المجموع : 24
وطني عليك تحيتي وسلامي
وطني عليك تحيتي وسلامي / وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني اليك احن في سفرفي وفي / حضري اجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن / من كوثر عذب ودار سلام
وطني وان نقلت شذاك لي الصبا / هاجت شجوني وانفتحن كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها / ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وادعو في ظلام الليل ان / لا يبتليك الله بالظلام
وطني وارجو ان يدوم لك الهنا / ابداً بظل عدالة الحكّام
وطني بروحي افتديك إذا التوت / عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي
وطني إذا ما شاك مجدك شائك / فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن / فانا الغيور وعزة الاسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي / وتدلّهي وتولّهي وهيامي
وطني العزيز وعنك خلت محدّثي / انحى على سمعي ببنت الجام
وطني العزيز وان الّم بك الأسى / قامت بقلبي سائر الآلام
وطني العزيز وأنت حنتي التي / فيها اعدّ العيش من أيامي
وطني العزيز وأنت من يحلو به / غزلي وتشبيبي وسجع نظامي
وطني العزيز وأنت من أدعو له / عقبى صلاتي دائماً وصيامي
وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي / ومآربي ومقاصدي ومرامي
وإذا اضلّ الحزم قومك تلقني / ابكي بعيني عروة بن حزام
وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا / طول الخمول تخيّبتَ احلامي
ايها بني وطني اقيموا عزّة / ان الديار تعزّ بالأقوام
احيوا المعارف واكبروا ان تفخروا / بعظام اسلاف مضين رمام
فالمجد ما قد جددتموه بجدكم / لا ذكر اجداد قدمن كرام
والعلم اصل للمفاخر كلها / وبنوره ينجاب كل ظلام
فيه الحياة لكل مجد تالد / أو طارف كالروح للأجسام
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ / وعلى عبادته استقم تتقومِ
والزم مراضيه تنل حسن الرضا / وتفز بنعمى القرب منه وتنعم
واربأ بنفسك ان تذل لغيره / أبداً وأكرِمها بصبرك تكرم
وارض القناعة فهي جوهرة التقى / ودع المطامع فهي باب المأثمِ
ما كان قسمتك انتهى لك دون ما / تعب ولن تحظى بما لم يُقسم
وإذا حباك بثروة المال احتفل / بزكاته عملاً بشكر المنعم
فالشكر قيد سوابغ النعم التي / أولاكها والغنم في ذا المغرم
وإذا مُنحت الجاه في الدنيا فلا / تصرفه إلا في رضاه يعظم
واعلم بأنك عنه تُسأل فاحتذر / يوماً اعانةَ ظالمٍ متظلّم
والكبرياءُ رداء ربك وحده / ان رمته قسماً بربّك تُقصم
ومتى جعلت لك التواضع حلية / عند العباد وعنده تتقدم
وإذا حكمت فكن حكيماً منصفاً / وتوّقَ ظلم الخلق وارحم تُرحم
فهمُ عيال اللَه من يرأف بهم / يظفر ومن حسن الجزا لم يُحرم
ولقد اقول لصاحب ولي الصبا / عنه ولم يخلع شعار المغرم
متهافت دوماً على حب الظبا / مثل الفراش على اللهيب المضرم
خَّلِ التصابي فالشباب قد انقضى / ونضا عليك الشيب أمضى مِخذم
واستحيي من عشق الحسان فما الذي / تبغى الحمائم عند نسر قشعم
واسل الهيام بكل جفن فاتر / لا تَقضِ عُمركَ بالسقيم المُسقم
واترك مناجاة الديار ولا تقل / يا دار عبلة بالجواء تكلّمي
واحفظ شؤونك ان تُراق على الثرى / عبثاً فما يجدي بكاء الأرسُمِ
أولى بنفسك أن يكون لها الدعا / من أن تقول لدار مَيٍّ أيا اسلمي
قد كنت مثلك والزمان مساعد / والعمر يرفل في الشباب المُعلَم
أُمسي وأُصبح في مغازلة الظبا / ثملا ولم أعبأ بنصح اللوّم
طلق العنان مع الهوى لم اخل من / كلف بسعدى تارة وبمريم
حتى انجلى صبح المشيب بعارضي / واتى الوقار وقال للنفس الزمي
هلا كصاحبك اكتفيت من الهوى / وإلى هنا فارجع هُديت وأحجم
واقرن متابك بالندامة قبل أن / تأتي المنون ولات ساعة مندم
عجل فديتك واسأل المولى الرضا / أني أخاف عليك ان لم تُرحم
باللَه ربك يا غزال الوادي
باللَه ربك يا غزال الوادي / ماذا يروقك من عذاب فؤادي
حمّلتني عبء الصدور فلم اطق / هيهات ما قلبي من الاطواد
وتركتني حلف السقام ولم تُجد / بزيارتي يوماً مع العُواد
ان كان قتلي من مرادك فاقضه / فانا الاسير وماله من فادي
والموت راحة عاشق ما ناله / في الحب غير شماتة الاضداد
ويلاه من حكم الغرام فقد قضى / ان الظبا تسطو على الآساد
لولا العيون الناعسات لما نبا / عزمي ولا أخذ الهوى بقيادي
من بعض أسهمها الفتور وانه / لم يتخذ غرضاً سوى الاكباد
يا أيها العشاق هل من مسعد / ان الحبيب مولع بعنادي
ان رمت وصلا قال هجرك واجب / او رمت قربا زاد في الابعاد
رشأ رشيق القد مهضوم الحشا / يُزرى بخوط البانة المياد
حلو اللمى لكنه مر الجفا / قصرت يدي عنه وطال سهادي
متعود ان لا يرق لعاشق / متمسك ان لا يجود لصادي
اهوى معزته ويهوى ذلتي / شتان بين مراده ومرادي
شنف بذكر مفاخر العربان
شنف بذكر مفاخر العربان / سمعي وانعش خاطري وجناني
فحديث آباء الفتى ينشي به / عزماً كنفخ الروح في الجثمان
ولرب آثار لهم تذكارهم / يهب الضمائر قوة الايمان
هم منبع الدين القويم ومطلع الن / ور العظيم ومنجع اللهفان
تتفاخر الأجيال في أخبارهم / والشمس لا تحتاج للبرهان
والكون يزهر في مكارمهم وما / أدراك فعل الوابل الهتان
أهل الشجاعة والبراعة والوفا / والصدق والإيثار والاحسان
جعلوا الممالك تحت ظل سيوفهم / متظللين ذوائب المران
واستقبلوا الزمن العبوس بأوجه / غر اضاءت غرة الأحيان
وتوطنوا رحب الفلا فتعلموا / سعة الصدور ورقة الغدران
خلقوا ألي بأس ومن أخلاقهم / رعي الذمام ونصرة الجيران
تأبى قبول الضيم أنفسهم ولو / طاحت رؤوسهم عن الأبدان
والجود شنشنة متى ذكروا بها / خضع الوجود واذعن الثقلان
بسطوا الأكف به فنالوا سؤدداً / عقدت عليه خناصر الأعيان
وكفاهم شرفاً عظيماً أنهم / عرب ومنهم سيد الأكوان
قوم ترى نور البصيرة طافحاً / ما بينهم في الشيب والشبان
ملكوا الفراسة والخفايا عندها / كالصبح جلت قدرة المنان
سل عنهم الشعر البليغ كأنه / وحي تنزل من عظيم الشان
وسل الفصاحة هل يضئ بغيرهم / إنسانها في العالم الإنساني
تخذوا المفاخر حلية بضيائها / سطع الوجود واشرق الملوان
وتنافسوا بمحاسن اللغة التي / ألفاظها كالهيكل النوراني
لغة بفضل جلالها وجمالها / شهدت شواهد محكم الفرقان
لغة إذا أدركت سحر بيانها / أدركت معنى السحر في الأجفان
لغة هي البحر الخضم وكيف لا / وبها مغاص الدر والمرجان
ضاق المجال على مبارى فضلها / فكأنما هو فوق رأس سنان
وغدا المفكر في دقائق سرها / متضائلاً كالتائه الحيران
قل للألى جهلوا مكانتها وقد / كادوا لها في السر والاعلان
عاديتم ما تجهلون ولم يعب / قدر الورود كراهة الجعلان
واللَه يأبى ان تهان فبشروا / من رام ذلتها بكل هوان
ام البلاغة لا عدمنا درها / روح العقول وراحة الاذهان
للّه ما أحلاك يا عربيتي / في ذوق أهل الذوق والعرفان
كل اللغات لديك يالغة الهدى / خدم وأنت مليكة الايوان
ظلموك أهلك بالجفاء فأصبحوا / والكل يمشي مشية السرطان
لم يحفظوا لك ذمة وتعلقوا / بهوى السوى ورموك بالهجران
لو أتقنوا فيك العلوم لأدركوا / شأو العلى وعلوا على الأقران
لكنهم غروا بغيرك حقبة / من دهرهم والدهر ذو الوان
حتى إذا انكشف الغطاء وايقظت / مقل الرجال حوادث الأزمان
نهضوا وكل يستعيذ بربه / مما انتشى ويسب بنت الحان
أنا في جوارك يا رسول اللَه
أنا في جوارك يا رسول اللَه / يا ابن العواتك يا عريض الجاه
فأغث عبيدا قد رماه الدهر في / تيه اغتراب ليس بالمتناهي
ولكم أراه حوادثاً وكوارثا / ومصائباً ونوائباً ودواهي
رام التجلد للأسى وسهامُه / تترى فراح بخاطر اوّاه
النفس حرّى والدموع كأنها / لهب يسيل فليس يبرد آهي
كم شالني ريب الزمان وحطّني / وكأن دهري بي لعوبٌ لاهي
زلّت به قدم احتمالي إنما / مازال إيماني بفضل آلهي
عطفاً ابا الزهراء ان خواطري / بك قد علقن وعن سواك سواهي
انت الكريم وما عداك فكل ذي / كرم بفضلك في الورى متباهي
وخضم جودك كل بحر دونه / أو هل لجودك في الوجود مضاهي
يا آية الرحمن كم لك في الورى / آيات هدي كالنجوم زواهي
تاه الوجود به وذل لعزها / كل امرئ مستكبر تياه
وخبت مصابيح الهداة جميعها / في العالمين ولم يدم إلا هي
ولكم لذاتك من جليل خصائصٍ / جلّت عن الأنظار والأشباه
لا عاش قلب لا يروح ويغتدي / مغرى بحبك يا حبيب اللَه
خاب الأُلى عشقوا سواك وما خلوا / من لائم أو ناقم أو ناهي
والنجم من فلك النحور إذا هوى
والنجم من فلك النحور إذا هوى / ما ضل من يهوى الحسان وما غوى
ولعت بحب الغانيات سرائري / حتى وقعت بهن في شرك الهوى
ويلاه من لحظات جارات الغضا / فلقد أثرن بمهجتي نار الجوى
وأبيك يا ابنة يعرب ما كنت من / يهوى التحول عن هواك إلى السوى
وفيت عهدك في الهوى وغدرتني / أفعلمتك الميل بانات اللوى
وفي بعهدي يا ظلوم فإنني / ذاك العليل وليس غيرك لي دوا
ودعت في حبيك حسن تصبري / ولقيت جيش الوجد منشور اللوى
وودّعت في خديك حبة مهجتي / فأبت معاودتي وطاب لها الهوى
ولقد وقفت على هواك مدامعي / فعلام روض الود منك لقد ذوى
وأنا الذي ضيعت فيك شبيبتي / وغدوت لا حول لدي ولا قوى
ولهان يلويني الهوى ويجد بي / وجد يقوم من ضلوعي ما التوى
والله ما خطر السلو بخاطري / كلا ولا كبدي عن الحب ارعوى
والقلب دارك إنما سوداؤه / عرش عليه هوى الرفاعي استوى
وثقت يدي أبدا بحبل ولائه / وعلى محبته الفؤاد قد انطوى
وهو الذي أولى الإله جنابه / مننا بها أسنى الخصائص قد حوى
وحباه من إحسانه سرا به / يحمي المريد على التقرب والنوى
وعلى شيوخ القوم أعلى قدره / وسقاه من كأس الرضا حتى ارتوى
وأنا له تقبيل راحه أحمد / فغدا له دست التقدم مستوى
وغدت طريقته أجل طريقة / أمست لأنواع الفضائل محتوى
وضحت بها سبل الرشاد وأشرقت / شمس الهداية أي ومن فلق النوى
وامتد من أعلامها بين الورى / نور ظلام الكائنات به انزوى
وهي الأمان لكل عبد مخلص / حفظ التمسك بالعهود وما لوى
ومن ارتدى برد السلوك بلا تقى / فلقد تعرض للقطيعه والنوى
وبخيت كان تقبل الأعمال بالن / نيات كان لكل عبد ما نوى
وإليك يا شيخ العواجز مدحة / من واله في الحب ضامره انكوى
وافى على نجب الرجاء وكم وكم / بيد من الأمل العريض لقد طوى
ولهان يروي الحب عن قيس كما / عن جودك الغيث العميم لقد روى
واصل له عادات عطفك واكفه / هما بأحناء الضلوع لقد ثوى
واقبل مدائحه لدى علياك يا / فردا على جمع الكمالات احتوى
ركب اللالي أم حباب الراح
ركب اللالي أم حباب الراح / وافى يُقِلُّ مواكب الافراح
رقصت لها أرواحنا وترنحت / طرباً ولا تسأل عن الأشباح
سلت على الأقداح من أنوارها / سيفاً يسمى هازم الأتراح
فانهض فديتك يا نديمي واصطبح / راحا تريح خواطر الأرواح
أفما سمعت موذن الراووق قد / وافى يسبح فالق الاصباح
فأدر علي سلافة في مثلها / لا يستحق الحد إلا الصاحي
فقد إنجلى عيد السرور على الملا / في عشر تموز المنير الضاحي
يوم به عتق الرعية عنوة / من رق ذاك الظالم المجتاح
يوم به الدستور أعلن وانجلت / تلك الغيوم عن النهار الصاحي
يوم به الأحرار لعلع صوتهم / في كل صقع في البلاد وناح
ملأ الحبور جوانح الدنيا به / وزكا الزمان بعرفه الفواح
فاستقبلوه باحفتاء انه / عيد السعود ورائد الانجاح
وتصافحوا فيه مصافحة الألى / لبسوا الاخاء فكان خير وشاح
ولقد أقول لمن تحرش ظالماً / بالعرب لا يجديك طول نباح
والعرب شيمتهم على طول المدى / عفو وغفران وخلق سماح
سل عنهم ان كنت تجهل فضلهم / والشمس تستغني عن الإيضاح
بهرت سواطع مجدهم أهل النهى / وسموا بطه فوق كل طماح
وجروا إذ انفسحت لم سبل الهدى / من ساح عز في سناه فساح
والدهر عندهم لحفظ ذمارهم / يومان يوم ندى ويوم كفاح
وهم جبال الحلم ليس يهزها / هافى طنين أو هفيف رياح
واللَه يأبى ان يُضاموا فاتئد / ياصاح وارع الحق ان تك صاحي
ذكر الديار فخاض في عبراته
ذكر الديار فخاض في عبراته / يتنفّس الصعداء من زفراته
مستغرَم لو شُق عن كلكاله / لتلهّب الثقلان من جمراته
كتم الأسى لكنما أيامه / حسرت قناع الصبر عن حسراته
القته في تيه اغتراب قد مضى / بشبابه وقضى بفلّ شبانه
ورمته في محن تحط النجم من / أبراجه والبدر من هالاته
متغلغلاً في الأرض بين مجاهل / جهل الغراب بها طريق نجاته
متنقلاً من قرية لِقُرَّيةٍ / فيها حياة المرء مثل مماته
يتكلف الصبر الجميل بها على / فقد الخليل وثمّ سُمّ حياته
وتَحمّلُ الأرواح عشرة ضدّها / مستصعب كالموت في سكراته
وامرّ ما يلقى الفتى ان يُبتلى / بالبعد عن أشكاله ولِداته
يبكي على زمن قضاه لاهياً / ما بين ريم المنحنى ومهاته
أيام كان العيش غضّا والصفا / روضاً يعيش الميّت من نفحاته
تقتاده الفتيات في لفتاتها / ويذوده الغمّاز في لحظاته
فإذا تغزّل في معاني حسنها / أو حسنه فالسحر في نفثاته
وإذا تخلّص في مديح أبي الهدى / تتفّجر الأنوار من أبياته
ذاك الذي سطعت على أوج العلى / أضواء غُرته وشُهب صفاته
من آل بيت احمديّ لم تزل / تتفاخر الأشراف في ساداتِهِ
رفعت له ذمم الرفاعي منزلاً / في المجد يهوى النجم عن شرفاته
فرقان دين كل علم أو تقى / يستمنح الاشراق من آياته
يختص وارده بصفو سريرة / ويفوز بالتوفيق في طاعاته
قد طار في الأقطار صيت علائه / واستغرق الدنيا ندى راحاته
يُنشي الطلاقة في وجوه وفوده / حتى كأن الحسن من حسناته
وكأن أيام الضيافة عنده / عصر الشبيبة عاد بع فواتِهِ
يرتاد قاصده حماه واثقاً / من فضله بنوال أمنياته
وإذا استماح العفو منه مقّصر / مثلي جزاه بحلمه وأناته
مولاي يا صدر الصدور وتاجها / وعظيم أبطال الحمى وحماته
بأبيك مولانا أبي البركات مَن / تحيى لنا الآمال في بركاته
وبشيخك المهديّ مصباح الهدى / مَن يستمدّ البدر من مشكاته
وبجدك العالي أبي العلمين مَن / تتدفق الخيرات في ساحاته
جد بالمراحم لي كما عودتني / فالغيث لا ينكف عن عاداته
واغفر قصور فتى وهت أفكاره / مما رماه الدهر في ويلاته
ألقاه في بصر الحرير وما رأى / بلداً أناخ بها الخراب كهاته
أبياتها مثل القبور كأنما / اخنى عليها الدهر في نكباته
وشتاؤها غَرق واهون صيفها / حُرَق تحاكي الجمر في لهباته
اوطنتُها سنتين لم أحسبهما / في العمر إلّا غمزة بقناته
حتى سئمت وقد تضاءل بالضنى / جسدي ونال الهم من هماته
وتركتها مستعفياً عن حكمها / ولقد يُعاف الورد عند قذاته
وسعيت نحو رحاب عزّك اشتكي / ضيم الزمان إلى اجلّ أُباته
يا عين مالك كلما ذُكَرَ اللوى
يا عين مالك كلما ذُكَرَ اللوى / تكفينَ دمعاً كالعقيق هتونا
اغرقتني وكشفت سر صبابتي / وفضحت ويحك سرى المكنونا
قد كنت أخفي العشق طيَّ جوانحي / خوفاً لما قد كان ان سيكونا
ويلاه من لحظات جارات الغضا / كم ذا قضت نفسي بهن شجونا
لم أدر ما نوح الحمائم والبكا / حتى استبحن فؤادي المفتونا
غنين وِرقاً والتفتن جآذرا / وسفرن أقماراً ومسن غصونا
وبرزن يصطدن القلوب فهل ترى / تنجو قلوب باللحاظ رمينا
مِن كل ناهدة إذا حسرت لنا / عن صدرها انقلب الغرام جنونا
ومن العجائب انهن أوانس / لكنهن على النفار ربينا
ما ان يلّن لعاشق قد غرّه / منهن أعطاف ألفن اللينا
اني دريت الحب من بدء الصبا / ودرست من علم الغرام فنونا
فتفقهوا يال الصبابة بالهوى / عندي لتجنوا علمه تلقينا
لا تعشقوا إلا الكواعب بُكرا / اهدى الدلال لحسنها تحسينا
وكسى الحياء جمالها بجلالة / تدع الفؤاد بحبها مرهونا
كم من معان للعذارى من درى / اسرارها ازرى بمن عذلونا
جهلوا المحبة وازدروا أربابها / ولو أنهم عقلوا اذن عذرونا
انا وان شبنا وذبنا في الهوى / حسن الصبايا لم يزل يصيبنا
نحيا على حب الجمال وان نمُت / فتحية من أهله تحيينا
بعث الفتور من الجفون رسولا
بعث الفتور من الجفون رسولا / يدعو قلوباً للهوى وعقولا
فنضا شفارا ما أدق غرارها / تركت اعز العالمين ذليلا
لو شاء دعوة من مضى من قبلنا / لبته أرواح القرون الأولى
ومن العجائب أنَّ أول طائع / قلبي الشجيّ فلم غدا متبولا
هن العيون وما لنا من عشقها / بد فصبراً يا فؤاد جميلا
واذكر ليالي بالنقا سلفت لنا / سمح الزمان بها وكان بخيلا
حيث الشبيبة روضة فينانة / والعز ظل لا يزال ظليلا
والعيش غضّ والحبيب مواصل / والسعد يخدم شملنا الموصولا
والوقت صاف كالسلاف وانما / ما مر قط ولا غدا مملولا
والعاذلون كأنهم لم يخلقوا / يا رب لا لقي المحب عذولا
تلك الليالي البيض كم حسد الضحى / عند التبسم ثغرها المعسولا
غر عرائس نلن من قمر السما / طوقا ومن فلق الصباح حجولا
وبأطلس الشفق انتقبن مطرزا / شهبا ترى من حاك ذا المنديلا
ولبسن من حسنات ادوار الهنا / حللا ومن دور الصفا اكليلا
لكن قصرن فما عسى يا رب لو / اعطين من عمر الحواسد طولا
ما كنت احسب انهن ذواهب / حتى انقضين وما شفين غليلا
لهفي على ساعاتهنَّ فلم تكن / الا نجوماً قد عجلن افولا
حالت وقد حلّت ليال بعدها / تركت نطاق مدامعي محلولا
اشكو لمعتلّ النسيم صبابتي / ولربما سلى العليل عليلا
وابيت والذكرى تثير بمهجتي / حرقا قضين على العيون همولا
ويلاه من يوم الفراق فانه / يوم على العشاق كان وبيلا
فارقت فيه تماسكي وتطايرت / نفسي اسى وجميل صبري عيلا
وسألت قلبي ان يقرّ فشمته / ضلّ الرشاد وضيّع المعقولا
ودعا بنا داعي الوداع فلم يكد / يغني التصبر يا أميم فتيلا
ولقد نظرت إلى الركائب نظرة / كادت تسل على الفراق نصولا
وبكيت حتى كدت ان أبكي السما / والأرض إذ جد الحبيب رحيلا
ملك بروحي قد سرى ولو انه / حفظ الأمانة خلته جبريلا
لو لم نجد في الوحي من ألحاظه / ضعفا عبدنا الناظر المكحولا
زار الخليل ديارنا
زار الخليل ديارنا / فتخايلت بأعز زائر
هتفت لها زهر السما / هنئت يا روض الازاهر
ان كنت جوهرة البلا / د فذاك نظام الجواهر
القى القياد له بمضما / ر البلاغة كل شاعر
رقت بدائعه وجل / ت فهي معجزة الخواطر
شعر كمنظوم الجما / ن ينافس الشهب الزواهر
سحر العقول وانني / لأجله عن نعت ساحر
لكنها روح الخلي / ل تطل في الكلم النواضر
تسبي النهى وترف لط / فاً تستهيم به السرائر
أنسى بها ذكرى حبي / ب في البوادي والحواضر
أهلاً بيوم قدومه / ما بين رنات البشائر
قرت به الأدباء عي / ناً كيف لا وبه تفاخر
أهلاً بنابغد النوا / بغ في الزمان بلا مكابر
ولقد شهدت مكانه العا / لي بمرآة المآثر
وتعارف الأرواح في / ما بيننا سبق المحاجر
وعشقت أكرم ما عرف / ت من الشمائل والمفاخر
وإذا اختصرت بوصفها / عجزاً فان الحب ساتر
باللَه يا ملك الندامى
باللَه يا ملك الندامى / أنعم بها جاما فجاما
صهباء قد صاغ المزا / ح من الجمان لها وساما
أفلا ترى أقداحها / بالنور تضطرم اضطراما
وبلابل الابريق قد / صدحت فهيجت الهياما
والدن يعبق نشره / والكاس تعجبك ابتساما
فانهض إلى روض اللذا / ئذ واجلها بكرا مداما
بصفاء بالك قد صفا / مُلك المسرة واستقاما
جنب مجالسها الألى / سكروا بها ونسوا الذماما
واحفل بحضرة قدسها / واختر لها العرب الكراما
فهم سوانح انسها / وجوانح الملك القدامى
بوفائهم يثق الندي / يم إذا جفا القوم الندامى
وانا الذي بالغادة الحس / ناء أصبح مستهاما
كلفت بها روحي ومن / لا يعشق البدر التماما
كم مهجة إذ تنثني / تهفو وأفئدة ترامى
وارحمتا للعاشقي / ن فكم قضوا فيها غراما
ظن المتيم قد سلا فاغتاظا
ظن المتيم قد سلا فاغتاظا / ونضى سيوفا سميت ألحاظا
ظبي تعلق خاطري بجماله / وعصيت فيه الوعظ والوعاظا
ظبي هتكت بحبه سر الحجا / حتى أعدت مغندي مغتاظا
ظبي على أعطاف بانة قده / طارت قلوب أولي الهوى أشظاظا
ظهرت لواحظه بأسهمها على / مستهدف لولا التصبر فاظا
ظلم المشبه بالأراكة قده / لما انثنى بحلى البهاء وحاظا
ظرفت شمائله الحسان وأيقظت / مقل القلوب لعشقها أيقاظا
ظمائي لشهد لماه ألهب مهجتي / ما ضره ان أجتنيه لماظا
ظاهرت عذالي بهجر نصيحهم / في حبه كيدا لهم وغياظا
ظهروا بحلية مشفق لكنهم / أضحوا شداد بالملام غلاظا
ظنوا الهوى غيا لأن قلوبهم / غفل وإن تكن العيون يقاظى
ظبي الحمى رفقا بقلب متيم / هجر المنام بحبك استيقاظا
ظهرا لبطن قلبته يد الهوى / فغدا يقاسي لوعة وكظاظا
ظلم الزمان وظلم بينك يا رشا / قد أشعلا في القلب منه شواظا
ظعنت بمهجته الشجون وأغلظ الد / دهر الخؤون بكيده إغلاظا
ظلما أراد بي الأذاة وإنما / منن الرفاعي كن لي حفاظا
ظهر العواجز مسند الفقراء من / وسع الأنام حماية وحفاظا
ظبة المهند من سطاه ينوبها / صدع الفلول فلن تطيق دلاظا
ظني به أبدا جميل وهولي / عون إذا كاد الزمان وغاظا
ظفرت يدي بحباله فتمسكت / ورقيت من شم الفخار شناظا
ظل الندى منه بأطراف الدنا / متحلق كالهدب حاط جحاظا
ظلعت ركاب أولي التقدم عن مدا / علياه مهما بالغت أنكاظا
ظلت شموس رشاده بين الورى / تجلو القلوب ولم تثر أقياظا
ظهرت فكم من ظلمة كشفت بها / ولكم رقود أصبحت أيقاظا
ظفر المديد لدى حماه بكل ما / يرجو ونال سعادة وحظاظا
ظل السعود غدا به لي وارفا / أفهل أخاف الدهر إن هو قاظا
ظلمات همي في مدائحه انجلت / حتى أغرت الحاسد الجواظا
ظبيات شعري في ثناه أوانس / تسبي الخواطر لفتة ولحاظا
ظرفت معانيها ولا بدعا إذا / حسد الكواكب هذه الألفاظا
والنجم من فلَلَكِ النحور إذا هوى
والنجم من فلَلَكِ النحور إذا هوى / ما ضلّ من يهوى الحسان ولا غوى
ولرب حسناء تملّك سحرها / قلبي وعرفه تباريح الجوى
تختال في عز الجمال وحبَّذا / غصن بصهباء الدلال قد ارتوى
أودعت حبة مهجتي في خدها / فأبت معاودتي وطاب لها الهوا
وابيك يا ابنة يعرب ما كنت من / يهوى التحوّل عن هواك إلى السوى
كلا ولا خطر السلو بخاطري / يوماً ولا قلبي عن الحب ارعوى
وفيّت عهدك في الهوى وغدرتني / أفعلّمتك الميل بانات اللوى
قد طال سكري في هواك ولا أرى / اني أفيق من الصبابة والهوى
سبحان من خلق العوا
سبحان من خلق العوا / لم ثم علم بالقلم
وبه تجلى مقسماً / فأجله شرف القسم
وحباه منزلة بها / جعل السيوف له خدم
من قاسه بالرمح وال / غصن النضير فقد ظلم
هو مستقيم لم يمل / وعليهما الميل احتكم
والقلب منه منور / ابدا وقلبهما ظلم
لولاه ما حفظ النث / ير ولا القريض المنتظم
لولاه ضاع العلم ما / بين الورى والجهل عم
هو حادث لكنه / ينيبيك عن سر القدم
كم قد أجاد رسائلاً / بجمانها الدهر ابتسم
ولكم أعان متيماً / وشفى محباً من سقم
وهو المسود كم قضى / فجرى القضاء بما حكم
وهو المسدد من غدا / بعلومه الفرد العلم
كل الفنون بنوه فاعجب / وهو طفل ما احتكم
مسك المداج لبانه / ودواته ثدي الكرم
هو ترجمان الذهن وه / و بريد أفكار الأمم
يجلو مناجاة الضما / ئر وهي غالية القيم
ويبين عن عقل الفتى / والعقل جوهرة النِعم
فوجوده جود من المو / لى أهم من الديم
هو ناطق بل سامع / وبصير طرف لم ينم
يصغي لما هجس الخيا / ل ويشهد المعنى الأغم
وإذا تغنى في السطو / ر شجاك في حسن النغم
ذرني اعدد فضله / ودع الحواسد في ضرم
ذرني ولا تخشى السيو / ف العمي والرمح الأصم
أني يفاخره المهن / د وهو ملتطخ بدم
شتان بين القاطع الجا / في ومن يوفي الذمم
هذا مزيته الوجو / د وذاك مغزاه العدم
هذا ينيل متى يشا / نعما وذلك للنقم
طوع البنان يسير ان / ي شئت في النهج الأمم
ما ان يخونك قط ان / خان الحسام أو انثلم
وإذا بدا منه الخطا / يمحى خطاه ويصطلم
والسيف ان أخطا المضا / رب نال صاحبه الألم
ان تمتدح ذا فرقة / يوماً فمن أخرى يذم
هو كعبة الدنيا ورك / ن حياتها والملتزم
لا تنتهي ايامها / إلا إذا جف القلم
لبنان يا جبل السرور
لبنان يا جبل السرور / ولبُانتي زمن الحرور
أنت المليك على الجبا / ل الشامخات مدى العصور
والأرز تاجك اتحفت / ك به يد الرب القدير
يلقى بك المصطاف ان / واع المسرة والحبور
ويرى الكواكب قربه / تهديه ايناس السمير
بنسيمك العطر العلي / ل شفاء علات الصدور
وبمائك العذب البرا / د حياة أموات الهجير
يُذكي العقول هواؤك الصا / في وزند العزم يوري
فلكم ولدت نوابغاً / في الكون نادرة النظير
واشاوساً عزت فلم / تك تستكين لأي نير
ولكم فخرت بكاتب / حر المبادئ والضمير
وبشاعر متفنن / جر الذيول على جرير
ولك الجنان الفيح عا / لية المشارف والقصور
تختال بين رياضها / أسراب ولدان وحور
شكلن ما بين الريا / ض رياض حسن مستنير
سبحان من خلق الحسا / ن وقال للأبصار حيري
لبنان يا عرش الجمال / ل ومعرض اللطف الغزير
أولعت منك وحقّ لي / بمصيف حصرون الشهير
أني التفت رأيت ما / يهنا به طرف البصير
من جدول أو منهل / يمتاز بالعذب المنير
أو روضة مدت لنا / استبرق النبت الخضير
أغنى بساط اللَه فيها ال / ضيف عن بسط الحرير
وبيوتها اشبهن ابرا / ج النجوم بلا نكير
ولأهلها طبع الودا / عة من غني أو فقير
واهم ما يصبو له / قلب الفتى انس العشير
ولقد أناف على المجر / ة حسن واديها الكبير
في عمقه وجلاله / وجمال منظره الوفير
يجد المشاهد روعة / كالغاب لكن في سرور
وكأن في نسماته / راحا تُدار بلا مدير
تشفى الجسوم من الضنا / تجلو النفوس من الكدور
ولقد حكت بزعون حص / رونا بجنات ودور
اختان حيرتا بفر / ط الحسن فكر المستخير
فهما مصيف واحد / كلتاهما صوغ الشذور
قد قامتا من ذلك الوا / دي على أعلى شفير
كحمامتين اطلتا / من رفرف الجو المنير
ضحكت لأدمعي المُذاله
ضحكت لأدمعي المُذاله / وتساءلت بي ما جرى له
أوليس ذا من كنت اش / هد منه أنواع البساله
كان الصبور على الزما / ن فقد تغير لا محاله
ما لي أراه نحيل جس / م كاد ان يحكي خياله
يبكي بدمع ما أرى / غيث السما يحكي انهماله
ويئن كالولهان فا / رق شادنا يهوى جماله
أفعاشق والعمر قد / رشف الهوى حتى الثماله
والشيب البسه الوقا / ر فهل ترى يشكو اشتعاله
ويود من عصر الصبا / عودا وقد علم ارتحاله
أم بان عن أوطانه / قسراً وغُول الدهر غاله
أم ما به فلقد تحيّر / فيه فكري لا اباله
فأجبتها هذا الذي تدري / ن يا أخت الغزاله
هو ما تغيرّ إنما الأي / ام قد غيرن حاله
واحلنه للدمع يط / فيء ناره بئس الحواله
ولقد صدقت فما البكا / عند المصاب من النباله
لكن تمر على الفتى / نوب تنازعه احتماله
يبكي العزيز إذا تحك / م فيه أرباب النذاله
يبكي أجل يبكي وير / ضى دون ذلته وباله
نفي وحبس دون ما / ذنب أروم له أقاله
ظلم لعمرك ما رأت / عيني ولم أسمع مثاله
ما ان يُطيق له الفتى / صبراً ولو ملك اعتزاله
الظلم وان وليس من / أمل يلوح بالعداله
فليفعل الأوغاد ما / شاءوا ودهري ما بدا له
فلعل للأقدار اغرا / ضاً بتسليط الحُثاله
ولكم لريب الدهر من / عبر يريد لهن آله
الصبر أولى لو يق / ود إلى الهدى أهل الضلاله
لا سيما من ظلمهم / كالليل إذ وإلى انسداله
قد طبق الأرضين فه / ي تسائل المولى زواله
كم أعدموا من سيدٍ / فقد العلاء به هلاله
ولكم همام بعدواً / وغضنفر خربوا دحاله
ولكم أخي شرف أها / نوه ولم يرعوا جلاله
أخذوا بلحيته لخد / متهم او اجتذوا قذاله
الحرث والنسل اشتكى / منهم ولاقى ما أهاله
جاروا علينا واستباحوا / موطناً جاسوا خلاله
واستهتروا بالشرع بل / عمدا لقد راموا اهتباله
ما الشرع إلا منهل / صاف لقد حرموا انتهاله
قالوا الجهاد وما دروا / معنى الجهاد ولا مآله
ما حاربوا واللَه الا الدي / ن واعتمدوا نزاله
شرب الفؤاد سلاف حبك فانتشى
شرب الفؤاد سلاف حبك فانتشى / أفهل لوصلك من سبيل يا رشا
شهرت لواحظك المراض صوارما / أمسى بها الولهان مكلوم الحشا
شيبت يا تياه فودى بالجفا / وتركت ربع الصبر قفرا موحشا
شكت العيون بك السهاد فما ترى / بمسهد شوك القتاد استفرشا
شمت العواذل إذ رأوا مضناك من / تشويش فرعك يا غزال مشوشا
شنوا الاغارة بالملام وما رأوا / قرى وقد لاح الغداة مشربشا
شاكي السلاح نضى لنا من لحظه / عضبا وهز مثقفا لما مشى
شهدت مطالعه المنيرة إنه / من آل بدر فهو يفعل ما يشا
شام البوارق ناظري من ثغره / فجرى وأفعمه الضيا حتى عشا
شبه اليراع جرى بمدحة أحمد / ورأى سنا تلك الخلال فأدهشا
شيخ الوجود ابن الرفاعي الذي / أحيا قلوب السالكين وأنعشا
شفت الصدور طريقه من كل ما / ألقى الوساوس في النفوس وشوشا
شاهدت شمس الهدى منها لم تغب / عن أعين الألباب صبحا أو عشا
شاعت مآثر فضله كالمسك ما / كتمت شذاه حواسد إلا فشا
شهب ألا لا أوحش الرحمن من / أنوارها فلك العلى لا أوحشا
شيدت بها في الدين أركان الهدى / وغدا قليب الرشد موصول الرشا
شلت يد الآمال دون مقامه / فالوهم لو مد الأنامل أرعشا
شدهت بسر علاه أبصار النهى / وجلت خوارقه العجاب المدهشا
شالت نعامة كل من ناوى له / عبدا كذا من بالأسود تحرشا
شدوا الرحال إلى ذراه فإن في / جناتها كرم المكارم عرشا
شيق الفؤاد لو ردها فتى به / أشفى فؤاد ألم يزل متعطشا
شيخ العواجز كن لنا عوناعلى / زمن لقد جرح الفؤاد وخدشا
شابت نواصي العزم دون لقائه / مما أعد من الخطوب وجيشا
شقت نوائبه دروع تصبري / والهم أقفل في الفؤاد فأفرشا
شأن الكرام وأنت من ساداتهم / أن لا يضيعوا من بحبهم نشا
شغفت بمدح علاك ألسنة الورى / فبمثله صحف الثنا لن تنقشا
شرفت شعري في معانيك التي / جلت العقول وزحزحت عنها الغشا
شعشعت أقداح الثنا حتى لقد / أوشكت استهوي الكواكب لو أشا
شنفت آذان العلى بجمانة / ولست ثوب الفخر فيه مزركشا
ثقل الملام وطالت الأبحاث
ثقل الملام وطالت الأبحاث / فإلام ذا الإلحاح والإلثاث
ثمل الفؤاد من الغرام فما عسى / يجدي العواذل أصلحوا أو عاثوا
ثبتت جراثيم الهوى بسرائري / فكأن عشقي للظبا ميراث
ثارت لواعج حبهم في خاطري / وغدا لقلبي في الغرام لباث
ثأري لدى حدق الحسان مضيع / فلكم هنالك ساحر نفاث
ثخنت جراحي من ظباها واقتنى / جفني السهاد فما يلم حثاث
ثوب الضنا قد جددته يد الهوى / وثياب صبري يا أميم رثاث
ثنت النهى أنوار عزتك التي / حكمت بأن النيرات ثلاث
ثملت بمرآها العيون وكم بها / صبت الشيوخ وهامت الأحداث
ثجت بحار الدمع من جفني دما / لما لواك العاذل النباث
ثكلتك أمك يا زمان إلى متى / للعهد أنت مضيع نكاث
ثمرات عمري في همومك قد ذوت / أفهل لقلبي من عناك غياث
ثاورت منك ليوث خطب شرعت / منها النيوب ومدت الأخباث
ثب يا فؤادي نحو واسط إنها / أرض بأنواع المنامئناث
ثمر الندى يجنى وأزهار الهدى / تجلى بها لا الآس والجثجاث
ثم الفتوة والمروة والنخا / فالوفد يغنى واللهيف يغاث
ثم الشدائد تنتسى فكأنما / مرت بأحلام الكرى أضغاث
ثم الرفاعي ابن طه من له / كل الفضائل عن أبيه تراث
ثقفت شمائله به فكأنما / أخلاقه أخلاقه الادماث
ثاني العنان لكل فخر شامخ / وركابه نحو العلاء دلاث
ثبتت خوارقه الرجاح تواترا / وتقاصرت عن شأوه الاغواث
ثغر التواضع فيه أضحى باسما / عن رفعة هو ليثها الالهاث
ثلت مضارب حد من ناوى له / عبدا وهل يقوى البزاة بغاث
ثلت عروش الكاشحين وزلزلوا / حتى كأن قصورهم أجداث
ثق يا فؤاد به ولازم حبه / تظفر ويقبل حظك اللثلاث
ثابر على إنشاء أبيات الثنا / فصفاته لك عدة وأثاث
ثلجت بمدحك يا رفاعي العلى / منا الصدور ولمت الأشعاث
ثجاج سرك في بنيك لقد سرى / فيهم لدى جدب السنين نغاث
ثمن المديح بهم إذا مدحوا غلا / وإذا دعوا للنائبات أغاثوا
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي / من بعد فقدك يا سراج النادي
جادت عليك مدامعي واحق ما / تجري الدموع لفرقة الاجواد
أنت الذي ملأ الزمان فضائلاً / وفواضلاً ومكارماً وايادي
أنت الذي الف التواضع شيمة / ان التواضع حلية الأسياد
ابكي خلائقك التي كانت لنا / مرآة كل فضيلة ورشاد
ابكي المعاني الغر منك واندب ال / همم التي جلت عن الأنداد
ابكي المفاخر والمآثر والحجى / والرأي منبلجاً بنور سداد
من للسماحة بعد فقدك والندى / من للعفاة الشعث والقصاد
من للوفود إذا تكاثف جمعها / من للضيوف وسائر الوراد
كانت لهم بذرى حماك ملاجئ / يجدون فيها بهجة الأعياد
ويرون في الطاف ذاتك ما به / يحلو ترنم حاضر أو بادي
هيهات بعدك ان يطيق تصبراً / قلبي ويرقا دمعي المتمادي
اطوي الليالي بعد فقدك نائحاً / واصابح الأيام بالتعداد
لِمَ لا أنوح على كريم كان في / أعماله يبيض وجه بلادي
ولكم له عندي حقوق مودة / ومحبة وقفت عليه ودادي
أُنشي رثاه ومن مدادي ادمعي / ودم الفؤاد لها من الامداد
ويكاد يلتهب اليراع بأنملي / مما يحس من الزفير البادي
آل المقدم ان احمدكم مضى / عطر الثناء مطهر الأبراد
وسرى إلى دار البقا ومن التقى / مُلئت حقيبته بأوفر زاد
صحب الحية منزهاً عن كل ما / يزري بفضل نزاهة العباد
يرعى حقوق الدين والدنيا بلا / بطر كما امر النبي الهادي
فتمسكوا بخلاله وتعقبوا / آثاره يا عترة الأمجاد
وابنوا كما قد كان يبني للعلى / وخذوا تقى الرحمن خيرَ عتاد