المجموع : 8
يا لَيْلُ ما فَعَلَ الصباحُ
يا لَيْلُ ما فَعَلَ الصباحُ / أَفَمَا لمُبْهَمِهِ اتِّضاحُ
لَيْلِي غُرابٌ واقعٌ / في الشرق ليس له جَناحُ
دَلَكَتْ بَراحِ فقالت ال / أفلاكُ ليس لنا بَراحُ
مَرِضَتْ عن السيْرِ الدُّجى / وَرَنَتْ لها الحدَقُ الصِّحاحُ
ما زال تَبْيَضُّ العُقو / دُ بها ويسْوَدُّ الوِشاحُ
حتى أقول عساه يَخْ / ضِب شَيْبَهُ الدهرُ الوَقاحُ
وكأنّما خَلَعَتْ غدا / ئراها على الجوِّ المِلاحُ
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ / والفقرُ يُظهِرُ كلَّ عيبٍ باطنِ
فترى مثالبَ ذي اليَسار مَناقِباً / ومَحاسِنَ الصُّعْلوكِ غيرَ مَحاسن
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي / وتقبَّلي قول النَّصيحِ
والصَّمْتُ أجملُ فاصْمُتي / إذْ ليس نُطقُكِ بالفصيح
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها / أبداً وَتَلْطُف للنفوس طِباعُها
شمسٌ لشمسِ العقلِ منها ظُلمةٌ / من حيثُ يظهر في الخدود شُعاعها
أمُّ الخبائثِ مُستطابٌ دَرُّها / إنّ الفِصال من الهموم رِضَاعها
أَطِعِ الهوى فالعقلُ خازٍ خازمُ
أَطِعِ الهوى فالعقلُ خازٍ خازمُ / والجهل يُغري وهو هازٍ هازمُ
واعْملْ فحرفُ الشَّرط صُنعُك والرَّدى / عنه جوابٌ وهو جازٍ جازمُ
وإذا عَلَوْتَ فَواصِ بالعلمِ العُلى / تَكْمُل فخيرُ القومِ عالٍ عالمُ
وابْسُط يَدَيْك فإنّ قابض كَفِّه / في بَسْطَةِ الإثْراءِ عادٍ عادِمُ
واكتُمْ نوالك فالكريم نوالُه / غَيثٌ وجُنْحُ الليلِ ساجٍ ساجمُ
وإذا شَكَوْتَ إلى امرئٍ وَشَكَمْتَه / كَرِهَ الندى لا كان شاكٍ شاكمُ
واسْلُ الدَّنايا تَسْلَمِ العُقْبى غداً / في مَنْزِلَيْك فكلُّ سالٍ سالمُ
يا ساخِط الأقْسام يَأْمُلُ رزقةً / يَرْضَى بها والدهر قاسٍ قاسمُ
اِقْنَعْ بجِيدٍ عاطلٍ وانْظِم له / عِقْدَ الصَّلاحِ فكلُّ حالٍ حالمُ
كم من فتىً جَعَلَ القناعة جُنَّةً / دون المطامع فهو غانٍ غانمُ
وارفَعْ مَنارَ المُهتدي بك لا كمن / يُولي ويُلْوي فهو هادٍ هادمُ
والهجو لا تَهْجُم على عِرْضٍ به / سَفَهَاً فشَرُّ الناسِ هاجٍ هاجمُ
ترجو وترُجم غيرَ غافِرِ زَلَّةٍ / بِئسَ الفتى يا صاحِ راجٍ راجمُ
حَسْبُ الظَّلوم على ذَميم مآلِه / باللؤم فهو بكلّ نادٍ نادمُ
وإذا المُفيضُ دعا القِداح فإنّما / سَهْمُ المُسالم وهو ناجٍ ناجمُ
وإذا وَقَيْتَ أخاك لم أرَ سُبَّةً / وَقْمَ العِدى والشهمُ واقٍ واقمُ
كُن كالحُسامِ كَلا الرَّفيقَ وحَدُّه / للضِّدِّ كَلْمٌ فهو كالٍ كالمُ
تُخُطي الحظوظُ ذوي النُّهى وينالُها / فَدْمٌ من الخَيرات عارٍ عارمُ
والدهرُ يَحْكِي ثم يَحْكُم بعدما / يُلْقي المَعاذر فهو حاكٍ حاكمُ
ونعى إليك العيشُ نفسَك خادِعاً / لك بالنعومةِ فهو ناعٍ ناعمُ
فالغُفْل عند الخوف مُغْفٍ مُغْفِلٌ / والجَلْدُ عند الأمن حازٍ حازمُ
ما زال يَبْنِي خالِفٌ عن سالِفٍ
ما زال يَبْنِي خالِفٌ عن سالِفٍ / منهم ويُعْرِبُ آخِرٌ عن أوّلِ
بَيتٌ يَجُرُّ على المَجَرَّةِ ذَيْلَه / وندىً به عَزْلُ السِّماكِ الأعزلِ
انْظُرْ إلى البدرِ الذي قد أَقْبَلا
انْظُرْ إلى البدرِ الذي قد أَقْبَلا / وأراك فوق الصُّبح ليلاً مُسْبَلا
ما بَلْبَلَ الأصْداغَ في وَجَنَاته / إلاّ ليترُك من رآه مُبَلْبَلا
يا أيّها الرَّيَّانُ من ماءِ الصِّبا / بي في الهوى عطَشُ الحُسين بكَرْبلا
ومُحَجَّلٍ لَبِسَ الظَّلا
ومُحَجَّلٍ لَبِسَ الظَّلا / مَ وخاضَ في جِسمِ الصَّباحِ
يَحْوِي بحُسن سَوادِه / فَضْلاً على البِيضِ المِلاحِ
وترى بغُرَّتِه إذا / قابَلْتَه عَلَمَ النجاحِ
تَدْعُو محاسنُه العيو / نَ إليه من كلِّ النواحي
وتنوبُ للظمآنِ رُؤْ / يَتُه عن الماءِ القَراحِ
وتكاد أُذْناه تُجيبُ إ / ذا أصاخ عن الصِّياح
غَنَّى وطَرَّبَ بالصَّهي / ل وظلّ يَرْقُص للمِراح
ومشى العِرَضْنى وانثنى / كالمُنْتَشي من شُربِ راح
وسَما إلى وَحْشِ البَرا / حِ وقال ما لك من بَراح
ذاك الذي لو كنتُ مقْ / ترِحاً لكان من اقتراحي
ذو أَرْبَعٍ قد أُنعِلَتْ / بالأرْبَعِ الهُوجِ الرياح
ما إن رَأَيْنا قبلَه / طيراً يطير بلا جناح
حَسَنٌ وأحسَنُ منه في / عَيْنِي ومن زَهْرِ البِطاح
ومِن الشِّفاه اللُّمْيِ تُبْ / دي عن ثغورٍ كالأقاحِ
خَطٌّ أتى فأفادوني / دُرّاً من الكَلِمِ الفِصاح
وشَّحْتُ ألفاظي به / وشُغِلت عن ذات الوِشاح