القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُرَيد الكل
المجموع : 24
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا / دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ
وَاِجعَل مقامَكَ أَو مَقَر / رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ اِبنَ أُمِّ القاطِني / نَ وَلا اِبنَ عَمٍّ لِلبِلادِ
وَاِنظُر إِلى الشَمسِ الَّتي / طَلَعَت عَلى إِرمٍ وَعادِ
هَل تُؤنِسَنَّ بَقِيَّةً / مِن حاضِرٍ مِنهُم وَبادِ
كُلٌّ الذَخائِرِ غَيرَ تَق / وى ذي الجَلالِ إِلى نَفادِ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم / وَأُحِبُّهُم في اللَهِ ذي الآلاءِ
أَهلاً بِقَومٍ صالِحينَ ذَوي تُقىً / غُرِّ الوُجوهِ وَزَينِ كُلِّ مَلاءِ
يَسعونَ في طَلَبِ الحَديثِ بِعِفَّةٍ / وَتَوَقُّرٍ وَسَكينَةٍ وَحَياءِ
لَهُمُ المَهابَةُ وَالجَلالَةُ وَالنُهى / وَفَضائِل جَلَّت عَنِ الإِحصاءِ
وَمِدادُ ما تَجري بِهِ أَقلامُهُم / أَزكى وَأَفضَلُ مِن دَمِ الشُهَداءِ
يا طالِبي عِلمَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / ما أَنتُم وَسِواكُمُ بِسَواءِ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ / لَكِن سَليمَ المُقلَةِ النَجلاءِ
نَظَرَت وَلا وَسَنٌ يُخالِطُ عَينَها / نَظَرَ المَريضِ بِسَورَةِ الإِغفاءِ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ / ما كانَ بَينَ ضُلوعِهِ قَلبُ
لَو كُنتَ صَبّاً أَو تُسِرُّ هَوىً / لَعَلِمتَ ما يَتَجَرَّعُ الصَبُّ
يَهوى اِقتِرابَكَ وَهوَ قاتِلُهُ / فَشِفاؤُهُ وَسَقامُهُ القُربُ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ / حُكمُ المُعَذَّرِ غَيرُ حُكمِ المُعذرِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ لَحظَكِ موبِقي / لَحَذَرتُ مِن عَينَيكِ ما لَم أَحذَرِ
لا تَحسَبي دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما / نَفسي جَرَت في دَمعِيَ المُتَحَدِّرِ
خَبَري خُذيهِ عَن الضَنى وَعَنِ البُكا / لَيسَ اللِسانُ وَإِن تَلِفتُ بِمُخبِرِ
وَلَقَد نَظَرتُ فَرَدَّ طَرفي خاسِئاً / حَذَرُ العِدى وَبَهاءُ ذاكَ المَنظَرِ
يَأسي يُحَسِّنُ لي التَسَتُّرَ فَاِعلَمي / لَو كُنتُ أَطمَعُ فيكِ لَم أَتَسَتَّرِ
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا / فَجَرى فَصارَ مَعَ الدُموعِ دُموعا
رُدَّت إِلى أَحشائِهِ زَفَراتُهُ / فَفَضَضنَ مِنهُ جَوانِحاً وَضُلوعا
عَجَبا لِنارٍ ضُرِّمَت في صَدرِهِ / فَاِستَنبَطَت مِن جَفنِهِ ينبوعا
لَهَبٌ يَكونُ إِذا تَلَبَّسَ بِالحَشا / قَيظاً وَيَظهَرُ في الجُفونِ رَبيعا
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها / لِلشَمسِ عِندَ طُلوعِها لَم تشرقِ
غُصنٌ عَلى دِعصٍ تَأَوَّدَ فَوقَهُ / قَمَرٌ تَأَلَّقَ تَحتَ لَيلٍ مُطبِقِ
لَو قيلَ لِلحُسنِ اِحتَكِم لَم يَعدُها / أَو قيلَ خاطِب غَيرَها لَم يَنطُقِ
وَكَأَنَّنا مِن فَرعِها في مَغرِبٍ / وَكَأَنَّنا مِن وَجهِها في مَشرِقِ
تَبدو فَيَهفو لِلعُيونِ ضِياؤُها / الوَيلُ حَلَّ بِمُقلَةٍ لَم تُطبَقِ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ / وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ
قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ / بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُهُ
قَد ضَلَّ عَنهُ فُؤادُهُ فَاِستَخبِري / عَينَيكِ أَينَ مَحَلُّهُ وَمَكانُهُ
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي / مَن ذا يلذُّ مَعَ السَقامِ لِقاءَ
أَشمَتَّ بي الأَعداءَ حينَ هَجَرتَني / حاشاكَ مِمّا يُشمِتُ الأَعداءَ
أَبكَيتَني حَتّى ظَنَنتُ بِأَنَّني / سَيصيرُ عُمري ما حَييتُ بُكاءَ
أُخفي وَأُعلِنُ بِاِضطِرارٍ أنَّني / لا أَستَطيعُ لِما أُجِنُّ خَفاءَ
ظَعنوا فَفي كَنَفِ الإِلَهِ وَحِفظِهِ
ظَعنوا فَفي كَنَفِ الإِلَهِ وَحِفظِهِ / لا زِلتُ أَرعى عَهدَهُم وَأُحافِظُ
ظَلَموا وَلَستُ بِحائِدٍ عَن ظُلمِهِم / إِلّا إِلَيهِم فَالهَوى لي باهِظُ
ظَنّي الوَفاء مُجانِباً وَمُقارِباً / أَبداً أُلايِنُ مَرَّةً وَأُغالِظُ
ظَفِرَت بِأَوفَرِ حَظِّها عَينٌ إِذا / ظَلَّت تُرامِقُ حِبَّها وَتُلاحِظُ
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ / بَدرٌ يُضيءُ بِهِ الظَلامُ العاكِفُ
فاقَت مَحاسِنُهُ وَكُلُّ مُسَربَلٍ / بِالحُسنِ عَن أَدنى مَداهُ واقِفُ
فَإِذا بَدَت شَمسُ النَهارِ وَوَجهُهُ / رَجَعَت وَلَونُ النورِ مِنها كاسِفُ
فَردُ المَحاسِنِ لا يَقومُ بِوَصفِهِ / أَبَداً وَإِن بَلَغَ النِهايَةَ واصِفُ
قالوا صَحَوتَ فَقُلتُ تَأبى لَوعَةٌ
قالوا صَحَوتَ فَقُلتُ تَأبى لَوعَةٌ / في القَلبِ يَلذَعُ جَمرُها بَل يَحرِقُ
قَلِقَت مَدامِعُهُ فَبُحنَ بِسِرِّهِ / مَن ذا يُقارِنُهُ الهَوى لا يَقلَقُ
قَلبي المَلومُ عَنِ الهَوى بَل مُقلَتي / بَل ذا وَذاكَ كِلاهُما لي موبِقُ
قُل ما بَدا لَكَ عاذِلاً وَمُناصِحاً / قَدَرُ الهَوى فَأَسيرُهُ لا يُطلَقُ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني لَكَ وامِقٌ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني لَكَ وامِقٌ / أَنتَ المَليكُ وَقَلبِيَ المَملوكُ
كَم لَيلَةٍ قاسَيتُها بِسُهادِها / وَالقَلبُ تَحتَ لَظى الهَوى مَسبوكُ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمُقلَةٌ مَوقوفَةٌ / دَرَجَ السُهادِ وَدَمعُها مَسفوكُ
كَيفَ التَخَلُّصُ مِن مُقارَنَةِ الهَوى / وَالجِسمُ مُلتَبِسٌ بِهِ مَنهوكُ
مُنّي عَلَيَّ بِراحَةٍ مِن مُهجَةٍ
مُنّي عَلَيَّ بِراحَةٍ مِن مُهجَةٍ / فَالمَوتُ أَيسَرُ مِن عَذابٍ داِئمِ
ما لي سِوى الزَمَنِ المعلّق بِالمُنى / نَفسٌ تَرَدَّدُ في الفُؤادِ الهائِمِ
مَلَكَت فُؤادي وَهيَ أَعنَفُ مالِكٍ / وَتَحَكَّمَت وَالحُبُّ أَجوَرُ حاكِمِ
مَرسومَةٌ بِالحُسنِ لَكِن فِعلُها / سَمِجٌ كَذا فِعلُ المَليكِ الظالِمِ
جامٌ يَكونُ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ
جامٌ يَكونُ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ / فُرِشَت قَرارَتُهُ بِمِسكٍ أَذفَرِ
خَرَطَ الرَبيعُ مِثالَهُ فَأَقامَهُ / بَينَ الرِياضِ عَلى قَضيبٍ أَخضَرِ
وَالريحُ تَتَركُهُ إِذا هَبَّت بِهِ / كَالطافِحِ المُتَمائلِ المُتَكَسِّرِ
فَتَراهُ يَركَعُ ثُمَّ يَرفَعُ رَأسَهُ / مُتَمائِلاً كَالعاشِقِ المُتَحَيِّرِ
مُقَلُ الجَآذِرِ نَبلُها الأَلحاظُ
مُقَلُ الجَآذِرِ نَبلُها الأَلحاظُ / ما إِن لَها فَذَذٌ وَلا أَرعاظُ
أَو لَم يَجُرنَ وَقَد مَلَكنَ قُلوبَنا / فَأَلَنَّها وَقُلوبُهُنَّ غِلاظُ
يا ما لَهُنَّ لَذَعنَ بِالسُرَقِ الَّتي / سَفعُ الحَشا مِن لَذعِهِنَّ شُواظُ
لِمَ سَيرُهُنَّ إِذا اِستَفَدن تَعَسُّفٌ / وَنُفوسُهُنَّ إِذا أَسَرنَ فِظاظُ
النَبلُ يَشوي وَقعهُنَّ وَإِنَّما / يُصمي فَيَقصِدُ وَقعها الأَلحاظُ
ما صَدَّهُ وَعظُ النَصيحِ عَنِ الصِبا / لَكِن نَهاهُ مَشيبُهُ الوَعّاظُ
لِأَبي عَلِيٍّ في المَعالي هِمَّةٌ / تَسمو بِهِ وَخَواطِرٌ أَيقاظُ
وَشَمائِلٌ ماءُ الحَياءِ مِزاجُها / وَخَلائِقٌ مَألوفَةٌ وَحِفاظُ
وَمَكارِمٌ تَرنو إِلى عَليائِها / عَينُ الحَسودِ وَقَلبُهُ مُغتاظُ
فَهوَ الرَبيعُ ذُرىً فَداهُ مَعاشِرٌ / أَنداؤُهُم إِن حُصِّلَت أَوشاظُ
أَعذِر حَسودَكَ أَن يَبيتَ وَقَلبُهُ / لَهفانُ مُستَولٍ عَلَيهِ كِظاظُ
نَهنِه بَوادِرَ دَمعِكَ المِهراقِ
نَهنِه بَوادِرَ دَمعِكَ المِهراقِ / أَيّ اِئتِلافٍ لَم يُرَع بِفِراقِ
حُجرُ بن أَحمَدَ فارِعُ الشَرَفِ الَّذي / خَضَعَت لِغُرَّتِهِ طُلى الأَعناقِ
قَبِّل أَنامِلَهُ فَلَسنَ أَنامِلاً / لَكِنَّهُنَّ مَفاتِحُ الأَرزاقِ
وَاِنظُر إِلى النورِ الَّذي لَو أَنَّهُ / لِلبَدرِ لَم يُطبَع بِرَينِ مَحاقِ
يا مَن يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقٍ
يا مَن يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقٍ / هَذا اِبنُ يَحيى لَيسَ بِالمِخراقِ
قَبِّل أَنامِلَهُ فَلَسنَ أَنامِلاً / لَكِنَّهُنَّ مَفاتِحُ الأَرزاقِ
وَإِذا قَرَأتَ كَلامَهُ قَدَّرتَهُ
وَإِذا قَرَأتَ كَلامَهُ قَدَّرتَهُ / سَحبانَ أَو يوفي عَلى سَحبانِ
لَو كانَ شاهَدَهُ مَعَدٌّ خاطِباً / وَذوو الفَصاحَةِ مِن بَني قَحطانِ
لَأَقَرَّ كُلٌّ طائِعينَ بِأَنَّهُ / أَولاهُمُ بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ
هادي الأَنامِ مِنَ الضَلالَةِ وَالعَمى / وَمُجيرُها مِن جاحِمِ النيرانِ
رَبُّ العُلومِ إِذا أَجالَ قِداحَهُ / لَم يَختَلِف في فَوزهنَّ اِثنانِ
ذو فِطنَةٍ في المُشكِلاتِ وَخاطِرٍ / أَمضى وَأَنفَذ مِن شَباةِ سِنانِ
وَإِذا تَفَكَّرَ عالِمٌ في كُتبِهِ / يَبغي التُقى وَشَرائِطَ الإيمانِ
مُتَبَيِّناً لِلدينِ غَيرَ مُقَلِّدٍ / يَسمو بِهِمَّتِهِ إِلى الرضوانِ
أَضحَت وُجوهُ الحَقِّ في صَفَحاتِها / تَرمي إِلَيهِ بِواضِحِ البُرهانِ
مِن حُجَّةٍ ضَمِنَ الوَفاءَ بِنَصرِها / نَصُّ الرَسولِ وَمُحكَمُ القُرآنِ
وَدلالَةٍ تَجلو مَطالِعَ سَيرِها / غُرُّ القَرائِحِ مِن ذَوي الأَذهانِ
حَتّى تَرى مُتَبَصِّراً في دينِهِ / مَفلولَ غَربِ الشَكِّ بِالإيقانِ
اللَهُ وَفَّقَهُ اِتِّباعَ رَسولِهِ / وَكِتابِهِ الأَصلَينِ في التِبيانِ
وَأَمَدَّهُ مِن عِندِهِ بِمَعونَةٍ / حَتّى أَنافَ بِها عَنِ الأَعيانِ
وَأَراهُ بُطلانَ المَذاهِبِ قَبلهُ / مِمَّن قَضى بِالرَأيِ وَالحُسبانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025