المجموع : 8
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ / أَيّامَ شُهلَتِنا مِنَ الشَهرِ
فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت / صِنُّ وَصِنَّبرٌ مَعَ الوَبرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخيهِ مُؤتَمِرٍ / وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطفِئِ الجَمرِ
ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً / وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ / أَم كَيفَ يَنطِقُ مَنزِلٌ قَفرُ
خَلَدَ الجُبَيبُ وَبادَ حاضِرُهُ / إِلّا مَنازِلَ كُلُّها قَفرُ
لَعِبَت بِها هوجٌ يَمانِيَةٌ / فَتَرى مَعارِفَها وَله تَدري
وَلَهِت عَلَيها كُلُّ مُعصِفَةٍ / هَوجاءُ لَيسَ لِلُبِّها زَبرُ
عَشواءُ رَعبَلَةُ الرَواحِ خَجَو / جاةُ الغُدُوِّ رَواحُها شَهرُ
خَرقاءُ تَلتَهِمُ الجِبالَ وَأَج / وازَ الفَلاةِ وَبَطنُها صِفرُ
وَالقوفُ تَنسُجُهُ الدَبورُ وَأَت / لالٌ مُلَمَّعَةُ القَرا شَقرُ
وَتَقنَّعَ الحِرباءُ أَرنَتَهُ / مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقرُ
وَعَرَفتُ مِن شُرُفاتِ مَسجِدِها / حَجَرَينِ طالَ عَلَيهِما الدَهرُ
بَكَيا الخَلاءَ فَقُلتُ إِذ بَكَيا / ما بَعدَ مِثلِ بُكاكُما صَبرُ
إِن تَغدُ مِن عَدَنٍ فَأَبينَةٍ / فَمَقيلُها الحُوّارُ وَالبِشرُ
تَضَعُ الحَديثَ عَلى مَواضِعِهِ / وَكَلامُها مِن بَعدِهِ نَزرُ
عوجي اِبنَةَ البَلَسِ الظَنونِ فَقَد / يَربو الصَغيرُ وَيُجبَرُ الكَسرُ
بانَ الشَبابُ وَأَخلَفَ العَمرُ / وَتَغَيَّرَ الإِخوانُ وَالدَهرُ
وَلَقَد غَدَوتُ وَما يُفَزِّعُني / خَوفٌ أُحاذِرُهُ وَلا ذُعرُ
رُؤدُ الشَبابِ كَأَنَّني غُصنٌ / بِحَرامِ مَكَةَ ناعِمٌ نَضرُ
كَشَرابِ قيلٍ عَن مَطِيَّتِهِ / وَلِكُلِّ اَمرٍ واقِعٍ قَدرُ
مُذِ النَهارُ لَهُ وَطالَ عَلَيهِ ال / لَيلُ وَاِستَنعَت بِهِ الخَمرُ
وَمُسِفَّةٌ دَهماءُ داجِنَةٌ / رَكَدَت وَأُسبِلَ دونَها السَترُ
مِن دونِهِم غِن جِئتَهُم سَمَراً / عَزفُ القِيانِ وَمَجلِسُ غَمرُ
وَجَرادَتانِ تُغَنِّيانِهِم / وَعَليهِما الياقوتُ وَالشَذرُ
وَمُجَلجَلٌ دانٍ زَبَرجَدُهُ / حَدِبٌ كَما يَتَحَدَّبُ الدُبرُ
وَنّانِ حَنّانانِ بَينَهُما / وَتَرٌ أَجَشُّ غِناؤُهُ زَمرُ
وَبَعيرُهُم ساجٍ بِجَرَّتِهِ / لَم يُؤذِهِ غَرثٌ وَلا نَفرُ
فَإِذا تَجَرَّرَ شَقَّ بازِلَهُ / وَإِذا أَصاخَ فَإِنَّهُ بِكرُ
خَلّوا طَريقَ الديدَبونِ فَقَد / وَلّى الصِبا وَتَفاوَتَ النَجرُ
وَاِسلَم بِراووقٍ حُبيتَ بِهِ / وَاِنعِم صَباحاً أَيُّها الجَبرُ
لا تَقتَفي بِهِمُ الشَمالُ إِذا / هَبَّت وَلا آفاقُها الغُبرُ
هُضُمٌ إِذا حُبَّ القُتارُ وَهُم / نُصُرُّ إِذا ما اِستُبطِئَ النَصرُ
ما كُنتُ مِن قَومي بِدالِهَةٍ / لَو أَنَّ مَعصِيّاً لَهُ أَمرُ
كَلَّفتَني مُخَّ البَعوضِ فَقَد / أَقصَرتُ لا نُجحٌ وَلا عُذرُ
أَفِدَ الرَحيلُ وَلَيتَهُ لَم يَأفَدِ
أَفِدَ الرَحيلُ وَلَيتَهُ لَم يَأفَدِ / وَاليَومَ عاجِلُهُ وَيُعذَلُ في غَدِ
زَعَمَت غَنِيَّةُ أَن اَكثَرَ لِمَّتي / شَيبٌ وَهانَ بِذاكَ ما لَم تَزدَدِ
لَمّا رَأَيتُ عُرباً هَجائِنَ وَسطَها / مَرِحَت وَجالَت في الصُراخِ الأَبعَدِ
وَمَنَحتُها قَولي عَلى عُرضِيَّةٍ / عُلُطٍ أُداري ضِغنَها بِتَوَدُّدِ
لَم تَدرِ ما نَسجُ البَرَندَجِ قَبلَها / وَدِراسُ أَعوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ
مِمَّن تَرَبَّبَهُ النَعيمُ وَلَم يَخَف / عُقُبَ الكِتابِ وَلا بَناتِ المُسنَدِ
ثَمِلٌ رَمَتهُ المَنجَنونُ بِسَهمِها / وَرَمى بِسَهمٍ جَريمَةٍ لَم يَصطَدِ
أَو هَل تَرَينَ الدَهرَ عَرّى مَسَّهُ / إِلّا عَلى لَمَمٍ يَروحُ وَيَغتَدي
أَزرى بِوَصلِ الحارِثِيَّةِ أَنَّها / تَنأى وَيَحدُثُ بَعضُ ما لَم نَعهَدِ
قالَت لَنا يَوماً بِبَطنِ سَبوحَةٍ / في مَوكِبٍ زَجِلِ الهَواجِرِ مُبرِدِ
يا جَلَّ ما بَعُدَت عَلَيكَ بِلادُنا / وَطِلابُنا فَاِبرُق بِأَرضِكَ وَاِرعُدِ
لَو كُنتُ بِالطَبسَينِ أَو بِأُلالَةٍ / اَو بَر بَعيصَ مَعَ الجِنانِ الأَسوَدِ
مَلسى يَمانِيَةٌ وَشَيخٌ هَمَّةٌ / مُتَقَطِّعٌ دونَ اليَماني المُصعِدِ
وَجَرَت لَها طَيرٌ فَيَزجُر صاحِبي / وَأَقولُ هَذا رائِدٌ لَم يُحمَدِ
وَلَقَد غَدَوتُ رَأَيَّ أَفتُنِ دَهرِهِ / يَرجو الفَتى في العَيشِ ما لَم يَفتَدِ
بِمُقَلِّصٍ دَركِ الطَريدَةِ مَتنُهُ / كَصَفا الخَليقَةِ بِالفَضاءِ المُلبِدِ
هَمِقٌ إِذا رَشَحَ العِذارُ بِلَيتِهِ / وَكَفَت خَصائِلُهُ وَكَيفَ الغَرقَدِ
يَخدي بِأَوظِفَةٍ شَديدٍ أَسرُها / صُمِّ السَنابِكِ لا تَقي بِالجَدجَدِ
ذي مَنكِبٍ رَهلٍ وَقُصرى جَأبَةٍ / وَصَليفِ أَرعَنَ يافِعِ المُتَلَدَّدِ
حَبِطَت قُصَيراه وَسونِدَ ظَهرُهُ / وَإِذا تَدافَعَ خِلتَهُ لَم يُسنَدِ
حُدِيَت بِحارِكِهِ قَطاةُ فَعمَةٌ / في صَندَلٍ لَهزٍ وَهادٍ موفِدِ
وَحَبَت لَهُ أُذُنٌ يُراقِبُ سَمعَها / بَصَرٌ كاصِيَةِ الشُجاعِ الأَصيَدِ
باتَت عَلَيهِ لَيلَةُ عَرشِيَّةٌ / شَرِيَت وَباتَ إِلى نَقاً مُتَهَدِّدِ
فَبَدَرتُهُ عَينا وَلَجَّ بِطَرفِهِ / عَنّي لُعاعَةُ لَغوَسٍ مُتَرَئِّدِ
لَمّا تَجَلى غَلَسُ الظَلامِ صَبَحتُهُ / ذا مَيعَةٍ خَرِصاً كَلَونِ الفَرقَدِ
ثُمَّ اِقتَحَمتُ مُناجِداً وَلَزِمتُهُ / وَفُؤادُهُ زَجِلٌ كَعَزفِ الهُدهُدِ
نَبَذَ الجَؤارَ وَضَلَّ هِديَةَ رَوقِهِ / لضمّا اِختَلَلتُ فُؤادَهُ بِالمِطرَدِ
وَاِنقَضَّ مُنسَدِراً كَأَنَّ إِرانَهُ / قَبسٌ تَقَطَّعَ دونَ كَفِّ الموقِدِ
عَمَّرتُكَ اللَهُ الجَليلَ فَإِنَّني / أَلوي عَلَيكَ لَو أَنَّ لُبَّكَ يَهتَدي
هَل لامَني مِن صاحِبٍ صاحَبتُهُ / مِن حاسِرٍ أَو دارِعٍ أَو مُرتَدي
هَل لامَني قَومٌ لِمَوقِفِ سائِلٍ / أَو في مُخاصَمَةِ اللَجوجِ الأَصيَدِ
فَبَعَثتُها تَقِصُ المَقاصِرَ بَعدَما
فَبَعَثتُها تَقِصُ المَقاصِرَ بَعدَما / كَرَبَت حَياةُ النارِ لِلمُتَنَوَّرِ
حَيِّ الدِيارَ بِسَيلَ فَالقَهرِ
حَيِّ الدِيارَ بِسَيلَ فَالقَهرِ / فَجُبابَةٍ فَحِقاءَ فَالوَجرِ
لَيسَت بِشَوشاةِ الحَديثِ وَلا / فُتُقِ مُغالِبَةٍ عَلى الأَمرِ
تُمسي كَأَلواحِ السِلاحِ وَتُض / حي كَالمَهاةِ في صَبيحَةِ القَطرِ
كَوَديعَةِ الهَجهاجِ بَوَّأَها / بِبِراقِ عاذِ البيضِ أَو ثَجرِ
لِهَدَجدَجٍ جُربٍ مَساعِرُهُ / قَد عادَها شَهراً إِلى شَهرِ
حَلَقَت بَنو عُزوانَ جُؤجُؤَهُ / وَالرَأسُ غَيرَ قَنازِعٍ زُعرِ
طَفّاحَةُ الرِجلَينِ مَيلَعَةٌ / سُرحُ المِلاطِ بَعيدَةُ القَدرِ
وَتَواهَقَت أَخفافُها طَبَقاً / وَالظِلُّ لَم يَفضُل وَلَم يُكرِ
أَبلِغ سَراةَ بَني رِفاعَةَ ال / صِق بِالغَطارِفِ مِنهُمُ الزَهرِ
بِكَ عِترَةُ الضَبِّ الذَليلَةِ تَح / رَنبي عَلى أَرحائِها الخُضرِ
يَدعونَ جارَهُمُ وَذِمَّتُهُ / عَلَهاً وَما يَدعونَ مِن عُصرِ
لا صابَ جارَهُمُ الرَبيعُ وَلا / زادَت حُمولَتُهُ عَلى عَشرِ
طَرَقَ الخَناسِرَةَ اللِثامَ فَلَم / يَسعَ الخَفيرُ بِناقَةِ القَسرِ
لَو كُنتُ ا عِلمٍ عَلِمتُ وَكَيفَ لي / بِالعِلمِ بَعدَ تَدَبُّرِ الأَمرِ
لَو بي تَحَمَّسَتِ الرِكابُ إِذاً / ما خانَني حَسَبي وَلا وَفري
وَتَغَيَّرَ القَمَرُ المُنيرُ لِمَوتِهِ
وَتَغَيَّرَ القَمَرُ المُنيرُ لِمَوتِهِ / وَالشَمسُ قَد كادَت عَلَيهِ تَأفُلُ
لَيسَت بِمَشتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفوُها
لَيسَت بِمَشتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفوُها / عَرَقُ السِقاءِ عَلى القُعودِ اللاغِبِ
لا يُجفِلونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا
لا يُجفِلونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا / أولى الوَعاوِعِ كَالغُطاطِ المُقبِلِ