المجموع : 103
يَوْمَ أَتانا بَرْدُه في بُرْدَةٍ
يَوْمَ أَتانا بَرْدُه في بُرْدَةٍ / أَضْحَى بِها مِثْلَ الحَديدِ الماءُ
والأَرْضُ قَدْ بُسِطَتْ لِحُسْنِ صَنيعِه / بِالثَّلْجِ في الأَرْضِ اليَدُ البَيْضاءُ
فاحْضُر فَنحْنُ كما تُحِبّ بِمَجْلسٍ / لَوْ لَمْ تَغِبْ تَمتْ بِهِ السّرّاءُ
وَافى الحَبيبُ بِطَلْعَةٍ غَرّاءِ
وَافى الحَبيبُ بِطَلْعَةٍ غَرّاءِ / مِنْ فَوْقِ قَامةِ صُعْدَةٍ سَمْراءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤادُ وَقَدْ أَتَتْ / إنَّ الجُنونَ يكونُ فِي السَّوْداءِ
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّةَ الإغْفاءِ
مَنَعَتْ جُفُوني لَذَّةَ الإغْفاءِ / عَلقُ المُنَى وَتقسُّمُ الأَهْواءِ
عَجِلَ الزّمانُ عَليَّ في شَرْخِ الصّبا / بِتَشتُّتِ القُرَناء والقُرَباءِ
وَسوادُ عَيْشِي لَمْ يَدَعْ لي لَذّةً / افْتَضُّها بِاللِّمَّةِ السَّوْداءِ
يا صَاحِبيَّ تَوجَّعا لِهوىَ فَتىً / ألِفَ الضّنى وَلواعِجَ البُرَحاءِ
هَلْ غِيثَ رَبْعُ الحَيّ بَعْدَ مَدامِعي / أَمْ أَمْسَكَتْ عَنْهُ يَدُ الأَنْواءِ
أَحْبابَنا قُضِيَ الفِراقُ وَلِي يَدٌ / لِفراقِكُمْ لَكنْ على أَحْشَائِي
فَمرُوا الرِّياحَ بأَنْ تَقُصَّ حَديثكُمْ / عِنْدي فَما يُبْدِي الكتابُ شِفائي
وَدليلُ ذَلكَ أَنَّ طَرْفِي غَاسِلٌ / قَبْلَ القِراءةِ نَقْشَهُ بِبُكائِي
وَافَى بأَحْمَرَ كَالشَّقِيقِ وَقَدْ غَدَا
وَافَى بأَحْمَرَ كَالشَّقِيقِ وَقَدْ غَدَا / يَهْتَزُّ فِيهِ بِقَامَةٍ هَيْفَاءِ
فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقَدْ غَدَا فِي حُلَّةٍ / حَمُرَاءَ إذْ مَا زَالَ فِي سَوْدائِي
وافى بِوَجْهٍ قَدْ زَهَى بِالطَّلْعَةِ ال
وافى بِوَجْهٍ قَدْ زَهَى بِالطَّلْعَةِ ال / غَرَّاءِ فَوْقَ القَامَةِ الهَيْفَاءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤَادُ وَقَدْ رَنَتْ / إِنَّ الخُفُوقَ يكُونُ عَنْ سَوْدَاءِ
وَافَى بِوَجْهٍ كَالهِلَالِ مُرَكَّبٍ
وَافَى بِوَجْهٍ كَالهِلَالِ مُرَكَّبٍ / فِي قَامَةٍ غَضِّيَّةٍ هَيْفَاءِ
وَبِمُقْلَةٍ خَفَقَ الفُؤَادُ وَقَدْ رَنَتْ / إنَّ الخفوقَ يَكُونُ عَنْ سَوْدَاءِ
وافى بِوجهٍ كَالهِلالِ مُركَّبِ / في قامةٍ غَضِّيَّةٍ هَيفاءِ
وَبِمُقلةٍ خفَقَ الفَؤادُ وقَد رَنَت / وَكذا الجُنونُ يَكونُ عَن سَوداءِ
وَافي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ
وَافي الرَّبِيعَ فَسِرْ إلى السَرَّاءِ / وَاسْقِ النَّدِيمَ سُلافَةَ الصَّهْبَاءِ
هَاتِ المُشَعْشَعَةَ الَّتي أَنْوَارُهَا / تَمْحُو ظَلامَ اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ
رَاحاً تَرُوح بِجِسْم نَارٍ لَابِسٍ / فِي رَاحَةِ السَّاقِي قَمِيصَ هَواءِ
وَدَعِ الهُمُومَ إِذَا هَمَمْتَ بِوَصْلِهَا / عَذْرَاءَ مِنْ يَدِ غَادَةٍ عَذْرَاءِ
فِي حَيْثُ قَيْنَاتُ الغُصُونِ سَواجِعٌ / فَغِنَاؤُهُنَّ لَنَا بِغَيْرِ غِنَاءِ
وَعَرَائِسُ الأَشْجَارِ تُجْلَى فِي حُلىً / صِيغَتْ مِنَ البَيْضَاءِ والصَّفْرَاءِ
وَغَلائِلُ الأَوْرَاقِ فَوْقَ قُدُودِهَا / تَنْقَدُّ عِنْدَ تَطَرُّبِ الوَرْقَاءِ
وَالأَرْضُ يَضْحَكُ ثَغْرُهَا عَجَباً إِذا / مَزَجَ الغَمَامُ تَبَسُّماً بِبُكَاءِ
وَالعَيْشُ غَضٌّ والزَّمَانُ مُسَاعِدٌ / والشَّمْلُ مُشْتَمِلٌ عَلَى السَّرَّاءِ
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا
تَدْبِيجُ حُسْنِكَ يا حَبِيبي قَدْ غَدَا / فِي النَّاسِ أَصْلَ بَلِيَّتِي وَبَلَائِي
بِالطُّرَّةِ السَّوْدَاءِ فَوْق الغُرَّةِ ال / بَيْضَاءِ فَوْقَ الوَجْنَةِ الحَمْرَاءِ
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَةٍ مُحْمَرَّةٍ
بَعَثَ الكِتَابَ بِرُقْعَةٍ مُحْمَرَّةٍ / جَاءَتْ تُهَدِّدُنَا بِفَرْطِ جَفائِهِ
فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ فَقَالَتْ إِنَّهُ / ذَبَحَ الوِدَادَ فَكُنْتُ بَعْضَ دِمَائِهِ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ / مَا بَعْدَ بَهْجَةِ ذَا السُّفُورَ تَحَجُّبُ
أُنْسٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ مَوْقِعٌ / وَرِضَىً لَدَيْهِ كُلُّ عَيْشٍ طَيِّبُ
لا يَصْدُقُ التَّخْوِيفُ مِنْ وَاشٍ سَعَى / حَسَداً وَلاَ قَوْلُ الأَماني يَكْذِبُ
فَاليَوْمَ أَيُّ مَنازِلٍ لا تُشْتَهَى / سُكْنىً وأَيُّ مِياهِهَا لا تَعْذُبُ
وَبِمُهْجَتي القَمَرُ الَّذي القَمَرُ الَّذي / بِتَمامِهِ لِتمامِهِ لا يُحْجَبُ
مُتَمَنِّعٌ مِنْ أَنْ يُرَى مُتَمَنِّعاً / مُتَجَنِّبٌ عَنْ أَنَّهُ مُتَجَنِّبُ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ / ولَكَ الجَمالُ بَديعُهُ وَغَرِيبُهُ
يا مَنْ أُعِيذُ جَمالَهُ بِجلاَلِهِ / حَذَراً عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبُهُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني فَإِنَّكَ نُورُهَا / أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبي فأَنْتَ حَبيبُهُ
هَلْ حُرْمَةٌ أَوْ رَحْمَةٌ لِمُتيَّمٍ / قَدْ قَلَّ فِيكَ نَصِيرُهُ وَنَصِيبُهُ
أَلِفَ القَصائِدَ في هَوَاكَ تَغزُّلاً / حَتَّى كأَنَّ بِكَ النَّسيبَ نَسِيبُهُ
هَبْ لي فُؤَاداً بِالغَرامِ تُشِبُّهُ / واسْتَبْقِ فَوْداً بالصُّدود تُشِيبُهُ
لَمْ يَبْقَ لِي سِرٌّ أقولُ تُذِيعُهُ / عَنِّي وَلا قَلْبٌ أَقُولُ تُذِيبُهُ
كَمْ لَيْلَةٍ قَضَّيْتُها مُتَسَهِّداً / وَالدَّمْعُ يَجْرَحُ مُقْلَتي مَسْكُوبُهُ
وَالنَّجْمُ أَقْرَبُ مِنْ لِقَاكَ مَنَالُهُ / عِنْدِي وَأَبْعَدُ مِنْ رِضَاكَ مَغِيبُهُ
وَالجَوُّ قَدْ رَقَّت عَليَّ عُيونُهُ / وَجُفونُهُ وَشِمالُهُ وَجنوبُهُ
هِيَ مُقْلةٌ سَهْمُ الفِراقِ يُصِيبُها / وَيَسِحُّ وَابِلُ دَمْعِها فَيصُوبُهُ
وَجَوىً تَضرَّم جَمْرُهُ لَوْلا نَدَىً / قَاضِي القُضاةِ قَضَى عَليَّ لَهِيبُهُ
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا / أَهْلاً على رُغْمِ الوُشَاةِ ومَرْحَبَا
أمِطِ اللثامَ وَألْقِ بُرْدَكَ يَتَّضِحْ / وَجْهٌ وَعِطْفٌ كَالصَّباحِ وكَالصِّبَا
وَافْتَرّ مُبْتسماً فَدَمعيَ ضَامنٌ / أَنْ لاَ يَكُونَ بَريقُ ثَغْرِكَ خُلَّبَا
أَفْنَى هَواكَ تَمَسُّكي بِتَنسُّكِي / فَخَلعْتُ فِيكَ عِذَارَ عِلمْي أَشْيبا
فَأَدرْ عَليَّ شَبِيهَ ثَغْرِكَ رِقَّةً / تَهْدِي إليَّ شَذاً كَعَرفِكَ طَيِّبا
صَهْباء كَمْ نَهَبتْ نُهىً وَصِيانةً / مِنّا وَأَعْطَتْ صَبْوةً وتَطرُّبا
في حَلْبةٍ ما جَالَ في أَرْجائِها / طِرْفُ الحَجَى مُتأَنياً إلّا كَبا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا / وَمُذكّرِي عَهْدَ الصَّبابةِ والصِّبا
حَمَلَ التَّحِيّةَ مِنْ أُهَيْلِ المُنْحَنَى / وَأَبانَ عَنْهُمْ بِالمقالِ وأَعْربا
فَعَرفْتُ عَرْفَهُمُ بِهِ لَكِنَّني / أَنكَرْتُ صَبْراً عَنْ عُهُودِي نَكَّبَا
يا عَاذِلي كُنْ عَاذِري في حُبِّهمْ / لَمْ أَلْقَ لِلسّلْوَانِ عَنْهُمْ مَذْهَبا
لا تَلْحُ فِيهِمْ بَعْدَمَا أَلِفَ الضَّنَى / يَجِدُ الغَرامَ بِهِمْ لَذيذاً طَيِّبا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتِي / فَبِمُهْجَتِي أَفْدِي الحُضُورَ الغُيَّبا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا / وَنَسِيمَ هَاتِيكَ المَعالِم والرُّبَا
وَسَقَى زَماناً مَرَّ بي في ظِلِّها / مَا كَانَ أَعْذَبَهُ لَديَّ وأَطْيَبَا
أَيَّامَ أُولَعُ بِالخُدُودِ نَقِيَّةً / وَالقَدِّ أَهْيَفَ والمُقبَّل أَشْنَبَا
وأزورُ حاناتِ المدام ولا أَرَى / غَيْرَ الَّذي قَضَتِ الخَلاعَةُ مَذْهَبا
مَا لي وَمَا فَاتَتْ سِنيّ أصابعي / لَمْ أَقْضِ بَاللّذات أوطار الصِّبا
فَلأَهْجُرنَّ أَخا الوَقارِ وَشأْنِهِ / وَلأَرْكَبنَّ مِنَ الغِوايَةِ مَرْكِبَا
وَلأَطْلَعَنَّ شُمُوسَ كُلّ مَسرَّةٍ / وَأَكُونَ مَشْرِقَ أُفْقِهَا والمَغْرِبَا
يَا صَاحِبيّ جُعِلْتُمَا بَعْدِي خُذا / قَوْلَ امْرِىءٍ عَرَفَ الأُمورَ وجَرّبا
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ شَيْئاً عَابِثاً / فَالخَمْرُ ما خُلِقَتْ لأَنْ تَتَجَنَّبا
وتغنَّيا لا بِالحَطِيمِ وَزَمْزَمٍ / بَلْ بِالحِمَى وَبساكِنِيهِ وزَيْنَبَا
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ / وَلَهُ عَلَيْكُمْ حَقُّ صُحْبَهْ
يا نَائِمينَ عَنِ المُسهَّدِ / فَارِغينَ عَنِ المَحَبَّهْ
وَاللَّه ما عِنْدِي مِنَ السُّلْ / وَانِ عَنْكُمْ وَزْنَ حَبَّهْ
قَدْ كُنْتُمُ أُنْسِي فَهَا / أَنَا بَعْدَكُمْ في دَارِ غُرْبَهْ
لاَ فُرِّجَتْ عَنْ مُهْجَتِي / إِنْ مِلْتُ لِلسُّلوانِ كُرْبَهْ
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً / بِاللَّثْمِ لِلْعَتَبَاتِ بَعْضَ الوَاجِبِ
وَأَتَيْتُ أَطْلُب زَوْرَةً أَحْظَى بِهَا / فَرَدَدتَ يا عَيْني هُنَاكَ بِحَاجِبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ / تُبْدِي الصُّدُودَ لِمُغْرَمٍ صَبِّ
أَصْبَحْتَ بالهِجْرَانِ تَقْتلُهُ / أو ما اكْتَفَيْتَ بِلَوْعَةِ الحُبِّ
لا بتَّ مِثْلَ مَبِيتِ مُهْجَتِهِ / مَأْوَى الهُمُومِ وَمَجْمَعِ الكُرَبِ
صَبٌّ يُقلِّبه الجَوَى فِكراً / ويُديرُه جَنباً إلى جَنْبِ
ما زِلْتَ تَنْدُبُ بِالبِعادِ وَمَا / تَنْفَكُّ بالتّفْنيدِ والعَتَبِ
وَأَرَاكَ يا أَملي مَللْتَ وَما / طَالتْ فَدَيتُكَ مُدَّةُ القُرْبِ
يا عاذِلي فيمَنْ كَلِفْتُ بِهِ / عَدِّ الملاَمَ وعَدِّ عَنْ عَتبِ
هُوَ مَنْ عَلمْت وقَدْ رَضِيتُ بِهِ / اللَّه يَحْفَظُهُ عَلى قَلْبِي
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها / وبِغَيْرِ ذِكْرَى حُبّها لَمْ يَطْرَبِ
هَجرتْهُ حِيناً ثُمّ لمّا أَنْعَمَتْ / جَاءَتْه في رَمَضان قَبْلَ المَغْرِبِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ / بَعْدَ النَّوَى وأَمِنْتُ عَتْبَ مُحبِّهِ
تاللَّه لا آخَذْتُ صَرْفَكَ بَعْدَمَا / صُرِفَ البُعَادُ وَلا جَنحْتُ لِعَتبِهِ
أَبْدَى النَّوَى غَدْراً فأَبْدَى المُلْتَقَى / إِحْسانَ صَفْحِي عَنْ إِسَاءَةِ ذَنْبِهِ
بِتْنَا وَكُلٌّ يَشْتَكي لِرَفيقِهِ / بَعْضَ الَّذِي فَعلَ الهَوى في قَلْبِهِ
لَفْظٌ يَرِقُّ كما تَرِقُّ مُدامَةٌ / أَمْ خلْقُ زَيْنِ الدينِ رَقَّ لِصَحْبِهِ
ذُو غُرَّةٍ وَدَّ الزَّمانُ لَو أَنَّهُ / يَجْلُو بِنَيِّرِها دُجُنَّةَ خَطْبِهِ
وَمَناقِبٌ عُلْويَّةٌ لمّا بَدتْ / فَرِحَ الظَلَامُ وظَنَّها مِنْ شُهْبِهِ
مَوْلايَ دَعْوةَ مَنْ لَوِ اقْتَرَحَ المُنَى / مَا كَانَ إِلّا أَنْتَ غَايةَ إرْبِهِ
وَافى إِلى حِفْظِ الودادِ فَوَفِّهِ / ودَعَا يُرجِّي العَهْدَ مِنْكَ فَلبِّهِ
أَبداً بِذكْرِكَ تَنْقَضِي أَوْقَاتِي
أَبداً بِذكْرِكَ تَنْقَضِي أَوْقَاتِي / مَا بَيْنَ سُمَّاري وَفي خَلَواتي
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديع لِذاتِهِ / أَنَا وَاحِدُ الأَحْزانِ فيكَ لِذَاتي
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلتْ حَواسِي مِثْلَمَا / بِجَمالِكَ امْتلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي
حَسْبِي مِنَ اللَّذاتِ فِيكَ صَبَابةً / عِنْدِي شُغِلْتُ بِهَا عَنِ اللَّذَّاتِ
وَرِضَايَ أَنِّي فَاعِلٌ بِرِضَاكَ ما / تَخْتارُ مِنْ مَحْوِي وَمِنْ إِثْباتي
يَا حَاضِراً غابَتْ بِهِ عُشَّاقُهُ / عَنْ كُلِّ ماضٍ في الزَّمانِ وآتِ
حَاسَبْتُ أَنْفاسِي فَلمْ أَرَ وَاحِداً / مِنْهَا خَلَا وَقْتاً مِنَ الأَوْقَاتِ
وَمُدَلَّهِينَ حَجبْتَ عَنْكَ عُقُولَهُمْ / فَهُمُ مِنَ الأَحْياءِ كَالأَمْواتِ
تَتْلو على الهَضَباتِ تَطْلُبُ ناشِداً / مِنْهُمْ كأَنَّك في ذُرَى الهَضَبَاتِ
لَمَّا بكوْا وضَحِكْتُ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ / شَأْني وَقَالوا الوَجْدُ بِالعَبراتِ
فأَظنُّهُمْ ظَنُّوا طَرِيقَكَ وَاحِداً / وَنَسوا بِأَنَّكَ جَامِعُ الأَشْتَاتِ
ما تَسْتَعِدُّ لِمَا تَفِيضُ نُفُوسُهُمْ / فَتَغَيضُ مِنْ كَمَدٍ وَمِنْ حَسَراتِ
يا قَطْرُ عُمَّ دِمَشْقَ وَاخْصُصْ مَنْزِلاً / في قاسِيُون وحَلِّهِ بِنَباتِ
وتَرَنَّمي يا وُرْقُ فيهِ ويا صَبَا / مُرِّي عَليْهِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَاتِ
فِيهِ الرِّضَى فِيهِ المُنَى فيهِ الهُدَى / فيه أُصُولُ سَعادَتي وَحَياتِي
فيهِ الَّذي كَشَفَ العَمَى عَنْ نَاظِري / وَجَلا شُموسَ الحقِّ في مِرْآتي
فِيهِ الأَبُ البَرُّ الشَّفُوقُ فَديْتُهُ / مِنْ سَائِرِ الأَسْواءِ وَالآفاتِ
كَفٌّ تُمَدُّ بِجُودِهِ نَحْوِي وَأُخْ / رَى لِلسَّماءِ بِصَالحِ الدَّعَواتِ
وَإِذَا جَنيْتُ بِسَيِّئاتي عَدَّها / كَرَماً وإِحْساناً مِنَ الحَسَناتِ
وَإِذَا وَقَيْتُ بِوَجْنَتَيَّ نِعَالَهُ / عَدَّدْتُ تَقْصِيري مِنَ الزَّلَّاتِ
لَمْ يَرْضَ بِالتَّقْليدِ حَتَّى جَاءَ فِي ال / تَوْحِيدِ بالبُرْهَانِ وَالآياتِ
نَفْسٌ زَكَتْ وزَكَتْ بِهَا أَنْوارُها / في صُورَةٍ نَسَخَتْ صَفاءَ صِفاتِي
بَهَرتْ وَقَدْ طَهُرَتْ سَناً وتقدَّسَتْ / شَرَفاً عَنِ التَّشْبيهِ والشُّبُهاتِ
في كُلِّ أَرْضٍ لِلثَّناءِ عَليهِ مَا / يُرْوَى بِأَنْفَاسِ الصَّبَا العَبِقَاتِ
أأبي وَإِنْ جَلَّ النِّداءُ وقَلَّ مِقْ / دارِي نِداءُ العَبْدِ لِلسَّاداتِ
أَنّى التْفَتُّ رَأَيْتُ مِنْكَ مَحاسِناً / إِنْ مِلْتُ نَشْواناً فَهُنَّ سُقَاتي
وبِسِرِّكَ اسْتَأْنَسْتُ حَتَّى أَنَّني / لَمْ أَشْكُ عَنْكَ تَغرُّبي وشَتاتِي
وَإِذَا ادَّخَرْتُكَ لِلشَّدائِدِ لَمْ تَكُنْ / يَوْماً لِغَمْزِ الحادِثاتِ قَنَاتي
وَإِذَا التقيْتُ أَوْ اتَّقيْتُ بِبأْسِكَ ال / خَطْبَ المُلِمَّ وَجَدْتُ فيهِ نَجَاتي
وَأَرَى الوُجُودَ بِأَسْرِهِ رَجْعَ الصَّدَى / وَأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأَصْواتِ