المجموع : 51
حَدقُ الحِسانِ رَمَينَني بِتَمَلمُلِ
حَدقُ الحِسانِ رَمَينَني بِتَمَلمُلِ / وَأَخذنَ قَلبي في الرَعيلِ الأَوَّلِ
غادَرنَني وَإِلى التَفَزُّعِ مَفزَعي / وَتَرَكنَني وَعلى العويل مُعَوَّلي
لَو أَنَّ ما أَلقاهُ حُمِّلَ يَذبُلاً / قَد كانَ يَذبُلُ مِنهُ رُكنا يَذبُل
ما زِلتُ أَرعى اللَيلَ رَعيَ مُوَكَّلٍ / حَتّى رَأَيتُ نُجومَهُ يَبكينَ لي
فَحَسِبتُها زَهَراتِ روضٍ ضاحِكٍ / متبسِّمٍ قد أَلقِيَت في جَدوَل
يَنقَضُّ لامِعُها فَتَحسَب كاتِباً / قَد مَدَّ سَطراً مُذهَباً بِتَعَجُّلِ
وَيَغيبُ طالِعُها كَدُرٍ قَد وَهى / مِن سِلكِ غانيةٍ مَشَت بِتَدَلُّل
حَتّى إِذا ما الصُبحُ أَنفذَ رَسلَهُ / أَبدَت شُجونَ تفرُّقٍ وَترحُّل
وَالفَجرُ من رَأدِ الضِياءِ كَأَنَّهُ / سُعدى وَقد بَرَزَت لَنا بِتَبَذُّل
وَمَضى الظَلامُ يَجُرُّ ذَيل عُبوسِهِ / فَأَتى الضِياءُ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّل
وَبَدا لَنا ترس من الذَهَبِ الَّذي / لَم يُنتَزَع من مَعدنٍ بِتَعَمُّل
مِرءآةُ نورٍ لَم تُشَن بِصِياغَةٍ / كَلّا وَلا جُلِيَت بكفِّ الصَيقَل
تَسمو إِلى كَبِدِ السَماءِ كَأَنَّها / تَبغي هُناكَ دِفاعَ كربٍ مُعضِل
حَتّى إِذا بَلَغت إِلى حيثُ انتَهَت / وَقَفت كَوَقفَةِ سائِلٍ عَن مَنزِلِ
ثُمَّ انثَنَت تَبغي الحُدورَ كَأَنَّها / طَيرٌ أَسَفَّ مَخافَةً من أَجدَلِ
حَتّى إِذا ما اللَيلُ كرَّ بِبَأسِهِ / في جَحفَلٍ قَد أَتبَعوهُ بِجَحفَل
طرب الصَديقُ إِلى الصَديقِ وَأَبرِزَت / كَأسُ الرَحيق وَلم يُخَف من عُذَّل
فَالعودُ يُصلَحُ وَالحَناجِرُ تُجتَلى / وَالدُرُّ يُخرَزُ من صُراحِ المِبزَلِ
وَالعَينُ تومىءُ وَالحَواجِبُ تَنتَجي / وَالعَتبُ يَظهَرُ عطنُهُ في أَنمل
وَالأُذنُ تَقضي ما تُريد وَتَشتَهي / مِن طِفلَةٍ مَع عودِها كَالمُطفِل
اِن شِئتَ مرَّت في طَريقَة مَعبَدٍ / أَو شِئتَ مَرَّت في طَريقَة زَلزِلِ
أَتَغنيكَ عَن اِبداعِ بِدعَةِ حُسنِ ما / وُصِلَت طَرائِقُهُ بِفنِّ المَوصِلي
فَالرَوضُ بَينَ مُسَهَّمِ وَمُدَّبَّجٍ / وَمُفَوَّفٍ وَمُجَزَّعٍ وَمُهَلَّل
وَالطَيرُ أَلسِنَةُ الغصون وَقد شَدَت / لِيَطيبَ لي شُربُ المَدام السَلسَلِ
من حُمَّرٍ أَو عَندَليبٍ مُطرِبٍ / أَو زُرزُرٍ أَو تَدرُجٍ أَو بُلبل
فَأَخَذتُها عادِيَّةً غَيلِيَّةً / تُجلى عَلَيَّ كَمِثلِ عينِ الأَشهَلِ
قَد كانَ ذاكَ وَفي الصِبا مُتَنَفَّس / وَالدَهرُ أَعمى لَيسَ يَعرِفُ مَعقَلي
حَتّى إِذا خَطَّ المَشيبُ بِعارِضي / خَطَّ الاِنابَةِ رُمتُها بِتبتُّل
وَجَعَلتُ تَكفيرَ الذُنوبِ مَدائِحي / في سادَةٍ آلِ النَبِيِّ المُرسَلِ
في سادَةٍ حازوا المَفاخِرَ قادَةٍ / وَرَقوا الفُخارَ بمقولٍ وَبمنصُل
وَتَشَدُّدٍ يَومَ الوَغى وَتَشَرُّرٍ / وَتَفَضُّلٍ يَومَ النَدى وَتَسَهُّلٍ
وَتقدُّمٍ في العِلمِ غيرِ مُحَلَّلأٍ / وَتحققٍ بِالعِلمِ غَيرِ مُحَلحَل
وَعِبادَةٍ ما نالَ عَبد مِثلَها / لِأَداءِ فرضٍ أَو أَداءِ تَنَفُّلِ
هَل كَالوَصِيِّ مَقارِع في مَجمَعٍ / هَل كَالوَصِيِّ مُنازِع في مَجفِلِ
شَهَرَ الحسامَ لِحَسمِ داءٍ مُعضِلٍ / وَحَمى الجُيوشَ كَمِثلِ لَيلٍ أَليَل
لَمّا أَتَوا بَدراً أَتاهُ مُبادِراً / يَسخو بمهجَةِ محربٍ متأَصل
كَم باسِل قَد رَدَّهُ وَعَلَيهِ من / دَمِهِ رِداء أَحمرٌ لَم يُصقَل
كَم ضَربَةٍ من كَفِّهِ في قَرنِهِ / قَد خيلَ جَريُ دِمائِها من جَدوَلِ
كَم حَملَةٍ وَالى عَلى أَعدائِهِ / تَرمي الجِبالَ بِوَقعِها بِتَزَلزُل
هذا الجِهادُ وَما يُطيقُ بِجهده / خَصم دِفاعَ وُضوحِهِ بِتَأَوُّل
يا مَرحَباً اِذ ظَل يَردي مَرحباً / وَالجَيش بَينَ مكبِّرٍ وَمُهَلِّل
وَإِذا انثَنَيتُ إِلى العُلوم رَأَيتُهُ / قَرمَ القُرومِ يَفوقُ كلَّ البُزَّل
وَيَقومُ بِالتَنزيلِ وَالتَأويلِ لا / تَعدوهُ نُكتَة واضِحٍ أَو مشكِل
لَولا فَتاويهِ الَّتي نَجَّتهُمُ / لَتَهالَكوا بِتَعَسُّفٍ وَتَجَهُّلِ
لَم يَسأَلِ الأَقوامَ عَن أَمرٍ وَكم / سَأَلوهُ مُدَّرعينَ ثَوبَ تَذّلُّل
كانَ الرَسولُ مَدينَةً هو بابُها / لَو أَثبَتَ النُصّابُ قَول المُرسَل
قَد كانَ كَرّاراً فَسُمِّيَ غَيرُهُ / في الوَقتِ فَرّاراً فَهَل من معدل
هذي صُدورُهُمُ لِبغضِ المُصطَفى / تَغلي عَلى الأَهلَيِ غَليَ المِرجَل
نَصبت حقودُهُمُ حُروباً أَدرَجَت / آلَ النَبِيِّ عَلى الخطوبِ النُزَّل
حُلّوا وَقد عَقَدوا كَما نَكَثوا وَقد / عَهَدوا فَقُل في نَكثِ باغٍ مُبطل
وافوا يخبِّرُنا بِضَعفِ عُقولِهم / أَنَّ المُدَبِّرَ ثَمَّ رَبَّةُ مَحمِلِ
هَل صَيَّرَ اللَهُ النِساءَ أَئمةً / يا أُمَّةً مِثلَ النَعامِ المُهمَلِ
دَبَّت عَقارِبُهُم لِصِنوِ نَبِيِّهم / فَاِغتالَهُ أَشقى الوَرى بِتَخَتُّلِ
أَجروا دِماءَ أَخي النَبِيِّ محمدٍ / فَلتُجرِ غَربَ دُموعِها وَلتَهمِلِ
وَلتَصدُرِ اللَعناتُ غَيرَ مزالةٍ / لِعِداهُ من ماضٍ وَمن مُستَقبَل
لم تُشفِهِم من أَحمدٍ أَفعالُهُم / بِوَصِيِّهِ الطُهرِ الزكيِّ المفضلِ
فَتجرَّدوا لِبَنيهِ ثُمَّ بَناتِهِ / بِعظائِمٍ فَاِسمَع حَديثَ المقتلِ
مَنَعوا حسينَ الماءَ وَهو مجاهِد / في كَربَلاءَ فَنُح كَنَوحِ المُعوِلِ
مَنَعوهُ أَعذبَ مَنهَلٍ وَكَذا غَداً / يَرِدونَ في النيرانِ أَوخَمَ منهلِ
يُسقَونَ غَسلَيناً وَيُحشَرُ جَمعُهُم / حشراً متيناً في العِقابِ المُجمِل
أَأَيحزُّ رَأسُ ابنِ الرَسولِ وَفي الوَرى / حيّ أَمامَ رِكابِهِ لم يُقتَلِ
تُسبي بناتُ محمدٍ حَتّى كَأَن / نَ محمداً وافى بملَّةِ هرقلِ
وَبَنو السِفاحِ تَحَكَّموا في أَهلِ حَي / يَ عَلى الفَلاحِ بِفُرصَةٍ وَتَعَجُّل
نَكَتَ الدعيُّ ابنُ البَغِيِّ ضَواحِكاً / هِيَ لِلنَبِيِّ الخَيرِ خَيرُ مُقَبَّلِ
تُمضي بَنو هندٍ سُيوف الهِندِ في / أَوداجِ أَولادِ النَبِيِّ وَتَعتَلي
ناحَت مَلائِكَةُ السَماءِ عَلَيهُمُ / وَبَكَوا وَقد سُقّوا كُؤوسَ الذُبَّل
فَأَرى البكاءَ مدى الزَمانِ مُحَلَّلاً / وَالضحك بَعد السبط غيرَ محلَّل
قَد قلتُ لِلأَحزانِ دومي هكَذا / وَتَنَزَّلي بِالقَلبِ لا تَتَرَحّلي
يا شيعَةَ الهادينَ لا تَتَأَسَّفي / وَثِقي بِحَبلِ اللَهِ لا تَتَعَجّلي
فَغَداً تَرونَ الناصِبينَ ودارُهُم / قَعرُ الجَحيمُ من الطباقِ الأَسفَلِ
وَتُنَعَّمون مَع النَبِيِّ وَآلِهِ / في جَنَّةِ الفردوس أَكرَم موئلِ
هذي القَلائِدُ كَالخَرائِدِ تُجتَلى / في وَصفِ عَلياءِ النَبِيِّ وَفي علي
لقريحةٍ عَدلِيَّةٍ شيعِيَّةٍ / أَزرَت بِشعرِ مُزرِّدٍ وَمُهَلهل
ما شاقَها لما أَقمت وِزانَها / أَن لَم تَكُن لِلأَعشَيين وَجرول
رامَ ابنُ عَبّادٍ بِها قُربىً إِلى / ساداتِهِ فَأَتَت بِحُسنٍ مُكمَلِ
ما يُنكِر المَعنى الَّذي قَصدت لَهُ / إِلّا الَّذي وافى لعدَّة أَفحُل
وَعَلَيكَ يا مَكِيُّ حسن نَشيدِها / حَتّى تَحوزَ كَمالَ عيشٍ مُقبِل
حبُّ الوَصِيِّ علامَة
حبُّ الوَصِيِّ علامَة / في الناسِ من أَقوى الشُهودِ
فَإِذا رَأَيتَ مُحِبَّهُ / فَاِحكُم عَلى كرمٍ وجودِ
وَإِذا رَأَيتَ مناصِباً / مُتَعَلِّقاً حَبلَ الجحود
فَاِعلَم بِأَنَّ طلوعَهُ / من أَصلِ آباءٍ يَهودِ
ما بالُ عَلوى لا تردُّ جَوابي
ما بالُ عَلوى لا تردُّ جَوابي / هذا وَما وَدَّعتُ شَرخَ شَبابي
أَتَظُنُّ أَثوابَ الشَبابِ بِلَمَّتي / دَورَ الخضابِ فَما عَرَفتُ خضابي
أَوَلَم تَرَ الدُنيا تطيعُ أَوامري / وَالدَهرُ يَلزمُ كيفَ شِئتُ جنابي
وَالعيش غَض وَالمَسارِح جمَّة / وَالهَمُّ أَقسَمَ لا يَطورُ بِبابي
وَوَلاءُ آلِ محمدٍ قَد خيرَ لي / وَالعَدل وَالتَوحيدُ قَد سَعدا بي
من بَعدِ ما اِستَدَّت مَطالِبُ طالِبٍ / بابَ الرشادِ إِلى هُدىً وَصَوابِ
عاوَدتُ عرصَةَ أَصبَهانَ وَجَهلُها / ثَبتُ القَواعِدِ مُحكمُ الاِطنابِ
وَالجَبر وَالتَشبيه قَد جثما بِها / وَالدينُ فيها مَذهَبُ النُصّاب
فَكَفَفتُهُم دهراً وَقد نَفَّقتُهُم / إِلّا أَراذِلَ من ذَوي الأَذناب
وَرَوَيتُ من فَضلِ النَبِيِّ وَآلِهِ / مالا يُبَقّي شَبهةَ المُرتابِ
وَذَكرتُ ما خُصَّ النَبِيُّ بِفَضلِهِ / من مَفخر الأَعمالِ وَالأَنسابِ
وَذَرِ الَّذي كانَت تَعَرَّفُ داءَهُ / اِنَّ الشِفاءَ لهُ اِستِماعُ خِطابي
يا آلَ أَحمدَ أَنتُمُ حِرزي الَّذي / أَمنَت بِهِ نَفسي من الأَوصابِ
أُسعِدتُ بِالدُنيا وَقد والَيتكُم / وَكَذا يَكونُ مَع السعود مَأبي
أَنتُم سراجُ اللَهِ في ظُلَمِ الدُجى / وَحسامهُ في كُلِّ يومِ ضراب
وَنجومُهُ الزُهرُ الَّتي تهدي الوَرى / وَليوثُهُ اِن غابَ لَيثُ الغابِ
لا يُرتَجي دينٌ خَلا من حُبِّكُم / هَل يُرتَجى مَطَر بِغَيرِ سَحاب
أَنتُم يَمينُ اللَهِ في أَمصارِهِ / لَو يعرفُ النصّابُ رجعَ جَواب
تَرَكوا الشَراب وَقَد شَكوا غُلَل الصَدى / وَتَعَلَّلوا جَهلا بِلمع سراب
لَم يَعلَموا أَنَّ الهَوى يَهوى بِمَن / تَركَ العَقيدَةَ رنة الأَنسابِ
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / غَلَبَ الخضارِمَ كلَّ يومِ غلابِ
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / آخى النَبِيَّ اخوَّةَ الاِنجاب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / سَبَقَ الجَميعَ بِسُنَّةٍ وَكتاب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / لَم يَرضَ بِالأَصنامِ وَالأَنصاب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / آتى الزَكاةَ وَكانَ في المِحراب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / حَكَمَ الغَديرُ لَهُ عَلى الأَصحاب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / قَد سامَ أَهلَ الشِركِ سَوم عَذاب
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / أَزرى بِبَدرٍ كُلَّ أَصيَدَ آبي
لَم يَعلَموا أَنَّ الوَصِيَّ هوَ الَّذي / تَرَكَ الضَلالَ مُفَلَّلَ الأَنياب
مالي أَقصُّ فَضائِلَ البَحرِ الَّذي / عَلياه تَسبِقُ عدَّ كُلِّ حساب
لكِنَّني مُتَرَوِّحٌ بِيَسير ما / أُبديهِ أَرجو أَن يَزيدَ ثَوابي
وَأُريدُ اكمادَ النَواصِبِ كُلَّما / سَمعوا كَلامي وَهو صوتُ رَبابِ
أَيَحلو اِذا الشيعيُّ رَدَّد ذكرَهُ / لكِن عَلى النُصابِ مثل الصاب
مِدَح كَأَيّامِ الشَبابِ جَعَلتُها / دابي وَهُنَّ عَقائِدُ الادآب
حُبّي أَميرَ المُؤمِنينَ دِيانَةٌ / ظَهَرت عَلَيهِ سَرائِري وَثِيابي
أَدَّت اِلَيهِ بَصائِر أَعمَلتُها / اِعمالَ مَرضِيِّ اليَقينِ عُقابي
لَم يَعبَث التَقليدُ بي وَمَحَبَّتي / لعمارَة الأَسلافِ وَالأَحسابِ
يا كُفؤَ بِنتِ محمدٍ لَولاكَ ما / زُفَّت اِلى بَشرٍ مَدى الأَحقاب
يا أَصلَ عترةِ أَحمدٍ لَولاكَ لَم / يكُ أَحمدُ المَبعوثُ ذا أَعقابِ
وَأُفِئتَ بِالحَسَنَينِ خير وِلادَةٍ / قَد ضُمِّنَت بِحَقائِبِ الاِنجاب
كانَ النَبِيُّ مَدينَةَ العِلمِ الَّتي / حَوَت الكَمال وَكنتَ أَفضلَ باب
رُدَّت عَلَيكَ الشَمسُ وَهيَ فَضيلَة / بَهرت فَلَم تُستَر بلفِّ نقاب
لم أَحكِ الا ما رَوَتهُ نَواصِب / عادتك وَهيَ مُباحَة الأَسلاب
عومِلتَ يا صَنوَ النَبِيِّ وَتلوَهُ / بِأَوابِدٍ جاءَت بكُلِّ عُجاب
عوهِدتَ ثُمَّ نُكِثتَ وَاِنفَرَدَ الأُلى / نَكَصوا بِحَربِهِمُ عَلى الأَعقاب
حورِبتَ ثُمَّ قُتِلتَ ثُمَّ لُعِنتَ يا / بُعداً لأَجمَعَهم وَطولَ تباب
أَيُشَكُّ في لَعني أُمَيَّة اِنَّها / نفرت عَلى الاِصرارِ وَالاِضباب
قَد لَقَّبوكَ أَبا تُرابٍ بَعدَما / باعوا شَريعَتَهُم بِكفِّ تُرابِ
قَتَلوا الحسينَ فَيا لَعولي بَعدَهُ / وَلِطولِ نوحي أَو أَصيرُ لمابي
وَهُم الأُلى مَنَعوهُ بِلَّة غُلَّةٍ / وَالحَتفُ يَخطُبُهُ مع الخُطّاب
أَودى بِهِ وَباخوةٍ غُرٍّ غَدَت / أَرواحُهُم شَوراً بكفِّ نهاب
وَسبوا بنات محمدٍ فَكَأَنَّهم / طَلَبوا دُخولَ الفَتحِ وَالأَحزابِ
رِفقاً فَفي يَوم القِيامَةِ غُنيَةٌ / وَالنارُ باطِشَة بسوطِ عقاب
وَمحمد وَوَصِيُّهُ وابناهُ قَد / نَهَضوا بِحُكمِ القاهِرِ الغَلّابِ
فَهُناكَ عَضَّ الظالِمونَ أَكُفَّهُم / وَالنارُ تَلقاهُم بِغَير حِجاب
ما كفَّ طَبعي عَن اِطالَة هذِهِ / مَلَل وَلا عَجزٌ عَنِ الاِسهاب
كَلّا وَلا لِقُصورِ عُلياكُم عَن ال / اِكتارِ وَالتَطويلِ وَالاِطناب
لكِن خشيتُ عَلى الرُواةِ سَأمةً / فَقَصَدتُ ايجازاً عَلى اِهذاب
كَم سامِعٍ هذا سَليمِ عَقيدَةٍ / صَدقِ التَشَيُّعِ من ذَوي الأَلبابِ
يَدعو لِقائِلِها بِأَخلَصِ نِيَّةٍ / مُتَخَشِّعاً لِلواحِد الوَهّاب
وَمناصِبٍ فارَت مراجِلُ غيظِه / حَنَقاً عَلَيَّ وَلا يُطيقُ مَعابي
وَمقابِلٍ ليَ بِالجَميلِ تصنُّعاً / وَفُؤادُهُ كره عَلى ظَبظاب
انَّ اِبنَ عَبّادٍ بآلِ محمدٍ / يَرجو بِرُغمِ الناصِب الكَذّابِ
فَاِلَيكَ يا كوفِيُّ أَنشِد هذِهِ / مِثلَ الشَبابِ وجودَةِ الأَحباب
شَيبٌ لِغَيرِ أَوانِهِ يَعتادُ
شَيبٌ لِغَيرِ أَوانِهِ يَعتادُ / داءٌ وَلكِن أَبطَأُ العُوّادُ
قَبل البَياضُ وَكَم بِقَلبِكَ عِبرَة / هَيهات أَن يَزَعَ البَياضَ سَوادُ
لَو دامَ مُعتَرِضُ القَتيلِ بِحالِهِ / لَرَضيتُهُ لكِنَّهُ يَزدادُ
أَو كانَ يَرضى بِالشَبابِ مُرافِقاً / لَقَنعتُ لكِن جُندُهُ أَبرادُ
أَو لَم يَكُن فَقدُ الشَبابِ نَقيصَةً / لَم تَشمُت الأَعداءُ وَالحُسّادُ
ما شَيَّبَتني أَربَعونَ صَحبَتُها / أَنّى وَلَم يَعلُ بِها الميلادُ
بَل شَيَّبَتني حادِثاتٌ أَخرجَت / آلَ النَبِيِّ الأَبطَحِيِّ شِدادُ
نَوَبٌ تُطَبِّقُ بِالحداد نِساءهُم / أَبَداً لَهُنَّ عَلى الكِرامِ حِدادُ
يا سادَتي مِن أَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ / أَنتُم عتادي يَومَ لَيسَ عتادُ
كُلٌّ لَهُ زادٌ يَدلُّ بِحملِهِ / وَولاكُم يَومَ القِيامَةِ زادُ
أَنتُم سراجُ اللَهِ في ظُلَمِ الدُجى / لَو كانَ يَدري القابِس المُرتادُ
ها أَنتُمُ سُفُنُ النَجاةِ وَرافِعوا الد / دَرَجاتِ يَومَ تشاهَد الأَشهادُ
بُعِثَ النَبِيُّ وَلا مَنارَ عَلى الهدى / وَالرشدُ قَد ضُرِبَت لَهُ الأَسدادُ
فَهدى وَأَدّى لَيسَ بِفِكرُ في العِدى / وَالكفرُ دونَ جلادِهِ أَجلادُ
فَزها عَلى شَجرِ الرَشادِ ثِمارُهُ / وَأَتى عَلى زَرعِ الضَلالِ حصادُ
خُسِفَت بِهِ الأَصنامُ بَعد عُلُوِّها / فَكَأَنَّهُ ريحٌ وَهاتا عادُ
وَوَزيرُهُ وَأَثيرُهُ وَنَصيرُهُ / أَسَدٌ تَزِلُّ لِبَأسِهِ الآسادُ
ذاكَ اِبنُ فاطِمَة الَّذي عَزَماتُهُ / بيضٌ صَوارِمُ ما لَها أَغمادُ
مَن سَيفُهُ حوَت وَلا يُروى وَاِن / وَرَدَ الدِماءَ حياضُها الأَجساد
مَن عِلمُهُ لم يُبتَذِل بَكأ بِهِ / حاشاهُ من بِحرٍ لَهُ امداد
مَن بَأسُهُ لا بَأسَ ان عَظَّمتَهُ / عَن أَن تُقاسَ بِقَدرِهِ الأَندادُ
عَجِبَت مَلائِكَةُ السَماءِ لِحَربِهِ / في يَومِ بَدرٍ وَالجِيادُ جِهادُ
اِذ شاهَدَتهُ وَالمَنونُ تطيعُهُ / فيمَن يَهمُّ بِخَطفِهِ وَيَكادُ
أَفَحكاهُ عَنهُم جِبرئيلُ لأَحمدٍ / اِسنادُ مجدٍ لَيسَ فيهِ سِنادُ
صَرَعَ الوَليدَ بِمَوقِفٍ شابَ الوَلي / دُ لِهَولِهِ وَتَهاوَتِ الأَعضادُ
وَأَذاقَ عُتبَةَ بِالحُسامِ عُقوبَةً / حُسِمَت بِها الأَدواءُ وَهيَ تِلادُ
وَعَدا عَلى عِشرينَ يَعتَرّونَ بِال / عُزّى فَجادوا بِالحَياةِ وَبادوا
من كُلِّ أَبلَجَ من قُرَيشٍ سيفُهُ / من فَوقِ أَكنافِ السَماءِ نجادُ
أَحلافُ حَربٍ أَرضَعوا أَخلافَها / فَكَأَنَّهُم لِحُروبِهِم أَولاد
قَوم اِذا رَمَقَ الزَمانُ مَكانَهُم / أَقعى وَقالَ المَوتُ وَالمِرصادُ
وَرَأوا أَميرَ المُؤمِنينَ فَأَيقَنوا / أَنَّ الوهادَ تَطولها الأَطواد
يَفري الفَرِيَّ وَيَنزِلُ البَطلَ الكَمي / يَ وَحُلّتاهُ من الدِماءِ جِسادُ
ما كانَ في قَتلاهُ الّا باسِلٌ / فَكَأَنَّما صَمصامُهُ نَقّادُ
لَكَ يا عَلِيُّ دَعا النَبِيُّ بِخَيبَرٍ / وَالقَومُ قَد كَذَّبوا القِتالَ وَعادوا
فَأَخَذتَ رايَتَهُ بكفٍّ عُوِّدَت / عاداتِ نصرٍ لم تَزل تُعتادُ
فَصَدقتَهُم حَرباً غَدت نيرانُها / ثُمَّ اِنثَنَت وَالمُشرِكونَ رمادُ
وَثَلَلتَ مَعقِلَهُم لحرِّ جَبينِهِ / كَم قائِمٍ أَزرى بِهِ الاِقعاد
وَرَجعتَ مَنصورَ الجَبينِ مُظَفَّراً / في المُسلِمينَ دَليلُكَ الاِرشاد
كَم من رؤوسِ لِلضِّلالِ قَصَدتَها / فَتَبَرَّأت من حملها الأَجساد
وَاِذكُر لعمرُ اللَهِ عمراً عِندَما / أَورَدتَهُ اِذ أَعوزَ الايراد
جَبنَ الجَميعُ وَلا جموعَ تَطيقُهُ / وَالشرُّ منهُ مبدأ وَمَعادُ
حَتّى اِنبَرَيتَ لجسمِهِ فَبَرَيتَهُ / كَزنادٍ الوى مالَهُ اصلادُ
بَدَّدتَ شَملَ الكافرونَ بَصارِمٍ / في حَدِّهِ الاِشقاءُ وَالاِسعادُ
لَو رُمتَ أَسرَهُمُ لَهانَ وَاِنَّما / بِكَ أَن يَعُمَّ المُشرِكينَ نفادُ
مُلكتَهُم يَومَ الوَغى وَبَذَلتَهُم / وَكَأَنَّهُم مالٌ وَأَنتَ جَوادُ
كَرم يشارُ اِلَيهِ بِالأَيدي الطوا / لِ وَمَفخر بِالمُكرَمات يَشاد
وَعمومَةٌ وَخؤولَةٌ في هاشِمٍ / لهما بِأَعلى الفرقَدَينِ مهادُ
وَعبادةٌ لو قَسِّمَت بَينَ الوَرى / عادَ العِبادُ وَكلُّهُم عُبّاد
وَخطابَة جذب القرآنُ بِضبعِها / لَم يُحتَكَم قَسٌّ لَها وَاياد
وَشجاعَةٌ لَمّا اِستَمَرَّ مَريرُها / لَم يُرضَ عَنتَرَةٌ وَلا شَدّاد
وَتَزَوَّجَ الزَهراءَ وَهيَ فَضيلَةٌ / غَرّاءُ لَيسَ تَبيدُها الآبادُ
قَد جاءَ بِالحَسَنينِ وَهو موفِقٌ / لِلحُسنَيَينِ وَنَجمُهُ صَعّادُ
غادٍ إِلى الاِسلامِ يَحفظُ أَيدَهُ / لَو لَم يُحاوِل كيدَهُ أَو غادُ
قَد دَبَّت الطَلقاءُ نَحو ضِرارِهِ / تَقتادُها الأَذخالُ وَالأَحقادُ
مِن بَعدِ أَن فُتِحَ الطَريقُ وَضَيِّعَ ال / عَهدُ الوَثيقُ وَأُخلِفَ الميعادُ
يا بَصرَةُ اِعتَرَفي بِأَنَّ بَصائِراً / فَقَدت لَدَيكَ رمى بِهِنَّ عناد
يا كَربَلاءُ تَحَدَّثي بِبَلائِنا / وَبكربنا اِن الحَديثَ يعاد
أَسَدٌ نماهُ أَحمَدٌ وَوَصِيُّهُ / أَرداهُ كلبٌ قَد نَماهُ زِيادُ
لا يَشتَفي الا بِسَبي بَناتِهِ / وَحُداتُها التَخويفُ وَالاِيعادُ
وَالدينُ يَبكي وَالمَلائِكُ تَشتَكي / وَالجَوُّ أَكلَفُ وَالسِنونَ جَمادُ
لا بَأسَ اِنَّ اللَهَ بِالمِرصادِ وَالر / رجسُ الزَنيمُ إِلى الجَحيمِ يُقادُ
أَيا آلَ هِندٍ اِن عَثَرتُ بِحُبِّكُم / فَرَأَيتُ جَدّي عاثِراً يَنأَد
اِن لَم أَكُن حَرباً لحرب كُلِّها / فَنَفانيَ الآباءُ وَالأَجدادُ
اِن لَم أُتابِع لَعنَها فَتَرَكتُ دي / نَ الاِعتِزالِ وَتَركُهُ الحادُ
اِن لَم أُفَضِّل أَحمَداً وَوَصِيَّهُ / فَهَدَمتُ مَجداً شادَهُ عَبّادُ
يا سادَتي قَد صارَ هذا عادَتي / في حُبِّكُم يا حَبَّذا المُعتادُ
أَرجو بِهِ حُسنَ الشَفاعَةِ عِندَكُم / في يَومِ يَنتَظِمُ العبادَ معادُ
كَم شيعَةٍ تَصغي لِسِحرِ قَصائِدي / فَكَأَنَّما أَيّامُها أَعيادُ
وَمناصبين تَسمَّعوا وَقلوبُهُم / حَرّى تَفَتَّتُ دونها الأَكبادُ
يا أَيُّها الكوفِيُّ هذه غُرَّةٌ / في جَبهَةِ الدُنيا لَها اِفرادُ
قَد أُنشِدَت مِن حَيّ عبادِيَّةً / خَضَعت لَها الأَضدادُ وَالأَندادُ
أَنشد وجوِّد فهيَ مِفتاحُ التُقى / يُزهى بِها التَوحيدُ وَالاِنشادُ
وَاِذا سُئِلتَ لِقصدِها وَمقرِّها / فَالحَيرُ أَو كوفان أَو بَغداد
المَجدُ أَجمَعُ ما حَوَتهُ يَميني
المَجدُ أَجمَعُ ما حَوَتهُ يَميني / وَالفَخرُ يَصغُرُ أَن يَكون خَديني
وَالدَهرُ مَوطِىءُ أَخمَصي وَالناسُ بِذ / لَةُ ملبسي وَالرَأيُ بَعضُ ظُنوني
وَالجودُ يَركَعُ خاضِعاً لأَنامِلي / وَالبَدرُ يَسجُدُ خاشِعاً لِجَبيني
وَالحَربُ بَينَ صَرائِمي وَصَوارِمي / اِن جا طحونُ رحائها بزبونِ
دنيا تَنحّي جانِباً عَنهُنَّ في / فَمناقبي وَمَناشِبي في ديني
لَو كانَت الدُنيا كُنوزاً في يَدي / لَوَهَبتُها من حَيثُ لا تَكفيني
ما قَدر منقض وَقيمَة نافِدٍ / وَمحلُّ ماضٍ أَن يُليقَ يَميني
العَدلُ وَالتَوحيدُ كُلُّ مَعاقِلي / وَوَلاءُ آلِ الطهرِ جُلُّ حُصوني
لا عِلمَ إِلّا ما أُناضِلُ دونَهُ / وَأُفاضِلُ الدُنيا تَناضلُ دوني
يا آلَ أَحمدَ قَد حَدَوت بِمَدحِكُم / لَمّا رَأَيتُ الحَقَّ جِدَّ مُبينِ
سَبَقَ الوَصِيُّ إِلى العُلى طُلّابَها / حَتّى تَمَلَّكها بِغَيرِ قرينِ
شَمسٌ وَلكِن لَيسَ يَغرُبُ قرصُها / وَضَياغِم لَم تَستَتِر بِعَرينِ
جَذَبَ النَبِيُّ بِضَبعِه يَومَ الغَدي / رِ وَوَكَّدَ التَعريفَ بِالتَعيين
خَتَمَ الرِقابَ بِنَصبِهِ لِوِلايَةٍ / خَتم الرقاب خلاف خَتمِ الطينِ
يَومٌ أَغرُّ أَضاءَ غُرَّةَ هاشِمٍ / يَومٌ هِجانٌ ساءَ كلَّ هَجين
اِذكر لَهُ بَدراً وَسَعي حسامِهِ / في هَجرِ روحٍ أَو وِصالِ مَنون
وَاِذكُر لَهُ أُحداً وَقَد أَرضى الرَدى / وَرضا الردى اسخاطُ كلِّ وَتينِ
ثُمَّ اِذكُر الأَحزابَ وَاِذكُر سَيفَهُ / أَسَدٌ يُلاقي الحَربَ بِالتَبنينِ
وَاِذكُر يَهودَ بِخَيبَر اِذ شَلَّها / مِثلَ العُقاب يُشلُّ بِالشاهينِ
وَاِذكُر حُنَيناً حينَ أَصبَح عَضبُهُ / يَلقى المَناجِزَ عن هَوىً وَحنين
أَجرى دماء المُشرِكينَ فَلَو جرت / في مَوقِفٍ لَرَأَيتَ أَلفَ معينِ
وَاِذكُر مُؤاخاةَ النَبِيِّ وَقَولِهِ / ما قالَ في موسى وَفي هارون
قَد سُدَّت الأَبوابُ اِلّا بابَهُ / لَو كانَ يُعرَفُ مَوضِع التَبيين
وَبَراءَةُ اِرتَجِعَت وَمُلِّكَ أَمرَها / يا رَبَّ شَأنٍ ناسِخٍ لِشُؤونِ
وَب هَل أَتى وحيٌ بِمَفخرِ ما أَتى / لِيُغَضَّ طَرفُ الناصِبِ المَغبونِ
أَرُواةَ آثارِ النَبِيِّ مَنِ الَّذي / يُدعى قَسيمَ النارِ يَومَ الدينِ
مَن بابُهُ في العِلمِ وَهوَ مَدينَةٌ / ايهٍ وَصاحِبُ سرِّهِ المَخزونِ
مَن زُوِّجَ الزَهراءَ حينَ تَزاحَموا / في خُطبَةٍ كَشَفَت عن المَكنونِ
مَن جَذَّ أَصلَ الناكِثينَ وَجَدَّ حَب / لَ القاسِطينَ وَحاطَ عزَّ الدينِ
مَن كانَ حَتفَ المارِقينَ القاسِطي / نَ وَحَينَهُم في ذِمَّة التَحيين
يا أُمَّةً مَلَكَ الضَلالُ زِمامَها / وَتَهالَكَت في حالِها المَلعون
أَجَزاءُ مَن هذي ذُؤابَةُ فَضلِهِ / وَثِمارُ عَلياه بِغَيرِ غُصونِ
أَلّا يُقَدَّمَ وَالفَضائِل شُهَّدٌ / وَالفَخرُ أَقعَسُ مشرِقُ العَرنين
وَتُراقُ مُهجَتُهُ وَيُقتَلُ نَسلُهُ / وَتُباحُ مُهجَتُهُ لِشرِّ قَطينِ
أَجرى الشَقِيُّ دَمَ الوَصِيِّ فَشَقَّقَت / حلَلَ الجنانِ أَكفُّ حورِ العَين
وَكَذا الدَعِيُّ اِبن البَغِيِّ عدا عَلى / وَلَدِ النَبِيِّ بِحقدهِ المَدفون
فَبَكَت مَلائِكَةُ السَماءِ بِكَربلا / وَالدينُ بَينَ تحرُّقٍ وَرَنينِ
وَجَرى عَلى زيدٍ وَيَحيى بَعدَهُ / ما أَلبَسَ الاِسلامَ ثَوبَ شجون
هاتا أُمَيَّةُ راجَعَت ثاراتِها / فيها بِشَملِ ضِلالِه المَوضونِ
فَتَقولُ لم تُسلِم وَلم تُؤمِن وَلم / تُعصِم بِحَبلٍ في اليَقينَ مَتين
فَاِذا بَنو العَباس تَحذو حَذوَها / فَاِسأَل عَن المَنصورِ أَو هارون
وَاِسأَل وَلا يَغرُركَ ما قَد لَبَّسوا / أَو دَلَّسوا من قصةِ المَأمون
وَهلمَّ جَرّاً فَالجَزائِرُ جمَّةٌ / فَوضى وَكَم من زَفرَةٍ وَأَنين
آلُ الهُدى ما بَين مَقتول وَمَأ / سورٍ وَمَسمومٍ إِلى مسجونِ
وَاللَهُ يُجزي الظالمين بِنارِهِ / كَي يَعلموا الأَنباءَ بَعد الحين
يا سادَتي اِنَّ ابنَ عَبّادٍ بِكُم / يَرعى رِياضَ العز وَالتَمكينِ
وَبكم يُدافِعُ ما يَنوبُ وَمِنكُمُ / يَرجو الشَفاعَةَ عن أَصَحِّ يَقين
هذي قَريعَةُ دهرِها وافَتكُمُ / في مَعرِضِ التَحسينِ وَالترصين
اِن قستَ أَشعارَ الفحول بِحُسنِها / فَقِس القتادَ بِرَوضَةِ النِسرَين
وَإِلَيكَ يا كوفِيُّ أَنشِد وَاتِّإِد / وَأَجِد عَلى التَطريبِ وَالتَلحين
دِمَنٌ عَفَونَ بِذي الأَراكِ
دِمَنٌ عَفَونَ بِذي الأَراكِ / خَلَّفنَ قَلبي ذا اِرتِباكِ
لَهفي عَلى أَيّامِنا / وَالعَيشِ في ذاكَ الشِرك
تَدَعُ الأَحازع لِلأَجا / زِع وَالنِباكَ عَلى النِباك
يا دارُ كَيفَ عَفَت رُباكِ / يا دارُ أَينَ مَضَت مهاكِ
أَم أَيُّ خطبٍ بعدَنا / أَو بَعدَ بُعدِهُمُ دَهاكِ
سَقياً لوسَنى وَهيَ تَر / مي حَبلَ وَصلي بِاِنبِتاكِ
لَهفي عَلى ثَغرٍ تُحَد / دِثُ عَنهُ أَلسِنَةُ السواك
يا وَسنَ لَم يَرَ ناظِري / نوراً لِمُقلَتِهِ سِواكِ
أَفضى حَديثي اِنَّهُ / لا عَيشَ لي حَتّى أراكَ
يا حاسِدي دُم في جَوىً / يُنمى وَفي هَمٍّ دِراكِ
اِنّي بِحُبِّ محمَّدٍ / وَوَصِيِّهِ رَهنُ اِمتِساك
أَهلُ لي مُوازٍ في ولا / ئِهِمُ وَهل لي من مُحاكي
أَدَعُ المُناصِبَ هامِداً / لا يَهتَدي طرقَ الحراك
حَتّى يولّي هارِباً / وَسِلاحُهُ في النَصبِ ناكي
يا عَترَةَ الزَهراءِ اِن / نَّ المَجدَ جَمٌّ في ذراكِ
قَلبي رَهينٌ عِندَكُم / لا يَهتَدي سُبُلَ اِنفِكاك
وَمِلاكُ أَمري مدحُكُم / نَفسي فداءٌ لِلمِلاء
مَن كَالوَصِيِّ لِكَسِّر أَر / ذالٍ تَجَرَّدُ لِلعِراك
كَم باسِلٍ قَد رَدَّهُ / رَهنَ اِمتِساكٍ وَاِحتِباك
وَمُعانِدٍ أَوهى حَري / مَ حَياتِهِ بيد اِنتِهاك
أَودى بِأَلفِ مُدَجَّجٍ / بَينَ اِنفِرادٍ وَاِشتِراكِ
لُعِنَت أُمَيَّةُ اِنَّها / أَهلُ الضَلالَةِ وَالاِفاكِ
قَد حارَبت خَيرَ الوَرى / وَالدينُ مُذ جَحدوهُ شاكي
وَتَعَمَّدوا قَتلَ الحُسَي / نِ فَناظِرُ الاِسلامِ باكي
سُبِيَت بَناتُ محمدٍ / وَستورُها رهنُ اِنهِتاكِ
يا لَيتَني في كَربَلا / ءَ أَنوحُ اِن بَكَت البَواكي
هذا وَلو شاهَدتُها / لَوَهبتُ روحي لِلهَلاكِ
يا أَرضَها أَفدي ذرا / كِ وَمُهجَتي تَفدي ثراكِ
مِن أَينَ لِلدُّنيا عَشي / رٌ من سنائِكِ أَو سناكِ
فيكِ المَساعي وَالمَعا / لي بِاِمتِزاجٍ وَاِشتِباك
يا شيعَةَ الهادينَ اِن / نَّ الرشدَ أَجمَعَ في حماكِ
بُلِّغتِ من دنياكِ مَع / أُخراكِ ما طَلَبت مُناك
اِنَّ ابنَ عبّادٍ بِآ / لِ محمَّدٍ فَوقَ السماك
قَد قالَ أَلفَ قَصيدَةٍ / أَبداً تحلِّقُ في السُكاكِ
فَاِلَيكَ يا كوفِيُّ هذي / مِثلَ درٍّ في سلاك
أَنشِد وَرَدِّد وَاروِ لي / دمَنٌ عَفَونَ بِذي الاراكِ
مالي أَرى قوماً اِذا سَمِعوا
مالي أَرى قوماً اِذا سَمِعوا / يَوماً بِفضلِ أَكابِرٍ زُهر
فَضلِ النَبِيِّ وَفضلِ عترتِهِ / نَظروا اليَّ بِأَعينٍ خُزرِ
قَد أَفصَحوا نَصّاً بِمَولِدِهم / وَالفَرعُ قَد يُنبي عن النَجرِ
فَاِذا ذكرتُ لهُم فَضائِلَهُ / قالوا شَتَمتَ بها أَبا بكرِ
كلٌّ لهُ فَضلٌ يَفوزُ بِهِ / وَالنَجمُ يقصرُ عن سَنا البَدرِ
هَيهات أَينَ القاعِدونَ وَقَد / أَنحى بِكلكلِهِ عَلى بَدرِ
هَيهات أَينَ الناكِثونَ وَقَد / وَفّى حقوقَ الفَتحِ وَالنَصر
هَيهات أَينَ القاسِطونَ وَقَد / رُدَّت اِلَيهِ الشَمسُ لِلعَصر
هَيهات أَينَ ثَعالِبٌ ضبحت / عَن مُشبلٍ لَيثٍ أَبي حُرِّ
ما ضَرَّهُ جَحدُ الرِجالِ لهُ / وَغَديرُ خُمٍّ كاشِف الأَمرِ
نَرضى بِهِ مَولىً وَنَترُكُهُم / يَتَنافَسونَ عَلى فَتى صَخر
وَالمَرءُ مَع مَن قَد أَحَبَّ فَلا / فُرقانَ بَينَهُمُ لِذي حجر
إنّي لِحُبِّ محمدٍ وَوصيِّه
إنّي لِحُبِّ محمدٍ وَوصيِّه / أَنحوهُما بِمَديحيَ المَوصوف
اِن لَم أَكُن حَرباً لِحَربٍ كُلِّها / فَرَأَيتُ كفي مِثلَ كفِّ الكوفي
يا وَصلُ مالَكَ لا تُعاوِد
يا وَصلُ مالَكَ لا تُعاوِد / يا هَجرُ مالَكَ لا تُباعِد
أَينَ التَصافُحُ وَالتَعا / نُقُ وَالقَلائِدُ وَالوَلائِد
لِم لا يَعودُ العَذلُ يُر / ميني حَواصِبَهُ صَوارِد
أَينَ الطَرازُ عَلى الوُجو / هِ صَدَدنَ عَن تِلكَ العَناقِد
لِم غابَت الخيلانُ عَن / بيضِ الوُجوهِ وَلم تُعاوِد
لِم لا أَرى ظَبياً تَخَط / طَرَ في الربايب وَالمهادد
لَهفي عَلى عيشي الرَقي / قِ وَطيب هاتيكَ المَوارِد
لَهفي عَلى شَملي الجَمي / عِ وَعَهدِنا بَينَ المَعاهِد
أَيّامَ كانَ زَمانُنا / لَدنَ الأَخادِعِ وَالمَقاوِد
وَإِذا مَلَلتُ من القَلا / ئِدِ وَالمَعاهِدِ وَالوَلائِد
أَلجَمتُ أَشهَبَ طائِراً / أَلفَيتُهُ قَيدَ الأَوابِد
لَفَّ الأَجارِدَ بِالأَجا / رِدِ وَالفَدافِدَ بِالفَدافِد
وَالتُربُ يُعبَطُ شِدَّةً / اِن لَجَّ في طَلَبِ المَعانِد
وَمَعي شَجيُّ القَلبِ هِن / ديُّ المَناصِلَِ وَالمَجارِد
لَو كانَ يَعمَلُ في الجَلا / مِدِ قَدَّ أَجوازَ الجَلامِد
أَهُوَ ذائِبٌ مِمّا بِهِ / لكِنَّهُ في الكفِّ جامِد
لَم يخلُ قطُّ غِرارُهُ / من قَطِّ مجتهدٍ وَجاهِد
يا لَيتَني أَمضَيتُهُ / في الناصِبينَ أَولي المَكائِد
أَهلِ الضَلالَةِ وَالجها / لَةِ في الدَفائِنِ وَالعَقائِد
من أَهل هِندٍ وَزيا / دٍ انَّهُم قُرَضُ الحَدائِد
هذا وَلو ترك الاما / مَةَ في الاِقارِبِ وَالأَباعِد
لَم تَجتَري عُصَبُ الهبو / طِ عَلى مُناوَأَةِ الفَراقِد
وَالبَيتُ لا يَبقى عَلى / عَمَدٍ إِذا وَهَت القَواعِد
روحي فِداءُ أَبي ترا / بٍ اِنَّهُ بَحرُ الفَوائِد
بَحرُ الفَوائِد وَالعَوا / ئِدِ وَالمَناصِبِ وَالمراشِد
فَلَكُ المَجامِعِ وَالمَحا / فِلِ وَالمقاوِل وَالمقاصِد
نالَ الفَراقِدَ وَالَّذي / قَد قَدَّموهُ بَعدُ راقِد
وَاللَهِ ما جَحدوهُ عن / حَقٍّ عَلى الأَيّامِ خالِد
إِلّا لثاراتٍ تَقا / دَمَ عَهدُها في قَلبِ حاقِد
وَمحلُّهُ فَوقَ الاِما / مَةِ لَو يُرى لِلفَضلِ ناقِد
لَولا فَتاويهِ لكا / نَ أَجَلُّهُم يَقظانَ راقِد
هُوَ أَوحدٌ بَعدَ النَبِي / يِ المُصطَفى وَالحَقُّ واحِد
وَفخارُهُ يَتَناوَلُ الز / زُهرَ الثَواقِبَ وَهو قاعِد
نَصَرَ النَبِيَّ المُصطَفى / عِندَ العَظائِمِ وَالشَدائِد
حَيثُ الكماةُ الدّارِعو / نَ ضَراغمٌ تَحتَ المَطارِد
وَالمَوتُ يَحكُمُ قاضِياً / بَينَ المُحارِبِ وَالمُحارد
حَتّى اِذا ما الدينُ حَط / طَ جِرانَهُ ثَبتَ المَعابِد
وَقَضى الغَديرُ بِما قَضى / وَالصُبحُ لِلظُلماءِ طارِد
كانَت امروٌ حَصرُها / بِالعَدُوِّ يُعجِزُ كلَّ عاقِد
وَأَتَت مَعَ الجَمَلِ الخِدب / بِ لِحىً تَنَفِّشُ لِلأَوابِد
وَمَضَت عَجائِبُ قَد رُبِي / نَ وَكم أَعُدُّ وَكَم أُعاوِد
وَالنَكثُ بَعد البيعَةِ ال / غَرّاءِ من فِعلِ المُعانِد
أَلِلَّهُ عَونُكَ يا عَلِي / ي وَحَربُ خوّانٍ وَجاحِد
لَولا جَرائِرُ ذلِكَ ال / جَمَلِ الَّذي قَد قيلَ مارِد
وَعَمى رجالٍ كُلُّهُم / أَعمى يَجىءُ بِغَيرِ قائِد
ما كانَ يَشتَغِلُ اِبنُ هِن / دٍ لِلخِلافَةِ وَهوَ خامِد
لَكَ مِنّيَ المِدَحُ الَّتي / يُعنى بِأَدناها عُطارِد
أَنتَ الفَريدُ وَهذِهِ / في وَصفِ عَياك الفَرائِد
وَولايَتي مَشهورَةٌ / مَشهودَةٌ وَاللَهُ شاهِد
لكِنَّني مُتَحَرِّقٌ / لَلبُعدِ عَن تِلكَ المَشاهِد
يا رَبّ جَنِّبني العَوا / ئِقَ مُجزِلَ النِعمِ العَوائِد
كيما أُباشِرَها بِرو / حِيَ انَّ بَرحَ الشَوقِ زائِد
يا أَيُّها الكوفيُّ هذي / غُرَّةٌ بَينَ القَصائِد
أَورَدتُها تَرمي النَوا / صِبَ بِالصَوائِبِ وَالصَوارِد
ضَحَّت بِهِم في عيدِ أَض / حى اِنَّهُم نَعَم شَوارِد
وَحَذَفتُ أُختَ الشينِ مِن / ها عَن طلابِ أَخٍ معانِد
أَنشِد وردِّد إِنَّها / زادُ القِيامَةِ لِلمَعابِد
أَجرُ اِبنِ عَبّادٍ بِها / يوفي عَلى عِشرين عابِد
أَلفٌ أَميرُ المُؤمِنين عَلِيُّ
أَلفٌ أَميرُ المُؤمِنين عَلِيُّ / باء بِهِ ركنُ اليَقينِ قَوِيُّ
تاءُ تَوى أَعدائِهِ بِحُسامِهِ / ثاءٌ ثوى حيثُ السماك مُضِيُّ
جيمٌ جَرى في خيرِ أَسباقِ العلى / حاءٌ حوى العَلياءَ وَهو صَبِيُّ
خاءٌ خَبت حسّادُهُ من خوفِهِ / دالٌ دَرى ما لَم يَحُز أَنسيُّ
ذالٌ ذُؤابَةُ مجدِهِ فَوق السُهى / راءٌ رَوِيُّ فخارِهِ علويُّ
زايٌ زَوى وَجهَ الضَلالَةِ سيفُهُ / سينٌ سَبيلُ يَقينِهِ مَرضِيُّ
شينٌ شَأى أَمَدَ المُجاري سَبقُهُ / صادٌ صِراطُ الدينِ منهُ سَوِيُّ
ضادٌ ضِياءُ شموسِهِ نورُ الوَرى / طاءٌ طَريقُ علومِمِ نَبَوِيُّ
ظاءٌ ظَلامُ الشكِ عَنهُ زائِلٌ / عينٌ عَرينُ أُسودِهِ محمِيُّ
غينٌ غرارُ حسامِهِ حَتف العدى / فاءٌ فَسيحُ الراحتَينِ سخيُّ
قافٌ قَفا طرقَ النَبِيِّ المُصطَفى / كافٌ كَريمُ المُنتَمى قرشي
لامٌ لقاحُ الحَربِ مَحروس الذرى / ميمٌ مَنيعُ الجانِبَينِ تقيُّ
نونٌ نَقِيُّ الجيبِ مَرفوعُ البنا / واوٌ وَصيُّ المُصطَفى مَهدِيُّ
هاءٌ هديَّةُ رَبِّهِ لِنَبِيِّهِ / ياءٌ يُقيمُ الدينَ وَهو رضيُّ
أَهدى اِبنُ عَبّادٍ إِلَيهِ هذِهِ / غَرّاءَ لم يَفطَن لها شيعيُّ
يَرجو بِها حُسنَ الشَفاعَةِ عِندَهُ / حَسَنُ الوَلاءِ موحِّدٌ عَدليُّ
أَبرَزتُها مِثلَ العَروسِ بديهَةً / فَليَبتَدِر لِنَشيدِها الكوفِيُّ
قَولاً لِهذا الخارِجيِّ الناصِبِ
قَولاً لِهذا الخارِجيِّ الناصِبِ / لا زِلتَ في خزيٍ وَلعنٍ واصِبِ
تَدعو مُعاوِيَةً اماماً عادِلاً / رَجلي وَرَأسُكَ في حِرامِّ الكاذِب
الناسُ في أَخلاقِهِم أَصنافُ
الناسُ في أَخلاقِهِم أَصنافُ / وَأَقَلُّهُم فيهِ نُهىً وَعفافُ
لا تَصحَبَنَّ سِوى التَقِيِّ أَخي الحجي / اِنَّ القَرينَ إِلى القَرينِ يُضافُ
رقَّ الزجاجُ وَرَقَّت الخمرُ
رقَّ الزجاجُ وَرَقَّت الخمرُ / وَتشابها فَتَشاكل الأَمرُ
فَكَأَنَّما خمرٌ وَلا قَدحٌ / وَكَأَنَّما قَدحٌ وَلا خمرُ
يا أَهلَ سارِيَةَ السَلامِ عَلَيكُمُ
يا أَهلَ سارِيَةَ السَلامِ عَلَيكُمُ / قَد قَلَّ في أَرضيكُم الخطباءُ
حَتّى غَدا الفَأفاءُ يَخطُب فيكُم / وَمن العَجائِبِ خاطب فَأَفاءُ
يا سَيِّداً أَفديهِ عِندَ شكاتِهِ
يا سَيِّداً أَفديهِ عِندَ شكاتِهِ / بِالنَفسِ وَالوَلدِ الأَعَزِّ وَبِالأَبِ
لِمَ لا أَبيتُ عَلى الفِراشِ مسهَّداً / وَقَد اِشتَكى عُضوٌ من اِعضاءِ النَبِيِّ
ما سافَرت لَحظاتُ عَيني نَحوَكُم
ما سافَرت لَحظاتُ عَيني نَحوَكُم / إِلّا عَلى خَيلٍ من العبراتِ
قَد طالَ قَرنُكَ يا أَخي
قَد طالَ قَرنُكَ يا أَخي / فَكَأَنَّهُ شِعرُ الكُمَيتِ
أَسدٌ وَلكِنَّ الكِلا
أَسدٌ وَلكِنَّ الكِلا / بَ تَعاوَرَتهُ بِالنِباحِ
لَم يَعرِفوا لِضَلالِهِم / فَضلَ الزَئيرِ عَلى الصِياحِ
وَدَعا إِلى التَحيمِ لَم / ما عَضَّهُ حَدُّ الرِماح
فَمَضى أَبو موسى وَعَم / روٌ جالِبا الشَر البراحِ
بابانِ قَد فُتِحا إِلى / شَرٍّ يَدوم عَلى اِنفِتاحِ
هُم أَكَّدوا أَمر الدَعِ / يِّ يَزيد مَلفوظِ السفاحِ
فَسَطا عَلى روح الحُسَي / نِ وَأَهلِهِ جَمَّ الجماحِ
صَرَعوهُمُ قَتَلوهُمُ / نَحَروهُمُ نَحرَ الأَضاحي
يا دَمعُ حَيَّ عَلى اِنسِفا / كٍ ثُمَّ حَيَّ عَلى اِنسِفاحِ
في أَهلِ حيَّ على الصلا / ةِ وَأَهلِ حَيَّ عَلى الفَلاحِ
يَحمي يَزيدُ نِساءَهُ / بَينَ النَضائِدِ وَالوِشاحِ
وَبناتُ أَحمَد قَد كُشِف / نَ عَلى حَريمٍ مُستَباح
لَيتَ النَوائِحَ ما سَكَت / نَ عَن النِياحَةِ وَالصِياح
يا ساداتي لَكُمُ ودا / دي وَهو داعِيَة اِمتِداحي
وَبِذكرِ فَضلِكُمُ اِغتِبا / قي كلَّ يَومٍ وَاِصطِباحي
لزمَ اِبن عبادٍ وَلا / ءكُمُ الصَريحَ بِلا براح
مُتَغايِراتٌ قَد جُمِعنَ وَكلُّها
مُتَغايِراتٌ قَد جُمِعنَ وَكلُّها / مُتَشاكل أَشباحُها أَرواحُ
وَإِذا أَرَدتَ مصرِّحاً تَفسيرها / فَالراحُ وَالمِصباحُ وَالتُفاحُ
لَو يَعلَمُ الساقي وَقَد جُمِّعنَ لي / من أَيِّ هذي تُملَأُ الأَقداحُ
بمحمدٍ وَوَصِيَّه وَاِبنَيهما
بمحمدٍ وَوَصِيَّه وَاِبنَيهما / الطاهِرَينِ وَسيدِ العُبّادِ
وَمحمدٍ وَبِجَعفَرِ بنِ محمدٍ / وَسميِّ مَبعوثٍ بِشاطي الوادي
وَعَلِيٍّ الطوسيِّ ثُمَّ محمدٍ / وَعَلِيٍّ المَسمومِ ثُمَّ الهادي
حسنٍ وَأَتبَع بَعدَهُ بِامامةٍ / لِلقائِمِ المَبعوثِ بِالمِرصادِ