المجموع : 10
افضض لنا من ريقك المختوم
افضض لنا من ريقك المختوم / جاما تضمن نشوة التسنيم
ريقية نثر الشباب حبابها / تلقاء لؤلؤ ثغرك المنظوم
شرع الهوى رشفاتها واساغها / ورمى ابنة العنقود بالتحريم
فضلت نطاف الخمر في مشمومها ال / عباق فهي لطيمة المشموم
ظمأ لثغرك يا رشوف مدامة / إن لم تكن مزجت بريق نديم
قم زفها كالشمس حلت كوكبا / في كف بدر كللت بنجوم
رقت فكاد الوهم يشرب كأسها ال / مظنون ظرف رحيقها الموهوم
مهما طغى فرعون حزنك فاقتبس / جذوات فرقد جامها المضروم
سطعت على طور الغرام فآنست / عيناي منها جذوة التكليم
فهناك قد صعق الزفير بجانبي / قلب بأسياف الجفون كليم
أمديرها من فيك حي براحها / فم سائل من روحها محروم
واستجلها حيث الخميلة معجم / نوارها قلم الندى برقوم
والليل حف هزيعه بزنوجه / والصبح زاحفه بجحفل روم
هذي اويقات السرور فطف بها / راحا تروح خاطر المهموم
فسقى الحيا الهتان مسكب زقها / بأجش رجاف العشي هزيم
وسرى بمجلاها النسيم فإنه / مجلى بنات الشيح والقيصوم
تسري لتنزله العريب ركابها / من كل فج تنائف وحزوم
المدلجون العيس تحمل غلمة / أجفانهم مالت إلى التهويم
من كل محلول الوشاح من السرى / داجي مشق المقلتين رخيم
عقد الكرى أجفانهم فكأنها / قطع الدجى معقودة بنسيم
عذب الخطاب كأن مخرج نطقه / عن صوت خشف في السروح بغوم
لهب الجمال ذكاً بجنة خده / فأعادها محفوفة بجحيم
يا قلب خلفك عن مثقف قده / وحذار مرهف طرفه المسموم
بي منه مخلف وعده أني يفي / ذو الدل في ميعاده لغريم
رقت شمائله فكاد شبابه / فيها يسيل برقة ونعيم
ملك الجمال بأسره فشذا الكبا / وسنا الغزالة والتفات الريم
أمشبهي ضعفاً بدقة خصره / من شبه الموجود بالمعدوم
من مبعدي عنه بمتن شملة / أو أحزنت ركبت جناح ظليم
ترنو كساخطة إلى أمد السرى / في مقلتي خشن المشافر ايم
لو كنت أملكها تلوت بسمعها / يا ناق في لجج الدجنة عومي
لا تنتحي شقق الغميم وحاجر / فالكرخ حاجر لذتي وغميمي
عبر الزمان استجلبت عبراتي
عبر الزمان استجلبت عبراتي / وألانت الأيام صدر قناتي
أني أعان على الجهاد بواحد / وخطوبها يملأن ست جهاتي
أني التفت رأيت خطباً هائلاً / فكأنما الأهوال في لفتاتي
وإذا أردت صراعها في نهضة / عاقتني الأيام عن نهضاتي
نفسي لماء الرافدين يسيلها / نفس يصعده جوى الزفرات
حيا به خصمي فأشرق بالردى / واذاد عنه وفيه ماء حياتي
لا دجلتي أم السيول بدجلتي / كلا ولا هذا الفرات فراتي
لي من جناي وما اقترفت جناية / أشواكه والقطف عند جناتي
واضيعة الأكفاء بعد مناصب / حفظت مقاعدها لغير كفاءة
ولوا الأمور ولو أطاعوا رشدهم / لسعوا وراء الحق سعي ولاة
من كل كاس يستجد لنفسه / حللا ولكن من جلود عراة
الناهبي رمق الضعيف وقوته / والقاتلي الأوقات بالشهوات
قطعوا البلاد ومنهم أوصالها / والقطع يؤلم من أكف جفاة
سكروا بخمر غرورهم والعامل ال / مجهود بين الموت والسكرات
غزوا المصايف والهوى يقتادهم / لمسارح الفتيان والفتيات
هم أغنموا مغزوهم وتراجعوا / أفهذه العقبى من الغزوات
مال تكفلت الجباة بعسفهم / إحضاره لخزائن اللذات
نهب من الحجرات صيح به وفي / عزف القيان يرد للحجرات
طارت شعاعاً فيه أيد لم تزل / مخضوبة بالراح في الحانات
أدريت عالية المصايف أنه / مال تحدر من عيون بكاة
سهرت عيون العاملين لحفظه / فأضاعه الأقوام في السهرات
بذل القناطير الكرام وما دروا / أو ساقها يجمعهن من ذرات
فهم كمن يهب المواشي لم يكن / فيها له من ناقة أو شاة
يا مفقر العال ان يك غيرهم / سبباً لإثراء البلاد فهات
هم عدة السلطان في الأزمات / هم حاملوا الأعباء في الحملات
هم ماله المخزون والحرس الذي / يفديه يوم الروع في الهجمات
انظر لحالتهم تجد احياءهم / صوراً مشين بأرجل الأموات
باتوا وسقفهم السماء وأصبحت / خيل الجباة تغير في الأبيات
وتستروا بين الكهوف فاين ما / رفعوه من طرف ومن صهوات
غرقى وأمواج الهموم تقاذفت / بهم لشاطي الظلم والظلمات
هذي الضرائب لا تزال سياطها / تستوقف الزعماء للضربات
لو يدرك الوطن الذي ضيموا به / ماذا لقوا لانهال بالحسرات
ما هذه الأصوات زعزعت الربى / واستبكت الآساد في الاجمات
أصدى الحجيج وقد أناب لربه / طلباً لعفو اللَه في عرفات
أم هذه الأسر الكريمة أوقفت / من هذه الأبواب بالعتبات
أصوات مهتضمين في أوطانهم / وارحمتاه لهذه الأصوات
وعت الملائك في السماء صراخهم / ومن التجوا في الأرض غير وعاة
عقدات رمل الرافدين تضاعفي / بعواصف الأرزاء والنكبات
قل اصطبار النازليك وغلهم / يزداد بالابرام والعقدات
أرثي لحاضرهم فأحمل بؤسه / والهم آحمله لجيل آت
قهرتهم أم السفور وذللت / للناشئات مصاعب العادات
أصبحن بقعدن الحصيف عن الحجى / ويقفن أغصاناً على الطرقات
ما هذه الوقفات وهي خلاعة / تفضي بهن لموقف الشبهات
ما أن مشين وراء سلطان الهوى / إلا سقطن بهوة العثرات
منع السفور كتابنا ونبينا / فاستنطقي الآثار والآيات
فبأي سابغة أرد سهامهم / والنبل نبلي والرماة رماتي
زعموا حمايتنا بهم وتوهموا / ان تستظل حماتنا بحماة
ماذا السكوت هو الخضوع وانه / لو يعلمون تربص الوثبات
أعدوة الانصاف اذنك مالها / رتقت عن الاصغاء والانصات
كم قد نفيت المدعين بحقهم / والنفي آيتهم على الإثبات
ومن القضاء على البلاد خصومها / لو رافعوها منهم لقضاة
بليت بآفات البحار بلادنا / وشبابها من أكبر الآفات
رقطا حوين المال من وجه الثرى / فمتى يتاح لقضبها بحواة
لم نام ثائركم وواتركم مشت / خيلاؤه منكم على الهامات
أنسيتم الآراء أجمع أمرها / ان لا يظلكم سوى الرايات
لرفعتم عقبانهم وجعلتم / الأوكان منها في جسوم عتاة
وأطار أسرابا عليكم حوما / شبه البزاة ولم تكن ببزاة
بيضا تناذرها النسور بجوها / وتخافها الآساد في الاجمات
فصعدتم والموت منها نازل / ووقفتم في أرفع الدرجات
بيتموهم فاستفزهم الردى / وتنقلوا من ظلمة لسبات
وضربتم شرك الحصار عليهم / فارتد هاربهم عن الإفلات
واستقتم مثل الربائق منهم / اسرى يدار بهم على الجبهات
حتى أتو الحمى الوصي فرنجة / سحبتهم الأغلال للذكوات
شادت بعاصمة العراق سيوفكم / عرشاً قواعده من الهمات
بلطتموه فاستقر قراره / وأعدتموه أبلج الجنبات
عم السؤال فلات حين سؤال
عم السؤال فلات حين سؤال / أو ما كفتك قرائن الأحوال
انظر بتأريخ الزمان الخالي / نظرات عينك في الزمان الحالي
تجد الظروف هي الظروف وإنما / تتفاوت النظرات بالأجيال
يتخالف الإنسان في أخلاقه / إما اغتدى متوافق الأشكال
والملح والعذب الفرات كلاهما / ماء ولا كالبارد السلسال
والدوح نبت والثمار مناسب / والكرم أكرم من عروق الضال
والأرض تلك الأرض ما ان بدلت / بقوارع الأرجاف والزلزال
جيل تعاهدها صعيداً طيباً / واختارها لمنابت الأعمال
غرس المساعي في ثراها فاغتدت / محمودة البكرات والآصال
غرست على ورق الوعول فأثمرت / والغرس في الأوحال لا الأوعال
يرقي إليها السيل وهو مسالم / والسيل حرب للمكان العالي
أجيالنا الماضون عز خضوعهم / وسكوتهم لمصارع الأجيال
درجوا وأبقوا بعدهم أفعالهم / عبراً لأسماء بلا أفعال
تركوا البلاد وخصبها مستوعب / ما بين أجواز إلى أجبال
والخصب ليس بمسمن سكانها / إن كان محفوفاً بقحط رجال
كالفيل ليس بمرهب إن لم يكن / فيه زئير الليث ذي الأشبال
وكذا الغصون القارعات إذا خلت / مثل الديار دوارس الأطلال
ما استوقف اللص المدرب مكنز / فخم له باب بلا أقفال
واحسرتا خلت البلاد فهل بها / من شاغل هذا الفراغ الخالي
تركوه مغزىً يستهان وإنهم / لو يشعرون ربائق الانفال
لا يفلتةن براءة من شعبهم / والمري من دمه دم القيفال
والصل لو لسب الجبين لما نجت / قدم الفتى من سمه القتال
جهل النصيح عليَّ أثقل موضعا / من غلظة اللوام والعذال
رمق السراب فجردت أثوابه / عنه ليسبح في عباب الآل
واستعمر الجو البعيد خياله / فبنى على الأوهام والآمال
حرث الجبال وتلك ضيعة أشعب / يستصعد التيار من أوشال
عقد المنى سرجا على متوهم / فجرى ولكن في مجال خيال
وكأنه شحذ الهلال مهنداً / أو جاء معتقلا مذنب هالي
قالوا أتتك من المشيب غلائل / جدد تطرز في نهىً وجلال
فتعر عن برد الشباب فإنه / صدى المفاضة أقتم السربال
حتى إذا ملأ القميص معاطفي / أبصرت منه طرائق الاذلال
فطفقت أهتف والمسامع لا تعي / من لي برد برودي الأسمال
برد الشباب لأنت نثرتي اللتي / فيها فللت مضارب الأهوال
لو في متون العيس همي لانثنت / ملسا رمين الأرض بالأثقال
ولو أنها بالطود عادي الذرى / لانهار عن دعص النقا المنهال
ولقد مررت على البيوت فساءني / إشغالها وفراغ بيت المال
خفت جبايته وصار خراجه / ثقلا على الأمراء والعمال
والمهلين المهملين كأنهم / خلقوا من الامهال والاهمال
يا موطن العرب الكرام تقطعت / منك البلاد تقطع الأوصال
بعد انساعك صرت أضيق دارة / معدودة الأطراف بالأميال
خسر الجباة السعي فيك وأصبح ال / قسطاس تحت وسادة المكتال
وتشاطر القنطار قوم ما سعوا / سعياً يوازي حبة المثقال
كم جدول أعمى العطاش عيونه / وبصدره ركدت جبال رمال
من آخذ بيديه حتى يشتكي / تعطيله لوزارة الأشغال
اللَه في الشعب الضعيف فمن له / من بعد طول السقم بالابلال
غنوه وقت نزاعه ومن العنا / هزج الغنا بمآتم الإعوال
ولو أنهم تركوا العلاج لنفسه / لغدت تحكمه على الآجال
ومغفلين تلاعقوا من مكره / شهداً يصب عليه سم صلال
ان غرهم عسل يروق فربما / ذاق الحمام الغر من عسال
لا تمتزج بالخائنين فطالما / قلب الذعاف طبيعة الجريال
لا تصحبن أعمى البصيرة خابطا / فمن الضلالة صحبة الضلال
شعراؤنا صنعوا لبؤس قصيدهم / مستحكم الأكمام والأذيال
زرداً بها لقح الشعور مقارنا / وضع الفعال بمولد الأقوال
حفظوا بها روح البلاد لو أنهم / نسجوا مفاضتها على منوالي
كتم الهوى والدمع أعلن
كتم الهوى والدمع أعلن / صب بأهل الريف يفتن
عاني الصبابة من صبا / ه وداؤها في القلب أزمن
تبكي الحمامة إن بكى / وتئن فوق الغصن إن أن
ذكر الذين تريفوا / والسحب حول الحي هتن
والعيس أطربها الحدا / ء وخيلهم للسبق تعتن
والروض ألبسه الحيا / حللاً من الورد الملون
وسرّي هذا الحي سي / طره الإبا فيهم وهيمن
هز الندي حديثه / عن محتد العرب المعنعن
يكفي من التأريخ ما / ملأ القلوب به ودون
داعي الصلاة بجنبه / داعي صلاة الوفد أذن
يترسل البطل الفصيح / وصوته في الجو قد رّن
بنصائح لبلاغها / قلب العلند الصلب اذعن
ورق الأراك غطاؤهم / ومهادهم شيح وسوسن
الطاعنون وما بهم / لأسنة الوصمات مطعن
والجاعلون بيوتهم / للخائف المطرود مأمن
لا يتبعون عطاءهم / وصنايع المعروف في من
غالوا بقيمة جارهم / والجار عقد لا يثمن
لو اعطي الدنيا لما / جذبته زينتها فيظعن
من أين أقبل ما وعت / أذن له أو قول ممن
كم أحسنوا وسكوتهم / عن ذكريات المن أحسن
والمرء يرجح فضله / ما دام بالحسنات يوزن
انفق حطامك ما استطع / ت تجده في الآثار يخزن
ريح الصفا منزيف / لا من تمصر أو تمدين
إن المدائن أصبحت / لنتائج الآمال مدفن
ومن الغرائب سائح / وصف العراق الرحب بالظن
هنى البلاد برغدها / ولو اهتدى للحق أبن
هل ترغد الأمم التي / بديارها الاخطار تستن
ما للسياسة ما لها / لمراسم الأوهام تركن
تبني على متن الهبا / في سحرها الصرح المحصن
وعلى الخداع تمرنت / حقباً ففاتت من تمرن
فسحت ميادين الرهان / وعندها القصبات ترهن
وبرأيها الفرس الكريم / به هجين الأصل يقرن
اللَه بالوطن الذي / فيه الذباب علا وطنطن
يا ما ضغين خراجه / من مغرسي زاك ومعدن
أتلفتموه وقلتموا / منا الدمار وأنت تضمن
فسلوا البواخر هل غدت / من غير هذا النهب تشحن
وسلوا القوافل ما على / تلك الظهور وما تبطن
وسلو المناصب هل بها / من أهلها أحد تعنون
وسلوا المراسيم التي / أقلامها للحق تطعن
ياذا الأجم انكص فقد / لاقاك كبش النطح أقرن
أو فاتخذ لك في دماغك / من نسيج الصبر جوشن
لا تركدن كهضبة / فالماء إن لم يجر يأسن
حاجج مجاورك الذي / خلط الجدال المحض بالفن
ماذا انتفاعك بالدخيل / إذا تقحطن أو تعدنن
متصاغراً حتى إذا / ثنيت وسادته تفرعن
كم فتنة حمراء في / إيقاد شعلتها تفنن
فانشر له النسب الصريح / وقل لألكنه ترطن
ما خانك النائي الغريب / أتاك مهزولاً ليسمن
لكنما الأدنى القريب
لكنما الأدنى القريب / لحقك المنصوص أخون
دعها تلفُّ فلاً بنفنف
دعها تلفُّ فلاً بنفنف / لتجوبها حزنا وصفصف
حرف تكاد لضعفها / من خط سطر الركب تحذف
إن أذملت فقل الظليم / لمرتمى البيدآء قد زف
تستلُّ من نفس الصبا / روحاً بجسم البرق تقذف
وتلوح في لجج السراب / كأنها صرح مجَّف
أمثقف القلم الذي
أمثقف القلم الذي / من دونه الرمح المثقف
تجري سلافة ريقه / فتعبُّها الأفكار قرقف
رقت مزابر لوحه / فغدت بثغر الدهر ترتشف
ويمج صهبآء الب / بلاغة في المهارق حيث يعطف
ما جفَّ اسحم ريقه / الأَّوريُّ الفضل قد جف
ورد الفصاحة لم يكن / لولاه بالاملاء يقطف
جوف العدوّ يضيق من / نفثات ارقمه المجوف
فكأنه قلم القضا / ان يجر يوما ما توثق
تلك الفتوح بحدّه / لا في شبا الاسل المثقَّف
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود / كف الشبيبة ريقة العنقود
وسرى بريد الفجر فوق جبينه / فرآه منفلق السنا بعمود
وعلى دجى وفراته قصِرَ الشذى / ما أشبه المقصور بالممدود
ملكٌ فما احلى مواكب حسنه / ان حفَّ من سرب الظبا بجنود
شهدت مغازيه القلوب وكم لها / بمواقع اللذات وقع شهيد
ان تاه في كبر الملوك فانه / سلطان مملكة الحسان الغيد
يفترّ عن نور الاقاح وينثني / عن مثل خوط البانة الاملودِ
نائي مذب القرط قرّب قرطه / ادلالُه من عارضٍ وخدود
بي من عقيق شفاهه مجرى اللمى / بأرق من مآء العذيب برود
ومسلسل بالعقص رّجله الصبا / فتلابسَ الترجيل بالتجعيد
يا غاية الحسن البعيد وشعلة القلب / الوقيد وفتنة المعمود
اتنصراً يوماً ويوماً مزمعا / سفر الهوى لدلائل التهويد
أَو ما ترى ولأنت اوسع مقلة / من عين جازية الظباء الرود
الناصر الاسلام جآء بحكمة / لجلالها يهتز عطف العيد
جبينك لاح ام نور الصباح
جبينك لاح ام نور الصباح / وثغرك شعَّ ام نور الاقاحِ
وطرفك يا ابنة الاعراب ترنو / لواحظه عن الاجل المتاح
بفرعك ضلَّ ركب الصبح داج / وفي خديك ركب الليل ضاحي
اشاكية السلاح ولست اقوى / عليك وانت شاكية السلاح
بعطف تعطف الخرصان عنه / وطرف ردَّ قاطعة الصفاح
فؤآدي خافق بهواك امَّا / خطرت وأنت خافقة الوشاح
تحكم طرفك السفاح فيه / فاصبح غير مأمون الجراح
منعت مباح ريقته المصفّى / ولم اسمع بممنوع مباح
اروح الروح غاديني بوصل / يطيب به الغدو مع الرواح
ويانفس الصبا حِلّي بجسم / طليح من مسايرة الطلاح
قفي اثر الظعائن مدمنات الذ / ذَميل بكل غانية رداح
غنّت قيانهم فخلت بلابلا
غنّت قيانهم فخلت بلابلا / صدحت وما هاجت لدي بلابلا
وبروا نبال لواحظ ثعلية / لم تتخذ غير القلوب مقاتلا
عرب تحوط قدودهم فتياتهم / فتخالها وهي الرطاب ذوابلا
وتسلّ دون الحي من اجفانهم / بتراً لها عقدوا الجعود حمائلا
من كل مواج الغرار مدعج / لشباه قين الكحل اصبح صاقلا
سود ضفت اهدابها فكأنما / لبست من الهدب الاثيث غلائلا
يحمين امثال الغصون معاطفاً / والمسك طيباً والشمول شمائلا
الحاملات من القسي حواجباً / والواضعات من العقاص سلاسلا
والناطقات حلي انطقة الصبا / والصامتات دمالجاً وخلاخلا
حكت الاهلة حسنهن لو اغتدت / تلك الاهلة في الجمال كواملا
وشأت غصون البان لين قدودها / لورحن من طرف الشباب موائلا
ياعاذريّ وكم دعوت ولا ارى / بهوى الكعاب الرود الاعاذلا
لبرئت من دين الصبا ان لم ادع / انسان عيني في الصبابة سائلا
ميلا لشرقي الكثيب فدونه / الاسراب لحن روامحا ونوابلا
يمرحن في صبب غدت عرصاته / للعاشقين مصارعاً ومجادلا
يعطو وراء قطيعها رشأ له / نصبت يداي من الغرام حبائلا
داجي مشق الطرف الاَّ انَّ في / وجناته لسنا الصباح مخائلا
امليك رهط الريم حسبك كم افي / وتعود في تسويف وعدك ماطلا
قد جار طرفك عابثاً ببني الهوى / عجباً تجور وكان عطفك عادلا
خفَّت بخصرك نشوة غنجية / فغدت روادفك الثقال كواسلا
وزهت شمائلك الحسان كأنما / اعطيت من حسن الفعال شمائلا