المجموع : 302
المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ
المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ / في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ
كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا / خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ
والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ / كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ
ما بالُها قد حُسِّنتْ ورقيبُها
ما بالُها قد حُسِّنتْ ورقيبُها / أبداً قبيحٌ قُبِّح الرقباءُ
ما ذاك إلا أنها شمسُ الضحى / أبداً تكون رقيبَها الحرباءُ
قدم الإمامُ يسير تحت لوائه
قدم الإمامُ يسير تحت لوائه / سَيْرَ السكينةِ سيدُ الأمراءِ
شمسٌ وبدر يشفيان ذوي العمى / وهما سراجا أعينِ البُصراءِ
لا عيبَ عند ذوي التُّعنتِ فيهما / إلّا انفرادُهما عن النظراءِ
كم قد تخلَّف عنهما من سابقٍ / غيرِ الوزير مُبَرِّزِ الوزَراءِ
يا أيها الرجل المُدَلِّسُ نفسَه
يا أيها الرجل المُدَلِّسُ نفسَه / في جملةِ الكُرَماء والأدباءِ
بالبيتِ يُنْشِدُ رُبعَه أو نصفَه / والخبزِ يُرزَأُ عنده والماءِ
تدليسه عند الكواعب لمَّةً / مخضوبةً بالخِطْر والحنّاءِ
لا تكذبنَّ فإن لُؤمكَ ناصلٌ / كنُصولِ تلك اللِّمّةِ الشمطاءِ
يا طالباً عند الإمام هوادةً
يا طالباً عند الإمام هوادةً / مهلاً وحسبُك مُنذراً شَشْداءُ
حَكم الإمامُ عليه حكماً فيصلاً / مرَّ السِّراط فليس فيهِ عداءُ
حَكَم الإمامُ عليه بالحكم الذي / قَسَم السَّواء فليس فيه خَطاءُ
حُكمٌ أحدُّ أحصُّ أبلجُ واضحٌ / لا أولياءَ له ولا أعداءُ
يأبى محاباةَ الأحبة عدلهُ / فأخوه فيه والغريبُ سواءُ
دامت سلامتُه وطال بقاؤه / ومع البقاء العزُّ والنعماءُ
يا ذائقَ الموتى لتعلم هل بَقُوا
يا ذائقَ الموتى لتعلم هل بَقُوا / بعد التَّقادُمِ منهمُ بدَواءِ
بَيَّنتَ عن رِعةٍ وصدقِ أمانةٍ / لولا اتهامُك خالقَ الأشياءِ
أَحسبت أن الله ليس بقادر / أن يجعل الأمواتَ كالأحياءِ
وظننتَ ما شاهدتَ من آياته / بلطيفةٍ من حيلة الحكماءِ
ما أَستزيد لقاسمٍ
ما أَستزيد لقاسمٍ / من رَبِّهِ غيرَ البقاءِ
وكذاك لستُ أُريد من / ه سوى البقاء مع اللقاءِ
حَسْبي بذاك سعادةً / فيها الأمانُ من الشقاءِ
كفِلتْ بكبتٍ للعِدا / ومسرةٍ للأصدقاءِ
واللَّهُ بعدُ يزيده / أعلى مَنالةِ ذي ارتقاءِ
ويزيدني من غيثِه / وغياثِه الهَزِم السِّقاءِ
ملك كأن خِلاله / خُلقتْ له بعد انتقاءِ
عافيهِ عِلْقُ صيانةٍ / وثَراؤُه تُرْس اتِّقاءِ
يَلقاك نَشْرُ ثنائِه / ونسيمُه قبلَ اللقاءِ
كم قد وردتُ سَماحَه / فسُقيتُ منه بلا استقاءِ
كم زارني معروفُه / من قبلِ وعدٍ بالْتِقاءِ
هل من وفاءٍ كُفؤُهُ / فَيَفِي حَقيقاً بالوفاءِ
يا خالد بن الخالداتِ مَخازياً
يا خالد بن الخالداتِ مَخازياً / ما دام فوقَ الأرضِ ظلُّ سماءِ
للَّه دَرُّكَ أيُّ صاحبِ حيلةٍ / أصبحتَ فيها واحدَ الحكماءِ
لما غدا العارُ الذي سُرْبِلْتَهُ / أحدوثةَ الرُّكبانِ والأَمْلاءِ
عرَّضْتَ للشعراءِ عرضَك عامِداً / كَيْما يُقالَ تَكذُّبُ الشعراءِ
لا يُعجبنَّك ما صنعتَ فإنما / داويتَ داءَك يا شقيُّ بداءِ
أخالدُ يا ابن الخالدات مخازياً
أخالدُ يا ابن الخالدات مخازياً / ماذا دعاك إلى اكتساب هجائي
للَّهِ درُّ أبيك أيَّةُ حيلةٍ / لو أنها جازت على الفُهماءِ
لما بدا لك أنَّ خِزْيك قد غدا / أحدوثة الرُّكبان والأَملاءِ
عرَّضتَ للشعراء عِرْضك عامداً / كيما يقال تَكذُّبُ الشعراءِ
بل كنت فيما حِدْتَ عنه ولم تَئِلْ / كالمستَجيرِ لظىً من الرَّمضاءِ
يا شاعراً يهجو نُسَيَّةَ خالدٍ / عنك الهجاءَ كفاك بالأسماءِ
أسماؤهنّ هجاؤهنّ ومن يقل / أفعى يُبِنْ لا شَكَّ عن صَمَّاءِ
لا تحسبنّك في هجائك تَفْتري / ما لم يجئنَ به من الفَحْشاءِ
كلُّ امرىءٍ مدح امرأً لنواله
كلُّ امرىءٍ مدح امرأً لنواله / فأطال فيه فقد أراد هجاءَهُ
لو لم يقدِّر فيه بُعْدَ المُسْتقَى / عند الورود لَمَا أطال رشاءَهُ
غيري فإني لا أطيل مدائحي / إلا لأوفي من مدحتُ ثناءَهُ
وأَعُدُّ ظلماً أن أُقِلَّ مديحَهُ / عمداً وأَسخطُ أنْ يُقِلَّ عطاءَهُ
لا تحسب المعروفَ لا معنى له
لا تحسب المعروفَ لا معنى له / إلاَ نَوَاقِلَ حمدهِ وثَنَاهُ
فلقد ترى المعروف يحسُن عند من / لم يصْطَنِعْه وحمدُه لسواهُ
إنَّ ابن بلبلَ نخلةٌ
إنَّ ابن بلبلَ نخلةٌ / لانتْ لصقرٍ من وراءِ
ذاكَ الذي نسخَ الإجا / رةَ بالوزارة للقضاءِ
ملكَ الرَّجالَ بعزَّةٍ / مِلْكَ الرجالِ الأقوياءِ
ولَطَالَ ما ملكَ الرجا / لَ بذلّةٍ مثل النساءِ
أضحتْ سعادتُه له / رَهناً مَليّاً بالشقاءِ
عْبدُ الندى ملكُ الحجا / ب تُراهُ جبّارَ اللقاءِ
يهوي سَفالاً في الحضي / ضِ وأنفهُ فوقَ السماءِ
أسلُ الغِنى عنك الذي
أسلُ الغِنى عنك الذي / أغناكَ عنّي بالثراءِ
كَيْما تَراني في الذي / أبصرتُ فيكَ من القضاءِ
ولقد أرَقْتُ بلا انتفا / عٍ ماءَ وجهي بالرَّجاءِ
فمنَعتني منكَ الجَدا / وسرقتني طِيب الثناءِ
قد تَسترُ المرآةُ عَنْ
قد تَسترُ المرآةُ عَنْ / كَ خدوشَ وجهك مَعْ صَداها
وكذاكَ نفسُك لا تُري / ك عيوبَ نفسِك مَعْ هَواها
روحُ النفوسِ تنفُّسُ الصهباءِ
روحُ النفوسِ تنفُّسُ الصهباءِ / منْ دُونها كالصبح باللألاءِ
فكأنها مِنْ فوق عرش زُجاجها / بلقيسُ تُجْلَى في حُلَى حسناءِ
وكأنها في الكأس شمسٌ قارنتْ / بُرْجَ الهلال فهلَّ بالأضواءِ
نظم الحبَابَ على شقائقِ أرضها / نثرُ اللآلئ من ندى الأنواءِ
لَمْ أدْرِ هل أبدتْ حَباباً زاهراً / أو عكسَ نورِ كواكب الجوزاءِ
تسرِي كسَرْي الروح في أعضائها / أو كالصِّبا في الروضةِ الغنّاءِ
وتُعيدُ نشأتها المشيبَ إلى الصِّبا / فكأن عيسى جاء بالإحياءِ
تَرْوِي عن العصر القديم حديثها / بتسلسلٍ والدَّوْرُ في الندماءِ
يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ
يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ / وسَلمتَ من هُلْكٍ ومن عَطَبِ
يا شاعرَ العَجَم الكرامِ كما / أنَّ ابنَ حُجْرٍ شاعرُ العربِ
يا قائدَ الظرفاء لا كذباً / يا قدوةَ الأدباء في الأدبِ
أدرِكْ ثقاتكَ إنهم وقعوا / في نَرْجسٍ معه ابنةُ العنبِ
فهُم بحالٍ لو بَصُرْتَ بها / سبَّحتَ من عُجبٍ ومن عَجبِ
رَيْحانُهم ذهبٌ على دُررٍ / وشرابُهم دُرٌّ على ذهبِ
كأسٌ إذا ما الماءُ واقَعها / صاغ الحُلَى منها بلا تعبِ
في روضةٍ شَتوية رَضِعت / دِرَرَ الحيا حَلباً على حلبِ
من زهرةٍ قد حفَّها شجر / للطير فيها أَيُّما لَجبِ
تتنفسُ الأنوارُ فيه لها / فيهيجُ منها أيُّما طربِ
فتظلُّ فيه بخير مُصْطَحَبٍ / وكأنها في شرِّ مُصْطَحَبِ
والعودُ يصخَبُ كي تُجاوبه / مَوْموقةٌ معشوقةٌ الصَّخَبِ
واليومُ مدجونٌ فَحُرَّتُهُ / فيه بمُطَّلَعٍ ومحتجبِ
شمسٌ تساترنا وقد بعثت / ضوءاً يُلاحظنا بلا لهبِ
يا نرجِسَ الدنيا أقمْ أبداً / للإقتراحِ ودائمِ النُّخَبِ
ذَهبَ العيونِ إذا مَثلت لنا / دُرَّ الجفون زَبَرْجد القُضُبِ
لا زلت شَفْعَ الراح إنكما / سَكَنُ القلوبِ ومُنتهى الطلبِ
وأرى السماعَ مُثلِّثاً لكما / كابنٍ لأمٍّ حُرّةٍ وأبِ
نَفسي الفِداءُ لمن حَبَتْني كفُّهُ
نَفسي الفِداءُ لمن حَبَتْني كفُّهُ / تُفَّاحتينِ حكاهُما في الطيبِ
فحلفتُ أني ما كحلتُ نواظري / بمُشاكلٍ لهما ولا بضَريبِ
فتَورَّدت وتعصْفَرَتْ وجناتُهُ / إذْ قُلْتُ ذاك فأسرعَتْ تَكْذِيبي
أبْلغ أبا سهلٍ فتى العَجَم الذي
أبْلغ أبا سهلٍ فتى العَجَم الذي / أضحتْ تَمنَّى كونَهُ منها العَرَبْ
يا من غَدا وعزيمُهُ ولسانُهُ / سيفان شتّى في الخُطوب وفي الخُطَبْ
الحمدُ للّه الذي من فضلِهِ / أنَّا رُزِقْنا فيك حُسْنَ المنقلبْ
والحمدُ للّه الذي صَرف الردى / والحمد للّه الذي كشف الكُرَبْ
كُنّا نُكلِّفك المواهبَ مرةً / حتى إذا استُنْقِذْت من كفِّ العطَبْ
عَظُمتْ بك النُّعمى فقد ألهيتنا / عن كل شيء كان فيه لنا أرَبْ
فدع المواهب أنت موهبةٌ لنا / من ذي المعارج والمواهب لا تهبْ
إنا لَنستحيي وقد وافيتنا / من بعد يأسٍ أنْ نَكُدَّك بالطّلَبْ
من ذا يراكَ وقد سلِمتَ فلا يرى / فيك الغِنى لا في اللُّجين ولا الذهبْ
لا نَبْتغي شيئاً سواك وإنما / طَلَبُ امرىءٍ ما بعدَ حاجتهِ كَلَبْ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ / يا صاحبَ العينِ المُصابَهْ
أهلَ السماحةِ والرجا / حة والأصالة واللَّبابَهْ
القائلينَ الفاعلي / ن أُولي الرياسة والنِّقابَهْ
والفارعينَ المجدَ وال / بانينَ فوقهُمُ قِبابهْ
الآخذينَ بأنفهِ / لا كالأُلى عِلِقوا ذِنابَهْ
نُجبٌ تلوح إذا بَدَوْا / بوجُوهم غُررُ النجابهْ
لم يبقَ طودٌ للعلا / لا يرتقي أحدٌ هِضابهْ
إلا كأنَّ اللَّه ذل / لَلَ عامداً لهمُ صِعابهْ
وإذا استعارَ الحمدَ يو / ماً معشرٌ ملَكُوا رقابهْ
يا رُبَّ رأيٍ فيهمُ / لا تَبلغُ الآراءُ قابهْ
وندىً إذا فُقِدَ النَّدى / يتتبَّعُ العافي مُصابهْ
قومٌ إذا صَدْعٌ تفا / قَمَ مرةً كانوا رِئابهْ
وإذا شتاءٌ أخلفتْ / أنواؤه خَلفوا سَحابهْ
جُعلتْ بيوتُهم مع ال / بيتِ العتيقِ لنا مَثابهْ
ننتابُ فيها نائلاً / جَزْلاً متى شئنا انتيابهْ
ويلوذُ لائذُنا بها / إن حبلُنا اضطربَ اضطرابهْ
لم يَدْعهُمْ مُستنجدٌ / إلا ودعوتُه المُجابهْ
كم عائذٍ من دهرِهِ / بهمُ إذا ما الدهرُ رابَهْ
خُذ في النوائب منهمُ / حَبْلاً ولا تَخَفِ انقضابَهْ
أمثالَهُمْ فاعْممْ بمد / حكَ عَمَّهُمْ حُسْنُ الصحابهْ
واخصُصْ أبا العباس بح / رَ الجودِ حقاً لا سرابهْ
ملِكٌ يظلُّ إذا غدا / تتعاورُ الأيدي رِكابهْ
سائلْ بسؤدَدِهِ المعا / شرَ بل ندَاهُ وانسكابهْ
يُخبرْك عنهُ باليقي / ن ويجعل الجدوى جوابهْ
غيثٌ إذا اسْتَمطرتَهُ / ألفيتَ من ذَهبٍ ذِهابهْ
قعدَ العُفاةُ وسيبُهُ / يَختبُّ نحوهُمُ اختبابهْ
أغنتهُمُ نفحاتُهُ / حتى لقد هجروا جَنابهْ
لكنْ وفودُ الشكرِ لا / تنفكُّ قد شحنتْ رحابهْ
ولَمَا ابتغى من شاكرٍ / شُكرَ النَّوالِ ولا استثابهْ
أعطى الذي لَوْ سِيمَ حا / تمُ أْخذَهُ يوماً لهابَهْ
فأباحَهُ حَمْدَ الورى / مالٌ أباحهُمُ انتهابهْ
كم رايةٍ للمجد فا / زَ بِهَا وأخطأها عَرابهْ
ويُجيلُ في الخَطْب الذي / تُضحي شواكِلُهُ تَشَابهْ
رأياً إذا الخطأ المُخي / لُ أطالَتِ الفِرَقُ اعتقابهْ
لم يحتجبْ عنه الصوا / بُ وأين عنهُ تَرى احتجابهْ
لا رَأْيَ في مَجهولَةٍ / يجتابُ ظُلمتَها اجتيابَهْ
تجلو به سدفَ العما / ية عنك أو ترضى انجيابهْ
أجلى البصيرة لا تَقَح / حُمَه تخاف ولا ارتيابهْ
ماضي القضاءِ إذا ارتأى / لم يستطع شَكٌّ جِذابهْ
ما عاب ذو طعم ريا / ضَتَهُ الأمورَ ولا اقتضابهْ
وبكَيده يَروي القنا / عَلَقاً ويختضبُ اختضابهْ
وتصيدُ لَحمَتها عُقا / بُ الموتِ يومَ تَرى عقابهْ
فَضَلَ الرجالَ ذوي الكما / لِ كما اعتلى جبلٌ ظِرابَهْ
أقسمتُ بالمَلِكِ الذي / لم يستطِعْ مَلِكٌ غِلابهْ
لقد استدَرَّ له المدي / حُ وما تكلَّفتُ احتلابهْ
ولقد حلفتُ بما حلف / تُ به وما أبغي خِلابهْ
يا بُعدَهُ مما افْتري / تَ من الفواحش واغترابَهْ
خنَّثْتَ أَرْجَلَ مَنْ مَشى / ونسيتَ خُنْثَكَ يا تُرابهْ
لو أنَّ عِرسَك بايتت / هُ لَما دعَتْهُ إذاً لُبابهْ
مَعَ أنهُ لم يَجْتنبْ / رَجلٌ حِمَى الدين اجتنابهْ
وهَل اتَّقى كتِقائه / أحدٌ أو ارتقبَ ارتقابهْ
ما ضَرَّهُ أهَجَوْتَهُ / يا وغدُ أم طَنّتْ ذُبابهْ
أنشأتَ تهجوهُ فأكْ / ثرتَ الكلام بلا إطابهْ
وأحلتَ في بيت وما / زِلتَ البعيد من الإصابهْ
أنَّى يكون مُمدَّداً / رَجلٌ وقد رفعوا كِعابهْ
لكنه بيتٌ عَرا / كَ لذكر معناه صَبابهْ
فعميتَ عن سنَن الطري / قِ وظِلْتَ تركبُ كل لابهْ
كم صرعةٍ بين العبي / دِ وخَلْوةٍ لك مُسْترابهْ
أصبحتَ تَنْحَلُها الكرا / مَ بوجنةٍ فيها صَلابهْ
وكذاكَ مثلك ينحلُ السا / داتِ عَرَّتَهُ وعَابهْ
قد قلتُ إذ خُبِّرتُ عن / ك بما أشبتَ من الأُشابهْ
هلّا نهاهُ عن الكرا / م وقِيله فيهم كِذابَهْ
عَوَرٌ وإعوارٌ به / لا تَضْبِطُ الأيدي حِسابَهْ
منه بلاءٌ باستهِ / ليست عليه بالمُثابَهْ
كلبٌ عوى مُستقتِلاً / والحَيْنُ يَستعوي كلابهْ
فَهَدى إليه عُواؤُه / لمّا عوى رِئبالَ غابهْ
ألقى كلاكِلَهُ علي / هِ وعلَّ من دمه حِرابهْ
فاظنُن بكلبٍ شامَ في / ه الليثُ مِخْلَبَهُ ونابهْ
أنَّى يَسُبُّ بني ثوا / بة أو عبيدَ بني ثوابهْ
من كل شيءٍ يُسْتَتَا / بُ وما استُهُ بالمُستَتابهْ
كم إخوةٍ وارت له / سوءاتِهِم تلك الغُرابهْ
لإخالهُ يوم القيا / مة باستِهِ يُؤتى كتابهْ
إذ لا يُرى ذنبٌ له / إلا بها وَلِيَ اكتسابهْ
بل كلُّ عضوٍ منه يو / جَدُ مذنباً حاشا عُنابهْ
ولو استطاع لصاغه / دُبُراً ولالْتمسَ انقلابهْ
ليكون باباً للفيا / شل عَجَّل اللَّه اجتبابهْ
يا من لحاهُ على الفوا / حش يرتجي يوماً متابهْ
خلِّ الشقِيَّ وَحَيَّةً / تنسابُ فيه وانسيابهْ
أنَّى يُلاقي القارظَ ال / عَنَزيَّ من يرجو إيابهْ
ماذا نَقِمْتَ على امرىءٍ / يُؤوي إلى جُحرٍ حُبابهْ
وله نعاجٌ لا يزا / ل مُخلِّيا فيها ذئابهْ
لا بل نساءٌ يزدَبِبْ / نَ أيور ناكتِهِ ازدبابَهْ
هنَّ المآب لكل من / أمسى ولم يَعرفْ مآبهْ
ناهِيكَ من ثقةٍ سها / مُ القوم مُودَعَةٌ جِعابَهْ
لم يَعْتصِبْ ذو حرمةٍ / بعصائب العار اعتصابهْ
كلّا ولا احتقب المآ / ثمَ في إباحتها احتِقابهْ
ومُعنِّفٍ لي أنْ هَجَوْ / تُك يا أقلَّ من الصُّؤَابهْ
قال اطوِ عِرضك لا تُدَنْ / نِسهُ وأوْدِعْهُ عِيابهْ
ما كفءُ عرضك عرضُ مع / رورٍ فلا تحكُكْ نِقابهْ
فأجبتُه إذ قال ذا / كَ بخُطبةٍ فَصَلَتْ خطابهْ
لو سَبَّ غيرَ بني ثوا / بةَ ما جَشِمتُ لهم سِبابهْ
وَلَمَا رضيت لمنطقي / فَرْعَ اللئيم ولا نِصابهْ
لكنني أحميهُمُ / ما حالَفَتْ بَحْري صُبابهْ
وأرى يسيراً فيهمُ / تدنيسَ عرضي أو ذَهابَهْ
إن المكارِه في حِما / يتهم عِذابٌ مُستطابهْ
واليْتُهم ما حالفتْ / أوعالُ شابةَ هضبَ شَابَهْ
وإذا امرؤ عاداهُمُ / أصفرتُ من وُدّي وِطابهْ
ومتى امترى حلبَ الوصا / ل ملأتُ من هجر عِلابَهْ
إذ لا أبالي فيهمُ / حسكَ العدو ولا ضِبابَهْ
من كان مكتئباً لذا / ك فقد توخيت اكتئابهْ
لا زالَ يَقْدَحُ وَرْيُهُ / في صدره أبداً قُحابَهْ
قلبي حِمىً لَهُمُ فلَمْ / يحتلَّ غيرُهُمُ شِعابهْ
لِمْ لا وذكراهُمْ له / رَوْحٌ إذا ما الهمُّ نابهْ
ومتى تَباعدَ مطلبٌ / فبِيُمْنهم نرجو اقترابهْ
وتحرِّياً لرضاهُمُ اسْ / تنفرت من شِعري غِضابهْ
وَسَلَلْتُ دُونَهُمُ علي / ك ودون حوزتهم عِضابهْ
سامَتْ قوافيك السما / ء ورُمتَ أمراً ذا مَهابَهْ
فاربَعْ عليك فمن رمى / صُعُداً بجَنْدلِهِ أصابهْ
ما كان قدرُك أن تفو / ه بمدحهم بَلْهَ المَعابهْ
لا سيّما بفمٍ يَظَل / لُ مَنِيُّ ناكتِهِ شرابهْ
تَمْري الأيورَ به إذا / أهدى حشاكَ لها خِضابهْ
أَقْذِرْ وأخبِثْ بالمني / يِ إذا عبيطُ السَّلح شابهْ
هَتْماً لفيك أما تَخَيْ / يَرَ ما يشوبُ بهِ لُعابهْ
وإخالُ ذلك لم يزد / في خُبثه لكن أطابهْ
هَلّا مُسِخْتَ وقد ذكر / تَهمُ بجِدٍّ أو دُعابهْ
لكنَّ المَسْخَ المسخِ مُمْ / تنعٌ ولا سيما الزَّبابهْ
أتظن أنك لو مُسخ / تَ بلغتَ قُبحك أو قُرابهْ
ما يُمسخُ المسخُ الذي / لم يُكسَ ما يخشى استلابهْ
كلا وما بين الفرا / ق وبين وجهك من قَرابهْ
ذِكراهُمُ بَسْلٌ على / من كان مثلك في الجنابهْ
لا بل على من مسّ ثو / بك ثم لم يغسِل ثيابهْ
لا بل على من خاض ظل / لَك ثم لم يَسلخ إهابهْ
لم تهجُهُم إلا لكي / تهجي فتُذكَرَ في عِصابهْ
طَلَبَ النَّباهةِ إذ رأَيْ / تكَ من خُمولك في غيابَهْ
جاهٌ تُرمِّمُهُ ودُبْ / رٌ تبتغي أبداً خَرابهْ
فإذا ظَفِرتَ بحادرٍ / ذي كُدْنَةٍ تَرْضَى وِثابهْ
لم تُلفِ عبدَ اللَّهِ بل / ألفيتَ زيداً وانتصابهْ
ولَمَا انتصبتَ مُعاملاً / ضَرْبَ المُواثِبِ بل ضِرابهْ
ولربما كان انتصا / بُ المرءِ للفعل انكبابهْ
وعلاكَ عبدُ اللَّه ين / ظِمُ بين عَجْبِك والذؤابهْ
بعُجَارِمٍ يشفي الفقا / حَ إذا شَغَبْنَ من السَّغابهْ
ذي فَيْشَةٍ شكَّتْ فؤا / دَك بعدما هتكت حِجابهْ
يا ضُلَّ تَفْدِيةٍ هنا / لك تستديمُ بها هِبابهْ
تَبَّتْ يداك مُفَدِّياً / ما تَبَّ من أحدٍ تَبابهْ
شيخٌ إذا حَدَثٌ أها / نَ مَشيبَهُ فدَّى شبابهْ
لَهْفي عليك مُخَنَّثاً / وعلى لسانك ذي الذَّرابهْ
ماذا يخوضُ الأيرُ في / ك من الكتابةِ والخطَابهْ
هلّا شكرتَ بني ثوا / بَةَ ما حدا حادٍ رِكابهْ
أن صادفوا من قد عَلِمْ / تَ وعَبْدَهُ يحشو جِرابهْ
إذ لم يَرَوْا تقريعه / يوماً بذاك ولا اغتيابهْ
كرماً فكان جزاؤهم / منهُ أن انتدبَ انتدابهْ
يهجوهُمُ بَغْياً ويُل / صِقُ دائماً بِهِمُ شِغابَهْ
وكذلك البغَّاءُ با / غٍ إن تَفَهَّمْتَ انتسابهْ
رجلٌ يطالبُ غير ما / جعلَ الإلهُ له طِلابهْ
سائلْ بذلك بَخْسَهُ / حقَّ الغواني واغتصابهْ
زَحَمَ الأيورَ على الفرو / جِ مَعاً فسدَّ بها نِقابهْ
فَاهُ الخبيثَ ومَنخِرَيْ / هِ وفقحةً منهُ رُحابهْ
وحشا مسامعَهُ بها / فحمى مُعاتِبَه عِتابهْ
ثم اغتدى مُتَبرِّئاً / من ذاك يَنْحَلُهُ صِحابهْ
أسدى إليك القومُ مع / روفاً فلم تحسن ثوابهْ
ستروا عليك وقد رأوْا / نَفْسَ الفضيحة لا الإرابهْ
فَجَحَدْتَهُمْ جحداً جعل / تَ قبيحَ قَرْفِكَهُمْ قِطابهْ
وغدوتَ بَهَّاتَ الجَبي / نِ وأنت لم تمسحْ ترابهْ
ترميهِمُ بالإفك مُطْ / طَرِحاً سَداهُمْ واحتسابهْ
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْ / تَ وتنجلي عنك الضبابهْ
سَتَذُمُّ ما اكتسبتْ يدا / ك إذا لقيت غداً عقابهْ
وتُقرُّ أنك جاهلٌ / لم تأتِ من أمرٍ صَوابهْ
من باتَ يحتطِبُ الأفا / عِيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطابهْ
ولرُبَّ مثلك قد أطَلْ / تُ على خطيئته انتحابهْ
وجعلتُ في نَظْمَ الهجا / ءِ فِياشَ ناكتهِ سِخَابهْ
حتى غدا بعد المِرا / ح عليه سِربالُ الكآبهْ
مُترقِّباً مِنْ فوقهِ / يخشى عَذابي وانصبابهْ
وأنا الذي قدحَ الهجا / ءُ بزَنْدِهِ قِدْماً شهابهْ
وأنا الذي مِنْ أرضِهِ / يمتارُ حنظلَهُ وصَابَهْ
وإذا تمرَّد ماردُ ال / شُعراء ولَّاني عذابَهْ
أمَّا إذا استفتحْتَهُ / فلأفتحنَّ عليك بابهْ
ولأُصلينَّك جاحمَ ال / شِعر الذي هِجت التهابهْ
قَذَعٌ إذا سَفَعَ الحدي / دَ سعيرُ أيسرِه أَذابهْ
خُذها جوابَ مُفَوّهٍ / ما زال يُفْحِمُ من أجابهْ
جَمُّ الصِّياب إذا امرؤٌ / كثرت خواطئهُ صِيابهْ
يَفْري الفريَّ بِمقْولٍ / لو هزَّهُ للصخر جابهْ
يمتاحُ من بحرٍ يهو / لُ العين حين ترى حِدابهْ
ويُصِمُّ من سمع الْتِطَا / م الموج فيه واصطخابهْ
لا مادَ رأياً بعدها / لك إن صَدَمْتَ بها عُبَابهْ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ / ورجائِهِم غَوْثَ الأطبَّهْ
لم يَشْفِهِمْ كدُّ الطبي / بِ ولا عنايتُهُ المُكِبَّهْ
لم تُقْضَ حاجتُهم ولا / نَفعتْهُمُ نفسٌ مُحِبّهْ
ما زارهُم فرحٌ ولا / كانت كُروبُهمُ مُغِبَّهْ
تَرْحاً لدارٍ إنما / سكانُها رُفَقٌ مُخِبَّهْ
تقتادُهم نحو الرَّدى / طُرُقٌ إليه مُستتبَّهْ
دارٌ غريبٌ خيرُها / وترى الشرورَ بها مُرِبَّهْ
أدوَتْ وغابَ دَواؤُها / عن كل نفسٍ مُسْتطبَّهْ
وصَفَتْ محبةُ أهلها / منها لمُدْغِلةٍ مُضِبَّهْ
ناموا على صيْحاتها / بهمُ الشدادِ المُستهبَّهْ
كم غرَّ قوماً حُلْوُها / من مُرِّها إلا الألِبَّهْ
فتهافتوا في شُهْدِها / فتهالكوا مثل الأذِبَّهْ
ما آنسَ الإنسانَ بال / دُنيا الدَّبوبِ له المُدبَّهْ
تغدو عليه عَدُوَّةً / ويَعدُّها أمّاً وحِبَّهْ
يا لهف نفسي للأحب / بَة لو شَفى اللَّهْفُ الأحبَّهْ