المجموع : 12
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ / وَقَعَ البَياضُ عَلى السَوادِ فَشابَهُ
لَونٌ حَسِبتُ إِلى النِساءِ مُبَغَّضٌ / عِندَ النُصُولِ إِذا يَحِينُ خِضابُهُ
إِنَّ الشَباب عَسا وَأَدبَرَ خَيرُهُ / فَمَتى تَقُولُ وَلاتَ حِينَ إِيابُهُ
أَفَبَعدَ ذاكَ وَبَعدَ ما ذَهَبَ الَّذي / يَزَعُ الفُؤادَ عَن أَن يُصَبَّ ذَهابُهُ
أَذرى الدُموعَ فَلامَهُ أَصحابُهُ / إِذ صاحَ بِالبَينِ المُشِتِّ غَرابُهُ
مِن آلِ عَمرَةَ وَالمُحِبُّ مُشَوَّقٌ / سَرِبُ الدُمُوعِ إِذا نَأى أَحبابُهُ
ذَهَبَ النَهارُ وَلا يَبُوخُ عِتابُهُم / صَبّاً يَقِلُّ لَدى العِتابِ عِتابُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما تَرَكتُ مِراءَهُم / أَلّا يَكُونُ مَعي لِذاكَ جَوابُهُ
إِلّا مَخافَةَ أَن أُصارِمَ صاحِباً / وَالصرمُ فاعلَم وَالمِرا أَسبابُهُ
وَيَرى اللَئيمُ غَنيمَةً في مالِهِ / سَبَّ الكَريمِ إِذا الكَريمُ أَجابَهُ
فَسَكَتُّ إِضرابَ الحَليمِ وَإِنَّما / يُنجى الحَليمَ عَن الخَنا إِضرابُهُ
وَأَفَضتُ عَبرَةَ مَعوِلٍ هاجَت لَهُ / ذِكرَ الحَبيب فَهاجَهُ إِطرابُهُ
عَزَمُوا الفِراقَ وَقَرَّبُوا لِرَحيلِهِم / كَالهَضبِ في يَومٍ يَظَلُّ سَرابُهُ
يَجري عَلى جُدبِ المِتانِ كَأَنَّهُ / ماءٌ أَغاثَ بِهِ البِلادَ سَحابُهُ
يَوماً يَظَلُّ الرِيمُ فيهِ لازِماً / قعرَ الكِناس وَلا يُحَسُّ ضَبابُهُ
يَكتَنُّ مِن وَهجِ السُمُومِ كَأَنَّما / جُدُدُ المَلاءِ مِنَ البَياضِ ثِيابُهُ
مِن كُلِّ مُنتَفِخٍ كَأَنَّ تَلِيلَهُ / جِذعٌ بَراهُ جائِزاً خَشّابُهُ
تَستَنفِدُ النِسعَ الطَويلَ ضُلُوعُهُ / نابى المَعِدِّ نَبيلَةٌ آرابُهُ
مُغضٍ إِذا غَضَّ الزِمامَ خِشاشُهُ / يَفتَرُّ عَن أَنَفٍ فَيَبدُو نابُهُ
عَن مِثلِ زافِرَةِ الرِتاجِ أَجافَهُ / مِن بَعدِ أَوَّلِ فَتحِهِ بَوّابُهُ
حَتّى إِذا قُضِيَ الرَحيلُ وَقَد سَطا / نَقعٌ يَثُورُ إِلى السَماءِ ضَبابُهُ
نَبَّعتُ ذِفراهُ عَلى قَصَراتِهِ / كَالمُهلِ يَتَّبِعُ المَقَدَّ حَبابُهُ
مِن حَيثُ تَنتَكِتُ المَرافِقُ أَو يَقَع / أَثَرُ المَرافِقِ حَيثُ عادَ تِرابُهُ
دَقّاً يُراوِجُ دَقَّهُ ثَفَناتِهِ / سَحقَ التَخَلّصِ إِذ يَصِيحُ جَنابُهُ
خَرَجَت تَأَطَّرُ في أَوانِسَ كَالدُمى / وَالمُزنُ يَبرُقُ بِالعَشِيِّ رَبابُهُ
يَمشِينَ مَشيَ العِين في مُتَأَنِّقٍ / مِن نَبتِهِ غَرِدِ الضَحاءِ ذُبابُهُ
في زاهِرٍ مِثل النُجُومِ أَمالَهُ / ظَلَمٌ فَتَمَّ وَلَم يَهِج إِعشابُهُ
فَبَدا وَما عَمِدَت بِذاكَ تَبَرُّماً / جِيدٌ يمُجُّ عَلى اللُبانِ سَخابُهُ
مِسكاً وَجادِيَّ العَبير فَأَشرَقا / حَتّى كَأَنَّ دَماً يُقالُ أَصابَهُ
تُدنى عَلى اللِيتَينِ أَسحَمَ وارِداً / رَجِلاً يَشِفُّ لناظِرٍ جِلبابُهُ
وَكَأَنَّ أَحوَرَ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يَقرُو الخَمائِلَ حِينَ تَمَّ شَبابُهُ
أَهدى لِعَمرةَ مُقلَتَيهِ إِذ رَمَت / نَحوي بِما لا يُستَطاعُ ثَوابُهُ
مِن طَرفِها إِني رَأَيتُ مُكَثِّراً / نَما عَلَيها لا يَريمُ إِهابُهُ
وَتَبَسَّمَت لِيَ عَن أَغَرَّ مُؤَشَّرٍ / ظَلمِ تَحَيَّرَ بارِدٍ أَنيابُهُ
كَغَريضِ مَوهِبَةٍ أَطافَ بِمائِها / طَودٌ تَمَنَّعَ أَن تُنالَ لِصابُهُ
بَيضاءَ تَنسُجُها الصَبا في مُشرِفٍ / حَلَّ القُلُوبَ الصادِياتِ حِجابُهُ
فَعَلَونَ أَوطِئَةَ الخُدورِ كَما عَلَت / رُقبُ المَها كُثُباً تَحِفُّ هِضابُهُ
أَنقاءَ وَحشِيِّ الأَلا أَسكانُهُ / فِيها يَقيلُ وَرَعيُها إِخصابُهُ
فَتَبِعتُهُنَّ لِنِيَّةٍ شَحَطَت بِهِم / كَالنخلِ حانَ لِمُجتَنٍ أَرطابُهُ
وَأَنَختُ مُنعَقِدَ الحِبالِ وَفَوقَهُ / رَحلٌ تَغَشَّت بَزَّهُ أَجلابُهُ
مِن خَلفِهِ لَدنُ المَهَّزةِ قاطِعٌ / ضافٍ تَضَمَّنَهُ لِذاكَ قِرابُهُ
فَتَبِعتُهُم وَلَنِعمَ صاحِبُ واحِدٍ / في الوَحشِ يَبدُرُ قَبلَهُ أَصحابُهُ
حَتّى إِذا اِختَلَطَ الظَلامُ وَقارَبُوا / زُرقاً وَأَسهَلَ لِلمُنيخِ جَنابُهُ
نَزَلُوا كَما نَزَلَ الحَجيجُ بِأَبطَحٍ / ضَمَّتهُمُ عِندَ الجِمارِ حِصابُهُ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ / فِيمَ الصُدُودُ وَأَنتُمُ سَفرُ
فَكَفى بِهِ هَجراً لَنا وَلَكُم / أَنّي وَذَلِكَ فَاِعلَمي الهَجرُ
لا نَلتَقي إِلّا ثَلاثَ منىً / حَتّى يُشَتِّتَ بَينَنا النَفرُ
بِالشَهرِ بَعدَ الحَولِ نُتبِعُهُ / ما الدَهرُ إِلّا الحَولُ وَالشَهرُ
لَو كُنتِ ماكِثَةً عَذَرتُكُمُ / لِبِعادِنا وَلَكانَ لي صَبرُ
عَن حُبِّكُم وَنَذَرتُ صرمَكُمُ / حِيناً وَهَل لِمُتَيَّمٍ نَذرُ
نَظَرَت بِمُقلَةِ مُغزِلٍ عَلِقَت / فَنَناً تَنَعَّمَ نَبتُهُ نَضرُ
يُثنى بَناتَ فُؤادِها رَشأٌ / طَفلٌ تَخَّونَ مَشيَهُ فَترُ
في مَوقِفٍ رَفَع الوُشاةُ بِهِ / أَبصارَهُم فَكَأَنَّها الجَمرُ
وَعَرَفتُ مَنزِلَةً فَقُلتُ لَها / بِالقَصرِ مَرَّ لِعَهدِهِ عَصرُ
أَقوى مِن آل جُبَيرَةَ القَصرُ / فَقِرانُها فَتِلاعُها العُفرُ
فَالبئرُ مُوحِشَةٌ فَسِدرَتُها / فَهِضابَها الشَرقيَّةُ الحُمرُ
مِن كُلِّ خَرعَبَةٍ مُبتَّلَةٍ / صِفرِ الوِشاحِ كَأَنَّها بَدرُ
حَوراءَ يَمنَعُها القِيامُ إِذا / قَعَدَت تَمامُ الخَلقِ وَالبُهر
كَالعِذقِ في رَأسِ الكَثيبِ نَما / طُولاً وَمالَ بِفَرعِهِ الوِقرُ
مَشيَ النَزيفِ يَجُرُّ مِئزَرَهُ / ذَهَبَت بِأَكثَر عَقلِهِ الخُمر
قَصرٌ بِهِ رُودُ الشَبابِ لَها / نَسَبٌ يُقَصِّرُ دُونَهُ الفَخرُ
زَهراءُ يَسمُو لِلعَلاءِ بِها / آباؤُها وَعَقائِلٌ زُهرُ
وَرِثَت عَجائزها العَفاف وَما / قَدَّمنَ مِن خَيرٍ لَهُ ذِكر
فَإِذا الجَليدُ مَعَ الضَريبِ مَعاً / سَفَعَ العِضاةَ وَأَقحَط القَطرُ
وَاِستَحوَذَت رِيحُ الشَمالِ عَلى / أَثوابِهِ وَتَمَصَّحَ البُسرُ
لَم يُؤذِها حَدُّ الشِتاءِ وَلَم / يُرفَع لَها لِتَطَلُّعٍ سِترُ
قَد كانَ ما بِيَ قَبلَ رُؤيَتِكُم
قَد كانَ ما بِيَ قَبلَ رُؤيَتِكُم / يا عُثمَ مِن وَجدٍ بِكُم يَكفي
حَتّى أَتيتُكِ يا عُثَيمَةُ زائِراً / أَمشي عَلى عَمدٍ إِلى حَتفي
فَازددتُ أَحزاناً عَلى حَزنٍ / مِنكُم مُنِيتُ بِهِ عَلى ضَعفي
فَالدَمعُ مِنّي وَاكِفٌ سَرِبٌ / كَالغَربِ يُنزَعُ دائِمَ الوَكفِ
في الخَدِّ تُحدِرُهُ الشُؤُونُ / لَهُ سَيلٌ تَبادِرُ سَكبُهُ كَفّى
مِن نَظرَةٍ خالَستُها بَلَغَت / ما زادَ مِن نَعتٍ عَلى وَصفي
تَرنُو بِعَينَي جُؤذَرٍ خَرِقٍ / أَحوى المَدامشعِ فاتِرِ الطَرفِ
فَخَرَجتُ لَم أَبثُتكُمُ حَزَني / وَدَعَوتُ بِالحَسَراتِ وَاللَهفِ
يا رَبِّ إِني قَد شَقِيتُ بِها / فَالطُف فَإِنَّكَ رَبِّ ذُو لُطفِ
عُلِّقتُها خَوداً بَرَهرَهَةً / رابٍ مُؤَزَّرُها مِنَ اللَفِّ
تَلوي النَصِيفَ إِذا لَوَتهُ عَلى / جَثلِ النَباتِ مُعَثكَلٍ وَحفِ
بَكَرَ الخَليطُ بِمَن تُحِبُّ فَأَدلَجُوا
بَكَرَ الخَليطُ بِمَن تُحِبُّ فَأَدلَجُوا / ظُلماً لَعَمرُكَ ثُمَّ لَم يَتَحَرَّجُوا
كَالشَمسِ تَختَشِعُ الكَواكِبُ حَولَها / وَالشَمسُ لَم تَكُ قَبلَ ذَلِكَ تُدلِجُ
سَدَّت مَسامِعَها بِفُرجِ مَراجِلٍ / مِن نَسجِ حَيٍّ مِثلُهُ لا يَنسُجُ
مَرَّت عَلَينا بِالبِلاطِ وَطَرفُها / مِن غَيرِ ما حَوَلٍ إِلَينا أَعوَجُ
هَل كانَ في رَجُلٍ جُناحٌ زائِرٍ
هَل كانَ في رَجُلٍ جُناحٌ زائِرٍ / عَفٍ أَحَبَّ خَرِيدَةً مِعطارا
أُنُسَ الحَديثِ إِذا أَتَت جارَاتُها / وَصَلَ الحَديثُ لَها الخُطا أَشبارا
أَلنَّفسُ يَمنَعُها الحَياءُ فَتَرعَوي / وَتَكادُ تَغلُبني إِلَيكِ مِرارا
ما يُذكرُ اسمُكِ في حَدِيثٍ عارِضٍ / إِلّا اِستَخَفَّ لَهُ الفُؤادُ فَطارا
إِنَّ العَواذِلَ قَد بَكَرنَ يَلُمنَني / وَحَسبتُ أَكثَرَ لَومِهِنَّ ضِرارا
وَزَعَمنَ أَنَّ وِصالَ عَبدَةَ عائِدٌ / عاراً عَلَيَّ وَلَيسَ ذَلِكَ عارا
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ / أُصُلاً فَدَمعُكَ دائِمٌ إِسبالُهُ
إِقنِ الحَياءَ فَقَد بَكَيتَ بِعَولَةٍ / إِن كانَ يَنفَعُ باكِياً إِعوالُهُ
قَد راحَ في تِلكَ الحُمُولِ عَشِيَّةً / شَخصٌ يَسُرُّكَ حُسنُهُ وَجَمالُهُ
شَخص غَضيض الطَرف مضطم الحَشا / عَبل المدملج مشبع خلخاله
يا حَبَّذا تِلكَ الحُمُولُ وَحَبَّذا / شَخصٌ هُناكَ وَحَبَّذا أَمثالُهُ
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى / أَو قَبلَ ذَلِكَ مُدلِجٌ بِسَوادِ
كَيفَ الثَواءُ بِبَطنِ مَكَّةَ بَعدَما / هَمَّ الذينَ تُحِبُّ بِالأَنجادِ
أَم كَيفَ قَلبُكَ إِن ثَوَيتَ مُخامِراً / سَقَماً خِلافَهُمُ وَحُزنُكَ بادى
قَد كُنتَ قَبلُ وَهُم لِأَهلِكَ جِيرَةٌ / صَبّاً تُطِيفُ بِهم كَأَنَّكَ صادي
هَيمانُ تَمنَعُهُ السُقاةُ حِياضَهُم / حَرّانُ يَرقُبُ غَفلَةَ الوُرّادِ
وَلَئن مَنَحتُ الوُدَّ مِنّي لَم يَكُن / مِنّي إِلَيكِ بما فَعَلَتُ أَيادي
إِنّي لَأَترُكُ مَن يَجُودُ بِوَصلِهِ / وَمُوَكَّلٌ بِوصالِ كُلِّ جَمادِ
يا عَمرَ إِنّي فَاصرميني أَو صِلي / لَجَّت بِحُبِّكُمُ بَناتُ فُؤادي
كَم قَد عَصَيتُ إِلَيكِ مِن مُتَنَصِّحٍ / داني القَرابَةِ أَو وَعيدَ أَعادي
وَتَنُوفَةٍ أَرمي بِنَفسي عَرضَها / شَوقاً إِلَيكِ بِلا هِدايةِ هادي
بِمُعَرَّسٍ فيهِ إِذا ما مَسَّهُ / جَنبي حُزُونَةُ مَضجَعٍ وَتَعادي
ما إِن بِها لِيَ غَيرُ سَيفي صاحِبٌ / وَذِراعُ حَرفٍ كَالهِلالِ وَسادي
وَلَقَد أَرى أَن لَيسَ ذاكَ بِنافِعي / ما عِشتُ عِندَكِ في هَوىً وَوِدادِ
إِلّا الرَجاءَ وَقَد أَنى لِيَ أَن أَدى / طَمَعاً بِكُم وَرِضاً بِغَيرِ سَدادِ
يا خِلُّ ما كُنّا نَخافَكُمُ
يا خِلُّ ما كُنّا نَخافَكُمُ / حَتّى أُتِيتُ بِقَولِكُم أَمسِ
أُخبِرتُ أَنَّكِ قُلتِ نَهجُرُهُ / لا تَفعَلِنَّ فَدَتكُمُ نَفسي
وَاللَه لا آتي لَكُم سَخطاً / حَتّى أُضَمَّنَ مَيِّتاً رَمسي
عُودي بِأَحسَنِ ما عُهِدتِ لَنا / يا أَحسَنَ الجِنانِ وَالإِنسِ
أَنتِ النَهارَ هَوى الفُؤادِ وَلا / يَنفَكُّ حُبُّكِ كُلَّما أُمسي
أَمسَيتِ لي شَجَناً أَهِيمُ بِهِ / مِن بَينِ أَهلِ الغَورِ وَالجَلسِ
لَولا الَّذي حُمِّلتُ مِنكِ لَقَد / زُلنا وَقَلَّ بِأَرضِكُم حَبسي
وَاللَهِ لا أَنسى تَطَوُّفَها / تَهتَزُّ بَينَ كَواعِبٍ خَمسِ
مِثلَ النِعاجِ يَمِسنَ في قَصَبٍ / وَدَمالجٍ وَخَلاخِلٍ خُرسِ
كَالبَدرِ صُورَتُها إِذا اِنتَقَبَت / وَإِذا أَسفَرتِ فَأَنتِ كَالشَمسِ
يا دارَ عاتِكَة الَّتي بِالأَزهَرِ
يا دارَ عاتِكَة الَّتي بِالأَزهَرِ / أَو فَوقَهُ بِقَفا الكَثِيبِ الأَحمَرِ
لَم أَلقَ أَهلَكِ بَعدَ عامَ لَقِيتُهُم / يا لَيتَ أَنَّ لِقاءَهُم لَم يَقدُرِ
بِفِناءِ بَيتِكِ وَاِبن مُشعَبَ حاضِرٌ / في سامِرٍ عَطِرٍ وَلَيلٍ مُقمِرِ
مُستَشعِرِينَ مَلاحِفاً هَرَويَّةً / بِالزَعفَرانِ صِباغها وَالعُصفُر
باتا بِأَنعَمِ لَيلَةٍ حَتّى بَدا / صُبحٌ تَلَوَّحَ كَالأَغَرِّ الأَشقَرِ
فَتَلازَما عِندَ الفِراقِ صَبابَةً / أَخذَ الغَرِيمِ بِفَضلِ ثَوبِ المُعسِرِ
إِنَّ امرَءاً تَعتادُهُ ذِكرٌ
إِنَّ امرَءاً تَعتادُهُ ذِكرٌ / مِنها ثَلاثُ مِنىً لَذُو صَبرِ
وَمَواقِفٌ بِالمشعَرَينِ لَها / وَمَناظِرُ الجَمَراتِ وَالنَحرِ
وَإِفاضَةُ الرُكبانِ خَلفَهُمُ / مِثلَ الغَمامِ أَرَذَّ بِالقَطرِ
حَتّى اِستَلَمنَ الرُكنَ في أُنُفٍ / مِن لَيلِهِنَّ يَطَأنَ في الأُزرِ
يَقعُدنَ في التَطوافِ آوِنَةً / وَيطُفنَ أَحياناً عَلى فَترِ
فَفَرَغنَ مِن سَبعٍ وَقَد جُهِدَت / أَحشاؤُهُنَّ مَوائِلَ الخُمرِ
لَو كانَ حَيّا قَبلَهنَّ ظَعائِنا
لَو كانَ حَيّا قَبلَهنَّ ظَعائِنا / حَيّا الحَطيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمزَمُ
أَقوى مِنَ آلِ ظُلَيمَةَ الحُزمُ
أَقوى مِنَ آلِ ظُلَيمَةَ الحُزمُ / فَالغَمرَتانِ فَأَوحَشَ الخَطمُ
فَجَنُوبُ أَثبِرَةٍ فَمَلحَدُها / فَالسِدرَتانِ فَما حَوى دَسمُ
وَبما أَرى شَخصاً بِهِ حَسَناً / في القَومِ إِذ حَيَّتكُمُ نُعمُ
إِذ وُدُّها صافٍ وَرُؤيَتُها / أَمنِيَّةٌ وَكَلامُها غُنمُ
هَيفاءُ مَملُوءٌ مُخَلخَلُها / عَجزاءُ لَيسَ لِعَظمِها حَجمُ
خُمصانَةٌ قَلِقٌ مُوَشِّحُها / رَودُ الشَبابِ عِلابُها عَظمُ
وَكَأنَّ غالِيَةً تُباشِرُها / تَحتَ الثِيابِ إِذا صَفا النَجمُ
أَظُلَيمُ إِنَّ مُصابَكُم رَجُلاً / أَهدى السَلامَ تَحِيَّةً ظُلمُ
أَقصَيتِهِ وَأَرادَ سِلمَكُمُ / فَليَهِنهِ إِذ جاءَكِ السِلمَ