المجموع : 127
وردت أماني البشر بالأحباب
وردت أماني البشر بالأحباب / فشدت بلابل ألسن الترحاب
وأدارها الساقي على ندمائه / كاسات أنس لا كؤوس شراب
بجمال طلعة كوكب بقدومه / صبح السرور محادجي الأوصاب
شرف حماة الشام فيه شرفت / فرحابها أضحت أجل رحاب
أعني الشهير محمد الحسن أبا / سر الكماة السادة الأنجاب
المبتني للمجد بيتاً دونه / للنجم حكمة مطلع وغياب
للَه بارودي عزم صادر / عن بحر حلم بالوفا عباب
حكم لديه تنوعت نقماً على / أعدائه نعماً على الأصحاب
حق وصدق قوله بنعم ولا / فسواه بعد اللَه مين سراب
أرض خلت من شخصه محل كما / أرض حلت فيه محل خضاب
غوث إذا استنجدته لملمه / غيث إذا استجديته لثواب
سبحان من أولاه ما هو أهله / وحباه أرفع رتبة وجناب
متحدث أبداً بنعمة ربه / متواضع لمواهب الوهاب
يا كعبة الجود الذي من جلق / لبلادنا سارت مسير سحاب
وادي الحما من بعد حمص كفيته / من وكفك الحسنى بغير حساب
هيهات أن أكفي علاك مدائحاً / هيهات ما دام النجوم طلابي
هذا اعترافي بالقصور مقدم / عذري وأنك سيدي أولى بي
وعن امتداحك أعربت عربية / بك شرفت وسمت على الأتراب
والشعر بالممدوح لا بمجيده / يزهو ولو غنى به الفارابي
ما الحسن في وادي حماة متمم
ما الحسن في وادي حماة متمم / إلا وفيه اليوسفي الأفخم
متصرف فيما يشاء إذا قضى / أمراً فذاك الأمر حكم محكم
يا من حماة الشام لا برحت به / أبهى عروس عن جمالك تبسم
لا كان يوم أنت في غائب / عنا وغيثك مقلع لا يسجم
بصر جمالك قد خلا منه عمى / صبح بلا مجلاك ليل مظلم
فارقتنا أرقتنا حتى إذا / جاء البشير صفا وطاب المغنم
فالحمد للَه الذي بك عمنا / إنعامه فهو الولي المنعم
أنت النعيم على المحب وجنة / أبداً عدوك في لظاها يضرم
أهلاً بمن يلقاه واصلنا الهنا / وحبال شهر صيامنا تتصرم
ما العيد بالإفطار بل تاريخه / بمآبك العيد الجلي الأعظم
قم يا نديمي فهذه الصهباء
قم يا نديمي فهذه الصهباء / قد باكرت حانتها الندماء
وانهض بنا نخطب عروساً ما لها / غير الملوك ذوي الصفا ألفاء
وأزل بها ضراء صحوي حيث ما / لي في سوى سكري بها سراء
راح إذا مزجت يروح مركباً / منها لأدواء الهموم دواء
يا قوتة في جوهر من فوقها / حبب لآلئه لها لألاء
ما الكيمياء سوى المعتقة التي / قد أحكمت أكسيرها الحكماء
شمس على الأقمار بات يديرها / بدر له فلك اللبهاء سماء
ساق عن الجنات تغني المجتني / من وجنتيه الروضة الغناء
يسقيكما والنقل من شفتيه وال / مصباح منه غرة غراء
للَه رب ملاحة أبداً على / عرش الجمال لذاته استيلاء
وأمير حضرة رقة وخلاعة / تسعى لطاعة أمره الأدباء
متناقض الأوصاف مجتمع به / لهب على ورد الخدود وماء
ريم فما البيض الحداد إذا رنا / وإذا انثنى ما الصعدة السمراء
يسطو على أسد الشرى فيصدها / بلواحظ هي والقضاء سواء
لا تنكرون منه ابتساماً كلما / غلبت علي صبابة وبكاء
برق ثناياه وبين جوانحي / رعد وعيني مزنة وطفاء
ملك الحسان كأنما من فرعه / للنصر منشور عليه لواء
بصفا قدومك طابت الأوقات
بصفا قدومك طابت الأوقات / وبراح لطفك غنت الكاسات
وبفضل صيتك صاح صوت مطرب / غنت على ألحانه حانات
قد أبت من دار السعادة مرحباً / بك مرحباً قد حلت البركات
وسعيت زائر بيت باز أشهب / أفراخه في الأولياء بزاة
صون اللسان عن الكلام مسفهاً
صون اللسان عن الكلام مسفهاً / صوم اللَّبيب الحازم المقدام
يا عاذلي عني بعذلك لي فقد / أبلغت أسماعي أليم ملامي
أسمعت لو ناديت حياً إنما / ناديتني فاقصر ورح بسلام
هذا الهوى هو والقضاء كلاهما / من أعين الآرام سهم حمام
يا نظرة تركت فؤادي شاخصاً / لجلال وجه جمال بدر تمام
بشهوده أعمى أصم عن السوى / سكران سكر صبابة وهيام
لا يرعوي عن ذلة لمهفهف / ذل المحب إليه عز سام
قمر محياه النضير وشعره / صبح تبلج تحت جنح ظلام
ظبي أغن إذا رنا متلفتاً / تعنو أسود لأعين الآرام
وإذا انتضى سيفاً وهز مثقفاً / سلب العقول بمقلة وقوام
إنا مشايخ صبوة سكراتنا / وقف على حركات جيد غلام
ونفوسنا موتى وليس حياتنا / إلا النديم على دوام مدام
أسرى لحل قيودنا وفكاكنا / عند السماع مفاتح الأنغام
ما بين أقمار إليهم في الدجى / تجري الشموس بأنجم من جام
أبدور سعد أم شموس فاشهدوا
أبدور سعد أم شموس فاشهدوا / غرر الأهلة كيف منها تولد
أم عن مصابيح أبان البشر أم / سفرت عن الصبح الحسان الخرد
للَه ذياك الجمال وحبذا / مجلى به ابتهج الحمى والمعهد
فانهض بنا يا ابن التهاني نجتني / صرف العتيق وللسرور نجدد
واستجلها عذراء في الأقداح قد / أمست بدر حبابها تتقلد
حمراء في قار الزجاج كأنها / شفق غدا يغشاه ليل أسود
شهباء رتبها أكف سقاتها / بازاً لأطيار الهنا يتصيد
من كف أهيف شعره ليل على / صبح يقلهما قضيب أملد
يسقيكها والنقل من شفتيه والري / حان منه عذارة المتزرد
يسعى بها وكأنها من خده / لهب به ماء البها يتردد
زاهي المعاطف ما القضيب إذا انثنى / وإذا تلفت ما الغزال الأغيد
من لي به ظبياً غضيض الطرف يف / ترس الفوارس لحظه المتأس
لم أنس حين ضممته إذ منه في / جمع المحاسن قد تثنى مفرد
لو تنظر الندمان وهو يعلهم / ليلاً ومصباح الصفا يتوقد
والراح شمس والأكف بروجها / والكأس نجم والمدير الفرقد
حيث المشعشعة الشمول لنارها / يعشو مجوسي الصبو ويسجد
صهباء بالأفراح شهب حبابها / ترمي شياطين الهموم وتطرد
شمس البهاء جرت لأوجه مستقر
شمس البهاء جرت لأوجه مستقر / وبأسعد الإقبال أدركت القمر
وبواعث الأفراح بالبشرى دعت / طاب الصفا لذوي الوفا زال الكدر
وكواكب الأقداح راح يديرها / بدر له تعنو الشموس إذا سفر
راح بها أشباحنا ترتاح إذ / عن مبتدأ أرواحنا روت الخبر
راقت ورقت في الزجاج فأشبهت / معنى خفياً دق عن درك الفكر
فكأنها وحبها في كأسها / ثغر تبسم عن ثنايا من درر
تجلو الهموم إذا لها الساقي جلى / والصبح صال على الدجى وسطاً وكر
يا صاح دونكها عروساً واقتطف / في فيك من وجناتها ورد الخفر
واطرد بها يأجوج حزنك إنها / سد فما زبر الحديد ولا الحجر
واطرب وبادر للسرور مهنئاً / إسكندراً بزفافه الزاهي الأغر
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي / إلا النديم على صفا المشروب
ما شادن غض النوادر منشد / عذب الرواية كيس الأسلوب
قمر يدير الراح في غسق الدجى / شمساً مشعشةً بكوكب كوب
لدن القوام إذا انثنى تيهاً فما / غصن النقا يهتز فوق كثيب
عبل الروادف عنتري اللحظ لا / ينفك غضباناً بفتك غضوب
حسبي انتسابي بالنحول لخصره / وكفى بسقمي من جفون طبيبي
لا تعجبوا من سحر لفظي رقة / إذ بالغزال تغزلي ونسيبي
والفجر مع تلك الليالي العشر من / جيد وشعر حالك غربيب
ما الصبح إلا من مجالي معجب / بصبيح وجه بالجمال عجيب
من لي به من مطمع متمنع / بي شمت الأعداء وهو حبيبي
يسطو علي بأبيض من أسود / وبرمح قدٍّ لا بذات كعوب
ملك غدا في صورة بشرية / ملك الملاح بصنجق منصوب
يقصي ويدني من يشاء إذا قضى / ببواعث الترغيب والترهيب
وعزيز حسن يوسفي مذ نأى / عني ذللت بحزني اليعقوبي
هذا الهوى يا لائمي سبحان من / أعماك عما ليس بالمحجوب
حتى متى تهدي بلومك صه فما / لمعنفي عندي جواب مجيب
دعني فإني لست أو مغرم / مغرى محباً جن بالمحبوب
للعشق عيش لا أذاقكه الذي / للعاشقين اختار خير قلوب
قوم سقاهم من طهور شرابه / ساقي الرضا في حضرة التقريب
وأباحهم كشف الغطا عن مظهر / هو غاية المأمول والمطلوب
يا ربة الحسن البديع تلافي
يا ربة الحسن البديع تلافي / روحي بطيب الوصل قبل تلافي
خافي الإله بواله أشفى ومن / فرط النحول غدا كخصرك خافي
كل الأنام من الأنوف رعافهم / أما أنا فمن الجفون رعافي
يا جنة عذب الهذاب بها أما / لك عن لظى هذا الجفاء تجافي
هذا فؤادي مرجل يغلي على / نار لها مني الضلوع أثافي
كفي لحاظك ما الدماء مباحة / كلا ولا قتلي من الإنصاف
لك مقلة نجلاء ممرضة وما / لمريضها إلا لماك الشافي
قسماً بما في فيك من در غدا / صافي العقيق لها من الأصداف
والفجر جيد والليالي الشعر سو / د ذوائب تهوي على الأكتاف
وبأعين ترمي القلوب بأسهم / وحياً من الأهداب للأهداف
وبحقتي نهدين من عاج على / بلور صدر أبيض شفاف
وبنور شمس ضحى جبين مشرق / وببرق ثغر للنهى خطاف
ما أنت يا ذا الخبا إلا التي / فضحت غصون البان بالأعطاف
والدرة المفضي بطالبها الهوى / للخوض في بحر الردى الرجاف
والغادة الهيفاء أخدع ظبية / تغزو الأسود بطرفها السياف
عربية ألفاظها تركية / ألحاظها رومية الأرداف
للَه بهجة حسنها من روضة / للمجتلى والمجتني القطاف
لم أنس أمس قودمها تحت الدجى / ولنا كفى أمر الرقيب الكافي
فلك السرور زهت كواكب أفقه
فلك السرور زهت كواكب أفقه / لجمال بيت حسن بهجته اتضح
رعياً له بيتاً ذكياً لم تزل / لنزيل نعما ظله تسمو المنح
حيث ابتنناه بعز باع سعوده / فرح الذي بدياره فرح الفرح
بادر فنون الراح في الأقداح
بادر فنون الراح في الأقداح / قد لاح كالأرواح بالأشباح
إن المداما كم برت أسقاما / كفو الملاما معشر النصاح
فاشرب زلالاً لا تخف إذلالا / والكاس لالا سقط زند الراح
كانت وجرمي قبل خلق الكرم / بالشهب ترمي مارد الأتراح
سعى بها من للبرايا أفتن / إن ماس يطعن طعنة الرماح
مالي على البلوى سوى أمالي
مالي على البلوى سوى أمالي / بك يا عظيم الجاه والأفضال
وأنا الدخيل وحملتي ثقلت وفي / باب النبي لقد حططت رحالي
ماذا ترى وبك استجرت وهذه / صحفي لديك وهذه أعمالي
أدرك سميك يا محمد أنه / أضحى شبيه الحرف بالإهمال
أدرك جزوعا مسه ضر عسى / بك ينجلي عنه عنا الأوجال
رحماك رحماك النجاة لمفرق / قذفت به الأهواء في الأهوال
يا طيب اللحد الذي في طيبة / منه لخد الأرض مسكة خال
هي تربة ماذا على من شمها / إن لا يشم مدى الزمان غوالي
روحي الفداء لثالث القمرين من / قبر عليه الكوكب المتلالي
أكرم بها من بقعة شرفت على ال / عرش المجيد وكل شيء عالي
يا رحمة للعالمين وشافعا / بالمذنبين لدى الولي الوالي
والرسل كل منهم نفسي يقو / ل وأنت قولك أمتي وعيالي
إني ساءلتك بالذي أبداك من / نور قديم الكون في الأزل
وبانس طلعتك التي كانت ولم / يك ثم إنسان من الصلصال
سجدت لطلعتك الملائكة الكرا / م وكان آدم قبلة الإقبال
وبحرمة الحرمين بالسبطين بال / زهراء بالكرار أشرف آل
بسنا بدورك ناصرين اللَه في / بدر حماة سادة أبطال
إلا نظرت لسوء حالي نظرة / ليعود بعد العطل أحسن حال
مالي إذا الهم أدلهم
مالي إذا الهم أدلهم / إلاك يا ماحي الظلم
كم قدت نفسي للتهم / وظلمتها مع من ظلم
نفسا إلى بها الألم / وأذلها زلل القدم
وأتتك تشكو حالها / لتفوز في حسن الرشد
يا من تقول أنا لها / حقا وأنت لها مدد
يا خير من عنه روى / ما ليس ينطق عن هوى
عن سروحي ذي قوي / عمن على العرش استوى
ارجو ولي إن أرجوا / ولك الشفاعة واللوا
جد لي بها لانالها / أنت الشفيع فلا ترد
يا من تقول أنا لها / حقا وأنت لها مدد
بشرى ببدر سيادة وكمال
بشرى ببدر سيادة وكمال / شرف الحمى بجماله المتلالي
وبمظهر سفرت شموس سعوده / عن صبح فضل في سماء معالي
وبكاس انس راح تجلوه على / سرر السرور عرائس الإقبال
أقداح أفراح يحن لحنها / طربا كليم الوجد والبلبال
وسماع الحان على نفحاتها / أرواحنا سكرت بلا سلسال
بذوي الوفا يا صاح صح وأنشد لهم / سيروا بنا سعيا لخير مأل
هذا الطريق فللرفيق تهيئوا / فلنا الأمان به من الأوجال
فهو الحسام المنتضى من دولة / لمليكها كل الملوك موالي
سلطاننا الماحي بنير عدله / عنا ظلام الظلم والإضلال
عبد العزيز وأنها لإضافة / للعدل جرت أطهر الأذيال
ما بين لامنه وقولته نعم / سر القضا بتحول الأحوال
ملك ملائكة السماء له غدت / في الأرض بعض جنوده الأبطال
شمس له عنت الشموس وود لو / كان الصباح لديه خيط نعال
ماذا أقول بمن به وبآله / نطق الكتاب بأصدق الأقوال
النافذ الأمر الذي الأقدار عن / آرائه ترمي نصال نبال
فهم العباد الصالحون الوارثو / ن الأرض تأويل به استدلالي
يا مالك الملك الذي تؤتيه من / قد شئته في سابق الأزال
أيد وأبد ملكهم وادم لنا / سلطاتنا بالعز والإجلال
الآمر الناهي المطاع إذا قضى / والمتبع الأفعال بالأقوال
من مدحه أكثر وبالغ فيه فال / اكثار عند البحر كالإقلال
لم لا وهمته العلية فوق ما / منه تؤمله بنو الآمال
سل عن مراحمه الحمى إن كنت لا / تدري لسائل غيثه الهطال
خلق تفرد في خلايقه التي / جبلت على شرف وحسن خصال
دين ودنيا فيه مجتمعان وال / تقوى له والبر رأس المال
نعم على أحبابه نقم على / أعدائه بطل من الأبطال
متحدث أبداً بنعمة ربه / متواضع لآلهه المتعالي
شيم برقتها استرق قلوبنا / حر حكيم الذات والأفعال
وليهنك العام الجديد ودامت ال / بركات فيه لها عليك توالي
وعليك في حلل التهاني أقبلت / عربية عذراء ذات حجال
وختامها مسك الصلاة مع السلا / م على منير البدأ والإكمال
طه الأمين نبينا النور الذي / هو صفوة الأذلي في الآزال
والآل والأصحاب والاتباع من / هم خير أصحاب وأشرف آل
ما تم أمر في الورى لمبسمل / أو ما تلا للَه حمداً تالي
يا ربة الحسن البديع تلافي
يا ربة الحسن البديع تلافي / روحي بطيب الوصل قبل تلافي
خافي الإله بواله اشفى ومن / فرط النحول غدا كخصرك خافي
كل الأنام من الأنوف رعافهم / أما أنا فمن الجفون رعافي
يا جنة عذب العذاب بها أما / لك عن لظى هذا الجفاء تجافي
هذا فؤادي مرجل يغلي على / نار لها مني الضلوع اثافي
كفي لحاظك ما الدماء مباحة / كلا ولا قتلي من الأنصاف
لك مقلة نجلاء ممرضة وما / لمريضها إلا لماك الشافي
قسما بما في فيك من درر غدا / صافي العقيق لها من الأصداف
والفجر جيدا والليالي العشر سو / د ذوائب تهوي على الأكتاف
وباعين ترمي القلوب باسهم / وحيا من الأهداب للأهداف
وبحقتي نهدين من عاج على / بلور صدر أبيض شفاف
وبنور شمس ضحى جبين مشرق / وببرق ثغر للنهى خطاف
ما أنت يا ذات الخبا إلا التي / فضحت غصون البان بالأعطاف
والدرة المفضى بطالبها الهوى / للخوض في بحر الردى الرجاف
والغادة الهيفاءِ أحدع ظبية / تغزو الأسود بطرفها السياف
عربية الفاظها تركية / الحاظها رومية الأرداف
للَه بهجة حسنها من روضة / للمجتلي والمجتني القطاف
لم أنس أنس قدومها تحت الدجا / ولنا كفى أمر الرقيب الكافي
في ليلة زهر السماء بها حكت / زهرا على نهر المجرة طافي
بتنا وريحاني نوافح سالف / واللثم نقلي والحديث سلافي
وعلى بساط البسط في حلل الرضى / نعمى وطائي والنعيم لحافي
حيث التصابي بالصبابة رائق / والعيش من كدر النوائب صافي
حتى غزاة الترك قد همت عَلى / إن تغزو السود ان بالأسياف
وسنان رمح الفجر كاديشق من / ذيل الظلام ستائر الأطراف
وسطا على الكذاب صاقه كما / تسطو البزاة على فراخ غداف
فكأن وجه الصبح أقبل مسفراً / عن نور جبهة سيد الأشراف
بدر السعادة والسيادة والعلا / مجلى جمال الذات والأوصاف
والكوكب السامي المسمى في الورى / عون الرفيق عناية الأحلاف
سر السراة أمير مكة شهمها / مولى الموالي آل عبد مناف
أكرم به من فرع أصل زاهر / زاه إلى الزهراء خير مضاف
وأمام بيت في قريش ربه / للعابدين شار في إيلاف
جل الذي من محض انس صاغه / وبراه من ظرف ومن الطاف
وأتم نعمته عليه بهمة / دهرية الأسعاد والإسعاف
غوث لطائر صيته صوت سما / وأحاط في الدنيا أحاطة قاف
وأنا المحب على السماع وإن يحل / بين الحبيب سباسب وفيافي
خلق على الخلق العظيم جبلة / وراثة عن طيب الأسلاف
ندب همام بالوعيد مماطل / وبوعده أبداً كتلغاف
وإذا قضى أمراً مضنى فكأنما / في فيه قبل النون حرف الكاف
كهف بمكة شاد ثاني كعبة / حسب الحجيج بها ثواب طواف
من آل بيت جناب أكرم مرسل / ماحي الضلالة للبلا كشاف
بطل مبيد للطغاة وما حق / للمبطلين بحائه والقاف
يأتي بما الحال اقضتاه فلم يزغ / بصراً وحاشاه من الأسراف
خير عَلى أهن للطاقة والوفا / بعهوده صير على الأجلاف
للَه در أخي الفتوة من فتى / حامي الحمى ولما له متلاف
يصبو إذا الداعي دعا مستنجداً / ويهز عطفيه سؤال العافي
يا شمس بيت في سماء نبوة / قد زينت بكواكب الأشراف
بيت له العرش طهر أهله / فصفوا به نطفا صفاء نطاف
من معجزات أبيك أنك من بني / زهرائه قول بغبر خلاف
يا كوكب البطحاء هل من نظرة / لهلال شك في الكنانة خافي
لبيك يا عون الرفيق وإن أكن / في الشام مقصوصاً بدرن خوافي
أنا من ضيوفك حيث ما قد كنت يا / كنز العفاة ومنهل الأضياف
أني أكافئك امتداحا يا ابن من / بمديحه القرآن خير مكافي
من لي بنسج النيرات قصائداً / ولها أخيط من الصباح قوافي
هب أنني أحرزت ذلك قدرة / وازددت أضعافاً على أضعاف
فأكون أهديت الغدير لزاخر / ولواحد في رتبة الآلاف
عفوا عن التقصير من داعيك يا / خير الكرام تغاضيا وتغافي
وعليك بكراً بنت فكر أقبلت / تختال في ثوب الحياء الضافي
وعروسة تابي سواك لحسنها / كفوّا يشرفها بعز زفاف
أضحت بمدحك دونها شمس الضحى / غذ ليس مثلك في البدور ولافي
حموية وافت حماك عسى أرى / من سيدي بقبولها اتحافي
وغدت مهنئة لعيد النحراذ / ببقاك للدنيا الهناء الوافي
فاسم ودم نعما إلى أمثاله / أرخ بسعد سرور حسن تصافي
ما ابن الهلالي دعا ونادى منشداً / يا ربة الحسن البديع تلافي
أنا ان تخلت عني الخلان
أنا ان تخلت عني الخلان / وعلي جارت في اللوى الجيران
والمسعفون إذا باسعافي مشوا / عسفا وخانت عهدي الإخوان
وإذا بمقراض الإساءة والأذى / قصت جناح نجاحي الأزمان
والدهر غادرني لاسهم غدره / هدفا يعانيها وليس يعان
فالصبر أوفق ما يرافق والرضى / ثوب به يتحمل الإنسان
لاسيما والالتجاء لراحم / رحمان من أسمائه المنان
مولا عليه الاعتماد وكيف لا / وعلى سواه يقبح التكلان
شرفي الخضوع له وإني لائذ / بابن الذي شرفت به عدنان
حيث الفتوة في فتى قد جمعت / معها الوفا والصدق والإحسان
حيث الصيانة والأمانة والمنى / والجود والمعروف والعرفان
آل الرسول بني البتول وحبذا / مجد رفيع دونه كيوان
روحي الفداء لنسبة نبوية / راحي بها والروح والريحان
قوم سنا أنوارهم قامت بهم / فهم الكواكب أينما قد كانوا
أقمار أفلاك العلا أقطابها / أبداً تدور عليهم الأكوان
من كل وضاح عليه مشرف / للبشر فوق جبينه عنوان
وحياتهم وحياتهم إني بهم / ليحق لي الإقسام والإيمان
أنا من أناس حب ال محمد / اسلامهم والدين والإيمان
لم لا أهيم بحب أشرف عترة / سر النبي بهم له سريان
قل ما تشاء بهم فأنت مصدق / إذ في الكتاب غدا لك البرهان
شرقت دمشق الشام إذ نزلوا بها / سكنا أعز جوازه السكان
دار هي البلد الأمين لأنها / في آل طه للنزيه أمان
هي جنة للَه في الأرضين لا / ضيم يسوء بها ولا أحزان
وهي الكنانة غير ان سهامها / كالشهب فيها يرجم الشيطان
يا صاحبي بادر بدور سمائها / يسمو بحرمتهم لقدرك شان
وانزل حمى أشبال حمزة منشداً / حاشا نزيل بني البتول يهان
فهناك محمود المقام البحر من / غرقت بكنه صفاته الأذهان
مفتي الشام أبو حنيفة عصره / غيث العلوم الهاطل الهتان
كنز الدقائق نور إيضاح به / تتنور الأبصار والأعيان
علم تراه بكل علم مفرداً / إذ ليس يحصى فضله ديوان
ما غيره روض أريض عرفه / عرفانه وفنونه الأفنان
إن جال في بحث فما الرازي وإن / هو قال أما بعد ما سحبان
ماذا أقول بمن لطائر صيته / صوت به تتشنف الآذان
لولا التقى لاجبت عنه سائلي / تاللَه ليس كمثله إنسان
واذكر أخاه أسعد السعداء كي / يروى الروي وتسعد الأوزان
السيد الشهم المجيب إذا دعا / ه لدي الخطوب الواله اللهفان
ذو همة علوية بنيت على / هام السهى لسموها أركان
أعظم به من كعبة لا غرو إن / حجت إلى تعظيمها الركبان
وإلى مكارمها سعى العافي ومن / ميزاب رحمتها استقى الظمآن
كل الكرام إذا لبيب عدهم / كانوا الجنود وأسعد السلطان
جل الذي من محض جود صاغه / بشرا غوادي السحب منه بنان
للَه حمزاوي مجد بيته / لذرى المجرة دونه جريان
شرف على شرف لقد حلاهما / خلق عظيم رقة وبيان
زان المكارم بالمراحم مثلما / الحسناء بالعقد الثمين تزان
فاقت شمائله الشمول فها أنا / سكران في مدحي له نشوان
يا آل حمزة يا سراة الحي يا / أجواد يا آساد يا فرسان
جلت عن الإحصا فضائلكم فلا / يقوى عليها بالثناء لسان
هيهات منى أن أقوم به فما / كعب أنا كلا ولا حسان
لكنني عبد محب في بني / سبطي رسول الله لي هيمان
عبد هديته على مقداره / وقبولها منكم له إحسان
سمعا لداع في دمشق الشام قد / أخنى عليه زمانه الخوان
في بلدة هي في الحبور لأهلها / نعم نعيم دائم وجان
هي جنة غناء لولا أنها / نار على من لم يجد ودخان
يا ابن النسيب أما من نظرة / لشج كوته بنارها الأشجان
لرحاب جلق ساقه التقدير من / وادي حماة وللقضا أرسان
وحبال حسن الظن قادتني عسى / بعد الظلام لي الصباح يبان
كي ارتقي أوج الكمال والتقي / بجمال حالي من لشأني شانوا
وبمدح آل محمد لي فكرة / وسجية عربية ولسان
ذراية الزهراء من بجنابهم / ينجو الغريق ويهتدي الحيران
هم عمدتي هم عدتي في شدتي / هم باطني والسر والإعلان
أشبال حمزة حسبكم حسب علي / ه لم يقم لوضوحه برهان
أنتم فروع خلاصة الأصل الذي / خضعت إلى عدنانه قحطان
وأنا الهلال ولي المطالع مدحكم / أني يشوب زيادتي نقصان
قد أمرضتني في دمشق مواعد / كان الشفا مني لها النسيان
مالي وللأسي الطبيب إذا أتى / بتكلف ولو أنه لقمان
ما حيلتي ولقد ألم بساحتي / شهر به قد أنزل القرآن
شهر عوائده التعطف والوفا / والبر والمعروف والإحسان
ولأنتم الأولي بها يا سادة / يؤتم في أقوالهم ويدان
لا زلتم من صومه في صحة / تقوى بها الأديان والأبدان
صوم السوى حسن لهم وصيامكم / أرخت فيه قد زها رمضان
وعلى رحيم القلب طه جدكم / صلى وسلم ربنا الرحمن
والآل والأصحاب والاتباع ما / عبد محا أوزاره غفران
أو ما الهلالي راح يشدو قائلا / أنا إن تخلت عني الخلان
لا زلت أجمح في الهوى وأسير
لا زلت أجمح في الهوى وأسير / طلق الاعنة والفؤاد أسير
وأبوح بالسر المصون وهكذا / حال المولع بالملاح شهير
وأعانق البانات وهي معاطف / وأقبل الكاسات وهي ثغور
وأجد في طلب النجوم وإنها / لعقود در في النحور تنير
وأحل نجدا والغوير عساهما / تحت الوشاح روادف وخصور
وتهابني بيض الظبا وأهابها / سودا بها تسطو الظباء الحور
من كل ساطعة المطالع وجهها / شمس النهار وفرعها الديجور
خود لها خد تراه جنة / في مهجتي منه لظى وسعير
عذراء لكن إن رآها عاذلي / خلع العذار وإنه معذور
امحذري منها وقد غلب الهوى / قل لي فما ذا ينفع التحذير
تسدى الملام وباب سمعي سده / إذ صده عن لومك المقدور
افك فكاك منغرام غريمه / وخصيمه حكم عليه يجور
يا طائرا يشجي القلوب حنينه / هل أنت بي وبما أكن خبير
بيني وبينك بالنواح علاقة / فمدامع مني ومنك هدير
لكن شاني غير شأنك إذ بدا / لك من عبارة عبرتي التعبير
لو كنت مثلك والجناح مساعدا / والألف ألف والعشير عشير
لفررت من قفص الغرام وإنما / هيهات مقصوص الجناح يطير
ما حيلتي وأنا الهلالي الذي / عنه تعامى الدهر وهو بصير
والطرف ممدود إلى أعلى العلا / والباع عن نيل المنى مقصور
سبحان من قسم الحظوظ فأول / هذا وذا وسط وذاك أخير
قسم حقابقها وباطن أمرها / حكم بحق لنا بها التحيير
وتحتم يجب السكوت له على / من عنده لكلامه تصوير
حتى متى يا دهر تخدعني وبي / تغري وأنت من السراب غدير
ظماء على ظماء أحب إلي من / مستعذب فيه يلوغ عقور
وأبيك لم يضع النفيس سدا إذا / ما ضاع بين ذويه منه عبير
تبا لدار مذلة حاشا على / عرصات عاصيها يقيم غيور
وربوع قوم ليس ينفق بينهم / إلا المنافق والصدوق يبور
من كل فدم كالرصاص ثقالة / فظ غليظ دابه التجحير
علج ولكن إن بدا متكلما / تحسبه عجل السامري يخور
قارون يدعى بالكنوز قرينه / والقلب كالشيطان منه فقير
دنيا ولا دين وتعريض ولا / عرض وكفران ولا تكفير
كبر عليه لأنه متكبر / وعلى القبيحة يحسن التكبير
إياك إياك اللئيم وماله / ولو أنه الإبريز والإكسير
واحذر تغرنك الذوات فربما / كانت أناسا والصفات حمير
خشب مسندة وأحسن ما يرى / عند النحاة لجمعهم تكسير
إن الخبيثة والخبيث كلاهما / لن يطهرا أو يطهر الخنزير
جثث تربت في الحرام وفي الربا / ولهم بطون منهما وظهور
لادر دري إن خطرت لهم على / بلد بها الوغد البليد خطير
ما أنت يا زمني وإن طال المدى / إلا ليال تنقضي وشهور
فلا صبرن عليك صبر مهذب / حر الشمائل والكريم صبور
ولا جسرن جسارة العاري وكم / بأطايب اللذات فاز جسور
يا لائما مثلي على حب الردى / إن المآل منية وقبور
إني يهاب الموت من ذاق النوى / وله حياة في الهوى ونشور
والمر في عز الجوار حلاوة / والحلو في ذل الجوار مرير
كفي نبالك يا ليالي إن لي / درعا إذا جار الزمان يجير
أنا لا أبالي اليوم إذ مالي على ال / دهر الخؤون سوى الأمين نصير
سعد الزمان بديعه وعصامه / فخر العلوم العالم النحرير
مصباح أشباه النظائر درها ال / مختار من إيضاحه التنوير
والمجتبي من ملتقى البحرين للا / سلام سيف الحجة المشهور
مغني اللبيب عن الشذور وحبذا / لفظ حلا من قطره التكرير
مغتي الورى ما إن له في أمة ال / ثقلين غير أبي السعود نظير
كشاف أسرار البيان وروحه / علم العلوم لوآها المنشور
روحي الفداء لنسبة جندية / واللَه حزب جنوده منصور
والسر للأبناء من آبائهم / يسري وأبناء الشموس بدور
راقت دمشق به وقرت بعدما / كادت تمد بأهلها وتمور
بلد تسامت بالأمين وإنها ال / بلد الأمين وللتجلي طور
إن الشئام كنانة وسهامها ال / علماء فليستيقظ المغرور
وكفى بتثبيت الفؤاد لها وقد / زلت وضلت أرجل وصدور
يوم استحال الحلم ظلما بيننا / فيها وساء الفعل والتدبير
ولكم حياة في القصاص وحكمة / يشفي القلوب دواءها المأثور
حتى إذا قام الأمين بها على / قدم الشريعة زانها التوقير
وانجاب غبن الغي عن عين العنا / ية وانجلى الداجي ولاح النور
بطل اباد المبطلين ببغيهم / وإذا استبان الحق زال الزور
شهدت له البلغاء لما جائهم / منه بشير بلاغة ونذير
والشمس لا تخفي مطالعها على / أحد وهل للصبح ثم كفور
للَه بيت سيادة تسعى له / زمر السراة وسعيهم مشكور
بيت وقاه اللَه مبني على ال / فتح المبين وبالتقى معمور
يا مفردا علما ومن منه على / جمع الجوامع عول الجمهور
أنت الذي منه الفروع زكية / وأصوله منها المنار منير
لو أن في الأقمار نور كماله / لم يعرها نقص ولا تغيير
أعنيهما ريحانتيك المنتمي / لك منهما روح شذاه عطير
لا زلت يا شمس المعالي قطب دا / ئرة على فلك السعود تدور
وليهنك العيد الذي لولاك لم / يكمل به للمسلمين سرور
عيد لاولنا وآخرنا به / فطر الهناء وللعدا تفطير
حباك بالبركات من رمضانه / لم لا وأنت بصومه مأجور
مولاي دعوة هاجر أوطانه / ظماء وهجران الحبيب هجير
بقصيدة قصدت حماك لأنه / سور فيا نعم الحما والسور
وافتك راجية قبول هلالها / كرما وذا شرف له وظهور
عذراء بكر ذات عقد زانها / بمديحك المنظوم والمنثور
فاعذر فديتك سيدي واسمح وجد / بالعفو عما أوجب التقصير
واسلم للإسلام دم يا ركنه ال / سامي وأنت بما تروم قرير
وصلاة ربي والسلام على الذي / بضياء طلعته انمحى الديجور
والآل والأصحاب ما شاد شدا / لا زلت أجمح في الهوى وأسير
بادر حمى القطب الرفاعي أحمدا
بادر حمى القطب الرفاعي أحمدا / وبشبلة الصياد كن مستنجدا
واشكر صنيع حفيده العلم الذي / بالعلم والعرفان أصبح مفردا
المبتني بيتا لذكر اللَه في / حلب غدا اصفا المناهل موردا
للَه زاوية زها تاريخها / مذ شادها كنز الكمال أبو الهدى
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا / لذوي الصبابة والهيام عن الغنا
وإلى مراح الروح والريحان رح / في جنة للمجتني منها الجنا
مع كل خل لابس خلع الوفا / بالعهد متخذ الخلاعة ديدنا
متغزل بلواحظ الغزلان لا / يعنيه الا بالحسان الاعتنا
بالحور والولدان مفتون له / في حضرة الإطلاق في الباقي الغنا
صب أرق من الصبا لا زال في / روح التصابي يستميل الأغصنا
لاسيما ومسامري ومساهري / رشأ له تعنو الأسود إذا رنا
ساق شمائله الشمول كأنما / لصفا حميانا محياه أنا
يسعى بلطف رشاقة متأود / والخصر من أردانه يشكو الضنا
ملك بأشرف صورة بشرية / للجن والإنس استبان فافتنا
خلق كان الله قد ناداه كن / من رقة ولطافة فتكونا
كتب الجمال على جلالة خده / سبحان من صنع الجمال واتقنا
ما مال بين البان جذع قوامه / إلا ليغزو من ضلوعي المنحنا
من لي به عربي لفظ معرب ال / حركات عن معنى لمن قد امعنا
بني الفؤاد على السكون بوصله / وعلى السكون محقق أصل ابنا
وحياته لم يثنني عن حبه / إلا علا ابن نبينا حسن الثنا
السيد ابن السيد الغازي الذي / عن جده ورث العلوم ومنعنا
شمس الحقيقة في سماء معارف / بالله أكمل من أشار وبينا
مولاي عبد القادر الثاني إذا / ناديتهُ يا غيثنا يا غوثنا
روحي الفداء لنسبة حسنية / ذو العرش انبتها نباتا احسنا
والفرع معتبر به حسن الأصو / ل لأنه منها وأن عنها وانثنى
ماذا أقول بآل بيت نوبة / بمديحهم نطق الكتاب وأعلنا
والله شرفهم وطهرهم بأن / قد اذهب الإرجاس عنهم والعنا
قوم يلذ بخاطري لي مدحهم / وأود أن لو كنت كلي السنا
أمراؤنا الامار بالمعروف والأ / حسان والناهون عن سوء الخنا
في الغرب كانوا للجزائر جيرة / بحماهم الإسلام كان محصنا
واليوم في الشرق ازدهرت بسنائهم / سورية فسمت وطابت مسكنا
من كل من بالمكرمات إذا اكتنى / يدعو أنا ابن جلا وطلاع الثنا
فيهم دمشق جنة الله التي / في الأرض فاخرت الممالك موطنا
بشرى لنا أهل الشئام بمعشر / بجوارهم فزنا بغايات المنا
ببني ابن محي الدين أقمار العلى / المبعدين المحل عنا ان دنا
والكافلين الجار بعد اللَه من / غدر الزمان به ومن جرر الدنا
والمقرنين ببرهم اعذارهم / والمقتنين الشكر أطيب مقتنا
والبازلين على النفيس نفوسهم / والصارفين عن الخسيس الأعينا
درر فرائد كلهم فصغيرهم / اللَه أكبر ما أجل واثمنا
شكرا لسلطان الورى لقيامه / بمقام حق بني بتول نبينا
حيث اجتنى منهم لأجمل رتبة / مولاي محي الدين وضاح السنا
مولى ولكن لم تزل تسمو به / شمس العلاء مكانة وتمكنا
يا فوز رتبة مير ميران بمن / بجمال سؤدده لها قد زينا
ليس الهناء له بهابل ارخوا / لسني رتبته به دام الهنا
ذرية الزهراء يا امناء يا / نعم المنادي باسمهم نعم المنا
أنتم كنوز الحسن والإحسان لا / زلتم لا بريز المحاسن معدنا
ما غيركم للنعمة الأدراح إذ / منكم ثمار الفضل حقا تجتني
لكم النباهة فالدواء بكم لمن / أودى به داء الخمول وأزمنا
إني لحسان الزمان بمدحكم / أنا غرسكم بين الأنام أنا أنا
عندي جوى شوق إليكم بعضه / يذر الفصيح أخا البلاغة الكنا
والاختصار به البلاغة فاقبلوا / عذري فهذا ما بوسعي امكنا
ومع الصلاة سلام مولانا على / من بالمعارج قد سرى حتى دنا
وعلى الكرام الآل والأصحاب ما / ختم الدعا داع واخر امنا
من لم يهم بهواك ليس بهائم
من لم يهم بهواك ليس بهائم / بل ذاك يدعى من أضل بهائم
يا مفردا وإذا تثنى زاحم ال / تكسير صحة جمع صبري السالم
حتى متى اشكو لجفنك علتي / شكوى الجريح إلى الحسام الصارم
ما بال قدك وهو أعدل عادل / يقضي علي بجور أظلم حاكم
طوعا لأمر صبابة أبداً بها / ازداد عصيانا لنهي اللائم
يا هاجري مع صحتي ومفارقي / لك مقلة منها السقام ملازمي
عز الدوا رحماك ها جلدي وهي / وسواك من للصب ارحم راحم
سبحان صائغ ثغرك المعسول من / درر تصان من العقيق بخاتم
ويراك غصنا والقلوب طوائر / أبداً تحوم عليه حوم حمائم
وجلا جبينك للهداية صبحه / من تحت ليل للضلالة فاحم
أفديك من قمر تود الشمس لو / كانت له تدعى بعبد خادم
ومليك حسن لم تزل عشاقه / من وصله أو مامهم بملاحم
متحجب بجلاله ذي شوكة / تحمي وتحرس ورد خد ناعم
أيقظ عيونك يا نصوحي إن لي / سمعا أصما عن كلام النائم
هيهات هيهات النجاة لمغرق / في بحر عشق بالجوى متلاطم
والحب أعذب ما يكون عذابه / وبه الشقا عين النعيم الدائم
أنا شيخ أهل العشق من عهد الصبا / حيث الهوى بي تم قبل تمائي
يا معشر العشاق موتوا تغنموا / بعفافكم موت المحب الكاتم
شهداء لا خوف عليكم لا ولا / يغشاكم آسف الحزين النادم
تبت يد اللاحي الخلي وتب ما / أغناه عن عذل الشجي الواجم
يلحي ولا يدري الهوى شتان ما / بين الجهول به وبين العالم
وعن الملاحة لا يميل كأنه / خصم الدمع الزمان مخاصمي
يا ويح دهر لا يزال محاربي / بسهامه ومصادمي ومقاومي
يجني علي وليس لي ذنب سوى / صوني لاعراضي وحفظ محارمي
دهر لاركان اللئام مشيد / ولما الكرام ينته أقوى هادم
يا ليت أمي لم تلدني بل ويا / ليت الحمام معاجلي ومراغمي
كي لا أرى سود الكلاب وجربها / قد انشبت أظفارها بضياغم
عباد دنيا ما لهم دين سوى / فرط الدناء لاكتساب دراهم
من كل رفع خافضيه وناصب / شرك الخيانة للأمانة جازم
طلب الندامنه ذا استجديته / طلب المعسل من شدوق أراقم
وأضعيه الفصحاء أرباب النهى / ما بين بهم أعارب وأعاجم
لاحر من السحر من شعري على / من ليس للسحر الحلال بعالم
وأنا الذي دون الأنام أضاعني / أدبي وأخرني وقص قوادمي
والدهر أرخص قيمتي فكأنني / مال جزيل في يمين الهاشمي
ذاك الأمير المقتفي أثر الأولى / ورثوا الشهامة حازما عن حازم
هو شبل عبد القادر الغازي وهل / يأتي من الضرغام غير ضراغم
فرع زكا اصلا وطاب مغارسا / ونما نماء في كروم مكارم
من آل بيت نبوة تطهيرهم / في الذكر جاء من القديم الدائم
قرشي جد حيدري سلالة / حسنية علوي مجد فاطمي
متسنم شرفا رفيعا واطئا / هام الثريا والسهى بمناسم
ذو همة دهرية وعزيمة / تقضي بإحكام القضاء الحاتم
وجبلة جبلت على حب الونفا / من محض احسان وصرف مراحم
روض شمائله الحسان وجوده / روح وريحان وجود غمائم
شيم فما الراح الشمول أذابها / غنى ورنم منشدي ومنادمي
يا صاحي دونك جنة الكرم التي / تنجي الفتى من نار فقر حاطم
وعليك بالبحر الذي كم مادك / لجنابه بحار شعر عائم
مستجديا من فيضه مستوثقا / في عروة ما إن لها من فاصم
مستمسكا منه بذيل طاهر / مستعصما بذرى حماه العاصم
حيث المرؤة والفتوة والندى / والغنم للسعاي لنيل مغاتم
حيث الهمام الهاشمي المنتمى / شرفا لزهراء النبي الهاشمي
السيد ابن السيد المول الولي / المفرد العلم الشهير العالم
أنعم به من منعم أعظم به / من منجد بطل ليوم عظائم
ليث وغيث سطوة وسماحة / بمجاله ونواله المتراكم
نقم على أعدائه نعم على / من جاءه بسليم قلب سالم
ما غيره الندب الغيور المرتجي / للمستضام بسوء جدب ضائم
حاشا الأوام يسوم سائم منهل / مستعذب منه مرام الرائم
مولاي ياسر السراة إجابة / لدعاء عبد تابع لك خادم
في جلق غلبت عليه حرفة / تركته نضوا لايباع لسائم
حسبي الرجاء معللا وكفى به / لجبار كسري مومياء مراهم
يا ابن الذي قد كان يستسقي الورى / منه به سح السحاب الناجم
حتى قضى ومضى وابقى بعده ال / ذكر الحميد إلى الزمان القادم
هذا يقيني إنني متعوض / عنه بوابل فضلك لتتراكم
لا زالت الأيام منك منيرة / بسناء أنس وابتهاج مواسم
وبقيت مدرع الوقار مقلدا / بجسام عز للحواسد حاسم
وختامها مسك الصلاة مشوبة / بشذا السلام على النبي الخاتم
والأل والأصحاب ما ريح الصبا / بين الربا جرت ذيول نسائم
أو ما دعاك ابن الهلال مرنما / من لم يهم بهواك ليس بهائم