القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الجَيّاب الغَرْناطي الكل
المجموع : 179
الحمدُ حقُّ الحمدِ للرّحمن
الحمدُ حقُّ الحمدِ للرّحمن / كافي العدوّ وناصرِ الإيمانِ
ومكيِّفِ الصنعِ الكريم ودافِع ال / خَطبِ العظيمِ وواهبِ الإحسانِ
في كلِّ أمرٍ للمُهَيمِن حكمة / أعيَت على الأفكارِ والأذهانِ
يا أيها الولدُ النجيبُ افخر عَلَى
يا أيها الولدُ النجيبُ افخر عَلَى / أبناءِ عصركِ راقياً رتب العُلَى
وردَت عليَّ بطاقةٌ مُوشيَةٌ / ببدائع للنّظمِ رائقةِ الحلا
أما مداكَ فغايةٌ لم تُلحَقِ
أما مداكَ فغايةٌ لم تُلحَقِ / أعيَت على غُرِّ الجِيادِ السُبَّقِ
فاشرَح بِسَعدِكَ كُلَّ مَعنىً مُشكِلٍ / وافتَح بِسَيفِكَ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ
واغزُ العِدا واصدَع بعَزمِكَ مُطلعاً / نورَ الفُتوحِ بمغربٍ ومشرقِ
لِلَّهِ منكَ مَشاهِدٌ مَشهورةٌ / عند الإلهِ بِمثلِها لم تُسبَقِ
مثلُ الحفيرِ بها الذي باشَرتَهُ / فِعلَ الرسولِ وَصَحبِهِ في الخَندَقِ
وَكَفى بِنِيَّتِكَ الكَريمَة أَنَّها / تَهدِي السَّبيلَ بِنورِها المُتألِّقِ
فأَكرِم بها من غَزوَةٍ مَنصورَةٍ / طلعت على الدنيا بوجهٍ مشرقِ
من أسرة النصر الألى هم ناصحو
من أسرة النصر الألى هم ناصحو / بعزائم الصِّدقِ الأمين الناصِحا
هم أسَّسُوا المُلكَ المشيدَ بناؤُهُ / فكفَوا به الإسلامَ خَطباً فادِحا
فاستفهِمِ الأيامَ عَن أخبَارِهم / تُطلَع عَلَيكَ صحائفاً وصفائحا
شادوا له مجداً صميماً شامخاً / أبقَى على الأعقابِ ذِكراً صَالِح
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ / فَبِكُلِّ صَقعِ بَحرُهُ موروُد
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ / لم يَشكُ من مَحلِ الزمانِ صعيد
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ / غَمَرَ البسيطَةَ بحرُهُ المورود
إن تَلقَهُ في يومِ جودٍ هامرٍ
إن تَلقَهُ في يومِ جودٍ هامرٍ / تلقَ السَّحابَ على البلادِ سوانِحا
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ / من غير مَسألَةٍ ولا وعدِ
تلقَى الوفودَ بِبابِهِ زُمراً / ما بَينَ مُستَعدٍ ومُستَجدِي
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ / أحيَت سَبِيلَ أبِيهِ والأجدادِ
جُودٌ يفيضُ على البلادِ وأهلِها / يَقضِي بأنَّكَ واحدُ الأجوادِ
وبسالةٌ نَحوَ العِدا فتكاتُها / مثل الظُبى سُلَّت مِنَ الأغمادِ
فَحِمَى عَرِينكَ مَربَضُ الأسادِ / ونَدَي يَمِينِكَ مشرَعُ الورادِ
فمكارمٌ آثارُها مأثورةٌ / برّزت فيها سابِقَ الأمجادِ
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى / حامي عَرِينِ الحَربِ يوم هياج
أو تَلقَهُ في يومِ حَربِ عَوانِهِ / فالليثُ صالَ على قَطيعِ نِعاج
أو تلقَهُ في يومِ بذل هِباتِهِ / فالغيثُ سالَ بواكِفِ عجاجِ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ / فيه يُراقِبُ ربَّهُ ويُناجِي
تردِيدُ ذِكرِ اللهِ فيه أنسُهُ / لا أنسَ بالأرمالِ والأهزاجِ
رمضانُ قَد وفَّاهُ حَقَّ عبادةٍ / تَمَّت فليسَ تَمَامُهُ بِخَرَاجِ
فإمامُنا في مسجِدِ الأذكار أو / في حَومَةِ الإلجامِ والإسرَاجِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ / فالأجرُ فيهِ ثِابتٌ ويزيدُ
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي / ملأ البسيطَةَ كُلَّها تحمِيدُهُ
قامَت لدين اللهِ فيهِ شَعَائِرٌ / فرسُوُمُه محفوظةٌ وحدودُهُ
فاضَت عليه من فِدَاكَ نَوَافِلٌ / عَمَّت كما فاضَت عليكَ سعودُهُ
جِئتَ المصلّى في سَكِينَةِ خاشعٍ / حتى أقيمَ ركوعه وسجودُهُ
وأقَمتَ من قربانِهِ ما سنَّه الد / دين الحَنِيفُ قريبُهُ وبعيدُهُ
في شرع إبراهيم أُبرِمَ حُكمُهُ / وبِشَرعِ دينِ محمَّدٍ تجديدُهُ
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً / إنَّ القلوبَ صَنَائِعُ الإحسانِ
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت / وخُلُوصُها بِرِضَا الإلهِ شَهِيدُ
يا أيها الملك الذي آلاؤه
يا أيها الملك الذي آلاؤه / تنمي وتهمى ما لها تحديدُ
قسم الزمانُ جهادَهُ وسماحَه / فيذودُ عَن دينِ الهُدى ويجودُ
ذو عزمةٍ لو للعيونِ تمثَّلت / فضرامُ نارٍ شبَّ منه وقودُ
ذو همة لو قد تَجَلَّى شَخصُهَا / لغدا له فوق السِّمَاكِ صُعودُ
لأقلتَ دينَ اللهش من عَثَرَاتِهِ / فجزاؤُكَ التَّمكِينُ والتمهِيدُ
وَكَفَيتَ حالَ المعتدي والمجتدي / ها ذاك محدودٌ وذا مجدودُ
والمجتدي برجائه لَكَ مُصفَدٌ / والمعتدي بعناده مصفودُ
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا / والدينُ مِنهَا جَاهِدٌ مجهودُ
أمضَيتَ في ذاتِ الإلهِ ودينِهِ / عَزماً له التصويبُ والتصعِيد
وغزوت لُورقَةَ معقلَ الكفر الذي / قد عانَدَ الأفكارَ مِنهُ عَنِيدُ
من فاتكٍ في كلِّ حِينٍ لَم يَزَل / يُوهي قُوَى الإسلام مِنهُ جَلِيدُ
فتركتَهُ قاعاً يَباباً مثلمَا / تركت مساكِنَها العِظامَ ثَمُودُ
والآن أعمَلتَ الرِّكابَ لِعَزمَةٍ / مِن شانِها الإدراكُ والتسدِيدُ
جَهَّزتَ نحوَ الرومِ جُنداً غالباً / وله مِنَ النَّصرِ العزيزِ جُنودُ
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال / أُسدِ الضَّوارِي يرتقبن وثوبا
عشرينَ شهراً في حروب جَمَّةٍ / ما زالَ فيهم حزبهم مَحرُوبا
يا ناصرِي مَن جاءَ بالصِّدق اصبروا / فالرومُ تَحمِي دِينَها الكذُوبَا
حاشاكُمُ يا عابدِي الرَّحمن أن / تضهِنوا لِقَومٍ يَعبُدونَ صَلِيبا
فالدين مَنصُورٌ ولكن نَصرُهُ / قد صَيَّرَتهُ ذُنُوبنا مَحجُوبا
والحَقُّ يَدمَغُ باطِلا لَو لَم يَكُن / حَقاً بأهواءِ النُّفُوسِ مَشُوبا
تُوبُوا عبادَ الله تَوبَةَ مُخلِصٍ / لِلّهِ تَمحُو بالمتَابِ الحُوبا
واستقبلوا للنَّصرِ وَجهاً مُبدِياً / فَتحاً كما وَصَفَ الكِتَابُ قَرِيبا
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ / ومُقِيمُ سُنَّتِهش ومُمضِي حدِّه
لما رأيتَ الكفرَ أرهفَ حدَّهُ / وعتا عُتُواً جازَ غايةَ حدِّه
والرومُ قد شَبَّت ضِرَامَ حُرُوبِها / فالأرضُ نارٌ تَلتَظِي مشن وَقدِهِ
والبحرُ قَد غُصَّت بها أرجاؤُهُ / مِمَّا يُكاثرهُ الحَصَى في عدِّه
وبمجمع البحرينِ منها عَسكَرٌ / قد سُدَّ عن سبل الجهاد بجهده

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025