المجموع : 115
شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ
شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ / فَبَنانُها مِنها خَضِيبُ دِماءِ
زَمَّتْ أَشعِتُها الدُّجَى فمضَى وَقد / سَلَبَ الحَبابُ قِلادَةَ الجَوْزاءِ
وَبَدَتْ على وَجَناتِ مَنَ طافتْ بها / فَرأَيتُ جَذْوَةَ مارِجٍ في ماءِ
حَمراءُ تُسكِرُ مِن جفونِ مُدِيرِها / ما أَشبهَ الحمَراءَ بالحَوْراءِ
يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ
يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ / فَضْلاً عَنِ الحاجاتِ لِلْؤُماءِ
فلقَدْ رأيتُ القومَ جَفُّوا أَيدياً / حتَّى كَأَنْ لمْ يُخلقُوا مِن ماءِ
ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ
ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ / بَذْلَ القِرَى فى القَفْرةِ البَيْداءِ
ولو أنَّ فيها حاتِماً مَنَعَ القِرَى / وغَدا ابنُ مَامَةَ باخِلاً بالماءِ
يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ
يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ / يُمسي الكَرِيمُ بها مُجَابَ دُعاءِ
يَمحُو سَوادَ اللَّيْلِ أَلويَةٌ لها / حُمْرٌ تَسِيرُ أَمامَ كُلِّ لِواءِ
يَأْوِي لها يَمَنٌ وقَيْسٌ رايةً / حَمراءَ تَصدُرُ عَن يَدٍ بَيضاءِ
فبِأَيِّ قدْحٍ نَرتَقِي لِعَلائِهِ / ما أَبعدَ الشِّعْرَى مِن الشُّعَراءِ
ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ
ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ / فَوقَ الذي يَحوِي مُجَابُ دُعائِها
سَالَتْ لكَ الرَّحمنَ في جُنْحِ الدُّجَى / تَحْتَ المُسُوحِ السُّودِ مِن ظَلمائِها
مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي
مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي / بَلْ عَزَّ عَنْكَ وعَنْ أَبيكَ عَزائي
أُجْرِي الدُّموعَ على الدُّموعٍ وذو الأسى / مَنْ طالبَ العَبَراتِ بالإبطاءِ
إنْ كانَ دَمْعُ العَيْنِ لَمْ يبلُغْ دَمِي / فَوَراءَ شُهْبِ الدَمْعَ جِمْرُ دِماءِ
ماصانَ أحمدُ مالَهُ عَنْ سَائلٍ / فَيَصُونُ مافي جَفْنِه مِن ماءِ
ولَطَالَما جَلِّى سَوادَ مَطالبِ / جُوْدُ ابنِ مُوسى ذِي اليَدِ البيضاءِ
وَلكَمْ أَبى في الجُودِ معنىً قد شأَى / مَعْناً بهِ وطَوى حَديثَ الطَّائي
مِن كُلِّ خَوَّاضِ الغِمارِ بِلأْمَةٍ
مِن كُلِّ خَوَّاضِ الغِمارِ بِلأْمَةٍ / نُسِجَتْ عليهِ مِن حَبابِ الماءِ
وكأنَّهُ وَيَداهُ في مِجْذافهِ / رَامَ الطّعانَ بِصَعْدةٍ سَمْراءِ
وتَخالُ جِلْستَهُ على كُرْسيّهِ / لِلجَذْفِ فَوقَ طِمِرَّةٍ جَرْداءِ
شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي
شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي / حَمَّلتَها لِلمَجدِ من أَعْباءِ
تَقِفُ البِحارُ ولَمْ تَقِفْ فارفِقْ بِها / أَو لَمْ تَكُنْ عُضْواً مِن الأَعضاءِ
ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ
ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ / بَدْرٌ يُعَدُّ البَدْرُ مِن رُقَبائهِ
يَحلُو مُقبَّلُهُ وبَرْدُ رُضَابهِ / كالأُقحوانِ غَداةَ غِبِّ سَمائِه
يَتشبّهُ الغُصْنُ الرَّطِيبُ بقدّهِ / يَا غُصْنُ فاتَكَ لَسْتَ من نُظَرائهِ
قِفْ نَبكِ أبياتَ القَريضِ فَإنَّها
قِفْ نَبكِ أبياتَ القَريضِ فَإنَّها / أقْوتْ وكَمْ حُرِسَتْ مِن الإقواءِ
ولَقَدْ يَقِلُّ لها بأَنْ تَبَلي دَمَاً / مَحْضاً لِوَحشتِها مِن الكُرَمَاءِ
عُمْرُ المُعمَّرِ والصَّغِير سَوَاءُ
عُمْرُ المُعمَّرِ والصَّغِير سَوَاءُ / والمَوْتُ دَاءٌ ليسَ مِنهُ دَوَاءُ
وإذا الرّدَى جَذَبَ الزِّحَامَ وسَيْرُنا / مُتَواصِلٌ فَمُنا خُنا البَيْداءُ
جَادَتْ بَهاءَ الدَّينِ صَنْدَلَ دِيمَةٌ / وَطْفاءُ تَقْفُو إثْرَها وَطْفاءُ
ذا صَنْدَلٌ فَوقَ الرؤوسِ مَكانُهُ / لِمْ لا وفيهِ لِلرؤوسِ شِفاءُ
شَجَّتْ جَبِينَ مُدامِها بالماءِ
شَجَّتْ جَبِينَ مُدامِها بالماءِ / فَبَنانُها مِنها خَضِيبُ دِماءِ
وَجَلَتْ مُخدَّرَةَ الدِّنانِ فَدَنُّها / مِن كَفّّها عَذْراءُ مِن عَذْراءِ
هَزَمَتْ أُشعّتُها الدُّجَى فَمضَى وَقَدْ / غَنِمَ الحَبابُ قِلادةَ الجَوْزاءِ
وَجَنَتْ على وَجَناتِ مَنْ طافَتْ بِها / فَرَأَيْتُ ناراً أُضرِمَتْ في ماءِ
حَمْراءُ تُسْكِرُ مِن جُفُونِ مُدِيرها / ما أشْبهَ الحَمْراءَ بالحَوْراءِ
جَاءَتْ بأَنواعِ النَّوَى فَمُجَلْبَبٌ
جَاءَتْ بأَنواعِ النَّوَى فَمُجَلْبَبٌ / أَدَباً وَعَارٍ ما لَهُ جِلْبابُ
وعلَى النَّفِيرِ لِمَرِّها أَثَرٌ عَفَا / فَهدَي إليهِ الحَائِرِينَ ذُبَابُ
وإذا رَجَعْتَ إلى الصَّحِيحِ فَإنَّهُ / عَتْبٌ وَعَيشِكَ لَيْسَ فِيهِ سِبَابُ
وإذا تَباعَدَتِ الجُسُومُ فَودُّنا / بَاقٍ ونَحنُ علَى النَّوَى أَحْبَابُ
بَيْنَ اللَّوَاحِظِ والقُلُوبِ
بَيْنَ اللَّوَاحِظِ والقُلُوبِ / لا تَنْطفِى نَارُ الحُروبِ
وَهُنَاكَ لَيْثُ الغَاب يَحْ / ذَرُ فَتْكَةَ الرَّشَأِ الرَّبيبِ
وأَنَا الجَرِيحُ بِلَحْظِ مَنْ / تَلْقَاهُ ذَا خَلٍّ خَضِيبِ
يُخفى دَمِي وَلَقلَّما / تَخْفَى إشاراتُ المُرِيبِ
مَمْلوكَُ مَوْلانا السِّرا
مَمْلوكَُ مَوْلانا السِّرا / جُ بِقَلْبهِ يُذْكي اللَّهِيبْ
قَدْ سَاوَأَتْهُ كُفِيتَ مِن / هُنَّ الحَوادِثُ والخُطوبْ
الخُبْزُ فُتَّ وزُبْدُنا قَدْ ذَابَا
الخُبْزُ فُتَّ وزُبْدُنا قَدْ ذَابَا / فَاهْمَعْ بِقَطْرِكَ لا عُدِمْتَ سَحَابَا
أَوْ بِالقُطارةِ أَو فَعَجلّ مُرْسَلاً / فَالعَيْشُ أصْبَحَ بَعْدَ حُلْوٍ صَابَا
والجَرُّ لَستُ أُحِبُّهُ في مَوْعِدٍ / مَاطَالَ شَيْءٌ في الوُعُودِ فَطَابَا
أَمْطِرْ نَواحِيَنَا التى قَدْ أَجْدَبَتْ / وَنَدا يَدَيْكَ بِكُلِّ قَطْرٍ صَابَا
أَبَا المُظفَّرِ مَا ظَفِرْتُ بِنعْمَةٍ
أَبَا المُظفَّرِ مَا ظَفِرْتُ بِنعْمَةٍ / إلاَّ وَجَدْتُكَ فَاتِحاً لي بَابَها
وإليكَ أُنهِي قِصَّةً لا سِيرةً / بِذيُولِ فَضْلِكَ أَعْلَقَتْ أسْبابَها
فَافْرِجٌ مَضِيقَ الكَرْبِ عَن فُرْجتِه / أَفْنَتْ لَدَى الشَّيْخِ الكَبِيرِ شَبَابَها
أَفنَيْتُ جِدَّتَها وَمَا خَانَ الصِّبَا / أَقْرانَها كَلاَّ وَلا أَتْرَابَها
وَلَطَالَمَا سَتَرَتْ قَبِيحَ مَلابِسي / مِن قَبْلِ مَاهَتَكَ الزَّمانُ حِجَابَها
وَغَدَتْ تُقِيمُ ليَ المحَافِلَ خِدُمَةً / جَعَلَتْ عَبِيداً لي بِها أَرْبَابَها
فَاغْنَمْ ثَنائي عَاجِلاً وَثَناءَهَا / وَارْبَحْ ثَوابي آجلاً وَثَوَابَها
وَاجْعَلْ لَها بَدَلاً وَعَطْفُكَ سَابِقٌ / تَوْكِيدَها وَمُحقِّقٌ إعْرابَها
مَوْلايَ فَخْرَ الدِّينِ دَعْوَةُ خَادِمٍ
مَوْلايَ فَخْرَ الدِّينِ دَعْوَةُ خَادِمٍ / مِنّي إليكَ وَذَاكَ بَعْضُ الوَاجِبِ
الدَّوْلَةُ الغَرَّاءُ عَيْنُ زَمَانِها / إذْ زَانَها مِنْكَ الإلهُ بِحَاجِبِ
الغَوْثُ قَدْ أَكَلَ الصِيّامُ ثيابي
الغَوْثُ قَدْ أَكَلَ الصِيّامُ ثيابي / وأَخَافُ أَكْلَ تَسَخُّطِي لِثَوابي
قَدْ بِعْتُ ماكُنتُ اشتَرَيْتُ وأَصعبُ الآ / لامِ بَيْعي في الشِّتاءِ جِبابي
هذا وَقَدْ هَجَمتْ عَلَيَّ جُيُوشُهُ / تَنْجرُّ أَطْلاباً علَى أَطْلابِ
فَبِبَاطِني أَلَم الخَوَاءِ وَظاهِري / أَلَمُ الهَوَاءِ فَلا تَسَلْ عَمَّا بي
فَأَشَدُّ مِن هذا نِدائي مُعْلِناً / لِنَدا الأَميرِ فَلا يُرَدُّ جَوابي
وَلَرُبَّ ذِي لُؤْمٍ غَلِطْتُ بِقَصْدِهِ
وَلَرُبَّ ذِي لُؤْمٍ غَلِطْتُ بِقَصْدِهِ / فَرَجَعْتُ عنهُ كَمَا تَسَوَّلَ خَائِبَا
وَذَممْتُ عَنّي فِعْلهُ وَشَكَرْتُهُ / لَمَّا رَجَعْتُ على يَدَيْهِ تَائِبا