المجموع : 11
عطن بذات الرمل وهو قديم
عطن بذات الرمل وهو قديم / حنت بواديه الخماص الهيم
وَتذكرت بالأنعمين مرابعاً / خضر الأَديم ونبتهن عميم
أَيام مرتبع الركائب باللوى / خضل وماء الواديين جميم
ومن العذيب تخب فيغلس الدجى / بالمدلجين مسومات كوم
وَالركب يتبع ومضة من حاجز / فكأَنَّه بزمامها مخطوم
سل أَبرق الحنان عن جيراننا / هل حيهم بالأَجرعين مقيم
والثم ثرى الدار الَّتي بجفوننا / يَوم الوداع ترابها ملثوم
واحلب جفونك ان طفل نباتها / عن ضرع غادية الحيا مفطوم
عجباً لدار الحي انتجع الحيا / وَأَخو الغوادي جفني المسجوم
وَمولع باللوم ما عرف الجوى / سفهاً يعنف واجداً وَيَلوم
فاجبته والنار بين جوانحي / دعني فرزئي بالحسين عظيم
انعاه مفطور الفؤاد من الظما / وَبنحره شجر القنا محطوم
جم المناقب منه يضرب للعلى / عرق بأَعياص الفخار كَريم
فَلَقَد تَعاطى وَالدماء مدامة / وَلَقَد تنادم والحسام نديم
في حيث أَودية النجيع يمدها / بطل بخيل الدارعين يعوم
لباس محكمة القتير مفاضة / يندق فيها الرمح وهو قويم
يَعدو وحَبّات القلوب كأَنَّها / عقد بسلك قناته منظوم
يَغشى الطَريد شبا الحسام وَرأَسه / قبل الفرار امامه مهزوم
وَمَضى يريد الحرب حتىّ انه / تحت اللواء يموت وهو كَريم
واختار ان يقضى وعمته الضبا / فيها وأَضلعه القنا المحطوم
وَمَضى بيوم حيث في سمر القنا / قصدو في بيض الضبا تثليم
وَقَضى وسيم الوجه فوق جبينه / للعز من أثر الضبا توسيم
ثاوٍ بظل السمر يشكر فعله / في الحرب مصرعه بها المعلوم
عَجَباً رأى النيران بابن قسيمها / برداً خَليل اللَه ابراهيم
وابن النَبي قَضى بجمرة غلة / منها يذيب الجامدات سموم
فَدماؤه مسفوكة وَنساؤُهُ / مهتوكة وتراثه مقسوم
تَاللَه عند ضئيل تيم فيؤه / أَودى به التَوزيع وَالتَقسيم
يوم تطرق فتنة لَولاه لَم / تنتج رَزايا كربلاء عقيم
هم قدموه لامرة بضلالها / أَمسى لَه يتمهد التقديم
هجموا على حرم أُميَّة بعدهم / بالطف ساغ لها عليه هجوم
وَكريمة الحسبين باسم زعيمها / هتفت عشية لا يجيب زعيم
هتَكوا الحَريم وأَنت أَمنع جانباً / بحمية فيها يصان حريم
تَرتاع من فزع العدو يتيمة / وَيحن من أَلم السياط يتيم
تَطوي الضلوع على لوافح زفرة / خرساء تقعد بالحشا وَتَقوم
في حيث قِدرُ الوجد توقد نارها / ملأ الجوانح زفرة وهموم
فتمج بالحادي ومن احشائها / جمعت شظاياً ملؤهن كلوم
اما مررت على جسوم بني أَبي / دَعني وَلَو لوث الأَزار أقيم
وأَروح الثم كل نحر منهم / قبلي بافواه الضبا ملثوم
واشم من تلك النحور لطائماً / فيهن خفاق النسيم نموم
وَبرغمهم أَسبى وأَترك عندهم / كبداً ترف عليهم وتحوم
أَنمى بدوراً تحت داجية الوَغى / يطلعن منها للرماح نجوم
أَكل الحديد جسومهم ومن القنا / صارَت لأرؤسهم تنوب جسوم
فقضوا حقوق المجد دون مواقف / رعفت بهنَّ أَسنة وَكلوم
ماتوا ضراباً والسيوف بوقفة / فيها لأظفار القنا تقليم
ومشوا لها قدماً وحائمة الردى / لهم باجنحة السيوف تحوم
قد نبت يا بن المُصطَفى
قد نبت يا بن المُصطَفى / عن خير مفقود منابه
لمصابه التهب الفؤاد / وأَنت أَخمدت التهابه
لَو لَم تكن بمكانه / لم يسل ذو وجد مصابه
إِن يضطرب ركن الفخار / فأَنت أَمسكت اضطرابه
دم والمُلوك تخرُّ سا / جدةً بحضرتك المهابه
واسبر لغور الدهر يا / من رأَيه عين الاصابة
وافخر بمجدٍ فوق ها / م النجم منشور الذوابه
حيث الرجاء ينيخ في / أَبيات مجدكم ركابه
لك راحة درَّت لها / عن كل أَنملة سحابه
دم فاتِحاً باب الندى / إِن أَغلق الكرماء بابه
فلك النقابة أَصبحت / يا ليثها المرهوب غابه
فاعقد ردائيها على / محض السيادة والنجابه
إِن زينت أَحداً سواك / فانت زينت النقابه
عمَّ الأَجانب يمنها / بشراً وخص ذوي القراب
لحبيبكم سرَّت فؤاداً / رزؤكم قطعاً أَذابه
قد رشحته طينةٌ / للمجد منكم مستطابه
إِن يَنتَسِب لكم فقد / كرَّمتم بكم اِنتسابه
منكم تَهادَت نفحَةٌ / عادَت معطَّرة ثيابه
لا زلتم والمجد يبقى / ضارِباً فيكم قبابه
بمناقب لم يحصيها / بكتابة قلم الكتابه
تَهوى الثريا ان تكون فرائد
تَهوى الثريا ان تكون فرائد / العقد النظيم بنحرها يتعلق
وَتود أَزهار الرَبيع بنشره / لا بالعَبير نسيمها يتفتق
هو روضة الأَدب الَّتي ما بينها / ماء الفصاحة لم يزل يترقرق
قالوا بطيب المسك يعبق نفحهُ / اني وطيب المسك منه يعبق
أَوَ لَم يكن ينمى لحيدر الَّذي / لَولاه ما عرف الفصاحة منطق
من أَفوه لو كان حد لسانه / سيفا لراعك من شباه مذلق
في حيث لا وادي القريض بمائه / وشل ولا بصفائه مترنق
ضرب الكواكب ثم سار فقلت قف / جاوزت أَعلاها فاين تحلق
باغر من آل النبي يضمه / بيت باطراف الاباء مسردق
عجبا لانمله الرطيبة لم يكن / يخضر فيهن اليراع ويورق
ان تعل شقشقة العتاب فانه / علم على جيش القوافي يخفق
ما انفك يسقي الطرس منه مرعدٌ / بسجال شؤبوب البلاغة مبرق
يهتز من تحت البنان كأَنه / نشوان يصبح بالمدام ويغبق
أَبا حسن بشراك في دارك الَّتي
أَبا حسن بشراك في دارك الَّتي / نضارتها فيها العقول تحيرت
هي الدار يندى بالسماح ترابها / كأَن أَرضها من طينة المجد صورت
كست تربها أَخلاقك الغر نفحة / فَطابَت بريّا المسك نشراً وعطرت
فعمرتها والسعد فيها مقارن / فسعدك أَرخنا بدار تعمرت
لَو كانَ ينطق صامت
لَو كانَ ينطق صامت / وله لسان غير قاصر
لغدت تطيل من الثناء / عليك أَلسنة المنابر
صبراً وان طرقت عظيمه
صبراً وان طرقت عظيمه / فالمَرء قد يَسلو همومه
وَيَروح يحلم عن امور / وهي قد هدت حلومه
نادمه بالسلوان عن / تلك الرزية يا نديمه
أَمسى أَبو حسن فقيد / نظيره فيها عديمه
فيهِ المَكارم كلها / تمت وما شدوا تميمه
من أفوه لسن يصيب / بحد مقوله خصيمه
وَيريك في برديه واري / الزند وقاد العزيمه
هجم الردى بحمى أَبيه / حيث لم نحذر هجومه
واستلّ نفساً نزَّهت / عن كل حالات ذميمه
درت اللَيالي لا درت / عن مثله أَمست عقيمه
يا ثاوياً والصالحات / بجنبه باتَت مقيمه
عاقدت دهرك لا تلاقي / فيه يوماً أَو تصومه
متململا ليل التمام / يخالك الرائي سليمه
وُسّدتَ قبراً قد غدا / صدفاً ودّرته يتيمه
يا بن الَّذي عقد الردا / منه على شيم كريمه
منه ورثتم مَنبَراً / فيكم تزّين يا نجومه
من كل وَجهٍ فيه تجلى / ظلمة الليل البهيمه
فَكأَنَّ بالأَقمار لثمتم / وجوهكم الوسيمه
أحبب بساجي الطرف اهيف
أحبب بساجي الطرف اهيف / من وجنتيه الورد يقطف
غنج مهفهف لا عداه / الحسن من غنج مهفهف
ارخى جعوداً في عبير / المسك فاحمها تغلف
أَحبب به قمراً لطلعته / تكاد الشمس تكسف
ما الرمح أَوجع طعنة / من ذلك القد المهفهف
وَمغلسين من الكرى / بانوا على الأَنضاء عكف
ميل على الأَكوار تحسبهم / تعاطوا كأس قرقف
حثوا المطي غداة عن / له بذات الرمل مألف
وَيشوقه البرق اللموع / بأَيمن العلمين يخطف
يَجتاز من نقب الغو / ير بربة الطنب المسجف
خدر تصان نساؤُهُ / بالببيض والأَسل المرعف
فالبيض تثلم دون ذا / ك الخدر والارماح تقصف
فيكن يا ظبيات حاجر
فيكن يا ظبيات حاجر / سهرت قلوب لا محاجر
من كل ذات محاسن / لو شمرت سود الغدائر
لرأَيت صبحاً قد تبلج / واضحاً تحت الدياجر
لا يتقي اجفانها / ضافي الدروع ولا المغافر
عجباً لهن نواظراً / كن الفواتر والبواتر
أَورت فؤادك في لظى وجناتها
أَورت فؤادك في لظى وجناتها / من بعد ما جرحته في لحظاتها
باتَت بقلبك حرقة من خدّها / فالنار ابرد من لظى حرقاتها
فَتَمايل الاغصان من ميلانها / وتلفت الغزلان من لفتاتها
بالمسك من دارين فرعك يعبق
بالمسك من دارين فرعك يعبق / أم منه جونة عنبر تتفتق
وَخلال ذاك السجف ثغرك باسم / ام تلك ومضة بارق تتألق
قد عن لي بالرقمتين من الحمى / طنب لقومك بالرماح مسردق
فطرقت خدرك والنجوم تروعني / فاخالها مقل العواسل ترمق
وَسرقتها من بين قومك نظرة / لم تدر من بين الأَسنَّة تسرق
جسم المشوق وطرف جفنك ناحل / وَفؤاده ووشاح خصرك يقلق
لم يعط جفني من رقاد خفقة / قلب على ريان غصن يخفق
لاقرب من لمياء لابن صبابة / وَرَقيب كلتها السنان الأَزرق
لو ان طفل الليل ادرك فرعها / ما شاب منه في الصباح المفرق
ما اعتقت رقي وليس لميةٍ / بمعرس الحيين رق يعتق
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا / من أَدمعي لولا الزفير لروضا
قل للحمامة في الدجى متعرضاً / احمامة الوادي بشرقي الغضا
إن كنت مسعدة الحزين فرجعي /
علم الغضا ان الفؤاد رهينه / لي جمره تحت الضلوع دفينه
ولك اخضرار الغصن منه ولينه / انا تقاسمنا الغضا فغصونه
في راحتيك وجمره في اضلعي /