المجموع : 7
ما بال عينك بعد كشف غطائها
ما بال عينك بعد كشف غطائها / قذف الأسى إنسانها في مائها
هل مدَّها قلبي فأجرته دماً / لما أذابته الهموم بدائها
لعصابة أورى الظما أحشاءها / فقضت ولم يبرد جوى أحشائها
لله طائفة بعرصة كربلا / بفنائها طاف البقا بصفائها
فئة أباة الضيم تدري أنها / ورثت إباء الضيم من آبائها
هاجت بها عزماتها فتزاحمت / بإزائها الأقدار تحت لوائها
فكأنّما أجرته أحكام القضا / وجرت به الأقدار عن إمضائها
وقواعد الإيمان عن إِيمانها / تنبيك أنّ بها قوامَ بنائها
ولَكَم لها في كل علم غامض / عين تولى الله كشفَ غطائها
نظرت إلى الملكوت فاشتاقت لمن / في عالم اللاهوت من نظرائها
خاضت غمار الحتف حتى خضبت / دون ابن فاطمة بفيض دمائها
فكفى بها فخرا لها وكفى به / ذخرا أعدته ليوم جزائها
ولقبض أنفسها تجلى ربها / فاستشهدت والله من شهدائها
فاستبشرت بلقائها نظراؤها / واستبشرت نظراؤها بلقائها
فنفوسها في مقعد الصدق الذي / هو منتهى آمالها ورجائها
وجسومها في الخلد ألا إنها / طبعت بعرصة كربلا لصفائها
فترابها شرفا بها تستفُهُ المر / ضى فتستشفي به من دائها
عقدت على قلبي بحبل ولائها / فجرى لساني لاهجاً بثنائها
أثنى عليه حامداً وبمهجتي / تذكار وقعة كربلا لرثائها
مستسلماً سئم الحياة وشاقه / قرب المنية رغبة للقائها
من بعد ما أعيا القضا وجواري / الأقدار جريا صبره لبلائها
غشيته حيث له تجلى ربَّه / أنوار وجه الله في لئلائها
فقضى وفاضة للتجلي نفسه / ومن التجلي مبتدا إنشائها
وتعطلت أفلاكها والخسف وا / ري بدرها واسود وجه ذكائها
وبوجهه الوضاح جلى نورها / فتبلجت وأمدها بضيائها
والأرض بالزلزال آن زوالها / وبجسمه ثبتت على أرجائها
والعيس إنحلها حنين نسائه / لما سرت أسرى على انضائها
ولئن نسيت فلست أنسى زينباً / ودوام محنتها وطول عنائها
حملت من الأرزاء ما أعيا بالورى / أحمل اليسير النزر من أعبائها
عن كربلا وبلائها سل كربلا / سل كربلا عن كربلا وبلائها
طورا على القتلى تنوح وتارةً / تحنو محافظة على أبنائها
وتطوف حول حمى أباد حماته / صرف الردى وأباح هتك نسائها
من مبلغ عني سرايا هاشم / خبراً يدك الشم من بطحائها
ومهيج الأبطال أعضاد القضا / ومظاهر الأقدار في هيجائها
حسدت جلالة قدرها الدنيا وقد / اغرت بني حرب بهتك خبائها
حسرى وعين الشمس أوضح آية / في صونها بسفورها وخفائها
فمتى توهم أن يراها ناظر / ردته عنها خاسئا بسنائها
سبيت وأعظم ما شجاني غيرة / يا غيرة الإسلام سلب ردائها
ووقوفها في مجلس جلاسه / أهوى بها الشيطان في أهوائها
وعن الصراط المستقيم أضلها / فغدت تخبط في العمى لشقائها
قتلت حسيناً ظامئاً وبرأسه / فخرت مجالس شربها وغنائها
نكتت ثناياه وما برح الثنا / وجميل ذكر الله في أثنائها
وعلى منابر جدّه خطباؤها / جعلته مورد سبها وهجائها
باتت تلوم على الهوى وتؤّنب
باتت تلوم على الهوى وتؤّنب / وحمى شجوني بالغرام محجب
برئت فأغرت بالملام ولو شكت / بعض الذي بي ضاق فيها المذهب
بطر العواذل جاهلين صبابتي / فلذا أطالوا في الملام وأطنبوا
بعد ابن فاطمة الأم على البكا / ولو أن دمعي بالدما يتصبب
بأبي قتيلا بالطفوف وقل لو / كان الفداء له نزار ويعرب
برٌ برى الهندي منه وتينه / وعلى السنان له كريم يتصب
برحٌ يعاودني إذا مثلته / والخيل تطفو بالقتام وترسبه
بادي الحشاشة باسم في موقف / وجه المنون بجانبيه مقطب
بهمُ يجليها سناً من وجهه / فرحاً يناجزه الكريهة موكب
بطل يطاعن من عزائم بأسه / لدن ويشحذ من مضاه مقضب
بهر البصائر منه جاش لم يرع / يوماً وليس من المنية يرهب
بأس تحاذره الأسود ومدرك / لم ينج منه إذا تطلع مهرب
بدرت إليه عصابة لقتاله / أو سلمه والموت من ذا أقرب
برقوا ببارقة النصول وارجفوا / من لا يزول إذا تزايل أخشب
بدرية الحقد القديم وما لهم / بسوى تراث الشرك ثار يطلب
باعوا بصائر دينهم وشروا بها / خسراً يدوم وما كذاك المكسب
بعدوا كما بعدت ثمود وإنهم / كعدّو عادٍ بل أشد وأصعب
باؤوا بقتل ابن النبي وما لهم / آبوا وعن نهج الرشاد تنكبوا
بكيّت يا يوم الحسين عيوننا / حزنا عليك فكل عينٍ تسكب
باقٍ مدى الأيام حزنك لم يبخ / وجدٌ ولا يمُ المدامع ينضب
بكر الغمام فجاد عرصة كربلا / أرضاً بها نور الهداية يغرب
بدر أقام بها أحالته الدما / شمساً بسافية الرمال تحجب
بحر يروي الواردين نميره / قد راح في أطباقها يتصبب
بالله أقسم وهي حلفة صادق / ما في إليتّها يمين يكذب
بغي أصاب ابن النبي بكربلا / أثر لما يوم السقيفة سببوا
بل أن أول من أثار عجاجها / وعج بها لحرب معقب
بطلت عتاة ناظرته لمنصبٍ / من جده وأبيه ذاك المنصب
بيت الرسالة هاكم مرثية / طوراً تنوح لكم وطوراً تندب
بكرٌ من النظم الرقيق يزفها / عبد لكم وإلى ولا كم ينسب
رجت جوانبها اضطرابا
رجت جوانبها اضطرابا / لتسيخ بالدنيا انقلابا
جاس المصاب خلالها / لتزول وانتسف الهضابا
بل هز أرجاء الثرى / فأثار للفلك الترابا
فالشمس والقمر المنير / بمستثار النقع غابا
يا ليتها ساخت وليت / جبالها كانت سرابا
فلقد قضى رب القضا / وأجل من للشرع نابا
حكم حباه ربه / حكما وأورثه الكتابا
ومناقباً لا تستطيع / إلى الحساب لها حسابا
ومحدث أعيا الخطيب / وفيصل فصل الخطابا
وعباب فضلٍ قد أفاض / بكل ناحيةٍ عبابا
صلحت به الدنيا وطاب / العيش فيه حيث طابا
وتشوقت للقائه / الأخرى فحث لها الركابا
متبوءاً دار السلام / لأنها حسنت مآبا
طلب القصور الساميات / فنال أقصاها طلابا
من للمسائل بعده / إذ لم يحر بأحد جوابا
من ذا لخافية العلوم / مبين باباً فبابا
من ذا لخافية العلوم / مبين باباً فبابا
من ذا إذا لد الخصام / يعرف الناس الصوابا
رام الجنان فنالهن / وزاده الله الثوابا
متسربلا وهو الحري / من الحرير بها ثيابا
بمصابه عزِ الورى / إذ لا ترى إلا مصابا
ونواظر إنسانها / قذفته دمعاً حيث ذابا
قرت به ومن الوفاء / بأن تصب له انصبابا
لو سامه غير القضا / نهض الرجال له غضابا
ولطبقوا رحبَ الفلا / حرباً وغص بهم حرابا
لكنه القدر المذل / من الجبابرة الرقابا
يا عيلم العلم الذي / ساغت موارده شرابا
فجرتها فجرت عيوناً / بعد أن كانت صلابا
يا هل درى سهم الردى / لما أصابك من أصابا
أصمى فؤاد الدين فيك / وطبق الدنيا مصابا
فنعاك مشرقها وحن / وغص مغربها انتحابا
يفتى الورى وجميل ذِك / رِك خالدٌ يأبى الذهابا
يا بحر قد قذف الجوا / هر للنواظر ثم غابا
يا أمنع الدنيا حمىً / وأعزَّ من فيها جنابا
يا طود مجدٍ بعدما / أرسى جبال المجد ذابا
شمخت مناكبه علىً / وسمت جوانبه السحابا
لله رزؤك لم يدع / لقلوبنا إلا اكتئآبا
لو مر في شرخ الشباب / بنا لفارقنا الشبابا
سلب الرجال شعورها / ومن النسا سلب الحجابا
وتخلل الصم الصعاب / فصدع الصم الصعابا
لو يجدي في البين العتا / بُ لكنت أوقره عتابا
ولكنت أنبت النوا / ئب حيث نابت من أنابا
لكن رأيت الإحتمال / لما عرا أوفى ثوابا
فوكلت لله الأمور / وقلت صبراً واحتسابا
حسَن النقيبة هل تجارى
حسَن النقيبة هل تجارى / صبراً جميلاً واعتبارا
يا كعبة المجد التي / من طورها آنست نارا
تهدي الورى نهج الهدى / أبداً وتأبى أن توارى
فليقتدِ بك من أناب / فلا يقول لك اصطبارا
جار الزمان ولم يجر / إلا على الندب اختبارا
ومتى دهتك صروفه / أعرضت عنهن احتقارا
لو طاول القدرَ امرؤٌ / وعلاه طلتهما اقتدارا
بل لو يجاريك القضا / لرأى قضاءً لا يجاري
بدرٌ توارى في الثرى / أكمل به بدراً توارى
ورد الردى لكنه / أورى بقلب المجد نارا
فكأنه لما سرى / لمزاره يبغي القرارا
فلكٌ تغير دوره / فتساقط النجم انتثارا
فالشمع يوقد حوله / والناس تقفوه حيارى
يا أمنع الدنيا حمىً / وأعز أهل الأرض جارا
كيف اجترى صرف الردى / واغتال موسعه حذارا
أخفى جمال محمدٍ / ولكم به الدهر استنارا
خفت موازين الوزير كعقله
خفت موازين الوزير كعقله / والوزر أثقله فتاه غرورا
تالله ما ترك الوزارة زائراً / لكنه قصد الزيارة زورا
إِن الوزير لعلمه
إِن الوزير لعلمه / بحقائق النكت الدقيقه
ترك الوزارةَ زائراً / حيث استقام على الطريقة
يا حب هذا الإنتقال / من المجاز إلى الحقيقه
كنتم لإيجاد الوجود مصادراً
كنتم لإيجاد الوجود مصادراً / لكن لقدرة ذي الجلال مظاهرا
فالعقل أصبح عن مداكم قاصرا / إن الوجود وإن تعدد ظاهرا
وحياتكم ما فيه إلا أنتم /
بكم القضا يجري ولله البدا / فتح الوجود بكم ويختمه غدا
فوحق من بكم الحقائق أوجدا / أنتم حقيقة كل موجود بدا
وجميع ما في الكائنات توهم /