القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 27
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ / وَنمى الغرامُ بِقَلبيَ المَعمودِ
وَجَلَت على العُشّاقِ روضَ محاسنٍ / فَسَقى الحياءُ شقائِقَ التَوريدِ
وَرَنَت بِأحوَرِ طَرفِها وَتَبَسَّمت / فَبدا ضياءُ اللُؤلؤ المَنضود
يا رَبَّةَ الطَرف الكَحيل تَعَطَّفي / وَعلى مُحِبِّك بِالمَوَدَّةِ جودي
جودي وَلَو بِالطَيف في سنةِ الكَرى / وَصلى بِرَغم مَفنِّدٍ وَحسود
قَسماً بما يُرضيكِ في صِدقِ الوَفا / ما حُلتُ عنكِ بسَلوةٍ وَصدود
أَنا قائم أَبدا بِمَفروض الهوى / مستبدِلٌ لِلنَّومِ بِالتَسهيد
فَإلى متى وَلهي وفَرطُ صَبابَتي / وَسرورُ عُذّالي وَخُلفُ وُعودي
وَإلى متى ذا الصَدُّ عن مَضنى الهَوى / عودي لِيورِقَ بِالتَواصُل عودي
وَاِستَأنفي مَوصولَ عائدِ أُنسِنا / فَالقُرب عيدي وَالبِعادُ وَعيدي
دَع يا عَذولُ ملامَتي في غادَةٍ / هَيفاءَ قد فاقَت جميعَ الغيد
عربيّةٍ لو واجَهَت بَدرَ الدُجى / يَوماً لَقالَ البدرُ تمَّ سُعودي
وَاللَهُ لولا اللَه بارىءُ حُسنها / لجمالها الزاهي جَعلتُ سجودي
قَسماً بنورِ جَبينِها وَبخالِها / وَسوادِ شعرٍ وَاِحمرار خُدود
وَبقَوسِ حاجبِها وسهم لحاظِها / وبخَصرها وَقَوامِها وَالجيد
لَيَطيبُ لي في حُبِّها ذُلّى كما / في مدح إِسماعيلَ لذَّ نَشيدي
يقظُّ بجَودةِ رأيهِ مصرٌ زهت / زَهوَ الحُلّى على صدور الخود
وأَمدّها بمعارف وعوارِفٍ / وَلطائِفٍ جَلَّت عن التَعديد
لَولاهُ ما فازَت على رغم العِدا / في ظِلِّه المَمدودِ بِالمَقصود
فَلَقَد تحلّى جيدُها بوجوده / وَلَهُ أقامت رايةَ التَأييد
شَفَعَ التَليدَ بِطارِفٍ من مجدِه / وَالعِزَّ موهوبا بِكَسبِ جُدود
سمحٌ تراه إذا حللتَ بحيَّه / أَبداً يحنّ إلى خِصال الجود
طَبعاً يَميل إِلى السَماح وأَهلِه / كَتَمايُل الأَغصانَ بِالتَأويد
عَن رِفدِه حَدِّث فكم في رِفدِه / إِنعام بحرٍ وافِرٍ وَمديد
لو أنَّ صمَّ الصَخر أَصبحَ ناطقاً / لشجتكَ منها نَغمةُ التَحميد
هو قُطبُ دائِرة المعالي وَالذي / قد زانَ عَقدَ الرَأي بِالتَسديد
سامى المَآثرِ طَودُ عِزٍّ شامخٍ / نامى المَفاخرِ أَصيدٌ من صيد
محيى المدارس بعد محوِ دروسِها / وَالعلمَ أَلبَسَ حلَّةَ التَجديد
يا آل مصرٍ كم لكم من رِفعَة / في الدَهر صارَت غُرَّةَ المَوجود
هَيّا اِجتَنوا ثمر العُلا من روضه / وتفيَّئوا في ظلّه المَمدود
دُم وَاِغتَنِم أُنسا وَصفوَ مَسَرَّةٍ / بِنَعيم عيشٍ دائِم وَرَغيد
وَاِلبَس على طول المَدى حلَلَ الرِضا / بِشِعارِ مَأمونٍ وَرُشدِ رشيد
لا زِلت معتصما بتوفيق العُلا / في ضَمِّ مجدٍ طارفٍ لِتَليدِ
مَن مجدُه فوق الكَواكِب قَد عَلا / وَصِفاتهُ الحُنسى بلا تحديد
فَالقُطر عمَّ سناؤُه وَبهاؤُه / بِمحمدٍ وَبسعيه المَحمود
لا زِلتُما بدرين في أُفُق العُلا / بهما زَها إِشراقُ يومِ العيد
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه / وَسعى إِلَيكَ بِفَيضِه المُتكاثِرِ
فاِهنَأ به وَاخلَع على أَعطافِه / حُللاً مطرَّزَةً بحُسنِ مَآثِرِ
وَاجعَل بلادَك فيه روضَ سعادةٍ / تُمسي وَتُصبِحُ في رَبيعٍ ناضِر
حتّى يَسودَ على سِنينٍ قد مَضَت / وَيكونَ عامَ فَضائِلٍ وَمفاخرِ
مولايَ هذا السَعد قال مؤرِّخا / بُشرى أَبا العباسِ عامُ بَشائِر
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا / وَالسَعدُ ظَلَّ له عُلاكَ سَميرا
وَالدينُ وَالدُنيا يَتيه كِلاهُما / طولَ المَدى بك عِزَّةً وَسُرورا
أَعزَزتَ شَأنَ رَعِيَّةٍ بك فاخَرَت / أُمَماً وَكنتَ لها أَباً وَأَميرا
وَشَعائِرُ الشَهرِ الكريمِ أَقَمتَها / حَتّى تَوَلّى عن حِماكَ قَريرا
لا زلتَ تُسدي لِلمَواسِم بهجَةً / وَلِمُلكِ مصرَ نَضارَةً وَحُبورا
وَتُذَلِّل الصَعبَ الخطيرَ بهمَّةٍ / تَدَع الجَليلَ من الأُمورِ يَسيرا
وَتَرى بَنيكَ الأَكرَمينَ جَميعَهم / بِسماء مجدِك أَنجُما وَبُدورا
بشراك فَالإِقبال قال مؤرِّخا / تَوفيقُ عيدُ الفِطر جاء مُنيرا
لم يَدرِ أنّ ملامَه أَغراكا
لم يَدرِ أنّ ملامَه أَغراكا / إذ لجَّ في بُهتانه وَنَهاكا
يا حبّذا عَذلُ العذولِ لو انه / داواكَ من أَلم الهوى فَشَفاكا
قِف بِالدِيار وحيِّ رَبعاً دارِساً / لو يَستَطيع إجابَةً حيّاكا
وَاِنثُر دموعَك في ثَراه صبابَةً / علَّ البكاءَ يُزيلُ بعضَ جواكا
وَاِنشُد فُؤادا ضلَّ في عَرَصاتهِ / إن كانَ يَرضى عن ذَراهُ فكاكا
أَتُرى تَنال من البَخيلَة نَظرَة / تَأسو جراحَك أَو وَتَبُلّ صداكا
كَم ذا تَحِنَّ لها وَحظُّك عندها / دلٌّ يُقابِل بِالمِطال هَواكا
مَهلاً أَبا العَباس في طلبِ العُلا / وَاِستَبِق منها فَضلةً لِسواكا
هَل في السماءِ فَضيلَةٌ لم تَحوِها / تَبغى لأَجل منالِها الأَفلاكا
لِلَّه ما أَهدى يَمينَك لِلنَدى / وَأخفَّ في طُرُقِ الفخار خُطاكا
أَرضَيتَ رَبَّكَ وَاِعتَصَمتَ بِأَمرِه / وَتَبِعت هدي نَبيِّه فَهَداكا
وَقَسَمت همَّك ين رَعيِ عهودهِ / وَرعايةِ المَلكِ الذي اِستَرعاكا
وَسَنَنت في بَذل النَوال بدائِعا / حتى اجتَنَينا العَدلَ من جَدواكا
وَظَلِلتَ في أَعداءِ مجدِك فاتكاً / حتّى عدَدنا الظُلمَ من قَتلاكا
بُشراك بِالعيد الكَبيرِ فإنَّه / وافى وَغايةُ قَصدِه بُشراكا
وَاِهنَأ بمقَمهِ السَعيدِ فقد أَتى / وَالشَوقُ يَجذِبُه إلى لُقياكا
وَاِبلُغ بجدِّك ما تُريد نَوالَه / فَمُنى البَرِيَّة أن تَنال مُناكا
وَاِسعَد فَقد قالَ الزَمان مُؤرِّخا / قد تاهَ يا تَوفيقُ عيدُ فِداكا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا / وَاِسطَع بِأُفقِ السَعدِ بَدرا
وَتَحُلُّ أَعيادُ الزَما / نِ بَواسِماً بِحُلاكَ ثَغرا
وَاحكم فحُكمُك في البَرِي / يَةِ نافذٌ نَهياً وَأَمرا
فَلَقَد مَلأتَ مهابَةً / وَهوىً قُلوبَ الناسِ طُرّا
سَمّيتَ باسم محمَّدٍ / فَحُمِدتَ أَفعالا وَذِكرا
وَدُعيتَ توفيقا فَكن / تَ بغايَة التَوفيقِ أَحرى
حَلَفَ الزَمانُ بِأَن يُوَف / فِيكَ المُنى فَوَفى وَبَرّا
وَغَدا يَسوقُ لك السرو / رَ وَحظُّه في أَن تُسَرّا
هذا جُلوسُك عيدهُ / مَلأَ المَلا بِشرا وَبُشرى
يومٌ بِطابَعِ يُمنهِ / وجهُ الزمان غدا أَغرّا
أَلبَستَه مِنَناً تَهُز / زُ معاطِفَ الأَيّام كِبرا
وَإِبابُ عبّاسٍ كسا / هُ جلابِباً لِلحُسن أَخرى
حَنَّت إِلَيهِ تَشَوُّقا / مصرٌ فعاد يَؤُمّ مِصرا
من بعد ما طافَ المَما / لكَ عابِراً بَرّا وَبَحرا
وَأَرى المَغارِبَ طَلعةً / يُتلى الكمالُ بها وَيُقرا
وَمَكارما منك اِستَمَدَّ / جَمالها غَضّا وَنَضرا
وَمَطارفا لِلفَضلِ أَن / تَ بِلُبسها في الكَون أَدرى
وَمخايلا من والدٍ / فوق النجوم الشُهبِ قَدرا
قد صَيَّرت كلَّ الجَوا / رحِ وَالقلوبِ لدَيه أَسرى
فَاِهنَأ به وَبِصِنوِهِ / إِذ أَشبَهاكَ علاً وَفَخرا
فَبِفَضلِ ذا وَبِمِثلِ ذا / حقٌّ لِعَينِك أَن تَقَرّا
شوقٌ يَهيّجه نَواك
شوقٌ يَهيّجه نَواك / وَجَوىً يؤجِّجه هواك
كَم ذا أَراك تَميلُ عَن / مُضناك يا غصنَ الأَراك
وَتَسومُنى صَبراً وَصب / رى عنك أَقتَلُ من جفاك
صَيَّرتَ بُعدَك من مُحِبِّ / كَ بُعدَ وَعدِك من وَفاك
يا فِتنَةَ العُشّاق حَس / بُ الناس ما جرّت يداك
وَكفاك ما صَنعت بَأر / بابِ الصَبابَة مُقلَتاك
أَنت النَعيم فما لَقا / بي لَيسَ يَسلَم من أَذاك
إِنّي وَإن بالَغتَ في / هَجري وَآلَمني قِلاك
أَصبو إِلَيك إذا النَسي / مُ سَرى يمثِّل لي شَذاك
أَو دارَت الكاساتُ بِالصَه / باءِ تُخبِر عن لماك
وَأَعُدُّ قربَك مُشتَها / يَ وَغايَتي القُصوى رِضاك
عِش يا أَبا العَبّاس وَاِب / لُغ ما يَسُرُّك من مُناك
وَاِستَقبِل الأَيّامَ ضا / حِكَةَ المَباسِم عن هَناك
وَاِحكُم تَجدها بِالذي / تَهوى ملبِّيَةً نِداك
أَنتَ الذي أَلبَستَها / حُللا تُطرِّزها حُلاك
لمَ تُبقِ فَضلةَ مَفخَرٍ / يُزهى بِبَهجَتِها سواك
وَسَموتَ حَتّى ظُنَّ أَن / لكَ حاجةٌ عند السِماك
يا قَصرَ رأسِ التين با / لَغَ في جَمالِك مَن بَناك
مولايَ قد حَشَدَ المَفا / خرَ وَالمَآثرَ في ذَراك
وَكَسَتكَ أَنواعَ المَحا / سنِ أُسرةٌ سكنوا حماك
فَغَدَوتَ بَين مَعاهِدِ الدُنيا / فَريداً في بَهاك
مَولايَ إِنَّ اللَه خَصَّ / كَ بِالمَكارم وَاِصطَفاك
فَاِهنَأ بِعيدٍ أَكبَرٍ / هنّاه عيدٌ من لِقاك
أَيّامُه الزَهراءُ تَر / فُلُ في ثِيابٍ من سَناك
وافَتكَ مُعجبةً بما / عَقَدَ القلوبَ على وَلاك
من حكمَةٍ ما زال يَج / لوها على الدُنيا نُهاك
وَعدالةٍ جلَّ الذي / لِقَويم مَنهَجِها هَداك
نَجلاك يِاِبن الأَكرَمي / نَ إلى العُلا تَبِعا خُطاك
عَلِما بِأنّ رِضاك في / أَن يُشبِهاك فَأَشبَهاك
فَاِهنا فَقد حقَّ الهَنا / ءُ بِذا وَطِب عيشا بِذاك
وَاسعَد بعيدٍ سَعدهُ / في كلّ عامٍ أَن يَراك
مُتمتِّعاً بِالعِزِّ وَالتَ / أييدِ مَنصورا لِواك
مولايَ قد وافى حِماك مهنِّئا
مولايَ قد وافى حِماك مهنِّئا / عامٌ يُصاحِبه الصَفاءُ رِفيقا
يُهدي لِسُدَّتِك الكَريمة كلَّ ما / تَهوى كما يُهدي الصَديقُ صَديقا
فَاِهنَأ به فَالسَعد قال مؤرِّخا / عامٌ يبشِّر بِالهَنا توفيقا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا / وَبِقَدرِكَ الأَسمى يَتيه تَكبُّرا
وَمَفاخِرُ الآباءِ زِدتَ جَمالَها / كَالرَوضِ حيّاه الرَبيعُ فَنَوَّرا
حَسبُ الديار ديارِ مصرَ إِذا دَجى / ليلُ الخُطوبِ بحُسنِ رأيك نَيِّرا
وَكَفى الرَعِيَّةَ أَن يَقوم بِرَعيها / مَولىً يَلَذُّ بِأن تَنامَ وَيَسهَرا
لِلمُلكِ سَيفٌ منك أُحكِمَ صَقلُه / وَبدت بِمَتنَيه خلالُك جوهرا
شَهدَت سيوفُ الهند حين رَأينه / أَنَّ السُيوفَ بِمصرا أَكرمُ عُنصُرا
وَغَدَت تُقِرُّ بِأَنَّ ماضي حدِّه / قد رَدَّ باتِرَها المُصَمِّمَ أَبتَرا
عَبّاس فَد سُستَ البِلادَ سِياسَةً / سيحدِّثُ التاريخُ عنها الأَعصُرا
أَنفَذتَ حُكمَك بادِهاً بمسائِلٍ / دَقَّت على الحكماء أَن تُتصوَّرا
طَرِبت لحِكمتِها الشيوخُ وَأَذعَنت / فَلو أَنَّ رَسطاليسَ ثمَّ لكبَّرا
زَيَّفتَ قول المُرجِفين مبيِّنا / لِلحَقِّ نَهجا كاد أن يَتَنكَّرا
وَبَنيتَ سدّاً من ذكائك دونهم / فَأَرَيتَنا يَأجوجَ وَالإِسكِندرا
يا صاحبَ النيل الذي جرَّت به / مصرٌ على البُلدان ذَيلا أَخضرا
حَقَّتَ آمالَ البِلادِ وَجُزتَها / شَأواً وما جُزتَ الشبابَ الأَنضَرا
رامَتكَ شِبلا كي تُعِزّ عَرينَها / فَأَبَيتَ إِلّا أَن تَكون غَضَنفَرا
هِمَتٌ إِذا مَدَّت لِمفتخَرِ يَداً / لا تَرتَضى إِلّا الأَعزَّ الأَكبرا
وَعزيمَةٌ مَيمونةٌ لو لامَسَت / صَخرا لعادَ الصَخرُ رَوضاً أَزهرا
لِلَّه كيف رَكَضتَ في طرُق العُلا / فَقَطَعتَها حينَ المجوِّدُ قَصَّرا
لو أَنَّ غيرَك سالِكٌ هَضَباتِها / وَرأى مجاهلَ سُبلِها لتَعثَّرا
لكنَّ جَأشَك لا يمكِّن مَنهَجا / يُفضى إِلى العلياء أَن يَتَوَعَّرا
يا لَيتَ أَصلاً أَنت خيرُ فروعِه / يوماً يُرَدُّ إلى الحَياة لِيَنظرا
وَيراكَ تَبني المجدَ مثلَ بنائه / وَتَذودُ عن حَوض الجُدودِ مظفَّرا
وَتُحَيِّر الدُنيا بِسيرَتك التي / قَد سارَها قِدماً فَأَكبَرَها الوَرى
يِاِبنَ الذين سَموا لأَبعدِ غايةٍ / فَتَسَنَّموا القُنَنَ الشَوامخَ وَالذُرا
عَزِّز بناءهم الذي قد وَطَّدوا / تَشكَر وَشيِّده يَشِد لك مفخَرا
وَتَولَّ تَذليلَ الصِعابِ فإنَّها / مرهونةٌ حتى تقول وَتأمُرا
إِن الذي جعل العزائِم بعضَ ما / أوتيتَ قَدَّرَ أن تُعانَ وَتُنصَرا
لم يَخلُق اللَهُ الشَهامةَ في امرىءٍ / إِلّا لخير قد أَراد وَدبَّرا
وَمُغالِبُ العَقَباتِ حَتماً غالبٌ / إِلّا إذا اطَّرَحَ الثَبات وَأَقصَرا
بُشرى فَشهرُ الصَوم أَقبَلَ باسماً / يُهدى إليك من السلام الأَعطَرا
وَيُثيبُك الأَجرَ المُضاعفَ راحِلا / إِذ كنتَ أَفضَلَ من يُثاب وَأَجدَرا
شهرٌ كما زِنتَ الإِمارةَ ناشِرا / فينا لواءَ العدل زانَ الأَشهُرا
لِلَّهِ درُّ نَداكما فَلَقَد جَرَت / أَيّامُه أَجراً وَكفُّك أَبحُرا
بُشراك بِالعيدِ السَعيد فَإِنَّه / قد أَمَّ بابَك راضيا مُستَبشرا
وَرأى بناديك البهيِّ مهابةً / كَتبت على جنَبات عرشِك أَسطُرا
وَاهنَأ فَإنَّ لنا هناءً طيِّبا / في أَن تُسَرَّ به وحظّاً أَوفَرا
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف / من رَوضِها ما تَشتَهيه نَضيرا
إن رُمتَ شعرا هذه أَفنانُه / يَحمِلن من طيب الكلامِ زُهورا
أَو رُمتَ نَثراً هذه فَقَراتُه / قد مَثَّلَت بجمالِها المَنثورا
حِكَمٌ تُقِرُّ لها النُهى وَمناظِرٌ / إِن جالَ فيها الطَرفُ عادَ قَريرا
لو كانَت الآدابُ تُصبِحُ أُمَّةً / لَتَخَيَّرَت صِدقَ الإِخاءِ أَميرا
لَو أَنَّ أَطلالَ المَنازِل تَنطِقُ
لَو أَنَّ أَطلالَ المَنازِل تَنطِقُ / ما ارتّدَّ حرّانَ الجوانِح شَيِّقُ
هَل عندَ ذاك السِربِ أَنّا بعدَه / في الحَيِّ مِن آماقِنا نَتَدَفَّقُ
أَو أَنَّ أَضلُعنا على ما اِستودِعت / يومَ الفراقِ من الجَوى تتحَرَّقُ
أَمَنازِلَ الأَقمارِ أَهلُكِ أَسرَفوا / في النَايِ إِسرافَ الغَنيِّ وَأَغرَقوا
لَو أَنَّهم قد أَنصَفوكِ منازِلاً / ما حازَهُم في الكَون بعدَكِ مَشرِق
عيدَ الفِداءِ ألا سَعِدتَ بسُدَّةٍ / أَمسى يحيط بها الجلالُ وَيُحدِق
هلّا رَأَيتَ بعابدين مع المَلا / ملِكا خلائِقهُ تَضوعُ وَتَعبَق
وَجَمعتَ من تِلكَ الشَمائِل طاقةً / تَزدان أَيّاما بها وَتُخَلَّق
وَرجعتَ من نور الأَميرِ مزَوَّدا / حَتّى تعود وَأَنتَ زاهٍ مُشرِق
أَحرَزتَ يا عبّاسِ كلَّ فضيلَةٍ / وَبَلغتَ شَأواً في العُلا لا يُحلَقُ
من ذا يُجاري أَخمَصَيكَ إلى مَدىً / وَهواكَ سَبّاقٌ وَعزمُك أَسبَقُ
إِن يُرتَجَل عُرفٌ فَأَنت إِلى الذي / لَم يَرتَجِله المالِكون موفَّقُ
سَدِّد سِهامَ الرَأي بِالشورى يحِط / بك منهُ في ظُلَمِ الحوادِثِ فَيلَق
وَاِسبِق به وَاِضرِب به وَاِفتَح به / ما شِئتَ من بابٍ أَمامَك يُغلَق
عَوَّذتُ مجدَكَ أَن تَنامَ وَفي الحمى / أَملٌ عَقيمٌ أو رجاءٌ مُخفِق
وَلَرُبَّ محلٍ في النُهى متحكِّمٍ / قد كادَ يخترم النفوسَ وَيوبِق
أَرسَلتَ فيه نظرةً ضَمِنَ الحِجا / وَالعِلمُ نُصرَتَها وَقلبٌ مشفِق
وَأَخذتَ رَأيَ النُهى مُستَوثِقا / مُستَوزِرا وَكذا الحَكيم يدقِّقُ
حتى اهتَديتَ إلى الصَوابِ وَلم يَزَل / بينَ الصَواب وَبينَ رَأيك موثِقُ
وَوَهَبتَ فَاِبتَكَر النُضارُ سحائِبا / تَهمي وَتَفتقِد المَحيلَ وَتُغدِقُ
إِن أَمرعت تلكَ المواتُ وَأَورَقَت / فيها الرِياض فَإِنَّما لك تورِق
وَأَقَلتَ عثرَةَ قريَةٍ حكمَ الهوى / في أَهلِها وَقَضى قضاءٌ أَخرَق
إِن أَنَّ فيها بائِسٌ مِمّا بهِ / وَأرَنَّ جاوَبه هناك مطوَّق
وَاِرحَمتى لجناتِهم ماذا جَنَوا / وَقُضاتِهم ما عاقَهُم أَن يَتَّقوا
ما زالَ يُقذى كلَّ عين ما رَأوا / فيها وَيُؤذى كلَّ سَمعٍ ما لَقوا
حَتّى حَكمتَ فجاء حُكمُك آيةً / لِلنّاسِ طيَّ صحيفَةٍ تَتَأَلَّقُ
نَزلت تُرَفرِفُ حَولَ كاتبِ نَصِّها / زُمَرا مَلائكَةُ الرِضا وَتُحَلِّق
شَكَرتك مصرُ على سلامَة بعضِها / شكراً يُغرِّب في الوَرى وَيُشرِّق
ذكرت لك الصَفح الجَميلَ وَلم تَزَل / تَرمى إِلى أَمرٍ أَجلَّ وَتَرمُق
قانونُ دِنشاوايَ ذاك صحيفةٌ / تُتلى فترتاعُ القلوب وَتَخفِق
هل يُرتَجى صَفوٌ وَيَهدَأ خاطِرٌ / وَالمَوتُ حول نُصوصِها يترقرق
وَمضاجعُ القَوم النيامِ أَواهِلٌ / بِمعذَّبٍ يَردى وَآخرَ يُرهَق
لن تَبلُغَ الجرحى شِفاءً كامِلا / ما دام جارِحُها المُهنَّدُ يبرُق
فاِحكُم بغير العُنف وَاِكسِر سَيفَه / فَالحلمُ أَجمَلُ وَالمكارمُ أَليَق
لك مصرُ ماضيها وَحاضِرُها معاً / وَلك الغدُ المتحتِّم المُتَحقِّق
وَاللَهُ عونُك إن رَكبتَ إلى العُلا / طُرُقاً تَضِلُّ بها الهُداةُ وَتَفرَق
وَالأَمرُ أَمرُك لا يُشابُ بريبَةٍ / وَالحكمُ حُكمُكَ وَالإِلهُ مصدِّق
أَخلِق بِمِثلِكَ أَن يَفوزَ بِرُتبةٍ
أَخلِق بِمِثلِكَ أَن يَفوزَ بِرُتبةٍ / قَد أَشرَقَت بك لِلعُفاةِ سَماؤُها
يا خيرَ كُفءٍ نالَها عن فِطنةٍ / وَكِفايَةٍ أَعمى الحَسودَ ضِياؤُها
عِش لِلقَريضِ فَأَنتَ باني مجدِه / بِقَصائِدٍ غُرٍّ يَلوحُ سناؤُها
لَو لم تَفُز منه بِأَعلى رُتبَةٍ / لَسَأَلتُ أَن يَهدي إِلَيكَ لِواؤُها
هذا شَبابُكَ يا سَليمُ تَزينُه
هذا شَبابُكَ يا سَليمُ تَزينُه / تِلك الخِلالُ الغُرُّ وَالأَخلاقُ
حاكاكَ أَنوَرُ مِثلَما حاكَيتَهُ / فيما مَضى فَتَبارَكَ الخَلّاقُ
أَنت الذي عَلَّمتَه نَقلَ الخُطا / وَأَرَيتَهُ أَنَّ الحياةَ سِباق
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا / بِالشُكرِ مُرتَفِعَ العَقيرَةِ في الوَرى
إنّ الإِمارةَ لم تَزل في أَهلِها / شَمّاءِ عاليَةَ القواعِدِ وَالذُرا
وَالتاجَ مقصورٌ عليهِم يَنتَقي / مِنهم كبيراً للعلاء فَأَكبَرا
وَالعرش إن أخلاهُ منهم ماجِدٌ / ذكرَ الأَماجدَ منهمُ وَتخيَّرا
أحسينُ حبُّك في القُلوبِ مُحَقَّقٌ / قد أظهرَ الإِخلاصُ منه المُضمَرا
فاِحرص عليهِ فهوَ ملكٌ آخرٌ / إن شئتَ مُلكا جنبَ مُلكٍ أَنضَرا
وَالمُلكُ آلَ إِليكَ يحدو خطوَه / شوقٌ إليكَ وَإن أَتى متأَخِّرا
لم يَعدُ فيما فاتَ بابَك ناسيا / بَل وانياً حتى يَشِبَّ وَيَكبَرا
عزّى عن العبّاس أَنَّكَ عمُّه / وَأجلُّ مَن ساس الأُمورَ وَدَبَّرا
وَأزالَ لوعةَ كلِّ قلبٍ بعده / أَنَّ الدواءِ لما به بك قُدِّرا
يا ناظرَ الماضي وَشاكِرَ عهدِهِ / وَالحالُ بين يديهِ أجملُ مَنظَرا
هذي الحقائِق باهراتٍ فَانتَبِه / لا يُلهِيَنَّكَ طيفُ ماضٍ في الكَرى
هذا ابنُ إسماعيل نجماً طالعا / لهدايةِ الساري فحَيِّ على السُرى
المُلكُ من يُمناه على العهدِ الذي / أَخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
وَالنيلُ لم يَبرَح على العهدِ الذي / أخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
متهادِيا بين البِقاعِ مُناجِيا / أَرجاءَها بالخِصب يَكتَنِفُ الثَرى
وَالشَرعُ بين الناسِ ناهٍ آمرٌ / ما زالَ حُكمُ اللَهِ فيه موَقّرا
وَالبيتُ بيت محمد قد شادَه / لبَنيهِ لم يَستَثنِ منهم معشَرا
وَالعَمُّ أكبرُ حِكمةً وَدِرايَةً / بِالأَمرِ لو أَنَّ المُكابِرَ فكَّرا
حالٌ إذا نَظرَ الأَريبُ جَمالَها / شكرَ الإِلهَ وحَقُّهُ أن يُشكَرا
يا رامِياً من تحتِ أَج
يا رامِياً من تحتِ أَج / نحةِ العنايةِ مَن تُظِلُّ
وَاللَهُ فَوقَ الظالِم / ينَ وَفَوقَ ظُلمِهِمُ مُطلُّ
ماذا صَنَعتَ ودونَ ما / حاوَلتَ أَسيافٌ تُسَلُّ
وَكواكبُ الجَوزاءِ وَه / ى العِقدُ في نَسَقٍ تُحلُّ
لِلَّهِ درعٌ كلُّ سَي / فٍ دون مَنعَتِه يُفَلُّ
سلِمَ الحُسَينُ وَطاشَ سَه / مٌ راشهُ حُمقٌ وَجهلُ
قُل لِلّذي يَرمى البُدو / رَ تَوَقَّ لا يَرشُقكَ نَصلُ
ما العَبثُ في ظِلِّ الإِل / ه كما يرى الجُهّالُ سَهلُ
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد / نوراً وخامَر ساكِنيهِ سُرورُ
وَشدا بشيرُ السَعد فيه مؤرِّخا / لِوَفِيَّةٍ من نورِ بَدرٍ نورُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ / حَسناءُ مُرهَقةُ القَوامِ فنَذكُر
هَيفاءُ أَسكَرَها الجمالُ وَبعضُ ما / أوفى على قدرِ الكِفايَةِ يُسكِرُ
تَثِبُ القُلوبُ إلى الرءوس إذا بَدت / وَتُطِلُّ من حدقِ العُيونِ وَتنظُرُ
وَتبيتُ تكفُرُ بالنُحورِ قلائِدٌ / فَإِذا دنَت من نَحرِها تَستَغفِرُ
وَتَزيدُ في فَمِها اللآلىءُ قيمةً / حتّى يسودُ كبيرَهُنَّ الأَصغَرُ
لمّا تَبَوَّأَ من فُؤادي مَنزلاً
لمّا تَبَوَّأَ من فُؤادي مَنزلاً / وغَدا يُسَلِّطُ مُقلَتَيهِ علَيهِ
نادَيتهُ مُستَرحماً من زَفرَةٍ / أَفضَت بِأَسرار الضَمير إليهِ
رِفقاً بمنزِلكَ الذي تَحتَلُّهُ / يا مَن يُخَرِّبُ بَيتَه بِيَدَيهِ
لَم يَدرِ طَعمَ العَيشِ شُب
لَم يَدرِ طَعمَ العَيشِ شُب / بانٌ ولم يُدرِكه شيبُ
جهلٌ يُضِلُّ قوى الفَتى / فَتَطيشُ وَالمَرمى قريبُ
وَقُوىً تَخورُ إذا تَشَب / بَث بِالقُوى الشَيخُ الأَريبُ
بَينا يُقالُ كبا المُغَف / فل إذ يُقالُ خبا اللَبيبُ
أوّاهُ لو عَلِمَ الشَبا / بُ وَآهِ لو قدرَ المَشيبُ
يا مَن تَزَوَّجَ باِثنَين أَلا اِتَّئِد
يا مَن تَزَوَّجَ باِثنَين أَلا اِتَّئِد / أَلَقيتَ نفسكَ ظالماً في الهاوِيَه
ما العَدلُ بينَ الضَرَّتينِ بِمُمكِنٍ / لَو كنتُ تَعدِلُ ما أَخَذتَ الثانِيَه
إِنّا إذا سُلِبَت وَظائِفُنا
إِنّا إذا سُلِبَت وَظائِفُنا / وَتَأَلَّفَت من غيرِنا دُوَلُ
نَبني كما كانَت أوائِلُنا / تَبني وَنَفعَلُ مثلَ ما فَعلوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025