المجموع : 15
بِعني نُسَيبُ وَلا تَهَب لي إِنَّني
بِعني نُسَيبُ وَلا تَهَب لي إِنَّني / لا أَستَثيبُ وَلا أُثيبُ الواهِبا
إِنَّ العَطيَّةَ خَيرُ ما وَجَّهتَها / وَحَسِبتَها حَمداً وَأَجراً واجِبا
وَمِنَ العَطيَّةِ ما يَعودُ غَرامَةً / وَمَلامَةً تَبقى وَمَنّاً كاذِبا
وَبَلوتُ أَخلاقَ الرِجالِ وَفِعلَهُم / فَشَبِعتُ عِلماً مِنهُمُ وَتَجارِبا
فَأَخَذتُ مِنها ما رَضيتُ بِأَخذِهِ / وَتَرَكتُ أَكثَرَ ما هُنالِكَ جانِبا
فَإِذا وَعَدتُ الوَعدَ كُنتُ كَغارِمٍ / دَيناً أَقَرَّ بِهِ وَأَحضَرَ كاتِبا
حَتّى أُنَفِّذَهُ كَما وَجَّهتُهُ / وَكَفى عَليَّ لَهُ بِنَفسي طالِبا
وَإِذا فَعَلتُ فَعَلتُ غَيرَ مُحاسَبٍ / وَكَفى بِرَبِّكَ جازياً وَمُحاسِبا
وَإِذا مَنَعتُ مَنَعتُ مَنعاً بَيِّناً / وَأَرَحتُ مِن طولِ العَناءِ الراغِبا
لا أَشتَري الحَمدَ القَليلَ بَقاؤُهُ / يَوماً بِذَمِّ الدَهرِ أَجمَعَ واصِبا
أَعَصَيتَ أَمرَ ذَوي النُهى
أَعَصَيتَ أَمرَ ذَوي النُهى / وَأَطَعتَ أَمرَ ذَوي الجَهالَه
فاحتَلتَ حينَ صَرَمتَني / وَالمَرءُ يَعجِزُ لا المَحالَه
وَالعَبدُ يُضرَبُ بِالعَصا / وَالحُرُّ تَكفيهِ المَقالَه
يا ناعِيَ الدينِ الَّذي يَنعى التُقى
يا ناعِيَ الدينِ الَّذي يَنعى التُقى / قُم فانعَهُ وَالبَيتَ ذا الأَستارِ
أَبَنِي عَلِيٍّ آلَ بَيتِ مُحَمَدٍ / بِالطَّفِّ تَقتُلُهُم جُفاةُ نِزارِ
سُبحانَ ذي العَرشِ العَلَيِّ مَكانُهُ / أَنّي يُكابِرُهُ ذَوو الأَوزارِ
أَبني قُشَيرٍ إِنَّني أَدعوكُمُ / لِلحَقِّ قَبلَ ضَلالَةٍ وَخَسارِ
قودوا الجيادَ لِنَصرِ آلِ مُحَمَدٍ / لِيَكونَ سَهمُكُمُ مَعَ الأَنصارِ
كونوا لَهُم جُنَناً وَذودوا عَنهُمُ / أَشياعَ كُلِّ مُنافِقٍ جَبّارِ
وَتَقَدَّموا في سَهمِكُم مِن هاشِمٍ / خَيرِ البَريَّةِ في كِتابِ الباري
بِهِم اِهتَدَيتُم فاكفُروا إِن شِئتُمُ / وَهُمُ الخِيارُ وَهُم بَنو الأَخيارِ
أَصَلاحُ أَنّي لا أُريدُكِ لِلصِّبا
أَصَلاحُ أَنّي لا أُريدُكِ لِلصِّبا / فَدَعي التَشَمُّلَ حَولَنا وَتَبَذَّلي
إِنّي أُريدُكِ لِلعَجينِ وَلِلرَّحا / وَلِحَملِ قِربَتِنا وَطَبخِ المِرجَلِ
وَإِذا تَرَوَّحَ ضَيفُ أَهلِكِ أَوغَدا / فَخُذي لِآخَرَ نَحوَ أَهلِكِ مُقبِلِ
أَكرِم صَديقَ أَبيكَ حَيثُ لَقيتَهُ
أَكرِم صَديقَ أَبيكَ حَيثُ لَقيتَهُ / وَاحبُ الكَرامَةَ مَن بَدا فَحَباكَها
وَاكفِ المُهمَّةَ مَن لَوَ انَّكَ مَرَّةً / نَزَلَت إِلَيكَ مُهِمَّةٌ لَكَفاكَها
وَإِذا أَتاكَ بَنو السَبيلِ فَأَعطِهِم / مِن فَضلِ نِعمَتِهِ الَّتي أَعطاكَها
لا تُبدِيَنَّ نَميمَةً حُدِّثتَها / وَتَحَفَّظَنَّ مِن الَّذي أَنباكَها
وَتَرى سَفيهَ القَومِ يَترُكُ عِرضَهُ / دَنِساً وَيَمسَحُ نَعلَهُ وَشِراكَها
خُرقاً إِذا راضَ الأُمورَ بِنَفسِهِ / مِثلَ العَدوِّ لَها يُريدُ هَلاكَها
لا تُلقِيَنَّ مَقالَةً مَشهورَةً / لا تَستَطيعُ إِذا مَضَت إِدراكَها
مَن ذا الَّذي بِإِخائِهِ وَبِوُدِّهِ
مَن ذا الَّذي بِإِخائِهِ وَبِوُدِّهِ / مِن بَعدِ وُدِّكَ أَو إِخائِكَ أَفرَحُ
لَمّا يَقول الكاشِحونَ لَنا غَداً / وَعيونُهُم نَحوي وَنَحوَكَ تلمَحُ
قَد رابَهُم مِن بَعدِ حُسنِ تَواصُلٍ / مِنّا مُباعدَةٌ وَبَينٌ مُفصِحُ
أَمُريهِم ما يَشتَهونَ وَفاعِلٌ / مِن ذاكَ ما يُثنى وَما يُستَقبَحُ
أَم مُمسِكٌ بِوصالِ خِلٍّ ناصِحٍ / مَحض الأُخوَّة مِثلُهُ لا يُطرَحُ
أَيّاً فَعَلتَ فَلا تَزالُ مُقيمَةً / في الصَدرِ مِنكَ مُوَدَّةٌ لا تَبرَحُ
أَمُفَنِّدي في حُبِّ آلِ مُحَمَدٍ
أَمُفَنِّدي في حُبِّ آلِ مُحَمَدٍ / حَجَرٌ بفيكَ فَدَع مَلامَكَ أَو زِدِ
مَن لَم يَكُن بِحبالِهِم مُتَمَسِّكاً / فَليَعتَرِف بِولاءِ مَن لَم يَرشُدِ
وَإِذا طَلَبتَ مِنَ الحَوائِجِ حاجَةً
وَإِذا طَلَبتَ مِنَ الحَوائِجِ حاجَةً / فادعُ الإِلَهَ وَأَحسِنِ الأَعمالا
فَليُعطيَنَّكَ ما أَرادَ بِقُدرَةٍ / فَهوَ اللَطيفُ لِما أَرادَ فِعالا
إِنَّ العِبادَ وَشَأنَهُم وَأُمورَهُم / بِيَدِ الإِلَهِ يُقَلِّبُ الأَحوالا
فَدَعِ العِبادَ وَلا تَكُن بِطلابِهم / لَهِجاً تَضَعضَعُ لِلعبادِ سُؤالا
المَرءُ يَسعى ثُمَ يُدرِك مَجدَهُ
المَرءُ يَسعى ثُمَ يُدرِك مَجدَهُ / حَتّى يُزَيَّنَ بِالَّذي لَم يَفعَلِ
وَتَرى الشَقيَّ إِذا تَكامَلَ غيُّهُ / يُرمى وَيُقذَف بِالَّذي لَم يَعمَلِ
غَضِبَ الأَميرُ بِأن صَدقتُ وَرُبَما
غَضِبَ الأَميرُ بِأن صَدقتُ وَرُبَما / غَضِبَ الأَميرُ عَلى البَريِّ المُسلِمِ
صَبَغَت أُميَّةُ بِالدِّماءَ أَكُفَّنا
صَبَغَت أُميَّةُ بِالدِّماءَ أَكُفَّنا / وَطَوَت أُمَيَّةُ دونَنا دُنيانا
زَعَمَ الأَميرُ أَبو المُغيرَةِ إِنَّني
زَعَمَ الأَميرُ أَبو المُغيرَةِ إِنَّني / شَيخٌ كَبيرٌ قَد دَنَوتُ مِنَ البِلى
صَدَقُ الأَميرُ لَقَد كَبرتُ وَإِنَّما / نالَ المَكارِمَ مَن يَدُبُّ عَلى العَصا
يابا المُغيرَةِ رُبَّ أَمرٍ مُبهَمٍ / فَرَّجتُهُ بِالحَزمِ مِنّي وَالدَّها
يا مَن بِمَقتَلِهِ دَهى الدَهرُ
يا مَن بِمَقتَلِهِ دَهى الدَهرُ / قَد كانَ مِنكَ وَمِنهُمُ أَمرُ
زَعَموا قُتِلتَ وَعِندَهُم عُذرٌ / كَذَبوا وَقبرِكَ مالَهُم عُذرُ
يا قَبرَ سَيّدِنا المجنِّ سَماحه / صَلّى عَلَيكَ اللَهُ يا قَبرُ
ما ضَرَّ قَبراً أَنتَ ساكِنهُ / أَن لا يَمرّ بِأَرضِهِ القَطرُ
فَليعدِلَنَّ سَماحَ كَفِّكَ قَطرَه / وَليورِقَنَّ بِقُربِكَ الصَخرُ
وَإِذا رَقَدتَ فَأَنتَ مُنتَبهٌ / وَإِذا انتَبهتَ فَوجهُكَ البَدرُ
وَإِذا غَضِبتَ تَصَدَّعَت فَرَقاً / مِنكَ الجِبالُ وَخافَكَ الذُعرُ
يا ساكِنَ القَبر السلامُ عَلى / مَن حال دونَ لِقائِهِ القَبرُ
يا هاجِري إِذ جِئتُ زائِرَهُ / ما كانَ مِن عاداتِكَ الهَجرُ
واللَهِ لَو بِكَ لَم أَدَع أَحَداً / إِلّا قَتَلتُ لفاتني الوِترُ
ذَهَبَ الرِجالُ المُقتَدى بِفِعالِهِم
ذَهَبَ الرِجالُ المُقتَدى بِفِعالِهِم / وَالمُنكِرونَ لَكُلِّ أَمرٍ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلَفٍ يُزَكّي بَعضُهُم / بَعضاً ليَدفَعَ مُعوِرٌ عَن مُعوِرِ
فَطِنٌ لِكُلِ مُصيبَةٍ في مالِهِ / وَإِذا أُصيبَ بِعِرضِهِ لَم يَشعُرِ
حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ
حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ / فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ
كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها / حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ
وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ / بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ
وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرِم / شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ
وَكَذاكَ مَن عَظُمَت عَليهِ نِعمَةٌ / حُسّادُه سَيفٌ عَليهِ صَرومُ
فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّها / نَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُ
وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى / فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ
وَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُ / في مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ / عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها / فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى / بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ
وَيلُ الخَلِيِّ مِنَ الشَجِيِّ فَإِنَّهُ / نَصِبُ الفُؤادِ بِشَجوِهِ مَغمومُ
وَتَرى الخَليَّ قَريرَ عَينٍ لاهياً / وَعَلى الشَجيِّ كَآبَةٌ وَهُمومُ
وَتَقولُ مالَك لا تَقول مَقالَتي / وَلِسانُ ذا طَلق وَذا مَكظومُ
لا تَكلَمَن عِرضَ ابنِ عَمِّكَ ظالِماً / فَإِذا فَعَلتَ فَعِرضُكَ المَكلومُ
وَحَريمُهُ أَيضاً حَريمُكَ فاحمِهِ / كي لا يُباعُ لَدَيكَ مِنهُ حَريمُ
وَإِذا اِقتَصَصتَ مِن ابنِ عَمِّكَ كَلمَةً / فَكُلومُهُ لَكَ إِن عَقِلتَ كُلومُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً / فَلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ
فَإِذا رَآكَ مُسَلِّماً ذَكَرَ الَّذي / كَلَّمتَهُ فَكأَنَّهُ مَلزومُ
وَرأى عَواقِبَ حَمدِ ذاكَ وَذَمِّهُ / لِلمَرءِ تَبقى وَالعِظامُ رَميمُ
فارجُ الكَريمَ وَإِن رَأَيتَ جَفاءَهُ / فالعَتبُ مِنهُ والكِرامِ كَريمُ
إِن كُنتَ مُضطَرّاً وَإِلّا فاِتَّخِذ / نَفَقاً كَأَنَّكَ خائِفٌ مَهزومُ
وَاِترُكهُ واحذَر أَن تَمُرَّ بِبابِهِ / دَهراً وَعِرضُكَ إِن فَعَلتَ سَليمُ
فَالناسُ قَد صاروا بَهائِمَ كُلُّهُم / وَمِنَ البَهائِمَ قائِدٌ وَزَعيمُ
عُميٌ وَبُكمٌ لَيسَ يُرجى نَفعُهُم / وَزَعيمُعُم في النائِباتِ مُليمُ
وَإِذا طَلَبتَ إِلى لَئيمٍ حاجَةً / فَأَلِحَّ في رِفقٍ وَأَنتَ مُديمُ
وَاِسكُن قِبالَةَ بَيتِهِ وَفِنائِهِ / بِأَشَدِّ ما لَزِمَ الغَريمَ غَريمُ
وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها / وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ
وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى / مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ
ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ / رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلومُ