المجموع : 125
وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ
وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ / فَكَلامُهُ بِالوَحيِ وَالإيماءِ
لَمّا نَظَرتُ إِلى الكَرى في عَينِهِ / قَد عَقَّدَ الجَفنَينِ بِالإِغفاءِ
حَرَّكتُهُ بِيَدي وَقُلتُ لَهُ اِنتَبِه / يا سَيِّدَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ
حَتّى أُزيحَ الهَمَّ عَنكَ بِشُربَةٍ / تَسمو بِصاحِبِها إِلى العَلياءِ
فَأَجابَني وَالسُكرُ يَخفِضُ صَوتَهُ / وَالصُبحُ يَدفَعُ في قَفا الظُلَماءِ
إِنّي لَأَفهَمُ ما تَقولُ وَإِنَّما / رَدَّ التَعافي سَورَةُ الصَهباءِ
اِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
اِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ / فَإِذا رَأَيتَ خُضوعَها لِلماءِ
فَاِحبِس يَدَيكَ عَنِ الَّتي بَقِيَت بِها / نَفسٌ تُشاكِلُ أَنفُسَ الأَحياءِ
صَفراءُ تَسلُبُكَ الهُمومَ إِذا بَدَت / وَتُعيرُ قَلبَكَ حُلَّةَ السَرّاءِ
كَتَبَ المِزاجُ عَلى مُقَدَّمِ تاجِها / سَطرَينِ مِثلَ كِتابَةِ العُسَراءِ
نَمَّت عَلى نُدَمائِها بِنَسيمِها / وَضِيائِها في اللَيلَةِ الظَلماءِ
قَد قُلتُ حينَ تَشَوَّفَت في كَأسِها / وَتَضايَقَت كَتَضايُقِ العَذراءِ
لا بُدَّ مِن عَضِّ المَراشِفِ فَاِسكُني / وَتَشَبُّكِ الأَحشاءِ بِالرَحشاءِ
وَمُهَفهَفٍ نَبَّهتُهُ لَمّا هَدا / وَتَغَلَّقَت عَيناهُ بِالإِغفاءِ
وَشَكا إِلَيَّ لِسانُهُ مِن سُكرِهِ / بِتَلَجلُجٍ كَتَلَجلُجِ الفَأفاءِ
فَعَفَوتُ عَنهُ وَفي الفُؤادِ مِنَ الهَوى / كَتَلَهُّبِ النيرانِ في الحُلَفاءِ
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ / وَاِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
فَإِذا رَأَيتَ خُضوعَها لِمِزاجِها / فَمُرَن يَدَيكَ بِعِفَّةٍ وَحَياءِ
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكَ لِذِكرِها / جَلَّت عَنِ التَصريحِ بِالأَسماءِ
شَمطاءُ تَذكُرُ آدَماً مَع شيثِهِ / وَتُخَبِّرُ الأَخبارَ عَن حَوّاءِ
صاغَ المِزاجُ لَها مِثالَ زَبَرجَدٍ / مُتَأَلِّقٍ بِبَدائِعِ الأَضواءِ
فَالخَمرُ فينا كَالبِجادي حُمرَةً / وَالكَأسُ مِن ياقوتَةٍ بَيضاءِ
وَالكوبُ يَضحَكُ كَالغَزالِ مُسَبِّحاً / عِندَ الرُكوعِ بِلَثغَةِ الفَأفاءِ
وَكَأَنَّ أَقداحَ الزُجاجِ إِذا جَرَت / وَسطَ الظَلامِ كَواكِبُ الجَوزاءِ
يَسعى بِها مَن وُلدِ يافِثِ أَحوَرٌ / كَقَضيبِ بانٍ فَوقَ دِعصِ نَقاءِ
وَفَتىً كَأَطوَعِ مَن رَأَيتَ إِذا اِنتَشى / غَنّى بِحُسنِ لَباقَةٍ وَحَياءِ
عَلِقَ الهَوى بِحَبائِلِ الشَعتاءِ / وَالمَوتُ بَعضُ حَبائِلِ الأَهواءِ
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى / وَصِفاتِ ما أَلقى مِنَ البَلوى
جَوَّلتُ آفاقَ الكَلامِ فَما / أَبصَرتُني قَصَّرتُ عَن مَعنى
وَأَعُدُّ ما لا أَشتَكي غَبَناً / فَأَعودُ فيهِ مَرَّةً أُخرى
فَلَوَ أَنَّ ما أَشكو إِلى بَشَرٍ / لَأَراحَني مِن ذِلَّةِ الشَكوى
لَكِنَّما أَشكو إِلى حَجَرٍ / تَنبو المَعاوِلُ عَنهُ أَو أَقسى
ظَبيٌ بِمَبكاهُ وَمَضحَكِهِ / فينا تُنيرُ وَتُظلِمُ الدُنيا
عَيني أَلومُكِ لا أَلو
عَيني أَلومُكِ لا أَلو / مُ القَلبَ لا ذَنبٌ لِقَلبي
أَنتِ الَّتي قَد سِمتِهِ / بِبَلِيَّةٍ وَضناً وَكَربِ
وَسَقَيتِهِ مِن دَمعِكِ ال / سَفّاكِ سَكباً بَعدَ سَكبِ
فَنَما الهَوى فيهِ وَشَبَّ / وَصارَ مَألِفَ كُلِّ حِبِّ
وَيلي عَلى الريمِ الغَري / رِ الشادِنِ الأَحوى الأَقَبِّ
تَترى لَدَيَّ ذُنوبُهُ / وَيَجِلُّ في عَينَيهِ ذَنبي
إِن زارَ رَحَّبنا وَإِن / زُرناهُ لَم نَحلُل بِرَحبِ
وَإِذا كَتَبتُ إِلَيهِ أَش / كو لَم يَجُد بِجَوابِ كُتبي
يا كاتِباً كَتَبَ الغَداةَ يَسُبُّني
يا كاتِباً كَتَبَ الغَداةَ يَسُبُّني / مَن ذا يُطيقُ بَراعَةَ الكُتّابِ
لَم يَرضَ بِالإِعجامِ حينَ كَتَبتُهُ / حَتّى شَكَلتُ عَلَيهِ بِالإِعرابِ
أَخَشيتَ سوءَ الفَهمِ حينَ فَعَلتَ ذا / أَم لَم تَثِق بِيَ في قِراةِ كِتابي
لَو كُنتَ قَطَّعتَ الحُروفَ فَهِمتَها / مِن غَيرِ وَصلِكَهُنَّ بِالأَسبابِ
فَأَرَدتَ إِفهامي فَقَد أَفهَمتَني / وَصَدَقتَ فيما قُلتَ غَيرَ مُحابي
مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ / لا شَيئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ
مِن حُبِّ شاطِرَةٍ رَمَت غَرَضاً / قَلبي فَمَن ذا قالَ لَم تُصِبِ
البَدرُ أَشبَهُ ما رَأَيتِ بِها / حينَ اِستَوى وَبَدا مِنَ الحُجُبِ
وَاِبنُ الرَشا لَم يُخطِها شَبَهاً / بِالجيدِ وَالعَينَينِ وَاللَبَبِ
وَإِذا تَسَربَلَ غَيرَها اِشتَمَلَت / وَردَ الحَواشي مُسبَلَ الذَنَبِ
فَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً هَتَفَت / نَفسُ النَصيحِ بِهِ فَلَم يُجِبِ
وِدٌّ لِعُصبَةِ ريبَةٍ مُجُنٍ / أَعدى لِمَن عادَوا مِنَ الجَرَبِ
شُنعُ الأَسامي مُسبِلي أُزُرٍ / حُمرٍ تَمَسُّ الأَرضَ بِالهُدُبِ
مُتَعَطِّفينَ عَلى خَناجِرِهِم / سُلُبٍ لِشُربِهِم مِنَ القِرَبِ
وَإِذا هُمُ لِحَديثِهِم جَلَسوا / عَطَفوا أَكُفَّهُمُ عَلى الرُكَبِ
وَتَقولُ طَوراً ذا فَتىً غَزِلٌ / بادي الدَماثَةِ كامِلُ الأَدَبِ
صَبٌّ إِلى حَوراءَ يَمنَعُهُ / مِنها الحَيا وَصِيانَةُ الحَسَبِ
فَكِلاهُما صَبٌّ بِصاحِبِهِ / لَو يَستَطيعُ لَطارَ مِن طَرَبِ
فَتَواعَدا يَوماً وَشَأنُهُما / أَلّا يَشوبا الوَعدَ بِالكَذِبِ
فَغَدَت كَواسِطَةِ الرِياضِ إِلى / مَوعودَةٍ تَمشي عَلى رُقُبِ
وَغَدا مُطَرَّقَةً أَنامِلُهُ / حُلوَ الشَمائِلِ فاخِرَ السُلُبِ
مَن لَم يُصَب في الناسِ يَومَئِذٍ / مِن ريحِهِ إِذ مَرَّ لَم يَطِبِ
لا بَل لَها خُلُقٌ مُنِيتُ بِهِ / وَمَلاحَةٌ عَجَبٌ مِنَ العَجَبِ
فَالمُستَعانُ اللَهُ في طَلَبي / مَن لَستُ أُدرِكُهُ عَنِ الطَلَبِ
ما لامَني الإِنسانُ أَعشَقُهُ / حَتّى يُعَيِّرَهُ المُعَيِّرُ بي
تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً
تَلقى المَراتِبَ لِلحُسَينِ ذَليلَةً / وَإِذا سِواهُ يَرومُها تَتَعَصَّبُ
أَعطَيتَ أَثمانَ المَحامِدِ أَهلَها / وَكَسِبتَ صُفوَتَها وَنِعمَ المَكسَبُ
إِنَّ الإِمامَ إِذا اِجتَباكَ بِسِرِّهِ / لَمُسَدَّدٌ فيما أَتى وَمُصَوَّبُ
لَم يَبلُ مِثلَكَ عِفَّةً فيما بَلا / وَحُزامَةً في كُلِّ أَمرٍ يَحزِبُ
وَخَلَطتَ خَوفَكَ لِلإِلَهِ بِخَوفِهِ / فَعَلِمتَ ما تَأتي وَما تَتَجَنَّبُ
أَبلِغ هُديتَ إِلى الإِمامِ رِسالَةً / عَنّي بِأَنّي بَعدَها أَستَعتِبُ
وَشَهادَتي أَنّي حَليفُ عِبادَةٍ / فَاِبلوا عَلى الأَيّامِ ذاكَ وَجَرِّبوا
خُبزُ الخَصيبِ مُعَلَّقٌ بِالكَوكَبِ
خُبزُ الخَصيبِ مُعَلَّقٌ بِالكَوكَبِ / يُحمى بِكُلِّ مُثَقَّفٍ وَمُشَطَّبِ
جَعَلَ الطَعامَ عَلى السِغابِ مُحَرَّماً / قوتاً وَحَلَّلَهُ لِمَن لَم يَسغَبِ
فَإِذا هُمُ رَأوا الرَغيفَ تَطَرَّبوا / طَرَبَ الصِيامِ إِلى أَذانِ المَغرِبِ
نَفَسُ الخَصيبِ جَميعُهُ كِذبُ
نَفَسُ الخَصيبِ جَميعُهُ كِذبُ / وَحَديثُهُ لِجَليسِهِ كَربُ
تَبكي الثِيابُ عَلَيهِ مُعوِلَةً / أَن قَد يَجُرَّ ذُيولَها كَلبُ
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه / جَزَعاً لِمَصرَعِ والِبَه
قامَت بِمَوتِ أَبي أُسا / مَةَ في الزُقاقِ النادِبَه
قامَت تَبُثُّ مِنَ المَكا / رِمِ غَيرَ قيلِ الكاذِبَه
فُجِعَت بَنو أَسَدٍ بِهِ / وَبَنو نِزارٍ قاطِبَه
بِلِسانِها وَزَعيمِها / عِندَ الأُمورِ الحازِبَه
لا تَبعَدَنَّ أَبا أُسا / مَةَ فَالمَنِيَّةُ واجِبَه
كُلُّ اِمرِئٍ تَغتالُهُ / مِنها سِهامٌ صائِبَه
كُتِبَ الفَناءُ عَلى العِبا / دِ فَكُلُّ نَفسٍ ذاهِبَه
كَم مِن أَخٍ لَكَ قَد تَرَك / تَ هُمومَهُ بِكَ ناصِبَه
قَد كانَ يَعظُمُ قَبلَ مَو / تِكَ أَن تَنوبَ النائِبَه
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ / عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
تَغدو عَلى قَطفِ النُفو / سِ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ / تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
يا نَفسُ توبي قَبلَ أَن / لا تَستَطيعي أَن تَتوبي
وَاِستَغفِري لِذُنوبِكِ ال / رَحمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ
إِنَّ الحَوادِثَ كَالرِيا / حِ عَلَيكِ دائِمَةَ الهُبوبِ
وَالمَوتُ شَرعٌ واحِدٌ / وَالخَلقُ مُختَلِفو الضُروبِ
وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى / مِن خَيرِ مَكسَبَةِ الكَسوبِ
وَلَقَلَّما يَنجو الفَتى / بِتُقاهُ مِن لُطَخِ العُيوبِ
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي / كانَت بِهِ الدُنيا تَحَلَّت
قَلَّت لِفَقدِكَ عَبرَةٌ / أَذرَيتُها قَلَّت وَقَلَّت
لَمّا مَشى في نَعلِ هِم / مَتِهِ إِلى العَلياءِ زَلَّت
فَكَأَنَّهُ نَجمٌ هَوى / قَذَفَت بِهِ دَجنٌ فَوَلَّت
صِرنا أُسىً إِن عُزِّيَت / يَوماً بِنا ثَكلى تَسَلَّت
ذَكَرَ الصَبوحَ بِسُحرَةٍ فَاِرتاحا
ذَكَرَ الصَبوحَ بِسُحرَةٍ فَاِرتاحا / وَأَمَلَّهُ ديكُ الصَباحِ صِياحا
أَوفى عَلى شَعَفِ الجِدارِ بِسُدفَةٍ / غَرِداً يُصَفِّقُ بِالجَناحِ جَناحا
بادِر صَباحَكَ بِالصَبوحِ وَلاتَكُن / كَمُسَوِّفينَ غَدَوا عَلَيكَ شِحاحا
إِنَّ الصَبوحَ جِلاءُ كُلِّ مُخَمِّرٍ / بَدَرَت يَداهُ بُكَأسِهِ الإِصباحا
وَخَدينِ لَذّاتٍ مُعَلَّلِ صاحِبٍ / يَقتاتُ مِنهُ فُكاهَةً وَمُزاحا
نَبَّهتُهُ وَاللَيلُ مُلتَبِسٌ بِهِ / وَأَزَحتُ عَنهُ حُثاثَهُ فَاِنزاحا
قالَ اِبغِني المِصباحَ قُلتُ لَهُ اِتئد / حَسبي وَحَسبُكَ ضَوءُها مِصباحا
فَسَكَبتُ مِنها في الزُجاجَةِ شَربَةً / كانَت لَهُ حَتّى الصَباحِ صَباحا
مِن قَهوَةٍ جاءَتكَ قَبلَ مِزاجِها / عُطُلاً فَأَلبَسَها المِزاجُ وِشاحا
شَكَّ البِزالُ فُؤادَها فَكَأَنَّما / أَهدَت إِلَيكَ بِريحِها تُفّاحا
صَفراءُ تَفتَرِسُ النُفوسَ فَلا تَرى / مِنها بِهِنَّ سِوى السِناتِ جِراحا
عَمِرَت يُكاتِمُكَ الزَمانُ حَديثَها / حَتّى إِذا بَلَغَ السَآمَةَ باحا
فَأَباحَ مِن أَسرارِها مُستَودَعاً / لَولا المِلالَةُ لَم يَكُن لِيُباحا
فَأَتَتكَ في صُوَرٍ تَداخَلَها البِلى / فَأَزالَهُنَّ وَأَثبَتَ الأَرواحا
فَكَأَنَّها وَالكَأسُ ساطِعَةٌ بِها / صُبحٌ تَقارَبَ أَمرُهُ فَاِنصاحا
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا / وَغَدَوتُ لِلَّذاتِ مُطَّرِحا
فَتَزَوَّدا مِنّي مُحادَثَةً / حَذَرَ العَصا لَم يُبقِ لي مَرَحا
إِنَّ الإِمامَ لَهُ عَلَيَّ يَدٌ / فَتَرَقَّبا بِمُسَهَّدٍ صُبُحا
لا تَجمَعا بي شَملَ ذي طَرَبٍ / قَد با كَرَ الإِبريقَ وَالقَدَحا
فَلَئِن وُقِرتُ عَلى مَلامَتِهِ / لَقَدِ اِبتَذَلتُ اللَهوَ ما صَلُحا
وَوَصَلتُ أَسبابي بِمُختَلَقٍ / رَخصِ البَنانِ مُخَضَّبٍ بِلِحا
يُزني العُيونَ بِحُسنِ مُقلَتِهِ / فَيَروحُ مَنكوحاً وَما نَكَحا
يَحثو اللُهى لَكَ مِن مَحاسِنِهِ / فَإِذا سَنَحتَ لِوَصلِهِ بَرَحا
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكُ لَها / باكَرتُها وَالديكُ قَد صَدَحا
صِرفٍ إِذا اِستَنبَطتَ سَورَتَها / أَدَّت إِلى مَعقولِكَ الفَرَحا
وَكَأَنَّ فيها مِن جَنادِبِها / فَرَساً إِذا سَكَّنتَهُ رَمَحا
وَتَنوفَةٍ يَجري السَرابُ بِها / شارَفتَها وَالظِلُّ قَد مَصَحا
بِبُوَيزِلٍ تَزدادُ جُرأَتُهُ / أَضَماً إِذا ما ليتُهُ رَشَحا
وَلَقَد ذُعَرتُ الوَحشَ يَحمِلُني / مُتَقارِبُ التَقريبِ قَد قَرِحا
عَتَدٌ يَطيرُ إِذا هَتَفتَ بِهِ / فَإِذا رَضيتُ بِعَفوِهِ سَبَحا
وَهَبَ الصَريحُ لَهُ سَنابِكَهُ / وَأَعارَهُ التَحجيلَ وَالقَرَحا
يُثنى العَجاجُ عَلى مَفارِقِهِ / بِمُقَعَّبِ لَم يَعدُ أَن وَقُحا
وَلَقَد حَزِنتُ فَلَم أَمُت حَزَناً / وَلَقَد فَرِحتُ فَلَم أَمُت فَرَحا
وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ
وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ / حُلوِ الشَمائِلِ غَيرِ لاحِ
نادَيتُهُ وَاللَيلُ قَد / أَودى بِسُلطانِ الصَباحِ
يا صاحِ أَشكو حُلوَةَ ال / عَينَينِ جائِلَةَ الوِشاحِ
فيها اِفتَضَحتُ وَحُبُّها / في الناسِ يَسعى بِاِفتِضاحي
وَلَها وَلا ذَنبَ لَها / لَحظٌ كَأَطرافِ الرِماحِ
في القَلبِ يَجرَحُ دائِماً / فَالقَلبُ مَجروحُ النَواحي
أَجِنانُ جارِيَةَ المُهَذ / ذَبِ بِالفَضائِلِ وَالسَماحِ
مالي وَلَم أَكُ باذِلاً / وُدّاً وَلا فيكُم سَماحِ
فَبَخِلتِ أَنتِ وَلَيسَ أَه / لُكِ مِن قَبيلِكِ بِالشِحاحِ
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ / وَأَما وَلَثغَةِ رَحمَةَ اِبنِ نَجاحِ
لَولا فُتورٌ في كَلامِكَ يُشتَهى / وَتَرَفُّقي بِكَ بَعدُ وَاِستِملاحي
وَتَكَسُّرٌ في مُقلَتَيكَ هُوَ الَّذي / عَطَفَ الفُؤادَ عَلَيكَ بَعدَ جِماحِ
لَعَلِمتَ أَنَّكَ لا تُمازِحُ شاعِراً / في ساعَةٍ لَيسَت بِحينِ مُزاحِ
يا مادِحَ القَومِ اللِئا
يا مادِحَ القَومِ اللِئا / مِ وَطالِباً رِفدَ الشِحاحِ
أَشغِل قَريضَكَ بِالنَسي / بِ وَبِالفُكاهَةِ وَالمُزاحِ
حَدَثَت وُجوهٌ لَيسَ تَأ / لَمُ غَيرَ أَطرافِ الرِماحِ
وَأَكُفُّ قَومٍ لَيسَ يُن / بِطُ مائَها إِلّا المَساحي
ما شِئتَ مِن مالٍ حِمىً / يَأوي إِلى عِرضٍ مُباحِ
يا واضِعاً بَيضَ القَطا
يا واضِعاً بَيضَ القَطا / تَحتَ الزَمامِجِ لِلفِراخِ
لَو أَيقَنَت ما تَحتَها / لَم تَخلُ مِن نَقرِ السِماخِ
يا غارِساً بِيَمينِهِ / شَجَرَ الحِفاظِ عَلى السِباخِ
فَسَدَ الخَلائِقُ كُلُّهُم / فَاِنظُر لِنَفسِكَ مَن تُؤاخي
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ / وَاِخلَع قِيادَكَ قَد خَلَعتُ قِيادي
لا تَنسَ لي يَومَ العُروبَةِ وَقعَةً / تودي بِصاحِبِها بِغَيرِ فَسادِ
يَوماً شَرِبتُ وَأَنتَ في قُطرَبُلٍّ / خَمراً تَفوقُ إِرادَةَ المُرتادِ
لَمّا وَرَدناها نُلِمُّ بِشَيخِها / عِلجٌ يُحَدِّثُ عَن مَصانِعِ عادِ
قُلنا السَلامُ عَلَيكَ قالَ عَلَيكُمُ / مِنّي سَلامُ تَحِيَّةٍ وَوِدادِ
ما رُمتُمُ قُلنا المُدامُ فَقالَ قَد / وُفِّقتُمُ يا إِخوَتي لِرَشادِ
عِندي مُدامٌ قَد تَقادَمَ عَهدُها / عُصِرَت وَلَم يَشعُر بِها أَجدادي
فَأَكيلُ قُلنا بَعدَ خُبرٍ إِنَّنا / لا نَشتَري سَمَكاً بِبَطنِ الوادي
جِئنا بِها فَأَتى بِكَأسٍ أَشرَقَت / مِنها الدُجى وَأَضاءَ كُلَّ سَوادِ
فَأَدارَها عَدَداً ثَلاثاً فَاِنثَنَت / مِنّا النُفوسُ وَلَيسَ مِنها صادِ
حَتّى إِذا أَخَذَت بِوَجنَةِ صاحِبي / وَفُؤادِهِ وَبِوَجنَتي وَفُؤادي
لَم يَرضَ إِبليسُ الظَريفُ فِعالَنا / حَتّى أَعانَ فَسادَنا بِفَسادِ