المجموع : 11
هل في رضا بك نقعَةٌ لغليلِ
هل في رضا بك نقعَةٌ لغليلِ / أو في جنابك وقفة لمقيل
يا جَنة ألِف النعيمُ ظلاَلها / كيف السبيلُ اليك لابن سبيل
متبدِّد العبراتِ يسَتر فَيضَها / ببنانهِ من كاشحٍ وعذولِ
أمجرِّدَ السيفين اغمد واحداً / والقً الكٌماةَ بواحِدٍ مَسلُول
اسرفتَ في قَتل النفوسِ واسرِها / فكفاكَ من دَمِ هالك مطلولِ
عَنَفَ الرَّقيبُ فلو مَنَنَتَ دمجتني / بينَ الوشاح وخَصرِك المجدولِ
نادَمت بَدرَ التمِّ يشربُ كاسَهُ / وَعُلني من فَضلِها المعُولِ
فَظَلِلتُ من فَرحٍ به ومَسَرَّةٍ / مَع مُفرطِ الإعظامِ والتبجيل
وكأنني متنزَه في روضة / محفوفة باسنّةٍ ونصول
قبلتُ خَدِّ الكاس محمولا على ال / تشبيه أو ضرباً من التأويل
بالرغمِ مني أن أصادِف بغيتي / وأعود منها راضياً ببديل
وغضضتُ من بصري ولو أطلقتُهُ / لعلمت أين مواضع التقبيل
وأخذت من كحل الغزال لمقلتي / فكحلتُها من طرفه المكحول
وسألتُ إسعافي برشفِ لآليءٍ / أشرقنض أبلجَ مُسعفٍ ومتيل
وشغلت خوط البان في أوراقه / بعناقه من فضرة بذبول
لا والزّرافين العوالق مهجتي / من طرّتيه ما شفيت غليلي
بي من هوى الإنس الذي علقتُهم / ما لم يكن بكثيِّرٍ وجميلِ
أمّا السقام فليس غير صدودهم / والموت إذ هم آذنوا برحيل
من عاذري من عاذلٍ كلمتُهُ / بالعَرض وهو مكلِمي بالطُّولِ
قلتُ الملاحُ سلبن عقلي قال لي / فاصبر فهل صبر بلا معقول
كلفي بذي قلم وسيفٍ دونه / كلفي بذاتِ دماجٍ وحجول
هبني كتمتُ وقلتُ ما أنا عاشقٌ / ما حيلتي في حيرتي ونحولي
أغدَرتِ يا عيني وكنتِ خليلةً / لا أغتر بعدكِ واثق بخليل
فوحق عز الدولة القمر الذي / أمسى بغير موافق وعديل
لأعاقبنَّكِ بالسهادِ وعَبرةٍ / تحكي غزارة سَيبه المبذول
من أيّ شيء يعجبون إذا هُمُ / بصروا بعز الدولة المأمول
من بارق متألِّقٍ أو عارضٍ / متدفق أو صارم مصقول
ليس المقلد بالطعان واللُّهى / في ملتقى يوميهما بنحيل
متبسم طلقُ اليدين معوِّد / في ذا وذا إعطاء كلِّ جزيلِ
بشمائل لولا الملاحةُ خِلتَها / مسروقةً من شَمألٍ وشمول
نثر ونظم كالقلائد فُصِّلت / منها اللآلىء أحسنَ التفصيل
عَلِقَ العلا عَلَق الصِّبا فتشبَّثَت / منه بقلب متيَّمٍ متبول
وسعى فامَّل حاسدوه لحاقَه / لا تدرك العلياء بالتأميل
بطل إذا اخترط الحُسام تطايرت / هامُ العٍدى عن صفحة المصقول
يبدوا فتكسِف منه أقمارُ الدُجى / خجلاً وتُذعرَ منه أسد الغيلِ
الخلقُ من لحظاته وهِباتِه / وظباتِه قتلى بكلِّ سبيلِ
فاق ابن فائق الورى بكماله / ودَعوا من التكثير والتقليل
ومقبلٌ كفي وددتُ بأنّه
ومقبلٌ كفي وددتُ بأنّه / أومى إلى شفتيَّ بالتقبيلِ
جاذبته فضل العِتابِ وبيننا / كبرُ الملول ورقّةُ المملولِ
من لي به والدار غير بعيدة / من داره والمالُ غير قليل
قمرٌ حَييتُ بقربه
قمرٌ حَييتُ بقربه / وحياة مثلي موتُهُ
أبكاهُ شكواي الضَّني / لا كنتُ حين شكوتُه
فلقد جرحتُ فؤادَه / بعتابه وأسَوتُه
حتى إذا ليلُ الدُّجى / عنِّي تدارك فَوتُه
رَصَّعتُ من فضل العمامة / تاجَه فجلوتُه
ونسجتُ من حُلَلِ الغوالي / حُلَّةً فكسوتُه
وكتبتُ وَشياً خِفتُ / فأل حروفهِ فمحوتُه
والكاسُ تنهب روحها / والعود يخفت صوتُه
والند مضروب السَّرادق / بالعبير حشوتُه
ورايتُ ماء الورد مزق / ثوبَه فرَفَوتُه
والبدر يرقبني ولولا / غيرتي لدعوتُه
زمن صفا لي عيشُه / فطربته ولهوتُه
ووصفته بلسانه / فمدحته وهجوته
عوذت بالقرآن من / علّقته فبلوته
يا رب لو داركتني / بعذاره لسَلوَتُه
قبَّلتُ وجنَته وقد ظهرت
قبَّلتُ وجنَته وقد ظهرت / في صَحنتها من قلبي الحُرَقُ
وجسَرتُ ثم جببت عن فمِه / يُعطى الغرامُ ويمنَعِ الفَرقُ
ما كنتُ أدري قبل ضمَّته / إن الجوانح كلها تمِقُ
لولا أبو الفرج الهُمام لما
لولا أبو الفرج الهُمام لما / وجد الرجاءُ إلى المنى سُبلا
أضحَى يُفَرِّقُ من مواهِبه / شملاً ويجمع للعًلا شَملا
جورٌ على الأموال عاد وقد / عمَّ العُفاةَ بنيله عَدلا
وله إذا ما المشكلات عَدَت / فهم يكون لعقدها حَلاّ
نَغدوا فنغنم من مواهبه / جزلا ومن آدابه جزلا
وتراهُ منفرداً بغايته / في الفضل إن جدَّا وإن هَزلا
وترى تطوُّلَه ونائله / غضّ الشَّباب وحلمَه كهلا
وتودُّ أيدي المجد لو جعلت / خدَّ الحسود لرجله نَعلا
تلقاهم الآمالُ كاسِفة / وتعود عند لقائه جذلى
ما عاقه عن نيل مكرمة / شيء يقال لأجله لولا
كثرت فما تحصى مناقبُه / من ذا يَعُدُّ القطرَ والرملا
ما فيه للعُذال من طمعٍ / غلب السماحُ عليه واستولى
ما زلتُ أبدع في محاسنه / قولاً ويُبدع في الندى فعلا
تُملي واستملي فواضله / ما الفضل إلاّ للذي أملي
للهِ آل الموقفيّ فما / أعلى صنائعهم وما أحلى
طُبِعُوا على كرم الخلال فلا / عِيَّا ترى فيهم ولا بُخلا
إن المساعي غير ناصرة / من ليس ينصر فرعُه الأصلا
يبغي العُلا متجشما خلقا / فيروح مرسوما به عقلا
من لم يقابل حسن لبّته / حسن الحلي غدا به عطلا
ملكت عنان العُرف منك يد / لا تعرف التسويف والمطلا
لو أنّها للغيث ما تركت / جَدبآ ببلقعةٍ ولا محلا
فاهنأ بهذا العيد وابق له / ما زار مشتاقاً وماولّى
لا تسلب الدنيا الجمال بمن / سُوَرُ المديح بذكره تتلى
اللهُ يعلم كيف سرى
اللهُ يعلم كيف سرى / وما لقيت وكيف بِتُّ
حَذَراً عليكَ وُقيتُ فيك / من الحوادث ما حَذرِتُ
إن لم تَمُنَّ بوصف حا / لِكَ لي بِخطِّ يديك متُّ
هذي العيون وهذه الحَدَقُ
هذي العيون وهذه الحَدَقُ / فليَدنُ من بفؤاده يَثِقُ
لو أنهم عَشِقوا لما عذلوا / لكنهم عذلوا وما عشقوا
عنفوا عليَّ بلومهم سفهاً / لو جُرِّعوا كأس الهوى رفقوا
ما الحبُّ إلاّ مسلك خَطِرٌ / عَسِرُ النجاة وموطىءٌ زَلِقُ
من أجل هذا ظلّ يقنص ليثَ / الغاب فيه الشادنُ الخرق
ومسربل بالخز معتجرٍ / منه باكمله ومنتطقُ
عجبي لجبهته وطرته / وضح الصباح وما انجلى الغسَقُ
يا ليلةً نادمتُ كوكبها / في حيث اطلعَه لي الأفقُ
لو لم أعاجل كاسَه بجنى / فيهِ البَرُودِ لكنتُ أحترقُ
حتى إذا صرعتهُ سورتها / قمراً عليه الشُهب تأتلقُ
قبلت وجنته وقد ظهرت / في صحنها من قلبي الحرق
وجسرتُ ثم جبنتُ عن فمه / يُعطي الغرام ويُمنع الفَرِقُ
ما كنت أدري قبل ضمّته / إن الجوانح كلها تمقُ
قد كانت الآمالُ ذاويةً / ظمأى مكدّر شربها رَنَق
حتى أتيح لها أبو حَسَنٍ / فنمت وعَمَّ غصونها الورقُ
يستصغر الدنيا فاهون ما / تُعطى يداهُ العينُ والوَرِقُ
في صورة جُمعَ الكمال لها / والإحسنان الخلَق والخُلق
وتخرق في الجود يُعظمُه / فيكاد يُحسَبُ أنه خرق
إن كان لم يخبرك قلبك أنني
إن كان لم يخبرك قلبك أنني / قد ذُبت من كمدٍ فلست كذاكا
لا تطلبنّ شهادةً من غيره / أسئله عن أحبابه وكفاكا
ولنا مُغَنٍّ لا يزا
ولنا مُغَنٍّ لا يزا / ل يغيظنا ما يفعلُ
صُلَف وتيه زائد / وتَبظرُم وتَمَحُّلُ
غنَّى ثقيلا أوّلا / وهو الثقيلُ الأول
ولقد وجدت الصبر بعدكمُ
ولقد وجدت الصبر بعدكمُ / صعباً وكنت أظنّه سهلا
واستعبرت عيني فقلت لها / هلاّ حذرت الأعينَ النجلا
لا مرحبا بالبين من أُجَلٍ / تنأى الحياة به ولا أهلا
قد كان لي ملكا دُنُوُّكمُ / فالآن أصبح بُعدكم عَزلا
وصلَ الكتابُ وكان آنسَ واصلٍ
وصلَ الكتابُ وكان آنسَ واصلٍ / عندي وأحسن قادم ألقاه
لا شيء أنفَسُ منه مُهدَى جامعاً / شَمِلَ المنى إلاّ الذي أهداه
فَفَضَضتُهُ وجعلت ألثمُ كُلَّ ما / كتبتهُ أو مرَّت عليه يداه
وفهمت مودَعَهُ فرحت بغبطة / جذلان مبتهجاً بما أدّاه
وعجبتُ من لفظٍ تناسق فيه ما / أعلاه ما أجلاه ما أحلاه
ولقد غبِتُ عليه عِلقَ مَضِنَّةٍ / عُدِمت له الأشكال والأشباه
كالروض باكَرَهُ الحيا فتفَتَّحت / أزهاره وتضوّعَت رَيَّاه
كالعقد فُصِّلَ لؤلؤا وزبرجدا / فتقابلت أولاهُ مَع أخراهُ
دُرُّ تَرَفَّعَ قَدرُهُ عن قيمة / منظومة صُغراهُ مع كُبراه