُجِ الفَأفاءِ
فَعَفَوتُ عَنهُ وَفي الفُؤادِ مِنَ الهَوى / كَتَلَهُّبِ النيرانِ في الحُلَفاءِ
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ / وَاِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
فَإِذا رَأَيتَ خُضوعَها لِمِزاجِها / فَمُرَن يَدَيكَ بِعِفَّةٍ وَحَياءِ
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكَ لِذِكرِها / جَلَّت عَنِ التَصريحِ بِالأَسماءِ
شَمطاءُ تَذكُرُ آدَماً مَع شيثِهِ / وَتُخَبِّرُ الأَخبارَ عَن حَوّاءِ
صاغَ المِزاجُ لَها مِثالَ زَبَرجَدٍ / مُتَأَلِّقٍ بِبَدائِعِ الأَضواءِ
فَالخَمرُ فينا كَالبِجادي حُمرَةً / وَالكَأسُ مِن ياقوتَةٍ بَيضاءِ
وَالكوبُ يَضحَكُ كَالغَزالِ مُسَبِّحاً / عِندَ الرُكوعِ بِلَثغَةِ الفَأفاءِ
وَكَأَنَّ أَقداحَ الزُجاجِ إِذا جَرَت / وَسطَ الظَلامِ كَواكِبُ الجَوزاءِ
يَسعى بِها مَن وُلدِ يافِثِ أَحوَرٌ / كَقَضيبِ بانٍ فَوقَ دِعصِ نَقاءِ
وَفَتىً كَأَطوَعِ مَن رَأَيتَ إِذا اِنتَشى / غَنّى بِحُسنِ لَباقَةٍ وَحَياءِ
عَلِقَ الهَوى بِحَبائِلِ الشَعتاءِ / وَالمَوتُ بَعضُ حَبائِلِ الأَهواءِ
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى / وَصِفاتِ ما أَلقى مِنَ البَلوى
جَوَّلتُ آفاقَ الكَلامِ فَما / أَبصَرتُني قَصَّرتُ عَن مَعنى
وَأَعُدُّ ما لا أَشتَكي غَبَناً / فَأَعودُ فيهِ مَرَّةً أُخرى
فَلَوَ أَنَّ ما أَشكو إِلى بَشَرٍ / لَأَراحَني مِن ذِلَّةِ الشَكوى
لَكِنَّما أَشكو إِلى حَجَرٍ / تَنبو المَعاوِلُ عَنهُ أَو أَقسى
ظَبيٌ بِمَبكاهُ وَمَضحَكِهِ / فينا تُنيرُ وَتُظلِمُ الدُنيا
عَيني أَلومُكِ لا أَلو
عَيني أَلومُكِ لا أَلو / مُ القَلبَ لا ذَنبٌ لِقَلبي
أَنتِ الَّتي قَد سِمتِهِ / بِبَلِيَّةٍ وَضناً وَكَربِ
وَسَقَيتِهِ مِن دَمعِكِ ال / سَفّاكِ سَكباً بَعدَ سَكبِ
فَنَما الهَوى فيهِ وَشَبَّ / وَصارَ مَألِفَ كُلِّ حِبِّ
وَيلي عَلى الريمِ الغَري / رِ الشادِنِ الأَحوى الأَقَبِّ
تَترى لَدَيَّ ذُنوبُهُ / وَيَجِلُّ في عَينَيهِ ذَنبي
إِن زارَ رَحَّبنا وَإِن / زُرناهُ لَم نَحلُل بِرَحبِ
وَإِذا كَتَبتُ إِلَيهِ أَش / كو لَم يَجُد بِجَوابِ كُتبي
يا كاتِباً كَتَبَ الغَداةَ يَسُبُّني
يا كاتِباً كَتَبَ الغَداةَ يَسُبُّني / مَن ذا يُطيقُ بَراعَةَ الكُتّابِ
لَم يَرضَ بِالإِعجامِ حينَ كَتَبتُهُ / حَتّى شَكَلتُ عَلَيهِ بِالإِعرابِ
أَخَشيتَ سوءَ الفَهمِ حينَ فَعَلتَ ذا / أَم لَم تَثِق بِيَ في قِراةِ كِتابي
لَو كُنتَ قَطَّعتَ الحُروفَ فَهِمتَها / مِن غَيرِ وَصلِكَهُنَّ بِالأَسبابِ
فَأَرَدتَ إِفهامي فَقَد أَفهَمتَني / وَصَدَقتَ فيما قُلتَ غَيرَ مُحابي
مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ / لا شَيئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ
مِن حُبِّ شاطِرَةٍ رَمَت غَرَضاً / قَلبي فَمَن ذا قالَ لَم تُصِبِ
البَدرُ أَشبَهُ ما رَأَيتِ بِها / حينَ اِستَوى وَبَدا مِنَ الحُجُبِ
وَاِبنُ الرَشا لَم يُخطِها شَبَهاً / بِالجيدِ وَالعَينَينِ وَاللَبَبِ
وَإِذا تَسَربَلَ غَيرَها اِشتَمَلَت / وَردَ الحَواشي مُسبَلَ الذَنَبِ
فَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً هَتَفَت / نَفسُ النَصيحِ بِهِ فَلَم يُجِبِ
وِدٌّ لِعُصبَةِ ريبَةٍ مُجُنٍ / أَعدى لِمَن عادَوا مِنَ الجَرَبِ
شُنعُ الأَسامي مُسبِلي أُزُرٍ / حُمرٍ تَمَسُّ الأَرضَ بِالهُدُبِ
مُتَعَطِّفينَ عَلى خَناجِرِهِم / سُلُبٍ لِشُربِهِم مِنَ القِرَبِ
وَإِذا هُمُ لِحَديثِهِم جَلَسوا / عَطَفوا أَكُفَّهُمُ عَلى الرُكَبِ
وَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً غَزِلٌ / بادي الدَماثَةِ كامِلُ الأَدَبِ
صَبٌّ إِلى حَوراءَ يَمنَعُهُ / مِنها الحَيا وَصِيانَةُ الحَسَبِ
فَكِلاهُما صَبٌّ بِصاحِبِهِ / لَو يَستَطيعُ لَطارَ مِن طَرَبِ
فَتَواعَدا يَوماً وَشَأنُهُما / أَلّا يَشوبا الوَعدَ بِالكَذِبِ
فَغَدَت كَواسِطَةِ الرِياضِ إِلى / مَوعودَةٍ تَمشي عَلى رُقُبِ
وَغَدا مُطَرَّقَةً أَنامِلُهُ / حُلوَ الشَمائِلِ فاخِرَ السُلُبِ
مَن لَم يُصَب في الناسِ يَومَئِذٍ / مِن ريحِهِ إِذ مَرَّ لَم يَطِبِ
لا بَل لَها خُلُقٌ مُنِيتُ بِهِ / وَمَلاحَةٌ عَجَبٌ مِنَ العَجَبِ
فَالمُستَعانُ اللَهُ في طَلَبي / مَن لَستُ أُدرِكُهُ عَنِ الطَلَبِ
ما لامَني الإِنسانُ أَعشَقُهُ / حَتّى يُعَيِّرَهُ المُعَيِّرُ بي
تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً
تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً / وَإِذا سِواهُ يَرومُها تَتَعَصَّبُ
أَعطَيتَ أَثمانَ المَحامِدِ أَهلَها / وَكَسِبتَ صُفوَتَها وَنِعمَ المَكسَبُ
إِنَّ الإِمامَ إِذا اِجتَباكَ بِسِرِّهِ / لَمُسَدَّدٌ فيما أَتى وَمُصَوَّبُ
لَم يَبلُ مِثلَكَ عِفَّةً فيما بَلا / وَحُزامَةً في كُلِّ أَمرٍ يَحزِبُ
وَخَلَطتَ خَوفَكَ لِلإِلَهِ بِخَوفِهِ / فَعَلِمتَ ما تَأتي وَما تَتَجَنَّبُ
أَبلِغ هُديتَ إِلى الإِمامِ رِسالَةً / عَنّي بِأَنّي بَعدَها أَستَعتِبُ
وَشَهادَتي أَنّي حَليفُ عِبادَةٍ / فَاِبلوا عَلى الأَيّامِ ذاكَ وَجَرِّبوا
خُبزُ الخَصيبِ مُعَلَّقٌ بِالكَوكَبِ
خُبزُ الخَصيبِ مُعَلَّقٌ بِالكَوكَبِ / يُحمى بِكُلِّ مُثَقَّفٍ وَمُشَطَّبِ
جَعَلَ الطَعامَ عَلى السِغابِ مُحَرَّماً / قوتاً وَحَلَّلَهُ لِمَن لَم يَسغَبِ
فَإِذا هُمُ رَأوا الرَغيفَ تَطَرَّبوا / طَرَبَ الصِيامِ إِلى أَذانِ المَغرِبِ
نَفَسُ الخَصيبِ جَميعُهُ كِذبُ
نَفَسُ الخَصيبِ جَميعُهُ كِذبُ / وَحَديثُهُ لِجَليسِهِ كَربُ
تَبكي الثِيابُ عَلَيهِ مُعوِلَةً / أَن قَد يَجُرَّ ذُيولَها كَلبُ
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه / جَزَعاً لِمَصرَعِ والِبَه
قامَت بِمَوتِ أَبي أُسا / مَةَ في الزُقاقِ النادِبَه
قامَت تَبُثُّ مِنَ المَكا / رِمِ غَيرَ قيلِ الكاذِبَه
فُجِعَت بَنو أَسَدٍ بِهِ / وَبَنو نِزارٍ قاطِبَه
بِلِسانِها وَزَعيمِها / عِندَ الأُمورِ الحازِبَه
لا تَبعَدَنَّ أَبا أُسا / مَةَ فَالمَنِيَّةُ واجِبَه
كُلُّ اِمرِئٍ تَغتالُهُ / مِنها سِهامٌ صائِبَه
كُتِبَ الفَناءُ عَلى العِبا / دِ فَكُلُّ نَفسٍ ذاهِبَه
كَم مِن أَخٍ لَكَ قَد تَرَك / تَ هُمومَهُ بِكَ ناصِبَه
قَد كانَ يَعظُمُ قَبلَ مَو / تِكَ أَن تَنوبَ النائِبَه
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ / عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
تَغدو عَلى قَطفِ النُفو / سِ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ / تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
يا نَفسُ توبي قَبلَ أَن / لا تَستَطيعي أَن تَتوبي
وَاِستَغفِري لِذُنوبِكِ ال / رَحمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ
إِنَّ الحَوادِثَ كَالرِيا / حِ عَلَيكِ دائِمَةَ الهُبوبِ
وَالمَوتُ شَرعٌ واحِدٌ / وَالخَلقُ مُختَلِفو الضُروبِ
وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى / مِن خَيرِ مَكسَبَةِ الكَسوبِ
وَلَقَلَّما يَنجو الفَتى / بِتُقاهُ مِن لُطَخِ العُيوبِ
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي / كانَت بِهِ الدُنيا تَحَلَّت
قَلَّت لِفَقدِكَ عَبرَةٌ / أَذرَيتُها قَلَّت وَقَلَّت
لَمّا مَشى في نَعلِ هِم / مَتِهِ إِلى العَلياءِ زَلَّت
فَكَأَنَّهُ نَجمٌ هَوى / قَذَفَت بِهِ دَجنٌ فَوَلَّت
صِرنا أُسىً إِن عُزِّيَت / يَوماً بِنا ثَكلى تَسَلَّت
ذَكَرَ الصَبوحَ بِسُحرَةٍ فَاِرتاحا
ذَكَرَ الصَبوحَ بِسُحرَةٍ فَاِرتاحا / وَأَمَلَّهُ ديكُ الصَباحِ صِياحا
أَوفى عَلى شَعَفِ الجِدارِ بِسُدفَةٍ / غَرِداً يُصَفِّقُ بِالجَناحِ جَناحا
بادِر صَباحَكَ بِالصَبوحِ وَلاتَكُن / كَمُسَوِّفينَ غَدَوا عَلَيكَ شِحاحا
إِنَّ الصَبوحَ جِلاءُ كُلِّ مُخَمِّرٍ / بَدَرَت يَداهُ بُكَأسِهِ الإِصباحا
وَخَدينِ لَذّاتٍ مُعَلَّلِ صاحِبٍ / يَقتاتُ مِنهُ فُكاهَةً وَمُزاحا
نَبَّهتُهُ وَاللَيلُ مُلتَبِسٌ بِهِ / وَأَزَحتُ عَنهُ حُثاثَهُ فَاِنزاحا
قالَ اِبغِني المِصباحَ قُلتُ لَهُ اِتئد / حَسبي وَحَسبُكَ ضَوءُها مِصباحا
فَسَكَبتُ مِنها في الزُجاجَةِ شَربَةً / كانَت لَهُ حَتّى الصَباحِ صَباحا
مِن قَهوَةٍ جاءَتكَ قَبلَ مِزاجِها / عُطُلاً فَأَلبَسَها المِزاجُ وِشاحا
شَكَّ البِزالُ فُؤادَها فَكَأَنَّما / أَهدَت إِلَيكَ بِريحِها تُفّاحا
صَفراءُ تَفتَرِسُ النُفوسَ فَلا تَرى / مِنها بِهِنَّ سِوى السِناتِ جِراحا
عَمِرَت يُكاتِمُكَ الزَمانُ حَديثَها / حَتّى إِذا بَلَغَ السَآمَةَ باحا
فَأَباحَ مِن أَسرارِها مُستَودَعاً / لَولا المِلالَةُ لَم يَكُن لِيُباحا
فَأَتَتكَ في صُوَرٍ تَداخَلَها البِلى / فَأَزالَهُنَّ وَأَثبَتَ الأَرواحا
فَكَأَنَّها وَالكَأسُ ساطِعَةٌ بِها / صُبحٌ تَقارَبَ أَمرُهُ فَاِنصاحا
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا / وَغَدَوتُ لِلَّذاتِ مُطَّرِحا
فَتَزَوَّدا مِنّي مُحادَثَةً / حَذَرَ العَصا لَم يُبقِ لي مَرَحا
إِنَّ الإِمامَ لَهُ عَلَيَّ يَدٌ / فَتَرَقَّبا بِمُسَهَّدٍ صُبُحا
لا تَجمَعا بي شَملَ ذي طَرَبٍ / قَد با كَرَ الإِبريقَ وَالقَدَحا
فَلَئِن وُقِرتُ عَلى مَلامَتِهِ / لَقَدِ اِبتَذَلتُ اللَهوَ ما صَلُحا
وَوَصَلتُ أَسبابي بِمُختَلَقٍ / رَخصِ البَنانِ مُخَضَّبٍ بِلِحا
يُزني العُيونَ بِحُسنِ مُقلَتِهِ / فَيَروحُ مَنكوحاً وَما نَكَحا
يَحثو اللُهى لَكَ مِن مَحاسِنِهِ / فَإِذا سَنَحتَ لِوَصلِهِ بَرَحا
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكُ لَها / باكَرتُها وَالديكُ قَد صَدَحا
صِرفٍ إِذا اِستَنبَطتَ سَورَتَها / أَدَّت إِلى مَعقولِكَ الفَرَحا
وَكَأَنَّ فيها مِن جَنادِبِها / فَرَساً إِذا سَكَّنتَهُ رَمَحا
وَتَنوفَةٍ يَجري السَرابُ بِها / شارَفتَها وَالظِلُّ قَد مَصَحا
بِبُوَيزِلٍ تَزدادُ جُرأَتُهُ / أَضَماً إِذا ما ليتُهُ رَشَحا
وَلَقَد ذُعَرتُ الوَحشَ يَحمِلُني / مُتَقارِبُ التَقريبِ قَد قَرِحا
عَتَدٌ يَطيرُ إِذا هَتَفتَ بِهِ / فَإِذا رَضيتُ بِعَفوِهِ سَبَحا
وَهَبَ الصَريحُ لَهُ سَنابِكَهُ / وَأَعارَهُ التَحجيلَ وَالقَرَحا
يُثنى العَجاجُ عَلى مَفارِقِهِ / بِمُقَعَّبِ لَم يَعدُ أَن وَقُحا
وَلَقَد حَزِنتُ فَلَم أَمُت حَزَناً / وَلَقَد فَرِحتُ فَلَم أَمُت فَرَحا
وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ
وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ / حُلوِ الشَمائِلِ غَيرِ لاحِ
نادَيتُهُ وَاللَيلُ قَد / أَودى بِسُلطانِ الصَباحِ
يا صاحِ أَشكو حُلوَةَ ال / عَينَينِ جائِلَةَ الوِشاحِ
فيها اِفتَضَحتُ وَحُبُّها / في الناسِ يَسعى بِاِفتِضاحي
وَلَها وَلا ذَنبَ لَها / لَحظٌ كَأَطرافِ الرِماحِ
في القَلبِ يَجرَحُ دائِماً / فَالقَلبُ مَجروحُ النَواحي
أَجِنانُ جارِيَةَ المُهَذ / ذَبِ بِالفَضائِلِ وَالسَماحِ
مالي وَلَم أَكُ باذِلاً / وُدّاً وَلا فيكُم سَماحِ
فَبَخِلتِ أَنتِ وَلَيسَ أَه / لُكِ مِن قَبيلِكِ بِالشِحاحِ
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ / وَأَما وَلَثغَةِ رَحمَةَ اِبنِ نَجاحِ
لَولا فُتورٌ في كَلامِكَ يُشتَهى / وَتَرَفُّقي بِكَ بَعدُ وَاِستِملاحي
وَتَكَسُّرٌ في مُقلَتَيكَ هُوَ الَّذي / عَطَفَ الفُؤادَ عَلَيكَ بَعدَ جِماحِ
لَعَلِمتَ أَنَّكَ لا تُمازِحُ شاعِراً / في ساعَةٍ لَيسَت بِحينِ مُزاحِ
يا مادِحَ القَومِ اللِئا
يا مادِحَ القَومِ اللِئا / مِ وَطالِباً رِفدَ الشِحاحِ
أَشغِل قَريضَكَ بِالنَسي / بِ وَبِالفُكاهَةِ وَالمُزاحِ
حَدَثَت وُجوهٌ لَيسَ تَأ / لَمُ غَيرَ أَطرافِ الرِماحِ
وَأَكُفُّ قَومٍ لَيسَ يُن / بِطُ مائَها إِلّا المَساحي
ما شِئتَ مِن مالٍ حِمىً / يَأوي إِلى عِرضٍ مُباحِ
يا واضِعاً بَيضَ القَطا
يا واضِعاً بَيضَ القَطا / تَحتَ الزَمامِجِ لِلفِراخِ
لَو أَيقَنَت ما تَحتَها / لَم تَخلُ مِن نَقرِ السِماخِ
يا غارِساً بِيَمينِهِ / شَجَرَ الحِفاظِ عَلى السِباخِ
فَسَدَ الخَلائِقُ كُلُّهُم / فَاِنظُر لِنَفسِكَ مَن تُؤاخي
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ / وَاِخلَع قِيادَكَ قَد خَلَعتُ قِيادي
لا تَنسَ لي يَومَ العُروبَةِ وَقعَةً / تودي بِصاحِبِها بِغَيرِ فَسادِ
يَوماً شَرِبتُ وَأَنتَ في قُطرَبُلٍّ / خَمراً تَفوقُ إِرادَةَ المُرتادِ
لَمّا وَرَدناها نُلِمُّ بِشَيخِها / عِلجٌ يُحَدِّثُ عَن مَصانِعِ عادِ
قُلنا السَلامُ عَلَيكَ قالَ عَلَيكُمُ / مِنّي سَلامُ تَحِيَّةٍ وَوِدادِ
ما رُمتُمُ قُلنا المُدامُ فَقالَ قَد / وُفِّقتُمُ يا إِخوَتي لِرَشادِ
عِندي مُدامٌ قَد تَقادَمَ عَهدُها / عُصِرَت وَلَم يَشعُر بِها أَجدادي
فَأَكيلُ قُلنا بَعدَ خُبرٍ إِنَّنا / لا نَشتَري سَمَكاً بِبَطنِ الوادي
جِئنا بِها فَأَتى بِكَأسٍ أَشرَقَت / مِنها الدُجى وَأَضاءَ كُلَّ سَوادِ
فَأَدارَها عَدَداً ثَلاثاً فَاِنثَنَت / مِنّا النُفوسُ وَلَيسَ مِنها صادِ
حَتّى إِذا أَخَذَت بِوَجنَةِ صاحِبي / وَفُؤادِهِ وَبِوَجنَتي وَفُؤادي
لَم يَرضَ إِبليسُ الظَريفُ فِعالَنا / حَتّى أَعانَ فَسادَنا بِفَسادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025