القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسَن القَيِّم الحِلّي الكل
المجموع : 11
عطن بذات الرمل وهو قديم
عطن بذات الرمل وهو قديم / حنت بواديه الخماص الهيم
وَتذكرت بالأنعمين مرابعاً / خضر الأَديم ونبتهن عميم
أَيام مرتبع الركائب باللوى / خضل وماء الواديين جميم
ومن العذيب تخب فيغلس الدجى / بالمدلجين مسومات كوم
وَالركب يتبع ومضة من حاجز / فكأَنَّه بزمامها مخطوم
سل أَبرق الحنان عن جيراننا / هل حيهم بالأَجرعين مقيم
والثم ثرى الدار الَّتي بجفوننا / يَوم الوداع ترابها ملثوم
واحلب جفونك ان طفل نباتها / عن ضرع غادية الحيا مفطوم
عجباً لدار الحي انتجع الحيا / وَأَخو الغوادي جفني المسجوم
وَمولع باللوم ما عرف الجوى / سفهاً يعنف واجداً وَيَلوم
فاجبته والنار بين جوانحي / دعني فرزئي بالحسين عظيم
انعاه مفطور الفؤاد من الظما / وَبنحره شجر القنا محطوم
جم المناقب منه يضرب للعلى / عرق بأَعياص الفخار كَريم
فَلَقَد تَعاطى وَالدماء مدامة / وَلَقَد تنادم والحسام نديم
في حيث أَودية النجيع يمدها / بطل بخيل الدارعين يعوم
لباس محكمة القتير مفاضة / يندق فيها الرمح وهو قويم
يَعدو وحَبّات القلوب كأَنَّها / عقد بسلك قناته منظوم
يَغشى الطَريد شبا الحسام وَرأَسه / قبل الفرار امامه مهزوم
وَمَضى يريد الحرب حتىّ انه / تحت اللواء يموت وهو كَريم
واختار ان يقضى وعمته الضبا / فيها وأَضلعه القنا المحطوم
وَمَضى بيوم حيث في سمر القنا / قصدو في بيض الضبا تثليم
وَقَضى وسيم الوجه فوق جبينه / للعز من أثر الضبا توسيم
ثاوٍ بظل السمر يشكر فعله / في الحرب مصرعه بها المعلوم
عَجَباً رأى النيران بابن قسيمها / برداً خَليل اللَه ابراهيم
وابن النَبي قَضى بجمرة غلة / منها يذيب الجامدات سموم
فَدماؤه مسفوكة وَنساؤُهُ / مهتوكة وتراثه مقسوم
تَاللَه عند ضئيل تيم فيؤه / أَودى به التَوزيع وَالتَقسيم
يوم تطرق فتنة لَولاه لَم / تنتج رَزايا كربلاء عقيم
هم قدموه لامرة بضلالها / أَمسى لَه يتمهد التقديم
هجموا على حرم أُميَّة بعدهم / بالطف ساغ لها عليه هجوم
وَكريمة الحسبين باسم زعيمها / هتفت عشية لا يجيب زعيم
هتَكوا الحَريم وأَنت أَمنع جانباً / بحمية فيها يصان حريم
تَرتاع من فزع العدو يتيمة / وَيحن من أَلم السياط يتيم
تَطوي الضلوع على لوافح زفرة / خرساء تقعد بالحشا وَتَقوم
في حيث قِدرُ الوجد توقد نارها / ملأ الجوانح زفرة وهموم
فتمج بالحادي ومن احشائها / جمعت شظاياً ملؤهن كلوم
اما مررت على جسوم بني أَبي / دَعني وَلَو لوث الأَزار أقيم
وأَروح الثم كل نحر منهم / قبلي بافواه الضبا ملثوم
واشم من تلك النحور لطائماً / فيهن خفاق النسيم نموم
وَبرغمهم أَسبى وأَترك عندهم / كبداً ترف عليهم وتحوم
أَنمى بدوراً تحت داجية الوَغى / يطلعن منها للرماح نجوم
أَكل الحديد جسومهم ومن القنا / صارَت لأرؤسهم تنوب جسوم
فقضوا حقوق المجد دون مواقف / رعفت بهنَّ أَسنة وَكلوم
ماتوا ضراباً والسيوف بوقفة / فيها لأظفار القنا تقليم
ومشوا لها قدماً وحائمة الردى / لهم باجنحة السيوف تحوم
قد نبت يا بن المُصطَفى
قد نبت يا بن المُصطَفى / عن خير مفقود منابه
لمصابه التهب الفؤاد / وأَنت أَخمدت التهابه
لَو لَم تكن بمكانه / لم يسل ذو وجد مصابه
إِن يضطرب ركن الفخار / فأَنت أَمسكت اضطرابه
دم والمُلوك تخرُّ سا / جدةً بحضرتك المهابه
واسبر لغور الدهر يا / من رأَيه عين الاصابة
وافخر بمجدٍ فوق ها / م النجم منشور الذوابه
حيث الرجاء ينيخ في / أَبيات مجدكم ركابه
لك راحة درَّت لها / عن كل أَنملة سحابه
دم فاتِحاً باب الندى / إِن أَغلق الكرماء بابه
فلك النقابة أَصبحت / يا ليثها المرهوب غابه
فاعقد ردائيها على / محض السيادة والنجابه
إِن زينت أَحداً سواك / فانت زينت النقابه
عمَّ الأَجانب يمنها / بشراً وخص ذوي القراب
لحبيبكم سرَّت فؤاداً / رزؤكم قطعاً أَذابه
قد رشحته طينةٌ / للمجد منكم مستطابه
إِن يَنتَسِب لكم فقد / كرَّمتم بكم اِنتسابه
منكم تَهادَت نفحَةٌ / عادَت معطَّرة ثيابه
لا زلتم والمجد يبقى / ضارِباً فيكم قبابه
بمناقب لم يحصيها / بكتابة قلم الكتابه
تَهوى الثريا ان تكون فرائد
تَهوى الثريا ان تكون فرائد / العقد النظيم بنحرها يتعلق
وَتود أَزهار الرَبيع بنشره / لا بالعَبير نسيمها يتفتق
هو روضة الأَدب الَّتي ما بينها / ماء الفصاحة لم يزل يترقرق
قالوا بطيب المسك يعبق نفحهُ / اني وطيب المسك منه يعبق
أَوَ لَم يكن ينمى لحيدر الَّذي / لَولاه ما عرف الفصاحة منطق
من أَفوه لو كان حد لسانه / سيفا لراعك من شباه مذلق
في حيث لا وادي القريض بمائه / وشل ولا بصفائه مترنق
ضرب الكواكب ثم سار فقلت قف / جاوزت أَعلاها فاين تحلق
باغر من آل النبي يضمه / بيت باطراف الاباء مسردق
عجبا لانمله الرطيبة لم يكن / يخضر فيهن اليراع ويورق
ان تعل شقشقة العتاب فانه / علم على جيش القوافي يخفق
ما انفك يسقي الطرس منه مرعدٌ / بسجال شؤبوب البلاغة مبرق
يهتز من تحت البنان كأَنه / نشوان يصبح بالمدام ويغبق
أَبا حسن بشراك في دارك الَّتي
أَبا حسن بشراك في دارك الَّتي / نضارتها فيها العقول تحيرت
هي الدار يندى بالسماح ترابها / كأَن أَرضها من طينة المجد صورت
كست تربها أَخلاقك الغر نفحة / فَطابَت بريّا المسك نشراً وعطرت
فعمرتها والسعد فيها مقارن / فسعدك أَرخنا بدار تعمرت
لَو كانَ ينطق صامت
لَو كانَ ينطق صامت / وله لسان غير قاصر
لغدت تطيل من الثناء / عليك أَلسنة المنابر
صبراً وان طرقت عظيمه
صبراً وان طرقت عظيمه / فالمَرء قد يَسلو همومه
وَيَروح يحلم عن امور / وهي قد هدت حلومه
نادمه بالسلوان عن / تلك الرزية يا نديمه
أَمسى أَبو حسن فقيد / نظيره فيها عديمه
فيهِ المَكارم كلها / تمت وما شدوا تميمه
من أفوه لسن يصيب / بحد مقوله خصيمه
وَيريك في برديه واري / الزند وقاد العزيمه
هجم الردى بحمى أَبيه / حيث لم نحذر هجومه
واستلّ نفساً نزَّهت / عن كل حالات ذميمه
درت اللَيالي لا درت / عن مثله أَمست عقيمه
يا ثاوياً والصالحات / بجنبه باتَت مقيمه
عاقدت دهرك لا تلاقي / فيه يوماً أَو تصومه
متململا ليل التمام / يخالك الرائي سليمه
وُسّدتَ قبراً قد غدا / صدفاً ودّرته يتيمه
يا بن الَّذي عقد الردا / منه على شيم كريمه
منه ورثتم مَنبَراً / فيكم تزّين يا نجومه
من كل وَجهٍ فيه تجلى / ظلمة الليل البهيمه
فَكأَنَّ بالأَقمار لثمتم / وجوهكم الوسيمه
أحبب بساجي الطرف اهيف
أحبب بساجي الطرف اهيف / من وجنتيه الورد يقطف
غنج مهفهف لا عداه / الحسن من غنج مهفهف
ارخى جعوداً في عبير / المسك فاحمها تغلف
أَحبب به قمراً لطلعته / تكاد الشمس تكسف
ما الرمح أَوجع طعنة / من ذلك القد المهفهف
وَمغلسين من الكرى / بانوا على الأَنضاء عكف
ميل على الأَكوار تحسبهم / تعاطوا كأس قرقف
حثوا المطي غداة عن / له بذات الرمل مألف
وَيشوقه البرق اللموع / بأَيمن العلمين يخطف
يَجتاز من نقب الغو / ير بربة الطنب المسجف
خدر تصان نساؤُهُ / بالببيض والأَسل المرعف
فالبيض تثلم دون ذا / ك الخدر والارماح تقصف
فيكن يا ظبيات حاجر
فيكن يا ظبيات حاجر / سهرت قلوب لا محاجر
من كل ذات محاسن / لو شمرت سود الغدائر
لرأَيت صبحاً قد تبلج / واضحاً تحت الدياجر
لا يتقي اجفانها / ضافي الدروع ولا المغافر
عجباً لهن نواظراً / كن الفواتر والبواتر
أَورت فؤادك في لظى وجناتها
أَورت فؤادك في لظى وجناتها / من بعد ما جرحته في لحظاتها
باتَت بقلبك حرقة من خدّها / فالنار ابرد من لظى حرقاتها
فَتَمايل الاغصان من ميلانها / وتلفت الغزلان من لفتاتها
بالمسك من دارين فرعك يعبق
بالمسك من دارين فرعك يعبق / أم منه جونة عنبر تتفتق
وَخلال ذاك السجف ثغرك باسم / ام تلك ومضة بارق تتألق
قد عن لي بالرقمتين من الحمى / طنب لقومك بالرماح مسردق
فطرقت خدرك والنجوم تروعني / فاخالها مقل العواسل ترمق
وَسرقتها من بين قومك نظرة / لم تدر من بين الأَسنَّة تسرق
جسم المشوق وطرف جفنك ناحل / وَفؤاده ووشاح خصرك يقلق
لم يعط جفني من رقاد خفقة / قلب على ريان غصن يخفق
لاقرب من لمياء لابن صبابة / وَرَقيب كلتها السنان الأَزرق
لو ان طفل الليل ادرك فرعها / ما شاب منه في الصباح المفرق
ما اعتقت رقي وليس لميةٍ / بمعرس الحيين رق يعتق
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا / من أَدمعي لولا الزفير لروضا
قل للحمامة في الدجى متعرضاً / احمامة الوادي بشرقي الغضا
إن كنت مسعدة الحزين فرجعي /
علم الغضا ان الفؤاد رهينه / لي جمره تحت الضلوع دفينه
ولك اخضرار الغصن منه ولينه / انا تقاسمنا الغضا فغصونه
في راحتيك وجمره في اضلعي /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025