القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن أبي البِشْر الصِّقِلّي الكل
المجموع : 11
هل في رضا بك نقعَةٌ لغليلِ
هل في رضا بك نقعَةٌ لغليلِ / أو في جنابك وقفة لمقيل
يا جَنة ألِف النعيمُ ظلاَلها / كيف السبيلُ اليك لابن سبيل
متبدِّد العبراتِ يسَتر فَيضَها / ببنانهِ من كاشحٍ وعذولِ
أمجرِّدَ السيفين اغمد واحداً / والقً الكٌماةَ بواحِدٍ مَسلُول
اسرفتَ في قَتل النفوسِ واسرِها / فكفاكَ من دَمِ هالك مطلولِ
عَنَفَ الرَّقيبُ فلو مَنَنَتَ دمجتني / بينَ الوشاح وخَصرِك المجدولِ
نادَمت بَدرَ التمِّ يشربُ كاسَهُ / وَعُلني من فَضلِها المعُولِ
فَظَلِلتُ من فَرحٍ به ومَسَرَّةٍ / مَع مُفرطِ الإعظامِ والتبجيل
وكأنني متنزَه في روضة / محفوفة باسنّةٍ ونصول
قبلتُ خَدِّ الكاس محمولا على ال / تشبيه أو ضرباً من التأويل
بالرغمِ مني أن أصادِف بغيتي / وأعود منها راضياً ببديل
وغضضتُ من بصري ولو أطلقتُهُ / لعلمت أين مواضع التقبيل
وأخذت من كحل الغزال لمقلتي / فكحلتُها من طرفه المكحول
وسألتُ إسعافي برشفِ لآليءٍ / أشرقنض أبلجَ مُسعفٍ ومتيل
وشغلت خوط البان في أوراقه / بعناقه من فضرة بذبول
لا والزّرافين العوالق مهجتي / من طرّتيه ما شفيت غليلي
بي من هوى الإنس الذي علقتُهم / ما لم يكن بكثيِّرٍ وجميلِ
أمّا السقام فليس غير صدودهم / والموت إذ هم آذنوا برحيل
من عاذري من عاذلٍ كلمتُهُ / بالعَرض وهو مكلِمي بالطُّولِ
قلتُ الملاحُ سلبن عقلي قال لي / فاصبر فهل صبر بلا معقول
كلفي بذي قلم وسيفٍ دونه / كلفي بذاتِ دماجٍ وحجول
هبني كتمتُ وقلتُ ما أنا عاشقٌ / ما حيلتي في حيرتي ونحولي
أغدَرتِ يا عيني وكنتِ خليلةً / لا أغتر بعدكِ واثق بخليل
فوحق عز الدولة القمر الذي / أمسى بغير موافق وعديل
لأعاقبنَّكِ بالسهادِ وعَبرةٍ / تحكي غزارة سَيبه المبذول
من أيّ شيء يعجبون إذا هُمُ / بصروا بعز الدولة المأمول
من بارق متألِّقٍ أو عارضٍ / متدفق أو صارم مصقول
ليس المقلد بالطعان واللُّهى / في ملتقى يوميهما بنحيل
متبسم طلقُ اليدين معوِّد / في ذا وذا إعطاء كلِّ جزيلِ
بشمائل لولا الملاحةُ خِلتَها / مسروقةً من شَمألٍ وشمول
نثر ونظم كالقلائد فُصِّلت / منها اللآلىء أحسنَ التفصيل
عَلِقَ العلا عَلَق الصِّبا فتشبَّثَت / منه بقلب متيَّمٍ متبول
وسعى فامَّل حاسدوه لحاقَه / لا تدرك العلياء بالتأميل
بطل إذا اخترط الحُسام تطايرت / هامُ العٍدى عن صفحة المصقول
يبدوا فتكسِف منه أقمارُ الدُجى / خجلاً وتُذعرَ منه أسد الغيلِ
الخلقُ من لحظاته وهِباتِه / وظباتِه قتلى بكلِّ سبيلِ
فاق ابن فائق الورى بكماله / ودَعوا من التكثير والتقليل
ومقبلٌ كفي وددتُ بأنّه
ومقبلٌ كفي وددتُ بأنّه / أومى إلى شفتيَّ بالتقبيلِ
جاذبته فضل العِتابِ وبيننا / كبرُ الملول ورقّةُ المملولِ
من لي به والدار غير بعيدة / من داره والمالُ غير قليل
قمرٌ حَييتُ بقربه
قمرٌ حَييتُ بقربه / وحياة مثلي موتُهُ
أبكاهُ شكواي الضَّني / لا كنتُ حين شكوتُه
فلقد جرحتُ فؤادَه / بعتابه وأسَوتُه
حتى إذا ليلُ الدُّجى / عنِّي تدارك فَوتُه
رَصَّعتُ من فضل العمامة / تاجَه فجلوتُه
ونسجتُ من حُلَلِ الغوالي / حُلَّةً فكسوتُه
وكتبتُ وَشياً خِفتُ / فأل حروفهِ فمحوتُه
والكاسُ تنهب روحها / والعود يخفت صوتُه
والند مضروب السَّرادق / بالعبير حشوتُه
ورايتُ ماء الورد مزق / ثوبَه فرَفَوتُه
والبدر يرقبني ولولا / غيرتي لدعوتُه
زمن صفا لي عيشُه / فطربته ولهوتُه
ووصفته بلسانه / فمدحته وهجوته
عوذت بالقرآن من / علّقته فبلوته
يا رب لو داركتني / بعذاره لسَلوَتُه
قبَّلتُ وجنَته وقد ظهرت
قبَّلتُ وجنَته وقد ظهرت / في صَحنتها من قلبي الحُرَقُ
وجسَرتُ ثم جببت عن فمِه / يُعطى الغرامُ ويمنَعِ الفَرقُ
ما كنتُ أدري قبل ضمَّته / إن الجوانح كلها تمِقُ
لولا أبو الفرج الهُمام لما
لولا أبو الفرج الهُمام لما / وجد الرجاءُ إلى المنى سُبلا
أضحَى يُفَرِّقُ من مواهِبه / شملاً ويجمع للعًلا شَملا
جورٌ على الأموال عاد وقد / عمَّ العُفاةَ بنيله عَدلا
وله إذا ما المشكلات عَدَت / فهم يكون لعقدها حَلاّ
نَغدوا فنغنم من مواهبه / جزلا ومن آدابه جزلا
وتراهُ منفرداً بغايته / في الفضل إن جدَّا وإن هَزلا
وترى تطوُّلَه ونائله / غضّ الشَّباب وحلمَه كهلا
وتودُّ أيدي المجد لو جعلت / خدَّ الحسود لرجله نَعلا
تلقاهم الآمالُ كاسِفة / وتعود عند لقائه جذلى
ما عاقه عن نيل مكرمة / شيء يقال لأجله لولا
كثرت فما تحصى مناقبُه / من ذا يَعُدُّ القطرَ والرملا
ما فيه للعُذال من طمعٍ / غلب السماحُ عليه واستولى
ما زلتُ أبدع في محاسنه / قولاً ويُبدع في الندى فعلا
تُملي واستملي فواضله / ما الفضل إلاّ للذي أملي
للهِ آل الموقفيّ فما / أعلى صنائعهم وما أحلى
طُبِعُوا على كرم الخلال فلا / عِيَّا ترى فيهم ولا بُخلا
إن المساعي غير ناصرة / من ليس ينصر فرعُه الأصلا
يبغي العُلا متجشما خلقا / فيروح مرسوما به عقلا
من لم يقابل حسن لبّته / حسن الحلي غدا به عطلا
ملكت عنان العُرف منك يد / لا تعرف التسويف والمطلا
لو أنّها للغيث ما تركت / جَدبآ ببلقعةٍ ولا محلا
فاهنأ بهذا العيد وابق له / ما زار مشتاقاً وماولّى
لا تسلب الدنيا الجمال بمن / سُوَرُ المديح بذكره تتلى
اللهُ يعلم كيف سرى
اللهُ يعلم كيف سرى / وما لقيت وكيف بِتُّ
حَذَراً عليكَ وُقيتُ فيك / من الحوادث ما حَذرِتُ
إن لم تَمُنَّ بوصف حا / لِكَ لي بِخطِّ يديك متُّ
هذي العيون وهذه الحَدَقُ
هذي العيون وهذه الحَدَقُ / فليَدنُ من بفؤاده يَثِقُ
لو أنهم عَشِقوا لما عذلوا / لكنهم عذلوا وما عشقوا
عنفوا عليَّ بلومهم سفهاً / لو جُرِّعوا كأس الهوى رفقوا
ما الحبُّ إلاّ مسلك خَطِرٌ / عَسِرُ النجاة وموطىءٌ زَلِقُ
من أجل هذا ظلّ يقنص ليثَ / الغاب فيه الشادنُ الخرق
ومسربل بالخز معتجرٍ / منه باكمله ومنتطقُ
عجبي لجبهته وطرته / وضح الصباح وما انجلى الغسَقُ
يا ليلةً نادمتُ كوكبها / في حيث اطلعَه لي الأفقُ
لو لم أعاجل كاسَه بجنى / فيهِ البَرُودِ لكنتُ أحترقُ
حتى إذا صرعتهُ سورتها / قمراً عليه الشُهب تأتلقُ
قبلت وجنته وقد ظهرت / في صحنها من قلبي الحرق
وجسرتُ ثم جبنتُ عن فمه / يُعطي الغرام ويُمنع الفَرِقُ
ما كنت أدري قبل ضمّته / إن الجوانح كلها تمقُ
قد كانت الآمالُ ذاويةً / ظمأى مكدّر شربها رَنَق
حتى أتيح لها أبو حَسَنٍ / فنمت وعَمَّ غصونها الورقُ
يستصغر الدنيا فاهون ما / تُعطى يداهُ العينُ والوَرِقُ
في صورة جُمعَ الكمال لها / والإحسنان الخلَق والخُلق
وتخرق في الجود يُعظمُه / فيكاد يُحسَبُ أنه خرق
إن كان لم يخبرك قلبك أنني
إن كان لم يخبرك قلبك أنني / قد ذُبت من كمدٍ فلست كذاكا
لا تطلبنّ شهادةً من غيره / أسئله عن أحبابه وكفاكا
ولنا مُغَنٍّ لا يزا
ولنا مُغَنٍّ لا يزا / ل يغيظنا ما يفعلُ
صُلَف وتيه زائد / وتَبظرُم وتَمَحُّلُ
غنَّى ثقيلا أوّلا / وهو الثقيلُ الأول
ولقد وجدت الصبر بعدكمُ
ولقد وجدت الصبر بعدكمُ / صعباً وكنت أظنّه سهلا
واستعبرت عيني فقلت لها / هلاّ حذرت الأعينَ النجلا
لا مرحبا بالبين من أُجَلٍ / تنأى الحياة به ولا أهلا
قد كان لي ملكا دُنُوُّكمُ / فالآن أصبح بُعدكم عَزلا
وصلَ الكتابُ وكان آنسَ واصلٍ
وصلَ الكتابُ وكان آنسَ واصلٍ / عندي وأحسن قادم ألقاه
لا شيء أنفَسُ منه مُهدَى جامعاً / شَمِلَ المنى إلاّ الذي أهداه
فَفَضَضتُهُ وجعلت ألثمُ كُلَّ ما / كتبتهُ أو مرَّت عليه يداه
وفهمت مودَعَهُ فرحت بغبطة / جذلان مبتهجاً بما أدّاه
وعجبتُ من لفظٍ تناسق فيه ما / أعلاه ما أجلاه ما أحلاه
ولقد غبِتُ عليه عِلقَ مَضِنَّةٍ / عُدِمت له الأشكال والأشباه
كالروض باكَرَهُ الحيا فتفَتَّحت / أزهاره وتضوّعَت رَيَّاه
كالعقد فُصِّلَ لؤلؤا وزبرجدا / فتقابلت أولاهُ مَع أخراهُ
دُرُّ تَرَفَّعَ قَدرُهُ عن قيمة / منظومة صُغراهُ مع كُبراه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025