القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العَرْجيّ الكل
المجموع : 12
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ / وَقَعَ البَياضُ عَلى السَوادِ فَشابَهُ
لَونٌ حَسِبتُ إِلى النِساءِ مُبَغَّضٌ / عِندَ النُصُولِ إِذا يَحِينُ خِضابُهُ
إِنَّ الشَباب عَسا وَأَدبَرَ خَيرُهُ / فَمَتى تَقُولُ وَلاتَ حِينَ إِيابُهُ
أَفَبَعدَ ذاكَ وَبَعدَ ما ذَهَبَ الَّذي / يَزَعُ الفُؤادَ عَن أَن يُصَبَّ ذَهابُهُ
أَذرى الدُموعَ فَلامَهُ أَصحابُهُ / إِذ صاحَ بِالبَينِ المُشِتِّ غَرابُهُ
مِن آلِ عَمرَةَ وَالمُحِبُّ مُشَوَّقٌ / سَرِبُ الدُمُوعِ إِذا نَأى أَحبابُهُ
ذَهَبَ النَهارُ وَلا يَبُوخُ عِتابُهُم / صَبّاً يَقِلُّ لَدى العِتابِ عِتابُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما تَرَكتُ مِراءَهُم / أَلّا يَكُونُ مَعي لِذاكَ جَوابُهُ
إِلّا مَخافَةَ أَن أُصارِمَ صاحِباً / وَالصرمُ فاعلَم وَالمِرا أَسبابُهُ
وَيَرى اللَئيمُ غَنيمَةً في مالِهِ / سَبَّ الكَريمِ إِذا الكَريمُ أَجابَهُ
فَسَكَتُّ إِضرابَ الحَليمِ وَإِنَّما / يُنجى الحَليمَ عَن الخَنا إِضرابُهُ
وَأَفَضتُ عَبرَةَ مَعوِلٍ هاجَت لَهُ / ذِكرَ الحَبيب فَهاجَهُ إِطرابُهُ
عَزَمُوا الفِراقَ وَقَرَّبُوا لِرَحيلِهِم / كَالهَضبِ في يَومٍ يَظَلُّ سَرابُهُ
يَجري عَلى جُدبِ المِتانِ كَأَنَّهُ / ماءٌ أَغاثَ بِهِ البِلادَ سَحابُهُ
يَوماً يَظَلُّ الرِيمُ فيهِ لازِماً / قعرَ الكِناس وَلا يُحَسُّ ضَبابُهُ
يَكتَنُّ مِن وَهجِ السُمُومِ كَأَنَّما / جُدُدُ المَلاءِ مِنَ البَياضِ ثِيابُهُ
مِن كُلِّ مُنتَفِخٍ كَأَنَّ تَلِيلَهُ / جِذعٌ بَراهُ جائِزاً خَشّابُهُ
تَستَنفِدُ النِسعَ الطَويلَ ضُلُوعُهُ / نابى المَعِدِّ نَبيلَةٌ آرابُهُ
مُغضٍ إِذا غَضَّ الزِمامَ خِشاشُهُ / يَفتَرُّ عَن أَنَفٍ فَيَبدُو نابُهُ
عَن مِثلِ زافِرَةِ الرِتاجِ أَجافَهُ / مِن بَعدِ أَوَّلِ فَتحِهِ بَوّابُهُ
حَتّى إِذا قُضِيَ الرَحيلُ وَقَد سَطا / نَقعٌ يَثُورُ إِلى السَماءِ ضَبابُهُ
نَبَّعتُ ذِفراهُ عَلى قَصَراتِهِ / كَالمُهلِ يَتَّبِعُ المَقَدَّ حَبابُهُ
مِن حَيثُ تَنتَكِتُ المَرافِقُ أَو يَقَع / أَثَرُ المَرافِقِ حَيثُ عادَ تِرابُهُ
دَقّاً يُراوِجُ دَقَّهُ ثَفَناتِهِ / سَحقَ التَخَلّصِ إِذ يَصِيحُ جَنابُهُ
خَرَجَت تَأَطَّرُ في أَوانِسَ كَالدُمى / وَالمُزنُ يَبرُقُ بِالعَشِيِّ رَبابُهُ
يَمشِينَ مَشيَ العِين في مُتَأَنِّقٍ / مِن نَبتِهِ غَرِدِ الضَحاءِ ذُبابُهُ
في زاهِرٍ مِثل النُجُومِ أَمالَهُ / ظَلَمٌ فَتَمَّ وَلَم يَهِج إِعشابُهُ
فَبَدا وَما عَمِدَت بِذاكَ تَبَرُّماً / جِيدٌ يمُجُّ عَلى اللُبانِ سَخابُهُ
مِسكاً وَجادِيَّ العَبير فَأَشرَقا / حَتّى كَأَنَّ دَماً يُقالُ أَصابَهُ
تُدنى عَلى اللِيتَينِ أَسحَمَ وارِداً / رَجِلاً يَشِفُّ لناظِرٍ جِلبابُهُ
وَكَأَنَّ أَحوَرَ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يَقرُو الخَمائِلَ حِينَ تَمَّ شَبابُهُ
أَهدى لِعَمرةَ مُقلَتَيهِ إِذ رَمَت / نَحوي بِما لا يُستَطاعُ ثَوابُهُ
مِن طَرفِها إِني رَأَيتُ مُكَثِّراً / نَما عَلَيها لا يَريمُ إِهابُهُ
وَتَبَسَّمَت لِيَ عَن أَغَرَّ مُؤَشَّرٍ / ظَلمِ تَحَيَّرَ بارِدٍ أَنيابُهُ
كَغَريضِ مَوهِبَةٍ أَطافَ بِمائِها / طَودٌ تَمَنَّعَ أَن تُنالَ لِصابُهُ
بَيضاءَ تَنسُجُها الصَبا في مُشرِفٍ / حَلَّ القُلُوبَ الصادِياتِ حِجابُهُ
فَعَلَونَ أَوطِئَةَ الخُدورِ كَما عَلَت / رُقبُ المَها كُثُباً تَحِفُّ هِضابُهُ
أَنقاءَ وَحشِيِّ الأَلا أَسكانُهُ / فِيها يَقيلُ وَرَعيُها إِخصابُهُ
فَتَبِعتُهُنَّ لِنِيَّةٍ شَحَطَت بِهِم / كَالنخلِ حانَ لِمُجتَنٍ أَرطابُهُ
وَأَنَختُ مُنعَقِدَ الحِبالِ وَفَوقَهُ / رَحلٌ تَغَشَّت بَزَّهُ أَجلابُهُ
مِن خَلفِهِ لَدنُ المَهَّزةِ قاطِعٌ / ضافٍ تَضَمَّنَهُ لِذاكَ قِرابُهُ
فَتَبِعتُهُم وَلَنِعمَ صاحِبُ واحِدٍ / في الوَحشِ يَبدُرُ قَبلَهُ أَصحابُهُ
حَتّى إِذا اِختَلَطَ الظَلامُ وَقارَبُوا / زُرقاً وَأَسهَلَ لِلمُنيخِ جَنابُهُ
نَزَلُوا كَما نَزَلَ الحَجيجُ بِأَبطَحٍ / ضَمَّتهُمُ عِندَ الجِمارِ حِصابُهُ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ / فِيمَ الصُدُودُ وَأَنتُمُ سَفرُ
فَكَفى بِهِ هَجراً لَنا وَلَكُم / أَنّي وَذَلِكَ فَاِعلَمي الهَجرُ
لا نَلتَقي إِلّا ثَلاثَ منىً / حَتّى يُشَتِّتَ بَينَنا النَفرُ
بِالشَهرِ بَعدَ الحَولِ نُتبِعُهُ / ما الدَهرُ إِلّا الحَولُ وَالشَهرُ
لَو كُنتِ ماكِثَةً عَذَرتُكُمُ / لِبِعادِنا وَلَكانَ لي صَبرُ
عَن حُبِّكُم وَنَذَرتُ صرمَكُمُ / حِيناً وَهَل لِمُتَيَّمٍ نَذرُ
نَظَرَت بِمُقلَةِ مُغزِلٍ عَلِقَت / فَنَناً تَنَعَّمَ نَبتُهُ نَضرُ
يُثنى بَناتَ فُؤادِها رَشأٌ / طَفلٌ تَخَّونَ مَشيَهُ فَترُ
في مَوقِفٍ رَفَع الوُشاةُ بِهِ / أَبصارَهُم فَكَأَنَّها الجَمرُ
وَعَرَفتُ مَنزِلَةً فَقُلتُ لَها / بِالقَصرِ مَرَّ لِعَهدِهِ عَصرُ
أَقوى مِن آل جُبَيرَةَ القَصرُ / فَقِرانُها فَتِلاعُها العُفرُ
فَالبئرُ مُوحِشَةٌ فَسِدرَتُها / فَهِضابَها الشَرقيَّةُ الحُمرُ
مِن كُلِّ خَرعَبَةٍ مُبتَّلَةٍ / صِفرِ الوِشاحِ كَأَنَّها بَدرُ
حَوراءَ يَمنَعُها القِيامُ إِذا / قَعَدَت تَمامُ الخَلقِ وَالبُهر
كَالعِذقِ في رَأسِ الكَثيبِ نَما / طُولاً وَمالَ بِفَرعِهِ الوِقرُ
مَشيَ النَزيفِ يَجُرُّ مِئزَرَهُ / ذَهَبَت بِأَكثَر عَقلِهِ الخُمر
قَصرٌ بِهِ رُودُ الشَبابِ لَها / نَسَبٌ يُقَصِّرُ دُونَهُ الفَخرُ
زَهراءُ يَسمُو لِلعَلاءِ بِها / آباؤُها وَعَقائِلٌ زُهرُ
وَرِثَت عَجائزها العَفاف وَما / قَدَّمنَ مِن خَيرٍ لَهُ ذِكر
فَإِذا الجَليدُ مَعَ الضَريبِ مَعاً / سَفَعَ العِضاةَ وَأَقحَط القَطرُ
وَاِستَحوَذَت رِيحُ الشَمالِ عَلى / أَثوابِهِ وَتَمَصَّحَ البُسرُ
لَم يُؤذِها حَدُّ الشِتاءِ وَلَم / يُرفَع لَها لِتَطَلُّعٍ سِترُ
قَد كانَ ما بِيَ قَبلَ رُؤيَتِكُم
قَد كانَ ما بِيَ قَبلَ رُؤيَتِكُم / يا عُثمَ مِن وَجدٍ بِكُم يَكفي
حَتّى أَتيتُكِ يا عُثَيمَةُ زائِراً / أَمشي عَلى عَمدٍ إِلى حَتفي
فَازددتُ أَحزاناً عَلى حَزنٍ / مِنكُم مُنِيتُ بِهِ عَلى ضَعفي
فَالدَمعُ مِنّي وَاكِفٌ سَرِبٌ / كَالغَربِ يُنزَعُ دائِمَ الوَكفِ
في الخَدِّ تُحدِرُهُ الشُؤُونُ / لَهُ سَيلٌ تَبادِرُ سَكبُهُ كَفّى
مِن نَظرَةٍ خالَستُها بَلَغَت / ما زادَ مِن نَعتٍ عَلى وَصفي
تَرنُو بِعَينَي جُؤذَرٍ خَرِقٍ / أَحوى المَدامشعِ فاتِرِ الطَرفِ
فَخَرَجتُ لَم أَبثُتكُمُ حَزَني / وَدَعَوتُ بِالحَسَراتِ وَاللَهفِ
يا رَبِّ إِني قَد شَقِيتُ بِها / فَالطُف فَإِنَّكَ رَبِّ ذُو لُطفِ
عُلِّقتُها خَوداً بَرَهرَهَةً / رابٍ مُؤَزَّرُها مِنَ اللَفِّ
تَلوي النَصِيفَ إِذا لَوَتهُ عَلى / جَثلِ النَباتِ مُعَثكَلٍ وَحفِ
بَكَرَ الخَليطُ بِمَن تُحِبُّ فَأَدلَجُوا
بَكَرَ الخَليطُ بِمَن تُحِبُّ فَأَدلَجُوا / ظُلماً لَعَمرُكَ ثُمَّ لَم يَتَحَرَّجُوا
كَالشَمسِ تَختَشِعُ الكَواكِبُ حَولَها / وَالشَمسُ لَم تَكُ قَبلَ ذَلِكَ تُدلِجُ
سَدَّت مَسامِعَها بِفُرجِ مَراجِلٍ / مِن نَسجِ حَيٍّ مِثلُهُ لا يَنسُجُ
مَرَّت عَلَينا بِالبِلاطِ وَطَرفُها / مِن غَيرِ ما حَوَلٍ إِلَينا أَعوَجُ
هَل كانَ في رَجُلٍ جُناحٌ زائِرٍ
هَل كانَ في رَجُلٍ جُناحٌ زائِرٍ / عَفٍ أَحَبَّ خَرِيدَةً مِعطارا
أُنُسَ الحَديثِ إِذا أَتَت جارَاتُها / وَصَلَ الحَديثُ لَها الخُطا أَشبارا
أَلنَّفسُ يَمنَعُها الحَياءُ فَتَرعَوي / وَتَكادُ تَغلُبني إِلَيكِ مِرارا
ما يُذكرُ اسمُكِ في حَدِيثٍ عارِضٍ / إِلّا اِستَخَفَّ لَهُ الفُؤادُ فَطارا
إِنَّ العَواذِلَ قَد بَكَرنَ يَلُمنَني / وَحَسبتُ أَكثَرَ لَومِهِنَّ ضِرارا
وَزَعَمنَ أَنَّ وِصالَ عَبدَةَ عائِدٌ / عاراً عَلَيَّ وَلَيسَ ذَلِكَ عارا
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ / أُصُلاً فَدَمعُكَ دائِمٌ إِسبالُهُ
إِقنِ الحَياءَ فَقَد بَكَيتَ بِعَولَةٍ / إِن كانَ يَنفَعُ باكِياً إِعوالُهُ
قَد راحَ في تِلكَ الحُمُولِ عَشِيَّةً / شَخصٌ يَسُرُّكَ حُسنُهُ وَجَمالُهُ
شَخص غَضيض الطَرف مضطم الحَشا / عَبل المدملج مشبع خلخاله
يا حَبَّذا تِلكَ الحُمُولُ وَحَبَّذا / شَخصٌ هُناكَ وَحَبَّذا أَمثالُهُ
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى / أَو قَبلَ ذَلِكَ مُدلِجٌ بِسَوادِ
كَيفَ الثَواءُ بِبَطنِ مَكَّةَ بَعدَما / هَمَّ الذينَ تُحِبُّ بِالأَنجادِ
أَم كَيفَ قَلبُكَ إِن ثَوَيتَ مُخامِراً / سَقَماً خِلافَهُمُ وَحُزنُكَ بادى
قَد كُنتَ قَبلُ وَهُم لِأَهلِكَ جِيرَةٌ / صَبّاً تُطِيفُ بِهم كَأَنَّكَ صادي
هَيمانُ تَمنَعُهُ السُقاةُ حِياضَهُم / حَرّانُ يَرقُبُ غَفلَةَ الوُرّادِ
وَلَئن مَنَحتُ الوُدَّ مِنّي لَم يَكُن / مِنّي إِلَيكِ بما فَعَلَتُ أَيادي
إِنّي لَأَترُكُ مَن يَجُودُ بِوَصلِهِ / وَمُوَكَّلٌ بِوصالِ كُلِّ جَمادِ
يا عَمرَ إِنّي فَاصرميني أَو صِلي / لَجَّت بِحُبِّكُمُ بَناتُ فُؤادي
كَم قَد عَصَيتُ إِلَيكِ مِن مُتَنَصِّحٍ / داني القَرابَةِ أَو وَعيدَ أَعادي
وَتَنُوفَةٍ أَرمي بِنَفسي عَرضَها / شَوقاً إِلَيكِ بِلا هِدايةِ هادي
بِمُعَرَّسٍ فيهِ إِذا ما مَسَّهُ / جَنبي حُزُونَةُ مَضجَعٍ وَتَعادي
ما إِن بِها لِيَ غَيرُ سَيفي صاحِبٌ / وَذِراعُ حَرفٍ كَالهِلالِ وَسادي
وَلَقَد أَرى أَن لَيسَ ذاكَ بِنافِعي / ما عِشتُ عِندَكِ في هَوىً وَوِدادِ
إِلّا الرَجاءَ وَقَد أَنى لِيَ أَن أَدى / طَمَعاً بِكُم وَرِضاً بِغَيرِ سَدادِ
يا خِلُّ ما كُنّا نَخافَكُمُ
يا خِلُّ ما كُنّا نَخافَكُمُ / حَتّى أُتِيتُ بِقَولِكُم أَمسِ
أُخبِرتُ أَنَّكِ قُلتِ نَهجُرُهُ / لا تَفعَلِنَّ فَدَتكُمُ نَفسي
وَاللَه لا آتي لَكُم سَخطاً / حَتّى أُضَمَّنَ مَيِّتاً رَمسي
عُودي بِأَحسَنِ ما عُهِدتِ لَنا / يا أَحسَنَ الجِنانِ وَالإِنسِ
أَنتِ النَهارَ هَوى الفُؤادِ وَلا / يَنفَكُّ حُبُّكِ كُلَّما أُمسي
أَمسَيتِ لي شَجَناً أَهِيمُ بِهِ / مِن بَينِ أَهلِ الغَورِ وَالجَلسِ
لَولا الَّذي حُمِّلتُ مِنكِ لَقَد / زُلنا وَقَلَّ بِأَرضِكُم حَبسي
وَاللَهِ لا أَنسى تَطَوُّفَها / تَهتَزُّ بَينَ كَواعِبٍ خَمسِ
مِثلَ النِعاجِ يَمِسنَ في قَصَبٍ / وَدَمالجٍ وَخَلاخِلٍ خُرسِ
كَالبَدرِ صُورَتُها إِذا اِنتَقَبَت / وَإِذا أَسفَرتِ فَأَنتِ كَالشَمسِ
يا دارَ عاتِكَة الَّتي بِالأَزهَرِ
يا دارَ عاتِكَة الَّتي بِالأَزهَرِ / أَو فَوقَهُ بِقَفا الكَثِيبِ الأَحمَرِ
لَم أَلقَ أَهلَكِ بَعدَ عامَ لَقِيتُهُم / يا لَيتَ أَنَّ لِقاءَهُم لَم يَقدُرِ
بِفِناءِ بَيتِكِ وَاِبن مُشعَبَ حاضِرٌ / في سامِرٍ عَطِرٍ وَلَيلٍ مُقمِرِ
مُستَشعِرِينَ مَلاحِفاً هَرَويَّةً / بِالزَعفَرانِ صِباغها وَالعُصفُر
باتا بِأَنعَمِ لَيلَةٍ حَتّى بَدا / صُبحٌ تَلَوَّحَ كَالأَغَرِّ الأَشقَرِ
فَتَلازَما عِندَ الفِراقِ صَبابَةً / أَخذَ الغَرِيمِ بِفَضلِ ثَوبِ المُعسِرِ
إِنَّ امرَءاً تَعتادُهُ ذِكرٌ
إِنَّ امرَءاً تَعتادُهُ ذِكرٌ / مِنها ثَلاثُ مِنىً لَذُو صَبرِ
وَمَواقِفٌ بِالمشعَرَينِ لَها / وَمَناظِرُ الجَمَراتِ وَالنَحرِ
وَإِفاضَةُ الرُكبانِ خَلفَهُمُ / مِثلَ الغَمامِ أَرَذَّ بِالقَطرِ
حَتّى اِستَلَمنَ الرُكنَ في أُنُفٍ / مِن لَيلِهِنَّ يَطَأنَ في الأُزرِ
يَقعُدنَ في التَطوافِ آوِنَةً / وَيطُفنَ أَحياناً عَلى فَترِ
فَفَرَغنَ مِن سَبعٍ وَقَد جُهِدَت / أَحشاؤُهُنَّ مَوائِلَ الخُمرِ
لَو كانَ حَيّا قَبلَهنَّ ظَعائِنا
لَو كانَ حَيّا قَبلَهنَّ ظَعائِنا / حَيّا الحَطيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمزَمُ
أَقوى مِنَ آلِ ظُلَيمَةَ الحُزمُ
أَقوى مِنَ آلِ ظُلَيمَةَ الحُزمُ / فَالغَمرَتانِ فَأَوحَشَ الخَطمُ
فَجَنُوبُ أَثبِرَةٍ فَمَلحَدُها / فَالسِدرَتانِ فَما حَوى دَسمُ
وَبما أَرى شَخصاً بِهِ حَسَناً / في القَومِ إِذ حَيَّتكُمُ نُعمُ
إِذ وُدُّها صافٍ وَرُؤيَتُها / أَمنِيَّةٌ وَكَلامُها غُنمُ
هَيفاءُ مَملُوءٌ مُخَلخَلُها / عَجزاءُ لَيسَ لِعَظمِها حَجمُ
خُمصانَةٌ قَلِقٌ مُوَشِّحُها / رَودُ الشَبابِ عِلابُها عَظمُ
وَكَأنَّ غالِيَةً تُباشِرُها / تَحتَ الثِيابِ إِذا صَفا النَجمُ
أَظُلَيمُ إِنَّ مُصابَكُم رَجُلاً / أَهدى السَلامَ تَحِيَّةً ظُلمُ
أَقصَيتِهِ وَأَرادَ سِلمَكُمُ / فَليَهِنهِ إِذ جاءَكِ السِلمَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025