القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 103
يَوْمَ أَتانا بَرْدُه في بُرْدَةٍ
يَوْمَ أَتانا بَرْدُه في بُرْدَةٍ / أَضْحَى بِها مِثْلَ الحَديدِ الماءُ
والأَرْضُ قَدْ بُسِطَتْ لِحُسْنِ صَنيعِه / بِالثَّلْجِ في الأَرْضِ اليَدُ البَيْضاءُ
فاحْضُر فَنحْنُ كما تُحِبّ بِمَجْلسٍ / لَوْ لَمْ تَغِبْ تَمتْ بِهِ السّرّاءُ
وَافى الحَبيبُ بِطَلْعَةٍ غَرّاءِ
وَافى الحَبيبُ بِطَلْعَةٍ غَرّاءِ / مِنْ فَوْقِ قَامةِ صُعْدَةٍ سَمْراءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤادُ وَقَدْ أَتَتْ / إنَّ الجُنونَ يكونُ فِي السَّوْداءِ
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّةَ الإغْفاءِ
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّةَ الإغْفاءِ / عَلقُ المُنَى وَتقسُّمُ الأَهْواءِ
عَجِلَ الزّمانُ عَليَّ في شَرْخِ الصّبا / بِتَشتُّتِ القُرَناء والقُرَباءِ
وَسوادُ عَيْشِي لَمْ يَدَعْ لي لَذّةً / افْتَضُّها بِاللِّمَّةِ السَّوْداءِ
يا صَاحِبيَّ تَوجَّعا لِهوىَ فَتىً / ألِفَ الضّنى وَلواعِجَ البُرَحاءِ
هَلْ غِيثَ رَبْعُ الحَيّ بَعْدَ مَدامِعي / أَمْ أَمْسَكَتْ عَنْهُ يَدُ الأَنْواءِ
أَحْبابَنا قُضِيَ الفِراقُ وَلِي يَدٌ / لِفراقِكُمْ لَكنْ على أَحْشَائِي
فَمرُوا الرِّياحَ بأَنْ تَقُصَّ حَديثكُمْ / عِنْدي فَما يُبْدِي الكتابُ شِفائي
وَدليلُ ذَلكَ أَنَّ طَرْفِي غَاسِلٌ / قَبْلَ القِراءةِ نَقْشَهُ بِبُكائِي
وَافَى بأَحْمَرَ كَالشَّقِيقِ وَقَدْ غَدَا
وَافَى بأَحْمَرَ كَالشَّقِيقِ وَقَدْ غَدَا / يَهْتَزُّ فِيهِ بِقَامَةٍ هَيْفَاءِ
فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقَدْ غَدَا فِي حُلَّةٍ / حَمُرَاءَ إذْ مَا زَالَ فِي سَوْدائِي
وافى بِوَجْهٍ قَدْ زَهَى بِالطَّلْعَةِ ال
وافى بِوَجْهٍ قَدْ زَهَى بِالطَّلْعَةِ ال / غَرَّاءِ فَوْقَ القَامَةِ الهَيْفَاءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤَادُ وَقَدْ رَنَتْ / إِنَّ الخُفُوقَ يكُونُ عَنْ سَوْدَاءِ
وَافَى بِوَجْهٍ كَالهِلَالِ مُرَكَّبٍ
وَافَى بِوَجْهٍ كَالهِلَالِ مُرَكَّبٍ / فِي قَامَةٍ غَضِّيَّةٍ هَيْفَاءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤَادُ وَقَدْ رَنَتْ / إنَّ الخفوقَ يَكُونُ عَنْ سَوْدَاءِ
وافى بِوجهٍ كَالهِلالِ مُركَّبِ / في قامةٍ غَضِّيَّةٍ هَيفاءِ
وَبِمُقلةٍ خفَقَ الفَؤادُ وقَد رَنَت / وَكذا الجُنونُ يَكونُ عَن سَوداءِ
وَافي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ
وَافي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ / وَاسْقِ النَّدِيمَ سُلافَةَ الصَّهْبَاءِ
هَاتِ المُشَعْشَعَةَ الَّتي أَنْوَارُهَا / تَمْحُو ظَلامَ اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ
رَاحاً تَرُوح بِجِسْم نَارٍ لَابِسٍ / فِي رَاحَةِ السَّاقِي قَمِيصَ هَواءِ
وَدَعِ الهُمُومَ إِذَا هَمَمْتَ بِوَصْلِهَا / عَذْرَاءَ مِنْ يَدِ غَادَةٍ عَذْرَاءِ
فِي حَيْثُ قَيْنَاتُ الغُصُونِ سَواجِعٌ / فَغِنَاؤُهُنَّ لَنَا بِغَيْرِ غِنَاءِ
وَعَرَائِسُ الأَشْجَارِ تُجْلَى فِي حُلىً / صِيغَتْ مِنَ البَيْضَاءِ والصَّفْرَاءِ
وَغَلائِلُ الأَوْرَاقِ فَوْقَ قُدُودِهَا / تَنْقَدُّ عِنْدَ تَطَرُّبِ الوَرْقَاءِ
وَالأَرْضُ يَضْحَكُ ثَغْرُهَا عَجَباً إِذا / مَزَجَ الغَمَامُ تَبَسُّماً بِبُكَاءِ
وَالعَيْشُ غَضٌّ والزَّمَانُ مُسَاعِدٌ / والشَّمْلُ مُشْتَمِلٌ عَلَى السَّرَّاءِ
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا / فِي النَّاسِ أَصْلَ بَلِيَّتِي وَبَلَائِي
بِالطُّرَّةِ السَّوْدَاءِ فَوْق الغُرَّةِ ال / بَيْضَاءِ فَوْقَ الوَجْنَةِ الحَمْرَاءِ
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَةٍ مُحْمَرَّةٍ
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَةٍ مُحْمَرَّةٍ / جَاءَتْ تُهَدِّدُنَا بِفَرْطِ جَفائِهِ
فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ فَقَالَتْ إِنَّهُ / ذَبَحَ الوِدَادَ فَكُنْتُ بَعْضَ دِمَائِهِ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ / مَا بَعْدَ بَهْجَةِ ذَا السُّفُورَ تَحَجُّبُ
أُنْسٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ مَوْقِعٌ / وَرِضَىً لَدَيْهِ كُلُّ عَيْشٍ طَيِّبُ
لا يَصْدُقُ التَّخْوِيفُ مِنْ وَاشٍ سَعَى / حَسَداً وَلاَ قَوْلُ الأَماني يَكْذِبُ
فَاليَوْمَ أَيُّ مَنازِلٍ لا تُشْتَهَى / سُكْنىً وأَيُّ مِياهِهَا لا تَعْذُبُ
وَبِمُهْجَتي القَمَرُ الَّذي القَمَرُ الَّذي / بِتَمامِهِ لِتمامِهِ لا يُحْجَبُ
مُتَمَنِّعٌ مِنْ أَنْ يُرَى مُتَمَنِّعاً / مُتَجَنِّبٌ عَنْ أَنَّهُ مُتَجَنِّبُ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ / ولَكَ الجَمالُ بَديعُهُ وَغَرِيبُهُ
يا مَنْ أُعِيذُ جَمالَهُ بِجلاَلِهِ / حَذَراً عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبُهُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني فَإِنَّكَ نُورُهَا / أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبي فأَنْتَ حَبيبُهُ
هَلْ حُرْمَةٌ أَوْ رَحْمَةٌ لِمُتيَّمٍ / قَدْ قَلَّ فِيكَ نَصِيرُهُ وَنَصِيبُهُ
أَلِفَ القَصائِدَ في هَوَاكَ تَغزُّلاً / حَتَّى كأَنَّ بِكَ النَّسيبَ نَسِيبُهُ
هَبْ لي فُؤَاداً بِالغَرامِ تُشِبُّهُ / واسْتَبْقِ فَوْداً بالصُّدود تُشِيبُهُ
لَمْ يَبْقَ لِي سِرٌّ أقولُ تُذِيعُهُ / عَنِّي وَلا قَلْبٌ أَقُولُ تُذِيبُهُ
كَمْ لَيْلَةٍ قَضَّيْتُها مُتَسَهِّداً / وَالدَّمْعُ يَجْرَحُ مُقْلَتي مَسْكُوبُهُ
وَالنَّجْمُ أَقْرَبُ مِنْ لِقَاكَ مَنَالُهُ / عِنْدِي وَأَبْعَدُ مِنْ رِضَاكَ مَغِيبُهُ
وَالجَوُّ قَدْ رَقَّت عَليَّ عُيونُهُ / وَجُفونُهُ وَشِمالُهُ وَجنوبُهُ
هِيَ مُقْلةٌ سَهْمُ الفِراقِ يُصِيبُها / وَيَسِحُّ وَابِلُ دَمْعِها فَيصُوبُهُ
وَجَوىً تَضرَّم جَمْرُهُ لَوْلا نَدَىً / قَاضِي القُضاةِ قَضَى عَليَّ لَهِيبُهُ
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا / أَهْلاً على رُغْمِ الوُشَاةِ ومَرْحَبَا
أمِطِ اللثامَ وَألْقِ بُرْدَكَ يَتَّضِحْ / وَجْهٌ وَعِطْفٌ كَالصَّباحِ وكَالصِّبَا
وَافْتَرّ مُبْتسماً فَدَمعيَ ضَامنٌ / أَنْ لاَ يَكُونَ بَريقُ ثَغْرِكَ خُلَّبَا
أَفْنَى هَواكَ تَمَسُّكي بِتَنسُّكِي / فَخَلعْتُ فِيكَ عِذَارَ عِلمْي أَشْيبا
فَأَدرْ عَليَّ شَبِيهَ ثَغْرِكَ رِقَّةً / تَهْدِي إليَّ شَذاً كَعَرفِكَ طَيِّبا
صَهْباء كَمْ نَهَبتْ نُهىً وَصِيانةً / مِنّا وَأَعْطَتْ صَبْوةً وتَطرُّبا
في حَلْبةٍ ما جَالَ في أَرْجائِها / طِرْفُ الحَجَى مُتأَنياً إلّا كَبا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا / وَمُذكّرِي عَهْدَ الصَّبابةِ والصِّبا
حَمَلَ التَّحِيّةَ مِنْ أُهَيْلِ المُنْحَنَى / وَأَبانَ عَنْهُمْ بِالمقالِ وأَعْربا
فَعَرفْتُ عَرْفَهُمُ بِهِ لَكِنَّني / أَنكَرْتُ صَبْراً عَنْ عُهُودِي نَكَّبَا
يا عَاذِلي كُنْ عَاذِري في حُبِّهمْ / لَمْ أَلْقَ لِلسّلْوَانِ عَنْهُمْ مَذْهَبا
لا تَلْحُ فِيهِمْ بَعْدَمَا أَلِفَ الضَّنَى / يَجِدُ الغَرامَ بِهِمْ لَذيذاً طَيِّبا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتِي / فَبِمُهْجَتِي أَفْدِي الحُضُورَ الغُيَّبا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا / وَنَسِيمَ هَاتِيكَ المَعالِم والرُّبَا
وَسَقَى زَماناً مَرَّ بي في ظِلِّها / مَا كَانَ أَعْذَبَهُ لَديَّ وأَطْيَبَا
أَيَّامَ أُولَعُ بِالخُدُودِ نَقِيَّةً / وَالقَدِّ أَهْيَفَ والمُقبَّل أَشْنَبَا
وأزورُ حاناتِ المدام ولا أَرَى / غَيْرَ الَّذي قَضَتِ الخَلاعَةُ مَذْهَبا
مَا لي وَمَا فَاتَتْ سِنيّ أصابعي / لَمْ أَقْضِ بَاللّذات أوطار الصِّبا
فَلأَهْجُرنَّ أَخا الوَقارِ وَشأْنِهِ / وَلأَرْكَبنَّ مِنَ الغِوايَةِ مَرْكِبَا
وَلأَطْلَعَنَّ شُمُوسَ كُلّ مَسرَّةٍ / وَأَكُونَ مَشْرِقَ أُفْقِهَا والمَغْرِبَا
يَا صَاحِبيّ جُعِلْتُمَا بَعْدِي خُذا / قَوْلَ امْرِىءٍ عَرَفَ الأُمورَ وجَرّبا
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ شَيْئاً عَابِثاً / فَالخَمْرُ ما خُلِقَتْ لأَنْ تَتَجَنَّبا
وتغنَّيا لا بِالحَطِيمِ وَزَمْزَمٍ / بَلْ بِالحِمَى وَبساكِنِيهِ وزَيْنَبَا
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ / وَلَهُ عَلَيْكُمْ حَقُّ صُحْبَهْ
يا نَائِمينَ عَنِ المُسهَّدِ / فَارِغينَ عَنِ المَحَبَّهْ
وَاللَّه ما عِنْدِي مِنَ السُّلْ / وَانِ عَنْكُمْ وَزْنَ حَبَّهْ
قَدْ كُنْتُمُ أُنْسِي فَهَا / أَنَا بَعْدَكُمْ في دَارِ غُرْبَهْ
لاَ فُرِّجَتْ عَنْ مُهْجَتِي / إِنْ مِلْتُ لِلسُّلوانِ كُرْبَهْ
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً / بِاللَّثْمِ لِلْعَتَبَاتِ بَعْضَ الوَاجِبِ
وَأَتَيْتُ أَطْلُب زَوْرَةً أَحْظَى بِهَا / فَرَدَدتَ يا عَيْني هُنَاكَ بِحَاجِبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ / تُبْدِي الصُّدُودَ لِمُغْرَمٍ صَبِّ
أَصْبَحْتَ بالهِجْرَانِ تَقْتلُهُ / أو ما اكْتَفَيْتَ بِلَوْعَةِ الحُبِّ
لا بتَّ مِثْلَ مَبِيتِ مُهْجَتِهِ / مَأْوَى الهُمُومِ وَمَجْمَعِ الكُرَبِ
صَبٌّ يُقلِّبه الجَوَى فِكراً / ويُديرُه جَنباً إلى جَنْبِ
ما زِلْتَ تَنْدُبُ بِالبِعادِ وَمَا / تَنْفَكُّ بالتّفْنيدِ والعَتَبِ
وَأَرَاكَ يا أَملي مَللْتَ وَما / طَالتْ فَدَيتُكَ مُدَّةُ القُرْبِ
يا عاذِلي فيمَنْ كَلِفْتُ بِهِ / عَدِّ الملاَمَ وعَدِّ عَنْ عَتبِ
هُوَ مَنْ عَلمْت وقَدْ رَضِيتُ بِهِ / اللَّه يَحْفَظُهُ عَلى قَلْبِي
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها / وبِغَيْرِ ذِكْرَى حُبّها لَمْ يَطْرَبِ
هَجرتْهُ حِيناً ثُمّ لمّا أَنْعَمَتْ / جَاءَتْه في رَمَضان قَبْلَ المَغْرِبِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ / بَعْدَ النَّوَى وأَمِنْتُ عَتْبَ مُحبِّهِ
تاللَّه لا آخَذْتُ صَرْفَكَ بَعْدَمَا / صُرِفَ البُعَادُ وَلا جَنحْتُ لِعَتبِهِ
أَبْدَى النَّوَى غَدْراً فأَبْدَى المُلْتَقَى / إِحْسانَ صَفْحِي عَنْ إِسَاءَةِ ذَنْبِهِ
بِتْنَا وَكُلٌّ يَشْتَكي لِرَفيقِهِ / بَعْضَ الَّذِي فَعلَ الهَوى في قَلْبِهِ
لَفْظٌ يَرِقُّ كما تَرِقُّ مُدامَةٌ / أَمْ خلْقُ زَيْنِ الدينِ رَقَّ لِصَحْبِهِ
ذُو غُرَّةٍ وَدَّ الزَّمانُ لَو أَنَّهُ / يَجْلُو بِنَيِّرِها دُجُنَّةَ خَطْبِهِ
وَمَناقِبٌ عُلْويَّةٌ لمّا بَدتْ / فَرِحَ الظَلَامُ وظَنَّها مِنْ شُهْبِهِ
مَوْلايَ دَعْوةَ مَنْ لَوِ اقْتَرَحَ المُنَى / مَا كَانَ إِلّا أَنْتَ غَايةَ إرْبِهِ
وَافى إِلى حِفْظِ الودادِ فَوَفِّهِ / ودَعَا يُرجِّي العَهْدَ مِنْكَ فَلبِّهِ
أَبداً بِذكْرِكَ تَنْقَضِي أَوْقَاتِي
أَبداً بِذكْرِكَ تَنْقَضِي أَوْقَاتِي / مَا بَيْنَ سُمَّاري وَفي خَلَواتي
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديع لِذاتِهِ / أَنَا وَاحِدُ الأَحْزانِ فيكَ لِذَاتي
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلتْ حَواسِي مِثْلَمَا / بِجَمالِكَ امْتلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي
حَسْبِي مِنَ اللَّذاتِ فِيكَ صَبَابةً / عِنْدِي شُغِلْتُ بِهَا عَنِ اللَّذَّاتِ
وَرِضَايَ أَنِّي فَاعِلٌ بِرِضَاكَ ما / تَخْتارُ مِنْ مَحْوِي وَمِنْ إِثْباتي
يَا حَاضِراً غابَتْ بِهِ عُشَّاقُهُ / عَنْ كُلِّ ماضٍ في الزَّمانِ وآتِ
حَاسَبْتُ أَنْفاسِي فَلمْ أَرَ وَاحِداً / مِنْهَا خَلَا وَقْتاً مِنَ الأَوْقَاتِ
وَمُدَلَّهِينَ حَجبْتَ عَنْكَ عُقُولَهُمْ / فَهُمُ مِنَ الأَحْياءِ كَالأَمْواتِ
تَتْلو على الهَضَباتِ تَطْلُبُ ناشِداً / مِنْهُمْ كأَنَّك في ذُرَى الهَضَبَاتِ
لَمَّا بكوْا وضَحِكْتُ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ / شَأْني وَقَالوا الوَجْدُ بِالعَبراتِ
فأَظنُّهُمْ ظَنُّوا طَرِيقَكَ وَاحِداً / وَنَسوا بِأَنَّكَ جَامِعُ الأَشْتَاتِ
ما تَسْتَعِدُّ لِمَا تَفِيضُ نُفُوسُهُمْ / فَتَغَيضُ مِنْ كَمَدٍ وَمِنْ حَسَراتِ
يا قَطْرُ عُمَّ دِمَشْقَ وَاخْصُصْ مَنْزِلاً / في قاسِيُون وحَلِّهِ بِنَباتِ
وتَرَنَّمي يا وُرْقُ فيهِ ويا صَبَا / مُرِّي عَليْهِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَاتِ
فِيهِ الرِّضَى فِيهِ المُنَى فيهِ الهُدَى / فيه أُصُولُ سَعادَتي وَحَياتِي
فيهِ الَّذي كَشَفَ العَمَى عَنْ نَاظِري / وَجَلا شُموسَ الحقِّ في مِرْآتي
فِيهِ الأَبُ البَرُّ الشَّفُوقُ فَديْتُهُ / مِنْ سَائِرِ الأَسْواءِ وَالآفاتِ
كَفٌّ تُمَدُّ بِجُودِهِ نَحْوِي وَأُخْ / رَى لِلسَّماءِ بِصَالحِ الدَّعَواتِ
وَإِذَا جَنيْتُ بِسَيِّئاتي عَدَّها / كَرَماً وإِحْساناً مِنَ الحَسَناتِ
وَإِذَا وَقَيْتُ بِوَجْنَتَيَّ نِعَالَهُ / عَدَّدْتُ تَقْصِيري مِنَ الزَّلَّاتِ
لَمْ يَرْضَ بِالتَّقْليدِ حَتَّى جَاءَ فِي ال / تَوْحِيدِ بالبُرْهَانِ وَالآياتِ
نَفْسٌ زَكَتْ وزَكَتْ بِهَا أَنْوارُها / في صُورَةٍ نَسَخَتْ صَفاءَ صِفاتِي
بَهَرتْ وَقَدْ طَهُرَتْ سَناً وتقدَّسَتْ / شَرَفاً عَنِ التَّشْبيهِ والشُّبُهاتِ
في كُلِّ أَرْضٍ لِلثَّناءِ عَليهِ مَا / يُرْوَى بِأَنْفَاسِ الصَّبَا العَبِقَاتِ
أأبي وَإِنْ جَلَّ النِّداءُ وقَلَّ مِقْ / دارِي نِداءُ العَبْدِ لِلسَّاداتِ
أَنّى التْفَتُّ رَأَيْتُ مِنْكَ مَحاسِناً / إِنْ مِلْتُ نَشْواناً فَهُنَّ سُقَاتي
وبِسِرِّكَ اسْتَأْنَسْتُ حَتَّى أَنَّني / لَمْ أَشْكُ عَنْكَ تَغرُّبي وشَتاتِي
وَإِذَا ادَّخَرْتُكَ لِلشَّدائِدِ لَمْ تَكُنْ / يَوْماً لِغَمْزِ الحادِثاتِ قَنَاتي
وَإِذَا التقيْتُ أَوْ اتَّقيْتُ بِبأْسِكَ ال / خَطْبَ المُلِمَّ وَجَدْتُ فيهِ نَجَاتي
وَأَرَى الوُجُودَ بِأَسْرِهِ رَجْعَ الصَّدَى / وَأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأَصْواتِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025