المجموع : 50
طلعَ الربيعُ بطلعةِ السرَّاءِ
طلعَ الربيعُ بطلعةِ السرَّاءِ / إذ جاءَنا بالنِّعمةِ البيضاءِ
فابرُزْ إلى الصحراءِ في أيامِهِ / حتى ترى الغَبْراءَ كالخضراءِ
واشربْ على الحمراءِ والصفراء من / صهباءَ تُذهِبُ غُمَّةَ السوداءِ
والنَّقْلُ من ذكرِ ابن مشكان الذي / هو غُرَّةُ الكرماءِ والفُضَلاءِ
يا عمدةَ الأمراءِ والوزراءِ
يا عمدةَ الأمراءِ والوزراءِ / يا عِدَّةَ الأدباءِ والشعراءِ
يا غرَّةَ الزمنِ البهيمِ وناظرَ ال / كرمِ الصميمِ وواحدَ الفضلاءِ
أرأيتَ همَّةَ عقربٍ دَبَّتْ على / قدمٍ بها تخطو إلى العلياءِ
لما ارْتَقَتْ باللَّسْعِ أعظمَ مُرْتَقى / أخْنَتْ عليها رُتْبَةُ العُظَماءِ
إنْ ذُقْتَ ضَرَّاءَ العقاربِ فابْقَيَنْ / بعقاربِ الأصداغِ في السَّرَّاءِ
يا طيبَ لسعةِ عقربٍ ترياقها / ريق الحبيبِ بقهوةٍ عذراءِ
يا دهرُ ويحَكَ قد أطَلْتَ جَفائِي
يا دهرُ ويحَكَ قد أطَلْتَ جَفائِي / وتَرَكْتَ ماءَ معيشَتي كجُفاءِ
أتراكُ تحسِبُ أنَّني من جُمْلةِ ال / كُتَّابِ والأدباءِ والشعراءِ
حتى تعادِيَني كعادتِكَ التي / أَنْحَتْ عوادِيها على الفُضَلاءِ
هيهاتَ قد أحْسَنتني ما كنتُ أُح / سِنُهُ فرِفْقاً لَسْتُ في الأُدباءِ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ / والصُّبْحُ أكرهُهُ ففيهِ نوائبُ
فكأنَّ ذاكَ قَذًى لطرفي مُسْهِرٌ / وكأنَّ هذا فيه سيفٌ قاضبُ
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها / غُرَماءُ أرقبَهُم لِدَيْنٍ واجبِ
والبَدْرُ كالشَّيْخِ الأجَلِّ تَمَنْطَقَتْ / قُدَّامَهُ الجَوْزاءُ مثلَ الحاجِبِ
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي / وَتَرَكْتَني في موطِني كغريبِ
وسَلَبْتَني ثوبَ السُّرورِ بجامعٍ / ما بينَ وَصْفَيْ خادمٍ وأديبِ
فالشِّعْرُ منِّي والدموعُ لآلئٌ / من نظمِ طَبْعَيْ عاشِقٍ وأديبِ
قد غابَ عن رَبْعي هلالٌ مُقْمِرٌ / في أُفْقِ تربِيَتي وفي تأدِيبي
فالآنَ يطلعُ في سِوى دارِي ولا / ينفكُّ فيهِ القلبُ رَهْنَ نحيبِ
نَدٌّ نفيسٌ عندَ غيري فائحٌ / وأراهُ من عَجْني ومن تركِيبي
وثمينُ عِقْدٍ عند غيري لائحٌ / وأراهُ من نَظْمي ومن تَرْتيبي
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا / في بردَتَيْ مَلِكٍ وَهُوبِ
لا بالجهولِ ولا المَلُو / لِ ولا القَطُوبِ ولا الغَضُوبِ
قد جادَ لي بأَغَرَّ أُن / عِلَ بالشَّمالِ وبالجَنوبِ
لا بالشَّمُوسِ ولا العمو / صِ ولا القَطوفِ ولا الشبوبِ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ / ويُحِلُّهُ أعلى الرُّتَبْ
فلقد خَسِرْتُ عليهِ ما / وُرِّثْتُ من أُمٍّ وأَبْ
كم ضيعةٍ كانتْ تصو / نُ الوَجْهَ عن ذُلِّ الطَّلَبْ
أتلَفْتُها لا في القِيا / نِ ولا هوَى بِنْتِ العِنَبْ
بل في الحوادِثِ والحوا / ئجِ والنوائبِ والنُّوَبْ
كم قُلْتُ لمَّا بِعْتُها / وحَصَلْتُ في أَسْرِ الكَرَبْ
ذَهَبَتْ دجاجَتُنا التي / كانَتْ تبيضُ لنا الذَّهَبْ
يا رقعةً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ
يا رقعةً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ / وعقاربٍ كَرَّرْنَ ماءَ حياتي
ما أنتِ إلاّ من تباريحِ الجوى / وسَفَاتجِ الأحزان والحَسَراتِ
وكأنَّ أحرفَكِ الكريهةَ أعينٌ / لرواقبٍ أو ألسُنٌ لوُشاةِ
وكذا الضياعُ رقاعُ قيمتِها إذا / وافَتْ أتَتْ بحوادِثِ الآفاتِ
الأرضُ طاؤوسيَّةٌ
الأرضُ طاؤوسيَّةٌ / والجوُّ جُؤْجُؤُ فاخِتِ
متبسِّمٌ عن نَشْر حُ / بٍّ عندَ صَبٍّ ثابِتِ
والوردُ دُرٌّ نابتٌ / أحسِنْ بدُرٍّ نابِتِ
لكنَّ في عيني قذًى / من نورِ شيبٍ سابتِ
لما بكيتُ دَمَ الفؤا / دِ على الحبيبِ الفائتِ
ضَحِكَ المشيبُ بعارضي / ضحكَ الغَوِيِّ الشامتِ
في روضةٍ أزهارُها مكسوبَةٌ
في روضةٍ أزهارُها مكسوبَةٌ / والظلُّ من أشجارِها ممدودُ
فيها طرائفُ نرجسٍ وشقائقٌ / فكأنَّها من أعينٍ وخدودِ
تمَّ الكتابُ بدولةِ الشيخِ الذي
تمَّ الكتابُ بدولةِ الشيخِ الذي / قد صُكَّ تاجُ علاه فوقَ الفَرْقَدِ
بدرِ الصدورِ مسافرٍ ركنٍ العلا / والمكرماتِ وكِيمياءِ السؤدَدِ
والحمدُ للهِ العظيمِ جلالُهُ / ثمَّ الصَّلاةُ على النبيِّ محمدِ
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى / تزهو به الدنيا ونيسابور
فأقولُ ما شجرٌ بديعٌ وصفُهُ / لكنَّهُ ببلادِهِ مقصورُ
أوراقُهُ ورق وعودٌ عودُهُ / والنَّورُ تبرٌ قد علاهُ نورُ
ونشارُهُ الياقوتُ فيه الجزع مَطْ / ويٌّ وبينَهما يُرى الكافورُ
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها / وكذاكَ في التشبيهِ مخبرُها
أحييتُها والبدرُ يخدِمُني / والشمسُ أنهاها وآمُرُها
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ / للمُلْكِ والإسلامِ دارا
من كعبةٍ قد أصبحَتْ / للمجدِ والعليا مدارا
في صدرِها الملكُ الذي / قطبُ السعودِ عليهِ دارا
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ / والماءُ بينَ مُصَنْدَلٍ ومُعَنْبَرِ
والروضُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُتوَّجِ / والوردُ بينَ مدرهَمٍ ومدنَّرِ
والأرضُ قَدْ لَبِسَتْ قميصاً أخضراً / تختالُ فيه بطيلسانٍ أحمرِ
لتروقَنا بظرائفٍ ولطائفٍ / من حسنِ منظرِها وطيبِ المخبرِ
سبحانَ مُحْيِي الأرض بعد مماتِها / وكذاكَ يحيي الخلقَ يومَ المحشرِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ / تهدي اليسارَ إلى ذوي الإعسارِ
فاسْتَشْعِرِ الظنَّ الجميلَ تَوَقُّعاً / لمناجحِ الأوطارِ في الأطوارِ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ / يُنْحي بسطوتِهِ على الأحرارِ
فرطُ الفظاظَةِ والصلابةِ دأْبُهُ / وأنا لديهِ بذُلَّةٍ وصَغَارِ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ / وتحمُّلٍ وتَخَمُّلٍ وتَسَتُّرِ
فالحالُ ظاهرُها مروءة موسِرٍ / لكنَّ باطِنَها خَصَاصَةُ ومعسرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ / يا فارشاً وجهي بوردٍ أصفرِ
حتَّامَ تُنْحِلُني بخصرٍ ناحلٍ / وتُعِلُّني بعليلِ طرفٍ أحورِ
يا واحداً في الحُسْنِ ها أنا واحدٌ / في الحُزْنِ أُصْلى حَرَّ نارٍ مضمرِ
وأَظَلُّ بينَ تذلُّلٍ وتَحَيُّرِ / إذ أنتَ بينَ تدلُّلٍ وتَجَبُّرِ
ما لي بوصفِكَ سيدي من طاقةٍ / ولوَ انَّني استمليتُ طبعَ البُحْتري