القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 7
ما بال عينك بعد كشف غطائها
ما بال عينك بعد كشف غطائها / قذف الأسى إنسانها في مائها
هل مدَّها قلبي فأجرته دماً / لما أذابته الهموم بدائها
لعصابة أورى الظما أحشاءها / فقضت ولم يبرد جوى أحشائها
لله طائفة بعرصة كربلا / بفنائها طاف البقا بصفائها
فئة أباة الضيم تدري أنها / ورثت إباء الضيم من آبائها
هاجت بها عزماتها فتزاحمت / بإزائها الأقدار تحت لوائها
فكأنّما أجرته أحكام القضا / وجرت به الأقدار عن إمضائها
وقواعد الإيمان عن إِيمانها / تنبيك أنّ بها قوامَ بنائها
ولَكَم لها في كل علم غامض / عين تولى الله كشفَ غطائها
نظرت إلى الملكوت فاشتاقت لمن / في عالم اللاهوت من نظرائها
خاضت غمار الحتف حتى خضبت / دون ابن فاطمة بفيض دمائها
فكفى بها فخرا لها وكفى به / ذخرا أعدته ليوم جزائها
ولقبض أنفسها تجلى ربها / فاستشهدت والله من شهدائها
فاستبشرت بلقائها نظراؤها / واستبشرت نظراؤها بلقائها
فنفوسها في مقعد الصدق الذي / هو منتهى آمالها ورجائها
وجسومها في الخلد ألا إنها / طبعت بعرصة كربلا لصفائها
فترابها شرفا بها تستفُهُ المر / ضى فتستشفي به من دائها
عقدت على قلبي بحبل ولائها / فجرى لساني لاهجاً بثنائها
أثنى عليه حامداً وبمهجتي / تذكار وقعة كربلا لرثائها
مستسلماً سئم الحياة وشاقه / قرب المنية رغبة للقائها
من بعد ما أعيا القضا وجواري / الأقدار جريا صبره لبلائها
غشيته حيث له تجلى ربَّه / أنوار وجه الله في لئلائها
فقضى وفاضة للتجلي نفسه / ومن التجلي مبتدا إنشائها
وتعطلت أفلاكها والخسف وا / ري بدرها واسود وجه ذكائها
وبوجهه الوضاح جلى نورها / فتبلجت وأمدها بضيائها
والأرض بالزلزال آن زوالها / وبجسمه ثبتت على أرجائها
والعيس إنحلها حنين نسائه / لما سرت أسرى على انضائها
ولئن نسيت فلست أنسى زينباً / ودوام محنتها وطول عنائها
حملت من الأرزاء ما أعيا بالورى / أحمل اليسير النزر من أعبائها
عن كربلا وبلائها سل كربلا / سل كربلا عن كربلا وبلائها
طورا على القتلى تنوح وتارةً / تحنو محافظة على أبنائها
وتطوف حول حمى أباد حماته / صرف الردى وأباح هتك نسائها
من مبلغ عني سرايا هاشم / خبراً يدك الشم من بطحائها
ومهيج الأبطال أعضاد القضا / ومظاهر الأقدار في هيجائها
حسدت جلالة قدرها الدنيا وقد / اغرت بني حرب بهتك خبائها
حسرى وعين الشمس أوضح آية / في صونها بسفورها وخفائها
فمتى توهم أن يراها ناظر / ردته عنها خاسئا بسنائها
سبيت وأعظم ما شجاني غيرة / يا غيرة الإسلام سلب ردائها
ووقوفها في مجلس جلاسه / أهوى بها الشيطان في أهوائها
وعن الصراط المستقيم أضلها / فغدت تخبط في العمى لشقائها
قتلت حسيناً ظامئاً وبرأسه / فخرت مجالس شربها وغنائها
نكتت ثناياه وما برح الثنا / وجميل ذكر الله في أثنائها
وعلى منابر جدّه خطباؤها / جعلته مورد سبها وهجائها
باتت تلوم على الهوى وتؤّنب
باتت تلوم على الهوى وتؤّنب / وحمى شجوني بالغرام محجب
برئت فأغرت بالملام ولو شكت / بعض الذي بي ضاق فيها المذهب
بطر العواذل جاهلين صبابتي / فلذا أطالوا في الملام وأطنبوا
بعد ابن فاطمة الأم على البكا / ولو أن دمعي بالدما يتصبب
بأبي قتيلا بالطفوف وقل لو / كان الفداء له نزار ويعرب
برٌ برى الهندي منه وتينه / وعلى السنان له كريم يتصب
برحٌ يعاودني إذا مثلته / والخيل تطفو بالقتام وترسبه
بادي الحشاشة باسم في موقف / وجه المنون بجانبيه مقطب
بهمُ يجليها سناً من وجهه / فرحاً يناجزه الكريهة موكب
بطل يطاعن من عزائم بأسه / لدن ويشحذ من مضاه مقضب
بهر البصائر منه جاش لم يرع / يوماً وليس من المنية يرهب
بأس تحاذره الأسود ومدرك / لم ينج منه إذا تطلع مهرب
بدرت إليه عصابة لقتاله / أو سلمه والموت من ذا أقرب
برقوا ببارقة النصول وارجفوا / من لا يزول إذا تزايل أخشب
بدرية الحقد القديم وما لهم / بسوى تراث الشرك ثار يطلب
باعوا بصائر دينهم وشروا بها / خسراً يدوم وما كذاك المكسب
بعدوا كما بعدت ثمود وإنهم / كعدّو عادٍ بل أشد وأصعب
باؤوا بقتل ابن النبي وما لهم / آبوا وعن نهج الرشاد تنكبوا
بكيّت يا يوم الحسين عيوننا / حزنا عليك فكل عينٍ تسكب
باقٍ مدى الأيام حزنك لم يبخ / وجدٌ ولا يمُ المدامع ينضب
بكر الغمام فجاد عرصة كربلا / أرضاً بها نور الهداية يغرب
بدر أقام بها أحالته الدما / شمساً بسافية الرمال تحجب
بحر يروي الواردين نميره / قد راح في أطباقها يتصبب
بالله أقسم وهي حلفة صادق / ما في إليتّها يمين يكذب
بغي أصاب ابن النبي بكربلا / أثر لما يوم السقيفة سببوا
بل أن أول من أثار عجاجها / وعج بها لحرب معقب
بطلت عتاة ناظرته لمنصبٍ / من جده وأبيه ذاك المنصب
بيت الرسالة هاكم مرثية / طوراً تنوح لكم وطوراً تندب
بكرٌ من النظم الرقيق يزفها / عبد لكم وإلى ولا كم ينسب
رجت جوانبها اضطرابا
رجت جوانبها اضطرابا / لتسيخ بالدنيا انقلابا
جاس المصاب خلالها / لتزول وانتسف الهضابا
بل هز أرجاء الثرى / فأثار للفلك الترابا
فالشمس والقمر المنير / بمستثار النقع غابا
يا ليتها ساخت وليت / جبالها كانت سرابا
فلقد قضى رب القضا / وأجل من للشرع نابا
حكم حباه ربه / حكما وأورثه الكتابا
ومناقباً لا تستطيع / إلى الحساب لها حسابا
ومحدث أعيا الخطيب / وفيصل فصل الخطابا
وعباب فضلٍ قد أفاض / بكل ناحيةٍ عبابا
صلحت به الدنيا وطاب / العيش فيه حيث طابا
وتشوقت للقائه / الأخرى فحث لها الركابا
متبوءاً دار السلام / لأنها حسنت مآبا
طلب القصور الساميات / فنال أقصاها طلابا
من للمسائل بعده / إذ لم يحر بأحد جوابا
من ذا لخافية العلوم / مبين باباً فبابا
من ذا لخافية العلوم / مبين باباً فبابا
من ذا إذا لد الخصام / يعرف الناس الصوابا
رام الجنان فنالهن / وزاده الله الثوابا
متسربلا وهو الحري / من الحرير بها ثيابا
بمصابه عزِ الورى / إذ لا ترى إلا مصابا
ونواظر إنسانها / قذفته دمعاً حيث ذابا
قرت به ومن الوفاء / بأن تصب له انصبابا
لو سامه غير القضا / نهض الرجال له غضابا
ولطبقوا رحبَ الفلا / حرباً وغص بهم حرابا
لكنه القدر المذل / من الجبابرة الرقابا
يا عيلم العلم الذي / ساغت موارده شرابا
فجرتها فجرت عيوناً / بعد أن كانت صلابا
يا هل درى سهم الردى / لما أصابك من أصابا
أصمى فؤاد الدين فيك / وطبق الدنيا مصابا
فنعاك مشرقها وحن / وغص مغربها انتحابا
يفتى الورى وجميل ذِك / رِك خالدٌ يأبى الذهابا
يا بحر قد قذف الجوا / هر للنواظر ثم غابا
يا أمنع الدنيا حمىً / وأعزَّ من فيها جنابا
يا طود مجدٍ بعدما / أرسى جبال المجد ذابا
شمخت مناكبه علىً / وسمت جوانبه السحابا
لله رزؤك لم يدع / لقلوبنا إلا اكتئآبا
لو مر في شرخ الشباب / بنا لفارقنا الشبابا
سلب الرجال شعورها / ومن النسا سلب الحجابا
وتخلل الصم الصعاب / فصدع الصم الصعابا
لو يجدي في البين العتا / بُ لكنت أوقره عتابا
ولكنت أنبت النوا / ئب حيث نابت من أنابا
لكن رأيت الإحتمال / لما عرا أوفى ثوابا
فوكلت لله الأمور / وقلت صبراً واحتسابا
حسَن النقيبة هل تجارى
حسَن النقيبة هل تجارى / صبراً جميلاً واعتبارا
يا كعبة المجد التي / من طورها آنست نارا
تهدي الورى نهج الهدى / أبداً وتأبى أن توارى
فليقتدِ بك من أناب / فلا يقول لك اصطبارا
جار الزمان ولم يجر / إلا على الندب اختبارا
ومتى دهتك صروفه / أعرضت عنهن احتقارا
لو طاول القدرَ امرؤٌ / وعلاه طلتهما اقتدارا
بل لو يجاريك القضا / لرأى قضاءً لا يجاري
بدرٌ توارى في الثرى / أكمل به بدراً توارى
ورد الردى لكنه / أورى بقلب المجد نارا
فكأنه لما سرى / لمزاره يبغي القرارا
فلكٌ تغير دوره / فتساقط النجم انتثارا
فالشمع يوقد حوله / والناس تقفوه حيارى
يا أمنع الدنيا حمىً / وأعز أهل الأرض جارا
كيف اجترى صرف الردى / واغتال موسعه حذارا
أخفى جمال محمدٍ / ولكم به الدهر استنارا
خفت موازين الوزير كعقله
خفت موازين الوزير كعقله / والوزر أثقله فتاه غرورا
تالله ما ترك الوزارة زائراً / لكنه قصد الزيارة زورا
إِن الوزير لعلمه
إِن الوزير لعلمه / بحقائق النكت الدقيقه
ترك الوزارةَ زائراً / حيث استقام على الطريقة
يا حب هذا الإنتقال / من المجاز إلى الحقيقه
كنتم لإيجاد الوجود مصادراً
كنتم لإيجاد الوجود مصادراً / لكن لقدرة ذي الجلال مظاهرا
فالعقل أصبح عن مداكم قاصرا / إن الوجود وإن تعدد ظاهرا
وحياتكم ما فيه إلا أنتم /
بكم القضا يجري ولله البدا / فتح الوجود بكم ويختمه غدا
فوحق من بكم الحقائق أوجدا / أنتم حقيقة كل موجود بدا
وجميع ما في الكائنات توهم /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025