المجموع : 35
قال الطبيبُ وقد تأمَّل علَّتي
قال الطبيبُ وقد تأمَّل علَّتي / هذا الفتى أودَت به الصفراءُ
فعجبتُ منه وقد أصاب وما درى / لفظاً ومعنىً والمرادُ خطاء
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً / في الأرض يبهرُ حُسنُها الألبابا
فاستحسنتها في النقابِ وقد بَدَت / وقتاً فصيرتِ الكسوفَ نقابا
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ / من خدرِها برزَ الغمامُ الصيِّبُ
نهرٌ لأبناءِ الصبابةِ معشَقٌ / فيه وللصادي الملوَّح مشرَبُ
لا زال يدرمُ تحت وَسقِ مكلّلٍ / عممٍ يُقدِّحُ منكبيه وينكب
مما تمناهُ الربيعُ لريّه / أيامَ ظِمءِ رياضِهِ لا تقرب
فردُ الربابِ يقولُ شائمُ برقهِ / من أين رُفِّع ذا الغريقُ المهدب
والغيثُ في كِلَلِ السحابِ كأنه / ملكٌ بقاصيةِ الرواقِ مُحَجَّب
صَخِبُ الرعودِ وإنما هي ألسنٌ / فأمرُّهنَّ اللوذعيُّ المسهب
راعي الضحى في حينِ غرَّةِ أمنِهِ / فسناه مخطوفُ الإضاءةِ أكهب
جذلان إن هتكَ اللثامَ بدا له / خدٌ بجاديِّ البوارقِ مُذهَب
والأرضُ حاسرةٌ تودُّ لو أنها / مما يحبّرهُ الربيعُ تجلبَبُ
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ / يُضنيهِ عند بعادُهُ ويذيبُهُ
ما ناله إلا الذي هو أهلُهُ / إذ غاب عن بلدٍ وفيه حبيبه
لزم السهادَ تحيُّراً وتلدُّداً / وتأسفاً إذ أوبقته ذنوبه
زعم الفراقَ دعا به فأجابه / ونعم دعاه فَلِم أرادَ يُجيبه
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ / فليقسونَّ على الزمانِ عتابي
يترنَّم الفولاذُ دون مُخيمي / وتزعزعُ الخرصان دون قبابي
وإذا بنيتُ على الثنيةِ خيمةً / شُدَّت إلى كسرِ القنا أطنابي
وتقوم دوني فتيةٌ من طيءٍ / لم تلتبس أثوابُهُم بالعاب
يتناثرون على الصريخِ كأنهم / يدعونَ نحو غنائمٍ ونهاب
من كل أهرت يرتمي حملاقه / بالجمرِ يوم تسايفٍ وضراب
يهديهم حسانُ يحملُ بزهُ / جرداءُ تعليه جناح عقاب
يجري الحياءُ على أسرَّةِ وجهه / جريَ الفرندِ بصارمٍ قَضَّاب
كرَمٌ يشقُّ على التلادِ وعزمُةٌ / يغتالُ بادِرُها الهزبرَ الضابي
ولقد نظرتُ إليك يا ابن مفرّجٍ / في منظرٍ ملءِ الزمان عجاب
والموتُ ملتف الذوائبِ بالقنا / والحربُ سافرةٌ بغير نقاب
فرأيت وجهك مثل سيفك ضاحكاً / والذعرُ يُلبسُ أوجهاً بتراب
ورأيت بيتكَ للضيوفِ ممهداً / فسِحَ الظلالِ مرفَّع الأبوابِ
يا طيءَ الخيراتِ بين خلالكم / أمنُ الشريدِ وهمَّةُ الطلاب
سُمِكَت خيامُكُم بأسنمةِ الربى / مرفوعةً للطارق المنتاب
وتدلُّ ضيفَكم عليكم أنؤُرٌ / شُبَّت بأجذالٍ قُهِرنَ صعاب
متبرجاتٌ باليَفَاعِ وبعضهم / بالجزع يكفرُ ضوءهُ بحجاب
كلأتكم ممن يعادي هيبةٌ / أغنتكمُ عن رقبةٍ وجناب
فيسير جيشكمُ بغيرِ طليعةٍ / ويبيتُ حيكمُ بغيرِ كلاب
تتهيبون وليس فيكم هائبٌ / وتوثبونَ على الردى الوثاب
ولكم إذا اختصم الوشيجُ لباقةٌ / بالطعن فوق لباقةِ الكتاب
فالرمحُ ما لم ترسلوه أخطلٌ / والسيفُ ما لم تُعملوه ناب
يا معنُ قد أقررتمُ عينَ العلا / بي مذ وصلتُ بحبلكم أسبابي
جاورتكم فملأتمُ عيني الكرى / وجوانحي بغرائبِ الاطراب
من بعدِ ذعرٍ كان أحفزَ متحكماً / حُكمَ العزيزِ على الذليلِ الكابي
فليهنه مِنَنٌ على متنزّهٍ / لسوى مواهبِ ذي المعارجِ آبي
قد كان من حُكمٍ الصنائع شامساً / فاقتاده بصنيعةٍ من عاب
فلأنظمنَّ له عقودَ محامدٍ / تبقى جواهرها على الأحقاب
لا جاد غيركم الربيعُ ولا مرت / غزرُ اللقاحِ لغيركم بحلابِ
أنا ذاكرُ الرجل المندد ذكره / كالطودِ حُلِّي جيده بشهاب
ولقد رجوتُ ولليالي دولةٌ / أني أجازيكم بخير ثواب
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها / حتى كأنَّ بها جنونَ المذهبِ
إن كان نالكِ مؤلمٌ من عقربٍ / فالبدرُ ممتحَنٌ ببرجِ العقرب
كتب المشيبُ سجلَّ أم
كتب المشيبُ سجلَّ أم / نِ للعيون وللرقيبِ
فليعرفنَّ به الأحبّ / ةُ حُسنَ عهدكَ بالمغيب
أفليس أولُ وَصلِه / من يومِ هجرانِ الحبيب
يا ويحَ مسكةِ عارضٍ / خُضِبَت بكافورِ المشيب
وأحالَ بردُ مزاجِهِ / نارَ الصبا بعدَ اللهيب
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب / قلت ادخرتُ لدفعِ نائبها
ثِقَتي بكاسفها وكاشفها / وبفضلِ ماحيها وكاسبها
من لو يشاءُ أعادَ مشرقَها / متبسّماً لكَ من مغاربها
هي شعلةٌ من نوره فإذا / ما شاءَ أظلم أو أضاءَ بها
أذكرتنا يا ابن النبيِّ محمدٍ
أذكرتنا يا ابن النبيِّ محمدٍ / يوماً طوى عنّا أباك محمدا
ولقد عرفتُ الدهرَ قبلك سالياً / إلا عليك فما أطاق تجلُّدا
ما زلتَ نصلَ الدهرِ تأكلُ غِمدَهُ / حتى رأيتكَ في حشاهُ مُغمدا
مرضٌ بقلبك لا يعادُ
مرضٌ بقلبك لا يعادُ / وقتيل حبٍّ ما يقادُ
يا آخرَ العشاقِ ما / أبصرتَ أولها يقاد
يقضي المتيم منهمُذ / نحباً ولو ردوا لعادوا
ملكوا النفوس فهل لها / من بعدها ما يستعاد
ما خلت غزلان اللوى / كظباء مكة لا تصاد
بالعذل يوقد لوعتي / وبقدحه يوري الزنادِ
لم يستطع إطفاءها / دمع كما انخرق المزاد
لا أشكون جرحي فللعذ / ال ألسنة حداد
طمِعٌ وأنت برامة / في من تضمنه النجاد
والحيُّ قد هبطت خيا / مهم وقعقعت العماد
والورد من زهر الخدو / د كمامه الكِلَلُ الوراد
لو يسمعون بوقعه / أتت المطايا والجياد
ولأجلها غبط الغبي / ط حجاب قلبي والسواد
تعفو المنازل إن نأوا / عنها وتغبرُّ البلاد
والحيّ أولى بالبلى / شوقاً إذا بلي الجماد
أو ما رأت قلبي قري / ش وهو للجلى عماد
وله المعاني والمبا / ني والكلام المستفاد
فكأنه قس وها / شم حول منطقه إياد
يا مصعباً جرته في / أرسانها اللمم الجواد
ولمن رضاب النحل يش / هد أن ريقته شهاد
قد كان قبلك في سبي / ل الحب لي أبداً جهاد
حتى عفا ذاك الغرا / م وغاية النار الرماد
فإذا رأيت الكون فاع / لم أن سيتبعه فساد
واعجب لقوم في الزما / ن على السفاهة كيف سادوا
لا عندهم كلهم يع / زّ ولا نضار يستفاد
أستغفر الله العلي / لقد تذأبتِ النقاد
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره / طلُّ الهموم وعزَّ ذاك مجيرا
فمضى الشبابُ مظلماً متعسفاً / وأتى المشيبُ مجاملاً معذورا
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق / تُ وساده في الليلِ سرا
ففششت قفلاً من عقي / قٍ أحمرٍ وسرقتُ درا
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا / ما بعد فرقةِ بائعين تخير
ردوا الفؤاد كما عهدتم للحشا / ولطرفيَ الساهي الكرى ثم اهجروا
وزعمتم ان الليالي غيرت / عهد الهوى لا كان من يتغير
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له / فرجعتُ عنه ومذهبي الجَبرُ
قالوا ضللتَ فقلتُ ويحكمُ / أيضلُّ سارٍ قادهُ البدر
نحن الذين بنا استجار فلم يضع
نحن الذين بنا استجار فلم يضع / فينا وأصبح في أعزِّ جوارِ
بسيوفنا أمست سخينةُ بُرَّكاً / في بدرِها كنحائر الجزّار
ولنحن في أحدٍ سمحنا دونه / بنفوسنا للموتِ خوفَ العار
فنجا بمهجته فلولا ذبنا / عنه تنشبَ في مخالبِ ضار
وحمية السعدين بل بحماية الس / دين يوم الجحفلِ الجرّار
في الخندقِ المشهور إذ ألقى بها / بيدٍ ورام دفاعها بثمار
قالا معاذ الله إن هضيمةً / لم نعطِها في سالفِ الأعصار
ما عندنا إلا السيوفُ وأقبلا / نحو الحتوف بها بدارِ بدارِ
ولنا بيوم حنينَ آثارق متى / تذكر فهنّ كرائمُ الآثار
لما تصدَّعَ جمعُهُ بغدا بنا / مستصرخاً بعقيرةٍ وجؤار
عطفت عليه كماتنا فتحصنت / منا جموعُ هوازنٍ بفرار
وفدتهُ من أبناءِ قيلةَ عصبةٌ / شروى النقيرِ وجنةِ البقار
أفنحن أولى بالخلافة بعده / أم عبدُ تيمٍ حاملو الأوزار
ما الأمر إلا أمرُنا وبسعدِنا / زُفَّت عروسُ الملكِ غير نوار
لكنما حسدُ النفوسِ وشحُّها / وتذكر الأذحال والأوتار
أفضى إلى هرجٍ ومرجٍ فانبرت / عشواءَ خابطةً بغير نهار
وتداولتها أربعٌ لولا أبو / حسنٍ لقلتُ لؤمت من أستار
من عاجزٍ ضرعٍ ومن ذي غلظةٍ / جافٍ ومن ذي لوثةٍ خوَّار
ثم ارتدى المحرومُ فضلَ ردائها / فغلت مراجلُ إحنةٍ ونفار
فتأكلت تلك الجذى وتلمظت / تلك الظبا ورقى أجيجُ النار
تالله لو ألقوا إليه زمامها / لمشى بهم سجحاً بغيرِ عثار
ولو أنها حلت بساحةِ مجده / بادي بدا سكنت بدارِ قرار
هو كالنبي فضيلةً لكن ذا / من حظّه كاسٍ وهذا عار
والفضلُ ليس بنافعٍ أربابهُ / إلا بمسعدةٍ من الأقدار
ثم امتطاها عبدُ شمس فاغتدت / هزؤاً وبدل ربحها بخسار
وتنقلت في عصبة أمويةٍ / ليسوا بأطهارِ ولا ابرار
ما بين مأفون إلى متزندق / ومداهن ومضاعفٍ وحمار
كن حاقداً ما دمتَ لستَ بقادرٍ
كن حاقداً ما دمتَ لستَ بقادرٍ / فإذا قدرتَ فخلِّ حقدَكَ واغفر
واعذر أخاك إذا أساءَ فربما / لجَّت إساءتهُ إذا لم تعذِرِ
سيان عنديَ ميّتٌ في قبرهِ
سيان عنديَ ميّتٌ في قبرهِ / يجنى عليه ونائمٌ في سكرِهِ
ما لي أرى قلبي تنازعه
ما لي أرى قلبي تنازعه / وطناي من حلبٍ ومن مصرِ
لا عيشَ إلا كورُ ناجيةٍ / لا ظلَّ غيرُ ذوائبِ السُمر
يا رُبَّ خَصمٍ قد تركتُ ذَماءَهُ
يا رُبَّ خَصمٍ قد تركتُ ذَماءَهُ / وكأنما شُقَّت له أرماسُهُ
من بعد ما قد كان يطفحُ قوله / بدداً وينغضُ في المقادمِ راسه
بجدالِ ذي غَربٍ ألدَّ كأنما / يُذكى بشعلةِ قوله نبراسه
في موقفٍ كالحرب تهتضمُ الفتى / فيه جبانَتُهُ وينفعُ باسُهُ
يومُ الكسوفِ جلا على بصري
يومُ الكسوفِ جلا على بصري / قمراً أحار الجنَّ والانسا
قامت فأرخت من ذوائبها / وتجللت من شعرها لبسا
فسألتها لم قد لبست دجىً / قالت أُساعدُ أُختيَ الشمسا