المجموع : 179
الحمدُ حقُّ الحمدِ للرّحمن
الحمدُ حقُّ الحمدِ للرّحمن / كافي العدوّ وناصرِ الإيمانِ
ومكيِّفِ الصنعِ الكريم ودافِع ال / خَطبِ العظيمِ وواهبِ الإحسانِ
في كلِّ أمرٍ للمُهَيمِن حكمة / أعيَت على الأفكارِ والأذهانِ
يا أيها الولدُ النجيبُ افخر عَلَى
يا أيها الولدُ النجيبُ افخر عَلَى / أبناءِ عصركِ راقياً رتب العُلَى
وردَت عليَّ بطاقةٌ مُوشيَةٌ / ببدائع للنّظمِ رائقةِ الحلا
أما مداكَ فغايةٌ لم تُلحَقِ
أما مداكَ فغايةٌ لم تُلحَقِ / أعيَت على غُرِّ الجِيادِ السُبَّقِ
فاشرَح بِسَعدِكَ كُلَّ مَعنىً مُشكِلٍ / وافتَح بِسَيفِكَ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ
واغزُ العِدا واصدَع بعَزمِكَ مُطلعاً / نورَ الفُتوحِ بمغربٍ ومشرقِ
لِلَّهِ منكَ مَشاهِدٌ مَشهورةٌ / عند الإلهِ بِمثلِها لم تُسبَقِ
مثلُ الحفيرِ بها الذي باشَرتَهُ / فِعلَ الرسولِ وَصَحبِهِ في الخَندَقِ
وَكَفى بِنِيَّتِكَ الكَريمَة أَنَّها / تَهدِي السَّبيلَ بِنورِها المُتألِّقِ
فأَكرِم بها من غَزوَةٍ مَنصورَةٍ / طلعت على الدنيا بوجهٍ مشرقِ
من أسرة النصر الألى هم ناصحو
من أسرة النصر الألى هم ناصحو / بعزائم الصِّدقِ الأمين الناصِحا
هم أسَّسُوا المُلكَ المشيدَ بناؤُهُ / فكفَوا به الإسلامَ خَطباً فادِحا
فاستفهِمِ الأيامَ عَن أخبَارِهم / تُطلَع عَلَيكَ صحائفاً وصفائحا
شادوا له مجداً صميماً شامخاً / أبقَى على الأعقابِ ذِكراً صَالِح
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ / فَبِكُلِّ صَقعِ بَحرُهُ موروُد
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ / لم يَشكُ من مَحلِ الزمانِ صعيد
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ / غَمَرَ البسيطَةَ بحرُهُ المورود
إن تَلقَهُ في يومِ جودٍ هامرٍ
إن تَلقَهُ في يومِ جودٍ هامرٍ / تلقَ السَّحابَ على البلادِ سوانِحا
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ / من غير مَسألَةٍ ولا وعدِ
تلقَى الوفودَ بِبابِهِ زُمراً / ما بَينَ مُستَعدٍ ومُستَجدِي
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ / أحيَت سَبِيلَ أبِيهِ والأجدادِ
جُودٌ يفيضُ على البلادِ وأهلِها / يَقضِي بأنَّكَ واحدُ الأجوادِ
وبسالةٌ نَحوَ العِدا فتكاتُها / مثل الظُبى سُلَّت مِنَ الأغمادِ
فَحِمَى عَرِينكَ مَربَضُ الأسادِ / ونَدَي يَمِينِكَ مشرَعُ الورادِ
فمكارمٌ آثارُها مأثورةٌ / برّزت فيها سابِقَ الأمجادِ
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى / حامي عَرِينِ الحَربِ يوم هياج
أو تَلقَهُ في يومِ حَربِ عَوانِهِ / فالليثُ صالَ على قَطيعِ نِعاج
أو تلقَهُ في يومِ بذل هِباتِهِ / فالغيثُ سالَ بواكِفِ عجاجِ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ / فيه يُراقِبُ ربَّهُ ويُناجِي
تردِيدُ ذِكرِ اللهِ فيه أنسُهُ / لا أنسَ بالأرمالِ والأهزاجِ
رمضانُ قَد وفَّاهُ حَقَّ عبادةٍ / تَمَّت فليسَ تَمَامُهُ بِخَرَاجِ
فإمامُنا في مسجِدِ الأذكار أو / في حَومَةِ الإلجامِ والإسرَاجِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ / فالأجرُ فيهِ ثِابتٌ ويزيدُ
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي / ملأ البسيطَةَ كُلَّها تحمِيدُهُ
قامَت لدين اللهِ فيهِ شَعَائِرٌ / فرسُوُمُه محفوظةٌ وحدودُهُ
فاضَت عليه من فِدَاكَ نَوَافِلٌ / عَمَّت كما فاضَت عليكَ سعودُهُ
جِئتَ المصلّى في سَكِينَةِ خاشعٍ / حتى أقيمَ ركوعه وسجودُهُ
وأقَمتَ من قربانِهِ ما سنَّه الد / دين الحَنِيفُ قريبُهُ وبعيدُهُ
في شرع إبراهيم أُبرِمَ حُكمُهُ / وبِشَرعِ دينِ محمَّدٍ تجديدُهُ
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً / إنَّ القلوبَ صَنَائِعُ الإحسانِ
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت / وخُلُوصُها بِرِضَا الإلهِ شَهِيدُ
يا أيها الملك الذي آلاؤه
يا أيها الملك الذي آلاؤه / تنمي وتهمى ما لها تحديدُ
قسم الزمانُ جهادَهُ وسماحَه / فيذودُ عَن دينِ الهُدى ويجودُ
ذو عزمةٍ لو للعيونِ تمثَّلت / فضرامُ نارٍ شبَّ منه وقودُ
ذو همة لو قد تَجَلَّى شَخصُهَا / لغدا له فوق السِّمَاكِ صُعودُ
لأقلتَ دينَ اللهش من عَثَرَاتِهِ / فجزاؤُكَ التَّمكِينُ والتمهِيدُ
وَكَفَيتَ حالَ المعتدي والمجتدي / ها ذاك محدودٌ وذا مجدودُ
والمجتدي برجائه لَكَ مُصفَدٌ / والمعتدي بعناده مصفودُ
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا / والدينُ مِنهَا جَاهِدٌ مجهودُ
أمضَيتَ في ذاتِ الإلهِ ودينِهِ / عَزماً له التصويبُ والتصعِيد
وغزوت لُورقَةَ معقلَ الكفر الذي / قد عانَدَ الأفكارَ مِنهُ عَنِيدُ
من فاتكٍ في كلِّ حِينٍ لَم يَزَل / يُوهي قُوَى الإسلام مِنهُ جَلِيدُ
فتركتَهُ قاعاً يَباباً مثلمَا / تركت مساكِنَها العِظامَ ثَمُودُ
والآن أعمَلتَ الرِّكابَ لِعَزمَةٍ / مِن شانِها الإدراكُ والتسدِيدُ
جَهَّزتَ نحوَ الرومِ جُنداً غالباً / وله مِنَ النَّصرِ العزيزِ جُنودُ
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال / أُسدِ الضَّوارِي يرتقبن وثوبا
عشرينَ شهراً في حروب جَمَّةٍ / ما زالَ فيهم حزبهم مَحرُوبا
يا ناصرِي مَن جاءَ بالصِّدق اصبروا / فالرومُ تَحمِي دِينَها الكذُوبَا
حاشاكُمُ يا عابدِي الرَّحمن أن / تضهِنوا لِقَومٍ يَعبُدونَ صَلِيبا
فالدين مَنصُورٌ ولكن نَصرُهُ / قد صَيَّرَتهُ ذُنُوبنا مَحجُوبا
والحَقُّ يَدمَغُ باطِلا لَو لَم يَكُن / حَقاً بأهواءِ النُّفُوسِ مَشُوبا
تُوبُوا عبادَ الله تَوبَةَ مُخلِصٍ / لِلّهِ تَمحُو بالمتَابِ الحُوبا
واستقبلوا للنَّصرِ وَجهاً مُبدِياً / فَتحاً كما وَصَفَ الكِتَابُ قَرِيبا
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ / ومُقِيمُ سُنَّتِهش ومُمضِي حدِّه
لما رأيتَ الكفرَ أرهفَ حدَّهُ / وعتا عُتُواً جازَ غايةَ حدِّه
والرومُ قد شَبَّت ضِرَامَ حُرُوبِها / فالأرضُ نارٌ تَلتَظِي مشن وَقدِهِ
والبحرُ قَد غُصَّت بها أرجاؤُهُ / مِمَّا يُكاثرهُ الحَصَى في عدِّه
وبمجمع البحرينِ منها عَسكَرٌ / قد سُدَّ عن سبل الجهاد بجهده