المجموع : 12
عَن رِيقها يَتحدث المسواك
عَن رِيقها يَتحدث المسواك / أرَجاً فَهل شَجرُ الكِباء أَراكُ
وَلطرفِها خُنثُ الجبان فإِن رَنت / باللحظ فَهيَ الضيغم الفتَّاكُ
شرَكُ القلوبِ ولم أَخل من قبلها / أنّ القلوبَ تصيدها الأشراكُ
هيفاءُ مقبلة تميل بها الصبا / مرحاً فإن هي أدبرت فضناكُ
يا وجهها المسفوك ماء شبابه / ما الحتف لولا طرفُك السفَّاكُ
أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحىً / وقلوبُنا بشبا الفراق تشاكُ
لصدورِنا خفق البروقِ تحركاً / وجسومنا ما إن بهنَّ حراكُ
لا شيء أقطع من نوى الأحباب أو / سيف الوصي كلاهما فتَّاكُ
الجوهر النَّبويُّ لا أعماله / ملَقٌ ولا توحيده إشراكُ
ذو النور إن نسج الضلال ملاءةً / دكناء فهو لسجفها هتَّاكُ
علام أسرار الغيوب ومن له / خلق الزمان ودارت الأفلاكُ
في عضبه مريخها وبغرة ال / ملهوب منها مرزم وسِماكُ
فكَّاكُ أعناق الملوك فإن يُرِد / أسراً لها لم يقضَ منه فكاكُ
طعنٌ كأَفواه المزاد ودونه / ضرب كأشداق المخاض دراك
ما عذر من دانت لديه ملائك / أن لا تدين لعزه أملاكُ
متعاظم الأفعال لاهوتيّها / للأمر قبل وقوعه درَّاكُ
أوفى من القمر المنير لنعله / شسع وأعظم من ذكاء شراكُ
الصافح الفتَّاك والمتطول ال / منَّاع والأخّاذ والترَّاكُ
قد قلت للأعداء إذ جعلوا له / ضدّاً أيجعل كالحضيض شكاكُ
حاشا لنور اللَّه يعدل فضله / ظُلم الضلال كما رأى الأفَّاكُ
صلى عليه اللَّه ما اكتست الربى / برداً بأيدي المعصرات تحاك
بزغت لكم شمس الكنُس
بزغت لكم شمس الكنُس / وبدت لكم روحُ القدُس
فكّ الحبيس فعفِّروا / في الترب تعفير الحبس
الصمت إجلالاً لمو / ضعها القديم بل الخرس
غلط المجوس هي التي / عبد المزمزم إذ درس
ما دار في خلد الزمان / لها النَّظير ولا هجس
قدُمت فضلَّ بها الورى / فالأمر فيها ملتبس
لا الجنُّ تذكر عهد مو / لِدها القديم ولا الأنس
قم يا نديم فغالط ال / أوقات فيها واختلس
بالراح رح فهي المنى / وعلى جماح الكاس كس
لا تلقها إلا ببش / رِك فالقطوب من الدنس
ما أنصف الصهباء من / ضحكت إليه وقد عبس
فإذا سكرت فغنّ لي / ذهب الشباب فما تحس
للَّهِ أيام الشبا / بِ وحبذا تلك الخلس
قصرت وقد ركض الصبا / ح بجنحها ركض الفرس
وكذاك أيام المسر / رة رجع طرف أو نفس
ناديت في ظلماتها / عذب اللما حلو اللعس
في كفه قبس المدا / مِ وفي الحشا منه قبس
وسَّدته كفي فنب / بَه لوعتي لما نعس
هل من فريسة لذةٍ / إلا وكنت المفترس
أيامَ اغترفُ الصبا / غَضّ الأدِيم وانتهس
حَتى قَضيتُ مآربي / وَصرمتها صَرم المرَس
فَإذا عُصارةُ ذاكَ حو / ب في المغَبَّةِ أو طَفَس
فافزع إلى مدح الوصي / ففيه تطهير النجس
ربُّ السلاهب والقوا / ضب والمقانب والخمس
والبيض والبيض القوا / طِع والغطارفة الحمس
الجامحات الشامسا / ت وفوقها الصيد الشمس
من كل موار العنا / ن مطهم صعب سلس
للشرك منها مأتم / والطير منها في عرُس
عفت رسوم العسكر / الجملي قدماً فاندرس
وثنت أعنَّتها إلى / حرب ابن حرب فارتكس
رفع المصاحف يستجير / من الحمام ويبتئس
خاف الحسام العندمي / وحاذر الرمح الورس
فانصاع ذا عين مس / هدة وقلب مختلس
وسرت بأرض النهروا / ن فزعزعت ركني قدس
اللون برق مختلس / والصوت رعد مرتجس
فغدت سنابكها على / هام الخوارج كالقبس
يَرمي بها بحرُ الوَغى / أَسد الملاحِم والوُطس
الزّاهِدُ الوَرِعُ التقي / يُ العالمُ الحبرُ النُّدس
صَلَّى عَلَيهِ اللَّه مَا / غَارَ الحجيج وَما جَلس
يَا رَسمُ لا رَسَمتكَ ريح زَعزَع
يَا رَسمُ لا رَسَمتكَ ريح زَعزَع / وَسرَت بليل في عراصكَ خروعُ
لم أُلفِ صدري من فؤادي بلقعا / إلا وأنتَ منَ الأحبَّةِ بلقَعُ
جارى الغمام مدامِعي بكَ فَانثنت / جون السحائبِ فهيَ حَسرى ظلَّعُ
لا يَمحُكَ الهتنُ المُلِثُّ فقد مَحا / صَبري دُثوركَ مُذ مَحتكَ الأدمعُ
ما تمَّ يومُك وهو أسعدُ أيمنٌ / حتى تبدَّل فهو أنكدُ أشنعُ
شروَى الزَّمان يضيء صُبحٌ مُسفرٌ / فيه فَيشفعهُ ظلام أسفعُ
للَّه درُّك والضلالُ يقودني / بيدِ الهوى فأنا الحرون فأتبعُ
يقتادني سكرُ الصبابةِ والصبا / ويصيحُ بي داعي الغرام فأسمعُ
دَهراً تقوَّضَ رَاحلاً ما عيب من / عُقباهُ إلا أنه لا يَرجعُ
يَا أيها الوادي أجلُّكَ وادياً / وأعزُّ إلا في حماكَ فأخضعُ
وأسوف تُربَكَ صاغراً وأذلُّ في / تلكَ الرُّبى وَأنا الجليدُ فأخنعُ
أَسَفي عَلى مغناكَ إذ هوَ غابةٌ / وعلى سبيلك وهي لحب مهيعُ
أَيَّام أنجم قضعبٍ درّية / في غير أوجه مطلع لا تطلعُ
والبيضُ تُوردُ في الوَريدِ فترتوي / والسُّمر تشرعُ في الوتين فتشرعُ
والسَّابقاتُ اللاحِقاتُ كأنَّها / العقبان تردى في الشكيم وتمزعُ
والرَّبع أنورُ بالنسيم مُضمخٌ / والجوُّ أزهر بالعبيرِ مردَّعُ
ذاكَ الزّمانُ هو الزَّمانُ كأنما / قيظُ الخطوبِ بهِ رَبيعٌ ممرِعُ
وكأنَّما هوَ رَوضةٌ ممطورةٌ / أو مُزنَة في عَارضٍ لاتقلعُ
قَد قُلتُ للبرقِ الذي شَقَّ الدُّجى / فَكأنَّ زنجيّاً هُناكَ يجدَّعُ
يا بَرقُ إن جئتَ الغريَّ فقل له / أَترَاكَ تَعلمُ من بأرضِك مودعُ
فيكَ ابن عُمرَانَ الكليم وَبعدهُ / عيسى يُقفِّيهِ وأحمدُ يَتبعُ
بَل فيكَ جبريلٌ وميكالٌ وإس / رافيل والملأُ المقدَّس أجمعُ
بَل فِيكَ نُورُ اللَّه جَلَّ جَلالُه / لِذوي البَصائر يَستشفُّ ويَلمعُ
فيكَ الإمامُ المرتَضى فيكَ الوَصي / ي المجتبى فيك البطينُ الأنزعُ
الضَّارِبُ الهام المقَنَّع في الوَغى / بالخوفِ للبهم الكماةِ يُقنّعُ
والسَّمهَرِيَّة تَستقيمُ وَتَنحني / فَكأنها بينَ الأضالعِ أضلعُ
والمترعُ الحوضِ المدَعدعِ حَيثُ لا / وادٍ يفيضُ ولا قليبٌ يترعُ
ومبدِّدُ الأبطال حيث تألَّبوا / ومفرق الأحزاب حيث تَجمّعوا
والحبر يَصدع بالمواعظ خاشعاً / حتى تكاد لها القلوب تصدَّعُ
حتى إذا استعر الوغى متلظِّياً / شرب الدماء بغلَّةٍ لا تُنقعُ
متجلبباً ثَوباً من الدّم قَانِياً / يَعلوه من نَقع الملاحم برقعُ
زُهدُ المسيح وفتكةُ الدَّهرِ الذي / أودى بِهِ كسرى وَفوَّزَ تُبَّعُ
هذا ضَميرُ العالم الموجُود عَن / عَدَمٍ وسرُّ وُجوده المستودعُ
هذي الأمانَةُ لا يَقومُ بحملها / خَلقاءُ هَابطةٌ وأَطلسُ أرفَعُ
تأبى الجبالُ الشمُّ عن تَقليدها / وتَضجُّ تَيهاءٌ وتشفق برقعُ
هذا هُوَ النُّورُ الذي عَذَباته / كانَت بِجَبهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ
وَشِهَابُ موسى حيثُ أظلم ليله / رَفعت لهُ لألاؤه تتشعشعُ
يَا من لهُ ردت ذكاءُ ولم يَفز / بِنظيرها من قَبل إلا يوشَعُ
يَا هازِم الأحزَابِ لا يثنيهِ عَن / خَوضِ الحِمام مدَججٌ ومدَرَّعُ
يا قَالعَ البابِ الذي عن هَزَّها / عَجَزَت أكفٌّ أربَعونَ وأربعُ
لولا حُدوثُك قُلتُ إِنك جَاعل / الأَرواح في الأشباح والمتنزّعُ
لولا مَماتُكَ قلت إنكَ باسطُ ال / أرزاقِ تَقدِرُ في العطا وتوسِّعُ
ما العالَمُ العلويّ إلا تُربَةٌ / فيها لجثَّتِكَ الشريفةِ مضجعُ
مَا الدَّهرُ إلا عَبدُكَ القِنُّ الذي / بنفوذِ أمرك في البريَّةِ مولعُ
أنا في مَديحكَ أَلكنٌ لا أَهتَدي / وأنا الخَطيب الهبرزيُّ المصقعُ
أأقولُ فيكَ سُمَيدَعٌ كلا وَلا / حاشا لمثلِكَ أن يقال سُميدعُ
بَل أنتَ في يَوم القيامةِ حَاكمٌ / في العالمينَ وشَافِعٌ وَمُشَفَّعُ
وَلقد جَهلتُ وكنتُ أحذَق عالمٍ / أغرَارُ عَزمِكَ أم حسامُك أقطعُ
وَفقدتُ معرفَتي فَلستُ بعارفٍ / هَل فَضلُ عِلمِكَ أم جَنابُكَ أوسَعُ
لي فيكَ مُعتقدٌ سَأكشفُ سِرَّهُ / فَليصغِ أربَابُ النُّهى وليسمعوا
هيَ نَفثةُ المصدُور يطفئ بَردَها / حَرُّ الصبابَةِ فاعذِلوني أو دَعوا
واللَّه لولا حَيدَرٌ ما كانَتِ الد / دُنيا ولا جَمعَ البريَّة مجمعُ
من أجله خُلقَ الزَّمان وضوّئت / شُهبٌ كنسنَ وَجنَّ لَيلٌ أدرعُ
علم الغيوبِ إليهِ غير مُدَافع / والصبح أبيض مُسفر لا يدفعُ
وإليهِ في يَوم المعادِ حِسابنا / وهو الملاذ لنا غدا والمفزعُ
هذا اعتقادِي قَد كشفتُ غِطاءه / سَيضرُّ مُعتقداً لهُ أو يَنفعُ
يا مَن لهُ في أَرض قَلبي مَنزلٌ / نِعمَ المراد الرَّحب والمستربَعُ
أَهوَاكَ حتى في حَشاشَة مُهجتي / نارٌ تَشبُّ على هَواكَ وتلذعُ
وتَكادُ نَفسي أَن تَذوب صَبابَةً / خُلقاً وطبعاً لا كمن يَتطبعُ
ورأيتُ دينَ الإعتزَال وإِنني / أهوَى لأجلكَ كلَّ من يَتشيَّعُ
وَلقد عَلمتُ بأنَّهُ لا بُدَّ من / مهديِّكم وليومهِ أتوَقَّعُ
يَحميهِ مِن جُندِ الإله كتائبٌ / كاليمِّ أقبلَ زاخِراً يَتدفَّعُ
فيها لآل أبي الحديد صَوارم / مَشهورَةٌ ورِماحُ خَط شُرَّعُ
ورجَال مَوتٍ مقدِمونَ كَأنَّهم / أُسدُ العَرينِ الرّبد لا تتكعكعُ
تلك المنى إمَّا أغب عَنها فلي / نفسٌ تُنازِعُني وشَوقٌ ينزعُ
ولَقد بَكيتُ لقتلِ آل محمد / بالطفِّ حتى كل عضو مدمعُ
عُقرت بنات الأعوجية هل درت / ما يُستباح بها وماذا يصنعُ
وحَريمُ آل مُحمد بَينَ العدا / نَهبٌ تَقاسَمهُ اللئام الرُّضَّعُ
تلك الضغائن كالإماء متى تسق / يعنف بهن وبالسياط تقنّعُ
من فوق أقطاب الجمال يشلُّها / لكع على حنق وعبدٌ أكوعُ
مثل السبايا بل أذل يشق من / هنَّ الخمار ويستباح البرقعُ
فمصفَّدٌ في قَيده لا يُفتدى / وكريمة تسبى وقرط يُنزعُ
تاللَّه لا أنسى الحسين وشلوه / تحت السنابك بالعراء موزعُ
مُتلفعاً حُمرَ الثياب وفي غدٍ / بالخضر من فِردوسه يَتلفَّعُ
تَطأ السنابك صدره وَجبينه / والأرض ترجف خيفةً وتضعضعُ
والشمس ناشِرة الذوائب ثاكل / والدهر مشقوق الرداء مقنَّعُ
لَهفي عَلى تِلكَ الدِّماء تراقُ في / أيدي أُمَيَّةَ عنوة وَتضيَّعُ
بأبي أَبو العبَّاسِ أحمدَ إنَّه / خَيرُ الورى من أن يُطلَّ ويُمنعُ
فَهوَ الوليُّ لِثارِها وهُوَ الحمو / ل لِعبئها إذ كلّ عَودٌ يَظلعُ
الدَّهرُ طَوعٌ والشبيبةُ غَضةٌ / وَالسيفُ عَضب وَالفؤاد مشيّعُ
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل / والصعبُ إلا عن ملالكَ يَسهلُ
يا ظالماً حكَّمتهُ في مُهجَتي / حَتّامَ في شرع الهَوى لا تعدلُ
أنفَقتُ عُمري في هَواكَ تكرُّماً / وتضنُّ بالنّزر القليل وتَبخلُ
إن تَرمِ قَلبي تَصمِ نَفسكَ إِنهُ / لَكَ مَوطِن تَأوي إليه وَمنزلُ
أَتظنُّ أَني بالإساءة مُقلع / كيفَ الدّواء وقد أصيبَ المقتلُ
أعرض وصُدَّ وجُر فَحبك ثابت / بتنقل الأحوال لا يتنقَّلُ
واللَّه لا أسلوكَ حتى أنطوي / تَحتَ الترابِ ويحتَويني بالجندلُ
تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّكَ ثابتٌ / في القلبِ لا يفنى ولا يَتبدَّلُ
مَن لي بأهيفَ قد أقامَ قيامتي / خَدٌّ لَهُ قانٍ وطَرف أكحلُ
نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش / شكوى ويصغي للوشاة فيقبلُ
مُتلوِّن متغيِّر متعتِّبٌ / مُتعنِّتٌ متمنِّع متدَلِّلُ
إن قلتُ متُّ من الصبابَة قال لي / ظُلماً وأَي صَبابةٍ لا تقتلُ
أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي / ما سوف تلقى مِن عذابكَ أطولُ
قَسماً بترب نِعاله فَمحاجِري / أبَداً بغير غباره لا تُكحلُ
وصَعيدُ بَيتٍ حَله فركائبي / تَسعى به دُونَ البيوت وترملُ
لأخالفنَّ عَوَاذِلي لو أنهُ / ممن يظل على هَواهُ ويَعدِلُ
ولأهتكَنَّ على الهوى سِتر الحيا / إنَّ الفضيحةَ في المحبةِ أجملُ
يَصفرُّ وجهي حين أَنظر وجههُ / خَوفاً فَيدركه الحياء فيخجلُ
فكأنَّما بِخدُودِه من حُمرةٍ / ظَلَّت إليها من دَمي تَتحوَّلُ
هو مُلبسي حُللَ الضنا ومُعلمي / من زلتي ما كنت منها أجهلُ
لولاه لم أرد الحياة ولم أقل / طلب الثراء من القناعة أجملُ
من أجله أخشى المماتَ وأتقي / ولأجله أرجُو الغنى وأؤملُ
أستعذِبُ التعذيب فيه كأنَّما / جُرَع الحميم هي البرود السلسلُ
لا فَرَّجَ الرَّحمنُ كربَةَ عَاشِق / طلب السُّلوَّ وخاب فيما يسألُ
لا تُنكروا فَيضَ الدُّموع فإنها / نفسي يُصعِّدُها الغرام المشعلُ
هي مُهجَتي طوراً تَحلل بالبكا / أسفاً وطوراً بالزَّفير تحللُ
يا كرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا / وسقى ثراكَ من الرَّواعدِ مُسبلُ
إن كان جِسمي عَنكَ أصبح راحلاً / كرهاً فَقلبي قاطِنٌ لا يرحلُ
ما رُمتُ بَعدكَ بالمدائنِ صبوةً / إلا ثنى الثاني هَواكَ الأولُ
أنا عَاذرٌ إن طُلَّ بعدَ طلاكَ لي / حُبّ دمٌ أو غازَلتني المُغزِلُ
يا راكباً تهوي به شَدَنيّةٌ / حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ
هَوجاء تَقطعُ جَوزَ تيَّارِ الفلا / حتى تَبوصَ على يَديها الأرجُلُ
عُج بالغريّ على ضريحٍ حولَه / نادٍ لأملاكِ السماءِ ومحفلُ
فَمسبِّحٌ ومقدسٌ وممجدٌ / ومعظمٌ ومكبِّر ومهلِّلُ
والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم / عيدانهُ قُبلاً فَهنَّ المندَلُ
وانظر إلى الدَّعواتِ تسعد عندهُ / وجُنود وحي اللَّه كيف تنزَّلُ
والنورُ يلمعُ والنواظِرُ شخَّصٌ / واللسنُ خرسٌ والبَصائر ذُهَّلُ
واغضض وغُضَّ فَثَمَّ سِرٌّ أعجمٌ / دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكلُ
وقلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى / نصّاً بهِ نَطقَ الكتابُ المنزلُ
وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكُن / منصوصةً عن جيدِ مجدك معدلُ
عجباً لقومٍ أخروكَ وكعبكَ ال / عالي وخدُّ سِواكَ أضرَعُ أسفلُ
إن تمسِ مَحسوداً فسؤددك الذي / أعطيت محسود المحل مبجَّلُ
عضبٌ تحزُّ به الرقاب يمدُّه / رأيٌ بعزمتِه يحزُّ المفصِلُ
وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ / فصلٌ وحكمٌ في القضية فيصلُ
عَجباً لهذي الأرض يضمر تُربها / أطواد مجدك كيفَ لا تتزلزلُ
عَجباً لأملاكِ السماءِ يَفوتها / نظر لوجهكَ كيف لا تتهيلُ
يا أيها النبأ العظيم فمهتدٍ / في حبه وغواة قوم ضلَّلُ
يا أيُّها النار التي شبّ السنا / منها لموسى والظلام مجلِّلُ
يا فلكَ نوحٍ حيثُ كلّ بسيطةٍ / بحرٌ يمور وكلُّ بحرٍ جدولُ
يا وارثَ التوراةِ والإنجيل وال / فرقان والحكم التي لا تعقلُ
لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى / غِبَّ ابتلاج الفجر ليلٌ أليَلُ
يا قاتِلَ الأَبطالِ مجدك للعدى / من غربِ مخذمكَ المهنَّد أقتلُ
بذباب سيفكَ قَرَّ فارعُ طَوده / بَعدَ التأوُّد واستقام الأميلُ
إن كانَ دينُ محمدٍ فيه الهدى / حَقاً فحبكَ بَابُهُ والمدخلُ
لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى / أطرافها ونقيصةٌ لا تكملُ
كم جَحفلٍ لِلجزءِ من أجزَائهِ / يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفلُ
أثوابهُ الزردُ المضاعفُ نَسجه / لكنهُ بالزَّاغبية مخملُ
يحيي المنيةَ منهُ طعنٌ أنجلُ / برحٌ محاجرهُ وضربٌ أهدلُ
نَهنهتُ سورَتهُ بِقلبِ قلَّبٍ / ثبتٍ يُحالفه صَقيلٌ مصقلُ
صلى عليكَ اللَّهُ من متسربلٍ / قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتسربلُ
وجزاكَ خيراً عن نَبيك إنهُ / ألفاكَ ناصرَهُ الذي لا يُخذلُ
سمعاً أمير المؤمنينَ قصائداً / يَعنو لها بِشرٌ ويخضع جَروَلُ
الدُّرُّ من ألفاظِها لكنهُ / دُرٌّ له إبنُ الحديد يفصِّلُ
هيَ دونَ مدح اللَّه فيكَ وفوق ما / مدح الورى وعلاكَ منها أكملُ
والله لا موسى ولا عي
والله لا موسى ولا عي / سى المسيح ولا محمد
علموا ولا جبريل وهو / إلى محل القدس يصعد
كلا ولا النفس البسي / طة لا ولا العقل المجرد
من كنه ذاتك غير أن / ك واحدي الذات سرمد
وجدوا إضافات وسل / باً والحقيقة ليس توجد
ورأوا وجوداً واجباً / يفنى الزمان وليس ينفد
فلتخسأ الحكماء عن / جرم له الأفلاك تسجد
من أنت يا رسطو ومن / أفلاط قبلك يا مبلد
ومن ابن سينا حين / قرر ما بنيت له وشيد
هل أنتم إلا الفرا / ش رأى الشهاب وقد توقد
فدنا فأحرق نفسه / ولو اهتدى رشداً لأبعد
يا مدهش الألباب والفطن
يا مدهش الألباب والفطن / ومحير التقوالة اللسن
أفنيت فيك العمر أنفقه / والمال مجاناً بلا ثمن
أتتبع العلماء أسألهم / وأجول في الآفاق والمدن
وأخالط الملل التي اختلفت / في الدين حتى عابد الوثن
وظننت أني بالغ غرضي / لما اجتهدت ومبرىء شجني
ومطهر من كل رجس هوى / قلبي بذاك وغاسل درني
فإذا الذي استكثرت منه هو ال / جاني علي عظائم المحن
فضللت في تيه بلا علم / وغرقت في يم بلا لسفن
ورجعت صفر الكف مكتئباً / حيران ذا هم وذا حزن
أبكي وأنكت في الثرى بيدي / طوراً وأدعم تارةً ذقني
وأصيح يا من ليس يعرفه / أحد مدى الأحقاب والزمن
يا من له عنت الوجوه ومن / قرنت له الأعناق في قرن
آمنت يا جذر الأصم من ال / أعداد يا فتنة الفتن
أن ليس تدركك العيون وأن / الرأي ذو أفن وذو غبن
والكل أنت فكيف يدركه / بعض وأنت السر في العلن
ناجيته ودعوته اكشف عن عشا
ناجيته ودعوته اكشف عن عشا / قلبي وعن بصري وأنت النور
وارفع حجاباً قد سدلت ستوره / دوني وهل دون المحب ستور
فأجابني صه يا ضعيف فبعض ذا / قد رامه فوشى فدك الطور
تاه الأنام بسكرهم
تاه الأنام بسكرهم / فلذاك صاحي القوم عربد
ونجا من الشرك الكثي / ف مجرد العزمات مفرد
يأوي إلى العقل البسيط / وكل معنى عنه يسند
تالله لا موسى الكليم / ولا المسيح ولا محمد
كلا ولا جبريل وهو / إلى محل القدس يصعد
علموا ولا النفس البسيطة / لا ولا العقل المجرد
من كنه ذاتك غير أن / ك واحدي الذات سرمد
فليخسأ الحكماء عن / حرم به الأمك سجد
من أنت يا رسطو / ومن أفلاط بعدك يا مبلد
ومن ابن سينا حين هذ / ب ما أتيت به وشيد
نظروا إضافات وسلباً / والحقيقة ليس توجد
ورأوا وجوداً دائماً / يفنى الزمان وليس ينفد
ما أنتم إلا الفرا / ش رأى السراج وقد توقد
فدنى فأحرق نفسه / ولو اهتدى رشداً لأبعد
بدوام سعدك يحكم الدهر
بدوام سعدك يحكم الدهر / وبيمن جدك ينزل النصر
وبحسن نيتك الشريفة لا / بؤس يلم بنا ولا ذعر
آراؤك الزغف المضاعف وال / بيض الطريرة والقنا السمر
واذا طغى يا جوج مارقة / فالسد اتت ومالك القطر
من يظهروه ولا يطاق له / نقب ولا يرجى له كسر
ولطيف فكرك جحفل لجب / وشريف عزمك عسكر مجر
واذا عصر فرعون في طرف / كنت الكليم وجيشك البحر
وعصاك عضب من مضاربه / يخبو الضلال ويبطل السحر
مهج العدى من سنخ جوهره / فكأنها في مثنه اثر
يهتز في بغداد قائمه / فتسهيل عنه ودونها النهر
واذا ذكت نيران ملحمة / حمر كأن شرارها قصر
كنت الخليل بعيد جاحمها / بردا فلا لهب ولا حر
آباؤك البيض العطارفة ال / شم الكرام السادة الزهر
وبجدك العباس مبتهلا / دعى الغمام فاسبل القطر
ساق الحجيج ومن محلته / ام القرى ومعانه الحجر
في يوم اوطاس لصيحته / هزم العدى وتدكدك الصخر
في سبعة من اهله نكحوا / ام اللهيم فطلق الغر
غضوا الجفون عن الحتوف وقد / كسروا الجفون وكسرها جبر
وهو الشفيع لاهل مكة يو / م الفتح وهو عصبصب نكر
بسل الحمى لولا اجارته / صخر ابن حرب لم يئل صخر
إن كان حر النفس من كرم / فبمثلها يستعبد الحر
فبنوه بعد لبيتكم خول / والكفر للنعى هو الكفر
بالقائم المنصور مالكنا / تحمى البلاد يحرس الثغر
بالجوهر المحض الذي مضر / اصدافه ووجوده الدر
عود نظار ما تفرع من / بعد النبي بمثله النضر
سادت معد حين شرفها / فهر وساد بمجده فهر
زيد وعمرو انجباه فلا / زيد يكاثره ولا عمرو
وكفاه فخرا حيث ينتسب الم / نصور والسجاد والحبر
مستنصر باللّه يدخر ال / تقوى وليس كمثلها ذخر
والوفر ينهبه ومجتمع ال / علياء حيث يفرق الوفر
لما اناخ الكفر كلكله / بالدين حق امره امر
باع اللها وشرى الثواب فف / ض المال لما اجرز الاجر
ولرب صفر وهو ممتلىء / ولرب ممتلىء هو الصفر
انسى ابن اروي جيش عسرته / والعسر يحدث بعده اليسر
لو كانت الايام ناطقة / واميط عن اسماعنا الوقر
ملأت مسامعنا بدعوتها / هذا النبي وهذه بدر
فاسلم امير المؤمنين ودم / ابدا فعمرك للعلى عمر
قد شرف الصوم الجليل بما / اوليته وتجمل الفطر
والعيد عصر انت سائسه / لا زال عنا ذلك العصر
اسنى من الاعياد منزلة / ومكانة ايامك الغر
لا زلت تفتتح الثغور وثغ / ر الدهر عما شئت يفتر
وتعيد دار الشرك دائرة / والحق ابلج والهدى دثر
وتدوخ الاقطار رايتك ال / وداء بل اسيافك الحمر
وتجير املاك الورى يدك ال / بيضاء بل اكنافك الخضر
وتملك المستنصرية اقطارا / يقهقر دونها الخضر
فلبعضهم طمغاج يشملها / منشورها ولبعضهم مصر
دعوات عبد قد تماثل في / اخلاصه الاسرار والجهر
أما السلو ففوق لمس الكوكب
أما السلو ففوق لمس الكوكب / فاعذر على صبواته أو فاعتب
عجبا لقولك دع هواك فانه / سقم واعجب منه لو لم اعجب
ما حيلة الوصب السقيم وهل له / ذنب فتوسعه ملامة مذنب
واما ومقلة شادن جعلت له / ليث العرينة في ثياب الثعلب
لو عاينت عين الوصي فسالها / في القلب لم يفخر بضربة مرحب
لا خالفن علي هواه معنفي / ولا رغمن عليه انف مؤنبي
بصبابة لم تنتقض ونواظر / لم تغتمض ومدامع لم تنضب
يا ناظرا اذكاء في غسق الدجى / ذا البرق ام نار تشب بمرقب
تهفو كقادمة الجناح وتعتلى / صعدا كحاشية الرداء المذهب
أمطاره مأخوذة من ادمعي / ووميضه من قلبي المتلهب
والليل كالدن الجريح عقاره / في قاره كشواظه في الغيهب
فكأن رايات الامام بجنحه / حمر الذوائب بالدم المتصبب
سد المذاهب بالجيوش على العدى / فكبعد نيل علاه بعد المهرب
بعرمرم بالخافقين مخيم / وعلى دراري النجوم مطنب
تتقاعس الافلاك ان لم تنفطر / عنه وتردى الشمس ان لم تهرب
يغشى النواظر ضؤه فكانه / شم شوامخ من حديد اشهب
وكأنما اسيافه في عارض / وكأنما راياته في كبكب
من كل غر في الوغا فاذا انجلت / عنه غيابتها فاي مجرب
ركاب اخطار وما بلغ المنى / من لم يخض غمارثهن ويركب
ترنو البسالة بالتقى فالردع ري / ح الذرع والمحراب بيت المحرب
ركبوا على امثالهم فالشطبة ال / جرداء منهم تحت اجرد اشطب
الصقر فوق الظبي والضرغام يق / تعد المها والصل فوق العقرب
واستشعروا بشعار اشرف قائم / بالقسط من حيي نزار ويعرب
مستنصر باللّه لو شاء اكتفى / بالعزم عن جيش يجر ومقتنب
نصر الهدى واحق من نصر الهدى / من كان وارث شرعه والمنصب
وحمى حريم محمد من يلتقى / بمحمد خير البرية بالاب
ملك الظاهر والبواطن بأسه / ونواله فاعجب لمعط معطب
وتالفت فيه القلوب ولم تزل / اهواؤها في فرقة وتشعب
فهو المعشق للنفوس لانه / اوفى وارفع من مقام محبب
يا ابن الائمة طاهر عن طاهر / ورث العلاء وطيب عن طيب
الصافحون عن الجرائم بعدما / كشرت بناب للعقاب ومخلب
والواهبون من الرغائب واللهى / ما لم يذل كرما وما لم يوهب
قوم ولاؤهم النجاة وحبهم / في الحشر اوفى طاعة وتقرب
أرباب مكة والحطيم ووارثوا ال / بيت العتيق وذي طوى والاخشب
فاذا انتسبت الى قديم علاهم / ودت ذكاء دخولها في المنسب
لولاك لاغتدت البلاد مباحة / ولصال فيها الدهر صولة مغضب
ولشد جيش العسكر الشرقي أع / راف الجياد بنخل اهل المغرب
غضبت لدين اللّه بيضك فاجتوت / اغمادها لاعز من لم يغضب
وابى الاباء المحض صبرك مغضبا / والصبر احيانا كريه الشرب
فنهضت نهضة احوذي حول / وعزمت عزمة شمري قلب
فليشكرن الدين ما اوليته / واللّه والقبر الشريف بيثرب
قد جاءك الشهر الشريف مبشرا / لك بالسعادة والمراد المخصب
ومحدثا بالنصر قبل وقوعه / والبرق يؤذن بالغمام الصيب
والنصر مضمون الحصول بقوله / ان تنصروا والوعد غير مكذب
فاسعد بأيام الصيام مهنئا / باعز مملكة وانجح مطلب
في نعمة فوضى وحكم نافذ / ومآرب عجلى ونجح مكثب
أسعد امير المؤمني
أسعد امير المؤمني / ن بغرة الشهر الشريف
شهر عظيم في الشهو / ر كمجدك السامي المنيف
يا مالك الدنيا وبا / ذلها ووهاب الالوف
ومصرف الايام بال / نعم الجسام وبالصروف
ومعبد افنان الفضا / ئل غضة بعد الجفوف
فكواكب الآداب تش / رق بعد اظلام الخسوف
لك سطوة الليث الغضو / ب ورحمة البر الرؤوف
خلقان ذا سبب الحشو / ف وذاك دفاع الحنوف
لا يعدم الاسلام ما / توليه من من وريف
وبقيت للمجد الاثي / ل ودمت للدين الحنيف
حتى يعد الكامل ال / مجزوء من بحر الخفيف
قالت جياد الصافا
قالت جياد الصافا / ت لنا المسرة والتهاني
بركوب مولي العالمي / ن من الاقاصي والاداتي
باعز نصر لا يزال / ل مقلدا واجل شان
حسد السرير السرج واض / طغن اليراع على العنان
وبحق للافلاك تح / ده على تلك البنان
كف يعيش بجودها / جان ويغفر جرم جان
لا زال في كنف الال / ه تحوطه السبع المثاني
يفنى الزمان وطوله / ويعيش من بعد الزمان
متمكناً مما يري / د مبلغاً اقصى الاماني