القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْسِن الخُضَري الكل
المجموع : 18
آلَت تهامة أن تجوس خلالها
آلَت تهامة أن تجوس خلالها / فحمت عليك سهولها وجبالها
سرعان ما اخنت عليك فسل بِها / دارا تجر بها الصبا اذيالها
واصرف بوجهك نازحا عن دمنة / تحثو عليك ترابها ورمالها
واقذف بنفسك حيث طابَ لها السرى / او فاِستخف من الجبال ثقالها
واليك عنها يا هذيم فَطالَما / صرمت تهامة يا هذيم حبالها
اين الَّذي تبوأوا بعراصها / غرفا تبوأت الشئآم ظلالها
قذفت بهم نحو العراق فاصبحت / فقرا وقد طمس البلى اطلالها
بابي الَّذي ما انحاز نحو مفازة / الا ونازعه ابن سعد آلها
حتىّ اذا اِقتَحموا الفرات واقبلت / خيل ابن هند تستحث رجالها
صرت رحى الحرب الزوام تديرها / عصب اذا مر الطعان حلالها
متربصين تلاع كل ثنية / كالاسد ترصد في الشرى اشبالها
متسربلين على الحديد بانفس / اوحى لها الرحمن ما اوحى لها
بيض السيوف اذا عدت واذا غدت / آبت وقد خضب النجيع نصالها
يتهافَتون على المنون كأَنَّما / هي غادة زان الجميل جمالها
لا يمتطون الخيل الا شربا / تعدو فتصفق بالجباه نعالها
زهراً كأَمثال الكواكب في الوغى / مستنهضين زهيرها وهلالها
متواثبين الى النزال فعاذر / لو ريع ان سيم الكمي نزالها
يَقتادهم صعب المراس اذا اِنبرى / جذت امية في الشآم قذالها
متنافسين على المنية دونه / يغشون في مهجاتهم اهوالها
من كل مخروق الاهاب بصدره / يلقي الاسنة او يذوق وبالها
واشم يخترق الصفوف باجيد / لو طاول الشم الرعان لطالها
حتىّ اذا نودوا الى الدار الَّتي / نال السعادة منهم من نالها
القت اكفهم الصفاح فادركت / فيهم علوج امية آمالها
وَهُنالك انبعثت رعال خيولهم / نحو المخيم تستحث رجالها
وَغدت تنادي يا حسين جبنت اذ / قطعوا يمين كميكم وشمالها
فَسَعى الى القَتلى بقلب خاشع / ودموع عين بالزفير اذالها
وغدا عليه ما هنالك عاتبا / اللَه اكبر أَي عتبي قالَها
أَشَقيق روحي تلك آل امية / زعمت باني قد خشيت قتالها
أَأَخي مالك لا تجيب وقد دَعَت / وكأَنني بك ما سمعت مقالها
ثم اِنثَنى نحو الخيام مودعا / حرما تودع ما هناك ثمالها
فاتته زينب واليتامى خلفها / يتفيأون من الهجير ظلالها
فانصاع يوصيها بهم وكأَنه / اذ ذاك قطع بغتة اوصالها
فعلت كامثال الجبال فصدها / بذباب سيف لو يشاء اهالها
وانقض نحو المارقين بلهذم / ما انفك فيه مجدلا ابطالها
واطل يطرد الخميس بمخذم / كالبرق مختطفا به آجالها
عجلان تحفزه حمية انفه / حفز الحنية ان تزج نبالها
حتىّ اذا انتصف النهار وجلجلت / سوداء تلبس شمسه اذيالها
نفذ القضاء فَيالجلى اعضلت / بالمسلمين وما اشد عضالها
ارخت على آل النبي سدولها / حتىّ تغشت بدرها وهلالها
فبرزن ربات الحجال بلا حجى / اللَه أَكبر يالهول هالها
ما بين ثاكلة واخرى أَيم / تَبكي فتسعد بالبكا امثالها
بابي الَّذي ساموا نساه مذلة / ما للنساء الضائعات ومالها
بابي الَّذي تدعو نساه ولم يجب / فتعج تندب بالمدينة آلها
ولرب حسرى تَستَغيث بجدها / فترد قارعة السياط سؤالها
ياجد قد سفك العداة دمائنا / وَسبوا نساك وروعوا اطفالها
ثم اِنثَنوا بالنار نحو خيامنا / من بعد ما اِنتهب العدى اثقالها
لم يحفظوا لك في بناتك ذمة / يا جد ساعة نالها ما نالها
فَهنالك الاملاك ضجت بالبكا / والارض ثمة زلزلت زلزالها
وغدت عقائل آل بيت محمد / اسرى تجاذب بالسرى اغلالها
هتفت بشاوية الاضالع
هتفت بشاوية الاضالع / وَفوادح الرزء اللواذع
ومن الرزية اعولت / بين الاباطح والاجارع
وتبث من لأوائها / فوق المآذن والصوامع
حتىّ اِستفزت صيدها / ملء المشارع والشوارع
تنعى عزيز المصر اضحى / خده للترب ضارع
تنعى السحاب الجون تطويه / الاعاصر بالزعازع
تنعى لشمل المكرمات / وهل لذاك الشمل جامع
تنعى الأئمة للمنابر / وَالجماعة للجوامع
تنعى المدارس اصبحت / قفرى المعاهد والمرابع
تنعى الأولى من جعفر / وضحت بهم سنن الشرايع
اعلام شرعة جعفر / وَالكل مستن وشارع
تنعى مذاهب جعفر / عادَت معالمها بلاقع
تنعى مصابح اطفئت / لأفول اقمار طوالع
تنعى عصى موسى اذا / القى المخيل والمصانع
تنعى مآثره الحسان / وَبيض ايديه النواصع
تنعى عليا ذا العلى / كشاف معضلة الوقائع
تنعى الزَكي المجتَبي / حسنا تريب الخد سافع
تنعى الجواد محمد بن علي / مأمل كل طامع
تنعى الفَتى المهدي من / ملات مناقبه المسامع
وَفَجيعة الدهر الَّتي / عظمت فهونت الفجائع
للشرع تنعى جعفرا / عذب المناهل والمشارع
تنعى ابا حسن فلا / تنفك مسبلة المدامع
تنعاه ام تنعى الفقاهة / ما لتاجرها بضايع
تنعى الرضا لبني ابيه / قضى غريب الدار شاسع
واسى الامام سميه / فغدا له في الحكم تابع
تنعى اشعة كوكب / في هالة العلياء ساطع
وامين شرع محمد / وَلنعم محتفظ الودايع
تنعى ابن موسى ذي اليد / البيضاء والكلم الجوامع
تنعى بروق سحابة / وَالسحب اغزرها اللوامع
تنعى ضروع غمامة / ما حرمت منها المراضع
تنعى المجلي في السباق / اذ الكميت الطرف ضالع
تنعى صنايع ربها / وَالناس بعد لها صنايع
تنعى لركن هده / من هادم اللذات قارع
تنعى لكبش نطاحها / ارداه مشبوح الاصابع
تنعى طلايع عزها / كمنت بهابطة الأَجارع
فغدا الكمين طليعة / من بعد هاتيك الطلايع
تنعى ابا موسى لموسى / حين اعوز منه طالع
من خاطب بكر العلى / من كل قاصية وشاسع
ومملك من نيلها / اقصى الاماني والمطامع
فيه التسلي للقلوب / اذا امضتها الفجايع
وَبمحسن نعم الأَسى / في المزعجات من الوقايع
طلاع كل ثنية / طلاب غايتها المسارع
هو منجب الابوين / ذو حسب كضوء الصبح ناصع
وَعَميد ارباب الكمال / وليس ثمة من ينازع
أَرثيه منصدعا فيا / لك فادحا للطود صادع
مِمّا عرا من نكبة / نزعت من الكف الأَصابع
وَلمثله نعم التسلي / بالحَبيب الى الطبايع
الآمر الناهي بنا / والكل ممتثل وسامع
هو ذاك منتجع الندى / وعَميم اسباب المنافع
وَبكل رزق قانع / زهدا ورب الزهد قانع
متبتل في الليل اما / ساجد اولا فراكع
وَعَزيز علم زانه / عمل به للرجس قامع
نعم المفيد ذخيرة / وَلنعم مختصر وَنافع
ما انفك يلتمس الفتاوي / عن ادلتها القواطع
وَلسوف يصدع بالهدى / وكفى به بالحق صادع
وَيُقيم ما قد زاغ من / عمد الهداية خير رافع
وَسَقى الحيا جدث الرضا / وَمضاجيعه لدى المضاجع
فدحتك من إحدى الكبائر
فدحتك من إحدى الكبائر / بمقلة عدد الأكابر
سوداء لا يجلو الشهاب / سرارها إن جن عاكر
ومروعة تبكي ومن / نفثاتها كالنار ثائر
وَلَها لهول مصابها / روح تردد في الحناجر
والى المقابر تَنثَني / فتثير افنية المقابر
وَتصك حهتها اسى / بصفيح ارسمها الدواثر
يفري المرائر شجوها / والشجو ما يفري المرائر
وَلَها سوافح عبرة / كالجمر من فوق المحاجر
وَالدَمع يصليه الجوى / فيسوس منه الخد فائر
تنعى ابن موسى لا الكَليم / بل ابن جعفر وَالمفاخر
فلتلق من تيجانها / صيد القياصر والاكاسر
أَمنيع ضيم الجار كيف / عليك صرف الدهر جائر
أَضياء عين المجد بعدك / طرفه اقذاه عائر
فاذا بكاك فانما / انسلها تبكي النواظر
واما وعز علاك اذ كانت / تذل له الجبابر
لو كانَ غير اللَه ما / اضرعت خدك طوع آمر
لكنما حتم القضا / او حان ترحال المسافر
رَعيا لشبهك ياسما / لمعت كانعمه الزواهر
وحكاه بدرك طالعا / والشيء يذكر بالنظائر
سقيا لحفظ عهوده / هيهات يسلوهن ذاكر
تنسى بواكره النفائس / ام نفائسه البواكر
وعذرت ثمة من كبا / واقلت عثرة كل عاثر
اني لمستام الحبصى / من سوم هاتيك الجواهر
عذرا بني العز الكرام / لها فاني اليوم عاذر
وَعسى لسر احجمت / وَاللَه اعلم بالسرائر
فاسلم ابا المهدي / ممتثل النواهي والاوامر
وانهض لعز الدين / منتصرا بربك خير ناصر
كالليث دمدم كاسرا / وَيقل عنك الليث كاسر
انت ابن بجدتها وانت / سراج مشكاة المفاخر
انتَ المقيم عمادها / وَلكل كسر انت جابر
انت الشفاء لدائها / ولكل جرح انت سابر
اعميد اهليه الاكابر / صبرا ولست اقول كابر
فالى الحَبيب اشاره الاحياء / اذ تلوى الخناصر
وَبه المدارس نالَت البشرى / واعواد المنابر
يهنى العماد اقامها / جم المناقب والمآثر
كالبحر الا انه / عذب الموارد والمصادر
واذا تعرض مشكل / يرتد عنه الطرف حاسر
فاكشف بضوء الفرقدين / سراره ان جن عاكر
وانظر اليه بذينك العينين / تنكشف السرائر
فابنا علي والزكي / اليهما قصد النواظر
واذا ندبت بني الرضا / للفخر حين زها المفاخر
القى العصى موسى فابطل / بالحَقيقة كل ساحر
وَسَما علي طائرا / بالفخر بورك منه طائر
بهما لعمر ابي الحسين / غدا الحسين قرير ناظر
من تلق منهم تلقه / ملأ المسامع والمناظر
من باهر للعقل / قل لمثله لو قيل باهر
يا تربة الرمم الَّتي / ضمنت من الغيب الضمائر
ما انت الا المسك / لَولا نسبة لدم اليعافر
ولانت ازكى تربة / طهرت باعظمها الزواهر
فَعَلى الاوائل منهم / اسنى التحيَّة والاواخر
ما هب معتل النَسيم / وَهاجَ فقد الالف طائر
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها / ظمأ وزمل بالدماء همامها
من فل صارمها ولف لواءها / من دق كاهلها وجب سنامها
من صك جبهتها برغم انوفها / ولوى معاصمها وهد عصامها
من حاز حوزتها وجاس خلالها / وطوى مضاربها ولف خيامها
من ذا اراق على الصعيد دماءها / ومن استحل من الدماء حرامها
من هز ارجاء البسيطة نجدها / وَعراقها وحجازها وشئآمها
من زلزل السبع الطباق باهلها / فرقا ودك من الجبال شمامها
يا للرجال لها وتلك ملمة / ما كانَ اصدع للحشى المامها
وي لابنة الرعد المشومة مالها / كالايم تقذف بالشواظ سمامها
هدت قوى المجد الاثيل واججت / في مهجة الشرف الرَفيع ضرامها
تلك الفواطم من بنات محمد / باليتم من ذا راعها من ضامها
من اثكل الزهراء في ابنائها / حنقا ومن هو كافل ايتامها
قتل الرضا ظلما فهد من العلى / والمكرمات عمادها ودعامها
كسفت له شمس النهار فعاذر / لو اسدلت عمر الزَمان ظلامها
اللَه اكبر يا لها من ضربة / حمل ابن ملجم قبله آثامها
لمن النعي بساعة في مثلها / فقدت جميع المسلمين امامها
يا ذمة خفرت وحرمة خازن / هتكت ولم ترع العلوج ذمامها
هذي القطيعة من طغام واصلت / في قتل آل محمد ارحامها
لا يشمت القوم اللئام بما جنت / ان العذاب وراءها وامامها
وارى الشهادة ليس يدرك شأوها / وَبمثلها اختص الاله كرامها
لا غرو ان واسى بها اسلافه / في الغاضرية شيخها وغلامها
ماذا يَقول الظالمون لاحمد / يوم القيامة ان اطال خصامها
هتكوا به حرم الوصي وزلزلوا / حرم النبي ومكة فمقامها
يا ليت شعري ما تَروم بكيدها / واللَه يأَبى ان تنال مرامها
إِطفاء نور اللَه كلا انها / انوار علام قضى اتمامها
أَو ما درت ان الجواد بن الرضا / في كل معضلة يقوم مقامها
من اسرة طابَت منابت غرسها / وَاللَه طهر بدءها وختامها
فاحَت خلائقها فخلت خميلة / ريح النبوة فتقت اكمامها
اللَه يا للمسلمين لنكبة / طحنت جناجن هاشم وعظامها
فالمسلمون يد على من سامها / وَاللَه ليس بناقض ابرامها
وَسَقى الرضا والعفو ما ضمن الرضا / تربة عزت على من رامها
أحسين قد أذكيت حر غليلي
أحسين قد أذكيت حر غليلي / ونكبت للاشراف خير قبيل
لِلَّه رزء جل وقع مصابه / وبه جميل الصبر غير جَميل
أَحُسين رزؤك لا يَنوء بثقله / الا رسول او وصي رسول
من قبل قد اشجى البتول وبعدها / لم يشج غير سليلة لبتول
ابيوم تروية الظماء تسومني / قبسا به الهبت حر غليلي
يا أَيُّها الناعي لوقع ملمة / طرقتك من ارزائها بمهول
هَل للحسين نعيت سبط محمد / ام انت تنعى مسلم بن عقيل
اميمم الترحال قبل اوانه / مهلا فما لبثت غير قَليل
فيم الترحل والشَبيبة غضة / فاسلم بخد كالحسام صقيل
آليت ان لا ترعوى لشكايتي / حتىّ رحلت ولات حين رحيل
فبللت اكمامي والهبت الحشى / اسفا على ذاك اللمى المعسول
وجمعتها ظلما لِقَلبي ابتَغي / ريا باطراف الردا المبلول
اقرين بدر التم بعدك ليتما / هوت النجوم وآذنت بافول
لاشبت يا غض المعاطف والصبا / من سام غصنك يانعا بذبول
افبعد ما كملت صفاتك في العلى / وترشحت كفاك للتقبيل
عفت المعالي وانحدرت الى الثرى / كالليث حين ثوى بامنع غيل
او هل سئمت مفازَتي مبتوءاً / في جنة الفردوس خير مقيل
أَمجدد البرد القشيب لعيده / ولعرسه قد زف بالتَهليل
واما وبشرك ان ثوبك ملبسي / ثوبين ثوب اسى وثوب نحول
ارثيك ام ارثي لهون ابيك اذ / يغشى ضريحك في ردا محلول
حتىّ اضالعه المصاب ومال من / طود العلى بالعز والتَبجيل
ومقوس مازج من اوتاره / نبلا بلى قد زّج خير نَبيل
يرثيك لكن في لسان قريحتي / بشجون والهة ونوح ثكول
ابني لو تستام نفسك بالفدا / لوجدتني بالنفس غير بخيل
ولو انني خلدت بعدك لم اكن / في الدهر الا عابراً لسبيل
احبيب قَلبي قد قطعت نياطه / ووصلت دَمعي بالثرى المطلول
ومن الصفيح ضربت دوني حاجبا / ما للصَفيح وقَلبي المبتول
شل الردى بك ساعدي فاذا عدا / عاد رميت بساعد مشلول
أَضياء عيني قد ذهبت بنورها / فحسدت من يسعى بغير دَليل
أَمحيل اندية السرور مآتما / ومعوضا زجل الهنا بعويل
قد كنت اطمع لو سررت بك العلى / وزَففت خير سليلة لسليل
واليَوم قد غاب الرجاء وحلقت / عنقاء مغرب في رجاي وسولي
زفوك للبيت المهيل ترابه / هيلي جبال الصبر كل مهيل
وعليك قد نضحوا قراح فراتهم / سيلي دموع العين كل مسيل
والى سريرك عولوا باكفهم / وعليك كم للقوم من تعويل
وطووك معدوم المثال شمائلا / الا الخيال بعالم التمثيل
فَبمهجتي ذاك النَزيل بقومه / المانعين الضيم كل نزيل
علماء امة احمد وبهم اتى / كالانبيا من آل اسرائيل
تَروي اسانيد العلى عن جعفر / وعن النبي الطهر عن جبريل
قرءوا من الانجيل ما قد ابطلوا / دين المسيح به من الانجيل
وتلوا من التوراة ما قد أَثبَتوا / فيه الهدى بالنص وَالتأويل
وعلى كلا الفئتين قد ظهر الهدى / بادلة المعقول وَالمَنقول
فعليهم صلى المهيمن ماتلا / تال كتاب اللَه في تَرتيل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل / قَد دَكَّ من السهل والجبل
جلل تلهب صدره شررا / قذفت به الاملاك والرسل
فالدهر لا شمس ولا قمر / وَالناس لا علم ولا عمل
فكأَنَّما الأَيّام طالعها / زحل واسوء طالع زحل
وَالناس سكرى حين تنظرها / فكأَنَّ كلا شارب ثمل
واصم اعجم جد في عذلى / اولى بسمعك ويحك العذل
فَلَقَد جهلت وكلهم علموا / لا بل جننت وكلهم عقلوا
سل بالسماء فمالها التَهَبَت / حتىّ كأَنَّ نجومها شعل
وكأَنَّها حلبات عادية / فيها الملائك في السما قتلوا
تنبيك عن سهمين قد فعلا / في الدين ما لا تفعل الأسل
يا للرجال لحادث جلل / يَتلوه رزء حادث جلل
فترى العباد وكلها نكد / وَترى البلاد وملؤها زجل
يا ضلة الأسلام اذ عميت / عيناه حتىّ ضلت السبل
يا روعة المعروف اذ قطعت / كلتا يديه فراعه الوجل
يا مثلة شنعاء قد عبثت / في الدين فيها يضرب المثل
مات الرجاء وكلنا امل / غاض العباب وكلنا وشل
يا غلة المعروف فالتَهبي / اليوم لا على ولا نهل
خفي الصواب وكلنا خطأ / اودى الرشاد وكلنا زلل
فاذا دنت شهب السنين فمن / فيه يغاث الناس ان سأَلوا
يا سَيدي قوميهما وكفي / شرفا بساق العرش يتصل
شرف ابر على النجوم فذا / تعنو له الجوزا وذا الحمل
يا غيبة المهدي جئت بها / برجاء لم تبرد لها غلل
بكر النعي على النَقي بها / وَلذاك رزء ليس يحتمل
حتّى قَضى اسفا على رجل / ما ان له من بعده بدل
هَذا الوفاء وَياله شرفا / ثبتت عليه السادة النبل
واساه في الدنيا وحيث إِلى / الاخرى ترحل فهو مرتحل
كذبتك عينك حين تنظره / فَتَقول قد اودت به العلل
ومفند بالعتب قلت له / فند لرأَيك ايها الرجل
اجهلت رزء الغاضرية ام / سيان منك العلم والجهل
ان الالى بالطف قد ضربت / لهم على همام السهى كلل
كان الرَجاء بان يكون لنا / بهم العزاء فخيب الامل
حتىّ غَدونا اسوة لهم / وكذا لكم اسلافنا الاول
طرقتك مرزئة تأجج نارها
طرقتك مرزئة تأجج نارها / وَتَكاد تلحق بالسماء شرارها
درست رسوم مدارس العلم الَّتي / صحف الخَليل قضت بها اوطارها
عمدت الى موسى الكليم بزفرة / منه اليد البيضاء تصلى نارها
وعلى علي وهو في محرابه / عطف بحاسمة تبل غرارها
وبمهجة الحسن الزكي تمثلت / سما تمكن من حشاه مرارها
وعلى الامين محمد بمصابها / عمدت فادركت الرزية ثارها
وعلى الفتى جاشَت فتنة / عمياء قد عصفت تثير غبارها
لمعت بآفاق البلاد فسعرت / بالنار من اعصارها اعصارها
حتىّ تبوء لغيبة بغيابه / انوار يوسف جللت اقطارها
وعلى النقي بن الزكي تأَلبت / نوب الخطوب فضاعفت اوزارها
ما للشَريعة والحوادِث لم تزل / تَجتاح في ارزائها اقمارها
جذت يمين المكرمات وبعدها / عطفت على نسق اليَمين يسارها
نوب تشاكل بدءها وختامها / فكانَ من ايرادها اصدارها
عبرت على الشعرى العبور فقصرت / من خطوها وغدا العويل شعارها
حتىّ توارَت بالحجاب فَلَم تزر / عين الهداية ليلها ونهارها
يا طَلعة الشمس المنيرة حجبت / بالطف اسرار القضا انوارها
يا غيبة المهدي وهي رَزيَّة / دهت العلوم فهتكت استارها
واِستشعرت نفسي الرواجف بعدها / اذ كل نفس لا تقر قرارها
قَد آن نفخ الصور لولا رجعة / المهدي كذبت الورى اخبارها
هي رجعة منه اِستعارتها العلى / لاخ الفضائل جعفر فاعارها
يا قر بما ابتعث الاله لدينه / ذاتا تصفح قدسها فاِختارها
قرت به عين الرسالة صادعا / بالأَمر يجلو بالقضاء غبارها
وافى دعامة عزها فاقامها / ورقى منابر وحيها فانارها
واعاد ذاك الغرس غضا يانعا / في روضة تجني الأَنام ثمارها
في دارة الشرف الرَفيع ببقعة / بل جنة قد فجرت انهارها
بمهابط الوحي الَّتي يوحى بها / كشف الفطاء لكاشف اسرارها
بمطاف املاك السماء وحسبها / فخراً ان أعتبرت هناك مزارها
وبحضرة القدس الَّتي ود السهى / لو طاف معتمرا بها اوزارها
فَعليك صلى اللَه من متوسد / حصباء احسد عن دياري دارها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها / ومضت بفاتحة الكتاب المنزل
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا / فَلكم به قبلت ثغراً أشنبا
عاودت بالحسن الجميل فاجملي / وهبي ثناياك العذاب معذبا
ايصان ذياك الجمال بساتر / لا عذر للوجنات او تتلهبا
فاِستقبلي غض النسيم خلاعة / ومري قوامك ان تميل به الصبا
وَعَلى العيون الشاخصات تصدقي / ان لا ترى قمر السماء محجبا
فالى يا نالتك جلوة قادم / قد شع في افق الرصافة كوكبا
اهوى الى دار السلام فاشرقت / بقدومه تلك المعاهد والربى
ضمته وهو المُصطَفى فتخالها / بالبشر حين استقبلته يثربا
طاف البلاد فعمها بنواله / وَكَذا السحاب مشرقا ومغربا
بانامل ساجلن عشر سحائب / لَو لم يكن بعض السحائب خلبا
شملتك يا دار الاحبة بهجة / كالربع لاطفه السحاب فاعشبا
من ريق كالبدر عند كماله / صدع الدجى فاحال منه الغيهبا
من مقدم تلقاه في وثباته / وَثباته ليثا وطودا اخشبا
يمسي العدو وماله من عاصم / سيان شرق خائفا او غربا
فاعجب لمن نزع المروة والحيا / وغدا بمدرعة الهوان مجلببا
ومن العظيم على العظيم هجومه / لا خائفا وجلا ولا مترقبا
وَوَاء ذاك الامر امر دونه / سيف نبا وجواد مستبق كبا
امر وماذا انت من تحديده / لَولا مس الصعب الحرون لأَصحبا
لِلَّه غيرة آمر قد اوجبت / حكم القصاص واكدت ما اوجبا
واما وما في حكمه من حكمة / لَولاه ذاك السيل قد بلغ الزُبى
اممنع الاسلام ضلة غاشم / وَحفيظ دين اللَه ان يتشعبا
شكرا لنعمتك الَّتي اسديتها / فبررت فيها المُصطَفى والمجتَبي
السابقين الى العلى ابناءها / باب وام ما اعف وانجبا
الذائدين الضيم عن جاريهما / وَالسامعين نداهما ان ثوبا
القابضين على الشهامة في يد / وَالمسكين بحرص اخرى المذهبا
ضدان في نيل الثناء تغالبا / وَالماء يوشك طبعه ان يغلبا
فَمَتى طغت نار الشهامة اطفآ / بالنسك تلك النار ان تتلهبا
وَالطيبين زكت منابت غرسهم / فتزودى يا ريح من نشر الكبا
والماجدين تمج من ايمانهم / لجج البحار وعاذر ان تعذبا
من كل ابيض ييتشف كريمه / بشرا اذا وجه الحوادث قطبا
متبتلا لِلَّه يسأَله الرضا / وسواه ليس يضيره ان يغضبا
اخوي في حلل المسرة فارفلا / متقابلين على الأَسرَّة وادأبا
واليكما العود الذكي فانما / اذكيت للملكين ان يتطيبا
رعت العهود فانجزت ميعادها
رعت العهود فانجزت ميعادها / من بعد ما قصرت عليك ودادها
متصرف الفيحاء جاء وقبله
متصرف الفيحاء جاء وقبله / قد كنت منعطفا على متصرف
فعدلت عن ذاك الشريف لانني / اصبحت مشغوفا فابحب الاشرف
ادجاج زحاف عليك تزاحفت
ادجاج زحاف عليك تزاحفت / قوم قلوبهم من الجلمود
زرق العيون وجوههم محمرة / بيض العمائم في اللَيالي السود
ميزَتني بالعتب دون معاشر
ميزَتني بالعتب دون معاشر / سمعوا وما حي سواي بسامع
اخرستني وتقول مالك صامتا / وامتني وتقول مالك لا تعي
امحلقا للكرخ من وادي الحمى
امحلقا للكرخ من وادي الحمى / كيما يزور به الامير نصيفا
مهلا فانك لم تعد ذا علة / الا وكانَ لك الحمام رديفا
امحلقا للكرخ من وادي الحمى
امحلقا للكرخ من وادي الحمى / نسرا يصف ولا يدف دفيفا
ومقدما ملك المنيَّة قبله / كيما يَزور به الامير نصيفا
مَهلا فانك لم تعد ذا علة / الا وادرج في الثياب لفيفا
كَلا ولَم تمرر بمضنى ناحل / الا وكانَ لك الحمام رديفا
وَمساوم شاهدت في وجناته
وَمساوم شاهدت في وجناته / روضا يَلوح وجلنارا يقطف
اخذ الكرا مني فحاربني الكرى / بيني وبينك يا مكسار موقف
أمحدثي عما رآه بمكَّة
أمحدثي عما رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الآثار
وسواك لو يَقضي جميع زَمانه / ما جاءَ ممّا جئت في معشار
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى من الحضار
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الأَنباء
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما جاء في شيء من الأَشياء
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / ابدا سواك بمكَّة من رائي
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها عَلى التفصيل
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الّا عابرا لسبيل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الجيل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها بغير توقف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته بعض الَّذي ما جاء في
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الموقف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها خفيا او جلي
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كان الا واقفا في معزل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك المنزل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها حديثا صادقا
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما خلته الا خيالا طارقا
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك فكان ذاكَ الفارقا
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى الحمى
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته عن بعضه لم يدر ما
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سوى من يَشتَكي داء العمى
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز إِلى الغري
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / بين المشاعر خلته لم يشعر
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / احد سواك بمسمع وبمنظر
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى النجف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسألته بعض السؤال لما عرف
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / راء سواك بها ليعرف ما وصف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها مع الأَيجاز
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الا كالفَتى المجتاز
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / اعمى فَلا يَمشي على عكاز
أمحدثي عمّا رآه بمكَّة / خير الحَديث حديث سوق عكاظ
سقيا لا كناف الغري فإنها
سقيا لا كناف الغري فإنها / نعم المقيل لمن أراد مقيلا
وأنا الفداء لحضرة القدس الَّتي / عكف الوصي بها فَعادَت غيلا
حامي النَزيل ولست اعرف منزلا / احمى وامنع من حماه نزيلا
وبِنفسي الحي المقيم ببابه / اذ كان ظلا للاله ظليلا
الثابتين وقد تزايل غيرهم / فهم الجبال الشم جيلا جيلا
ثبتوا كما ثبت الالى من قومهم / كرما فساجلت الفروع اصولا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025