المجموع : 18
أقلل عتابك فالبقاء قليل
أقلل عتابك فالبقاء قليل / والدهر يعدل تارة ويميل
لم أبك من زمن ذممت صروفه / إِلا بكيت عليه حين يزول
ولكل نائبة ألمّت مدة / ولكل حال أقبلت تحويل
والمنتمون إلى الإخاء جماعة / إن حصلوا أفناهم التحصيل
ولعل أحداث الليالي والردى / يوما ستصدع بيننا وتحول
فلئن سبقت لتبكينّ بحسرة / وليكثرنّ عليَ منك عويل
ولتفجعن بمخلص لك وامق / حبل الوفاء بحبله موصول
ولتذهبنّ جمال كلّ مروءة / وليعفونّ فناؤها المأهول
ولئن سبقت ولا سبقت ليمضين / من لا يشاكله لدي عديل
وأراك تكلف بالعتاب وودنا / باق عليه من الوفاء دليل
ود بدا لذوي الإخاء جميلة / وبدت عليه بهجة وقبول
ولعلّ أيّام الحياة قصيرةٌ / فعلام يكثر عتبنا ويطول
ودعتها والدمع يقطر بيننا
ودعتها والدمع يقطر بيننا / وكذاك كل ملذّع بفراق
شغلت بتغييض الدموع شِمالُها / ويمينها مشغولة بعناقي
أزعمت أنّك لا تلوط فقل لنا
أزعمت أنّك لا تلوط فقل لنا / هذا المقرطق قائما ما يصنعُ
شهدت ملاحته عليك برَيبةٍ / وعلى المُريبِ شواهدٌ لا تُدفعُ
لا تعتبنّ على النوائبْ
لا تعتبنّ على النوائبْ / فالدهر يرغم كل عاتبْ
واصبر على حدثانه / إن الأمور لها عواقب
فلكلِّ صافية قذىً / ولكلّ خالصةٍ شوائبْ
والدهر أولى ما صبر / ت له على رنق المشارب
كم نعمة مطوية / لك تحت أنياب النوائب
ومسرّة قد أقبلت / من حيث تنتظر المصائب
عذب الفراق لنا قبيل وداعنا
عذب الفراق لنا قبيل وداعنا / ثمّ اجترعناه كسمّ ناقع
وكأنّما أثر الدموع بخدّها / طلٌّ تساقط فوق ورد يانع
نَعِلٌ بعثت بها لتلبسها
نَعِلٌ بعثت بها لتلبسها / قدم بها تسعى إلى المجد
لو كان يصلح أن أشركها / خدّي جعلت شراكها خدي
حفّت بسروٍ كالقيان تلبست
حفّت بسروٍ كالقيان تلبست / خضر الحرير على قوام معتَدِلْ
فكأنها والريح تخطرُ بينها / تنوي التعانق ثم يمنعها الخَجَلْ
الدهرُ أقصرُ مدةً
الدهرُ أقصرُ مدةً / من أن يُقطَّعَ بالعتابِ
أو أن يكَدَّرَ ما صفا / منه بِهجرٍ واجتنابِ
فتغنَّمِ الساعاتِ إنّ / ممرَّها مرُّ السَّحابِ
لا تخرجنّ مع الغزاة مشيّعا
لا تخرجنّ مع الغزاة مشيّعا / إنّ الغزيّ يراك أفضل مغنمِ
ودع الحجيج ولا تشيّع وفدهم / أخشى عليك من الحجيج المحرمِ
ما أنت إِلا غادةٌ ممكورةٌ / لولا شواربك المحيطة بالفم
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا / فالدهر ينصفني وأنت الظالم
فمتى ينال العدل عندك طالب / أنت المسيء به وأنت الحاكم
العُسْرُ أكرِمُهُ ليُسْرٍ بعدَهُ
العُسْرُ أكرِمُهُ ليُسْرٍ بعدَهُ / ولأجلِ عينٍ أَلفُ عينٍ تُكرَمُ
والمرءُ يكره يومَهُ ولعلَّهُ / تأتيه فيه سَعادةٌ لا تُعلَمُ
يا ليلةً بات النحوس بعيدةً
يا ليلةً بات النحوس بعيدةً / عنها على رغم الرقيب الراصدِ
تدع العواذل لا يقمن بحاجة / وتقومُ بهجتُها بعذر الحاسدِ
ضنّ الزمانُ بها فلما نلتُها / ورد الفراقُ فكان أقبح واردِ
والدمع ينطق للضمير مصدّقاً / قول المقرّ مكذبا للجاحِدِ
يومٌ عليك مباركٌ
يومٌ عليك مباركٌ / ما شئت من فرج وطيبِ
عاد الحبيب لوصله / وحجبت عن عين الرقيب
وكذا الزمان يدور بالـ / أفراح من بعد الكروب
فاشرب شرابا نقله / تقبيل سالفة الحبيب
ودع الهموم فإنها / تنأى عن الصدر الرحيب
لابدّ من فرجٍ قريبٍ / يأتي بالعجب العجيب
هلا وأنت بماء وجهك تشتهي
هلا وأنت بماء وجهك تشتهي / رأْدَ الشبابِ قليل شعر العارضِ
فالآن حين بدت بخدك لحيةٌ / ذهبت بحسنك ملءُ كف القابضِ
مثل السلافة عاد خمر عصيرها / بعد اللذاذة خَلَّ خمرٍ حامضِ
طلعت أوائل للرياض فبشرت
طلعت أوائل للرياض فبشرت / نَورَ الرَّبيع بِجِدَّةٍ وشَبابِ
وغدا السحاب يكاد يسحب في الرُّبا / أذيالَ أسحمَ حالكِ الجِلبابِ
وترى السماء إذا أسفَّ ربابُها / وكأنها كسيتْ جَناحَ غُرابِ
وترى الغصون إذا الرياح تنفست / ملتفة كتعانق الأحباب
تبكي لتضحك نورهنّ فياله / ضحكا تكشف عن بكاء سحاب
كانت إلي من الحوادث زلّةٌ
كانت إلي من الحوادث زلّةٌ / فاصبر لها فلعلّها تستغفر
انا لنمتهن الخطوب بصبرنا / والخطب ممتهن لمن لا يصبر
ولربّ ليل بت فيه بكربة / وغدا يفرّجها الصباح الأنور
ما صحة أبداً بنافعة
ما صحة أبداً بنافعة / حتى يصحّ الدين والخُلُقُ
ان أُهْدِ نفسي فهو مالكُها
ان أُهْدِ نفسي فهو مالكُها / وله أصونُ كرائمَ الذُّخْرِ
أو أُهدِ مالاً فهو واهبه / وأَنا الحقيقُ عليه بالشكرِ
أو أهد شُكري فهو مرتهَنٌ / بجميل فعلك آخِرَ الدهرِ
والشمس تستغني إذا طلعت / أن تستضيء بسّنَّة البَدرِ