المجموع : 7
خير النفوس العارفات ذواتها
خير النفوس العارفات ذواتها / وحقيق كمّيات ماهياتها
وبما الذي كانت ومم تكونت / أعضاء بنيتها على هيئاتها
نفس النبات ونفس حس ركّبا / هذا كذاك سماته كسماتها
ما العلّة السبب الذي من أجله / صارت مسلطة على اخواتها
هل من فتى فطن أريه دلائل / يجلو بها عن شَكّنا شبهاتها
يا للرجال لعظم رزء لم تزل / منه النفوس تخبّ في ظلماتها
هذي منازلهم أما تتذكر
هذي منازلهم أما تتذكر / درست معاهدهم فأمست تنكر
عفت السيول طلولها فكأنها / خدّى يخددها دموع تهمر
درست رسومهم ورسم شبيبتى / وعلاهما نَور وشيب أزهر
لون المشيب على عذارى آية / بيضاء من سوء تروع وتنذر
قالوا الخضاب فقلت أني ماقت / حىّ المشيب فكيف ميتا يقبر
ما المبتلى بهم وإن
ما المبتلى بهم وإن / حسّدته ورغمت أنفا
إلا كنضو دبّت ال / أنباء في متنيه صفا
فتورّمت أشلاؤه / وتخاله سمنا وسحفا
أو كالقراظ المستشي / ط وإن أراك سنا ورفا
وكما يقاسى الجمر عو / داً كرة ينشيك عرفا
محن اليّ توجهت فكأنني
محن اليّ توجهت فكأنني / قد صرت مغناطيس وهي حديد
أشكوا إِلى الله الزمان فصرفه / أبلى جديد قواى وهو جديد
خفيت على الجهّال أعلام الهدى
خفيت على الجهّال أعلام الهدى / كالشمس خافية على العميان
هبطت إليك من المحلّ الأرفع
هبطت إليك من المحلّ الأرفع / ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
محجوبة عن كلّ مقلة عارف / وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كرهِ اليك وربما / كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت / ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنّها نسيت عهوداً بالحمى / ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها / في ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت / بين المعالم والطلول الخضّع
تبكي إذا ذكرت جواراً بالحمى / بمدامع تهمى ولمّا تقطع
وتظل ساجمة على المن التي / درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدّها / قفص عن الأوج الفسيح الأربع
حتى إذا قرب المسير من الحمى / ودنا الرحيل إِلى الفضاء الأوسع
وعذت مفارقة لكلّ مخلّف / عنها حليف الترب غير مشيّع
سجعت وقد كشف الغطاء فابصرت / ما ليس يدرك بالعيون الهجّع
وغدت تغرد فوق ذروة شاهق / سام إِلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أرسلها الإله لحكمة / طويت عن الفذ اللبيب الأروع
فهبوطها إن كان ضربة لازب / لتكون سامعة لما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية / في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها / حتى لقد غربت بعين المطلع
وكأنها برق تألق بالحمى / ثم انطوى فكأنّه لم يلمع
هبّت نسيم وصالكم سحراً
هبّت نسيم وصالكم سحراً / بحدائق للشوق في قلبى
فاهتزّ غصن العقل من طرب / وتناثرت درراً من الحب
وأتت خيول الهجر شامخة / مطرودة بعساكر الحجب
وبقيت لاشيئا أعاينه / الاّ حسبت بأنه ربى