المجموع : 210
إِنَّ القُلوب إذا غدت
إِنَّ القُلوب إذا غدت / في الحُبِّ مترعة الحياضِ
فَهناك شيء بالرسا / لة بينها آتٍ وَماضي
من ذا يسد عَلى الصبا / إن أَسرعت طرقَ الرياض
كرهت سليمى أن تَرى / في لمَّتي أَثر البياض
إني كذلك يا سلي / مى عَن بَياضي غير راضي
غرِّد بشعر منك في روض المنى
غرِّد بشعر منك في روض المنى / روض المنى يا عَندَليب أَنيقُ
أحمامة صدحت بأجرد قاحل / هَلا صدحتِ عليه وَهوَ وَريق
يا روض زهرك قد تغير لونُهُ / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الشَقيق شَقيق
إنَّ الرَّبيع كَثيرةٌ أَوراده
إنَّ الرَّبيع كَثيرةٌ أَوراده / فاذا اِنقَضى لَم يَبقَ من أَورادِ
إن متُّ تحزن في العراق أَحبةٌ / حيناً وَتفرح في العراق أَعادي
كَم موقف للحب فيه تكلمت
كَم موقف للحب فيه تكلمت / بعيونها الفَتيات وَالفتيانُ
فتن الجَميع الحسن في ريعانه / وَالحسن في ريعانه فتّان
يا مَنزِلاً فيه تعاطينا الهَوى / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الزَمان زَمان
جاءَ الخَريف مبكراً فَتَجَرَّدَت / في الدوح من أَوراقها الأغصان
قَد كانَ ريحان وَكانَت روضة / وَاليَوم لا روض وَلا ريحان
يبني الهزار عَلى الغصون لنفسه / عشاً فتهدم عشه الغُربان
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي / بين الحَقيقة وَالخَيال
يَخفى كسرٍّ ثم يظ / هرُ شاحِباً مثل الهِلال
فإذا بدا فكأنّه / أَملٌ لِرَينِ اليأس جالي
وإذا اِختَفى فكأَنّه / روح تلفّع بالظلال
شبح توشَّح حين طَو / وفَ بالوضاءَةِ وَالجَمال
أَتَرى سعاد أَتَت تفي / بالوَعد من بعد المطال
أَم كانَ ما عيني تشا / هد من خَيالات اللَيالي
طيف الحَبيبة قد أَتى / في اللَيل يسمح بالوصال
إن لَم يَكن هو شخصها / فمثالها فيما بدا لي
يا طيف أَنتَ اليوم اق / ربُ من سعاد إلى النوال
وأبر منها في موا / صلة المحب بكل حال
يا طيف أَنتَ عَليّ يا / طيف الحَبيبة أَنتَ غالي
قَلبي أَحب وَلَم تبن
قَلبي أَحب وَلَم تبن / فيه عَلى حبي أَماره
فكأَنَّ قَلبي لَيسَ في / هِ للصَبابة من حَراره
خَفي الهَوى فيهِ كَما / تَخفى الشَرارة في الحِجاره
إِنَّ الهَوى مَعنى تقص / صر عَن إبانته العباره
لَهفي عَلى الغُصنِ الَّذي / أَخذت تزايله النضاره
تَمضي حَلاوتها الحَيا / ةُ وإنما تَبقى المَراره
ناديت لَيلى داعياً
ناديت لَيلى داعياً / وَاللَيل منسدل الستارِ
قَد جنَّ حَتّى خلت أَن / نَ الكَون مطليٌّ بقارِ
فأَتى يسارع طيف لَي / لى ساحباً فضل الازار
يا طيف لَيلى زرتَني / لَيلاً عَلى شحط المزار
يا طيف إني لَم أَكُن / في لَيلَتي لك ذا اِنتظار
لا تقبل الأجرام عدّا
لا تقبل الأجرام عدّا / كلا ولا الأَبعاد حدّا
العَقل يرجع خائباً / عنَها وإن لم يأل جهدا
يَرقى إليها مورياً / بالفكر في الظلماء زندا
مسترشداً بعلومه / فبها إذا ما ضل يُهدى
وَقَد استعدَّ وكل سا / ع يَستَعين بما استعدا
فَيسيح في لَيل به / زهر النجوم يقدن وقدا
وَيَجوز أجوازاً لَها / متعسفاً فَيَكاد يَردى
مَهما تَرقى صاعداً / أَلفى وَراء البعد بعدا
يَسمو وَيَذهَب موغلاً / فيصده الإعياء صدا
حَكَت المجرَّة صارِماً / وَحَكَت سحائبها فرندا
نَفسي تود وَكَيفَ أم / نع فيّ نَفسي أَن تودّا
لَو أَنَّها وجدت طَري / قاً منه للشعرى يؤدَّى
وَتصعدت فَتقلدت / من أنجم الجوزاء عقدا
وَبكفها لمست من ال / قرب السَماء اللازوردا
خادعت نَفسي حين لَم / أَر من خداع النفس بدا
إني إذا خالفتها / كانَت لي الخصم الألدا
يا نفس بعد الموت ذا / لك كائنٌ فإليك وعدا
وَالعَقل يَعلم من سيا / حته الَّتي أَولته مجدا
أن المجرة لَم تَكُن / إلا عوالم فقن عدّا
وَالسحب فيها أنجم / هن الشموس بعدن جدا
متحركات في السما / ء تخال أن لهنَّ قصدا
متنقلات في فسي / حِ فَضائها عكساً وَطردا
فَلَها مجاز في مجا / هلها تسير به وَمعدى
زرقاً وَحمراً زاهيا / تٍ في مجاريها وَرُبدا
متجاذِبات لَو تخل / لفَ واحدٌ عنها لأودى
وَهناك أجرام عَلى / كر الدهور جمدن بردا
سَتُعيد يَوماً ما حَرا / رتها القديمة أَو أَشدا
وَتمد ثانية أَشع / عتها إلى الأطراف مدا
إني لأحسب أن هَ / ذا الكون حيٌّ سوف يَردى
وَكَذاك أَحسب كل نج / مٍ جوهراً للكون فردا
والأرض بنت الشمس تَل / زم أُمَّها جرياً وَتحدى
وَتدور في أطرافها / مشدودة بالجذب شدا
فَتَطوف مثل فراشة / لاقَت بجنح اللَيل وقدا
وَبدور محورها تُوَج / جِه نحو نور الشمس خدا
لَولا دَليل الجذب ما / ملكت بهذا السعي رشدا
وَلأُبعدت عَن أمها / فمَضَت وَما ألفت مردا
بل تاه جامد جرمها / أَو صادفت في السير ضدا
وَيلي لَها إن صادمت / جرماً من الأجرام صلدا
فَهناك يهلك أَهلها / وَتَكون للإِنسان لحدا
لهفي على الشبان تخ / مد منهم الأنفاس خمدا
وعلى الحسان الكاعبا / ت عرضن كالرمان نهدا
والورد خداً والظبا / عيناً وخُوط البان قدا
تردى وأكبر في نفو / س العاشقين بذاك فقدا
فتموت سلمى في الشبا / ب وزينب وتموت سعدي
وعلى الرجال الذائدي / ن عن الرعية من تعدَّى
كُشفت بهم غماؤها / وأُحيل بؤس العيش رغدا
هم ألبسوا الأقوام إذ / فسدوا من الإصلاح بُردا
وبنوا بفضل الذَبِّ بي / ن الظلم والضعفاء سدا
مثل السيوف المصلتا / ت لهم تكون الأرض غِمدا
وعلى الفلاسفة الأُلى / كشفوا من الأسرار عدا
وعلى الرجال الماحصي / ن العلم تحقيقاً ونقدا
ويلي له من حادث / يستنفد الأعمار حصدا
إن لم يمت في يومهِ ال / إنسان فهو يموت بعدا
ما الموت إلا منهل / نأتَمُّهُ وفدا فوفدا
قد مرّ للمتنعمي / ن وطابَ للبؤساء وِردا
حمداً لك أللهم في ال / سرّاءِ والضراء حمدا
ماذا تكون الأرض بع / د صلائها أتعود تهدا
أَتُحِدُّ بعد خرابها ال / مظنون للعمران عهدا
أَلها إذا بلغت نها / ية دورها المسعود مبدا
إني لآمل أن تُعي / د قوى الحياة وتستردا
وتُعيش حيواناً بها / وتكون للانسان مهدا
وتعيد آباء كما / كانوا بها وتعيد وِلدا
الأرض بالإنسان تك / سب بهجةً وتنال سعدا
يا ارض لولا سعيه / لم تدركي يا أرض مجدا
هو ذلك السرُّ الذي / أفشاه مُبدعه وأبدى
لا تحتقره لكونه / في أصله قد كان قردا
فلقد تقدم في الكما / ل وبالفضائل قد تردّى
قُيدتَ من حوج الحَياة بأدهمِ
قُيدتَ من حوج الحَياة بأدهمِ / وَطرحت في درج القضاء المبرمِ
لا بد من حتف يزورك آخِراً / والأهل حولك قائلون لك اسلَم
سلَّمت أنك بالثراء ممتع / لكن بقاؤك فيهِ غير مسلم
لك من قصورك في اليفاع منازِل / وَالقبر آخر منزل لك فاِعلَم
لك أُسوة بالسابقيك إِلى الرَدى / ما أَنتَ وحدك فيه بالمتهدم
درجوا إلى أجداثهم فاليوم هم / جثث هنالك باليات الأعظم
كانت لهم هذي البقاع منازلا / فيما تصرم من زمان أقدم
ذهبوا وخلفت المنازل بعدهم / وكذا المنازل بعدهم لم تسلم
فاليوم من تلك المنازل لا ترى / إلا طلولاً دراسات الأرسم
لك في الرجاء إذا أردت تشبُّثاً / حبل مَتى تمسك به يتجذَّم
إِنّا مِن الدنيا بمنزل محنة / يَبكي الحكيم به عَلى المتبسم
يا أَيُّها العيش المقدَّر أَنتَ لي / سم وَقَد يَحلو مذاقك في فَمي
صور الحياة بأرضنا معروفة / لكنها ماذا بباقي الأنجم
قالوا الحياة هناك تشبه ما هنا / فأجبت هذا الرأي ليس بمحكم
من أين نعرف أنها في غيرها / ليست بأسعد في المعاش وأنعمِ
ودّ ابن هذى الأرض من حرص به / لَو أَنَّه صعد السَماءَ بسلَّم
ساءَ الفَتى أَن قد أَقام ببقعة / لَيسَ الفَتى يَوماً بها بمكرم
لا تعرض الأم الحزينة لابنها / خدّاً على الأرزاء غير ملطم
ما زالَ منه الكف في صدر العدى / ليذودهم عَن حوضه المتثلم
وأجنَّه والهم ليل أليلٌ / قد شَفَّ عن أزمات يوم أيوم
ما في قوى الإنسان أَو تركيبه / شيء إِلى غير الطَبيعة ينتَمي
كل الَّذي يَرجو المؤمِّلُ ممكنٌ / إلا رجوع شبابه المتصرم
ذهب الصبا فمضى الحبيب ولم يكن / عهد الصبا بأعز منه وأكرم
قيل الحبيب مسائل عنا وذا / قول على جرحى العميق كمرهم
القلب حدثني بهِ ومن المنى / أن لا يكون حديثه بمرجَّم
كذب الفؤاد فما الحبيب بسائلٍ / عنا ولا بحديثنا متكلم
يا قلبُ أنت متيم بمليحة / ما أن يرق فؤادها لمتيم
ملكت مخلفةً قيادك في الهوى / وطلبت مرحمة ولما ترحم
يا قلبُ مالك آسفاً متلهفاً / إن لم تكن يا قلب بالمتندم
أتراه كيف أتى يعاتب قلبه / والقلب ينظر نظرة المسترجم
دعه يناج القلب منه إنه / متأَلم يشكو إلى متألم
مرّت نوار تميس في خطواتها / مع غادة بكر وأخرى أيِّم
ليست نوار كما نظن بخيلة / تقسو إذا مرّت على المتظلم
فقد اعترضتُ نوار عند مرورها / أشكو لها أوصاب قلبي المؤلمِ
سمحت نوارُ كما نروم بوقفةٍ / تصغى بها لشكاية من مغرم
إني عييت كما ترى بحضورها / يا دمع إنك أفصح فتكلم
فجرى أمام نوار دمعي ناطقا / وأطال في الشكوى ولم يتلعثم
كادت نوار ترق عند سماعها / لحديث دمعي عن أسايَ مترجم
لكنها من خوف تربيها أبت / نُطقاً فلم تسعف ولم تتبرَّم
لِلَّه عيشٌ قد تقلص ظله / من بعد مسعدتي به وتنعمي
أيام لا قلب الحبيب بمائل / عني ولا عهد الصبا بمذمم
ما دام ذاك العيش في معانه / إلا كلمح البرق للمتوسِّم
عندي عليه أسى كأن ظلامهُ / وقت الدجى ليل بليل يرتمي
وكأنما أملى المضئ خلاله / برق يلوح بعارض متجهِّم
أنوار أن الصب مات سروره / يوم الفراق فقلبه في مأتم
حسن الطبيعة ظاهر للعين في / روض بأزهار الربيع منمنم
وقساوة الإنسان يظهر قبحها / في حومة للحرب تصبغ بالدم
ما زالَ هَذا الكَون سِراً طاوياً / في نفسه لحقيقة لَم تفهم
وَالعَقل يخبط لاكتشاف سَبيله / في جوف لَيل للعماية مظلم
عُلمت من الأشياء فيه ظواهر / وَبواطِن الأشياء لمّا تعلم
تقف العقول إذا أردن تفهُّما / حيرى هناك أمام أمرٍ مبهم
لا شيء يفسد حكم قا
لا شيء يفسد حكم قا / نون الجَماعَة كالتَغاضي
وإذا اِستَكانَت أُمَّة / فاحكم عليها بانقراض
وَإِذا الشعوب تَحاكَمَت / يوماً فان السيف قاضي
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف
أرسلت طَرفي في الفَضاء فَلَم يَقف / فَعَلِمت أن البعد فيه سَحيقُ
يا طرف أَرجو في سراك إلى العلى / أَن لا يَعوقك عنده العيوق
بين النجوم به وأَنفسنا الَّتي / تَنوى الرَحيل من الأثير طَريق
اللَّيل داج وَالطَريق مخوفة / فضللت لَولا اللَّه وَالتَوفيق
الأقوياء بكل أَرض قد قضوا / أن لا تُراعى للضَعيق حقوق
إِنَّ الشعوب لتستحق تساوياً / لَولا اختلاف بينها وَفروق
إني أَخاف من انفجار هائِلٍ / فَعَلى النهى يتكاثر التَضييق
لَو كانَ هَذا الكَون فيه وازِعٌ / ما كانَ يَتَّسِع الجدا وَيَضيق
يودي الفَتى من حيث يسلم غيره / ما لِلسَلامة منهج مطروق
الكَون بحر من لَهيب لاهِب / وَالناس فيه سابح وَغَريق
في كل حَي شعلة من ناره / فَكأَنَّما هذي الحَياة حَريق
خلت الدهور وَمَرَّت الأعصارُ
خلت الدهور وَمَرَّت الأعصارُ / وَاللَيل لَيل وَالنَهار نهارُ
للأَرض أَدوار وَلست بعارف / حَتّى مَتى تَتعاقب الأدوار
ما إِن يحط من الحَقيقة قدرها / أَنَّ الحَقيقة مالها أَنصار
ما كانَ يفلح في شؤون حَياته / عقل عَلى خطأ له إصرار
أَنا لا أَرى أَنَّ الحقيقة مثلما / شعرت به الأسماع والأبصار
إن الطَبيعة لَم تَزَل مجهولة / وَلَقَد أَحاطَ بنا لَها أَسرار
العقل سار تارة وَمؤوّب / وَالشك لَيل وَاليَقين نهار
وَالزعم قد يَصفو فيظهر صائِباً / وَعَلى الحَقيقة قَد يَكون غبار
لا تكثرنَّ من الخضم توغلاً / فأَخاف أَن يجتاحك التيار
كسب الَّذي قد كانَ يؤثر غيره / حَمداً فكانَ لِنفسه الإيثار
إن النفوس إذا اقتنت لعقيدة / مثل الجسوم يُرى لها استمرار
إِنَّا بعصر قد أَبان رقيُّه / وَالناس قَد غاصوا البحار وَطاروا
تِلكَ النجوم عَلى شسوع مكانها / عَنا تمثلها لنا الأنوار
وَالجسم مهما دامَ في اِستقراره / فيه جواهر مالها استقرار
قد عاتَبوني من جهالتهم عَلى / ما قد أَتَيت كأَنَّني مختار
ما جئت أَستَبِق الحَياة مُسارِعاً / لَو كانَ لي قبل المَجيء خيار
إِن عاشَ إنسان تعش أَوطاره / أَو ماتَ يَوماً ماتَت الأوطار
إِنَّ الحَياة سَعادَة وَشَقاءُ
إِنَّ الحَياة سَعادَة وَشَقاءُ / يَتَعاقَبان وَضحكة وَبكاءُ
في قَلب من يحيا عَلى ضيق به / يأس يخيم تارة وَرَجاء
لليل صبح سوف يسفر بادياً / بعد الظَلام وَللنهار مساء
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ / إلا إذا هدم الرجاء قنوطُ
إنا بعصر لا حَياة بأرضه / إلا لمن هو في الكفاح نشيط
وإذا تقدمت الشعوب حضارة / تَزداد فيها للحياة شروط
أَما الألى صعدوا بلا سند لهم / فَلَهم عَلى قدر الصعود هبوط
إن اعتدالك في الأمور لمصلح / ما أَفسد الإفراط وَالتَفريط
لا تَعلَم الألباب ما هُوَ فاعِل / فيهنَّ أَم ماذا بهن يحيط
ما طالَ عهد اليأس في قلب امرىءٍ / إلا اِستَبان عَلى الجَبين خطوط
أمنيتي هي لَو ظفرت بنيلها / عيش ببادية العراق بسيط
قَد كانَ كل الظن أن حبيبتي / وَهيَ الحَقيقة للثام تَميط
مهما طما بحر به أَنا سابح / فله عَلى الجنبات منه شطوط
قَد قاسَ أعماق الفضاء فَلَم يجد
قَد قاسَ أعماق الفضاء فَلَم يجد / عقل الحَكيم نهاية الأَبعاد
بالعَقل لَيسَ الفَيلَسوف بمدرك / ما يطمئن له من الآباد
لما أَخذت أقيس أَبعاد السهى / طالَت عليَّ مراتب الأعداد
ما إِن أرى إلا فساداً قبله / كون وكوناً جاءَ بعد فَساد
ما الكَهرباء سوى الحَياة إذا اِنتَهَت / حركاتها ذهبَ الحَياة بداد
عَجَبي من الإنسان يهججَ آمِناً / وَالمَوت للإِنسان بالمرصاد
لا تَطمَئِن بكون لَيلك هادِئاً / فَلَسوف يأَتي السيل ملء الوادي
الشَمس قَد غربت فحيّ عَلى السرى / مستهدياً بالكَوكب الوقاد
وَيلي من الأيام إن جديدها / أَخنى عليَّ وَنالَ من اجلادي
لَم يجدني لَهفي عَلى شَعري الَّذي / بان البياض عليه بعد سواد
حسْنٌ وَقبح أَو رضىً وَبغاضةٌ / يا دَهر إنك جامع الأضداد
فتشت من بعد الحَريق مَكانه / فوجدت أَنقاضاً وَبعض رماد
يا أَرض إنك في زَمان واحد / مَرعى الظباء وَمربض الآساد
ما أَنتَ إلا للتَنازع حومة / وإِنِ الحَياة عليك غير جهاد
أَخذت تهذبني الخطوب ملمة / إن الخطوب لَها عليّ أَيادي
وَلَقَد صبرت عَلى الأمور تعسرت
وَلَقَد صبرت عَلى الأمور تعسرت / فإذا العَسير هناك غير عَسيرِ
وإذا ذممت جوار قوم فاِرتحل / عنهم إِلى بلد حمدت شطير
لَم يتبع النبغاء في أفعالهم / للعَبقَرية سنة الجمهور
ما في الوجود سوى أَثير واسِع
ما في الوجود سوى أَثير واسِع / فهو القوى وَالروح والأجسامُ
جسم الفَتى ما عاشَ مملكة بها / تَجري أُمور للحَياة جسام
السيد القمقام فيها حاكِمٌ / وَالعَقل ذاكَ السيد القمقام
في الكَون أَجمع أَرضه وَسمائه / للكَهرباء النقض والإبرام
لا يَعلَم الغرثانَ في آلامه
لا يَعلَم الغرثانَ في آلامه / إلا الَّذي هُوَ مثله غرثانُ
ما إِن يعينك مثل عقلك وحده / في مَوقف قلت به الأعوان
افعَل بغيرك ما تُريد ليفعَلوا / بك مثله وَكما تُدينُ تُدان
الكذب راقك إنه متجمل / وَالصدق ساءَك إنه عَريان
ظهر اللَّئيم عَلى الكَريم بأَرضه / وَسلاحه في حربه البهتان
العقد منفرط بأَيدي عابِث / لكنما ذاكَ الجمان جمان
اعمَل لأن تبقى الحَياة لَذيذَة / لك وَليكن من بعدك الطوفان
من ساءَ من مرض عضال طبعه / يَستقبح الأيام وَهيَ حسان
قالوا اِعتمر يفرح أَبوك بقبره / هَذا لعمر أَبي هو الهذيان
رمنا حَياة ما بها من حادِث / وإذا الحَياة جَميعها حدثان
كَم قَد بنيت عَلى أَما
كَم قَد بنيت عَلى أَما / نيّ البَعيدة من علالي
هَل أَنتَ يا قَلبي هنا / ك عَلى هدى أَم في ضلال
لما يئست من الحَقي / قَةِ جئت تعبأ بالخيال
العقل ما سفهته / حتّى تشبث بالمحال
وَالمَرء لا يَمتاز عَن / أَخويه إلا بالفعال
إِنَّ اللَّبيب هُوَ الَّذي / يَرجو البقاء من الجدال
ما أَكثر الأوهام جا / ءتنا من العُصُرِ الخوالي
إِنَّ الَّذي عرف الأوا / خرُ غير ما علم الأوالي
لَم يستعر مدنيّةً شعبُ
لَم يستعر مدنيّةً شعبُ / إلا تبدله كَما يَصبو
شاهدت طفل الغرب منتصباً / يَسعى وَطفل الشرق لا يَحبو