القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 92
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ / يكفيه ما يلقاه من بُرَحائِهِ
لا داء أقتل للشجي من الهوى / وحياته في أن يموت بدائِه
لا تعذلنّ على الصبابة مغرما / يمسي ونار الشوق حشو حشائه
إن لم تكن خلاًّ تعين فلا تكن / عونا عليه وخلِّهِ بعنائه
ومهفهف كالغصن هزّته الصبا / يصبي الحليم بخطره المتتائه
عجبا لحمرة خده كيف اغتدت / تزداد فرط تضرم في مائه
بدر يتيه بشعره وظلامه / وبنور صبح جبينه وضيائه
لم أنسه إذ زارني متستراض / يترقب الغفلات من رقبائه
يخفي فتعرفه الوشاة بنفحة / من عرفه كالمسك عند ذكائه
وحياته لولا الحياء وخوفه / أكثرت من تقبيل ورد حيائه
سقيا له ما كان أحلى وصله / لو لم ينغصه بمر جفائه
لهفي على غي الشباب وإن غدا / رشد المشيب ملفعي بردائه
أيام اسكنني السواد وحسنه / من قلب ذات الخال في سودائه
جار المشيب فليته متعلم / من عدل مولانا وحسن وفائهِ
أقسمت ما طئ الثرى متخلف / أندى يدا منه ببذل ثرائه
طود منيع من ذؤابة هاشم / تجد النعفاة القيء في أفنائهِ
خضل الجناب الرحب تخضر المنى / لمؤملي جداواه في خضرائهِ
بخلائق كالروض حيّاه الحيا / سحرا وأضحك زهرة ببكائهِ
المستضي فينا بأمر أنهِهِ / والمستضاء برأيه من بطحائهِ
من معشر أضحي الحطيم وزمزم / ارثا لهم والركن من بطحائهِ
ضحكت له آيامنا واستبشرت / جذلا به وتخايلت كالتائهِ
مازال يهنأ داءها فلو أنها / ملكت لسانا أفصحت بهنائهِ
فالعدل قد ملاء البسيطة مساكناً / فيها وقد أرخى فضول ملائهِ
ملك الرعية بالجميل فأصبحوا / وهم على الإطلاق من أسرائهِ
هذا يروح متيم دعوته وذا / حدب عليه يخصه بدعائهِ
داوى مريض الفقر وهو على شفا / فأتاه عاجل بره بشفائهِ
كم حادث جلّى جلاه مفرجا / بعزيمة كالسيف عند مضائهِ
إن جاشت الحرب العوان فعنده / جيش يلوح النصر في أثنائهِ
وسوابغ كالغدر روشّتها الصَبا / وصوارم كالبَرقِ في لألائهِ
قسم المنايا والمنى لعداته / وعفاته في أخذه وعطائهِ
ما أسودّ ظن أخي رجاء مخفق / وأتاه إلا أبيض وجه رجائهِ
غيث يجود لنا بصفوةِ مالِهِ / كرماً إذا ما الغيثُ ضنَّ بمائِهِ
خلوا على آبائه وتأملوا / فبمجده شاد العلى وآبائهِ
أأبا محمد الامام دعاء من / أضحى نداك ملبِّياً لندائهِ
لقد اعتلقت من الوزير بمحصد الت / تَدبير مضاء على غلوائهِ
عضد الإله الدين منه بأروع / وَرِعٍ يحل المشكلات برائهِ
مغرى بحبك ما صفا ود امرئ / في سائر الدنيا لكم لصفائهِ
كم خاض بحر وفي إلى أعدائكم / وأهاج نار الحرب في هيجائهِ
فالله يمنعنا ويحمي سر بنا / ببقاء ملكك دائما وبقائهِ
فتهن شهرا خبَّرتك سعودُهُ / بمسو جدّ صاعد وعلائهِ
وأسلم ودم ياخير خلق يجتدى / ما لاح نجم في أديم سمائهِ
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما / ما عجت في تلك الرسوم مسلما
ولما رأى الواشون مني مدمعا / وشى محيلا من ثراه ونمنما
لا زال صوب المزن يسقى معلما / فيه سحبت رداء لهوي معلما
وتنفست فيه الرياح ولا ونت / جرع الغمام تجود جرعاء الحمى
أيام غصن الوصل أخضَر ناعمِ / ما سال إلا واستمال متيما
والكأس دائرة بكف غريرة / كالورد خداً والأتاحي مبسما
ممطورة ماء الشباب تمد لي / كفا يكف عن السلو ومعصما
رؤد الصبا عمداً أطعت صبابتي / في حبها وعصيت فيها اللوّما
ياعتب لا عتب على طيف سرى / حيا فأحيا مستهاما مغرما
يجد العذاب لديك أعذب مورد / والغنم إلا من وصالك مغرما
لا تأخذي بدمي وكلك قاتلي / إلا اختصار الخصر أو خصر اللما
ولقد تسدّيت الظلام بأينق / كوم برى الإسادُ منها إلا عظما
يمرقن من تحت الغوارب أسهما / ويعد من حر الهواجر سُهَّما
يطلبن خير خليفة من هاشم / خلفت أنامله الغيوث السجما
المستضي فينا بأمر الهِهِ / أبدا ما ليل خطب أظلما
المضحك الأيام بعد عبوسها / بالعدل والمبكي أعاديهِ دما
كم فك مأسورا وأفنى ظالما / وأغاث ملهوفا وأغنى معدما
بأبي محمد الأمام المجتبي / حمد الزمان وكان قبل مذمما
ملك حبانا بالتلاد وهمّنا / بالجود أَنجدَ في البلاد وأتهما
فالجور قد اضحى بعبدا داره / والعدل قد ألقى عصاه وخيما
من معشرِ إن أظلمت شيم الورى / طلعوا بدورا للعفاة وأَنجما
لم يمنعوا سؤالهم بل مانعوا / عن بيضة الإسلام أن يتهضما
ورثوا المصلى والحطيم كليهما / والحِجر والحَجَرَ اللّطيمَ وزمزما
لله منه هاشميا طال ما / لقي الكتيبة مقدِما متقدّما
سله الجزيل إذا غدا متبسِّا / واحذر سطاه إذا بدا متجِّهما
فلقد سما يعلى على قرشيّة / هرم الزمان ومجدها لن يهرما
شرف علا شرف النجوم مطنب / فتراه من قدم الليالي أقدما
وإذا طلبت له الشبيه وجدته / فذاً ونعماه الجزيلة توأما
تحلو مجانيه ويعفو قادرا / عن ذنب جانبه إذا ما أجرما
كم أبرم الأمر السحيل برأيه / ولكم به نقض القضاء المبرما
يؤي مجاريه ويضحي جاره / حرما على ريب الزمان محرَّما
كم شد أزر الملك رأى وزيره / وأقام منآد الأمور وقوَّما
عضد الهدى والدين والطود الذي / طال الرجالَ رزانةً وتحلما
المقتني للحادثات قواضيا / في الروع مفطرة وخيلا صوما
وسوابغا زغف المتون كأنما / يشتن لابسها غديرا مفعما
تدبير من أضحى أتمَّ خليفة / وأجل من ساس الأمور وأحزما
ساعده بالتوفيق رب وكن أذلا / لسعادة المولى الإماما متمما
لا زال معسول الخلال ممدّحاً / جذلانَ موفورَ الجلال معظما
ودعت قلبي في الخليط المنجد
ودعت قلبي في الخليط المنجد / فتقاعد يا عين بي أو أنجدي
هذا الفراق ولو أردت زيادة / مما لقيت من الأسى لم تزدد
من مبلغ العذال عني أنني / مقتول قاتلة اللواحظ لاتدى
تثني على البدر اللثام وتنثني / عن مثل خوط البانة المتاود
ما كان لي جلد فأدَّى بعدها / لكنما أودى الغداة تجلدى
ذات القلائد ما أحلّ لك الهوى / قتلي وقد حلَّلتهِ فتقلَّدي
ورحلت حين رحلت عنك بمقلة / عبرى وغلّة لم تبردِ
سقت العهاد عراص معهدك الذي / جمع الصبابة والصِّبا من معهد
وونت بقوته الرياح ولا ونى / دمع الغمام يروح فيه ويغتدي
فكرت عصر شبيبة قضَّيته / فيه ولما اقضى حق مفنَّدي
عصرا بلغت به المنى فكأنه / عصر الأمام المستضيء الأمجد
مولى الأنام أبي محمد الذي / ورث الفخار عن النبي محمد
ذي المكرمات الغر والمنن التي / نفد الزمان وذكرها لم ينفد
ذاك الذي أضحى مآل محلأٍ / عن ورده وثمال عاف مجتدي
يبدوك بالمعروف قبل سؤاله / لله ما أهنا عطاء المهتدي
ملتف أعراف الوشيج إذا أنتمي / أي المنابت والثرى والسؤدد
وأرى زناد العزم لم يرقَ دجىً / في ليل مشكلة برأى مسلد
هامي سحاب الراحتين لآملٍ / سامي منار المجد ذاكي المصّدِ
ذو همة قد جاوزت بعلوها / هام السّماك معا وفرق الفرقدِ
هجدت رعاياه غداة رعاهم / أمنا بمقلة خاشع متهجدِ
ملك إذا ظمى السنان بكفه / فو يد من عاداه اسم لموردِ
وإذا سيوف الهند أوردها الوفى / بيضا أعاد لجينها كالعسجد
أخذت يداه بمُسهمةٍ ما مثلها / في المجد ثم رمت بسهم مسدد
أخليفةَ الرحمن يا من ربعه / كلأَ العفاة ونجعة المسترفدِ
بدَّدت شمل لهاك ما بين الورى / يا جامعا شمل العلى المتبددِ
يا من ترى أفعاله مبيضة / في كل سدفه عام جدب اسودِ
لازلت مقصود الجناب ميَّمما / دانى المقاصد ذا عد ومقصدِ
قد جدت لي كرا وأحسن ما يرى / مجود الجواد الخرق عند
بأبي وزيرك أنه وزر الورى / في الحادثات ورب رأيِ محصدِ
تلقاه أشجع من يجرد في الوغى / سيفا وينهد فوق نهد أجردِ
وتراه اهدِى القوم تحت عجاجةٍ / والخيل تعثر بالقنا المتقصدِ
متعودا خوض الكرائه لم يزل / بك في الشجاعة والسماحة يقتدي
متعرضا لعداتكم ولقائهم / في عارض زجل الجوانب مزبدِ
أبصرته فرأيت احسن منعم / تقذى برؤيته عيون الحسَّدِ
ياكالي الإحسان أَنت حميته / وسددت ثلمته التي لم تسددِ
يا واحد الدينيا ويامن حبه / فرض به استمساك كل موحدِ
لازلت طلق الكف منهمر الندى / بالرفد للطلاب مخضر الندى
ولقيت عيدك ألف عام عائد / بسعادة تبقى وعز سرمدِ
لا زلت سبط الكف منهمر الندى / بالرفد للطلاب جعد ثرى اليَّد
ومعنف لي إذ رآني مثريا
ومعنف لي إذ رآني مثريا / أدبا ومن كسب الثراء عديما
يلحى علَى أن استميح وإن أرى / بضراعة في محفل موسوما
صاحبته لاضعف عند مبخل / يوما ولا بعت الثناء لئيما
ومدحته والمدح يحسن بالذى / يعطي الألوف ويقطع الإقليما
حييت من طلل ومعهد
حييت من طلل ومعهد / قد حال عما كنت أعهد
وتلاعبت برسومه / أيدى البلى حتى تأبد
فلئن عفى وتجنبت / فيه البروف براق ثهمد
فلكم ربعت بربعه / وجمعت شمل هوى مبدد
أيام أغصان الشبيبةِ / في رياض اللهو ميَّد
والوصل منتبه الجفو / ن وأَعين الرباء هجدّ
مع كل أحوى أحور / ومهفهف الكشحين أغيد
قمرى بأن إن شدا / وقضيب بان أن تأود
جذلان أوردني الحما / م بخجله الخد المورد
متفرد بالحسن قل / ب مخبه بالحزن مفرد
زين الموشح والمسو / ور والمخلخل والمقلد
كم التقي منه الصدو / د بذلك الصدر المصدد
وأقول يلتفت الظلو / م إلى تلدد من تلدّد
ويرق لي من عبرة / تجري على خد مخدد
فإذا تناصفه أقا / ل وتيه بالحسن أزيد
يا عاذ لاتي كم الا / م على الغرام وكم أفند
في حب غداريغا / درني قريح الجفن مكما
أرعى النجوم كأنها / في الأفق در في زبرجد
أترى حرام أن أبي / ت ولست ذا جفن مسهد
لأحمد إلا للإل / ه وللإمام الخرف أحمد
أعن أبا العباس أك / رم آل عباس وأجود
الماجد المبيض أفع / لا وهام الجدب اسود
والمطرف الراجي ندا / ه بمطرف منه ومتلد
باليمن معضود وبالت / فيق منصور مؤيد
ومردّد الإحسان ما / راجيه ممطول مردد
سداد أراب الثأى / بأصالة الرأى المسدد
هود التجارب باديات / عون نعمله وعود
إحسانه ما لا يحد / وجوده ما لا يعدد
ملك يهدّ ذرا الروا / سي أن توعد أو تهدد
نجد أغار سماحه / في الأرض جوالا وأنجد
لاجاره فَرِق ولا / معروفه رنق مصرل
ذو بنية رفع إلا ل / ه يفاصها العالي وشيد
عقد تعتقود مايحنا / في جيد مجد منه أجيد
فحديث كل سماحة / صحت فعن نعمامه تسند
وكأن عزمته وحد / د لسانه ظبتا مهند
البذل من عاداته / والمرء يألف ما تعود
والعزم ماض والفعا / ل مهذب والرأى محصد
وإذا تجرد للخطو / ب فسيفها المشهور مغمد
حامي الحقيقة مقدم / إن حام مقدام وعرد
في موقف فيه القنا / قصد وذمر القوم مقصد
الموت ينزل فيه بال / أرماح والأرواح تصعد
من هاشم وقصيها / في ذروة الشرف الموطد
آل الحطيم وزمزم / والبيت والركد الممجد
خلقت سرابيل الكرا / م وبرد فخرهم مجدد
الضاربين تغشرما / في الروع هامة كل أصيَد
والجاعلين قرى النزي / ل سديد كومهم المسرهد
يا ناصر الدين الخي / ف تمل بالملك المخلد
واسعد بعز مايزا / ل بقاء دولته مؤبد
ما أظلم الليل البهي / م وضاء للسارين فرقد
أبرق تألق بالغضا أم نار
أبرق تألق بالغضا أم نار / أم موهنا ضحكت إليك نوار
أنظر أبين قبابهم صور الدمى / محجوبة أم في الحدود صوار
رفعوا هوادهم فكم من حمرة / غطى عليها برقع وخمار
لا زال صبا بالعقيق ورِيُّهُ / صَخبُ الرواعدِ صَوبُهُ مِدرار
وسقى اللوى إذ عيشنا في ظلة / نضر وإذ عود الوصال نضار
وكؤوسنا بيد السقاة طوالع / مثل الشموس تديرها الأقمار
في روضة وشت الشمال بسرها / وهنا ووشت رقمها الأمطار
دارية النشر الذكي كأنما / نشرت بها طي البرود تجار
أومر فيها الخضر أو خضراؤها / ليل وزهر نجومه الأزهار
ومهفهف عبر الروادف زارني / فعلت على كثقلها أوزار
وشككت هل زناره من دقة / خصر له أم خصره الزنار
ودعته وراى الرقيب عناقنا / فسطا على ذاك الشقيق بهار
لعبت بلبي حالتاه فغرة / تجلو الظلام وموعد غرار
ما لذ لي نيل البخيل ولو غدا / فيه الغنى ويلذني الأعسار
هذا ورب قصائد اعتقتها / عن قصد مثر ربه الدينار
وجعلتها وفاعلي متكرم / يمناه واليسرى مني ويسار
وسماح عون الدين أحلف أنه / ذاك الجواد النافع الضرار
ملك يبشر سائليه بالغني / وجه طليق منه واستبشار
سبط اليدين إذا الأكف تجعدت / رحب الندى إن ضاقت الأعذار
شهد العيان بجوده لما غدت / عن غيره تتناقب الأخبار
كلف بأخذ الثأر في رهج الوغى / والجو أكلف والعجاج مثار
يغزو فتتبعه الوحوش لعادة / وثقت بها في الشبع والأطيار
هو واحد في المكرمات وجحفل / من باسه يوم الوغى جرار
أخذ الأمان على الزمان فجاره / مازال من كيد الخطوب يجار
خلوا القوافي السائرات لمجده / فهما بحق معصم وسوار
فعتاده في كل يوم أكدر / صافي الحديد فرنده موار
وذوابل طالت فاعمر العدا / في كل معركة بهن قصار
ما زرت ربع أبي المظفر مادحا / إلا لأكرم والكريم يزار
فسيوفه وضيوفه في غبطة / هذى تمور دما وتلك تسار
نشوان من طرب الثناء كأنه / ذو صبوة جارت عليه عقار
لله دارك وهي دار إقامة / بذل النضار بها وصين الجار
فلها رياض من خلائقك التي / راقت وأنملك الغزار بحار
عجبا لها فلقد حوت أقطارها / جودا تضيق لوسعه الأقطار
دارت لك الأفلاك فيها بالمنى / وقضى الزمان بنيل ما تختار
كالشمس أنت حللت في شرق الذرا / ودليل قولي إنه أذار
فاسعد بها واسمع بها رائية / غراء يخلب لفظها السحار
لو أنها سبقت زماني لادعى / أبياتها الحكمي أو بشار
يا كف يحيى ذي الندى والجود
يا كف يحيى ذي الندى والجود / سحي إذا شح الغمام وجودي
فلأنت بحر والاكف جلامد / شتان بين الماء والجلمود
فلقد خلقت لسد خلة معدم / ولفتح باب سماحة مسدودِ
علمت أكف فاعتلقت بثيب / منها لابكار السماح ولودِ
بأبي ندى يحيى الوزير فإنه / وزر المثل ونجدة المنجود
لدن المهزّة حين تخطب رفده / فإذا عجمت صلب العودِ
أرماحه طعناًُ تقصد في العدا / وندى يديه لقاصد وقصيدِ
وتخاله أسدا إذا غثي الوغى / في متن أجرد عاسل كالسيدِ
يهوي بنجم سنان رمح لم يزل / رجما لشيطان الوغى المريدِ
تتورد البيض الرفاق وكفه / في الروع من دم ثغرة ووريدِ
ولرب جيش كالكواكب بعدة / لجبِ تجيش به رحاب البيدِ
متألق الجنبات ترعد هيبة / في هبوتيه فرائض الرعديدِ
فكماته في مأتم بك مؤتم / وطيوره ووحوشه في عيد
فرقته بكعوب صدق ذابل / وبصدق باس كالحديد حديدِ
أوفيت عون الدين بالهمم التي / أوفت على همم الملوا الصيدِ
وبدأت بالإحسان ثم أعدته / فاسلم له من مبديء ومعيدِ
لله كم قلدتني مننا بها / أطلقت من أسر المطامع جيدي
وتعهداتك لي فأحسن منظرا / في العين من روض الحمى المعهود
ما مزنة كلفاء ممعة السنا / وطفاء ذات بوارق ورعود
لما طوت أفق البسيطة نشَّرت / خضر الملأ على الهضاب بالسودِ
يوما بأندى من يدٍ لك ثرة / فيها حيا فيه حياة وفودِ
فاستقبل العمر الجديد مهنأ / بقدوم صوم قد أطن جديد
لا زلت ترفل في رداء سعادة / وتجر ذيل النصر والتأييدِ
أوجوه غيد أم رياض ربيع
أوجوه غيد أم رياض ربيع / وكؤوس خمر أم نجوم هزيع
والماء قد صقل النسيم متونه / أم في جداوله متون دروعِ
والطل يجلوه الشقيق كلؤلؤ / أم وجنة مطلولة بدموع
أو ما ترى بَرد النسيم وقد ونى / سَحرا وبُرد الليل في توشيعِ
فاربع أشاطرك السرور وخلني / من ذكر أطلال عفت وربوعِ
واقطع أقاويل الوشاة فإنها / سبب لوصلة حبلنا المقطوعِ
واشرب بكف أعن مقتبل الصبا / خنه الشمائل والدلال بديعِ
ساجي اللحاظ تريك صنعه عينه / فتكاتِ مسنون الغرار صنيعِ
ما نم مسك عذارضي خدِّه / إلا ليظهر عذر كل خليعِ
يا هاجري كم ذا التجنّب والقلى / أَو ما تناصف ذلَّتي وخضوعي
إن كنت لم أعص الغرام فإنني / أصبحت للوّام غيرَ مطيعِ
والعذل في سمع المحب كأنه / مال العلاء يراد للتضييعِ
يعطي مؤمنه يغير شفاعة / ما رامه من نائل مشفوعِ
ترعى أمانينا حديقة جوده / فترود في خض النبات مريعِ
مستجمع الطرفين شمل عداته / أبداً وشمل لهاه غير جميعِ
أمواله بين العفاة مضاعة / وضميره للود غير مضيع
ثبت العزيمة لا يزال مقارعا / في حومة الهيجاء كل قريعِ
رفعت له آباؤه وجدوده / شرا بمشترف الرعان رفيعِ
قوم أصولهم أصول للعلى / وفروعهم للمجد خير فروعِ
يا قاطعَ البيداء يبري عنسَه / بالوخد بين برى وبين قطوعِ
كادت تطير برحله لولا الذي / جذبت به من أحبلٍ ونسوعِ
أخر بأبي فخر الدين وأعرف أنه / في الناس وصفيعِ
وأربع بربع الزيني معرسا / تذمم به خضراء كل ربيع
بمطهر الإراس مرهوب الطسا / والبأس ضرار اليدين تفوعِ
لماع أردية المواهب لا يني / يعصي ببراق الفرند لموعِ
يا من أمنتُ وقد خطبت أمانه / من كل خطب للزمان فظيعِ
ووضعت عن كتفي السؤال لغيره / والموت أطيب من سؤال وضيعِ
يفني بأجمعه ويبقى بعده / تقطيعه في أول المجموعِ
أسمع بمذهبها البديع وهاكها / تختال في التذهيب والترصيعِ
فصرت خطاها عن سواك فاقبلت / تمشي إلى جداوك مشي سريعِ
لا زلت تبقى منعما ماغريت / شمس النهار وشرقت لطلوعِ
دعني أكابد لوعتي وأعاني
دعني أكابد لوعتي وأعاني / أين الطليق من الأسير العاني
آليت لا أدع الملام يغرني / من بعد ما أخذ الغرام عناني
أولي تروض العاذلات وقد رأت / روضات حسن في خدود حسان
ولدى يلتمس السلو ولم أزل / حي الصبابة ميت السلوان
يا برق إن تجف الصقيل فطالما / أغنته عناء سحائب الأجفان
هيهات إن إنسي رباك ووقفة / فيها أغرت بها علم الغيران
ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته / فأضاعني وأطعته فعصاني
يسمي قلوب العاشقين بمقلة / طرف السنان وطرفها سبيان
خنث الدلال بشعره وبثغره / يوم الوداع أضلني وهداني
ما قام معتدلا يهز قوامه / إلا وبانت خبطة في البان
يا أهل نعمان إلى وجناتكم / تعزى الشقائق لا إلى النعمان
ما يفعل المران في يد قلب / في القلب فعل مرارة الهجران
ويح اللئام لقد رأوا أعراضهم / عرضا فباعوها بأثمان
يا حاسدي إن كان فضلي ضائعا / فيهم فقد عرف الزمان مكاني
أتيهم بالمدح وهو منخل / فأعود جين أعود بالحرمانِ
وأقول أعواني فإن أملتهم / لندى رأيت الحرب جدعوان
الفقر أمرضني وإن قناعتي / عن أن أطب بجودهم تنهاني
مازلت في بحرانه واليوم لي / بيديك يا ابن محم بحرانِ
إن رمت سقيا الحظ عندك رويا / ظمأى وإن رمت الشفا شفياني
لله من يحي يد نفاعة / نفاحة يحي بها الثقلان
معروفة بالعارفات فدهرها / في بسط مكرمة وقبض عنانِ
ملك مردى بالفخار معدل / رطب الغرار مردد الإحسان
وهاب ما ملكت يداه من اللهى / شباب نار الحرب والضيفان
يعفو عن الجاني ويدني بالندى / أبدا قطوف سماحه للجاني
آل الوحيد من العفاة وغيره / آل يلوح لمائه الظمانِ
أسد إذا ما سار في أجم القنا / لم يلف مفترسا سوى الفرسانِ
وإذا عصى باغٍ عليه رأيته / يمصي بلماع الفرند يمانِ
العفو شيمته وتحت عقابه / خيل تريك كواسر العتبانِ
يهب الجزيل لوفده متهللاً / يوم الندى ويهاب يوم طعانِ
ما روضة وشى الربيع ربوعها / ووشى بها عرف من الريحانِ
مطلولة الأرجاء يضحك زهرها / عن أبيض يقق وأحمر قانِ
كلا ولاسيل بمنعرج اللوى / زجل تغعر به لهي القيعانِ
يوما بأعبق من ثرى إبن هبيرة / طيبا وأغدق منه صوب بنانِ
وأبيد يا تاج الملوك وأنت من / يضح السيوف مواضع التيجانِ
صني فلست أبيع شعرى بعدها / في سوته همج وسوف هوانِ
أضحوا وما للشعر وزن عندهم / إني وقد عرفوه بالأوزان
فاصلح بجود يديك شأني علني / أحظي لديه بما يغيظ الشاني
وانظر إليَّ بعين جودك نظرة / علي أرى شخص الغنى ويراني
واسمح فما للسيل مثل مواهب / تسدى ولا للسيف مثل لساني
ما لي وللشعراء لا يقرون ما / أفرى ولا يجرون في ميداني
فغيبهم سفها يعجز مصقعا / وهجيتهم يبغي لحاق هجانِ
لو شاء من أبدى الوصال أَعادا
لو شاء من أبدى الوصال أَعادا / أو ممرض لي بالصبابة عادا
ما لي ألام على الغرام ولم أكن / يا صاحبي لتركه معتادا
سهلت طريف الصبر لولا زفرة / ملأت جفوني عبرة وسهادا
ولرب فتلاء الوشاح غريرة / ولع الصبا بقوامها فانادا
أهدت إليك صبابة لم تنسها / وأتتك في أترابها تتهادى
خاصرتها فخصرت لدنا ناعما / ولثمت معسول الرضاب برادا
وسقيتها الصهباء صوفا والدجى / قدَرت بُردُ شبابهِ أو كادا
يا سلم لو أنصفت خففت الأسى / عني وبدلت السهاد رقادا
أبعدت مرمى الوصل عمن رامه / وازددت مع قرب الرقيب بعادا
زيدي من الهجر المبرح انني / بعت اصطباري عنك فيمن زادا
وأبيك ما تجدين غيري عاشقا / كلفا ولا غير الوزير جوادا
ملك مباح حمى المكارم حامل / ماشئت إلا الوتر والاحقادا
يهب الكواعب محصنات والظبى / مشحوذة والصافنات جيادا
وعلاه لا صحبت عداه رؤوسهم / ما فارقت أسيافه الإغمادا
صبغت صوارمه الرقاق وخيله / وقناه ما ورد العجاب ورادا
أصبحت يا ابن محمد بن هبيرة / في الحرب أورى القادحين زنادا
أنت الذي قاد الردى نحو العدا / قسرا ولولا باسه ما انقادا
باسود غيل هجهجت يوم الوغى / بسطاك من جيش العدو نفادا
نبتوا على دين الخلاف فأصبحوا / لسيوف أرباب الرفاق حصادا
ناهضتهم في عارض متألق / لبست به شمس النهار حدادا
برقت به البيض الصفاح فلم تزل / حتى جعلت لبرقها أرعادا
لم يلف مسعود السادة عندها / كبتا ولم يجد الرشيد رشادا
وابيض منه سواده لما رأى / نقعا أعدت به الضحاء سوادا
ومضى هزيما وانثنيت مظفرا / ثبتا تعود لقصمة لا عادا
قسما لقدب لغت مناها أمة / أمسى لها تاج الملوك عمادا
ما شاد حصن في فزارة بعض ما / شادت يدا يحيى الوزير وسادا
الواطئين الهام في رهج الوغى / بسنابك تذر اليفا وهادا
قوم إذا استلموا ليوم كريهة / أفنوا العدا والمرهفات جلادا
لله مني شاعر خولته / منك الغنى فأجاد فيمن جادا
ينسيك كعباً والرميع ومالكا / والأعشيين وجرولا وزيادا
طبعا رزقت صناعة الشعر التي / أبدعت فيها بيد أن أتَبادى
شعر يفوح الشيح من أثنائه / عبقا وما جاوزته بغدادا
وافيتك ابن أبي صريحا لم أقل / سائل جدودي خثعما ومرادا
كم من فقير خامل أصفدته / وفككت بالإحسان عنه صفادا
لم ترض همتك الأراضي موطنا / فبنت على فرع السماك مهادا
أمسى عتادك كل محبوك القرا / أكرم به في الحادثات عتادا
وصوار ما مثل الخدود صقيلة / وذوابلا مثل القدود صمادا
يفديك من خاطبته بمدائحي / فكأنما خاطبت منه جمادا
ينسيه مدحي بخله فيهم إن / يعطي ولو أعطى لكان ثمادا
لولا نداك الغمر بت مبدلا / بالأهل أهلا والبلاد بلادا
في راحتيك النفع والضرر
في راحتيك النفع والضرر / يا من يدين لأمره القدر
أنت الذي في عمر موعده / أبدا وعمر عدوة قصرُ
أنت الذي آليت إنك لا / تبقي على شيء ولا ذرُ
أنت الذي لا ألعي يحصره / إن قال مبتدها ولا الحصرُ
أنت المسير كل مكرمة / بحديثها تتجمل السيرُ
بأبي إياد منك سالفة / راقت في صفوها كدرُ
ومواهب بالبشر تمزقها / في مثلها يتنافس البئرُ
يا من يروم اليسر من نفر / قفل المكارم عندهم عسرُ
أنزل بعون الدين وأدع به / أنا مقتر تتبادر البدرُ
سبط الأنامل رطبهن إذا / يبس الثرى وتجعد المطرُ
عقدت تمائمه على ملك / ما حل عقدة رأيه خورُ
يجفو الخنا ويعافه كرما / منه ويعفو وهو مقتدرُ
سيّان إن ذكرت عزيمته / في مأزق والصارم الذكرُ
حلو غداة السلم ممتدح / لكنه يوم الوغى صبرُ
لا الجود نزر من يديه إذا / أعطى ولا الإحسان مختصرُ
يعطيك فوق مناك من أمل / أملته فيه ويعتذرُ
متواضع والفخر يرفعه / متبلج والدهر معتكر
ومدرب في الحرب تعرفه / بيض الصوارم والقنا السمرُ
والسابقات تزينها أعذر / والسابغات كأنها غدرُ
ماروضة بالحزن باكرها / طل على المنثور منتثرُ
اغصانها من لينها هيفا / تحكي الخصور وماؤها خصرُ
نظرت إليها السحب باكية / فأتاك ببسم نبتها النضرُ
يوما باحسن من خلائقه / ولشبهها يستحسن الزهرُ
ففداء يحيى من عوائده / أن لا يرى في عوده ثمرُ
لم تخطر الجدوى بخاطره / وكذاك راح وماله خطرُ
يا من يصدق ظن أمله / لاغيرت أيامك الغِيَرُ
وبقيت يا من عصر دولته / للخائفين زمانهم عصرُ
لو أن كفك لامست حجرا / صلدا لا ورف ذلك الحجرُ
كم فيك لي غراء خالية / من كلفة أبياتها الغورُ
معقولة بنداك سائرة / ماسار يوما سيرها القمر
فاعطف عليها إنها قمر / أضحت إلى جدواك تفتقر
وافطر وعِيد وابق في نعم / كبد الحسود لها ستفطر
ولع النسيم وبانه الجرعا
ولع النسيم وبانه الجرعا / وصفاك إلا الحلي والردعا
يا دمية ضاقت خلاخلها / عنها وضقت بحبها ذرعا
قد كنت ذا دمع وذا جلد / فبقيت لا جلدا ولا دمعا
صيرت جسمي للضنى سكنا / وسكنت بعد قبالة الجزعا
يا من رأى أدماء سانحة / قلبي لها لا المنحنى مرعى
لاثت بمثل الدعص مئزرها / وجلت بعودا راكة طلعا
وإذا تراجعك الكلام فلا / تعدم لأيام الصبا رجعا
ولقد سعت بالراح تصبحني / سكرى اللواحظ وعثة المسعى
في مستنير الزهر ما صنعت / إبراده عدن ولا صنعا
باكرت مقترعا ثراه وما / ركت الحام لبانة فرعا
سلت عليه البارقات ظبي / لبس االغدير لحوفها دوعا
يا عاذلي إن شئت تسمعني / عذلا فشف لصخرة سمعا
طبعا جبلت على الغرام كما / جهل الوزير على الندى طبعا
ملك رزين الحلم منتقم / غير أن طبع مجتني المرعى
لطريره ونزيله قسمت / خلقاه ذاضرا وذا نفعا
سامي الندى يلقى العدا أبدا / وترا وتلقى جوده شفعا
هام تدر عليك أنعمه / عفوا لوم تبس لها ضرعا
لما صنعت له المديح رأى / حسنا فأحسن عنده الصنعا
مازلت تحت الخفض مستترا / حتى رأيت بمدحه الرفعا
قسما بمن حج الحجيج له / والمازمين ومن أتى جمعا
تسعى به فتلاء تحسبها / في نسعها من دقةٍ نسعا
ما زال سير الخمس ينحلها / حتى أطفن بمكة سبعا
إن الوزير فتى هبيرة لم / يرث السماحة والندى بدعا
الواصل المعروف حين رأى / لسواه في إيثاره قطعا
لوقيل زد وسعا على كرم / تأتيه طبعا فلم يجد وسعا
تغنيه يوم الروع سطوته / عن أن يخوض لمأزق نفعا
وبكفه قلم يصول به / يغني الفتير ويشعب الصدعا
فيه حياة للولي وللغم / ر المعادي حية تسعى
ففداء هون الدين كل فتى / يقلي السماح ويعشق المنعا
من معشر ليسوا إذا نسبوا / في الجود لا غربا ولا نبعا
بيض الوجوه فغن هم سئلوا / رفدا رأيت وجوههم سفعا
وافيت يا تاج الملوك على / وضع يخالف ذلك الوضعا
لما رايتَ البخل شرعهم / أرسلت تنسخ ذلك الشرعا
يا ابن الأولي وطئوا على عنفٍ / من حاسديهم آنفا جدعا
غرس مساميع ذوو لسن / مشحوذة لا تعرف القذعا
بلك يدفع النكبات نازلة / من ساورته فلم يطق دفعا
فلك سددت لآمل خللا / ولكم مددت لخامل ضبعا
لو كنت في زمن الكليم لما / دخل المِرا آياته التسعا
أعدد للحدثان كل فتى / لبى الكريهة قبل أن يدعا
ومهندا ما اهتز يوم وغى / إلا رأيت لبان لمعا
ومشرفا نهدا مراكله / جذعا تخال بلبته جذعا
يجري على الغايات فارسه / خبيا فتحسب طرفه سمعا
أحييتَ يا حيى الرجاء كما / أحيا وليَّ الديمة الرَّرعا
أنا ناظم الدر الثمين إذا / وأفاك غيري ناظما جزعا
فتهنَّ شهر الله وابق على / مر الشهور مهنئا جمعا
ما ناوح الدوحَ النسيم وما / طرب الحمام فرجَع السجعا
بك يا شهاب الدين أصبح مشرقا
بك يا شهاب الدين أصبح مشرقا / من منهج الآمال كلّ بهيمِ
ما أنت إلا طود حلم راسخ / وسحاب عارفة وبحر علومِ
لك راحة ما أن تزال بباطن / تسدي النوال وظاهر ملثومٍ
بأبي وبي أخلاقك الغرّ التي / كالرّوض ريض بوابل مسجومِ
يا من غدا الإحسان منه مخيّما / في خير أعراق وأكرم خيمِ
اليت أني لا أكّلف حاجتي / إلا كريما مثلك ابن كريمِ
وأرى العظيم القدر يذخر رفده / لدفاع كلّ عظيمة وعظيمِ
فأعنّ على دهري بعون مساعد / وانظر إلى فضلي بعين رحيمِ
خيلي وحقك كالخيال من الطوى / تمسي كما تضحي بغير قضيمِ
حتى كأن الناس قد أمنوا الهجا / وكأن عبدك من تجار الرومِ
أنعم به وأسلم على رغم العدا / جم الندى في غِبطة ونعيمِ
فالمجتدي منك الشعير بشعره / يا ابن المظفر ليس بالمحرومِ
قل للسعيد إذا مررت ببابه
قل للسعيد إذا مررت ببابه / وأزعف ليسمع سائر الجيران
إن كنت تمنعني هديّة واسط / حقدا وتوسعني من الحرمان
فَلَكَم حظيت بحرة من بيتكم / أحلى من الآزافه والسيلانِ
وظفرتُ ليلةَ زرتُها بظفائرٍ / زورٍ على حُجرٍ من الكتَّانِ
يا ابن الدوامي الذي مثّلت
يا ابن الدوامي الذي مثّلت / كفّاه في بذل الندى مثلا
لا زلت بحرا للسماحة مو / رودا وبدرا للعلى كملا
متنفلا في لمكرمات يرى / أمواله لعفاته نفلا
بعزيمة كالنجم ثاقبة / وصريمة تستخدم الأجلا
لما أتى شرف الزمان على / ريح الكبيس يكبس الحلالا
ترك المحوَّل بعد رمتها / والجمع ظلاّ كان فانتقلا
كم غارة شعواء شنَّ وكم / من فعلة في أهلها فعلا
فبقاء من يبقى بها عجب / من بعد ما قاسى الذي قتلا
ولقد رأيت ولا كرويته / حمل بن يد يتبع الحملا
ولقد رأيت ابناً له حدثا / فلقيت منه فارسا بطلا
يجلو الموائد وهي مترعة / شلت يمين الفارس ابن جلا
والله لولا تخمة عرضت / أكلاك في ضمن الذي أكلا
هي شقوة كانت عليك وقد / زالت وقطع كان فارتحلا
مولاي مجد الدين يا ملكا
مولاي مجد الدين يا ملكا / راجيه بعد الله لا يخطي
أنت الذي خلقت أنامله / عند انقباض الدهر للبسط
لولاك كان الشعر مطَّرحا / ملقى بغير جزا ولا شرط
تعطي عليه ولست تسمعه / وسواك يسمعه ولا يعطي
يبطا النوال لديه معتذرا / ويحب يأكل مدحه بطي
هجروا فواصل جفني السهر
هجروا فواصل جفني السهر / وسروا فبالا شواق لي أسروا
ولقد أبيت فراقهم حذرا / وكذا المحب من النوى حذرُ
أتكلف السلوان مجتهدا / عنهم وأنساه إذا ذكروا
وأبي الهوى لولا وشاتهم / فلم إلينا أعين خزرُ
لكشفت سر الوجد مذ سترت / عني خمور شفاهها الخمرُ
وخفرت في الحب الذمام / على خد يضرح ورده الخفرُ
وعليلة الألحاظ ساحرة / زارت فليلي كله سحرُ
كالظبي مرتاعا إذا نظرت / والغصن وهو مهفهف نضرُ
أذكى الجوى في قلب عاشقها / خصر لها ومبل خصرُ
يا علوما للمستهام بكم / يقضي ولا يقضي له وطر
قد قلت للمنضي طلائحه / في حيث لا طلح ولا سمرُ
يا من يروم اليسر من نفر / قفل المكارم منهم عسرُ
نفر إذا حاولت مجتهدا / بالمدح إيناسا لهم نفروا
هذا وزير العصر فادع به / أنا مقتر تتباكر البدرُ
فمتى وصلت أبا المظفر واس / تجديته فليهنك الظفرُ
سبط الأنامل رطبهن إذا / يبس الثرى وتماسك المطرُ
عقدت تمائمه على ملك / ما حل عقدة رأيه خورُ
يجفو الخنا ويعافه كرما / منه ويعفو وهو مقتدرُ
حلو غداةِ السلم ممتدح / لكنه يوم الوغى صبرُ
سيان إن ذكرت عزيمته / في مأزق والصارم الذكرُ
متواضع والفخر يرفعه / متبلج والدهر معتكرُ
يعطيك فوق مناك من أمل / أملته فيه ويعتذرُ
ومدرب في الحرب تعرفه / بيض الصوارم والقنا السمرُ
والسابقات يزينها عُذَر / والسابغات كأنها غدرُ
ما روضة بالحزن باكرها / طل على منثور ينتثرُ
نظرت اليها السحب باكية / فأتاك يبسهم نبتها النضرُ
يوما بأحسن من خلائقك الزُّ / هر التي من دونها الزهر
مولاي عون الدين يا ملكاً / في راحتيه النفع والضررُ
يا من يصدق ظن آمله / لا غيَّرت أيامك الغِيَرُ
يأبي أياد منك سالفة / راقت فما في صفوها كدرُ
ومواهب بالبشر تمزجها / في مثلها يتناقس البشرُ
ما أرتجي أوسا سواك على / دهري ولا لي خزرج أخرىُ
فسلمت للراجي نوالك ما / رق النسيم وأورق الشجرُ
يا علو ما لي بالغرام يد
يا علو ما لي بالغرام يد / زاد الأسى وتضاعف الكمدُ
حزني كحسنك ما لا أمد / يفضي إليه ولا لذا أمدُ
قد كنت ذا جلد فمذ علقت / عيناك بي لم يبق لي جلدُ
خود لها من در مبسمها / عقد وسحر جفزونها عقد
تزهو بطرف كحله كحل / فينا وجيد حلبه جيبدُ
وتكاد من لين معاطفها / تنخل أحيانا وتنعقدُ
لي من دموع العين إن هجرت / مدّ ومن جيش الأسلا مددُ
ضحكت خلال عتابها فبدا / لك لؤلؤ كالجمر تتقذ
وأنت بخمر وجنتها / نارية كالجمر تتقد
فالهم مطرود إذا طلعت / كاساتها واللهو مطرد
في روضة دمع الحيا خضل / في جوها ونباتها خضدُ
وغديرها هادٍ وآونة / عند اصطخاب الرعد يرتعدُ
يا دهر قصدك كل ذي أدب / حتم عليك فلست مقتصدُ
هو في صفاد الهم معتقل / ولذي الجهالة عندك الصَّفَد
يرجو البخيل ولا نوال له / والماء زبدة مخضه زبدُ
إن كان ينجده أخو كرم / فابن الدوامي الفتى النّجِدُ
طود إلى هضباته أبدا / من صولة الحدثان نستبدُ
لا مربع العافي بساحته / جدب ولا ورد الندى بمدُ
راجيه مجدود ومنهجه / أبدا إلى آماله جدد
لا ضير مع وجدان راحته / لو أن صوب الغيث مفتقدُ
يسدى بغير شفاعة مننا / من بعد تشفعها يد ويدُ
السائل الجدوى لسائله / حيث الأكف عن الندى جمدُ
خلقاه ذا لعداته مقر / صاب وذا لعفاته شهدُ
بالرأي ذلك من يذلُ له / ويخاف ثعلب رمحه الأسد
أنقد أبا الفرج الثناء فمن / أدى نقود الشكر ينتقدُ
حسدوك لما أن علوت وفي / طرف المعالي ينبت الحسدُ
لولا اعتمادك برنا بنيت / أبيات شعر مالهاعمدُ
معنى بلا لفظ يقوم به / وبغير روح يعطب الجسدُ
يا منبتي بندى أنامله / هرف فإن الناس قد حصدوا
واسلم وسلم ما وعدت به / فليوم وعدك لا يكون غدُ
وهواك أقسم أنه أوفى القسم
وهواك أقسم أنه أوفى القسم / ما كنت في السلوان إلا متهمُ
لي فيك طرف ما يلائمه الكرى / وفؤاد صعب قد ألم به الألم
يا مزمع الهجران عمداً والقلى / ما كان ما زعم العذول كما زعم
لك طرة كالليل إن أسدلتها / خفي الصبلاح وفرَّة تجلو الظلم
وجفون معتلّ الجفون سقيمها / تدوى الصحيح ولا تبلّ من السقم
هيهات يلفتني الوشاه بعذلهم / عن حب معتدل يجور إذا حكم
والله ما أبديا بغير وصاله / أو جود يحيى ذى النوال المقتسم
صب ببذل المكرمات متيم / ضمن راحتيه تعلمت صوب الديم
علقت أكف الراغبين وأمسكت / منه بحبل في النوائب ما انصرم
بأشم مصقول السجايا والحجى / غير ان معسول المزايا والشيم
أمسى يعد لكل يوم كريهة / عزم امرىء يمضي الأمور إذا عزم
وأصم معتدل الكعوب وأبيضا / كالبرق نضنض في الغمامة وابتسم
ومتنون صافية المنون كأنها / صرح يمرده النسيم إذا نسم
جذلان يضرم بأسه نارا الوغى / أبدا وينفح ما دحوه في ضرم
كم حاز من سيف واقليم معا / بذباب سيف في يديه أو قلم
واذا تأخرت الرجال رأيته / متقدما يوم الوغى ثبت القدم
من فوى أدهمٍ إن جرى أبصرته / ليلا تسدّى النقع أو سيلاً دهمِ
مولاي عون الدين مالك مهمل / نهب وعوضك مثل جارك في حرم
أيفوتني منك السماح بقول من / بيني وبينهم تفاوقت القيم
أو لست ناظم كل بيت سائر / لعلاك تنتشر النجوم إذا انتظم
لم يمدح الفتح الوليد بمثله / يوما ولا بعث البعيث إلى الحكم
وغدا تعود إلى العراف مظفرا / والعرب قد أوليتها ملك العجم
متقلدا بالنصر قدفت الورى / طرا وقدت عذا الخليفة عن أمم
واقوم ممتدحا لمجدك شاكرا / لجزيل ما خوّلتنيه من نعم
بعلاك أخلف صادقا لولا الذي / تجد العيال إذا بعدت من العدم
ما سرت إلا في ركابك غازياً / متعلما منك الشجاعة والكرم
أأبا الفضائل والفواضل والعلى
أأبا الفضائل والفواضل والعلى / والبر فضَّلت الإله على البشر
بأبي خلائقك اللواتي شاكلت / روضا ينم به شمال في سحر
أيجوز يا شمس المعالي والعلى / أني أصيف في قميص من قمر
من بعد مدحي الوزير مسيّرا / فيه من المدح المنقع والغررا
شعرا لو امتدح الشباب به وقد / ولى لاقبل والزمان لما غدرُ
ولقد تنقب وجه حظي عنده / ومتى سفرت لنجح آمالي سفر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025