القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : امْرُؤ القَيْس الكل
المجموع : 2
لِمَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ
لِمَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ / فَعَمايَتَينِ فَهُضبُ ذي أَقدامِ
فَصَفا الأَطيطِ فَصاحَتَينِ فَغاضِرٍ / تَمشي النِعاجُ بِها مَعَ الآرامِ
دارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَنى / وَلَميسَ قَبلَ حَوادِثِ الأَيّامِ
عوجا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لِأَنَنا / نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ خِذامِ
أَو ما تَرى أَظعانَهُنَّ بَواكِراً / كَالنَخلِ مِن شَوكانَ حينَ صِرامِ
حوراً تُعَلَّلُ بِالعَبيرِ جُلودُها / بيضُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأَجسامِ
فَظَلِلتُ في دِمَنِ الدِيارِ كَأَنَّني / نَشوانُ باكِرَةٌ صَبوحُ مُدامِ
أُنُفٍ كَلَونِ دَمِ الغَزالِ مُعَتَّقٍ / مِن خَمرِ عانَةَ أَو كُرومِ شَبامِ
وَكَأَنَّ شارِبَها أَصابَ لِسانَهُ / مومٌ يُخالِطُ جِسمَهُ بِسَقامِ
وَمُجِدَّةٌ نَسَّأتُها فَتَكَمَّشَت / رَنَكَ النَعامَةِ في طَريقٍ حامِ
تَخدي عَلى العِلّاتِ سامٍ رَأسُها / رَوعاءَ مَنسِمُها رَثيمٌ دامِ
جالَت لِتَصرَعَني فَقُلتُ لَها اِقصِري / إِنّي اِمرُؤٌ صَرعي عَلَيكِ حَرامِ
فَجُزِيتِ خَيرَ جَزاءِ ناقَةِ واحِدٍ / وَرَجَعتِ سالِمَةَ القَرا بِسَلامِ
وَكَأَنَّما بَدرٌ وَصيلُ كَتيفَةٍ / وَكَأَنَّما مِن عاقِلٍ أَرمامِ
أَبلِغ سُبَيعاً إِن عَرَضتَ رِسالَةً / أَنّي كَهَمِّكَ إِن عَشَوتَ أَمامي
أَقصِر إِلَيكَ مِنَ الوَعيدِ فَإِنَّني / مِمّا أُلاقي لا أَشُدُّ حِزامي
وَأَنا المُنَبَّهُ بَعدَما قَد نُوِّموا / وَأَنا المُعالِنُ صَفحَةَ النُوّامِ
وَأَنا الَّذي عَرَفَت مَعَدٌ فَضلَهُ / وَنُشِدتُ عَن حُجرِ اِبنِ أُمِّ قَطامِ
وَأُنازِلُ البَطَلَ الكَريهَ نِزالُهُ / وَإِذا أُناضِلُ لا تَطيشُ سِهامي
خالي اِبنُ كَبشَةَ قَد عَلِمتَ مَكانَهُ / وَأَبو يَزيدَ وَرَهطُهُ أَعمامي
وَإِذا أُذيتَ بِبَلدَةٍ وَدَّعتَها / وَلا أُقيمُ بِغَيرِ دارِ مُقامِ
حَيِّ الحُمولَ بِجانِبِ العَزلِ
حَيِّ الحُمولَ بِجانِبِ العَزلِ / إِذ لا يُلائِمُ شَكلَها شَكلي
ماذا يَشُكُّ عَلَيكَ مِن ظَعنٍ / إِلّا صِباكَ وَقِلَّةُ العَقلِ
مَنّيتَنا بِغَدٍ وَبَعدَ غَدٍ / حَتّى بَخَلتَ كَأَسوَءِ البُخلِ
يا رُبَّ غانِيَةٍ لَهَوتُ بِها / وَمَشَيتُ مُتَّئِداً عَلى رُسلي
لا أَستَقيدُ لِمَن دَعا لِصِباً / قَسراً وَلا أَصطادُ بِالخَتلِ
وَتَنوفَةٍ حَرداءَ مُهلِكَةٍ / جاوَرتُها بِنَجائِبٍ فُتلِ
فَيَبِتنَ يَنهَسنَ الجَبوبَ بِها / وَأَبيتُ مُرتَفِقاً عَلى رَحلي
مُتَوَسِّداً عَضباً مَضارِبُهُ / في مَتنِهِ كَمَدَبَّةِ النَملِ
يُدعى صَقيلاً وَهوَ لَيسَ لَهُ / عَهدٌ بِتَمويهٍ وَلا صَقلِ
عَفَتِ الدِيارُ فَما بِها أَهلي / وَلَوَت شُموسُ بَشاشَةَ البَذلِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ / حَوراءَ حانِيَةٍ عَلى طِفلِ
فَلَها مُقَلَّدُها وَمُقلَتُها / وَلَها عَلَيهِ سَراوَةُ الفَضلِ
أَقبَلتُ مُقتَصِداً وَراجَعَني / حِلمي وَسُدِّدَ لِلتُقى فِعلي
وَاللَهُ أَنجَحُ ما طَلَبتَ بِهِ / وَالبِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرَحلِ
وَمِنَ الطَريقَةِ جائِرٌ وَهُدى / قَصدُ السَبيلِ وَمِنهُ ذو دَخلِ
إِنّي لَأَصرِمُ مَن يُصارِمُني / وَأُجِدُّ وَصلَ مَنِ اِبتَغى وَصلي
وَأَخي إِخاءٍ ذي مُحافَظَةٍ / سَهلَ الخَليقَةِ ماجِدِ الأَصلِ
حُلوٍ إِذا ما جِئتُ قالَ أَلا / في الرُحبِ أَنتَ وَمَنزِلُ السَهلِ
نازَعتُهُ كَأسَ الصَبوحِ وَلَم / أَجهَل مُجِدَّةَ عِذرَةِ الرَجُلِ
إِنّي بِحَبلِكَ واصِلٌ حَبلي / وَبِريشِ نَبلِكَ رائِشٌ نَبلي
ما لَم أَجِدكَ عَلى هُدى أَثَرٍ / يَقرو مَقَصَّكَ قائِفٌ قَبلي
وَشَمائِلي ما قَد عَلِمتَ وَما / نَبَحَت كِلابُكَ طارِقاً مِثلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025