المجموع : 8
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي / وبِما اصطَفَيتُكِ في الهوى فأثيبي
دومي أدُم لكِ بالصفاءِ على النوى / إنّي بعَهدكِ واثِقٌ فثِقي بي
ومنَ الدليلِ على اشتياقي عَبرَتي / ومشيبُ رأسي قبلَ حين مشيبي
أبكي إليكِ إذا الحمامَةُ طرَّبَت / يا حسنَ ذاك إليّ من تطريبِ
تبكي على فنَنِ الغصونِ حزينَةً / حزنَ الحبيبَةِ من فراقِ حبيبِ
وأنا الغريبُ فلا أُلامُ عَلى البُكا / إنّ البُكا حسَنٌ بكُلِّ غريبِ
أفلا ينادي للقفولِ برحلَةٍ / تشفي جوىً من أنفُسٍ وقلوبِ
ما لي صحبتُ على التعسُّفِ خالِداً / واللَه ما أنا بعدَها بأريبِ
تبّا لصُحبَةِ خالدٍ من صحبَةٍ / ولخالدِ بن يزيدَ من مصحوبِ
يا خالدُ بن قبيصَةٍ هيّجتَ بي / حرباً فدونَكَ فاصطَبِر لحروبي
لمّا رأيتُ ضمير غشك قد بدا / وأبيتَ غير تجهُّمٍ وقطوب
وعرفت منك خلائقاً جربتها / ظهرت فضائحها على التجريب
خليت عنك مفارقاً لك عن قلى / ووهبت للشيطان منك نصيبي
فلئن نظرت إلى الرصافة مرّة / نظراً يفرّج كربة المكروب
لأمزِّقَنَّكَ قائِماً أو قاعِداً / ولأروين عليك كل عجيب
ولتَأتِيَنَّ أباك فيك قصائدٌ / حبَّرتُها بتَشكُّرٍ مقلوبِ
ولأوذينك فوق ما آذيتني / ولأوسدنّ على نعاجك ذيبي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي / تَ بها إلى كفرٍ كفَرتا
ودعاكَ عامِلُ عسقَلا / ن إلى وليمَةٍ فطِرتا
فأقَمتَ سبتاً عندَهُ / وأقمتَ بعد السبتِ سبتا
ثمّ انصَرَفتَ ببطنَةٍ / وسَرَقتَ إبريقاً وطَستا
أنت امرُؤٌ لو متّ ث / مّ وجَدتَ ريح الخبزِ عِشتا
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ / سعيَ ابنِ عمّك في الندى داودِ
شتّانَ بينَكَ يا قبيصَ وبينَهُ / إن المُذّمَّمَ ليس كالمحمود
اختارَ داوود بناء محامِدٍ / واختَرتَ أكلَ شبارِقٍ وثريدِ
قد كان مجدُ أبيكَ لو أحيَيتَهُ / روحٍ أبي خلفٍ كمجد يزيدِ
لكِن جرى داوود جريَ مبَرِّز / فحَوى المدى وجرَيت جريَ بليدِ
داوود محمودٌ وأنت مُذّمَّمٌ / عجباً لذاكَ وأنتُما من عودِ
ولَرُبَّ عودٍ قد يُشَقُّ لمَسجدٍ / نِصفاً وسائِرهُ لحُشِّ يهودي
فالحُشُّ أنتَ لهُ وذاك لمَسجدٍ / كَم بينَ موضعِ مسلحٍ وسجودِ
هذا جَزاؤُكَ يا قبيصَ لأنَّهُ / جادَت يداهُ وأنتَ قُفلُ حديدِ
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب / فتجَنّي قتلي بلا وَتر
فلَئِن هلَكتُ لتلطُمِن جزَعاً / خدَّيكِ قائِمَةً على قَبري
سقَطَت إليكَ صحيفَةٌ بعتابِها
سقَطَت إليكَ صحيفَةٌ بعتابِها / يا بؤسَ قلبِكَ بالكتابِ الساقطِ
سألوكَ ما هذا التغافُلُ كلُّهُ / عنّا كأنَّكَ جئتَنا من واسطِ
يا حفصُ عاطِ أخاك عاطِه
يا حفصُ عاطِ أخاك عاطِه / كأساً تهَيِّجُ من نشاطِه
صرفاً يعود لوقعِها / كالظَبي أطلِقَ من رباطِه
صبّاً طوت عنه الهمو / مُ نعيمَهُ بعد انبساطِه
فبَكى وحُقَّ له البُكا / لشَقائِهِ بعد اغتباطِه
جزعَ المخَنَّثُ خالِدٌ / لمّا وقَعتُ على نماطِه
فانظُر إلى نزواتهِ / من منطقي وإلى اختِلاطِه
دعني وإيّا خالدٍ / فلأقطعنّ عُرى نياطِه
إنّي وجدتُ كلامهُ / فيه مشابِهَ ضُراطِه
رجُلٌ يُعِدُّ لك الوعي / دَ إذا وطِئتَ على بساطِه
وإذ انتظَرتَ غداءهُ / فخَلإِ البوادِرَ من سياطِه
يا خالِ صدَّ المجد عن / كَ فلَن تجوزَ على صراطِه
وعريتَ من حُلَلِ الندى / عُريَ اليتيم ومن رياطِه
فإذا تطاوَلَتِ الرؤو / سُ فَغَطِّ رأسكَ ثمّ طاطِه
ضيَّعتِ عهدَ فتىً لعَهدكِ حافظٍ
ضيَّعتِ عهدَ فتىً لعَهدكِ حافظٍ / في حفظِهِ عجَبٌ وفي تضييعكِ
ونأيتِ عنهُ فما لهُ من حيلَةٍ / إلّا الوقوفُ إلى أوانِ رجوعكِ
متخَشِّعاً يُذري عليكِ دموعَهُ / أسَفاً ويعجَبُ من جمودِ دموعكِ
إن تقتُليهِ وتذهبي بفُؤادهِ / فبِحُسنِ وجهك لا بحسنِ صنيعك
خفِّف على إخوانِكَ المُؤَنا
خفِّف على إخوانِكَ المُؤَنا / إن شِئتَ أن تبقى لهم سكَنا
لا تُلحِفَن إذا سألتَ ففي الإل / حافِ إحجافٌ بهِم وعَنا