المجموع : 24
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا / دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ
وَاِجعَل مقامَكَ أَو مَقَر / رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ اِبنَ أُمِّ القاطِني / نَ وَلا اِبنَ عَمٍّ لِلبِلادِ
وَاِنظُر إِلى الشَمسِ الَّتي / طَلَعَت عَلى إِرمٍ وَعادِ
هَل تُؤنِسَنَّ بَقِيَّةً / مِن حاضِرٍ مِنهُم وَبادِ
كُلٌّ الذَخائِرِ غَيرَ تَق / وى ذي الجَلالِ إِلى نَفادِ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم / وَأُحِبُّهُم في اللَهِ ذي الآلاءِ
أَهلاً بِقَومٍ صالِحينَ ذَوي تُقىً / غُرِّ الوُجوهِ وَزَينِ كُلِّ مَلاءِ
يَسعونَ في طَلَبِ الحَديثِ بِعِفَّةٍ / وَتَوَقُّرٍ وَسَكينَةٍ وَحَياءِ
لَهُمُ المَهابَةُ وَالجَلالَةُ وَالنُهى / وَفَضائِل جَلَّت عَنِ الإِحصاءِ
وَمِدادُ ما تَجري بِهِ أَقلامُهُم / أَزكى وَأَفضَلُ مِن دَمِ الشُهَداءِ
يا طالِبي عِلمَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / ما أَنتُم وَسِواكُمُ بِسَواءِ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ / لَكِن سَليمَ المُقلَةِ النَجلاءِ
نَظَرَت وَلا وَسَنٌ يُخالِطُ عَينَها / نَظَرَ المَريضِ بِسَورَةِ الإِغفاءِ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ / ما كانَ بَينَ ضُلوعِهِ قَلبُ
لَو كُنتَ صَبّاً أَو تُسِرُّ هَوىً / لَعَلِمتَ ما يَتَجَرَّعُ الصَبُّ
يَهوى اِقتِرابَكَ وَهوَ قاتِلُهُ / فَشِفاؤُهُ وَسَقامُهُ القُربُ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ / حُكمُ المُعَذَّرِ غَيرُ حُكمِ المُعذرِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ لَحظَكِ موبِقي / لَحَذَرتُ مِن عَينَيكِ ما لَم أَحذَرِ
لا تَحسَبي دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما / نَفسي جَرَت في دَمعِيَ المُتَحَدِّرِ
خَبَري خُذيهِ عَن الضَنى وَعَنِ البُكا / لَيسَ اللِسانُ وَإِن تَلِفتُ بِمُخبِرِ
وَلَقَد نَظَرتُ فَرَدَّ طَرفي خاسِئاً / حَذَرُ العِدى وَبَهاءُ ذاكَ المَنظَرِ
يَأسي يُحَسِّنُ لي التَسَتُّرَ فَاِعلَمي / لَو كُنتُ أَطمَعُ فيكِ لَم أَتَسَتَّرِ
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا / فَجَرى فَصارَ مَعَ الدُموعِ دُموعا
رُدَّت إِلى أَحشائِهِ زَفَراتُهُ / فَفَضَضنَ مِنهُ جَوانِحاً وَضُلوعا
عَجَبا لِنارٍ ضُرِّمَت في صَدرِهِ / فَاِستَنبَطَت مِن جَفنِهِ ينبوعا
لَهَبٌ يَكونُ إِذا تَلَبَّسَ بِالحَشا / قَيظاً وَيَظهَرُ في الجُفونِ رَبيعا
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها / لِلشَمسِ عِندَ طُلوعِها لَم تشرقِ
غُصنٌ عَلى دِعصٍ تَأَوَّدَ فَوقَهُ / قَمَرٌ تَأَلَّقَ تَحتَ لَيلٍ مُطبِقِ
لَو قيلَ لِلحُسنِ اِحتَكِم لَم يَعدُها / أَو قيلَ خاطِب غَيرَها لَم يَنطُقِ
وَكَأَنَّنا مِن فَرعِها في مَغرِبٍ / وَكَأَنَّنا مِن وَجهِها في مَشرِقِ
تَبدو فَيَهفو لِلعُيونِ ضِياؤُها / الوَيلُ حَلَّ بِمُقلَةٍ لَم تُطبَقِ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ / وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ
قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ / بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُهُ
قَد ضَلَّ عَنهُ فُؤادُهُ فَاِستَخبِري / عَينَيكِ أَينَ مَحَلُّهُ وَمَكانُهُ
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي / مَن ذا يلذُّ مَعَ السَقامِ لِقاءَ
أَشمَتَّ بي الأَعداءَ حينَ هَجَرتَني / حاشاكَ مِمّا يُشمِتُ الأَعداءَ
أَبكَيتَني حَتّى ظَنَنتُ بِأَنَّني / سَيصيرُ عُمري ما حَييتُ بُكاءَ
أُخفي وَأُعلِنُ بِاِضطِرارٍ أنَّني / لا أَستَطيعُ لِما أُجِنُّ خَفاءَ
ظَعنوا فَفي كَنَفِ الإِلَهِ وَحِفظِهِ
ظَعنوا فَفي كَنَفِ الإِلَهِ وَحِفظِهِ / لا زِلتُ أَرعى عَهدَهُم وَأُحافِظُ
ظَلَموا وَلَستُ بِحائِدٍ عَن ظُلمِهِم / إِلّا إِلَيهِم فَالهَوى لي باهِظُ
ظَنّي الوَفاء مُجانِباً وَمُقارِباً / أَبداً أُلايِنُ مَرَّةً وَأُغالِظُ
ظَفِرَت بِأَوفَرِ حَظِّها عَينٌ إِذا / ظَلَّت تُرامِقُ حِبَّها وَتُلاحِظُ
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ / بَدرٌ يُضيءُ بِهِ الظَلامُ العاكِفُ
فاقَت مَحاسِنُهُ وَكُلُّ مُسَربَلٍ / بِالحُسنِ عَن أَدنى مَداهُ واقِفُ
فَإِذا بَدَت شَمسُ النَهارِ وَوَجهُهُ / رَجَعَت وَلَونُ النورِ مِنها كاسِفُ
فَردُ المَحاسِنِ لا يَقومُ بِوَصفِهِ / أَبَداً وَإِن بَلَغَ النِهايَةَ واصِفُ
قالوا صَحَوتَ فَقُلتُ تَأبى لَوعَةٌ
قالوا صَحَوتَ فَقُلتُ تَأبى لَوعَةٌ / في القَلبِ يَلذَعُ جَمرُها بَل يَحرِقُ
قَلِقَت مَدامِعُهُ فَبُحنَ بِسِرِّهِ / مَن ذا يُقارِنُهُ الهَوى لا يَقلَقُ
قَلبي المَلومُ عَنِ الهَوى بَل مُقلَتي / بَل ذا وَذاكَ كِلاهُما لي موبِقُ
قُل ما بَدا لَكَ عاذِلاً وَمُناصِحاً / قَدَرُ الهَوى فَأَسيرُهُ لا يُطلَقُ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني لَكَ وامِقٌ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني لَكَ وامِقٌ / أَنتَ المَليكُ وَقَلبِيَ المَملوكُ
كَم لَيلَةٍ قاسَيتُها بِسُهادِها / وَالقَلبُ تَحتَ لَظى الهَوى مَسبوكُ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمُقلَةٌ مَوقوفَةٌ / دَرَجَ السُهادِ وَدَمعُها مَسفوكُ
كَيفَ التَخَلُّصُ مِن مُقارَنَةِ الهَوى / وَالجِسمُ مُلتَبِسٌ بِهِ مَنهوكُ
مُنّي عَلَيَّ بِراحَةٍ مِن مُهجَةٍ
مُنّي عَلَيَّ بِراحَةٍ مِن مُهجَةٍ / فَالمَوتُ أَيسَرُ مِن عَذابٍ داِئمِ
ما لي سِوى الزَمَنِ المعلّق بِالمُنى / نَفسٌ تَرَدَّدُ في الفُؤادِ الهائِمِ
مَلَكَت فُؤادي وَهيَ أَعنَفُ مالِكٍ / وَتَحَكَّمَت وَالحُبُّ أَجوَرُ حاكِمِ
مَرسومَةٌ بِالحُسنِ لَكِن فِعلُها / سَمِجٌ كَذا فِعلُ المَليكِ الظالِمِ
جامٌ يَكونُ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ
جامٌ يَكونُ مِنَ العَقيقِ الأَحمَرِ / فُرِشَت قَرارَتُهُ بِمِسكٍ أَذفَرِ
خَرَطَ الرَبيعُ مِثالَهُ فَأَقامَهُ / بَينَ الرِياضِ عَلى قَضيبٍ أَخضَرِ
وَالريحُ تَتَركُهُ إِذا هَبَّت بِهِ / كَالطافِحِ المُتَمائلِ المُتَكَسِّرِ
فَتَراهُ يَركَعُ ثُمَّ يَرفَعُ رَأسَهُ / مُتَمائِلاً كَالعاشِقِ المُتَحَيِّرِ
مُقَلُ الجَآذِرِ نَبلُها الأَلحاظُ
مُقَلُ الجَآذِرِ نَبلُها الأَلحاظُ / ما إِن لَها فَذَذٌ وَلا أَرعاظُ
أَو لَم يَجُرنَ وَقَد مَلَكنَ قُلوبَنا / فَأَلَنَّها وَقُلوبُهُنَّ غِلاظُ
يا ما لَهُنَّ لَذَعنَ بِالسُرَقِ الَّتي / سَفعُ الحَشا مِن لَذعِهِنَّ شُواظُ
لِمَ سَيرُهُنَّ إِذا اِستَفَدن تَعَسُّفٌ / وَنُفوسُهُنَّ إِذا أَسَرنَ فِظاظُ
النَبلُ يَشوي وَقعهُنَّ وَإِنَّما / يُصمي فَيَقصِدُ وَقعها الأَلحاظُ
ما صَدَّهُ وَعظُ النَصيحِ عَنِ الصِبا / لَكِن نَهاهُ مَشيبُهُ الوَعّاظُ
لِأَبي عَلِيٍّ في المَعالي هِمَّةٌ / تَسمو بِهِ وَخَواطِرٌ أَيقاظُ
وَشَمائِلٌ ماءُ الحَياءِ مِزاجُها / وَخَلائِقٌ مَألوفَةٌ وَحِفاظُ
وَمَكارِمٌ تَرنو إِلى عَليائِها / عَينُ الحَسودِ وَقَلبُهُ مُغتاظُ
فَهوَ الرَبيعُ ذُرىً فَداهُ مَعاشِرٌ / أَنداؤُهُم إِن حُصِّلَت أَوشاظُ
أَعذِر حَسودَكَ أَن يَبيتَ وَقَلبُهُ / لَهفانُ مُستَولٍ عَلَيهِ كِظاظُ
نَهنِه بَوادِرَ دَمعِكَ المِهراقِ
نَهنِه بَوادِرَ دَمعِكَ المِهراقِ / أَيّ اِئتِلافٍ لَم يُرَع بِفِراقِ
حُجرُ بن أَحمَدَ فارِعُ الشَرَفِ الَّذي / خَضَعَت لِغُرَّتِهِ طُلى الأَعناقِ
قَبِّل أَنامِلَهُ فَلَسنَ أَنامِلاً / لَكِنَّهُنَّ مَفاتِحُ الأَرزاقِ
وَاِنظُر إِلى النورِ الَّذي لَو أَنَّهُ / لِلبَدرِ لَم يُطبَع بِرَينِ مَحاقِ
يا مَن يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقٍ
يا مَن يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُخَرَّقٍ / هَذا اِبنُ يَحيى لَيسَ بِالمِخراقِ
قَبِّل أَنامِلَهُ فَلَسنَ أَنامِلاً / لَكِنَّهُنَّ مَفاتِحُ الأَرزاقِ
وَإِذا قَرَأتَ كَلامَهُ قَدَّرتَهُ
وَإِذا قَرَأتَ كَلامَهُ قَدَّرتَهُ / سَحبانَ أَو يوفي عَلى سَحبانِ
لَو كانَ شاهَدَهُ مَعَدٌّ خاطِباً / وَذوو الفَصاحَةِ مِن بَني قَحطانِ
لَأَقَرَّ كُلٌّ طائِعينَ بِأَنَّهُ / أَولاهُمُ بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ
هادي الأَنامِ مِنَ الضَلالَةِ وَالعَمى / وَمُجيرُها مِن جاحِمِ النيرانِ
رَبُّ العُلومِ إِذا أَجالَ قِداحَهُ / لَم يَختَلِف في فَوزهنَّ اِثنانِ
ذو فِطنَةٍ في المُشكِلاتِ وَخاطِرٍ / أَمضى وَأَنفَذ مِن شَباةِ سِنانِ
وَإِذا تَفَكَّرَ عالِمٌ في كُتبِهِ / يَبغي التُقى وَشَرائِطَ الإيمانِ
مُتَبَيِّناً لِلدينِ غَيرَ مُقَلِّدٍ / يَسمو بِهِمَّتِهِ إِلى الرضوانِ
أَضحَت وُجوهُ الحَقِّ في صَفَحاتِها / تَرمي إِلَيهِ بِواضِحِ البُرهانِ
مِن حُجَّةٍ ضَمِنَ الوَفاءَ بِنَصرِها / نَصُّ الرَسولِ وَمُحكَمُ القُرآنِ
وَدلالَةٍ تَجلو مَطالِعَ سَيرِها / غُرُّ القَرائِحِ مِن ذَوي الأَذهانِ
حَتّى تَرى مُتَبَصِّراً في دينِهِ / مَفلولَ غَربِ الشَكِّ بِالإيقانِ
اللَهُ وَفَّقَهُ اِتِّباعَ رَسولِهِ / وَكِتابِهِ الأَصلَينِ في التِبيانِ
وَأَمَدَّهُ مِن عِندِهِ بِمَعونَةٍ / حَتّى أَنافَ بِها عَنِ الأَعيانِ
وَأَراهُ بُطلانَ المَذاهِبِ قَبلهُ / مِمَّن قَضى بِالرَأيِ وَالحُسبانِ