المجموع : 8
يا صاحِبَىَّ قِفا على الأَطلالِ
يا صاحِبَىَّ قِفا على الأَطلالِ / تَبدُو مَعالِمُهُنَّ كالأَسمالِ
تَستَخبِرا لِى حاجةً وتُبّينا / لِلنَّاسِ بَعضَ هَواجِسِ البَلبالِ
دِمَنٌ خَلَونَ وَغَيَّرَت آياتِها / دِقُّ التُّرَابِ مُسِفَّةُ الأَذيالِ
نَكباءُ مُعصِفضةُ السُّرَى وَمُظِلَّةٌ / شَعواءُ يُعقَبُ قُرُّها بِطِلالِ
حَتّى عَفَونَ جَدِيدُهُنَّ مَعَ البِلَى / إِنَّ الجَدِيدَ إِلى بِلىً وزَوالِ
وثَنَى لِمَا غادَرنَ كُلُّ مُجَلجِلٍ / زَجِلِ الغَمامةِ واطدٍ جَلجَالِ
مُحرَ نَجِمٌ حَرَجٌ كَأَنَّ نَشَاصَهُ / رُملُ النَّعامِ يَرُدنَ حَولَ رِئالِ
فى حَومَلٍ قَلَعِ الصَّبِيرِ مُنَطَّقٍ / بالماءِ جَمِّ تَتابُعٍ الأَسبَالِ
دَرَّت أَوائِلَهُ الصَّبا فتَبَكَّرَت / مِنهُ رَواجِحُ دُلَّحٌ وَتَوالِى
جَثلُ العِفَاءِ كأَنَّ تَحتَ نَشَاصِهِ / دُهمَ العِشَارِ فُجِعنَ بالأَطفالِ
أَسقَى منازل مِن اُمَيمَةَ أَعقَبَت / رِيَبُ الحَوادِثِ حالَهنَّ بِحَالِ
وَلَقَد رَأَيتُ به القِيانَ وكالدُّمَى / خُرسَ الخَلاخِلِ وَعثَة الأَثقالِ
وَلَقَد رَأَيتُ بها أَوانِسَ كالدُّمَى / قُبَّ البُطُونِ رَوَاجِحَ الأَكفَالِ
غِيدَ المُتُونِ خُصُورُهُنَّ لطائفٌ / حُمَّ التَّرائبِ والنُّحورِ حَوالِى
فِى جَدلِ أَعنَاقِ المَهَا وعُيونِها / وَتَبَسُّمٍ كَتَبَسُّمِ الآصَالِ
عَن كُلِّ أَشنَبَ كالأَقَاحِى وازدَهَت / شُرُقاً صَبِيحَةَ لَيلَةٍ مِهطالِ
يَمشِينَ بَينَ حِجالِهنَّ كما مَشَت / قُطُفُ الهِجَانِ وَحِلنَ بِالأَثقَالِ
هَل يَرجِعَنَّ لَكَ الزّمانُ الخالِى / أَم هَل فُؤَادُكَ عَن أُمَميةَ سَالِى
سَقياً لأَيَّامِى بِجَهراءِ الحِمَى / سَقياً لأَيّامٍ بِهَا وَلَيالِى
أَيّامَ حاذَرَنِى الغَيُورُ فَلَم أُبَل / وَتَشَبَّثَت بِحِبالِهنَّ حِبالِى
فإذا فَقَدنَ زيارَتِي فَهىَ المُنَى / ويَزِيدُهُنَّ بها هَوَى الأَطلالِ
إِنّى لأَهجُرُها وإِنَّ وِصالَها / عِندِى لَنَافِلَةٌ مِنَ الأَنفالِ
وإِذا رَأَينَنِىَ احتَشَدنَ لِجِيئَتِى / مُتَطَرِّقاً ذا جُرأَةٍ وَدَلالِ
وَيَكُونُ ذِكرِى بَينَهُنَّ تَلاحِياً / حَذَرَ العِدَى إِلاّ وَهُنَّ خَوَالِى
زَعَمَت أُمَيمةُ وهىَ تَعلَمُ غَيرَهُ / أَبِّى شَرَيتُ وِصالَها بِوِصالِ
وَجَعَلتُ أَيّامَ التَّعَاتُبِ بَينَنا / رَصَداً لِيَومِ صَرِيمةٍ فَرِّيالِ
وَأَبِي أُمَيمَةَ ما تَخَوَّنَ حُبَّها / قِدَمٌ وَلا بَدَلٌ مِنَ الأَبدَالِ
أََأَخُونُ مِن بَعد الموَدَّةِ والهَوى / خُلُقي إِذَن كَخَلائِقِ الأَنذالِ
أََأَخُونُ مِن بَعد الموَدَّةِ والهَوى / كَلا وَربِّ مُحَمَّدٍ و بِلالِ
أَهلَ المَوَدَّةِ أَبتَغِى شَمَتَ العِدَى / كَلاّ وَرَبِّ الطُّورِ و الاَنفَالِ
وَلَقَد أُعَلِّلُ فَوقَ مَيسٍ قاتِرٍ / وَأَمِيسُ فَوقَ جُلالَةٍ شِملالِ
صَحبى بِذِكرِكِ والمَطىُّ كأَنَّهُ / بِالقَومِ فِى سَدَفِ الظَّلاَمِ سَعَالِى
أَسرِى إِذا أُمسِى بِكُلِّ سَمَيدَعٍ / عَارِى الأَشاجِعِ مُنهِجِ السِّربالِ
مُتَضَمِّنِينَ صُدورَها تَحتَ الدُّجَى / عَسفاً بلا نَجمِ ولا بِقدالِ
آباءِ آباءُ المَكارِمِ وَالعُلَى / وَالمُتلِفُونَ مُجَمَّعُ الأَموَالِ
وَالضَّاربُونَ بِكُلِّ أَخضَرَ قاطعٍ / لَينِ المَهَزِّ قَلانِسَ الأَبطالِ
ثمَّ اكتَهَلت وكادَ يَفطُرُ ناجِذِى / جَعَلَت تَصُدُّ البُزلُ حَولَ نِزَالى
وتَرَى المَقاحِمَ شُرَّداً مِن زَأرَتِى / هَربَ الثَّعَالِبِ مِن أَبِى الأَشبالِ
ذَرنِى وَأَقوَاماً صَلُوا بِعَداوَتِى / إِنَّ الشَّقِىَّ بِحَربِ مِثلىَ صالِى
يَا لَلرِّجالِ هَوَى أُمَيمَةَ قاتلى
يَا لَلرِّجالِ هَوَى أُمَيمَةَ قاتلى / بَعدَ الجَلاَلةِ وَالشَّفِيقِ العاذلِ
وحوادثٍ تُسلِى المُحِبَّ عَنِ الهَوى / وَنوائِبٍ عَذَّبنَنَا وَشَواغِلِ
وَتَجارِبٍ منها فأَحلَى قَائلٍ / بِلِسانِهِ قِيلاً وَأَمطَلُ مَاطلِ
أَأُمَيمُ هَل أُخبِرتِ مَتبولاً بَكَى / مِمَّا تَضَمَّنَ مِن هَوىً لِلتّابِلِ
أَو تَعلمينَ هُدِيتِ مِن صافٍ لهُ / وُدُّ الكِرَامِ وَلاَ يَجُودُ بِنائلِ
وَزَعَمتِ أَنِّى منكِ أَهلُ كَرَامةٍ / فَرَجَوتُهُ أملَ الحَيا في قابِلِ
ولقد صَحِبتُكِ لو جَزَيتش مَوَدَّةً / وخَلائقاً لَيسَت بذَاتِ غوَائلِ
عَاماً فَعاماًُ ثُمَّ آخَرَ ثالثاً / فَبَلَوتُ ذلكَ مثلَ قِيلِ الباطلِ
وَعداً كَبارقِ خُلَّبٍ لِسمائِهِ / سُدٌّ وأكذَبُ مَنظَراً لِلخائلِ
أَيّامَ أَضمَر مِن تَذُكُّرِكِ الحَشا / فى غَمرَةٍ مِن لَهوِنَا وَغَياطِلِ
شَغَفَا تَأوَّبُنِى إِلى خَطَرَاتِهِ / مُطَواءُ ذاتُ هَماهِمٍ وَمَلائلِ
وَكَذاكَ سَكراتٌ تُخايِلُ لِلفَتى / ما ليسَ للصّاحِينَ بالمُتَخَايِلِ
قالت أَمَيمَةُ قَد وَعَدنَكَ نِسوَةٌ / مَلقىً وهُنَّ قَرَائِبى وخَلاَئِلى
فاضرِب لَنَا أَجَلاً فقد أَبرَمنَنى / يُعقِبنَ بَعَ رَسائلٍ بِرسائلِ
فَهَمَمتُ أَن أَنأَى وقُلتُ يَعِبنَنِى / حَسداً لها وتحَمُّلاً لوَسائلى
وعَلِمتُ أَنِّى إِن صفالي عِندَها / وُدٌّ فَلَيسَ لِقِيلِهِنَّ بِزَائلِ
إِن عِبنَنى حَسَداً لها عَلِمَت بِهِ / طِبًّا بِهِنَّ وهُنَّ غَيرُ غَوافِلِ
وَجَعلتُ مَوعِدَهُنَّ لَيلةَ أَسعُدٍ / مَلقَى المُحِبِّ عنِ الغَيورِ الغافلِ
حَتّى إِذا وافَيتُ لا بِمُقَصِّرٍ / عمّا رَقَبنَ لهُ ولا بالعاجِلِ
وافَيتُ مَجلِسَ بُدَّنٍ قُطُفِ الخُطا / هِيفِ البُطُونِ ذَواتِ شَطبٍ كاملِ
يَبسِمنَ عَن بَرَدٍ أَحَمَّ رُضَابُهُ / كالشَّهدِ لارَصِفٍ ولا مُتَتثَاعِلِ
يَفتَرُّ رَوضَ حَنَاتِمٍ صَيِفيَّةٍ / بَينض الدُّجَى وغُروبِ كلِّ أصائلِ
عَجَباً لِبَهجَةِ ذاتِ دَلٍّ فَضلُها / بادٍ وهُنَّ ذَواتُ دَلٍّ فاضلِ
لمّا ترَاجَعنا الحَدِيثَ نَكُفُّهُ / بالخَفضِ بعدَ تَحِيَّةٍ وَتَسَاؤلِ
والمُقتَراتِ مِنَ الكلامِ ولم يَكُن / بِتَجارُمٍ جِدّاً ولا بِتَباذُلِ
صافَحنَنِى بنَواعِمٍ مَخضُوبةٍ / شِبهِ النَّباتِ مِنَ النَّقا المُتَهايِلِ
يانِعمَ ذلك مَجلِساً ولُبانةً / لو كانَ يَومُكَ لَيلُهُ يَتَطاوَلُ
طَرِبَ الفُؤَادُ إِلى نُواحِ حَمائمٍ / لا يَرعَوِينَ إِلى حَزِينٍ واجِلِ
نَجَّمنَ أَنواءَ الرَّبيعِ بجانبٍ / خِصبٍ فساكنُهُ بعَيشٍ باجِلِ
والصَّيفَ حَتَّى استَنَّ فوقَ مِتانِهِ / وَهَجُ السَّمائمِ بالمَسِيلِ الحافلِ
وجَرَى السَّرابُ عَلَى الحِدابِ كأنَّهُ / مَوجٌ يُرَجِّعُ فى جُنُوبِ السَّاحلِ
ثُمَّ اقتَرَبنَ إِلى المَناهِلِ وانقَضى / زَرعُ المَصِيفِ مِنَ البُطُونِ الضّاهِلِ
حتَّى إِذا وَقَعَ الخَرِيفُ لمسولٍ / فَلِذِى قِضِينَ إِلى بَياضِ جُلاجِلِ
قَرَّبنَ لِلأحمالِ كلَّ مُضَبَّرٍ / كالقَصرِ فَعمِ المَنكِبَينِ قُنابِلِ
نَهدِ المِلاطِ جُراشِعٍ حَيزُومُهُ / جَثلُ الضُّلُوعِ شَدِيدُ شَعبِ الكاهلِ
عَيرانةٍ هَمَلضت وَظاهَرَ نَيَّها / عُشبٌ تَجَثَّلَ مِن رَبيع هاطِلِ
حتّى إِذا خَشَّعنَها بِأَزِمَّةٍ / مِن صُنعِ ماهِرةِ الأَكفِّ جَوادِلِ
وَارَينَ عَرضَ جِسامِهِنَّ وطُولَهَا / بِمُحَبَّرٍ مِن رَقمِهنَّ غُدَافِلِ
وَعَلَونَهُنَّ بِكُلِّ أَحوَى قاتِرٍ / كالطِّرفِ لا جافٍ ولاَ مُتَضائِلِ
بمُحَجَّبٍ بالأُرجُوانِ مُقَنَّعِ / بالرَّيطِ رَهّافِ السَّدِيفِ مُخايلِ
حتى إِذا هَيَّأنَ أَحسَنَ مَنظَرٍ / حالاً بلَ عُنفٍ وَلاَ بِتَوَاكُلِ
فَوقَ الجِمالِ تَبَوَّأَت أَخدَارَهَا / خُرُدٌ مِلاَحُ الدَّلِّ غَيرُعَوَاطِلِ
مِن كُلِّ بَهكَنَةٍ يَجُولُ وشاحُها / عَن خَصرِهَا وَالخَصرُ لَيسَ بجائلِ
رُعبُوبةٍ نَفحُ العَبِيرِ بِجَيبِهَا / عَبِقٌ وَلاَ تَصِلُ المُحِبَّ بِطَائِلِ
إِلاّ بعَلَّ و سَوفَ قِيلٌ بعدَهُ / خُلفٌ وَلَيسَ خَيالُها بِمُزَايلى
هذا وَخَيرٌ مِدحَةٌ لِمُمَدَّحٍ / بِفَضَائلٍ مَعدُودَةٍ وَنَوَافلِ
لِفَتَى مَعَدٍّ ذِى الوَفاءِ بعَهدِهِ / وأخِى السِّياسَةِ والقَضاءِ الفَاصِلِ
والمُنتَضِى لِنَكالِ مَن شَقَّ العَصَا / يومَ التَّزَايُلِ بالوَشِيجِ الذَّابل
وَاعصِ العَوَاذِلَ وَاقرِهَمًّا ضَائفاً / منعَ الرُّقَادَ نَجَاءَ حَرفٍ بازِلِ
يا مَعنُ يابنَ كِرَامِ مَن وَطِىءَ الحَصَى / إِلاّ النُّبُوَّةَ ثُمَّ أَكرَمَ وَائلِ
حَسَباً وَأَكرَهَهُم إِذَا حَمِىَ الوغَى / بَأساً وَأَصبرَهُم لِحَقِّ نازلِ
وَأَشَدَّهُم دَفعاً وَأَخلَصَ وَائلٍ / نَفعاً وَأَطوَلَهُم مَناطَ حَمائلِ
كَم مِن أَمِيرِ كَرِيهةٍ مِمَّن طَغَى / ومُقَّنَّع شاكِى السِّلاَحِ مُباسِلِ
ضَارٍ بأَسلاَبِ الفَوارِسِ مُعلِقٍ / نَفعاً تَحَرَّبَهُ بِصَدرِ العاملِ
أَشعَرتَ نافِذَةً تَجِيشُ بناحطٍ / زَبدٍ مُعاندُهُ وآخَرَ سائلِ
وَرمَيتَ ذَا يَمَنٍ بشَيبَانِيَّةٍ / طَحَنَت جَنَاجِنَ مَن طَغَى بِكَلاَكِلِ
وَوَطِئتَ عَسكَرَ كُلِّ ثَغرٍ حَازَهُ / أَهلُ المَخَبَّةِ وِطأَةَ المُتَثَاقِلِ
وَمُشَرَّدٍ خَافَ العَدُوَّ بِجَانبٍ / وَالجَورَ مُنقَطِعٍ إِلَيكَ مُوائِلِ
آمَنتَ خِيفتَهُ وَيَومِ كَرِيهةٍ / فَرَّجتَ غُمَّتَهَا فَكَم مِن قائلِ
إِنَّ الوُفُودَ مِنَ القَبَائلِ كلِّهَا / مِمَّن تَضَعضَعَ مالُهُ والخاملِ
طَلَبُوا نَدَى مَعنٍ فَأوثَقُ رَاحِلٍ / بِنَجَاحِ حاجَتِهِ وَأَحمَدُ قَافلِ
سَمحُ المَوَدَّةِ فى العَطاءِ حَرِيمُهُ / عِندَ الثُّرَيّا مِن يَدِ المُتَناوِلِ
مَا اليَمُّ مِن بَحرِ الفُرَاتِ إِذا طَمَى / بِالسَّيلِ بَينَ جَدَاوِلٍ ومَحافِلِ
بأَعَمَّ نَفعاً مِن نَدَاكَ لِمَن بَغَى / فَضلاً وَاثمَلَ لِلضَّعِيفِ العائلِ
لَولاَ رَجَاؤُكَ لَم أسِر مِن بِيشةٍ / عَرضَ العِرَاقِ بِفِتيَةٍ وَرَواحِلِ
كَم قَد قَطَعنَ إِلَيكَ مِن دَاوِيَّةٍ / سَهلٍ يَظَلُّ دَلِيلُهَا كَالجاهِلِ
مَوصُولةٍ بِتَنائفٍ مَوصُولةٍ / أَقطَارُهُنَّ بِسَبسَبٍ مُتَماحِلِ
وَزَمَانِ آفاتٍ قَطَعنَ تمادِياً / وَخَبَبنَ فى الحزّانِ ذَاتَ هَزَائلِ
يابنَ الغَطَارِفَةِ الذِينَ سَمَت لهم / قُلَلٌ ذَوَاتُ أُرومةٍ وَعُدَامِلِ
ثَبتَت رَوَاسِيها وَزَانَ فُرُوعَها / فَضلٌ يمنّعُ مِن تَعَاطِى الحاصِلِ
حَقِّق فِدَاكَ أبى مَغِيظةَ حاسِدِى / وَسُرورَ مُعتَرٍّ لسَيبِكَ آملِ
لجمال مُنقَلَبٍ بزَعمٍ ناظرٍ / لِنَدَاكَ إِنَّكَ ذُو ندىً وَفَوَاضِلِ
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ / بَينَ المَخارمِ وَالنَّدَى يَتَصَبّبُ
بِثَنِيَّةِ العَلَمَينِ وَهناً بَعدَ مَا / خَفَقَ السِّماكُ وَعَأرضَتهُ العَقرَبُ
وَتَحِيَّةٌ وكَرَامةٌ لِخَيالِها / وَمَعَ التَّحيَّةِ وَالكَرَامَةِ مَرحَبُ
أنِّى اهتَدَيتِ وَمَن هَداكِ ودُونَنا / حَمَلٌ فَقُلَّةُ عالِجٍ فالمَرقَبُ
وَزَعَمتِ أَهلَكِ يَمنَعُونَكِ رَغبَةً / عَنّى فَقَومِى بى أَضَنُّ وأَرغَبُ
أَوَ لَيسَ لِى قُرَبَاءُ إِن أَقصَيتِنى / حَدَبُوا عَلَىَّ وَعِندِىَ المُستَعتَبُ
فَلَئِن دَنَوتِ لأََدنُوَنَّ بِعِفَّةٍ / وَلَئِن نأَيتِ لَمَا وَرَائى أَرحَبُ
يَأبَى وَجَدِّكِ أَن أَكونَ مُقَصِّراً / عَقلٌ أَعِيشُ بِهِ وَرَأيٌ قُلَّبُ
وإِذا عَتِبتِ عَلىَّ بِتُّ كأنَّنى
وإِذا عَتِبتِ عَلىَّ بِتُّ كأنَّنى / بِاللَّيلِ مُستَحِرُ الفُؤادِ سَلِيمُ
وَلَقَد أَرَدتُ الصَّبرَ عَنكِ فعاقَنى / عَلَقٌ بِقَلبي مِن هَوَاكِ قَدِيمُ
يَبقى عَلَى حَدثِ الزَّمانِ وَرَيبِهِ / وَعَلَى جَفائِكِ إِنَّهُ لَكَرِيمُ
وَارَبتِهِ زَمَناً فَعاذَ بِحِلمِهِ / إِنَّ المُحِبَّ عَنِ الحَبيبِ حَليمُ
أَصبَحتِ يَحكُمُكِ التَّجاربُ والنُّهَى / عَنهُ ويوزِعُهُ بِكِ التَّحكيم
أَتَرَى الأُلى عِلقوا الحَبائلَ بَعدَهُ / فَنَجَوا وَأصبَحَ فى الوَثاقِ يَهيمُ
وعَتَبت حين صحَحتِ وَهوَ بِدَائِهِ / شَتَّى العِتابِ مُصَحَّحٌ وَسَقِيمُ
أَسَألتَ مَغنَى دِمنَةٍ وَطُلولاَ
أَسَألتَ مَغنَى دِمنَةٍ وَطُلولاَ / جَرَّت بها عُصُفُ الرِّياحِ ذُيولا
قِطَعاً تَمُوجُ عَلَى المِتانِ بحاصِبٍ / مَوجَ الحَبَابِ وَعاصِفاً مَنخُولا
فَثَنَى عَلىّ صَبابةً عِرفَانُها / مِن بَعدِ ما هَمَّ الفُؤَادُ ذُهولا
وَلَقد رَأيتُ بِها أَوَانِسَ كالدُّمَى / يَرفُلنَ فى سَرَقِ الحرير فُضُولا
ثُمَّ انتَحَينَ وَلَم يَقُلنَ ولو بنا / أَخلَينَ إِلاّ جَائزاً وَجَمِيلا
ظَلَّ الحَدِيثُ كما تَسَاقى رُفقَةٌ / صِرفاً مُشَعشَعضةَ الزُّجَاجِ شَمولا
شُمُساً يَدَعنَ ذَوِى الجَلادَةِ كُلُّهم / ذَرِفُ الفُؤادِ وما يَدِينَ قَتيلا
وَيرَينَ قَتلَ المُسلِمينَ بلا دَمٍ / حِلاًّ لَهُنَّ وَمَا طَلَبنض ذُحُولا
طَرَقَت أُمَيمَةُ هائماً لَعِبَت بهِ / قُلُصٌ تَحَسَّفُ سَبسَباً مَجهولا
فَأرِقتُ لِلسَّارِى إِلىَّ وَلَم أَكُن / أَرِقاً وَلَم أَكُ لِلهُمومِ رَحيلا
أَنّى اهتَدَيتِ وَلَم يَدَع نَأىُ الهَوَى / والكاشحونَ إِلى اللِّقَاءِ سَبِيلا
بَيضَاءُ قَلَّدَها النَّعيمُ شَبَابَهَا / رُوداً تَرَى فِى خَلقِهَا تَبتيلا
وكأَنَّ رَيّا مِن خُزامَى خالطت / رَيحَانَ رَوضِ قرَارةٍ مَوبولا
رَيّا أُمَيمَةً كُلَّما أَهدى لنا / نَسمُ الرِّياحِ مِنَ الجنوبِ أَصِيلا
عَن باردٍ عَذبِ اللِّثاتِ رُضابُهُ / كالعَذبِ خالطَ بارداً مَعسولا
لاحَت لنا وَهناً يُرفِّعُ ضَوءها
لاحَت لنا وَهناً يُرفِّعُ ضَوءها / ريحٌ ينفح طلة وقطارُ
سَقياً لِمَوقِدِها المَليحِ لَو أنَّهُ / يَوماً عَلَى شَحطِ الدِّيارِ يُزَارُ
حَلَفَت أُمَيمَةُ أَنَّ وُدِّى حَجّت لَهُ / شُعثَ الرُّؤوسِ بِمكَّةَ الأَبرَار
كذَبَت أُمَيمَةُ وَالّذى حَجّت لَهُ / مَذِقٌ وَأَنّى خَائنٌ غَدّارُ
لو تَعلَمِينَ وَقَلَّمَا جَرَّبتِنى / وَالعِلمُ يَنفَعُ وَالعَمَى ضَرَّارُ
لَعَلِمتِ اَنّى بالمَغِيبةِ حَافِظٌ / للسِّرِّ مِنكِ وَأنّنى نَصّارُ
هَل تَذكُرِينَ إِذِ الرِّكابُ مُناخَةٌ
هَل تَذكُرِينَ إِذِ الرِّكابُ مُناخَةٌ / بِرِحالِها لِرَواحِ اَهلِ المَوسِمِ
إِذ نَحنُ نَستَرِقُ الحَدِيثَ وَفَوقَنا / مِثلُ الظَّلامِ مِنَ الغُبارِ الأَقتَمِ
وَنَظلُّ نُظهِرُ بالحَوَاجِبِ بَينَنا / مافِى النُّفُوسِ وَنَحنُ لا نَتَكَلَّمُ
هَل تَذكُرِينَ إِذِ الرِّكابُ مُناخَةٌ
هَل تَذكُرِينَ إِذِ الرِّكابُ مُناخَةٌ / بِرِحالِها لِرَواحِ اَهلِ المَوسِمِ
إِذ نَحنُ نَستَرِقُ الحَدِيثَ وَفَوقَنا / مِثلُ الظَّلامِ مِنَ الغُبارِ الأَقتَمِ
وَنَظلُّ نُظهِرُ بالحَوَاجِبِ بَينَنا / مافِى النُّفُوسِ وَنَحنُ لا نَتَكَلَّمُ