المجموع : 12
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها / طولَ البِلى وَتَراوُحُ الأَحقابِ
فَكَأَنَّما كَتبَ اليَهودُ رُسومَها / إِلّا الكَنيفَ وَمُعقِدَ الأَطنابِ
قَفراً كَأَنَّكَ لَم تَكُن تَلهو بِها / في نِعمَةٍ بِأَوانسٍ أَترابِ
فَاِترُك تَذَكُّرَ ما مَضى من عِيشَةٍ / وَمَحِلَّةٍ خَلَفِ المَقامِ يَبابِ
وَاِذكُر بَلاءَ مَعاشِرٍ وَاِشكُرهُم / ساروا بِأَجمَعِهم مِنَ الأَنصابِ
أَنصابِ مَكَّةَ عامِدينَ لِيثرِبٍ / في ذىِ غَياطِلَ جَحفَلٍ جَبجابِ
يَدعُ الحُزونَ مَناهِجا مَعلومَةً / في كُلِّ نَشزٍ ظاهِرٍ وِشعابِ
فيهِ الجيادُ شَوازِبٌ مَجنونَةٌ / قُبُّ البُطونِ لَواحِقُ الأَقرابِ
مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَأَجرَدَ سَلهَبٍ / كَالسيدِ بادَر غَفلَةَ الرُقابِ
جَيشٌ عُيينةُ قاصِدٌ بِلوائِهِ / فيهِ وَصَخرٌ قائِدُ الأَحزابِ
قَرمانِ كَالبَدرينِ أَصبَحَ فيهما / غَيثُ الفَقيرِ وَمَعقِلُ الهُرّابِ
حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَدَوا / لِلمَوتِ كُلَّ مَجّرَّب قَضّابِ
شَهراً وَعشراً قاهِرينَ مُحَمَّداً / وَصِحابُهُ في الحَربِ خَيرُ صِحابِ
نادَوا بِرحلَتِهم صَبيحَةَ قُلتُمُ / كِدنا نَكونُ بِها مَعَ الخُيّابِ
لَولا الخَنادِقُ غادَروا مِن جَمعِهم / قَتلى لِطَيرٍ سُغَّبٍ وَذِئابِ
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا / مُتَقَلِّداً سَيفَاً وَرُمحا
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ / أَبدَاً يُكَثِّرُ أَهلَهُ بِعيالِ
سَقياً لِوَهبٍ كَهلِها وَوَليدِها / ما دامَ في أَبياتِها الذَيّالُ
نِعمَ الشَبابُ شَبابُهُم وَكُهولُهُم / صُيّابَةٌ لَيسوا مِنَ الجُهّالِ
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا / طَلقُ النُجومِ لَدَيهِ كَالنَحسِ
وَما عَقَدَ الآباءُ مِن كُلِّ حِلفَةِ / وَما خالِدٌ مِن مِثلَها بِمُحَلَّلِ
فَلا تَأمَنَنَّ خالِداً بَعدَ هَذِهِ / وَعُثمانُ جاءَ بِالدُهَيمِ المعَظَّلِ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ / وَاللَيلُ مُعتَلِجُ الرَواقِ بِهيمُ
مِمّا أَتاني أَنَّ أَحمدَ لامَني / فيهِ فَبِتُ كَأَنِني مَحمومُ
يا خَيرَ مَن حَمَلَت عَلى أَوصالِها / عَيرانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشومُ
إِنّي لمُعتَذِرٌ إِلَيكَ مِن الَّذي / أَسدَيتُ إِذ أَنا في الضَلالِ أَهيمُ
أَيامَ تَأمُرَني بِأَغوى خُطَّةٍ / سَهمٌ وَتَأمُرَني بِها مَخزومُ
وَأمُدُّ أَسبابَ الرَدى وَيَقودُني / أَمرُ الغُواةِ وَأمرُهُم مَشؤومُ
فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ / قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ
مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها / وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ
فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما / زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ
وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ / نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ
أَعطاكَ بِعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ / شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ
وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ / حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى / مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ
قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ / فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ / مِن فِتيَةٍ بِيضِ الوُجوهِ كِرامِ
تَرَكوا نُبَيهاً خَلفَهُم وَمُنَبِّهاً / وَاِبنَى رَبيعَةَ خَيرَ خَصمِ فِئامِ
وَالحارِثَ الفَيّاضَ يُبرُقُ وَجهُهُ / كَالبَدرِ جَلّى لَيلَةَ الإِظلامِ
وَالعاصِيَ بِنَ مُنبِّهٍ ذا مِرَّةٍ / رُمحاً تَميماً غَيرَ ذي أَوصامِ
تَنمى بِهِ أَعراقُهُ وَجُدودُهُ / وَمَآثِرُ الأَخوالِ وَالأَعمامِ
وَإِذا بَكى باكٍ فَأعولَ شَجوَه / فَعَلى الرَئيسِ الماجِدِ اِبنِ هِشامِ
حَيّا الإِلَهُ أَبا الوَليدِ وَرَهطهُ / رَبُّ الأَنامِ وَخَصَّهُم بِسلامِ
تَنَكَلّوا عن بَطنِ مَكَّةَ إِنَّها
تَنَكَلّوا عن بَطنِ مَكَّةَ إِنَّها / كانَت قَديماً لا يُرامُ حَريمُها
لَم تُخلَقِ الشِعرى لَيالي حُرِّمَت / إِذ لا عَزيزَ مِنَ الأَنامِ يَرومُها
سائِل أَميرَ الجَيشِ عَنها ما رَأى / وَلَسَوفَ يُنبى الجاهِلينَ عَليمُها
سُتونَ أَلفاً لَم يَئُوبوا أَرضَهُم / وَلَم يَعِش بَعدَ الإِيابِ سَقيمُها
كانَت بِها عادٌ وَجُرهُمُ قَبلَهُم / وَاللَهُ مِن فَوقِ العِبادِ يُقيمُها
سَرَتِ الهُمومُ بِمَنزِلِ السَهمِ
سَرَتِ الهُمومُ بِمَنزِلِ السَهمِ / إِذ كُنَّ بَينَ الجِلدِ وَالعَظمِ
نَدَماً عَلى ما كانَ مِن زَلِلٍ / إِذ كُنتُ في فَنَنٍ مِنَ الإِثمِ
حَيرانَ يَعمَهُ في ضَلالَتِهِ / مُستَورِداً لِشرائِعِ الظُلمِ
عَمَهٌ يَزينَهُ بَنو جُمَحٍ / وَتوازَرَت فيهِ بَنو سَهمِ
فَاليَومَ آمَنَ بَعدَ قَسوَتِهِ / عَظمي وآمنَ بَعدَهُ لَحمي
بِمُحَّمَدٍ وَبِما يَجيءُ بِهِ / مِن سُنَّةِ البُرهانِ وَالحُكمِ
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت / فالمُحُّ خالِصُهُ لِعَبدِ الدارِ
وَمَناةُ رَبّي خَصَّهُم بِكرامَةٍ / حُجّابُ بَيتِ اللهِ ذي الأَستارِ
أًهلُ المَكارِمِ وَالعَلاءِ وَنَدوَةُ الن / نادي وَأَهلُ لَطيمَةِ الجَبّارِ
وَلِوى قُرَيشٍ في المَشاهِدِ كُلِّها / وَبِنَجدَةٍ عِندَ القَنا الخَطّارِ
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت / فالمُحُّ خالِصُهُ لِعَبدِ مَنافِ
الخَالِطينَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهُم / وَالظاعِنينَ لِرِحلَةِ الأَصيافِ
وَالرائِشينَ وَلَيسَ يوجَدُ رائِشٌ / وَالقائِلينَ هَلُمَّ لِلأَضيافِ
عَمرو الَّذي هَشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ / وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ
عَمرو العُلى هشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ / وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ
وَهُوَ الَّذي سَنَّ الرَحيلَ لِقَومِهِ / رحلَ الشِتاءِ وَرِحلَةَ الأَصيافِ
يا أَيُّها الرَجُلُ المُحَوِّلِ رَحلَهُ
يا أَيُّها الرَجُلُ المُحَوِّلِ رَحلَهُ / هَلّا نَزَلتَ بِآلِ عَبدِ مَنافِ
الآخِذونَ العَهدَ من آفاقِها / وَالراحِلونَ بِرحلَةِ الإيلافِ
وَالخالِطونَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهم / حَتّى يَعودَ فَقيرُهُم كَالكافي
وَالمُطعِمونَ إِذا الرياحُ تَناوحَت / وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ
وَالمُفضِلونَ إِذا الرياحُ تَناوَحَت / وَالقائِلونَ هَلُمَّ لِلأَضيافِ
هَبَلَتكَ أُمُّكَ لَو نَزَلَت بِرحلِهم / مَنَعوكَ مِن عُدمٍ وَمِن إِقرافِ
وَيُكَلِلونَ جِفانَهُم بِسَديفِهم / حَتّى تَغيبَ الشَمسُ في الرِجّافِ
ليسَ الذي يرجو الخلودَ بخالد
ليسَ الذي يرجو الخلودَ بخالد / والمرءُ مرتهنٌ بحتفِ الراصدِ
والناس هامٌ رائثٌ ومعجلٌ / وردَ النهال تواردت للذائد
فالرزء كان أبو حكيم إنه / خلى علينا غير فقد واحدِ
خلى يتامى كان يحسنُ حملهم / وبكفلهم في كل عام جاحد
وعجائزاً شمطاً وكلَّ مُعيلٍ / وأرملةٍ تواري قاعد
تبكي بعين لا تجفُّ دُموعُها / كانت تُرى في نعمةٍ ومجاسدِ
ومهمة الحلماءِ يُخشى فتقها / تأسو وأمُّ دماغها كالفاسد
قد كنت آسيها وكنت طبيبها / حتى تؤديها كعهدِ العاهِد
رحب الفناء وما تغلق دارهُ / حين الشتاء من الضعيف الصارِد
قدمت معروفاً وتصنع نائلاً / جزلاً فذالك خيرُ ذُخرٍ ماكِد