المجموع : 18
آلَت تهامة أن تجوس خلالها
آلَت تهامة أن تجوس خلالها / فحمت عليك سهولها وجبالها
سرعان ما اخنت عليك فسل بِها / دارا تجر بها الصبا اذيالها
واصرف بوجهك نازحا عن دمنة / تحثو عليك ترابها ورمالها
واقذف بنفسك حيث طابَ لها السرى / او فاِستخف من الجبال ثقالها
واليك عنها يا هذيم فَطالَما / صرمت تهامة يا هذيم حبالها
اين الَّذي تبوأوا بعراصها / غرفا تبوأت الشئآم ظلالها
قذفت بهم نحو العراق فاصبحت / فقرا وقد طمس البلى اطلالها
بابي الَّذي ما انحاز نحو مفازة / الا ونازعه ابن سعد آلها
حتىّ اذا اِقتَحموا الفرات واقبلت / خيل ابن هند تستحث رجالها
صرت رحى الحرب الزوام تديرها / عصب اذا مر الطعان حلالها
متربصين تلاع كل ثنية / كالاسد ترصد في الشرى اشبالها
متسربلين على الحديد بانفس / اوحى لها الرحمن ما اوحى لها
بيض السيوف اذا عدت واذا غدت / آبت وقد خضب النجيع نصالها
يتهافَتون على المنون كأَنَّما / هي غادة زان الجميل جمالها
لا يمتطون الخيل الا شربا / تعدو فتصفق بالجباه نعالها
زهراً كأَمثال الكواكب في الوغى / مستنهضين زهيرها وهلالها
متواثبين الى النزال فعاذر / لو ريع ان سيم الكمي نزالها
يَقتادهم صعب المراس اذا اِنبرى / جذت امية في الشآم قذالها
متنافسين على المنية دونه / يغشون في مهجاتهم اهوالها
من كل مخروق الاهاب بصدره / يلقي الاسنة او يذوق وبالها
واشم يخترق الصفوف باجيد / لو طاول الشم الرعان لطالها
حتىّ اذا نودوا الى الدار الَّتي / نال السعادة منهم من نالها
القت اكفهم الصفاح فادركت / فيهم علوج امية آمالها
وَهُنالك انبعثت رعال خيولهم / نحو المخيم تستحث رجالها
وَغدت تنادي يا حسين جبنت اذ / قطعوا يمين كميكم وشمالها
فَسَعى الى القَتلى بقلب خاشع / ودموع عين بالزفير اذالها
وغدا عليه ما هنالك عاتبا / اللَه اكبر أَي عتبي قالَها
أَشَقيق روحي تلك آل امية / زعمت باني قد خشيت قتالها
أَأَخي مالك لا تجيب وقد دَعَت / وكأَنني بك ما سمعت مقالها
ثم اِنثَنى نحو الخيام مودعا / حرما تودع ما هناك ثمالها
فاتته زينب واليتامى خلفها / يتفيأون من الهجير ظلالها
فانصاع يوصيها بهم وكأَنه / اذ ذاك قطع بغتة اوصالها
فعلت كامثال الجبال فصدها / بذباب سيف لو يشاء اهالها
وانقض نحو المارقين بلهذم / ما انفك فيه مجدلا ابطالها
واطل يطرد الخميس بمخذم / كالبرق مختطفا به آجالها
عجلان تحفزه حمية انفه / حفز الحنية ان تزج نبالها
حتىّ اذا انتصف النهار وجلجلت / سوداء تلبس شمسه اذيالها
نفذ القضاء فَيالجلى اعضلت / بالمسلمين وما اشد عضالها
ارخت على آل النبي سدولها / حتىّ تغشت بدرها وهلالها
فبرزن ربات الحجال بلا حجى / اللَه أَكبر يالهول هالها
ما بين ثاكلة واخرى أَيم / تَبكي فتسعد بالبكا امثالها
بابي الَّذي ساموا نساه مذلة / ما للنساء الضائعات ومالها
بابي الَّذي تدعو نساه ولم يجب / فتعج تندب بالمدينة آلها
ولرب حسرى تَستَغيث بجدها / فترد قارعة السياط سؤالها
ياجد قد سفك العداة دمائنا / وَسبوا نساك وروعوا اطفالها
ثم اِنثَنوا بالنار نحو خيامنا / من بعد ما اِنتهب العدى اثقالها
لم يحفظوا لك في بناتك ذمة / يا جد ساعة نالها ما نالها
فَهنالك الاملاك ضجت بالبكا / والارض ثمة زلزلت زلزالها
وغدت عقائل آل بيت محمد / اسرى تجاذب بالسرى اغلالها
هتفت بشاوية الاضالع
هتفت بشاوية الاضالع / وَفوادح الرزء اللواذع
ومن الرزية اعولت / بين الاباطح والاجارع
وتبث من لأوائها / فوق المآذن والصوامع
حتىّ اِستفزت صيدها / ملء المشارع والشوارع
تنعى عزيز المصر اضحى / خده للترب ضارع
تنعى السحاب الجون تطويه / الاعاصر بالزعازع
تنعى لشمل المكرمات / وهل لذاك الشمل جامع
تنعى الأئمة للمنابر / وَالجماعة للجوامع
تنعى المدارس اصبحت / قفرى المعاهد والمرابع
تنعى الأولى من جعفر / وضحت بهم سنن الشرايع
اعلام شرعة جعفر / وَالكل مستن وشارع
تنعى مذاهب جعفر / عادَت معالمها بلاقع
تنعى مصابح اطفئت / لأفول اقمار طوالع
تنعى عصى موسى اذا / القى المخيل والمصانع
تنعى مآثره الحسان / وَبيض ايديه النواصع
تنعى عليا ذا العلى / كشاف معضلة الوقائع
تنعى الزَكي المجتَبي / حسنا تريب الخد سافع
تنعى الجواد محمد بن علي / مأمل كل طامع
تنعى الفَتى المهدي من / ملات مناقبه المسامع
وَفَجيعة الدهر الَّتي / عظمت فهونت الفجائع
للشرع تنعى جعفرا / عذب المناهل والمشارع
تنعى ابا حسن فلا / تنفك مسبلة المدامع
تنعاه ام تنعى الفقاهة / ما لتاجرها بضايع
تنعى الرضا لبني ابيه / قضى غريب الدار شاسع
واسى الامام سميه / فغدا له في الحكم تابع
تنعى اشعة كوكب / في هالة العلياء ساطع
وامين شرع محمد / وَلنعم محتفظ الودايع
تنعى ابن موسى ذي اليد / البيضاء والكلم الجوامع
تنعى بروق سحابة / وَالسحب اغزرها اللوامع
تنعى ضروع غمامة / ما حرمت منها المراضع
تنعى المجلي في السباق / اذ الكميت الطرف ضالع
تنعى صنايع ربها / وَالناس بعد لها صنايع
تنعى لركن هده / من هادم اللذات قارع
تنعى لكبش نطاحها / ارداه مشبوح الاصابع
تنعى طلايع عزها / كمنت بهابطة الأَجارع
فغدا الكمين طليعة / من بعد هاتيك الطلايع
تنعى ابا موسى لموسى / حين اعوز منه طالع
من خاطب بكر العلى / من كل قاصية وشاسع
ومملك من نيلها / اقصى الاماني والمطامع
فيه التسلي للقلوب / اذا امضتها الفجايع
وَبمحسن نعم الأَسى / في المزعجات من الوقايع
طلاع كل ثنية / طلاب غايتها المسارع
هو منجب الابوين / ذو حسب كضوء الصبح ناصع
وَعَميد ارباب الكمال / وليس ثمة من ينازع
أَرثيه منصدعا فيا / لك فادحا للطود صادع
مِمّا عرا من نكبة / نزعت من الكف الأَصابع
وَلمثله نعم التسلي / بالحَبيب الى الطبايع
الآمر الناهي بنا / والكل ممتثل وسامع
هو ذاك منتجع الندى / وعَميم اسباب المنافع
وَبكل رزق قانع / زهدا ورب الزهد قانع
متبتل في الليل اما / ساجد اولا فراكع
وَعَزيز علم زانه / عمل به للرجس قامع
نعم المفيد ذخيرة / وَلنعم مختصر وَنافع
ما انفك يلتمس الفتاوي / عن ادلتها القواطع
وَلسوف يصدع بالهدى / وكفى به بالحق صادع
وَيُقيم ما قد زاغ من / عمد الهداية خير رافع
وَسَقى الحيا جدث الرضا / وَمضاجيعه لدى المضاجع
فدحتك من إحدى الكبائر
فدحتك من إحدى الكبائر / بمقلة عدد الأكابر
سوداء لا يجلو الشهاب / سرارها إن جن عاكر
ومروعة تبكي ومن / نفثاتها كالنار ثائر
وَلَها لهول مصابها / روح تردد في الحناجر
والى المقابر تَنثَني / فتثير افنية المقابر
وَتصك حهتها اسى / بصفيح ارسمها الدواثر
يفري المرائر شجوها / والشجو ما يفري المرائر
وَلَها سوافح عبرة / كالجمر من فوق المحاجر
وَالدَمع يصليه الجوى / فيسوس منه الخد فائر
تنعى ابن موسى لا الكَليم / بل ابن جعفر وَالمفاخر
فلتلق من تيجانها / صيد القياصر والاكاسر
أَمنيع ضيم الجار كيف / عليك صرف الدهر جائر
أَضياء عين المجد بعدك / طرفه اقذاه عائر
فاذا بكاك فانما / انسلها تبكي النواظر
واما وعز علاك اذ كانت / تذل له الجبابر
لو كانَ غير اللَه ما / اضرعت خدك طوع آمر
لكنما حتم القضا / او حان ترحال المسافر
رَعيا لشبهك ياسما / لمعت كانعمه الزواهر
وحكاه بدرك طالعا / والشيء يذكر بالنظائر
سقيا لحفظ عهوده / هيهات يسلوهن ذاكر
تنسى بواكره النفائس / ام نفائسه البواكر
وعذرت ثمة من كبا / واقلت عثرة كل عاثر
اني لمستام الحبصى / من سوم هاتيك الجواهر
عذرا بني العز الكرام / لها فاني اليوم عاذر
وَعسى لسر احجمت / وَاللَه اعلم بالسرائر
فاسلم ابا المهدي / ممتثل النواهي والاوامر
وانهض لعز الدين / منتصرا بربك خير ناصر
كالليث دمدم كاسرا / وَيقل عنك الليث كاسر
انت ابن بجدتها وانت / سراج مشكاة المفاخر
انتَ المقيم عمادها / وَلكل كسر انت جابر
انت الشفاء لدائها / ولكل جرح انت سابر
اعميد اهليه الاكابر / صبرا ولست اقول كابر
فالى الحَبيب اشاره الاحياء / اذ تلوى الخناصر
وَبه المدارس نالَت البشرى / واعواد المنابر
يهنى العماد اقامها / جم المناقب والمآثر
كالبحر الا انه / عذب الموارد والمصادر
واذا تعرض مشكل / يرتد عنه الطرف حاسر
فاكشف بضوء الفرقدين / سراره ان جن عاكر
وانظر اليه بذينك العينين / تنكشف السرائر
فابنا علي والزكي / اليهما قصد النواظر
واذا ندبت بني الرضا / للفخر حين زها المفاخر
القى العصى موسى فابطل / بالحَقيقة كل ساحر
وَسَما علي طائرا / بالفخر بورك منه طائر
بهما لعمر ابي الحسين / غدا الحسين قرير ناظر
من تلق منهم تلقه / ملأ المسامع والمناظر
من باهر للعقل / قل لمثله لو قيل باهر
يا تربة الرمم الَّتي / ضمنت من الغيب الضمائر
ما انت الا المسك / لَولا نسبة لدم اليعافر
ولانت ازكى تربة / طهرت باعظمها الزواهر
فَعَلى الاوائل منهم / اسنى التحيَّة والاواخر
ما هب معتل النَسيم / وَهاجَ فقد الالف طائر
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها / ظمأ وزمل بالدماء همامها
من فل صارمها ولف لواءها / من دق كاهلها وجب سنامها
من صك جبهتها برغم انوفها / ولوى معاصمها وهد عصامها
من حاز حوزتها وجاس خلالها / وطوى مضاربها ولف خيامها
من ذا اراق على الصعيد دماءها / ومن استحل من الدماء حرامها
من هز ارجاء البسيطة نجدها / وَعراقها وحجازها وشئآمها
من زلزل السبع الطباق باهلها / فرقا ودك من الجبال شمامها
يا للرجال لها وتلك ملمة / ما كانَ اصدع للحشى المامها
وي لابنة الرعد المشومة مالها / كالايم تقذف بالشواظ سمامها
هدت قوى المجد الاثيل واججت / في مهجة الشرف الرَفيع ضرامها
تلك الفواطم من بنات محمد / باليتم من ذا راعها من ضامها
من اثكل الزهراء في ابنائها / حنقا ومن هو كافل ايتامها
قتل الرضا ظلما فهد من العلى / والمكرمات عمادها ودعامها
كسفت له شمس النهار فعاذر / لو اسدلت عمر الزَمان ظلامها
اللَه اكبر يا لها من ضربة / حمل ابن ملجم قبله آثامها
لمن النعي بساعة في مثلها / فقدت جميع المسلمين امامها
يا ذمة خفرت وحرمة خازن / هتكت ولم ترع العلوج ذمامها
هذي القطيعة من طغام واصلت / في قتل آل محمد ارحامها
لا يشمت القوم اللئام بما جنت / ان العذاب وراءها وامامها
وارى الشهادة ليس يدرك شأوها / وَبمثلها اختص الاله كرامها
لا غرو ان واسى بها اسلافه / في الغاضرية شيخها وغلامها
ماذا يَقول الظالمون لاحمد / يوم القيامة ان اطال خصامها
هتكوا به حرم الوصي وزلزلوا / حرم النبي ومكة فمقامها
يا ليت شعري ما تَروم بكيدها / واللَه يأَبى ان تنال مرامها
إِطفاء نور اللَه كلا انها / انوار علام قضى اتمامها
أَو ما درت ان الجواد بن الرضا / في كل معضلة يقوم مقامها
من اسرة طابَت منابت غرسها / وَاللَه طهر بدءها وختامها
فاحَت خلائقها فخلت خميلة / ريح النبوة فتقت اكمامها
اللَه يا للمسلمين لنكبة / طحنت جناجن هاشم وعظامها
فالمسلمون يد على من سامها / وَاللَه ليس بناقض ابرامها
وَسَقى الرضا والعفو ما ضمن الرضا / تربة عزت على من رامها
أحسين قد أذكيت حر غليلي
أحسين قد أذكيت حر غليلي / ونكبت للاشراف خير قبيل
لِلَّه رزء جل وقع مصابه / وبه جميل الصبر غير جَميل
أَحُسين رزؤك لا يَنوء بثقله / الا رسول او وصي رسول
من قبل قد اشجى البتول وبعدها / لم يشج غير سليلة لبتول
ابيوم تروية الظماء تسومني / قبسا به الهبت حر غليلي
يا أَيُّها الناعي لوقع ملمة / طرقتك من ارزائها بمهول
هَل للحسين نعيت سبط محمد / ام انت تنعى مسلم بن عقيل
اميمم الترحال قبل اوانه / مهلا فما لبثت غير قَليل
فيم الترحل والشَبيبة غضة / فاسلم بخد كالحسام صقيل
آليت ان لا ترعوى لشكايتي / حتىّ رحلت ولات حين رحيل
فبللت اكمامي والهبت الحشى / اسفا على ذاك اللمى المعسول
وجمعتها ظلما لِقَلبي ابتَغي / ريا باطراف الردا المبلول
اقرين بدر التم بعدك ليتما / هوت النجوم وآذنت بافول
لاشبت يا غض المعاطف والصبا / من سام غصنك يانعا بذبول
افبعد ما كملت صفاتك في العلى / وترشحت كفاك للتقبيل
عفت المعالي وانحدرت الى الثرى / كالليث حين ثوى بامنع غيل
او هل سئمت مفازَتي مبتوءاً / في جنة الفردوس خير مقيل
أَمجدد البرد القشيب لعيده / ولعرسه قد زف بالتَهليل
واما وبشرك ان ثوبك ملبسي / ثوبين ثوب اسى وثوب نحول
ارثيك ام ارثي لهون ابيك اذ / يغشى ضريحك في ردا محلول
حتىّ اضالعه المصاب ومال من / طود العلى بالعز والتَبجيل
ومقوس مازج من اوتاره / نبلا بلى قد زّج خير نَبيل
يرثيك لكن في لسان قريحتي / بشجون والهة ونوح ثكول
ابني لو تستام نفسك بالفدا / لوجدتني بالنفس غير بخيل
ولو انني خلدت بعدك لم اكن / في الدهر الا عابراً لسبيل
احبيب قَلبي قد قطعت نياطه / ووصلت دَمعي بالثرى المطلول
ومن الصفيح ضربت دوني حاجبا / ما للصَفيح وقَلبي المبتول
شل الردى بك ساعدي فاذا عدا / عاد رميت بساعد مشلول
أَضياء عيني قد ذهبت بنورها / فحسدت من يسعى بغير دَليل
أَمحيل اندية السرور مآتما / ومعوضا زجل الهنا بعويل
قد كنت اطمع لو سررت بك العلى / وزَففت خير سليلة لسليل
واليَوم قد غاب الرجاء وحلقت / عنقاء مغرب في رجاي وسولي
زفوك للبيت المهيل ترابه / هيلي جبال الصبر كل مهيل
وعليك قد نضحوا قراح فراتهم / سيلي دموع العين كل مسيل
والى سريرك عولوا باكفهم / وعليك كم للقوم من تعويل
وطووك معدوم المثال شمائلا / الا الخيال بعالم التمثيل
فَبمهجتي ذاك النَزيل بقومه / المانعين الضيم كل نزيل
علماء امة احمد وبهم اتى / كالانبيا من آل اسرائيل
تَروي اسانيد العلى عن جعفر / وعن النبي الطهر عن جبريل
قرءوا من الانجيل ما قد ابطلوا / دين المسيح به من الانجيل
وتلوا من التوراة ما قد أَثبَتوا / فيه الهدى بالنص وَالتأويل
وعلى كلا الفئتين قد ظهر الهدى / بادلة المعقول وَالمَنقول
فعليهم صلى المهيمن ماتلا / تال كتاب اللَه في تَرتيل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل / قَد دَكَّ من السهل والجبل
جلل تلهب صدره شررا / قذفت به الاملاك والرسل
فالدهر لا شمس ولا قمر / وَالناس لا علم ولا عمل
فكأَنَّما الأَيّام طالعها / زحل واسوء طالع زحل
وَالناس سكرى حين تنظرها / فكأَنَّ كلا شارب ثمل
واصم اعجم جد في عذلى / اولى بسمعك ويحك العذل
فَلَقَد جهلت وكلهم علموا / لا بل جننت وكلهم عقلوا
سل بالسماء فمالها التَهَبَت / حتىّ كأَنَّ نجومها شعل
وكأَنَّها حلبات عادية / فيها الملائك في السما قتلوا
تنبيك عن سهمين قد فعلا / في الدين ما لا تفعل الأسل
يا للرجال لحادث جلل / يَتلوه رزء حادث جلل
فترى العباد وكلها نكد / وَترى البلاد وملؤها زجل
يا ضلة الأسلام اذ عميت / عيناه حتىّ ضلت السبل
يا روعة المعروف اذ قطعت / كلتا يديه فراعه الوجل
يا مثلة شنعاء قد عبثت / في الدين فيها يضرب المثل
مات الرجاء وكلنا امل / غاض العباب وكلنا وشل
يا غلة المعروف فالتَهبي / اليوم لا على ولا نهل
خفي الصواب وكلنا خطأ / اودى الرشاد وكلنا زلل
فاذا دنت شهب السنين فمن / فيه يغاث الناس ان سأَلوا
يا سَيدي قوميهما وكفي / شرفا بساق العرش يتصل
شرف ابر على النجوم فذا / تعنو له الجوزا وذا الحمل
يا غيبة المهدي جئت بها / برجاء لم تبرد لها غلل
بكر النعي على النَقي بها / وَلذاك رزء ليس يحتمل
حتّى قَضى اسفا على رجل / ما ان له من بعده بدل
هَذا الوفاء وَياله شرفا / ثبتت عليه السادة النبل
واساه في الدنيا وحيث إِلى / الاخرى ترحل فهو مرتحل
كذبتك عينك حين تنظره / فَتَقول قد اودت به العلل
ومفند بالعتب قلت له / فند لرأَيك ايها الرجل
اجهلت رزء الغاضرية ام / سيان منك العلم والجهل
ان الالى بالطف قد ضربت / لهم على همام السهى كلل
كان الرَجاء بان يكون لنا / بهم العزاء فخيب الامل
حتىّ غَدونا اسوة لهم / وكذا لكم اسلافنا الاول
طرقتك مرزئة تأجج نارها
طرقتك مرزئة تأجج نارها / وَتَكاد تلحق بالسماء شرارها
درست رسوم مدارس العلم الَّتي / صحف الخَليل قضت بها اوطارها
عمدت الى موسى الكليم بزفرة / منه اليد البيضاء تصلى نارها
وعلى علي وهو في محرابه / عطف بحاسمة تبل غرارها
وبمهجة الحسن الزكي تمثلت / سما تمكن من حشاه مرارها
وعلى الامين محمد بمصابها / عمدت فادركت الرزية ثارها
وعلى الفتى جاشَت فتنة / عمياء قد عصفت تثير غبارها
لمعت بآفاق البلاد فسعرت / بالنار من اعصارها اعصارها
حتىّ تبوء لغيبة بغيابه / انوار يوسف جللت اقطارها
وعلى النقي بن الزكي تأَلبت / نوب الخطوب فضاعفت اوزارها
ما للشَريعة والحوادِث لم تزل / تَجتاح في ارزائها اقمارها
جذت يمين المكرمات وبعدها / عطفت على نسق اليَمين يسارها
نوب تشاكل بدءها وختامها / فكانَ من ايرادها اصدارها
عبرت على الشعرى العبور فقصرت / من خطوها وغدا العويل شعارها
حتىّ توارَت بالحجاب فَلَم تزر / عين الهداية ليلها ونهارها
يا طَلعة الشمس المنيرة حجبت / بالطف اسرار القضا انوارها
يا غيبة المهدي وهي رَزيَّة / دهت العلوم فهتكت استارها
واِستشعرت نفسي الرواجف بعدها / اذ كل نفس لا تقر قرارها
قَد آن نفخ الصور لولا رجعة / المهدي كذبت الورى اخبارها
هي رجعة منه اِستعارتها العلى / لاخ الفضائل جعفر فاعارها
يا قر بما ابتعث الاله لدينه / ذاتا تصفح قدسها فاِختارها
قرت به عين الرسالة صادعا / بالأَمر يجلو بالقضاء غبارها
وافى دعامة عزها فاقامها / ورقى منابر وحيها فانارها
واعاد ذاك الغرس غضا يانعا / في روضة تجني الأَنام ثمارها
في دارة الشرف الرَفيع ببقعة / بل جنة قد فجرت انهارها
بمهابط الوحي الَّتي يوحى بها / كشف الفطاء لكاشف اسرارها
بمطاف املاك السماء وحسبها / فخراً ان أعتبرت هناك مزارها
وبحضرة القدس الَّتي ود السهى / لو طاف معتمرا بها اوزارها
فَعليك صلى اللَه من متوسد / حصباء احسد عن دياري دارها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها / ومضت بفاتحة الكتاب المنزل
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا / فَلكم به قبلت ثغراً أشنبا
عاودت بالحسن الجميل فاجملي / وهبي ثناياك العذاب معذبا
ايصان ذياك الجمال بساتر / لا عذر للوجنات او تتلهبا
فاِستقبلي غض النسيم خلاعة / ومري قوامك ان تميل به الصبا
وَعَلى العيون الشاخصات تصدقي / ان لا ترى قمر السماء محجبا
فالى يا نالتك جلوة قادم / قد شع في افق الرصافة كوكبا
اهوى الى دار السلام فاشرقت / بقدومه تلك المعاهد والربى
ضمته وهو المُصطَفى فتخالها / بالبشر حين استقبلته يثربا
طاف البلاد فعمها بنواله / وَكَذا السحاب مشرقا ومغربا
بانامل ساجلن عشر سحائب / لَو لم يكن بعض السحائب خلبا
شملتك يا دار الاحبة بهجة / كالربع لاطفه السحاب فاعشبا
من ريق كالبدر عند كماله / صدع الدجى فاحال منه الغيهبا
من مقدم تلقاه في وثباته / وَثباته ليثا وطودا اخشبا
يمسي العدو وماله من عاصم / سيان شرق خائفا او غربا
فاعجب لمن نزع المروة والحيا / وغدا بمدرعة الهوان مجلببا
ومن العظيم على العظيم هجومه / لا خائفا وجلا ولا مترقبا
وَوَاء ذاك الامر امر دونه / سيف نبا وجواد مستبق كبا
امر وماذا انت من تحديده / لَولا مس الصعب الحرون لأَصحبا
لِلَّه غيرة آمر قد اوجبت / حكم القصاص واكدت ما اوجبا
واما وما في حكمه من حكمة / لَولاه ذاك السيل قد بلغ الزُبى
اممنع الاسلام ضلة غاشم / وَحفيظ دين اللَه ان يتشعبا
شكرا لنعمتك الَّتي اسديتها / فبررت فيها المُصطَفى والمجتَبي
السابقين الى العلى ابناءها / باب وام ما اعف وانجبا
الذائدين الضيم عن جاريهما / وَالسامعين نداهما ان ثوبا
القابضين على الشهامة في يد / وَالمسكين بحرص اخرى المذهبا
ضدان في نيل الثناء تغالبا / وَالماء يوشك طبعه ان يغلبا
فَمَتى طغت نار الشهامة اطفآ / بالنسك تلك النار ان تتلهبا
وَالطيبين زكت منابت غرسهم / فتزودى يا ريح من نشر الكبا
والماجدين تمج من ايمانهم / لجج البحار وعاذر ان تعذبا
من كل ابيض ييتشف كريمه / بشرا اذا وجه الحوادث قطبا
متبتلا لِلَّه يسأَله الرضا / وسواه ليس يضيره ان يغضبا
اخوي في حلل المسرة فارفلا / متقابلين على الأَسرَّة وادأبا
واليكما العود الذكي فانما / اذكيت للملكين ان يتطيبا
رعت العهود فانجزت ميعادها
رعت العهود فانجزت ميعادها / من بعد ما قصرت عليك ودادها
متصرف الفيحاء جاء وقبله
متصرف الفيحاء جاء وقبله / قد كنت منعطفا على متصرف
فعدلت عن ذاك الشريف لانني / اصبحت مشغوفا فابحب الاشرف
ادجاج زحاف عليك تزاحفت
ادجاج زحاف عليك تزاحفت / قوم قلوبهم من الجلمود
زرق العيون وجوههم محمرة / بيض العمائم في اللَيالي السود
ميزَتني بالعتب دون معاشر
ميزَتني بالعتب دون معاشر / سمعوا وما حي سواي بسامع
اخرستني وتقول مالك صامتا / وامتني وتقول مالك لا تعي
امحلقا للكرخ من وادي الحمى
امحلقا للكرخ من وادي الحمى / كيما يزور به الامير نصيفا
مهلا فانك لم تعد ذا علة / الا وكانَ لك الحمام رديفا
امحلقا للكرخ من وادي الحمى
امحلقا للكرخ من وادي الحمى / نسرا يصف ولا يدف دفيفا
ومقدما ملك المنيَّة قبله / كيما يَزور به الامير نصيفا
مَهلا فانك لم تعد ذا علة / الا وادرج في الثياب لفيفا
كَلا ولَم تمرر بمضنى ناحل / الا وكانَ لك الحمام رديفا
وَمساوم شاهدت في وجناته
وَمساوم شاهدت في وجناته / روضا يَلوح وجلنارا يقطف
اخذ الكرا مني فحاربني الكرى / بيني وبينك يا مكسار موقف
أمحدثي عما رآه بمكَّة
أمحدثي عما رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الآثار
وسواك لو يَقضي جميع زَمانه / ما جاءَ ممّا جئت في معشار
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى من الحضار
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الأَنباء
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما جاء في شيء من الأَشياء
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / ابدا سواك بمكَّة من رائي
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها عَلى التفصيل
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الّا عابرا لسبيل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الجيل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها بغير توقف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته بعض الَّذي ما جاء في
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الموقف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها خفيا او جلي
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كان الا واقفا في معزل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك المنزل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها حديثا صادقا
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما خلته الا خيالا طارقا
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك فكان ذاكَ الفارقا
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى الحمى
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته عن بعضه لم يدر ما
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سوى من يَشتَكي داء العمى
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز إِلى الغري
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / بين المشاعر خلته لم يشعر
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / احد سواك بمسمع وبمنظر
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى النجف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسألته بعض السؤال لما عرف
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / راء سواك بها ليعرف ما وصف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها مع الأَيجاز
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الا كالفَتى المجتاز
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / اعمى فَلا يَمشي على عكاز
أمحدثي عمّا رآه بمكَّة / خير الحَديث حديث سوق عكاظ
سقيا لا كناف الغري فإنها
سقيا لا كناف الغري فإنها / نعم المقيل لمن أراد مقيلا
وأنا الفداء لحضرة القدس الَّتي / عكف الوصي بها فَعادَت غيلا
حامي النَزيل ولست اعرف منزلا / احمى وامنع من حماه نزيلا
وبِنفسي الحي المقيم ببابه / اذ كان ظلا للاله ظليلا
الثابتين وقد تزايل غيرهم / فهم الجبال الشم جيلا جيلا
ثبتوا كما ثبت الالى من قومهم / كرما فساجلت الفروع اصولا