المجموع : 18
بالسفح من لبنان لي
بالسفح من لبنان لي / قمر منازله القلوب
حملت تحيته الشما / ل فردها عني الجنوب
فرد الصفات غريبها / والحسن في الدنيا غريب
لم أنس ليلة قال لي / لما رأى جسدي يذوب
بالله قل لي من أعل / ك يا فتى قلت الطبيب
ليت القُلوب على نظام واحدِ
ليت القُلوب على نظام واحدِ / لِيذوقَ حَرّ الوجد غيرُ الواجدِ
فإِلامَ يَهْوى القلْبُ غيرَ مُساعِفٍ / بِهَوىً ويَلْقى الصبُّ غيرَ مساعِدِ
نِمْتُمْ عن الشّكوى وأَرَّقني الجَوى / يا بُعدَ غايةِ ساهرٍ من هاجدِ
أَضللتُ قلباً ظلّ يَنْشُد لُبّهُ / مَنْ لي بِوجدان الفقيد الفاقدِ
ونهت مدامعي الوشاةُ فرابَهُم / شاكٍ صبابَتَه بطرفٍ جامدِ
ولو أنهم سمعوا أَلِيَّةَ عَبرتي / في الحبّ لاتَّهَمُوا يمين الشاهدِ
أَشكو إِليك فهل عليك غضاضة / يا مُمْرِضي صَدّاً لو أنك عائدي
يا مَنْ إِذا نمتُ أَوقع بي الكرى / غَضَباً لِطَيْفِ خياله المتعاهِدِ
أَمّا الرُّقاد فلو يكون بصحةٍ / ما كان ناظرك السقيم براقدِ
أَهوى الغصون وإِنما أَضنى الصَّبا / شوقُ النسيم إِلى القضيب المائِد
ويَهيجني برق الثغور وإِن سما / في ناظريّ خلال غيث ساهدِ
بَكَرتْ على بالي الشّبابِ تلومُهُ / عَدّي الملامةَ عن حَنين الفاقدِ
ما زال صَرْفُ الدَّهْرِ يَقْصِر هِمَّتي / حتّى صرفتُ إِلى الكرام مَقاصدي
وإِذا الوفود إِلى الملوك تبادرتْ / فعلى جمال الدين وفدُ محامدي
فَلْتَعْلَمَنْ ظُلَمُ الحوادث أَنني / يمَّمتُ أَزهرَ كالشِّهاب الواقدِ
يُمْضي العزائمَ وهي غيرُ قواطعٍ / ما السّيف إِلاّ قوةٌ في الساعدِ
باقٍ على حكِّ الزّمان ونقدهِ / ومن الصحيح على امتحان الناقدِ
يلقاكَ في شرف العُلى مُتواضعاً / حتى تَرى المقصودَ مثلَ القاصد
وإِذا دنت يمناه من مُسْترفِدٍ / لم تَدْرِ أَيُّهما يمينُ الرّافدِ
أُمْنِيَّةٌ للمُعتَفي وَمَنِيَّةٌ / للمعتَدي وشريعةٌ للواردِ
وَلِعٌ بأَسهُم فكره فإِذا رمى / أَصْمى بها غرض المدى المتباعدِ
يتصرف المتَصرّفون بأَمرِه / عن حُكْم أَمرٍ نافذٍ لا نافدِ
لا تحسَبوا أَني انفردتُ بحَمْدِه / هيهاتَ كم لمحمَّدٍ مِنْ حامدِ
يا مُسْتَرِقَ الماجدين بفضلِه / والفخرُ كلُّ الفخر رِقّ الماجدِ
أَقلامُكَ القدَرُ المُتاحُ فما جرى / إِلاّ جرت بفواقرٍ وفوائدِ
مِنْ كلّ أَرقَشَ مستهِلٍّ ريقُه / أَفواه بيضٍ أَو ثغور أَساودِ
تُزْجي كتائبُه الكتائبَ تلتظي / لَهَباً أَمام مُسالِم لمُعانِدِ
كم مِنْ وَلِيٍّ قَلَّدَتْهُ ولايةً / عقد اللِّواءَ لها ثناءُ العاقدِ
حتّى إِذا سَلَك العَدُوُّ سبيلَها / فعلى طريق مَكامِنٍ ومكائدِ
تستام أَمثالَ الكلامِ شوارداً / فتبيتُ عندك في حِباله صائدِ
تلك البلاغة ما تُمُلِّك عفوُها / بِيديْك إِلاّ بَذّ جهدَ الجاهدِ
ولقد لَحَظْتَ الملكَ مَنْهوب الحِمى / مِنْ جانبيْه فكنتَ أَوّلَ ذائدِ
ربَّيتَ بَيْت المالِ تربيةَ امرئٍ / يحنو عليه بها حُنُوَّ الوالدِ
أَشعرتَ نفسَك مِنْهُ يأْسَ نَزاهةٍ / ومنحت هَمَّك منه بأْس مُجاهدِ
فَممالِكُ السّلْطان ساكنةُ الحَشا / مِنْ بعدِ ما كانتْ فريسةَ طاردِ
عطفتْ على يدك المساعي رَغْبةً / نظرت إلى الدّنيا بعين الزاهدِ
وثنتْ أَعِنَّتها إِليك مناقِبٌ / يا طالما كانت نشيدةَ ناشِدِ
مَجْدٌ على عرشِ السِّماكِ وهمَّةٌ / ترقى السُّها بجَناح جَدٍّ صاعدِ
وعُلىً يجوز بها المدى حَسَدُ العِدى / إِن العُلى مَنصورةٌ بالحاسدِ
يا حبّذا همٌّ إِليك أَصارني / وعزيمة تقفو رياضةَ قائدِ
أَنا روضة تُزْهى بكل غريبةٍ / أَفرائدي من لم يفرز بفرائدي
إِن ساقني طلب الغنى أَو شاقني / حُبُّ العُلى فلقدْ ورَدْتُ مواردي
ومتى عَددتُ إِلى نَدك وسائلي / أَعْدَدْتُ قصدي من أَجلّ مقاصدي
حتى أَعودَ من امتداحك حالياً / وكأَنني قُلِّدتُ بعض قلائدي
ما كانت الآمال تكذِبُ موعدي / أَبداً وحُسْنُ الظنّ عندك رائدي
لِمَنِ القَوام السَّمْهَرِيُّ سِنانُه
لِمَنِ القَوام السَّمْهَرِيُّ سِنانُه / ما أَرهفتْ من لحظِها أَجفانُهُ
إِن كان نازَعَك الهوى إنكارُهُ / فَمِنَ الذي بعث الهوى عِرفانُهُ
ظَبْيٌ صوارمُ مُقلتيْه أَسِنّةٌ / فبناظريْه ضرابُه وطِعانُهُ
لَهِجٌ بكأس جُفونه وقَوامُه / أَبداً نزيفُ رحيقها سكْرانُهُ
كَفَلَتْ سُلافةُ خدّه من صُدغِه / أَنْ لا يُفارق وَرْدَهات ريْحانُهُ
وبنفسيَ الرَّشأُ المُتَرْجِمُ طَرْفُهُ / عن بابل هاروتُها إِنسانُهُ
لا وَصْلَ إِلاّ ما تَجود به النوى / من طيفِه فوِصاله هِجْرانُهُ
حكَّمْتُه فقضى عليّ قضاؤه / وهَوى الأَحبّةِ جائرٌ سُلطانُهُ
أَدمى جُفونَ الصَّبِّ صَبُّ دموعهِ / سَعةً وضاق بسرّه كتمانُهُ
ضمِن الفريق فراق أَغصان اللِّوى / أَفبَيْنُهُ ضمن الجوى أَمْ بانُهُ
يا فضلُ ما للفضل هيض جناحهُ / فَبَدَتْ زَمانته وضاع زمانُهُ
قَعَد السّماحُ به وكم من ناهضٍ / ضاقت لُبانتُه فضاق لَبانُهُ
ومخلَّفٍ ما كان يبلغُ شَأْوَهُ / لو لم يكن بيد القضاءِ عِنانُهُ
ومروَّعٍ سكنتْ خوافقُ أَمنِهِ / لولا جمالُ الدين عزَّ أَمانُهُ
مَنْ نال قاصيةَ المطالب جودُهُ / والغيث ما ملأَ الرُّبى هَطَلانُهُ
واستوعبت غُرَرَ الكلام فُنونُه / واستوسقت ثمرَ العلى أَفنانُهُ
أَذكى الأَنامِ إِشارةً وعبارةً / ما المرءُ إِلاّ قلبُهُ ولسانُهُ
ففروعُه تُنْبيك عن أَعراقه / وكفاك مِنْ خَبَر النسيبِ عِيانه
وإِذا أَردتَ مَحَلَّه من مجده / فترقّ حيث سماؤه إِيوانُه
شرفٌ تفيّأَتِ الملوك ظلالَه / وعُلىً على هِمّاته بنيانُه
ما أَغمدوا سيفَ ابن ذي يزنٍ به / إِلاّ تقاصر عندها غُمْدانه
جَدٌّ تمكَّنَ من ذُؤابة مَنْصِبٍ / لو نالها العَيّوق جُنّ جَنانه
فَلِبَيْتِ مال المُلك مِنْ عَزَماته / طمّاحُ طَرْفِ كفايةٍ يقظانُهُ
يغدو عليه ثقيلةً أكمامُه / ويروح عنه خفيفةً أَردانه
لا تَجْزَع الأَهواءُ ثاقبَ رأْيه / والرأْيُ مملوكٌ عليه مَكانه
مُسْتَظْهِرٌ بوُلاته فكُفاتُهُمْ / نوّابُه وَثِقاتهم أَعوانه
يعْدوهُمُ تأْنيبهُ ويَخُصُّهُمْ / تهذيبُه ويَعُمُّهُمْ إِحسانهُ
وإِذا انتضوْا أَقلامهم لِمُلِمَّةٍ / أَبصرتَ مَنْ كُتّابُه فرسانُه
ميثاقهُ حَرَمٌ لخائف بأْسِه / يُغْنيك عن أَيْمانِهِ إِيمانهُ
وَقَفَ الحسابُ عليهِ رَكْضَ إِصابةٍ / لا البرقُ يدركها ولا سَرْعانُه
وثنى الخطابَ إِليهِ فضلُ فصاحةٍ / لا قُسّها منهُ ولا سَحْبانهُ
هذا وإِن تكن اتّصالات العُلى / تقضي بسعدٍ فالقَران قَرانهُ
أَمحمدُ بنَ عليّ اعتنقَ الأَسى / فكري فضاق بفارسٍ مَيْدانهُ
ما بالُ حادي المجد مغبرّ المدى / وأخو الهُوَيْنا روضةٌ أَعطانهُ
هَبْني جنيْتُ على نَداكَ جِنايةً / تُقضى فأَين جنونهُ وجَنانهُ
وأَنا الذي لا عَيْبَ فيه لقائلٍ / ما لم يقُلْ هذا الزمان زمانهُ
فهلِ المحامِدُ ضامِناتٌ عنك لي / مَعْنىً على هذا البيانِ بيانهُ
وهي القوافي ما تناظرَ بالنَّدى / إلاّ وقام بفضلِها برهانهُ
ما كان بيتُ فضيلةٍ في فارسٍ / إِلاّ ومِنْ عربيَّتي سَلْمانهُ
أَبْدى السُلُوَّ خديعة للاّئِمِ
أَبْدى السُلُوَّ خديعة للاّئِمِ / وَحَنا الضّلوعَ على فؤادٍ هائِمِ
ورأَى الرّقيبَ يَحُلُّ ترجمةَ الهوى / فاستقبلَ الواشي بثغرٍ باسم
ومضى يُناضِل دونَه كتمانه / ما الحبّ إِلاّ للمحب الكاتم
من فَضَّ خَتْمَ لسانِه عن سِرِّه / ختمت أَناملَه ثنيّةُ نادِم
ومُهَفْهَفٍ لعِبَ الصِّبا بقَوامِه / لَعِبَ النُّعامى بالقضيب الناعم
حَرَمَ الوِصالَ وأُرْهِفَتْ أَجفانُهُ / فأَتاك ينظر صارماً مِنْ صارم
وَلَكَمْ جرى طرْفي يعاتِبُ طَرْفَه / لو يسمعُ السّاجي حديث السّاجِم
إِني لأرْحَمُ ناظريْه من الضَّنا / لو أَنّ مرحوماً يَرِقُّ لِراحم
للهِ موقفُنا وقد ضرَب الدُّجى / سِتراً علينا من جُفون النائِم
وفمي يُقَبّلُ خاتِماً في كفه / قُبَلاً تغالط عن فمٍ كالخاتم
كيف السّبيلُ إِلى مَراشِفِ ثَغْره / عينُ الرّقيب قذاةُ عيْن الحائِم
نَلْحى الوُشاةَ وإِنّ بين جُفوننا / لَمَدامعاً تَسْعى لها بنمائِم
يا أَيُّها المُغْرى بأَخبار الهوى / لا تُخْدَعَنّ عنا لخبير العالم
إِسْأَل فَدَيْتُك بالصبابة لِمَّتي / واسأَلْ بنُورِ الدين صَدْرَ الصارِم
ومُعَطّفاتٍ ترتمي بأَجنَّةٍ / ومُثَقَّفاتٍ تهتدي بلَهاذِم
ومُسَوَّمات لست تدري في الوغى / بقوائِم يُدْرِكْن أَم بقوادمِ
كلُّ ابن سابقةٍ إِذا ابتدر المَدى / فلغير غُرَّتِه يمينُ اللاطم
يرمي بفارسه أَمامَ طريده / حتى يُرى المهزومُ خَلْفَ الهازم
يُنْمى إِلى مَلِكٍ إِذا قُسِم النّدى / والبأْسُ كان المُكتنى بالقاسم
مُتَسَرْبِلٌ بالحزم ساعةَ تَلْتقي / حَلَقُ البِّطان على جواد الحازم
ما بَيْنَ مُنْقَطَع الرِّقاب وسيْفه / إِلاّ اتصالُ يمينه بالقائِم
سامَ الشآم ويا لَها مِن صفقةٍ / لولاه ما أَعْيَتْ على يد سائم
وَلَشَمَّرَتْ عنها الثّغور وأَصبحت / فيها العواصم وهي غيرُ عواصم
تلك التي جَمَحَتْ على مَنْ راضها / ودعوْتَ فانقادتْ بغير شكائم
وإِذا سعادتُك احتَبَتْ في دوْلةٍ / قام الزّمان لها مَقام الخادم
يا ابن الملوك وحسبُ أَنصار الهدى / ما عندَ رأْيك من ظُبىً وعزائِم
قومٌ إِذا انتضت السيوفَ أَكفُّهم / قلتَ الصواعقُ في مُتون غمائِم
من كل منصور البيان بعُجمةٍ / وهل الأُسود الغُلْبُ غيرُ أعاجم
أَو مُفْصِحٍ يَقْري الصّوارم في الوَغى / أَسخى هناك بنفسه من حاتِم
حصِّنْ بلادك هيْبةً لا رهبةً / فالدِّرعُ من عُدَدِ الشجاع الحازم
وارْمِ الأَعادي بالعَوادي إِنها / كَفلَتْ بفَلّ قديمهم والقادم
أَهلاً بما حملتْ إليك جيادُهم / ما في ظهور الخيلِ غيرُ غنائِم
واسأَل فوارسَ حاكموك إِلى القنا / في الحرب كيف رأَوْا لسان الحاكم
تلك العَواملُ أَيّ أَفعال العدى / ما سكّنتْ حركاتها بجوازم
هيهاتَ يَطْمَع في محلّك طامعٌ / طال البناءُ على يمين الهادم
كلّفتَ همتك العُلُوَّ فحلَّقتْ / فكأَنّما هي دعوةٌ في ظالم
قَطَنَتْ بأَوطان النجوم فكمْ لها / من ماردٍ قَذَفَت إِليه براجم
أَنشأْتَ في حلب غَمامة رَأْفَةٍ / أَمددت دِيمتَها بنَوْءٍ دائِم
أَلحقتَ أَهل الفقر فيها بالغِنى / أَمْنُ المؤمَّلِ ثروةٌ للعادِمِ
وأَظنّ أنّ الناس لمّا لم يرَوْا / عدلاً كعدلك أَرجفوا بالقائِم
فَتَهَنَّ أَوصاف العُلى منظومةً / فالدُّرُّ أَنْفَسُه بكفّ الناظم
جاءتك في حُلَلِ النّباهة حاسِراً / تختال بين فضائل ومكارم
عربية أَنسابُها لو أَنها / لحقت أُميّةَ لانْتَمَتْ في دارم
وَتَمَلَّ غُرَّةَ كلِّ فِطْرٍ بعدهُ / مُتَسَرْبِلاً أَسنى ثواب الصائم
لا زامل وجهُك في عقود سُعوده / بدرَ التَّمام مُقَلّداً بتمائم
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ / مثل المَهاةِ يَزينُها الخَفَرُ
مِنْ كلِّ ساجدةٍ لصورتها / لو أَنصفت سجدتْ لها الصُوَر
قدّيسَةٌ في حبل عاتقها / طولٌ وفي زُنّارها قِصَر
غَرَسَ الحياءُ بصحن وَجْنَتِها / وَرْداً سقى أَغصانه النَّظرُ
وتكلّمت عنها الجُفون فلوْ / حاورتَها لأَجابك الحَوَر
وحَكَتْ مدارِعُها غدائرَها / فأَراك ضعفيْ ليلةٍ قمرُ
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ / فأعجب لزورةِ واصلٍ من هاجرِ
لم يعْدُ أَنْ جعل الرُّقاد وسيلةً / فأَتى الجوانحَ من سَواد النّاظر
ولقد علمتُ على تباريح الجوى / أَنّ السُّلُوَّ خرابُ قلبٍ عامر
وإِذا استقلّ عن الفؤاد قطينهُ / لم يبق منه سوى محلٍ داثر
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ / أَنا في الهوى غِرٌّ وأَنت غريرُ
ولو اقتصرت على حُشاشة مُغْرمٍ / وافاك من مأْسورك الميسور
ما أَذعنتْ لك في فؤادي طاعةٌ / إِلاّ وأَنتَ على القلوب أَمير
ضمنتْ ثناياك العذابُ مَخافتي / فهل الثّغور الضاحكات ثُغور
لو كان سِرُّك للوُشاة مُعَرَّضا
لو كان سِرُّك للوُشاة مُعَرَّضا / لم أُغْض من دمعي على جمر الغَضا
وإِذا سقى فمُه الرحيقُ مُقَبَّلا / حيّا بتُفّاح الخُدود مُعَضَّضا
ما اسودّ في يوم الصُّدود فإِنهُ / يلقاك في ليل التواصل أَبيضا
هذا وكم جاريت في طَلَق الصِّبا / سَلِسَ القياد وكان صعباً ريّضا
عاقرتُ مُبْهَمَ عَتْبه حتى بدت / غُرر الرضاءِ على خلال أَبي الرضا
لو لم يكن لِبَنانه شِيَمُ الحيا / ما أزهر القرطاس منه وروّضا
ما جاش في صدر المُلَطَّف صدرُه / إِلاّ ظننت الجيش قد ملأَ الفضا
ما هذه الحَدَقُ الفواتنْ
ما هذه الحَدَقُ الفواتنْ / إِلاّ سهامٌ في كنائنْ
وأَغنّ غنَى مُحْسِناً / فعجبت من شادٍ وشادنْ
ما غرَّدتْ حركاتُه / إِلاّ تراقصتِ السّواكنْ
يا مودِعاً قلبي هوا / ه توقّ دمعي فهو خائنْ
وحللتَ قلباً خافقاً / يا ساكناً في غير ساكن
أَترى لمن أَوْليتَه / حربَ العواذل أَن يُهادن
إِنْ خاف قلبي في هوا / ك فأَمرُ جاه الحبّ واهن
وإِن استجار فإِنّ جا / رك يا ضياء الدين آمن
لا تناظرُ جاهلاً أَسندك الدهرُ إليه
لا تناظرُ جاهلاً أَسندك الدهرُ إليه /
إِنما تُهْدي له علماً يُعادِيكَ عليه /
ترى الإِبريقَ يحملُه أَخوهُ
ترى الإِبريقَ يحملُه أَخوهُ / كِلا الظَّبْيَيْن يَلْثِمُهُ ارتِشافا
يَظَلُّ كمُطرِقٍ في القوم يبكي / دماً أَو ناكسٍ يشكو الرُّعافا
يكفِّ مُهفهَف الكَشْحَيْن يُنْمى / إِلى الغُصْنِ اعتدالاً وانعطافا
يُدير الكأْس من يده دِهاقاً / ويَسْقي الرّاحَ من فمه سُلافا
ويُهدي الوردَ لا مِنْ وَجنتيْه / فَيَأْبى أَخذَه إِلاّ قِطافا
ومُسْمِعُنا الأَغنُّ إِذا تَغَنّى / خلعت على مَحبَّته العَفافا
يُضاعِفُ من سرور القلب حتى / يكاد يشُقّ للطرب الشَّغافا
أَوَ ما ترى طرب الغدير
أَوَ ما ترى طرب الغدير / إِلى النسيم إِذا تحرّكْ
بل لو رأَيت الماء / يلعب في جوانبه لَسَرَّكْ
وإِذا الصَّبا هبّتْ عليه / أَتاك في ثوبٍ مُفَرَّكْ
مَنْ مُنْصفي من حُبِّ ظالمْ
مَنْ مُنْصفي من حُبِّ ظالمْ / والحبُّ فيه الخصمُ حاكمْ
ما كنتُ أَدري ما الهوى / حتى بُليتُ بغير راحم
قاسي الفؤادِ يبيتُ في / رَغَدِ الكَرى وأَبيتُ هائم
ومن العجائب أَن يرى / مُتَيَقِّظاً في أَسْر نائم
يا صارمي أَوَ ما كفى / ما في جُفونك من صوارم
لامُوا عليك وليس لي / سمعٌ يعنّ على اللوائم
لومَ الحسُود على مُظا / هرة العميد أَبي الغنائم
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى / بَرْقُ الثّغور لطرفه إِلاّ جرى
أَبكته شَيْبتُه وهل من عارضٍ / شِمْتُ البوارقَ فيه إِلاّ أَمطرا
لا تنكري وَضَحاً لَبِسْتُ قتيرَه / رَكْضُ الزمان أَثار العِثْيَرا
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ / ترمي القلوبَ بأَسهم النظرِ
كيف السبيلُ إِلى طِلاب دمي / والثأْر عند معاقل الحَوَر
هي وَقعة الحَدَق المِراض فمِن / جُرحٍ جبارٍ أَو دمٍ هَدِر
تمضي العزائِم حيث لا وَزَر / وَتُفَلُّ دون معاقِد الأُزَُر
يا صاحِ راجعْ نظرةً أَمماً / فقدِ اتّهمت على المها بصري
بكَرتْ تطاعننا لواحظُها / فتنوب أَعيننا عن الثُّغَرِ
وتُرِي مباسمها معاصمها / مَجْلُوَّةً في لؤلؤ الثَّغَرِ
لا لائم العشّاق إِنَّهمُ / لَيَرَوْن ذنبك غيرَ مُغتفَر
أَوما علمتَ بأَنها صور / جادتْ بأَنفسها على الصُّور
ومُدامة كالنار مطفِئها / غرضٌ لها ترميه بالشَّرر
يجري الحَباب على جاجتها / والتّبرُ خيْرُ مراكبِ الدُّرَر
كالجمر تلفح كف حاملها / فتظنُّه منها على خطر
والكأْس والساقي إِذا اقترنا / فانظر إلى المرّيخ والقمر
عَذَلا على طربي بجائرةٍ / لولا مجير الدين لم تَجُر
يا مُطْلِعاً بصُدوده في لِمَّتي
يا مُطْلِعاً بصُدوده في لِمَّتي / ما غاب تحت عِذاره من خدّه
لك عارضٌ أَلقى عليَّ بياضَه / وأَغار من شعري على مُسْوَدِّه
وأَظنُّ خدَّك مُذْ تخوَّف نَهْبَه / ضَرَب السّياج على حديقةِ وَرده
وحمائمٍ ناحتْ على فَنَنِ
وحمائمٍ ناحتْ على فَنَنِ / فبعثن لي حزناً إِلى حَزَنِ
ناحتْ ونُحتُ وفي البكا فرج / فظللت أُسعدها وتسعدني
شتَّى الهوى والشوقُ يجمعنا / كلٌّ بكى منّا على شجن
يا مُسْكري وجداً بكأْس جفونه
يا مُسْكري وجداً بكأْس جفونه / قل لي أَتلك لواحظٌ أَم قَرْقَفُ
بادر جمالك بالجميل فربّما / ذَوَتْ الملاحةُ أَو أَبلَّ المُدْنَفِ
بواسبق عذارك باعتذارك قبل أَن / يأْتي بعزل هواك منه مُلَطَّفُ